کتابخانه روایات شیعه
تُرِيدِينَ مِنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، وَ سَيِّدِ الْمُسْلِمِينَ، وَ قَائِدِ الْغُرِّ الْمُحَجَّلِينَ.
1247- 4- وَ عَنْهُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا جَمَاعَةٌ، عَنْ أَبِي الْمُفَضَّلِ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ أَبُو الْقَاسِمِ الْمُوسَوِيُّ فِي مَنْزِلِهِ بِمَكَّةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ نَهِيكٍ الْكُوفِيُّ بِمَكَّةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَشْعَرِيُّ الْقُمِّيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَيْمُونٍ الْقَدَّاحُ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ آبَائِهِ، عَنْ عَلِيٍّ (عَلَيْهِمُ السَّلَامُ)، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا حَقُّ الْعِلْمِ قَالَ:
الْإِنْصَاتُ لَهُ. قَالَ: ثُمَّ مَهْ. قَالَ: الِاسْتِمَاعُ لَهُ. قَالَ: ثُمَّ مَهْ. قَالَ: ثُمَّ الْحِفْظُ. قَالَ: ثُمَّ مَهْ، يَا نَبِيَّ اللَّهِ. قَالَ: الْعَمَلُ بِهِ. قَالَ: ثُمَّ مَهْ. قَالَ: ثُمَّ نَشْرُهُ.
1248- 5- وَ عَنْهُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا جَمَاعَةٌ، عَنْ أَبِي الْمُفَضَّلِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنِ مَحْمُودٍ ابْنُ بِنْتِ الْأَشَجِّ الْكِنْدِيُّ بِأُسْوَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى بْنِ هِشَامٍ النَّاشِرِيُّ الْكُوفِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ فَضَّالٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ حُمَيْدٍ الْحَنَّاطُ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ ثَابِتِ بْنِ أَبِي صَفِيَّةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ (عَلَيْهِمَا السَّلَامُ)، عَنْ آبَائِهِ (عَلَيْهِمُ السَّلَامُ). قَالَ عَاصِمٌ: وَ حَدَّثَنِي أَبُو حَمْزَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ الْحَسَنِ، عَنْ أُمِّهِ فَاطِمَةَ بِنْتِ الْحُسَيْنِ (عَلَيْهِمَا السَّلَامُ)، عَنْ أَبِيهَا الْحُسَيْنِ، عَنْ أَبِيهِ (عَلَيْهِمَا السَّلَامُ)، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ): ثَلَاثُ خِصَالٍ مَنْ كُنَّ فِيهِ اسْتَكْمَلَ خِصَالَ الْإِيمَانِ: الَّذِي إِذَا رَضِيَ لَمْ يُدْخِلْهُ رِضَاهُ فِي بَاطِلٍ، وَ إِذَا غَضِبَ لَمْ يُخْرِجْهُ الْغَضَبُ مِنَ الْحَقِّ، وَ إِذَا قَدَرَ لَمْ يَتَعَاطَ مَا لَيْسَ لَهُ.
14- 1249- 6- وَ عَنْهُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا جَمَاعَةٌ، عَنْ أَبِي الْمُفَضَّلِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي الثَّلْجِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الْخُنَيْسِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُنْذِرُ بْنُ جَيْفَرٍ الْعَبْدِيُّ، عَنِ الْوَصَّافِيِّ- وَ اسْمُهُ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ الْوَلِيدِ-، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ (عَلَيْهِمَا السَّلَامُ)، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ (رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا)، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ): صَنَائِعُ الْمَعْرُوفِ تَقِي مَصَارِعَ السَّوْءِ، وَ الصَّدَقَةُ خَفِيّاً تُطْفِئُ غَضَبَ الرَّبِّ، وَ صِلَةُ الرَّحِمِ زِيَادَةٌ فِي الْعُمُرِ، وَ كُلُّ مَعْرُوفٍ صَدَقَةٌ، وَ أَهْلُ الْمَعْرُوفِ فِي الدُّنْيَا أَهْلُ الْمَعْرُوفِ فِي الْآخِرَةِ، وَ أَهْلُ الْمُنْكَرِ فِي الدُّنْيَا أَهْلُ الْمُنْكَرِ فِي الْآخِرَةِ، وَ أَوَّلُ مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ أَهْلُ الْمَعْرُوفِ.
1250- 7- وَ عَنْهُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا جَمَاعَةٌ، عَنْ أَبِي الْمُفَضَّلِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ الْأَشْعَثِ السِّجِسْتَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ زَيْدٍ النَّهْشَلِيُّ شَاذَانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى الْخَزَّازُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَنْدَلُ بْنُ عَلِيٍّ الْعَنَزِيُّ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) فِي بَيْتِهِ، فَغَدَا إِلَيْهِ عَلِيٌّ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) فِي الْغَدَاةِ، وَ كَانَ يُحِبُّ أَنْ لَا يَسْبِقَهُ إِلَيْهِ أَحَدٌ، فَدَخَلَ فَإِذَا النَّبِيُّ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) فِي صَحْنِ الدَّارِ، وَ إِذَا رَأْسُهُ فِي حَجْرِ دِحْيَةَ بْنِ خَلِيفَةَ الْكَلْبِيِّ، فَقَالَ:
السَّلَامُ عَلَيْكَ، كَيْفَ أَصْبَحَ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) قَالَ: بِخَيْرٍ، يَا أَخَا رَسُولِ اللَّهِ. فَقَالَ عَلِيٌّ (عَلَيْهِ السَّلَامُ): جَزَاكَ اللَّهُ عَنَّا أَهْلَ الْبَيْتِ خَيْراً. قَالَ لَهُ دِحْيَةُ: إِنِّي أُحِبُّكَ، وَ إِنَّ لَكَ عِنْدِي مَدِيحَةً أُهْدِيهَا إِلَيْكَ: أَنْتَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ، وَ قَائِدُ الْغُرِّ الْمُحَجَّلِينَ، وَ سَيِّدُ وُلْدِ آدَمَ مَا خَلَا النَّبِيِّينَ وَ الْمُرْسَلِينَ، لِوَاءُ الْحَمْدِ بِيَدِكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، تُزَفُّ أَنْتَ وَ شِيعَتُكَ مَعَ مُحَمَّدٍ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) وَ حِزْبِهِ إِلَى الْجِنَانِ، قَدْ أَفْلَحَ مَنْ وَالاكَ، وَ خَابَ وَ خَسِرَ مَنْ خَلَاكَ، مُحِبُّو مُحَمَّدٍ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) مُحِبُّوكَ، وَ مُبْغِضُوهُ مُبْغِضُوكَ، لَا تَنَالُهُمْ شَفَاعَةُ مُحَمَّدٍ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ)، ادْنُ مِنْ صَفْوَةِ اللَّهِ. فَأَخَذَ رَأْسَ النَّبِيِّ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) فَوَضَعَهُ فِي حَجْرِهِ، فَانْتَبَهَ النَّبِيُّ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) فَقَالَ: مَا هَذِهِ الْهَمْهَمَةُ، فَأَخْبَرَهُ الْحَدِيثَ، فَقَالَ: لَمْ يَكُنْ دِحْيَةَ، كَانَ جَبْرَئِيلَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) سَمَّاكَ بِاسْمٍ سَمَّاكَ اللَّهُ (تَعَالَى) بِهِ، وَ هُوَ الَّذِي أَلْقَى مَحَبَّتَكَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ، وَ رَهْبَتَكَ فِي صُدُورِ الْكَافِرِينَ.
1251- 8- قَالَ أَبُو الْمُفَضَّلِ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي دَاوُدَ قَبْلَ أَنْ يُبْنَى لَهُ الْمِنْبَرُ، يَعْتَذِرُ إِلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْمُسْتَمْلِي مِنَ النَّصْبِ، ثُمَّ أَمْلَى ذَلِكَ الْمَجْلِسَ كُلَّهُ مِنْ حِفْظِهِ فِي فَضَائِلِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ)، وَ هَذَا الْحَدِيثُ أَوَّلُ مَا بَدَأَ بِهِ:
قَالَ أَبُو الْمُفَضَّلِ: وَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ الْأَشْعَثِ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ يُونُسَ اللُّؤْلُؤِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ سُلَيْمَانَ- يَعْنِي الْأَنْصَارِيَّ الرَّفَّاءَ-، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: نَظَرَ النَّبِيُّ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) إِلَى عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ (عَلَيْهِ السَّلَامُ)، فَأَخَذَ بِيَدِهِ، وَ قَالَ: يَا عَلِيُّ، كَذَبَ مَنْ زَعَمَ أَنَّهُ يُحِبُّنِي وَ هُوَ يُبْغِضُكَ.
1252- 9- وَ عَنْهُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا جَمَاعَةٌ، عَنْ أَبِي الْمُفَضَّلِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ
مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ حَفْصٍ الْخَثْعَمِيُّ بِالْكُوفَةِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ يَعْقُوبَ أَبُو سَعِيدٍ الْأَسَدِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي السَّيِّدُ بْنُ عِيسَى الْهَمْدَانِيِّ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي نَعَمٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: كَانَتْ أَمَارَةُ الْمُنَافِقِينَ بُغْضَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ (عَلَيْهِ السَّلَامُ)، فَبَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) فِي الْمَسْجِدِ ذَاتَ يَوْمٍ، فِي نَفَرٍ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَ الْأَنْصَارِ، وَ كُنْتُ فِيهِمْ، إِذْ أَقْبَلَ عَلِيٌّ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) فَتَخَطَّى الْقَوْمُ حَتَّى جَلَسَ إِلَى النَّبِيِّ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ)، وَ كَانَ هُنَاكَ مَجْلِسُهُ الَّذِي يُعْرَفُ بِهِ، فَسَارَّ رَجُلٌ رَجُلًا وَ كَانَا يُرْمَيَانِ بِالنِّفَاقِ، فَعَرَفَ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) مَا أَرَادَا، فَغَضِبَ غَضَباً شَدِيداً حَتَّى الْتَمَعَ وَجْهُهُ، ثُمَّ قَالَ: وَ الَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَا يَدْخُلُ عَبْدٌ الْجَنَّةَ حَتَّى يُحِبَّنِي، أَلَا وَ كَذَبَ مَنْ زَعَمَ أَنَّهُ يُحِبُّنِي وَ هُوَ يُبْغِضُ هَذَا، وَ أَخَذَ بِكَفِّ عَلِيٍّ (عَلَيْهِ السَّلَامُ)، فَأَنْزَلَ اللَّهُ (عَزَّ وَ جَلَّ) هَذِهِ الْآيَةَ فِي شَأْنِهِمَا «يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا تَناجَيْتُمْ فَلا تَتَناجَوْا بِالْإِثْمِ وَ الْعُدْوانِ وَ مَعْصِيَةِ الرَّسُولِ» 677 إِلَى آخِرِ الْآيَةِ.
[28] مجلس يوم الجمعة السابع من ربيع الآخر سنة سبع و خمسين و أربعمائة
فيه بقية أحاديث أبي المفضل محمد بن عبد الله الشيباني.
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
1253- 1- حَدَّثَنَا الشَّيْخُ أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ الطُّوسِيُّ (قَدَّسَ اللَّهُ رُوحَهُ)، قَالَ: أَخْبَرَنَا جَمَاعَةٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْمُفَضَّلِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُطَّلِبِ الشَّيْبَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ زَكَرِيَّا الْمُحَارِبِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ يَعْقُوبَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَطَرُ بْنُ أَرْقَمَ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَمْرٍو النُّعَيْمِيِّ، عَنْ أَبِي قَبِيصَةَ صَفْوَانَ بْنِ قَبِيصَةَ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ سُوَيْدٍ: أَنَّهُ حَدَّثَهُ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ أَخْبَرَهُمْ، قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى النَّبِيِّ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) سَبْعِينَ سُورَةً مِنَ الْقُرْآنِ، أَخَذْتُهَا مِنْ فِيهِ، وَ زَيْدٌ ذُو ذُؤَابَتَيْنِ يَلْعَبُ مَعَ الصِّبْيَانِ، وَ قَرَأْتُ سَائِرَ- أَوْ قَالَ: بَقِيَّةَ- الْقُرْآنِ عَلَى خَيْرِ هَذِهِ الْأُمَّةِ وَ أَقْضَاهُمْ بَعْدَ نَبِيِّهِمْ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ (صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ).
1254- 2- وَ عَنْهُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا جَمَاعَةٌ، عَنْ أَبِي الْمُفَضَّلِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فَيْرُوزَ بْنِ غِيَاثٍ الْجَلَّابُ بِبَابِ الْأَبْوَابِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ الْمُخْتَارِ الْبَانِي، وَ يُعْرَفُ بِفَضْلَانَ صَاحِبِ الْجَارِ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي الْفَضْلُ بْنُ مُخْتَارٍ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ ظُهَيْرٍ الْفَزَارِيِّ الْكُوفِيِّ، عَنْ ثَابِتِ بْنِ أَبِي صَفِيَّةَ أَبِي حَمْزَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو عَامِرٍ
الْقَاسِمُ بْنُ عَوْفٍ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ عَامِرِ بْنِ وَاثِلَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَلْمَانُ الْفَارِسِيُّ (رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ)، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) فِي مَرَضِهِ الَّذِي قُبِضَ فِيهِ، فَجَلَسْتُ بَيْنَ يَدَيْهِ وَ سَأَلْتُهُ عَمَّا يَجِدُ، وَ قُمْتُ لِأَخْرُجَ، فَقَالَ لِي: اجْلِسْ يَا سَلْمَانُ، فَسَيُشْهِدُكَ اللَّهُ (عَزَّ وَ جَلَّ) أَمْراً إِنَّهُ لَمِنْ خَيْرِ الْأُمُورِ، فَجَلَسْتُ فَبَيْنَا أَنَا كَذَلِكَ إِذْ دَخَلَ رِجَالٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ وَ رِجَالٌ مِنْ أَصْحَابِهِ، وَ دَخَلَتْ فَاطِمَةُ (عَلَيْهَا السَّلَامُ) ابْنَتُهُ فِيمَنْ دَخَلَ، فَلَمَّا رَأَتْ مَا بِرَسُولِ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) مِنَ الضَّعْفِ خَنَقَتْهَا الْعَبْرَةُ حَتَّى فَاضَ دَمْعُهَا عَلَى خَدِّهَا، فَأَبْصَرَ ذَلِكَ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) فَقَالَ: مَا يُبْكِيكِ يَا بُنَيَّةِ، أَقَرَّ اللَّهُ عَيْنَكِ، وَ لَا أَبْكَاهَا قَالَتْ: وَ كَيْفَ لَا أَبْكِي، وَ أَنَا أَرَى مَا بِكَ مِنَ الضَّعْفِ. قَالَ لَهَا: يَا فَاطِمَةُ، تَوَكَّلِي عَلَى اللَّهِ، وَ اصْبِرِي كَمَا صَبَرَ آبَاؤُكِ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ، وَ أُمَّهَاتُكِ مِنْ أَزْوَاجِهِمْ، أَ لَا أُبَشِّرُكِ يَا فَاطِمَةُ قَالَتْ: بَلَى يَا نَبِيَّ اللَّهِ- أَوْ قَالَتْ: يَا أَبَتِ- قَالَ: أَ مَا عَلِمْتَ أَنَّ اللَّهَ (تَعَالَى) اخْتَارَ أَبَاكِ فَجَعَلَهُ نَبِيّاً، وَ بَعَثَهُ إِلَى كَافَّةِ الْخَلْقِ رَسُولًا، ثُمَّ اخْتَارَ عَلِيّاً فَأَمَرَنِي فَزَوَّجْتُكِ إِيَّاهُ وَ اتَّخَذْتُهُ بِأَمْرِ رَبِّي وَزِيراً وَ وَصِيّاً.
يَا فَاطِمَةُ، إِنَّ عَلِيّاً أَعْظَمُ الْمُسْلِمِينَ عَلَى الْمُسْلِمِينَ بَعْدِي حَقّاً، وَ أَقْدَمُهُمْ سِلْماً، وَ أَعْلَمُهُمْ عِلْماً، وَ أَحْلَمُهُمْ حِلْماً، وَ أَثْبَتُهُمْ فِي الْمِيزَانِ قَدْراً، فَاسْتَبْشَرَتْ فَاطِمَةُ (عَلَيْهَا السَّلَامُ)، فَأَقْبَلَ عَلَيْهَا رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) فَقَالَ: هَلْ سَرَرْتُكِ يَا فَاطِمَةَ قَالَتْ: نَعَمْ يَا أَبَتِ. قَالَ: أَ فَلَا أَزِيدُكِ فِي بَعْلِكِ وَ ابْنِ عَمِّكِ مِنْ مَزِيدِ الْخَيْرِ وَ فَوَاضِلِهِ قَالَتْ: بَلَى يَا نَبِيَّ اللَّهِ.
قَالَ: إِنَّ عَلِيّاً أَوَّلُ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ (عَزَّ وَ جَلَّ) وَ رَسُولِهِ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ، هُوَ وَ خَدِيجَةُ أُمِّكَ، وَ أَوَّلُ مَنْ وَازَرَنِي عَلَى مَا جِئْتُ.
يَا فَاطِمَةُ، إِنَّ عَلِيّاً أَخِي وَ صَفِيِّي وَ أَبُو وُلْدِي، إِنَّ عَلِيّاً أُعْطِيَ خِصَالًا مِنْ الْخَيْرِ لَمْ يُعْطَهَا أَحَدٌ قَبْلَهُ وَ لَا يُعْطَاهَا أَحَدٌ بَعْدَهُ، فَأَحْسِنِي عَزَاكِ، وَ اعْلَمِي أَنَّ أَبَاكِ لَاحِقٌ بِاللَّهِ (عَزَّ وَ جَلَّ).
قَالَتْ: يَا أَبَتَاهْ فَرَّحْتَنِي وَ أَحْزَنْتَنِي. قَالَ: كَذَلِكِ يَا بُنَيَّةِ أُمُورُ الدُّنْيَا، يَشُوبُ سُرُورَهَا حُزْنُهَا، وَ صَفْوَهَا كَدِرُها، أَ فَلَا أَزِيدُكِ يَا بُنَيَّةِ قَالَتْ: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ.
قَالَ: إِنَّ اللَّهَ (تَعَالَى) خَلَقَ الْخَلْقَ فَجَعَلَهُمْ قِسْمَيْنِ، فَجَعَلَنِي وَ عَلِيّاً فِي خَيْرِهِمَا قِسْماً، وَ ذَلِكَ قَوْلُهُ (عَزَّ وَ جَلَّ): «وَ أَصْحابُ الْيَمِينِ ما أَصْحابُ الْيَمِينِ» 678 ثُمَّ جَعَلَ الْقِسْمَيْنِ قَبَائِلَ، فَجَعَلَنَا فِي خَيْرِهَا قَبِيلَةً، وَ ذَلِكَ قَوْلُهُ (عَزَّ وَ جَلَّ): «وَ جَعَلْناكُمْ شُعُوباً وَ قَبائِلَ لِتَعارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقاكُمْ» 679 ثُمَّ جَعَلَ القَبَائِلَ بُيُوتاً، فَجَعَلَنَا فِي خَيْرِهَا بَيْتاً فِي قَوْلِهِ (سُبْحَانَهُ): «إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً» 680 ، ثُمَّ إِنَّ اللَّهَ (تَعَالَى) اخْتَارَنِي مِنْ أَهْلِ بَيْتِي، وَ اخْتَارَ عَلِيّاً وَ الْحَسَنَ وَ الْحُسَيْنَ وَ اخْتَارَكِ، فَأَنَا سَيِّدُ وُلْدِ آدَمَ، وَ عَلِيٌّ سَيِّدُ الْعَرَبِ، وَ أَنْتَ سَيِّدَةُ النِّسَاءِ، وَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَيْنُ سَيِّدَا شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ، وَ مِنْ ذُرِّيَّتِكُمَا الْمَهْدِيُّ، يَمْلَأُ اللَّهُ (عَزَّ وَ جَلَّ) بِهِ الْأَرْضَ عَدْلًا كَمَا مُلِئَتْ مِنْ قَبْلِهِ جَوْراً.
1255- 3- وَ عَنْهُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا جَمَاعَةٌ، عَنْ أَبِي الْمُفَضَّلِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ الْبَاغَنْدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي هِشَامُ بْنُ نَاجِيَةَ أَبُو ثَوْرٍ الْقُرَشِيُّ بِسَلَمْيَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَطَاءُ بْنُ مُسْلِمٍ الْحَلَبِيُّ، عَنْ أَزْهَرَ بْنِ رَاشِدٍ، عَنْ أَبِي هَارُونَ الْعَبْدِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ: أَنَّهُ ذَكَرُوا عَلِيّاً (عَلَيْهِ السَّلَامُ)، فَقَالَ: إِنَّهُ كَانَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) بِمَنْزِلَةٍ خَاصَّةٍ، وَ لَقَدْ كَانَتْ لَهُ عَلَيْهِ دَخْلَةٌ لَمْ تَكُنْ لِأَحَدٍ مِنَ النَّاسِ.
1256- 4- وَ عَنْهُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا جَمَاعَةٌ، عَنْ أَبِي الْمُفَضَّلِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ بْنِ الْيَزِيدِيِّ النَّحْوِيِّ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْأَسْوَدِ الْخَلِيلُ بْنُ أَسَدٍ النُّوشْجَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سَلَّامٍ الْجُمَحِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ النَّحْوِيُّ، وَ كَانَ عُثْمَانِيّاً، قَالَ: قُلْتُ لِلْخَلِيلِ بْنِ أَحْمَدَ: أُرِيدُ أَنْ أَسْأَلَكَ عَنْ مَسْأَلَةٍ فَتَكْتُمَهَا عَلَيَّ قَالَ: إِنَّ قَوْلَكَ يَدُلُّ عَلَى أَنَّ الْجَوَابَ أَغْلَظُ مِنَ السُّؤَالِ، فَتَكْتُمُهُ أَنْتَ أَيْضاً قَالَ: قُلْتُ: نَعَمْ، أَيَّامَ حَيَاتِكَ. قَالَ: سَلْ. قَالَ: قُلْتُ: مَا بَالُ أَصْحَابِ رَسُولِ
اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ رَحِمَهُمْ) كَأَنَّهُمْ كُلَّهُمْ بَنُو أُمٍّ وَاحِدَةٍ وَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ مِنْ بَيْنِهِمْ كَأَنَّهُ ابْنُ عَلَّةٍ 681 قَالَ: مِنْ أَيْنَ لَكَ هَذَا السُّؤَالُ قَالَ: قُلْتُ: قَدْ وَعَدْتَنِي الْجَوَابَ. قَالَ: وَ قَدْ ضَمِنْتَ الْكِتْمَانَ. قَالَ: قُلْتُ: أَيَّامَ حَيَاتِكَ.
فَقَالَ: إِنَّ عَلِيّاً (عَلَيْهِ السَّلَامُ) تَقَدَّمَهُمْ إِسْلَاماً، وَ فَاقَهُمْ عِلْماً، وَ بَذَّهُمْ 682 شَرَفاً، وَ رَجَحَهُمْ زُهْداً، وَ طَالَهُمْ جِهَاداً فَحَسَدُوهُ، وَ النَّاسُ إِلَى أَشْكَالِهِمْ وَ أَشْبَاهِهِمْ أَمْيَلُ مِنْهُمْ إِلَى مَنْ بَانَ مِنْهُمْ، فَافْهَمْ.
1257- 5- وَ عَنْهُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا جَمَاعَةٌ، عَنْ أَبِي الْمُفَضَّلِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو دُلَفَ هَاشِمُ بْنُ مَالِكٍ الْخُزَاعِيُّ فِي مَسْجِدِ الشَّرْقِيَّةِ بِبَغْدَادَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَ ثَلَاثِمِائَةٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْفَرَجِ الرِّيَاشِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو زَيْدٍ سَعِيدُ بْنُ أَوْسٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَمْرِو بْنَ الْعَلَاءِ:
لِكُلِّ امْرِئٍ شَكْلٌ مِنَ النَّاسِ مِثْلُهُ
فَأَكْثَرُهُمْ شَكْلًا أَقَلُّهُمُ عَقْلًا
لِأَنَّ صَحِيحَ الْعَقْلِ لَسْتَ بِوَاجِدٍ
لَهُ فِي طَرِيقٍ حِينَ تَفْقِدُهُ شَكْلًا .
1258- 6- وَ عَنْهُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا جَمَاعَةٌ، عَنْ أَبِي الْمُفَضَّلِ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ زَكَرِيَّا الْبَصْرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ أَبُو أَيُّوبَ الشَّاذَكُونِيُّ الْبَصْرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) يَقُولُ فِي مَسْجِدِ الْخَيْفِ: إِنَّمَا سُمُّوا إِخْوَاناً لِنَزَاهَتِهِمْ عَنِ الْخِيَانَةِ، وَ سُمُّوا أَصْدِقَاءَ لِأَنَّهُمْ يُصَادِقُون حُقُوقَ الْمَوَدَّةِ.
1259- 7- وَ عَنْهُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا جَمَاعَةٌ، عَنْ أَبِي الْمُفَضَّلِ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ الْغَزَّالُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو حَفْصٍ الْأَعْشَى، قَالَ: