کتابخانه روایات شیعه
اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ رَحِمَهُمْ) كَأَنَّهُمْ كُلَّهُمْ بَنُو أُمٍّ وَاحِدَةٍ وَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ مِنْ بَيْنِهِمْ كَأَنَّهُ ابْنُ عَلَّةٍ 681 قَالَ: مِنْ أَيْنَ لَكَ هَذَا السُّؤَالُ قَالَ: قُلْتُ: قَدْ وَعَدْتَنِي الْجَوَابَ. قَالَ: وَ قَدْ ضَمِنْتَ الْكِتْمَانَ. قَالَ: قُلْتُ: أَيَّامَ حَيَاتِكَ.
فَقَالَ: إِنَّ عَلِيّاً (عَلَيْهِ السَّلَامُ) تَقَدَّمَهُمْ إِسْلَاماً، وَ فَاقَهُمْ عِلْماً، وَ بَذَّهُمْ 682 شَرَفاً، وَ رَجَحَهُمْ زُهْداً، وَ طَالَهُمْ جِهَاداً فَحَسَدُوهُ، وَ النَّاسُ إِلَى أَشْكَالِهِمْ وَ أَشْبَاهِهِمْ أَمْيَلُ مِنْهُمْ إِلَى مَنْ بَانَ مِنْهُمْ، فَافْهَمْ.
1257- 5- وَ عَنْهُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا جَمَاعَةٌ، عَنْ أَبِي الْمُفَضَّلِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو دُلَفَ هَاشِمُ بْنُ مَالِكٍ الْخُزَاعِيُّ فِي مَسْجِدِ الشَّرْقِيَّةِ بِبَغْدَادَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَ ثَلَاثِمِائَةٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْفَرَجِ الرِّيَاشِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو زَيْدٍ سَعِيدُ بْنُ أَوْسٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَمْرِو بْنَ الْعَلَاءِ:
لِكُلِّ امْرِئٍ شَكْلٌ مِنَ النَّاسِ مِثْلُهُ
فَأَكْثَرُهُمْ شَكْلًا أَقَلُّهُمُ عَقْلًا
لِأَنَّ صَحِيحَ الْعَقْلِ لَسْتَ بِوَاجِدٍ
لَهُ فِي طَرِيقٍ حِينَ تَفْقِدُهُ شَكْلًا .
1258- 6- وَ عَنْهُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا جَمَاعَةٌ، عَنْ أَبِي الْمُفَضَّلِ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ زَكَرِيَّا الْبَصْرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ أَبُو أَيُّوبَ الشَّاذَكُونِيُّ الْبَصْرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) يَقُولُ فِي مَسْجِدِ الْخَيْفِ: إِنَّمَا سُمُّوا إِخْوَاناً لِنَزَاهَتِهِمْ عَنِ الْخِيَانَةِ، وَ سُمُّوا أَصْدِقَاءَ لِأَنَّهُمْ يُصَادِقُون حُقُوقَ الْمَوَدَّةِ.
1259- 7- وَ عَنْهُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا جَمَاعَةٌ، عَنْ أَبِي الْمُفَضَّلِ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ الْغَزَّالُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو حَفْصٍ الْأَعْشَى، قَالَ:
سَمِعْتُ الْحَسَنَ بْنَ صَالِحِ بْنِ حَيٍّ، قَالَ: سَمِعْتُ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ (عَلَيْهِمَا السَّلَامُ) يَقُولُ: لَقَدْ عَظُمَتْ مَنْزِلَةُ الصَّدِيقِ حَتَّى إِنَّ أَهْلَ النَّارِ يَسْتَغِيثُونَ بِهِ وَ يَدْعُونَهُ قَبْلَ الْقَرِيبِ الْحَمِيمِ،
قَالَ اللَّهُ (تَعَالَى) مُخْبِراً: «فَما لَنا مِنْ شافِعِينَ- وَ لا صَدِيقٍ حَمِيمٍ» 683 .
14- 1260- 8- وَ عَنْهُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا جَمَاعَةٌ، عَنْ أَبِي الْمُفَضَّلِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْعَلَوِيُّ الْحَسَنِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو نَصْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْمُنْعِمِ بْنِ نَصْرٍ الصَّيْدَاوِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ (عَلَيْهِمَا السَّلَامُ)، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ): لَوْ أَنَّ الدُّنْيَا كُلَّهَا لُقْمَةٌ وَاحِدَةٌ فَأَكَلَهَا الْعَبْدُ الْمُسْلِمُ ثُمَّ قَالَ:" الْحَمْدُ لِلَّهِ"، لَكَانَ قَوْلُهُ ذَلِكَ خَيْراً لَهُ مِنَ الدُّنْيَا وَ مَا فِيهَا.
1261- 9- وَ عَنْهُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا جَمَاعَةٌ، عَنْ أَبِي الْمُفَضَّلِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا رَجَاءُ بْنُ يَحْيَى أَبُو الْحُسَيْنِ الْعَبَرْتَائِيُّ الْكَاتِبُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو هَاشِمٍ دَاوُدُ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ الْمُفَضَّلِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ الْفَضْلِ أَبُو عِيسَى النَّبْهَانِيُّ بِالْقِسْطَاسِ، قَالَ: حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ عِيسَى بْنِ بُهْلُولٍ الْمِصْرِيِّ الدَّهَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا بَكَّارُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شُعْبَةَ الْيَمَامِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ شُعْبَةَ الذُّهْلِيُّ قَاضِي الْيَمَامَةِ، قَالَ: حَدَّثَنِي بَكْرُ بْنُ الْمَلِكِ الْأَعْتَقُ الْبَصْرِيُّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ (عَلَيْهِمُ السَّلَامُ)، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ): يَا عَلِيُّ، خَلَقَ اللَّهُ النَّاسَ مِنْ أَشْجَارٍ شَتَّى، وَ خَلَقَنِي وَ أَنْتَ مِنْ شَجَرَةٍ وَاحِدَةٍ، أَنَا أَصْلُهَا وَ أَنْتَ فَرْعُهَا، فَطُوبَى لِعَبْدٍ تَمَسَّكَ بِأَصْلِهَا، وَ أَكَلَ مِنْ فَرْعِهَا.
1262- 10- وَ عَنْهُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا جَمَاعَةٌ، عَنْ أَبِي الْمُفَضَّلِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ شُرَحْبِيلَ أَبُو بَكْرٍ التُّرْخُمِيُّ بِحِمْصٍ، وَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ غَالِبٍ الْأَزْدِيُّ بِأَرْتَاحَ وَ اللَّفْظُ لَهُ، قَالا: حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الْغَنِيِّ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْأَزْدِيُّ الْمَعَانِيُّ بِمَعَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي، عَنْ مِينَا بْنِ أَبِي مِينَا مَوْلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) يَقُولُ: أَنَا الشَّجَرَةُ، وَ فَاطِمَةُ فَرْعُهَا، وَ عَلِيٌّ لِقَاحُهَا، وَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَيْنُ ثَمَرُهَا.
وَ زَادَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ: وَ شِيعَتُنَا وَرَقُهَا، الشَّجَرَةُ أَصْلُهَا فِي جَنَّةِ عَدْنٍ، وَ الْفَرْعُ وَ الْوَرِقُ وَ الثَّمَرُ فِي الْجَنَّةِ.
1263- 11- وَ عَنْهُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا جَمَاعَةٌ، عَنْ أَبِي الْمُفَضَّلِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ حَمَّادٍ الْخَطِيبُ الْمَدَائِنِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: بَيْنَا النَّبِيُّ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) بِعَرَفَاتٍ وَ عَلِيُّ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) تُجَاهَهُ وَ نَحْنُ مَعَهُ، إِذْ أَوْمَأَ النَّبِيُّ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) إِلَى عَلِيٍّ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) فَقَالَ: ادْنُ مِنِّي يَا عَلِيُّ، فَدَنَا مِنْهُ، فَقَالَ: ضَعْ خَمْسَكَ- يَعْنِي كَفَّكَ- فِي كَفِّي، فَأَخَذَ بِكَفِّهِ، فَقَالَ: يَا عَلِيُّ، خُلِقْتُ أَنَا وَ أَنْتَ مِنْ شَجَرَةٍ، أَنَا أَصْلُهَا، وَ أَنْتَ فَرْعُهَا، وَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَيْنُ أَغْصَانُهَا، مَنْ تَعَلَّقَ بِغُصْنٍ مِنْ أَغْصَانِهَا أَدْخَلَهُ اللَّهُ الْجَنَّةَ.
1264- 12- وَ عَنْهُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا جَمَاعَةٌ، عَنْ أَبِي الْمُفَضَّلِ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ زَكَرِيَّا الْعَاصِمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا صُهَيْبُ بْنُ عَبَّادِ بْنِ صُهَيْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ (عَلَيْهِمُ السَّلَامُ) قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ): أَنَا الشَّجَرَةُ، وَ فَاطِمَةُ فَرْعُهَا، وَ عَلِيُّ لِقَاحُهَا، وَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَيْنُ ثَمَرُهَا، وَ أَغْصَانُ الشَّجَرَةِ ذَاهِبَةٌ عَلَى سَاقِهَا، فَأَيُّ رَجُلٍ تَعَلَّقَ بِغُصْنٍ مِنْ أَغْصَانِهَا أَدْخَلَهُ اللَّهُ الْجَنَّةَ بِرَحْمَتِهِ.
قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَدْ عَرَفْنَا الشَّجَرَةَ وَ فَرْعَهَا، فَمَنْ أَغْصَانُهَا قَالَ: عِتْرَتِي، فَمَا مِنْ عَبْدٍ أَحَبَّنَا أَهْلَ الْبَيْتِ، وَ عَمِلَ بِأَعْمَالِنَا، وَ حَاسَبَ نَفْسَهُ قَبْلَ أَنْ يُحَاسَبَ، إِلَّا أَدْخَلَهُ اللَّهُ (عَزَّ وَ جَلَّ) الْجَنَّةَ.
[29] مجلس يوم الجمعة الحادي و العشرين من شهر ربيع الآخر سنة سبع و خمسين و أربعمائة
فيه بقية أحاديث أبي المفضل محمد بن عبد الله الشيباني.
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
1265- 1- حَدَّثَنَا الشَّيْخُ أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ الطُّوسِيُّ (قَدَّسَ اللَّهُ رُوحَهُ)، قَالَ: أَخْبَرَنَا جَمَاعَةٌ، عَنْ أَبِي الْمُفَضَّلِ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ السَّدُوسِيُّ بِالسِّيرجَانِ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَمِّي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ عِيسَى، عَنْ عُمَرَ بْنِ أُذَيْنَةَ، عَنْ أَبَانٍ وَ مُعَاوِيَةَ بْنِ الرَّيَّانِ، جَمِيعاً عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ صُدَيِّ بْنِ عَجْلَانَ الْبَاهِلِيِّ، قَالَ: كُنَّا ذَاتَ يَوْمٍ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) جُلُوساً، فَأَتَى عَلِيٌّ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) فَدَخَلَ الْمَسْجِدَ، وَ قَدْ وَافَقَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) قِيَاماً، فَلَمَّا رَأَى عَلِيّاً جَلَسَ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْهِ، فَقَالَ: يَا أَبَا الْحَسَنِ، إِنَّكَ أَتَيْتَ وَ وَافَقَ قِيَاماً فَجَلَسْتُ لَكَ، أَ فَلَا أُخْبِرُكَ بِبَعْضِ مَا فَضَّلَكَ اللَّهُ بِهِ أُخْبِرُكَ أَنِّي خَتَمْتُ النَّبِيِّينَ، وَ خَتَمْتَ أَنْتَ يَا عَلِيُّ الْوَصِيِّينَ، وَ حَقٌّ عَلَى اللَّهِ أَلَّا يُوقِفَ مُوسَى بْنَ عِمْرَانَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) مَوْقِفاً إِلَّا أُوقِفَ مَعَهُ وَصِيُّهُ يُوشَعُ بْنُ نُونٍ، وَ إِنِّي أَقِفُ وَ تُوقَفُ وَ أُسْأَلُ وَ تُسْأَلُ، فَأَعْدِدْ يَا ابْنَ أَبِي طَالِبٍ جَوَاباً، فَإِنَّمَا أَنْتَ مِنِّي تَزُولُ أَيْنَمَا زُلْتُ.
قَالَ عَلِيٌّ (عَلَيْهِ السَّلَامُ): يَا نَبِيَّ اللَّهِ، فَمَا الَّذِي تُبَيِّنُهُ لِي، لِأَهْتَدِيَ بِهُدَاكَ لِي
فَقَالَ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ): يَا عَلِيُّ، مَنْ يَهْدِي اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ وَ مَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلا هادِيَ لَهُ ، وَ إِنَّهُ (عَزَّ وَ جَلَّ) هَادِيكَ وَ مُعَلِّمُكَ، وَ حَقٌّ لَكَ أَنْ تَعِيَ، لَقَدْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقِي وَ مِيثَاقَكَ وَ مِيثَاقَ شِيعَتِكَ وَ أَهْلِ مَوَدَّتِكَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، فَهُمْ شِيعَتِي وَ ذَوُو مَوَدَّتِي، وَ هُمْ ذَوُو الْأَلْبَابِ، يَا عَلِيُّ حَقٌّ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُنْزِلَهُمْ فِي جَنَّاتِهِ، وَ يُسْكِنَهُمْ مَسَاكِنَ الْمُلُوكِ، وَ حَقٌّ لَهُمْ أَنْ يَطِيبُوا.
1266- 2- وَ عَنْهُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا جَمَاعَةٌ، عَنْ أَبِي الْمُفَضَّلِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الرَّزَّازُ الْقُرَشِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَيُّوبُ بْنُ نُوحِ بْنِ دَرَّاجٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَقِيلَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ زَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي زَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ (عَلَيْهِمَا السَّلَامُ)، قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: مَنْ تَعَزَّى عَنِ الدُّنْيَا بِثَوَابِ الْآخِرَةِ فَقَدْ تَعَزَّى عَنْ حَقِيرٍ بِخَطِيرٍ، وَ أَعْظَمُ مِنْ ذَلِكَ مَنْ عَدَّ فَائِتَهَا سَلَامَةً نَالَهَا، وَ غَنِيمَةً أُعِينَ عَلَيْهَا.
1267- 3- وَ عَنْهُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا جَمَاعَةٌ، عَنْ أَبِي الْمُفَضَّلِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ يَاسِينِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلَانَ التَّمِيمِيُّ الْعَابِدُ، قَالَ: سَمِعْتُ سَيِّدِي أَبَا الْحَسَنِ عَلِيَّ بْنَ مُحَمَّدٍ ابْنَ الرِّضَا (عَلَيْهِمُ السَّلَامُ) بِسُرَّمَنْرَأَى، يَقُولُ: الْغَوْغَاءُ قَتَلَةُ الْأَنْبِيَاءِ، وَ الْعَامَّةُ اسْمٌ مُشْتَقٌّ مِنَ الْعَمَى، مَا رَضِيَ اللَّهُ لَهُمْ أَنْ شَبَّهَهُمْ بِالْأَنْعَامِ حَتَّى قَالَ:
«بَلْ هُمْ أَضَلُّ» 684 .
1268- 4- وَ عَنْهُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا جَمَاعَةٌ، عَنْ أَبِي الْمُفَضَّلِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا رَجَاءُ بْنُ يَحْيَى أَبُو الْحُسَيْنِ الْعَبَرْتَائِيُّ الْكَاتِبُ، قَالَ: حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ سَعْدَانَ الْكَاتِبُ بِسُرَّمَنْرَأَى، عَنْ مَسْعَدَةَ بْنِ صَدَقَةَ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ (عَلَيْهِمُ السَّلَامُ)، قَالَ: أَرَدْتُ سَفَراً، فَأَوْصَانِي أَبِي عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) فَقَالَ فِي وَصِيَّتِهِ: إِيَّاكَ يَا بُنَيَّ أَنْ تُصَاحِبَ الْأَحْمَقَ أَوْ تُخَالِطَهُ وَ اهْجُرْهُ وَ لَا تُحَادِثْهُ، فَإِنَّ الْأَحْمَقَ هُجْنَةٌ 685 غَائِباً كَانَ أَوْ حَاضِراً، إِنْ تَكَلَّمَ فَضَحَهُ حُمْقُهُ، وَ إِنْ سَكَتَ قَصَرَ بِهِ عِيُّهُ، وَ إِنْ
عَمِلَ أَفْسَدَ، وَ إِنْ اسْتَرْعَى أَضَاعَ، لَا عِلْمُهُ مِنْ نَفْسِهِ يُغْنِيهِ، وَ لَا عِلْمُ غَيْرِهِ يَنْفَعُهُ، وَ لَا يُطِيعُ نَاصِحَهُ، وَ لَا يَسْتَرِيحُ مُقَارِنُهُ، تَوَدُّ أُمُّهُ أَنَّهَا ثَكِلَتْهُ، وَ امْرَأَتُهُ أَنَّهَا فَقَدَتْهُ، وَ جَارُهُ بُعْدَ دَارِهِ، وَ جَلِيسُهُ الْوَحْدَةَ مِنْ مُجَالَسَتِهِ، إِنْ كَانَ أَصْغَرَ مَنْ فِي الْمَجْلِسِ أَعْنَى مَنْ فَوْقَهُ، وَ إِنْ كَانَ أَكْبَرَهُمْ أَفْسَدَ مَنْ دُونَهُ.
1269- 5- وَ عَنْهُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا جَمَاعَةٌ، عَنْ أَبِي الْمُفَضَّلِ، قَالَ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَفْصِ بْنِ عُمَرَ الْعَسْكَرِيُّ بِالْمِصِّيصَةِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ الْهَيْثَمِ الْأَنْمَاطِيُّ بِحَلَبَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عُلْوَانَ الْكَاتِبُ، قَالَ: سَمِعْتُ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ (عَلَيْهِمَا السَّلَامُ)، يُحَدِّثُ عَنْ آبَائِهِ (عَلَيْهِمُ السَّلَامُ)، عَنْ عَلِيٍّ (صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ) رَفَعَهُ، قَالَ: حُسْنُ الْبِشْرِ بِالنَّاسِ نِصْفُ الْعَقْلِ، وَ التَّقْدِيرُ نِصْفُ الْمَعِيشَةِ، وَ المَرْأَةُ الصَّالِحَةُ أَحَدُ الْكَاسِبَيْنِ.
1270- 6- وَ بِإِسْنَادِهِ، عَنْ عَلِيٍّ (عَلَيْهِ السَّلَامُ)، قَالَ: ثَلَاثَةٌ لَا يَنْتَصِفُونَ مِنْ ثَلَاثَةٍ:
شَرِيفٌ مِنْ وَضِيعٍ، وَ حَلِيمٌ مِنْ سَفِيهٍ، وَ مُؤْمِنٌ مِنْ فَاجِرٌ.
1271- 7- وَ عَنْهُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا جَمَاعَةٌ، عَنْ أَبِي الْمُفَضَّلِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ غَالِبٍ الْأَزْدِيُّ بِأَرْتَاحَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الْغَنِيِّ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْأَزْدِيُّ الْمَعَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ هَمَّامٍ الْحِمْيَرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ الضُّبَعِيِّ الْبَصْرِيُّ قَدِمَ عَلَيْنَا الْيَمَنَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو هَارُونَ الْعَبْدِيُّ، عَنْ رَبِيعَةَ السَّعْدِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي حُذَيْفَةُ بْنُ الْيَمَانِ، قَالَ: لَمَّا خَرَجَ جَعْفَرُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ مِنْ أَرْضِ الْحَبَشَةِ إِلَى النَّبِيِّ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) قَدِمَ جَعْفَرٌ وَ النَّبِيُّ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) بِأَرْضِ خَيْبَرَ، فَأَتَاهُ بِالْفَرْعِ 686 مِنَ الْغَالِيَةِ وَ الْقَطِيفَةِ، فَقَالَ النَّبِيُّ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ): لأدفعن هَذِهِ الْقَطِيفَةِ إِلَى رَجُلٍ يُحِبُّ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ، وَ يُحِبُّهُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ، فَمَدَّ أَصْحَابُ النَّبِيِّ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) أَعْنَاقَهُمْ إِلَيْهَا، فَقَالَ النَّبِيُّ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ): أَيْنَ عَلِيٌّ فَوَثَبَ عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ فَدَعَا عَلِيّاً (عَلَيْهِ السَّلَامُ)، فَلَمَّا جَاءَ قَالَ لَهُ النَّبِيُّ (عَلَيْهِ السَّلَامُ): يَا عَلِيُّ، خُذِ الْقَطِيفَةَ إِلَيْكَ، فَأَخَذَهَا عَلِيٌّ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) وَ أُمْهِلَ حَتَّى قَدِمَ الْمَدِينَةَ، فَانْطَلَقَ إِلَى الْبَقِيعِ، وَ هُوَ سُوقُ الْمَدِينَةِ، فَأَمَرَ صَائِغاً فَفَصَلَ
الْقَطِيفَةَ سِلْكاً سِلْكاً، فَبَاعَ الذَّهَبَ، وَ كَانَ أَلْفَ مِثَقَالِ، فَفَرَّقَهُ عَلِيٌّ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) فِي فُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ وَ الْأَنْصَارِ، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى مَنْزِلِهِ، وَ لَمْ يَتْرُكْ لَهُ مِنَ الذَّهَبِ قَلِيلًا وَ لَا كَثِيراً، فَلَقِيَهُ النَّبِيُّ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) مِنْ غَدٍ فِي نَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِهِ فِيهِمْ حُذَيْفَةُ وَ عَمَّارٌ، فَقَالَ: يَا عَلِيُّ، إِنَّكَ أَخَذْتَ بِالْأَمْسِ أَلْفَ مِثْقَالٍ، فَاجْعَلْ غَدَائِي الْيَوْمَ وَ أَصْحَابِي هَؤُلَاءِ عِنْدَكَ، وَ لَمْ يَكُنْ عَلِيٌّ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) يَرْجِعُ يَوْمَئِذٍ إِلَى شَيْءٍ مِنَ الْعُرُوضِ 687 ذَهَبٍ أَوْ فِضَّةٍ، فَقَالَ حَيَاءً مِنْهُ وَ تَكَرُّماً: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَ فِي الرُّحْبِ وَ السَّعَةِ، ادْخُلْ يَا نَبِيَّ اللَّهِ أَنْتَ وَ مَنْ مَعَكَ. قَالَ:
فَدَخَلَ النَّبِيُّ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) ثُمَّ قَالَ لَنَا: ادْخُلُوا.
قَالَ حُذَيْفَةُ: وَ كُنَّا خَمْسَةَ نَفَرٍ، أَنَا وَ عَمَّارٌ وَ سَلْمَانُ وَ أَبُو ذَرٍّ وَ الْمِقْدَادُ (رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ)، فَدَخَلْنَا وَ دَخَلَ عَلِيٌّ عَلَى فَاطِمَةَ (عَلَيْهَا السَّلَامُ) يَبْتَغِي عِنْدَهَا شَيْئاً مِنْ زَادٍ، فَوَجَدَ فِي وَسَطِ الْبَيْتِ جَفْنَةً مِنْ ثَرِيدٍ تَفُورُ، وَ عَلَيْهَا عُرَاقٌ 688 كَثِيرٌ، كَأَنَّ رَائِحَتَهَا الْمِسْكُ، فَحَمَلَهَا عَلِيٌّ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) حَتَّى وَضَعَهَا بَيْنَ يَدَيِ النَّبِيِّ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) وَ مَنْ حَضَرَ مَعَهُ، فَأَكَلْنَا مِنْهَا حَتَّى تَمَلَّأْنَا، وَ لَا يَنْقُصُ مِنْهَا قَلِيلٌ وَ لَا كَثِيرٌ، وَ قَامَ النَّبِيُّ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) حَتَّى دَخَلَ عَلَى فَاطِمَةَ (عَلَيْهَا السَّلَامُ)، وَ قَالَ: أَنَّى لَكِ هَذَا الطَّعَامُ، يَا فَاطِمَةُ فَرَدَّتْ عَلَيْهِ وَ نَحْنُ نَسْمَعُ قَوْلَهُمَا فَقَالَتْ: «هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ» 689 .
فَخَرَجَ النَّبِيُّ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) إِلَيْنَا مُسْتَعْبِراً، وَ هُوَ يَقُولُ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يُمِتْنِي حَتَّى رَأَيْتُ لِابْنَتِي مَا رَأَى زَكَرِيَّا (عَلَيْهِ السَّلَامُ) لِمَرْيَمَ. كَانَ إِذَا دَخَلَ عَلَيْهَا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقاً فَيَقُولُ لَهَا: يا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هذا فَتَقُولُ: «هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ» .