کتابخانه روایات شیعه
وَصَفُوا، وَ كَانَ ذَلِكَ فِي أَوَّلِ اللَّيْلِ مِنْ لَيَالِي الْبِيضِ فَقُلْتُ: ارْمُوهُمْ، فَرَمَوْا فَعَادَتْ سِهَامُنَا إِلَيْنَا، فَمَا سَقَطَ سَهْمٌ مِنْهَا إِلَّا فِي صَاحِبِهِ الَّذِي رَمَى بِهِ فَقَتَلَهُ، فَاسْتَوْحَشْتُ لِذَلِكَ وَ جَزِعْتُ وَ أَخَذَتْنِي الْحُمَّى وَ الْقُشَعْرِيرَةُ، وَ رَحَلْتُ عَنِ الْقَبْرِ لِوَقْتِي وَ وَطَّنْتُ نَفْسِي عَلَى أَنْ يَقْتُلَنِي الْمُتَوَكِّلُ لِمَا لَمْ أَبْلُغْ فِي الْقَبْرِ جَمِيعَ مَا تَقَدَّمَ إِلَيَّ بِهِ.
قَالَ أَبُو بَرْزَةَ: فَقُلْتُ لَهُ: قَدْ كُفِيتَ مَا تَحْذَرُ مِنَ الْمُتَوَكِّلِ، قَدْ قُتِلَ بَارِحَةَ الْأُولَى وَ أَعَانَ عَلَيْهِ فِي قَتْلِهِ الْمُنْتَصِرُ، فَقَالَ لِي: قَدْ سَمِعْتُ بِذَلِكَ وَ قَدْ نَالَنِي فِي جِسْمِي مَا لَا أَرْجُو مَعَهُ الْبَقَاءَ. قَالَ أَبُو بَرْزَةَ: كَانَ هَذَا فِي أَوَّلِ النَّهَارِ، فَمَا أَمْسَى الدِّيزَجُ حَتَّى مَاتَ.
قَالَ ابْنُ خُشَيْشٍ: قَالَ أَبُو الْفَضْلِ: إِنَّ الْمُنْتَصِرَ سَمِعَ أَبَاهُ يَشْتِمُ فَاطِمَةَ (عَلَيْهَا السَّلَامُ)، فَسَأَلَ رَجُلًا مِنَ النَّاسِ عَنْ ذَلِكَ، فَقَالَ لَهُ: قَدْ وَجَبَ عَلَيْهِ الْقَتْلُ، إِلَّا أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ أَبَاهُ لَمْ يَطُلْ لَهُ عُمُرٌ.
قَالَ: مَا أُبَالِي إِذَا أَطَعْتُ اللَّهَ بِقَتْلِهِ أَنْ لَا يَطُولَ لِي عُمُرٌ، فَقَتَلَهُ وَ عَاشَ بَعْدَهُ سَبْعَةَ أَشْهُرٍ.
656- 103- أَخْبَرَنَا ابْنُ خُشَيْشٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْمُنْعِمِ بْنِ هَارُونَ الْخَدِيجِيُّ الْكَبِيرُ مِنْ شَاطِئِ النِّيلِ، قَالَ: حَدَّثَنِي جَدِّي الْقَاسِمُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مَعْمَرٍ الْأَسَدِيُّ الْكُوفِيُّ، وَ كَانَ لَهُ عِلْمٌ بِالسِّيرَةِ وَ أَيَّامِ النَّاسِ، قَالَ: بَلَغَ الْمُتَوَكِّلَ جَعْفَرَ بْنَ الْمُعْتَصِمِ أَنَّ أَهْلَ السَّوَادِ يَجْتَمِعُونَ بِأَرْضِ نَيْنَوَى لِزِيَارَةِ قَبْرِ الْحُسَيْنِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ)، فَيَصِيرُ إِلَى قَبْرِهِ مِنْهُمْ خَلْقٌ كَثِيرٌ، فَأَنْفَذَ قَائِداً مِنْ قُوَّادِهِ، وَ ضَمَّ إِلَيْهِ كِتْفاً مِنَ الْجُنْدِ كَثِيراً لِيَشْعَبَ 384 قَبْرَ الْحُسَيْنِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ)، وَ يَمْنَعَ النَّاسَ مِنْ زِيَارَتِهِ وَ الِاجْتِمَاعِ إِلَى قَبْرِهِ.
فَخَرَجَ الْقَائِدُ إِلَى الطَّفِّ، وَ عَمِلَ بِمَا أُمِرَ، وَ ذَلِكَ فِي سَنَةِ سَبْعٍ وَ ثَلَاثِينَ وَ مِائَتَيْنِ، فَثَارَ أَهْلُ السَّوَادِ بِهِ وَ اجْتَمَعُوا عَلَيْهِ وَ قَالُوا: لَوْ قُتِلْنَا عَنْ آخِرِنَا لَمَا أَمْسَكَ مَنْ بَقِيَ مِنَّا عَنْ زِيَارَتِهِ وَ رَأَوْا مِنَ الدَّلَائِلِ مَا حَمَلَهُمْ عَلَى مَا صَنَعُوا فَكَتَبَ بِالْأَمْرِ إِلَى الْحَضْرَةِ فَوَرَدَ كِتَابُ الْمُتَوَكِّلِ إِلَى الْقَائِدِ بِالْكَفِّ عَنْهُمْ وَ الْمَسِيرِ إِلَى الْكُوفَةِ مُظْهِراً أَنَّ مَسِيرَهُ إِلَيْهَا فِي
مَصَالِحِ أَهْلِهَا وَ الِانْكِفَاءِ إِلَى الْمِصْرِ. فَمَضَى الْأَمْرُ عَلَى ذَلِكَ حَتَّى كَانَتْ سَنَةَ سَبْعٍ وَ أَرْبَعِينَ، فَبَلَغَ الْمُتَوَكِّلَ أَيْضاً مَصِيرُ النَّاسِ مِنْ أَهْلِ السَّوَادِ وَ الْكُوفَةِ إِلَى كَرْبَلَاءَ لِزِيَارَةِ قَبْرِ الْحُسَيْنِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ)، وَ أَنَّهُ قَدْ كَثُرَ جَمْعُهُمْ كَذَلِكَ، وَ صَارَ لَهُمْ سُوقٌ كَبِيرٌ، فَأَنْفَذَ قَائِداً فِي جَمْعٍ كَثِيرٍ مِنَ الْجُنْدِ، وَ أَمَرَ مُنَادِياً يُنَادِي بِبَرَاءَةِ الذِّمَّةِ مِمَّنْ زَارَ قَبْرَ الْحُسَيْنِ، وَ نَبَشَ الْقَبْرَ وَ حَرَثَ أَرْضَهُ، وَ انْقَطَعَ النَّاسُ عَنِ الزِّيَارَةِ، وَ عَمِلَ عَلَى تَتَبُّعِ آلِ أَبِي طَالِبٍ (عَلَيْهِمُ السَّلَامُ) وَ الشِّيعَةِ (رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ)، فَقَتَلَ وَ لَمْ يَتِمَّ لَهُ مَا قَدَّرَ.
657- 104- أَخْبَرَنَا ابْنُ خُشَيْشٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو الْفَضْلِ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ غَالِبٍ الْأَزْدِيُّ بِأَرْتَاحَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دَانِيَةَ الطَّوْرِيُّ، قَالَ: حَجَجْتُ سَنَةَ سَبْعٍ وَ أَرْبَعِينَ وَ مِائَتَيْنِ، فَلَمَّا صَدَرْتُ مِنَ الْحَجِّ صِرْتُ إِلَى الْعِرَاقِ فَزُرْتُ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) عَلَى حَالِ خِيفَةٍ مِنَ السُّلْطَانِ، وَ زُرْتُهُ ثُمَّ تَوَجَّهْتُ إِلَى زِيَارَةِ الْحُسَيْنِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ)، فَإِذَا هُوَ قَدْ حُرِثَتْ أَرْضُهُ وَ مُخِرَ فِيهَا الْمَاءُ، وَ أُرْسِلَتِ الثِّيرَانُ الْعَوَامِلُ فِي الْأَرْضِ، فَبِعَيْنِي وَ بَصَرِي كُنْتُ أَرَى الثِّيرَانَ تُسَاقُ فِي الْأَرْضِ فَتَنْسَاقُ لَهُمْ حَتَّى إِذَا حَاذَتْ مَكَانَ الْقَبْرِ حَادَتْ عَنْهُ يَمِيناً وَ شِمَالًا، فَتُضْرَبُ بِالْعِصِيِّ الضَّرْبَ الشَّدِيدَ فَلَا يَنْفَعُ ذَلِكَ فِيهَا، وَ لَا تَطَأُ الْقَبْرَ بِوَجْهٍ وَ لَا سَبَبٍ، فَمَا أَمْكَنَنِي الزِّيَارَةُ، فَتَوَجَّهْتُ إِلَى بَغْدَادَ، وَ أَنَا أَقُولُ فِي ذَلِكَ:
تَاللَّهِ إِنْ كَانَتْ أُمَيَّةُ قَدْ أَتَتْ
قَتْلَ ابْنِ بِنْتِ نَبِيِّهَا مَظْلُوماً
فَلَقَدْ أَتَاكَ بَنُو أَبِيهِ بِمِثْلِهَا
هَذَا لَعَمْرُكَ قَبْرُهُ مَهْدُوماً
أَسِفُوا عَلَى أَنْ لَا يَكُونُوا شَايَعُوا
فِي قَتْلِهِ فَتَتَبَّعُوهُ رَمِيماً
فَلَمَّا قَدِمْتُ بَغْدَادَ سَمِعْتُ الْهَائِعَةَ 385 ، فَقُلْتُ: مَا الْخَبَرُ قَالُوا: سَقَطَ الطَّائِرُ بِقَتْلِ جَعْفَرٍ الْمُتَوَكِّلِ، فَعَجِبْتُ لِذَلِكَ وَ قُلْتُ: إِلَهِي لَيْلَةٌ بِلَيْلَةٍ.
658- 105- أَخْبَرَنَا ابْنُ خُشَيْشٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو زَيْدٍ الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَامِرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ دَلِيلِ بْنِ بِشْرِ بْنِ سَابِقٍ الْبَغْدَادِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُ
بْنُ سَهْلٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُؤَمِّلٌ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ زَاذَانَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ مَلَكَ الْمَطَرِ اسْتَأْذَنَ أَنْ يَأْتِيَ رَسُولَ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ)، فَقَالَ النَّبِيُّ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) لِأُمِّ سَلَمَةَ: امْلِكِي عَلَيْنَا الْبَابَ لَا يَدْخُلْ عَلَيْنَا أَحَدٌ، فَجَاءَ الْحُسَيْنُ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) لِيَدْخُلَ فَمَنَعَتْهُ، فَوَثَبَ حَتَّى دَخَلَ، فَجَعَلَ يَثِبُ عَلَى مَنْكِبَيْ رَسُولِ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) وَ يَقْعُدُ عَلَيْهِمَا. فَقَالَ لَهُ الْمَلِكُ: أَ تُحِبُّهُ قَالَ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ): نَعَمْ. قَالَ: فَإِنَّ أُمَّتَكَ سَتَقْتُلُهُ، فَإِنْ شِئْتَ أَرَيْتُكَ الْمَكَانَ الَّذِي يُقْتَلُ بِهِ، فَمَدَّ يَدَهُ فَإِذَا طِينَةٌ حَمْرَاءُ، فَأَخَذَتْهَا أُمُّ سَلَمَةَ فَصَيَّرَتْهَا إِلَى طَرَفِ خِمَارِهَا.
قَالَ ثَابِتٌ: فَبَلَغَنِي أَنَّهُ الْمَكَانُ الَّذِي قُتِلَ بِهِ بِكَرْبَلَاءَ.
659- 106- أَخْبَرَنَا ابْنُ خُشَيْشٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ دُلَيْلٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ سَهْلٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُؤَمِّلٌ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ عَمَّارِ بْنِ أَبِي عَمَّارٍ، قَالَ: أَمْطَرَتِ السَّمَاءُ يَوْمَ قُتِلَ الْحُسَيْنُ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) دَماً عَبِيطاً.
660- 107- أَخْبَرَنَا ابْنُ خُشَيْشٍ، عَنِ الْقَاضِي نَذِيرِ بْنِ جَنَاحِ بْنِ إِسْحَاقَ الْمُحَارِبِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ زَيْدَانَ بْنِ يَزِيدَ الْبَجَلِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ يَعْقُوبَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا يُوسُفَ بْنُ كُلَيْبٍ، عَنْ هَارُونَ بْنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي سَلَّامٍ مَوْلَى قَيْسٍ، قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ مَوْلَايَ قَيْسٍ إِلَى الْمَدَائِنِ، قَالَ: سَمِعْتُ سَعْدَ بْنَ حُذَيْفَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبِي حُذَيْفَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) يَقُولُ: مَا مِنْ عَبْدٍ وَ لَا أَمَةٍ يَمُوتُ وَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ مِنْ حُبِّ عَلِيٍّ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) إِلَّا أَدْخَلَهُ اللَّهُ الْجَنَّةَ.
تم المجلس الحادي عشر، و يتلوه المجلس الثاني عشر، من أمالي الشيخ السعيد السديد الفقيه الحبر البحر محمد بن الحسن بن علي أبي جعفر الطوسي تغمده الله بغفرانه.
[12] المجلس الثاني عشر
فيه أحاديث أحمد بن محمد بن الصلت الأهوازي، و فيه بعض أحاديث أبي الفتح هلال بن محمد الحفار.
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
661- 1- أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ هَارُونَ بْنِ الصَّلْتِ الْأَهْوَازِيُّ سَمَاعاً مِنْهُ فِي مَسْجِدِهِ بِشَارِعِ دَارِ الرَّقِيقِ بِبَغْدَادَ، فِي سَلْخِ شَهْرِ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ مِنْ سَنَةِ تِسْعٍ وَ أَرْبَعِمِائَةٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ عُقْدَةَ إِمْلَاءً، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْمُسْتَوْرِدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ كُلَيْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ سَالِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا صَبَّاحٌ الْمُزَنِيُّ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أَبِي دَاوُدَ، عَنْ بُرَيْدَةَ، قَالَ: أَمَرَنَا النَّبِيُّ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) أَنْ نُسَلِّمَ عَلَى عَلِيٍّ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) بِإِمْرَةِ الْمُؤْمِنِينَ.
662- 2- أَخْبَرَنَا ابْنُ الصَّلْتِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبَانٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُسْلِمٍ الْمُلَائِيُّ، عَنِ الْأَجْلَحِ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) دَعَا عَلِيّاً (عَلَيْهِ السَّلَامُ) وَ هُوَ مُحَاصِرٌ الطَّائِفَ، فَكَانَ الْقَوْمُ اسْتَشْرَفُوا لِذَلِكَ وَ قَالُوا: لَقَدْ طَالَ نَجْوَاكَ لَهُ مُنْذُ الْيَوْمِ. فَقَالَ: مَا أَنَا انْتَجَيْتُهُ، وَ لَكِنَّ اللَّهَ انْتَجَاهُ.
663- 3- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّلْتِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ،
قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ يُوسُفَ الضَّبِّيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرٌ الْأَحْمَرُ، عَنِ الشَّيْبَانِيِّ، عَنْ جُمَيْعِ بْنِ عُمَيْرٍ، قَالَ: قَالَتْ عَمَّتِي لِعَائِشَةَ وَ أَنَا أَسْمَعُ: أَ رَأَيْتَ مَسِيرَكَ إِلَى عَلِيٍّ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) مَا كَانَ قَالَتْ: دَعِينَا مِنْكِ، إِنَّهُ مَا كَانَ مِنَ الرِّجَالِ أَحَبُّ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) مِنْ عَلِيٍّ (عَلَيْهِ السَّلَامُ)، وَ لَا مِنَ النِّسَاءِ أَحَبُّ إِلَيْهِ مِنْ فَاطِمَةَ (عَلَيْهَا السَّلَامُ).
664- 4- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّلْتِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ ثَابِتٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَنْصُورُ بْنُ أَبِي الْأَسْوَدِ، عَنْ مُسْلِمٍ الْمُلَائِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) يَقُولُ يَوْمَ غَدِيرِ خُمٍّ: أَنَا أَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ ، وَ أَخَذَ بِيَدِ عَلِيٍّ (عَلَيْهِ السَّلَامُ)، فَقَالَ:
مَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلَاهُ، اللَّهُمَّ وَالِ مَنْ وَالاهُ وَ عَادِ مَنْ عَادَاهُ.
665- 5- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّلْتِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ بَزِيعٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبَانٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُسْلِمٍ الْمُلَائِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَلْقَمَةَ وَ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) لَمَّا حَضَرَهُ الْمَوْتُ: ادْعُوا لِي حَبِيبِي. فَقُلْتُ لَهُمْ: ادْعُوا لَهُ ابْنَ أَبِي طَالِبٍ، فَوَ اللَّهِ مَا يُرِيدُ غَيْرَهُ، فَلَمَّا جَاءَهُ فَرَّجَ الثَّوْبَ الَّذِي كَانَ عَلَيْهِ ثُمَّ أَدْخَلَهُ فِيهِ، فَلَمْ يَزَلْ يَحْتَضِنُهُ حَتَّى قُبِضَ وَ يَدُهُ عَلَيْهِ.
666- 6- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّلْتِ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، قَالَ:
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَفَّانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْخَطَّابِ، قَالَ: حَدَّثَنَا نَاصِحٌ، عَنْ زَكَرِيَّا، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: اتَّكَأَ النَّبِيُّ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) عَلَى عَلِيٍّ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) فَقَالَ: يَا عَلِيُّ، أَ مَا تَرْضَى أَنْ تَكُونَ أَخِي وَ أَكُونَ أَخَاكَ، وَ تَكُونَ وَلِيِّي وَ وَصِيِّي وَ وَارِثِي تَدْخُلُ رَابِعَ أَرْبَعَةٍ الْجَنَّةَ: أَنَا وَ أَنْتَ وَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَيْنُ وَ ذُرِّيَّتُنَا خَلْفَ ظُهُورِنَا، وَ مَنْ تَبِعَنَا مِنْ أُمَّتِنَا عَنْ أَيْمَانِهِمْ وَ شَمَائِلِهِمْ قَالَ: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ.
667- 7- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّلْتِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ إِجَازَةً، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَبِيبَةَ الْكِنْدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ
حُسَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو غَيْلَانَ سَعْدُ بْنُ طَالِبٍ الشَّيْبَانِيُّ، عَنْ إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ، قَالَ: كُنْتُ فِي الْبَيْتِ يَوْمَ الشُّورَى وَ سَمِعْتُ عَلِيّاً (عَلَيْهِ السَّلَامُ) يَقُولُ: أَنْشُدُكُمُ بِاللَّهِ جَمِيعاً أَ فِيكُمْ أَحَدٌ صَلَّى الْقِبْلَتَيْنِ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) غَيْرِي قَالُوا: اللَّهُمَّ لَا. قَالَ:
أَنْشُدُكُمْ بِاللَّهِ جَمِيعاً هَلْ فِيكُمْ أَحَدٌ وَحَّدَ اللَّهَ قَبْلِي قَالُوا: اللَّهُمَّ لَا. قَالَ: فَأَنْشُدُكُمْ بِاللَّهِ جَمِيعاً هَلْ فِيكُمْ أَحَدٌ أَخُو رَسُولِ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) غَيْرِي قَالُوا: اللَّهُمَّ لَا. قَالَ أَنْشُدُكُمْ بِاللَّهِ هَلْ فِيكُمْ أَحَدٌ لَهُ زَوْجَةٌ مِثْلُ زَوْجَتِي فَاطِمَةَ سَيِّدَةِ نِسَاءِ أَهْلِ الْجَنَّةِ قَالُوا: اللَّهُمَّ لَا.
قَالَ: أَنْشُدُكُمْ بِاللَّهِ هَلْ فِيكُمْ أَحَدٌ لَهُ أَخٌ مِثْلُ أَخِي جَعْفَرٍ قَالُوا: اللَّهُمَّ لَا. قَالَ: فَأَنْشُدُكُمْ بِاللَّهِ هَلْ فِيكُمْ أَحَدٌ لَهُ سِبْطَانِ مِثْلُ سِبْطَيَّ الْحَسَنِ وَ الْحُسَيْنِ ابْنَيْ رَسُولِ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) سَيِّدَيْ شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ قَالُوا: اللَّهُمَّ لَا.
قَالَ: فَأَنْشُدُكُمْ بِاللَّهِ هَلْ فِيكُمْ أَحَدٌ نَاجَى رَسُولَ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) فَقَدَّمَ بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاهُ صَدَقَةً غَيْرِي قَالُوا: اللَّهُمَّ لَا. قَالَ: فَأَنْشُدُكُمْ بِاللَّهِ هَلْ فِيكُمْ أَحَدٌ قَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ):" مَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلَاهُ، اللَّهُمَّ وَالِ مَنْ وَالاهُ، وَ عَادِ مَنْ عَادَاهُ" غَيْرِي قَالُوا: اللَّهُمَّ لَا. قَالَ: فَأَنْشُدُكُمْ بِاللَّهِ هَلْ فِيكُمْ أَحَدٌ قَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ):" أَنْتَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى" غَيْرِي قَالُوا: اللَّهُمَّ لَا. قَالَ:
أَنْشُدُكُمْ بِاللَّهِ هَلْ فِيكُمْ أَحَدٌ أُتِيَ النَّبِيُّ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) بِطَيْرٍ فَقَالَ:" اللَّهُمَّ ائْتِنِي بِأَحَبِّ خَلْقِكَ إِلَيْكَ يَأْكُلْ مَعِي مِنْ هَذَا الطَّائِرِ" فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ فَقَالَ" اللَّهُمَّ وَ إِلَيَّ". فَلَمْ يَأْكُلْ مَعَهُ أَحَدٌ غَيْرِي قَالُوا: اللَّهُمَّ لَا. قَالَ: اللَّهُمَّ اشْهَدْ.
668- 8- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّلْتِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبَانٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا نُصَيْرُ بْنُ زِيَادٍ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) أَنَّهُ قَالَ: إِنَّا وُلْدُ فَاطِمَةَ مَغْفُورٌ لَنَا.
669- 9- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّلْتِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ يُوسُفَ الضَّبِّيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، عَنْ فِرَاسٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: أَقْبَلَتْ فَاطِمَةُ (عَلَيْهَا السَّلَامُ) تَمْشِي، لَا وَ اللَّهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ مَا مِشْيَتُهَا تَخْرِمُ مِنْ مِشْيَةِ رَسُولِ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ)، فَلَمَّا رَآهَا
قَالَ: مَرْحَباً بِابْنَتِي، مَرَّتَيْنِ، قَالَتْ فَاطِمَةُ (عَلَيْهَا السَّلَامُ): فَقَالَ لِي: أَ مَا تَرْضَيْنَ أَنْ تَأْتِيَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ سَيِّدَةَ نِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ أَوْ سَيِّدَةَ نِسَاءِ هَذِهِ الْأُمَّةِ.
670- 10- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّلْتِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ يُوسُفَ الضَّبِّيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ الصَّيْرَفِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِلَالُ بْنُ أَيُّوبَ الصَّيْرَفِيُّ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ أَبِي أُمَيَّةَ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: قُلْتُ لِابْنِ عَبَّاسٍ (رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ): مَنِ الَّذِينَ أَرَادَ النَّبِيُّ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) أَنْ يُبَاهِلَ بِهِمْ قَالَ: عَلِيٌّ وَ فَاطِمَةُ وَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَيْنُ (صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ)، وَ الْأَنْفُسُ النَّبِيُّ وَ عَلِيُّ (عَلَيْهِمَا السَّلَامُ).
671- 11- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّلْتِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا فِطْرٌ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ): إِنَّ أَخِي وَ وَزِيرِي وَ وَصِيِّي فِي أَهْلِي عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ.
672- 12- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّلْتِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَفَّانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا هَانِئُ بْنُ أَيُّوبَ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ، عَنْ عَمِيرَةَ بْنِ سَعْدٍ، أَنَّهُ سَمِعَ عَلِيّاً (عَلَيْهِ السَّلَامُ) فِي الرَّحْبَةِ وَ هُوَ يَنْشُدُ النَّاسَ: مَنْ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) يَقُولُ:" مَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلَاهُ، اللَّهُمَّ وَالِ مَنْ وَالاهُ، وَ عَادِ مَنْ عَادَاهُ" فَقَامَ بِضْعَةَ عَشَرَ فَشَهِدُوا.