کتابخانه روایات شیعه
بحار الأنوار (ط - بيروت) - ج 1تا15
وَ غُلَّتِي لَا يُبَرِّدُهَا إِلَّا وَصْلُكَ وَ لَوْعَتِي لَا يُطْفِئُهَا إِلَّا لِقَاؤُكَ وَ شَوْقِي إِلَيْكَ لَا يَبُلُّهُ إِلَّا النَّظَرُ إِلَى وَجْهِكَ وَ قَرَارِي لَا يَقِرُّ دُونَ دُنُوِّي مِنْكَ وَ لَهْفَتِي لَا يَرُدُّهَا إِلَّا رَوْحُكَ وَ سُقْمِي لَا يَشْفِيهِ إِلَّا طِبُّكَ وَ غَمِّي لَا يُزِيلُهُ إِلَّا قُرْبُكَ وَ جُرْحِي لَا يُبْرِئُهُ إِلَّا صَفْحُكَ وَ رَيْنُ قَلْبِي لَا يَجْلُوهُ إِلَّا عَفْوُكَ وَ وَسْوَاسُ صَدْرِي لَا يُزِيحُهُ إِلَّا أَمْرُكَ فَيَا مُنْتَهَى أَمَلِ الْآمِلِينَ وَ يَا غَايَةَ سُؤْلِ السَّائِلِينَ وَ يَا أَقْصَى طَلِبَةِ الطَّالِبِينَ وَ يَا أَعْلَى رَغْبَةِ الرَّاغِبِينَ وَ يَا وَلِيَّ الصَّالِحِينَ وَ يَا أَمَانَ الْخَائِفِينَ وَ يَا مُجِيبَ الْمُضْطَرِّينَ وَ يَا ذُخْرَ الْمُعْدِمِينَ وَ يَا كَنْزَ الْبَائِسِينَ وَ يَا غِيَاثَ الْمُسْتَغِيثِينَ وَ يَا قَاضِيَ حَوَائِجِ الْفُقَرَاءِ وَ الْمَسَاكِينِ وَ يَا أَكْرَمَ الْأَكْرَمِينَ وَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ لَكَ تَخَضُّعِي وَ سُؤَالِي وَ إِلَيْكَ تَضَرُّعِي وَ ابْتِهَالِي أَسْأَلُكَ أَنْ تُنِيلَنِي مِنْ رَوْحِ رِضْوَانِكَ وَ تُدِيمَ عَلَيَّ نِعَمَ امْتِنَانِكَ وَ هَا أَنَا بِبَابِ كَرَمِكَ وَاقِفٌ وَ لِنَفَحَاتِ بِرِّكَ مُتَعَرِّضٌ وَ بِحَبْلِكَ الشَّدِيدِ مُعْتَصِمٌ وَ بِعُرْوَتِكَ الْوُثْقَى مُتَمَسِّكٌ إِلَهِي ارْحَمْ عَبْدَكَ الذَّلِيلَ ذَا اللِّسَانِ الْكَلِيلِ وَ الْعَمَلِ الْقَلِيلِ وَ امْنُنْ عَلَيْهِ بِطَوْلِكَ الْجَزِيلِ وَ اكْنُفْهُ تَحْتَ ظِلِّكَ الظَّلِيلِ يَا كَرِيمُ يَا جَمِيلُ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ الْمُنَاجَاةُ الثَّانِيَةَ عَشَرَ مُنَاجَاةُ الْعَارِفِينَ لِيَوْمِ الثَّلَاثَاءِ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ إِلَهِي قَصُرَتِ الْأَلْسُنُ عَنْ بُلُوغِ ثَنَائِكَ كَمَا يَلِيقُ بِجَلَالِكَ وَ عَجَزَتِ الْعُقُولُ عَنْ إِدْرَاكِ كُنْهِ جَمَالِكَ وَ انْحَسَرَتِ الْأَبْصَارُ دُونَ النَّظَرِ إِلَى سُبُحَاتِ وَجْهِكَ وَ لَمْ تَجْعَلْ لِلْخَلْقِ طَرِيقاً إِلَى مَعْرِفَتِكَ إِلَّا بِالْعَجْزِ عَنْ مَعْرِفَتِكَ إِلَهِي فَاجْعَلْنَا مِنَ الَّذِينَ تَوَشَّحَتْ 224 أَشْجَارُ الشَّوْقِ إِلَيْكَ فِي حَدَائِقِ صُدُورِهِمْ وَ أَخَذَتْ لَوْعَةُ مَحَبَّتِكَ بِمَجَامِعِ قُلُوبِهِمْ فَهُمْ إِلَى أَوْكَارِ الْأَفْكَارِ 225 يَأْوُونَ وَ فِي رِيَاضِ الْقُرْبِ وَ الْمُكَاشَفَةِ يَرْتَعُونَ وَ مِنْ حِيَاضِ الْمَحَبَّةِ بِكَأْسِ الْمُلَاطَفَةِ يَكْرَعُونَ وَ شَرَائِعِ الْمُصَافَاةِ يَرِدُونَ قَدْ كُشِفَ الْغِطَاءُ عَنْ أَبْصَارِهِمْ وَ انْجَلَتْ ظُلْمَةُ الرَّيْبِ عَنْ عَقَائِدِهِمْ مِنْ 226 ضَمَائِرِهِمْ وَ انْتَفَتْ مُخَالَجَةُ الشَّكِّ عَنْ قُلُوبِهِمْ وَ سَرَائِرِهِمْ وَ انْشَرَحَتْ بِتَحْقِيقِ
الْمَعْرِفَةِ صُدُورُهُمْ وَ عَلَتْ لِسَبْقِ السَّعَادَةِ فِي الزَّهَادَةِ هِمَمُهُمْ وَ عَذُبَ فِي مَعِينِ الْمُعَامَلَةِ شِرْبُهُمْ وَ طَابَ فِي مَجْلِسِ الْأُنْسِ سِرُّهُمْ وَ أَمِنَ فِي مَوْطِنِ الْمَخَافَةِ سِرْبُهُمْ وَ اطْمَأَنَّتْ بِالرُّجُوعِ إِلَى رَبِّ الْأَرْبَابِ أَنْفُسُهُمْ وَ تَيَقَّنَتْ بِالْفَوْزِ وَ الْفَلَاحِ أَرْوَاحُهُمْ وَ قَرَّتْ بِالنَّظَرِ إِلَى مَحْبُوبِهِمْ أَعْيُنُهُمْ وَ اسْتَقَرَّ بِإِدْرَاكِ السُّؤْلِ وَ نَيْلِ الْمَأْمُولِ قَرَارُهُمْ وَ رَبِحَتْ فِي بَيْعِ الدُّنْيَا بِالْآخِرَةِ تِجَارَتُهُمْ إِلَهِي مَا أَلَذَّ خَوَاطِرَ الْإِلْهَامِ بِذِكْرِكَ عَلَى الْقُلُوبِ وَ مَا أَحْلَى الْمَسِيرَ إِلَيْكَ بِالْأَوْهَامِ فِي مَسَالِكِ الْغُيُوبِ وَ مَا أَطْيَبَ طَعْمَ حُبِّكَ وَ مَا أَعْذَبَ شِرْبَ قُرْبِكَ فَأَعِذْنَا مِنْ طَرْدِكَ وَ إِبْعَادِكَ وَ اجْعَلْنَا مِنْ أَخَصِّ عَارِفِيكَ وَ أَصْلَحِ عِبَادِكَ وَ أَصْدَقِ طَائِعِيكَ وَ أَخْلَصِ عُبَّادِكَ يَا عَظِيمُ يَا جَلِيلُ يَا كَرِيمُ يَا مُنِيلُ بِرَحْمَتِكَ وَ مَنِّكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ الْمُنَاجَاةُ الثَّالِثَةَ عَشَرَ مُنَاجَاةُ الذَّاكِرِينَ لِيَوْمِ الْأَرْبِعَاءِ بِسْمِ اللَّهِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ إِلَهِي لَوْ لَا الْوَاجِبُ مِنْ قَبُولِ أَمْرِكَ لَنَزَّهْتُكَ مِنْ ذِكْرِي إِيَّاكَ عَلَى أَنَّ ذِكْرِي لَكَ بِقَدْرِي لَا بِقَدْرِكَ وَ مَا عَسَى أَنْ يَبْلُغَ مِقْدَارِي حَتَّى أُجْعَلَ مَحَلًّا لِتَقْدِيسِكَ وَ مِنْ أَعْظَمِ النِّعَمِ عَلَيْنَا جَرَيَانُ ذِكْرِكَ عَلَى أَلْسِنَتِنَا وَ إِذْنُكَ لَنَا بِدُعَائِكَ وَ تَنْزِيهِكَ وَ تَسْبِيحِكَ إِلَهِي فَأَلْهِمْنَا ذِكْرَكَ فِي الْخَلَإِ وَ الْمَلَإِ وَ اللَّيْلِ وَ النَّهَارِ وَ الْإِعْلَانِ وَ الْإِسْرَارِ وَ فِي السَّرَّاءِ وَ الضَّرَّاءِ وَ آنِسْنَا بِالذِّكْرِ الْخَفِيِّ وَ اسْتَعْمِلْنَا بِالْعَمَلِ الزَّكِيِّ وَ السَّعْيِ الْمَرْضِيِّ وَ جَازِنَا بِالْمِيزَانِ الْوَفِيِّ إِلَهِي بِكَ هَامَتِ الْقُلُوبُ الْوَالِهَةُ وَ عَلَى مَعْرِفَتِكَ جُمِعَتِ الْعُقُولُ الْمُتَبَايِنَةُ فَلَا تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ إِلَّا بِذِكْرَاكَ وَ لَا تَسْكُنُ النُّفُوسُ إِلَّا عِنْدَ رُؤْيَاكَ أَنْتَ الْمُسَبَّحُ فِي كُلِّ مَكَانٍ وَ الْمَعْبُودُ فِي كُلِّ زَمَانٍ وَ الْمَوْجُودُ فِي كُلِّ أَوَانٍ وَ الْمَدْعُوُّ بِكُلِّ لِسَانٍ وَ الْمُعَظَّمُ فِي كُلِّ جَنَانٍ وَ أَسْتَغْفِرُكَ مِنْ كُلِّ لَذَّةٍ بِغَيْرِ ذِكْرِكَ وَ مِنْ كُلِّ رَاحَةٍ بِغَيْرِ أُنْسِكَ وَ مِنْ كُلِّ سُرُورٍ بِغَيْرِ قُرْبِكَ وَ مِنْ كُلِّ شُغُلٍ بِغَيْرِ طَاعَتِكَ إِلَهِي أَنْتَ قُلْتَ وَ قَوْلُكَ الْحَقُ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْراً كَثِيراً وَ سَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَ أَصِيلًا 227 وَ قُلْتَ وَ قَوْلُكَ الْحَقُ فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ 228
فَأَمَرْتَنَا بِذِكْرِكَ وَ وَعَدْتَنَا عَلَيْهِ أَنْ تَذْكُرَنَا تَشْرِيفاً لَنَا وَ تَفْخِيماً وَ إِعْظَاماً وَ هَا نَحْنُ ذَاكِرُوكَ كَمَا أَمَرْتَنَا فَأَنْجِزْ لَنَا مَا وَعَدْتَنَا يَا ذَاكِرَ الذَّاكِرِينَ وَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ الْمُنَاجَاةُ الرَّابِعَةَ عَشَرَ مُنَاجَاةُ الْمُعْتَصِمِينَ لِيَوْمِ الْخَمِيسِ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ اللَّهُمَّ يَا مَلَاذَ اللَّائِذِينَ وَ يَا مَعَاذَ الْعَائِذِينَ وَ يَا مُنْجِيَ الْهَالِكِينَ وَ يَا عَاصِمَ الْبَائِسِينَ وَ يَا رَاحِمَ الْمَسَاكِينِ وَ يَا مُجِيبَ الْمُضْطَرِّينَ وَ يَا كَنْزَ الْمُفْتَقِرِينَ وَ يَا جَابِرَ الْمُنْكَسِرِينَ وَ يَا مَأْوَى الْمُنْقَطِعِينَ وَ يَا نَاصِرَ الْمُسْتَضْعَفِينَ وَ يَا مُجِيرَ الْخَائِفِينَ وَ يَا مُغِيثَ الْمَكْرُوبِينَ وَ يَا حِصْنَ اللَّاجِينَ إِنْ لَمْ أَعُذْ بِعِزَّتِكَ فَبِمَنْ أَعُوذُ وَ إِنْ لَمْ أَلُذْ بِقُدْرَتِكَ فَبِمَنْ أَلُوذُ وَ قَدْ أَلْجَأَتْنِي الذُّنُوبُ إِلَى التَّشَبُّثِ بِأَذْيَالِ عَفْوِكَ وَ أَحْوَجَتْنِي الْخَطَايَا إِلَى اسْتِفْتَاحِ أَبْوَابِ صَفْحِكَ وَ دَعَتْنِي الْإِسَاءَةُ إِلَى الْإِنَاخَةِ بِفِنَاءِ عِزِّكَ وَ حَمَلَتْنِي الْمَخَافَةُ مِنْ نَقِمَتِكَ عَلَى التَّمَسُّكِ بِعُرْوَةِ عَطْفِكَ وَ مَا حَقُّ مَنِ اعْتَصَمَ بِحَبْلِكَ أَنْ يُخْذَلَ وَ لَا يَلِيقُ بِمَنِ اسْتَجَارَ بِعِزِّكَ أَنْ يُسْلَمَ أَوْ يُهْمَلَ إِلَهِي فَلَا تُخْلِنَا مِنْ حِمَايَتِكَ وَ لَا تُعْرِنَا مِنْ رِعَايَتِكَ وَ ذُدْنَا عَنْ مَوَارِدِ الْهَلَكَةِ فَإِنَّا بِعَيْنِكَ وَ فِي كَنَفِكَ وَ لَكَ أَسْأَلُكَ بِأَهْلِ خَاصَّتِكَ مِنْ مَلَائِكَتِكَ وَ الصَّالِحِينَ مِنْ بَرِيَّتِكَ أَنْ تَجْعَلَ عَلَيْنَا وَاقِيَةً تُنْجِينَا مِنَ الْهَلَكَاتِ وَ تُجَنِّبُنَا مِنَ الْآفَاتِ وَ تُكِنُّنَا مِنْ دَوَاهِي الْمُصِيبَاتِ وَ أَنْ تُنْزِلَ عَلَيْنَا مِنْ سَكِينَتِكَ وَ أَنْ تُغَشِّيَ وُجُوهَنَا بِأَنْوَارِ مَحَبَّتِكَ وَ أَنْ تُؤْوِيَنَا إِلَى شَدِيدِ رُكْنِكَ وَ أَنْ تَحْوِيَنَا فِي أَكْنَافِ عِصْمَتِكَ بِرَأْفَتِكَ وَ رَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ الْمُنَاجَاةُ الْخَامِسَةَ عَشَرَ مُنَاجَاةُ الزَّاهِدِينَ لِلَيْلَةِ الْجُمُعَةِ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ إِلَهِي أَسْكَنْتَنَا دَاراً حَفَرَتْ لَنَا حُفَرَ مَكْرِهَا وَ عَلَّقَتْنَا بِأَيْدِي الْمَنَايَا فِي حَبَائِلِ غَدْرِهَا فَإِلَيْكَ نَلْتَجِئُ مِنْ مَكَائِدِ خُدَعِهَا وَ بِكَ نَعْتَصِمُ مِنَ الِاغْتِرَارِ بِزَخَارِفِ زِينَتِهَا فَإِنَّهَا الْمُهْلِكَةُ طُلَّابَهَا الْمُتْلِفَةُ حُلَّالَهَا الْمَحْشُوَّةُ بِالْآفَاتِ الْمَشْحُونَةُ بِالنَّكَبَاتِ إِلَهِي فَزَهِّدْنَا فِيهَا وَ سَلِّمْنَا مِنْهَا بِتَوْفِيقِكَ وَ عِصْمَتِكَ وَ انْزَعْ عَنَّا جَلَابِيبَ
مُخَالَفَتِكَ وَ تَوَلَّ أُمُورَنَا بِحُسْنِ كِفَايَتِكَ وَ أَوْفِرْ مَزِيدَنَا مِنْ سَعَةِ رَحْمَتِكَ وَ أَجْمِلْ صِلَاتِنَا مِنْ فَيْضِ مَوَاهِبِكَ وَ اغْرِسْ فِي أَفْئِدَتِنَا أَشْجَارَ مَحَبَّتِكَ وَ أَتْمِمْ لَنَا أَنْوَارَ مَعْرِفَتِكَ وَ أَذِقْنَا حَلَاوَةَ عَفْوِكَ وَ لَذَّةَ مَغْفِرَتِكَ وَ أَقْرِرْ أَعْيُنَنَا يَوْمَ لِقَائِكَ بِرُؤْيَتِكَ وَ أَخْرِجْ حُبَّ الدُّنْيَا مِنْ قُلُوبِنَا كَمَا فَعَلْتَ بِالصَّالِحِينَ مِنْ صَفْوَتِكَ وَ الْأَبْرَارِ مِنْ خَاصَّتِكَ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ وَ يَا أَكْرَمَ الْأَكْرَمِينَ.
22- وَ مِنْهَا الْمُنَاجَاةُ الْإِنْجِيلِيَّةُ لِمَوْلَانَا عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ ع وَ قَدْ وَجَدْتُهَا فِي بَعْضِ مَرْوِيَّاتِ أَصْحَابِنَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي كِتَابِ أَنِيسِ الْعَابِدِينَ مِنْ مُؤَلَّفَاتِ بَعْضِ قُدَمَائِنَا عَنْهُ ع وَ هِيَ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ اللَّهُمَّ بِذِكْرِكَ أَسْتَفْتِحُ مَقَالِي وَ بِشُكْرِكَ أَسْتَنْجِحُ سُؤَالِي وَ عَلَيْكَ تَوَكُّلِي فِي كُلِّ أَحْوَالِي وَ إياك [أَنْتَ] أَمَلِي فَلَا تُخَيِّبْ آمَالِي اللَّهُمَّ بِذِكْرِكَ أَسْتَعِيذُ وَ أَعْتَصِمُ وَ بِرُكْنِكَ أَلُوذُ وَ أَتَحَزَّمُ وَ بِقُوَّتِكَ أَسْتَجِيرُ وَ أَسْتَنْصِرُ وَ بِنُورِكَ أَهْتَدِي وَ أَسْتَبْصِرُ وَ إِيَّاكَ أَسْتَعِينُ وَ أَعْبُدُ وَ إِلَيْكَ أَقْصِدُ وَ أَعْمِدُ وَ بِكَ أُخَاصِمُ وَ أُحَاوِلُ وَ مِنْكَ أَطْلُبُ مَا أُحَاوِلُ فَأَعِنِّي يَا خَيْرَ الْمُعِينِينَ وَ قِنِي الْمَكَارِهَ كُلَّهَا يَا رَجَاءَ الْمُؤْمِنِينَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الْمَذْكُورِ بِكُلِّ لِسَانٍ الْمَشْكُورِ عَلَى كُلِّ إِحْسَانٍ الْمَعْبُودِ فِي كُلِّ مَكَانٍ مُدَبِّرِ الْأُمُورِ وَ مُقَدِّرِ الدُّهُورِ وَ الْعَالِمِ بِمَا تُجِنُّهُ الْبُحُورُ وَ تُكِنُّهُ الصُّدُورُ وَ تُخْفِيهِ الظَّلَامُ وَ يُبْدِيهِ النُّورُ الَّذِي حَارَ فِي عِلْمِهِ الْعُلَمَاءُ وَ سَلَّمَ لِحُكْمِهِ الْحُكَمَاءُ وَ تَوَاضَعَ لِعِزَّتِهِ الْعُظَمَاءُ وَ فَاقَ بِسَعَةِ فَضْلِهِ الْكُرَمَاءُ وَ سَادَ بِعَظِيمِ حِلْمِهِ الْحُلَمَاءُ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَا يُخْفَرُ مَنِ انْتَصَرَ بِذِمَّتِهِ وَ لَا يُقْهَرُ مَنِ اسْتَتَرَ بِعَظَمَتِهِ وَ لَا يُكْدَى مَنْ أَذَاعَ شُكْرَ نِعْمَتِهِ وَ لَا يَهْلِكُ مَنْ تَغَمَّدَهُ بِرَحْمَتِهِ ذِي الْمِنَنِ الَّتِي لَا يُحْصِيهَا الْعَادُّونَ وَ النِّعَمِ الَّتِي لَا يُجَازِيهَا الْمُجْتَهِدُونَ وَ الصَّنَائِعِ الَّتِي لَا يَسْتَطِيعُ دَفْعَهَا الْجَاحِدُونَ وَ الدَّلَائِلِ الَّتِي يَسْتَبْصِرُ بِنُورِهَا الْمَوْجُودُونَ أَحْمَدُهُ جَاهِراً بِحَمْدِهِ شَاكِراً لِرِفْدِهِ حَمْدَ مُوَفَّقٍ لِرُشْدِهِ وَاثِقٍ بِعَدْلِهِ 229 لَهُ الشُّكْرُ الدَّائِمُ وَ الْأَمْرُ اللَّازِمُ اللَّهُمَّ إِيَّاكَ أَسْأَلُ وَ بِكَ أَتَوَسَّلُ وَ عَلَيْكَ أَتَوَكَّلُ وَ بِفَضْلِكَ أَغْتَنِمُ وَ بِحَبْلِكَ
أَعْتَصِمُ وَ فِي رَحْمَتِكَ أَرْغَبُ وَ مِنْ نَقِمَتِكَ أَرْهَبُ وَ بِقُوَّتِكَ 230 أَسْتَعِينُ وَ بِعَظَمَتِكَ أَسْتَكِينُ اللَّهُمَّ أَنْتَ الْوَلِيُّ الْمُرْشِدُ وَ الْغَنِيُّ الْمُرْفِدُ وَ الْعَوْنُ الْمُؤَيِّدُ الرَّاحِمُ الْغَفُورُ وَ الْعَاصِمُ الْمُجِيرُ وَ الْقَاصِمُ الْمُبِيرُ وَ الْخَالِقُ الْحَلِيمُ وَ الرَّازِقُ الْكَرِيمُ وَ السَّابِقُ الْقَدِيمُ عَلِمْتَ فَخَبَّرْتَ وَ حَلُمْتَ فَسَتَرْتَ وَ رَحِمْتَ فَغَفَرْتَ وَ عَظُمْتَ فَقَهَرْتَ وَ مَلَكْتَ فَاسْتَأْثَرْتَ وَ أَدْرَكْتَ فَاقْتَدَرْتَ وَ حَكَمْتَ فَعَدَلْتَ وَ أَنْعَمْتَ فَأَفْضَلْتَ وَ أَبْدَعْتَ فَأَحْسَنْتَ وَ صَنَعْتَ فَأَتْقَنْتَ وَ جُدْتَ فَأَغْنَيْتَ وَ أَيَّدْتَ فَكَفَيْتَ وَ خَلَقْتَ فَسَوَّيْتَ وَ وَفَّقْتَ فَهَدَيْتَ بَطَنْتَ الْغُيُوبَ فَخَبَّرْتَ مَكْنُونَ أَسْرَارِهَا وَ حُلْتَ بَيْنَ الْقُلُوبِ وَ بَيْنَ تَصَرُّفِهَا عَلَى اخْتِيَارِهَا فَأَيْقَنَتِ الْبَرَايَا أَنَّكَ مُدَبِّرُهَا وَ خَالِقُهَا وَ أَذْعَنَتْ أَنَّكَ مُقَدِّرُهَا وَ رَازِقُهَا لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ تَعَالَيْتَ عَمَّا يَقُولُ الظَّالِمُونَ عُلُوّاً كَبِيراً اللَّهُمَّ إِنِّي أُشْهِدُكَ وَ أَنْتَ أَقْرَبُ الشَّاهِدِينَ وَ أُشْهِدُ مَنْ حَضَرَنِي مِنْ مَلَائِكَتِكَ الْمُقَرَّبِينَ وَ عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ مِنَ الْجِنَّةِ وَ النَّاسِ أَجْمَعِينَ أَنِّي أَشْهَدُ بِسَرِيرَةٍ زَكِيَّةٍ وَ بَصِيرَةٍ مِنَ الشَّكِّ بَرِيئَةٍ شَهَادَةً أَعْتَقِدُهَا بِإِخْلَاصٍ وَ إِيقَانٍ وَ أُعِدُّهَا طَمَعاً فِي الْخَلَاصِ وَ الْأَمَانِ أُسِرُّهَا تَصْدِيقاً بِرُبُوبِيَّتِكَ وَ أُظْهِرُهَا تَحْقِيقاً لِوَحْدَانِيَّتِكَ وَ لَا أَصُدُّ عَنْ سَبِيلِهَا وَ لَا أُلْحِدُ فِي تَأْوِيلِهَا إِنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ رَبِّي لَا أُشْرِكُ بِكَ أَحَداً وَ لَا أَجِدُ مِنْ دُونِكَ مُلْتَحَداً لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ الْوَاحِدُ الَّذِي لَا يَدْخُلُ فِي عَدَدٍ وَ الْفَرْدُ الَّذِي لَا يُقَاسُ بِأَحَدٍ عَلَا عَنِ الْمُشَاكَلَةِ وَ الْمُنَاسَبَةِ وَ خَلَا مِنَ الْأَوْلَادِ وَ الصَّاحِبَةِ سُبْحَانَهُ مِنْ خَالِقٍ مَا أَصْنَعَهُ وَ رَازِقٍ مَا أَوْسَعَهُ وَ قَرِيبٍ مَا أَرْفَعَهُ وَ مُجِيبٍ مَا أَسْمَعَهُ وَ عَزِيزٍ مَا أَمْنَعَهُ لَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلى فِي السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ وَ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً نَبِيُّهُ الْمُرْسَلُ وَ وَلِيُّهُ الْمُفَضَّلُ وَ شَهِيدُهُ الْمُسْتَعْدَلُ 231 الْمُؤَيَّدُ بِالنُّورِ الْمُضِيءِ وَ الْمُسَدَّدُ بِالْأَمْرِ الْمَرْضِيِّ بَعَثَهُ بِالْأَوَامِرِ الشَّافِيَةِ وَ الزَّوَاجِرِ النَّاهِيَةِ وَ الدَّلَائِلِ الْهَادِيَةِ الَّتِي أَوْضَحَ بُرْهَانَهَا وَ شَرَحَ بُنْيَانَهَا فِي كِتَابٍ مُهَيْمِنٍ
عَلَى كُلِّ كِتَابٍ جَامِعٍ لِكُلِّ رُشْدٍ وَ صَوَابٍ فِيهِ نَبَأُ الْقُرُونِ وَ تَفْصِيلُ الشُّئُونِ 232 وَ فَرْضُ الصَّلَاةِ وَ الصِّيَامِ وَ الْفَرْقُ بَيْنَ الْحَلَالِ وَ الْحَرَامِ فَدَعَا إِلَى خَيْرِ سَبِيلٍ وَ شَفَا مِنْ هُيَامِ الْغَلِيلِ 233 حَتَّى عَلَا الْحَقُّ وَ ظَهَرَ وَ زَهَقَ الْبَاطِلُ وَ انْحَسَرَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ صَلَاةً دَائِمَةً مُمَهَّدَةً لَا تَنْقَضِي لَهَا مُدَّةٌ وَ لَا يَنْحَصِرُ 234 لَهَا عِدَّةٌ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ مَا جَرَتِ النُّجُومُ فِي الْأَبْرَاجِ وَ طلاطمة [تَلَاطَمَتِ] الْبُحُورُ بِالْأَمْوَاجِ وَ مَا ادْلَهَمَّ لَيْلٌ دَاجٍ وَ أَشْرَقَ نَهَارٌ ذُو ابْتِلَاجٍ وَ صَلِّ عَلَيْهِ وَ آلِهِ مَا تَعَاقَبَتِ الْأَيَّامُ وَ تَنَاوَبَتِ الْأَعْوَامُ وَ مَا خَطَرَتِ الْأَوْهَامُ وَ تَدَبَّرَتِ الْأَفْهَامُ وَ مَا بَقِيَ الْأَنَامُ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ خَاتَمِ الْأَنْبِيَاءِ وَ آلِهِ الْبَرَرَةِ الْأَتْقِيَاءِ وَ عَلَى عِتْرَتِهِ النُّجَبَاءِ 235 صَلَاةً مَعْرُوفَةً بِالتَّمَامِ وَ النَّمَاءِ وَ بَاقِيَةً بِلَا فَنَاءٍ وَ انْقِضَاءٍ اللَّهُمَّ رَبَّ الْعَالَمِينَ وَ أَحْكَمَ الْحَاكِمِينَ وَ أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ أَسْأَلُكَ مِنَ الشَّهَادَةِ أَقْسَطَهَا وَ مِنَ الْعِبَادَةِ أَنْشَطَهَا وَ مِنَ الزِّيَادَةِ أَبْسَطَهَا وَ مِنَ الْكَرَامَةِ أَغْبَطَهَا وَ مِنَ السَّلَامَةِ أَحْوَطَهَا وَ مِنَ الْأَعْمَالِ أَقْسَطَهَا وَ مِنَ الْآمَالِ أَوْفَقَهَا وَ مِنَ الْأَقْوَالِ أَصْدَقَهَا وَ مِنَ الْمَحَالِّ أَشْرَفَهَا وَ مِنَ الْمَنَازِلِ أَلْطَفَهَا وَ مِنَ الْحِيَاطَةِ أَكْنَفَهَا وَ مِنَ الرِّعَايَةِ أَعْطَفَهَا 236 وَ مِنَ الْعِصْمَةِ أَكْفَاهَا وَ مِنَ الرَّاحَةِ أَشْفَاهَا وَ مِنَ النِّعْمَةِ أَوْفَاهَا وَ مِنَ الْهِمَمِ أَعْلَاهَا وَ مِنَ الْقَسْمِ أَسْنَاهَا وَ مِنَ الْأَرْزَاقِ أَغْزَرَهَا وَ مِنَ الْأَخْلَاقِ أَطْهَرَهَا وَ مِنَ الْمَذَاهِبِ أَقْصَدَهَا وَ مِنَ الْعَوَاقِبِ أَحْمَدَهَا وَ مِنَ الْأُمُورِ أَرْشَدَهَا وَ مِنَ التَّدَابِيرِ أَوْكَدَهَا وَ مِنَ الْحُدُودِ أَسْعَدَهَا وَ مِنَ الشُّئُونِ أَعْوَدَهَا وَ مِنَ الْفَوَائِدِ أَرْجَحَهَا وَ مِنَ الْعَوَائِلِ أَنْجَحَهَا وَ مِنَ الزِّيَادَاتِ أَتَمَّهَا وَ مِنَ الْبَرَكَاتِ أَعَمَّهَا وَ مِنَ الصَّالِحَاتِ أَعْظَمَهَا: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ قَلْباً خَاشِعاً زَكِيّاً وَ لِسَاناً صَادِقاً عَلِيّاً وَ رِزْقاً وَاسِعاً هَنِيئاً