کتابخانه روایات شیعه
وَ الطَّرِيقُ خَالٍ مِنْ أَحَدٍ، وَ أَنَا فَزِعٌ مِنَ الزُّعَّارِ 354 وَ مِنْ أَهْلِ الْبَلَدِ، أَتَخَفَّى إِلَى أَنْ بَلَغْتُ الْحَائِطَ الَّذِي أَمْضِي مِنْهُ إِلَى الشُّبَّاكِ، فَمَدَدْتُ عَيْنِي، فَإِذَا بِرَجُلٍ جَالِسٍ عَلَى الْبَابِ ظَهْرُهُ إِلَيَّ كَأَنَّهُ يَنْظُرُ فِي دَفْتَرٍ، فَقَالَ لِي: يَا أَبَا الطَّيِّبِ، بِصَوْتٍ يُشْبِهُ صَوْتَ حُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ الرِّضَا. فَقُلْتُ: هَذَا حُسَيْنٌ قَدْ جَاءَ يَزُورُ أَخَاهُ قُلْتُ: يَا سَيِّدِي، أَمْضِي أَزُورُ مِنَ الشُّبَّاكِ وَ أَجِيئُكَ فَأَقْضِي حَقَّكَ. قَالَ: وَ لِمَ لَا تَدْخُلُ، يَا أَبَا الطَّيِّبِ فَقُلْتُ لَهُ: الدَّارُ لَهَا مَا لَكَ لَا أَدْخُلُهَا مِنْ غَيْرِ إِذْنِهِ.
فَقَالَ: يَا أَبَا الطَّيِّبِ، تَكُونُ مَوْلَانَا رِقّاً، وَ تُوَالِينَا حَقّاً، وَ نَمْنَعُكَ تَدْخُلُ الدَّارَ! ادْخُلْ يَا أَبَا الطَّيِّبِ. فَقُلْتُ: أَمْضِي أُسَلِّمُ عَلَيْهِ وَ لَا أَقْبَلُ مِنْهُ، فَجِئْتُ إِلَى الْبَابِ وَ لَيْسَ عَلَيْهِ أَحَدٌ فَيُشْعِرُ بِي، وَ بَادَرْتُ إِلَى عِنْدِ الْبَصْرِيِّ خَادِمِ الْمَوْضِعِ، فَفَتَحَ لِيَ الْبَابَ، وَ دَخَلْتُ فَكَانَ يَقُولُ: أَ لَيْسَ كُنْتَ لَا تَدْخُلُ الدَّارَ فَقَالَ: أَمَّا أَنَا فَقَدْ أَذِنُوا لِي بَقِيتُمْ أَنْتُمْ.
559- 6- أَبُو مُحَمَّدٍ الْفَحَّامُ، قَالَ: حَدَّثَنِي الْمَنْصُورِيُّ، عَنْ عَمِّ أَبِيهِ، وَ حَدَّثَنِي عَمِّي، عَنْ كَافُورٍ الْخَادِمِ بِهَذَا الْحَدِيثِ، قَالَ: كَانَ فِي الْمَوْضِعِ مُجَاوِرِ الْإِمَامِ مِنْ أَهْلِ الصَّنَائِعِ صُنُوفٌ مِنَ النَّاسِ، وَ كَانَ الْمَوْضِعُ كَالْقَرْيَةِ، وَ كَانَ يُونُسُ النَّقَّاشُ يَغْشَى 355 سَيِّدَنَا الْإِمَامَ وَ يَخْدُمُهُ، فَجَاءَهُ يَوْماً يُرْعَدُ، فَقَالَ لَهُ: يَا سَيِّدِي، أُوصِيكَ بِأَهْلِي خَيْراً.
قَالَ: وَ مَا الْخَبَرُ قَالَ: عَزَمْتُ عَلَى الرَّحِيلِ. قَالَ: وَ لِمَ يَا يُونُسُ وَ هُوَ يَتَبَسَّمُ (عَلَيْهِ السَّلَامُ).
قَالَ: قَالَ يُونُسُ: ابْنُ بُغَا وَجَّهَ إِلَيَّ بِفَصِّ لَيْسَ لَهُ قِيمَةٌ، أَقْبَلْتُ أَنْقُشُهُ فَكَسَرْتُهُ بِاثْنَيْنِ وَ مَوْعِدُهُ غَداً وَ هُوَ مُوسَى بْنُ بُغَا، إِمَّا أَلْفُ سَوْطٍ أَوِ الْقَتْلُ.
قَالَ: امْضِ إِلَى مَنْزِلِكَ، إِلَى غَدٍ فَرَجٌ، فَمَا يَكُونُ إِلَّا خَيْراً، فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْغَدِ وَافَى بُكْرَةً يُرْعَدُ، فَقَالَ: قَدْ جَاءَ الرَّسُولُ يَلْتَمِسُ الْفَصَّ. قَالَ: امْضِ إِلَيْهِ فَمَا تَرَى إِلَّا خَيْراً.
قَالَ: وَ مَا أَقُولُ لَهُ، يَا سَيِّدِي قَالَ: فَتَبَسَّمَ، وَ قَالَ: امْضِ إِلَيْهِ وَ اسْمَعْ مَا يُخْبِرُكَ بِهِ، فَلَنْ يَكُونَ إِلَّا خَيْرٌ.
قَالَ: فَمَضَى وَ عَادَ يَضْحَكُ. قَالَ: قَالَ لِي، يَا سَيِّدِي: الْجَوَارِي اخْتَصَمُوا، فَيُمْكِنُكَ أَنْ تَجْعَلَهُ فَصَّيْنِ حَتَّى نُغْنِيَكَ. فَقَالَ سَيِّدُنَا الْإِمَامُ: اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ إِذْ جَعَلْتَنَا مِمَّنْ يَحْمَدُكَ حَقّاً، فَأَيْشٍ قُلْتَ لَهُ قَالَ: قُلْتُ: أَمْهِلْنِي حَتَّى أَتَأَمَّلَ أَمْرَهُ كَيْفَ أَعْمَلُهُ.
فَقَالَ: أَصَبْتَ.
560- 7- أَبُو مُحَمَّدٍ الْفَحَّامُ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو الْحَسَنِ الْمَنْصُورِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَمُّ أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنِي الْإِمَامُ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ:
حَدَّثَنِي أَبِي عَلِيُّ بْنُ مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي مُوسَى بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ (عَلَيْهِمُ السَّلَامُ)، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) وَ هُوَ يَقُولُ: مَنْ أَدَّى لِلَّهِ مَكْتُوبَةً فَلَهُ فِي أَثَرِهَا دَعْوَةٌ مُسْتَجَابَةٌ.
قَالَ ابْنُ الْفَحَّامِ: رَأَيْتُ وَ اللَّهِ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) فِي النَّوْمِ، فَسَأَلْتُهُ عَنِ الْخَبَرِ، فَقَالَ: صَحِيحٌ إِذَا فَرَغْتَ مِنَ الْمَكْتُوبَةِ، فَقُلْ وَ أَنْتَ سَاجِدٌ" اللَّهُمَّ بِحَقِّ مَنْ رَوَاهُ وَ رُوِيَ عَنْهُ صَلِّ عَلَى جَمَاعَتِهِمْ، وَ افْعَلْ بِي كَيْتَ وَ كَيْتَ".
561- 8- أَبُو مُحَمَّدٍ الْفَحَّامُ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَمِّي عَمْرُو بْنُ يَحْيَى الْفَحَّامُ، قَالَ:
حَدَّثَنِي أَبُو الْحَسَنِ إِسْحَاقُ بْنُ عُبْدُوسٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ بَهَارِ بْنِ عَمَّارٍ التَّيْمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ مِهْرَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُخَوَّلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْفُضَيْلُ بْنُ الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِي دَاوُدَ السَّبِيعِيِّ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ الْحُصَيْنِ أَخِي 356 بُرَيْدَةَ بْنِ حُصَيْبٍ، قَالَ: بَيْنَا أَنَا وَ أَخِي بُرَيْدَةُ عِنْدَ النَّبِيِّ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) إِذْ دَخَلَ أَبُو بَكْرٍ، فَسَلَّمَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ)، فَقَالَ: انْطَلِقْ فَسَلِّمْ عَلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَ مَنْ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ قَالَ: عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ. قَالَ: عَنْ أَمْرِ اللَّهِ وَ أَمْرِ رَسُولِهِ قَالَ: نَعَمْ.
ثُمَّ دَخَلَ عُمَرُ فَسَلَّمَ فَقَالَ: انْطَلِقْ فَسَلِّمْ عَلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ. فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ،
وَ مَنْ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ قَالَ: عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ. قَالَ: عَنْ أَمْرِ اللَّهِ وَ أَمْرِ رَسُولِهِ قَالَ: نَعَمْ.
562- 9- أَبُو مُحَمَّدٍ الْفَحَّامُ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَمِّي، قَالَ: حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ عُبْدُوسٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ بَهَارِ بْنِ عَمَّارٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ (صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ) قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) وَ عِنْدَهُ أَبُو بَكْرٍ وَ عُمَرُ، فَجَلَسْتُ بَيْنَهُ وَ بَيْنَ عَائِشَةَ، فَقَالَتْ لِي عَائِشَةُ: مَا وَجَدْتَ إِلَّا فَخِذِي أَوْ فَخِذَ رَسُولِ اللَّهِ. فَقَالَ: مَهْ يَا عَائِشَةُ، لَا تُؤْذِينِي فِي عَلِيِّ، فَإِنَّهُ أَخِي فِي الدُّنْيَا وَ أَخِي فِي الْآخِرَةِ، وَ هُوَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ، يَجْعَلُهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى الصِّرَاطِ، فَيُدْخِلُ أَوْلِيَاءَهُ الْجَنَّةَ، وَ أَعْدَاءَهُ النَّارَ.
563- 10- قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ الْفَحَّامُ: وَ فِي هَذَا الْمَعْنَى حَدَّثَنِي أَبُو الطَّيِّبِ مُحَمَّدُ بْنُ الْفَرْحَانِ الدُّورِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ فُرَاتٍ الدَّهَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ وَكِيعٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنِ ابْنِ الْمُتَوَكِّلِ النَّاجِي، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ): يَقُولُ اللَّهُ (تَعَالَى) يَوْمَ الْقِيَامَةِ لِي وَ لِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ:
أَدْخِلَا الْجَنَّةَ مَنْ أَحَبَّكُمَا، وَ أَدْخِلَا النَّارَ مَنْ أَبْغَضَكُما، وَ ذَلِكَ قَوْلُهُ (تَعَالَى): «أَلْقِيا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ» 357 .
564- 11- أَبُو مُحَمَّدٍ الْفَحَّامُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْفَضْلِ مُحَمَّدُ بْنُ هَاشِمٍ الْهَاشِمِيُّ صَاحِبُ الصَّلَاةِ بِسُرَّمَنْرَأَى، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زَكَرِيَّا بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْجَوْهَرِيُّ الْبَصْرِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُثَنَّى، عَنْ ثُمَامَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنِ النَّبِيِّ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ)، قَالَ: إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ وَ نُصِبَ الصِّرَاطُ عَلَى جَهَنَّمَ لَمْ يَجُزْ عَلَيْهِ إِلَّا مَنْ مَعَهُ جَوَازٌ فِيهِ وَلَايَةُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، وَ ذَلِكَ قَوْلُهُ (تَعَالَى): «وَ قِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ» 358 يَعْنِي عَنْ وَلَايَةِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ (عَلَيْهِ السَّلَامُ).
565- 12- أَبُو مُحَمَّدٍ الْفَحَّامُ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَمِّي، قَالَ: حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُتَوَكِّلِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: سَأَلَنِي عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، فَقَالَ لِي: يَا بُنَيَّ مَنْ أَخْيَرُ النَّاسِ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) قَالَ: قُلْتُ: مَنْ أُحِلَّ لَهُ مَا حَرَّمَ اللَّهُ عَلَى النَّاسِ، وَ حُرِّمَ عَلَيْهِ مَا أُحِلَّ لِلنَّاسِ فَقَالَ: وَ اللَّهِ لَقَدْ قُلْتَ فَصَدَقْتَ، حُرِّمَ عَلَى عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ الصَّدَقَةُ وَ أُحِلَّتْ لِلنَّاسِ، وَ حَرَّمَ عَلَيْهِمْ أَنْ يَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ وَ هُمْ جُنُبٌ وَ أَحَلَّهُ لَهُ، وَ غُلِّقَتِ الْأَبْوَابُ وَ سُدَّتْ وَ لَمْ يُغْلَقْ لِعَلِيٍّ بَابٌ وَ لَمْ يُسَدَّ.
566- 13- أَبُو مُحَمَّدٌ الْفَحَّامُ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَمِّي، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِيِّ الرَّأْسُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْعَمْرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ يَحْيَى بْنُ الْمُغِيرَةِ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَخِي مُحَمَّدُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ، عَنْ سَيِّدِنَا أَبِي عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ (عَلَيْهِمَا السَّلَامُ)، قَالَ: قَالَ أَبِي لِجَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ: لِي إِلَيْكَ حَاجَةٌ أُرِيدُ أَخْلُو بِكَ فِيهَا، فَلَمَّا خَلَا بِهِ فِي بَعْضِ الْأَيَّامِ، قَالَ لَهُ: أَخْبِرْنِي عَنِ اللَّوْحِ الَّذِي رَأَيْتَهُ فِي يَدِ أُمِّي فَاطِمَةَ (عَلَيْهَا السَّلَامُ).
قَالَ جَابِرٌ: أَشْهَدُ بِاللَّهِ لَقَدْ دَخَلْتُ عَلَى فَاطِمَةَ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) لِأُهَنِّئَهَا بِوَلَدِهَا الْحُسَيْنِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ)، فَإِذَا بِيَدِهَا لَوْحٌ أَخْضَرُ مِنْ زَبَرْجَدَةٍ خَضْرَاءَ، فِيهِ كِتَابٌ أَنْوَرُ مِنَ الشَّمْسِ وَ أَطْيَبُ مِنْ رَائِحَةِ الْمِسْكِ الْأَذْفَرِ. فَقُلْتُ: مَا هَذَا، يَا بِنْتَ رَسُولِ اللَّهِ فَقَالَتْ: هَذَا لَوْحٌ أَهْدَاهُ اللَّهُ (عَزَّ وَ جَلَّ) إِلَى أَبِي، فِيهِ اسْمُ أَبِي وَ اسْمُ بَعْلِي وَ اسْمُ الْأَوْصِيَاءِ بَعْدَهُ مِنْ وُلْدِي، فَسَأَلْتُهَا أَنْ تَدْفَعَهُ إِلَيَّ لَأَنْسِخَهُ فَفَعَلْتُ، فَقَالَ لَهُ: فَهَلْ لَكَ أَنْ تُعَارِضَنِي بِهِ قَالَ: نَعَمْ. فَمَضَى جَابِرٌ إِلَى مَنْزِلِهِ وَ أَتَى بِصَحِيفَةٍ مِنْ كَاغَدٍ فَقَالَ لَهُ: انْظُرْ فِي صَحِيفَتِكَ حَتَّى أَقْرَأَهَا عَلَيْكَ، وَ كَانَ فِي صَحِيفَتِهِ مَكْتُوبٌ:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ هَذَا كِتَابٌ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ ، أَنْزَلَهُ الرُّوحُ الْأَمِينُ عَلَى مُحَمَّدٍ خَاتَمِ النَّبِيِّينَ.
يَا مُحَمَّدُ، عَظِّمْ أَسْمَائِي، وَ اشْكُرْ نَعْمَائِي، وَ لَا تَجْحَدْ آلَائِي، وَ لَا تَرْجُ سِوَايَ،
وَ لَا تَخْشَ غَيْرِي، فَإِنَّهُ مَنْ يَرْجُو سِوَايَ وَ يَخْشَى غَيْرِي أُعَذِّبُهُ عَذاباً لا أُعَذِّبُهُ أَحَداً مِنَ الْعالَمِينَ .
يَا مُحَمَّدُ، إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى الْأَنْبِيَاءِ، وَ فَضَّلْتُ وَصِيَّكَ عَلَى الْأَوْصِيَاءِ، وَ جَعَلْتُ الْحَسَنَ عَيْبَةَ عِلْمِي مِنْ بَعْدِ انْقِضَاءِ مُدَّةِ أَبِيهِ، وَ الْحُسَيْنَ خَيْرَ أَوْلَادِ الْأَوَّلِينَ وَ الْآخِرِينَ، فِيهِ تَثْبُتُ الْإِمَامَةُ، وَ مِنْهُ يَعْقِبُ عَلِيٌّ زَيْنُ الْعَابِدِينَ، وَ مُحَمَّدٌ الْبَاقِرُ لِعِلْمِي وَ الدَّاعِي إِلَى سَبِيلِي عَلَى مِنْهَاجِ الْحَقِّ، وَ جَعْفَرٌ الصَّادِقُ فِي الْعَقْلِ وَ الْعَمَلِ تَنْشِبُ مِنْ بَعْدَهُ فِتْنَةٌ صَمَّاءُ، فَالْوَيْلُ كُلُّ الْوَيْلِ لِلْمُكَذِّبِ بِعَبْدِي وَ خِيَرَتِي مِنْ خَلْقِي مُوسَى، وَ عَلِيٍّ الرِّضَا يَقْتُلُهُ عِفْرِيتٌ كَافِرٌ يُدْفَنُ بِالْمَدِينَةِ الَّتِي بَنَاهَا الْعَبْدُ الصَّالِحُ إِلَى جَنْبِ شَرِّ خَلْقِ اللَّهِ، وَ مُحَمَّدٌ الْهَادِي إِلَى سَبِيلِي الذَّابُّ عَنْ حَرِيمِي وَ الْقَيِّمُ فِي رَعِيَّتِهِ حَسَنٌ أَغَرُّ، يَخْرُجُ مِنْهُ ذُو الِاسْمَيْنِ عَلِيٌّ [وَ الْحَسَنُ]، وَ الْخَلَفُ مُحَمَّدٌ يَخْرُجُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ عَلَى رَأْسِهِ غَمَامَةٌ بَيْضَاءُ تُظِلُّهُ مِنَ الشَّمْسِ، يُنَادِي بِلِسَانٍ فَصِيحٍ يُسْمِعُهُ الثَّقَلَيْنِ وَ الْخَافِقَيْنِ، وَ هُوَ الْمَهْدِيُّ مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ، يَمْلَأُ الْأَرْضَ عَدْلًا كَمَا مُلِئَتْ جَوْراً.
567- 14- أَبُو مُحَمَّدٍ الْفَحَّامُ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْهَاشِمِيُّ الْمَنْصُورِيُّ بِسُرَّمَنْرَأَى، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو السَّرِيِّ سَهْلُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ إِسْحَاقَ مُؤَذِّنُ الْمَسْجِدِ الْمُعَلَّقِ بِصَفِّ شَنِيفٍ بِسُرَّمَنْرَأَى سَنَةَ ثَمَانٍ وَ تِسْعِينَ وَ مِائَتَيْنِ، قَالَ:
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُطَهَّرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ الدَّيْلَمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى سَيِّدِنَا الصَّادِقِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ)، فَقَالَ لَهُ: يَا سَيِّدِي، أَشْكُو إِلَيْكَ دَيْناً رَكِبَنِي وَ سُلْطَاناً غَشَمَنِي، وَ أُرِيدُ أَنْ تُعَلِّمَنِي دُعَاءً أَغْتَنِمُ بِهِ غَنِيمَةً أَقْضِي بِهَا دَيْنِي وَ أُكفَى بِهَا ظُلْمَ سُلْطَانِي.
فَقَالَ: إِذَا جَنَّكَ اللَّيْلُ، فَصَلِّ رَكْعَتَيْنِ، اقْرَأْ فِي الْأُولَى مِنْهُمَا الْحَمْدَ وَ آيَةَ الْكُرْسِيِّ، وَ فِي الرَّكْعَةِ الثَّانِيَةِ الْحَمْدَ وَ آخِرَ الْحَشْرِ «لَوْ أَنْزَلْنا هذَا الْقُرْآنَ عَلى جَبَلٍ» 359 إِلَى خَاتِمَةِ السُّورَةِ، ثُمَّ خُذِ الْمُصْحَفَ فَدَعْهُ عَلَى رَأْسِكَ وَ قُلْ" بِهَذَا الْقُرْآنِ
وَ بِحَقِّ مَنْ أَرْسَلْتَهُ بِهِ، وَ بِحَقِّ كُلِّ مُؤْمِنٍ مَدَحْتَهُ فِيهِ، وَ بِحَقِّكَ عَلَيْهِمْ، فَلَا أَحَدَ أَعْرَفُ بِحَقِّكَ مِنْكَ بِكَ يَا اللَّهُ" عَشْرَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ تَقُولُ" يَا مُحَمَّدُ" عَشْرَ مَرَّاتٍ" يَا عَلِيُّ" عَشْرَ مَرَّاتٍ" يَا فَاطِمَةُ" عَشْرَ مَرَّاتٍ" يَا حَسَنُ" عَشْرَ مَرَّاتٍ" يَا حُسَيْنُ" عَشْرَ مَرَّاتٍ" يَا عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ" عَشْرَ مَرَّاتٍ" يَا مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ" عَشْرَ مَرَّاتٍ" يَا جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ" عَشْرَ مَرَّاتٍ" يَا مُوسَى بْنَ جَعْفَرٍ" عَشْرَ مَرَّاتٍ" يَا عَلِيَّ بْنَ مُوسَى" عَشْرَ مَرَّاتٍ" يَا مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ" عَشْرَ مَرَّاتٍ" يَا عَلِيَّ بْنَ مُحَمَّدٍ" عَشْرَ مَرَّاتٍ" يَا حَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ" عَشْرَ مَرَّاتٍ" يَا حُجَّةُ" عَشْرَ مَرَّاتٍ. ثُمَّ تَسْأَلُ اللَّهَ (تَعَالَى) حَاجَتَكَ. قَالَ: فَمَضَى الرَّجُلُ وَ عَادَ إِلَيْهِ بَعْدَ مُدَّةٍ، قَدْ قَضَى دَيْنَهُ، وَ صَلَحَ لَهُ سُلْطَانُهُ، وَ عَظُمَ يَسَارُهُ.
568- 15- أَبُو مُحَمَّدٍ الْفَحَّامُ، قَالَ: حَدَّثَنِي الْمَنْصُورِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَمُّ أَبِي أَبُو مُوسَى عِيسَى بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: حَدَّثَنِي الْإِمَامُ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِيهِ عَلِيِّ بْنِ مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي مُوسَى بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: قَالَ الصَّادِقُ (عَلَيْهِ السَّلَامُ): كَانَتْ اسْتِخَارَةُ الْبَاقِرِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ)" اللَّهُمَّ إِنَّ خِيَرَتَكَ تُنِيلُ الرَّغَائِبَ، وَ تُجْزِلُ الْمَوَاهِبَ، وَ تُغْنِمُ الْمَطَالِبَ، وَ تُطَيِّبُ الْمَكَاسِبَ، وَ تَهْدِي إِلَى أَجْمَلِ الْعَوَاقِبِ، وَ تَقِي مَحْذُورَ النَّوَائِبِ، اللَّهُمَّ يَا مَالِكَ الْمُلُوكِ أَسْتَخِيرُكَ فِيمَا عَزَمَ رَأْيِي عَلَيْهِ وَ قَادَنِي يَا مَوْلَايَ إِلَيْهِ، فَسَهِّلْ مِنْ ذَلِكَ مَا تَوَعَّرَ، وَ يَسِّرْ مِنْهُ مَا تَعَسَّرَ، وَ اكْفِنِي فِي اسْتِخَارَتِيَ الْمُهِمَّ، وَ ارْفَعْ عَنِّي كُلَّ مُلِمٍّ، وَ اجْعَلْ عَاقِبَةَ أَمْرِي غُنْماً، وَ مَحْذُورَهُ سِلْماً، وَ بُعْدَهُ قُرْباً، وَ جَدْبَهُ خِصْباً، أَعْطِنِي يَا رَبِّ لِوَاءَ الظَّفَرِ فِيمَا اسْتَخَرْتُكَ فِيهِ، وَ فَوْزَ الْإِنْعَامِ فِيمَا دَعَوْتُكَ لَهُ، وَ مُنَّ عَلَيَّ بِالْإِفْضَالِ فِيمَا رَجَوْتُكَ، فَإِنَّكَ تَعْلَمُ وَ لَا أَعْلَمُ، وَ تَقْدِرُ وَ لَا أَقْدِرُ، وَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ ".
569- 16- وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ، قَالَ: قَالَ سَيِّدُنَا الصَّادِقُ (عَلَيْهِ السَّلَامُ): عَلَيْكُمْ بِالتَّقِيَّةِ، فَإِنَّهُ لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَجْعَلْهَا شِعَارَهُ وَ دِثَارَهُ مَعَ مَنْ يَأْمَنُهُ لِتَكُونَ سَجِيَّتَهُ مَعَ مَنْ يَحْذَرُهُ.
570- 17- وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ): يَا عَلِيُّ، إِنَّ اللَّهَ (عَزَّ وَ جَلَّ) قَدْ غَفَرَ لَكَ وَ لِشِيعَتِكَ، وَ مُحِبِّي شِيعَتِكَ، فَأَبْشِرْ فَإِنَّكَ الْأَنْزَعُ الْبَطِينُ، مَنْزُوعٌ مِنَ الشِّرْكِ، بِطِينٌ مِنَ الْعِلْمِ.
571- 18- وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ): إِنَّمَا سُمِّيَتْ ابْنَتِي فَاطِمَةَ لِأَنَّ اللَّهَ (عَزَّ وَ جَلَّ) فَطَمَهَا وَ فَطَمَ مَنْ أَحَبَّهَا مِنَ النَّارِ.
572- 19- وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ، قَالَ: قَالَ الصَّادِقُ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) فِي قَوْلِهِ (تَعَالَى): «إِنَّ الْحَسَناتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئاتِ» 360 .
قَالَ: صَلَاةُ اللَّيْلِ تَذْهَبُ بِذُنُوبِ النَّهَارِ.
573- 20- وَ بِإِسْنَادِهِ، فِي قَوْلِهِ (عَزَّ وَ جَلَّ)، فِي قَوْلِ يَعْقُوبَ: «فَصَبْرٌ جَمِيلٌ» 361 .
قَالَ: بِلَا شَكْوَى.
574- 21- وَ بِإِسْنَادِهِ، قَالَ: قَالَ الْبَاقِرُ (عَلَيْهِ السَّلَامُ): اتَّقُوا فِرَاسَةَ الْمُؤْمِنِ، فَإِنَّهُ يَنْظُرُ بِنُورِ اللَّهِ، ثُمَّ تَلَا هَذِهِ الْآيَةَ «إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ» 362 .
575- 22- وَ بِإِسْنَادِهِ، فِي قَوْلِهِ: «فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثانِ وَ اجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ» 363 .
قَالَ: الرِّجْسُ الشِّطْرَنْجُ، وَ قَوْلُ الزُّورِ: الْغِنَاءُ.
576- 23- وَ بِإِسْنَادِهِ، قَالَ: قَالَ الصَّادِقُ (عَلَيْهِ السَّلَامُ): «وَ لَقَدْ وَصَّلْنا لَهُمُ الْقَوْلَ» 364 قَالَ: إِمَامٌ بَعْدَ إِمَامٍ.
وَ فِي قَوْلِهِ: «تَتَجافى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضاجِعِ» 365 قَالَ: كَانُوا لَا يَنَامُونَ حَتَّى يُصَلُّوا الْعَتَمَةَ.