کتابخانه روایات شیعه
مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادِ بْنِ أَبِي عُمَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ رِئَابٍ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ (عَلَيْهِمَا السَّلَامُ)، عَنْ آبَائِهِ، عَنْ عَلِيٍّ (عَلَيْهِ السَّلَامُ)، قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ): يَا عَلِيُّ، إِنَّهُ لَمَّا أُسْرِيَ بِي إِلَى السَّمَاءِ تَلَقَّتْنِي الْمَلَائِكَةُ بِالْبِشَارَاتِ فِي كُلِّ سَمَاءٍ حَتَّى لَقِيَنِي جَبْرَئِيلُ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) فِي مَحْفِلٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، لَوِ اجْتَمَعَتْ أُمَّتُكَ عَلَى حُبِّ عَلِيٍّ، مَا خَلَقَ اللَّهُ (عَزَّ وَ جَلَّ) النَّارَ.
يَا عَلِيُّ، إِنَّ اللَّهَ (تَعَالَى) أَشْهَدَكَ مَعِي فِي سَبْعَةِ مَوَاطِنَ حَتَّى أَنِسْتُ بِكَ:
أَمَّا أَوَّلُ ذَلِكَ: فَلَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي إِلَى السَّمَاءِ، قَالَ لِي جَبْرَئِيلُ (عَلَيْهِ السَّلَامُ): أَيْنَ أَخُوكَ يَا مُحَمَّدُ فَقُلْتُ: يَا جَبْرَئِيلُ، خَلَّفْتُهُ وَرَائِي. فَقَالَ: ادْعُ اللَّهَ (عَزَّ وَ جَلَّ) فَلْيَأْتِكَ بِهِ، فَدَعَوْتُ اللَّهَ فَإِذَا مِثَالُكَ مَعِي، وَ إِذَا الْمَلَائِكَةُ وُقُوفٌ صُفُوفاً، فَقُلْتُ: يَا جَبْرَئِيلُ، مَنْ هَؤُلَاءِ قَالَ:
هَؤُلَاءِ الَّذِينَ يُبَاهِي اللَّهُ (عَزَّ وَ جَلَّ) بِهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَدَنَوْتُ فَنَطَقْتُ بِمَا كَانَ وَ بِمَا يَكُونُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ.
وَ الثَّانِي: حِينَ أُسْرِيَ بِي إِلَى ذِي الْعَرْشِ (عَزَّ وَ جَلَّ)، فَقَالَ لِي جَبْرَئِيلُ: أَيْنَ أَخُوكَ يَا مُحَمَّدُ فَقُلْتُ: خَلَّفْتُهُ وَرَائِي. قَالَ: ادْعُ اللَّهَ (عَزَّ وَ جَلَّ) فَلْيَأْتِكَ بِهِ، فَدَعَوْتُ اللَّهَ (عَزَّ وَ جَلَّ) فَإِذَا مِثَالُكَ مَعِي، وَ كُشِطَ لِي عَنْ سَبْعِ سَمَاوَاتٍ حَتَّى رَأَيْتُ سُكَّانَهَا وَ عُمَّارَهَا وَ مَوْضِعَ كُلِّ مَلَكٍ مِنْهَا.
وَ الثَّالِثُ: حَيْثُ بُعِثْتَ لِلْجِنِّ فَقَالَ لِي جَبْرَئِيلُ (عَلَيْهِ السَّلَامُ): أَيْنَ أَخُوكَ فَقُلْتُ:
خَلَّفْتُهُ وَرَائِي. فَقَالَ: ادْعُ اللَّهَ (عَزَّ وَ جَلَّ) فَلْيَأْتِكَ بِهِ، فَدَعَوْتُ اللَّهَ (عَزَّ وَ جَلَّ) فَإِذَا أَنْتَ مَعِي، فَمَا قُلْتُ لَهُمْ شَيْئاً وَ لَا رَدُّوا عَلَيَّ شَيْئاً إِلَّا سَمِعْتَهُ وَ وَعَيْتَهُ.
وَ الرَّابِعُ: خُصِّصْنَا بِلَيْلَةِ الْقَدْرِ وَ أَنْتَ مَعِي فِيهَا، وَ لَيْسَتْ لِأَحَدٍ غَيْرِنَا.
وَ الْخَامِسُ: نَاجَيْتُ اللَّهَ (عَزَّ وَ جَلَّ) وَ مِثَالُكَ مَعِي، فَسَأَلْتُ فِيكَ خِصَالًا أَجَابَنِي إِلَيْهَا إِلَّا النُّبُوَّةَ، فَإِنَّهُ قَالَ: خَصَّصْتُهَا بِكَ، وَ خَتَمْتُهَا بِكَ.
وَ السَّادِسُ: لَمَّا طُفْتُ بِالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ، كَانَ مِثَالُكَ مَعِي.
وَ السَّابِعُ: هَلَاكُ الْأَحْزَابِ عَلَى يَدِي، وَ أَنْتَ مَعِي.
يَا عَلِيُّ، إِنَّ اللَّهَ أَشْرَفَ عَلَى الدُّنْيَا فَاخْتَارَنِي عَلَى رِجَالِ الْعَالَمِينَ، ثُمَّ اطَّلَعَ
الثَّانِيَةَ فَاخْتَارَكَ عَلَى رِجَالِ الْعَالَمِينَ، ثُمَّ اطَّلَعَ الثَّالِثَةَ فَاخْتَارَ فَاطِمَةَ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ، ثُمَّ اطَّلَعَ الرَّابِعَةَ فَاخْتَارَ الْحَسَنَ وَ الْحُسَيْنَ وَ الْأَئِمَّةَ مِنْ وُلْدِهِمَا عَلَى رِجَالِ الْعَالَمِينَ.
يَا عَلِيُّ، إِنِّي رَأَيْتُ اسْمَكَ مَقْرُوناً بِاسْمِي فِي أَرْبَعَةِ مَوَاطِنَ، فَأَنِسْتُ بِالنَّظَرِ إِلَيْهِ:
إِنِّي لَمَّا بَلَغْتُ بَيْتَ الْمَقْدِسِ فِي مَعَارِجِي إِلَى السَّمَاءِ، وَجَدْتُ عَلَى صَخْرَتِهَا:" لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ، أَيَّدْتُهُ بِوَزِيرِهِ وَ نَصَرْتُهُ بِهِ" فَقُلْتُ: يَا جَبْرَئِيلُ، وَ مَنْ وَزِيرِي قَالَ: عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ (عَلَيْهِ السَّلَامُ).
فَلَمَّا انْتَهَيْتُ إِلَى سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى، وَجَدْتُ مَكْتُوباً عَلَيْهَا" لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهِ، أَنَا وَحْدِي، وَ مُحَمَّدٌ صَفْوَتِي مِنْ خَلْقِي، أَيَّدْتُهُ بِوَزِيرِهِ وَ نَصَرْتُهُ بِهِ" فَقُلْتُ: يَا جَبْرَئِيلُ، وَ مَنْ وَزِيرِي فَقَالَ: عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ (عَلَيْهِ السَّلَامُ).
فَلَمَّا جَاوَزْتُ السِّدْرَةَ وَ انْتَهَيْتُ إِلَى عَرْشِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَجَدْتُ مَكْتُوباً عَلَى قَائِمَةٍ مِنْ قَوَائِمِ الْعَرْشِ:" أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا وَحْدِي، مُحَمَّدٌ حَبِيبِي وَ صَفْوَتِي مِنْ خَلْقِي، أَيَّدْتُهُ بِوَزِيرِهِ وَ أَخِيهِ وَ نَصَرْتُهُ بِهِ".
يَا عَلِيُّ، إِنَّ اللَّهَ (عَزَّ وَ جَلَّ) أَعْطَانِي فِيكَ سَبْعَ خِصَالٍ: أَنْتَ أَوَّلُ مَنْ يَنْشَقُّ الْقَبْرُ عَنْهُ مَعِي، وَ أَنْتَ أَوَّلُ مَنْ يَقِفُ مَعِي عَلَى الصِّرَاطِ، فَيَقُولُ لِلنَّارِ: خُذِي هَذَا فَهُوَ لَكَ وَ ذَرِي هَذَا فَلَيْسَ هُوَ لَكَ، وَ أَنْتَ أَوَّلُ مَنْ يُكْسَى إِذَا كُسِيتُ وَ يُحَيَّا إِذَا حُيِّيتُ، وَ أَنْتَ أَوَّلُ مَنْ يَقِفُ مَعِي عَنْ يَمِينِ الْعَرْشِ، وَ أَوَّلُ مَنْ يَقْرَعُ مَعِي بَابَ الْجَنَّةِ، وَ أَوَّلُ مَنْ يَسْكُنُ مَعِي عِلِّيِّينَ، وَ أَوَّلُ مَنْ يَشْرَبُ مَعِي مِنَ الرَّحِيقِ الْمَخْتُومِ الَّذِي خِتامُهُ مِسْكٌ، وَ فِي ذلِكَ فَلْيَتَنافَسِ الْمُتَنافِسُونَ .
انتهت أحاديث أبي المفضل الشيباني.
أحاديث الحسين بن عبيد الله الغضائري.
1336- 22- وَ عَنْهُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الْغَضَائِرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ هَارُونُ بْنُ مُوسَى التَّلَّعُكْبَرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هَمَّامِ بْنِ سُهَيْلٍ (رَحِمَهُ اللَّهُ)، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الْحِمْيَرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ
بْنِ عِيسَى الْأَشْعَرِيُّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ، عَنْ سَيْفِ بْنِ عَمِيرَةَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ)، قَالَ: قَالَ لِلْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ: يَا مُفَضَّلُ، إِذَا أَرَدْتَ أَنْ تَعْلَمَ أَ شَقِيّاً الرَّجُلُ أَمْ سَعِيداً، فَانْظُرْ بِرَّهُ وَ مَعْرُوفَهُ إِلَى مَنْ يَصْنَعُهُ، فَإِنْ صَنَعَهُ إِلَى مَنْ هُوَ أَهْلُهُ فَاعْلَمْ أَنَّهُ إِلَى خَيْرٍ يَصِيرُ، وَ إِنْ كَانَ يَصْنَعُهُ إِلَى غَيْرِ أَهْلِهِ فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَيْسَ لَهُ عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ.
1337- 23- وَ عَنْهُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ هَارُونَ بْنِ مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مَعْمَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي حَمْدَانُ بْنُ الْمُعَافَى، عَنْ حَمَّوَيْهِ بْنِ أَحْمَدَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى الْعَلَوِيُّ، قَالَ: قَالَ لِي جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ (عَلَيْهِمَا السَّلَامُ): إِنَّهُ لَيَعْرِضُ لِي صَاحِبُ الْحَاجَةِ فَأُبَادِرُ إِلَى قَضَائِهَا، مَخَافَةَ أَنْ يَسْتَغْنِيَ عَنْهَا صَاحِبُهَا، أَلَا وَ إِنَّ مَكَارِمَ الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةِ فِي ثَلَاثَةِ أَحْرُفٍ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ (عَزَّ وَ جَلَّ): «خُذِ الْعَفْوَ وَ أْمُرْ بِالْعُرْفِ وَ أَعْرِضْ عَنِ الْجاهِلِينَ» 711 ، وَ تَفْسِيرُهُ أَنْ تَصِلَ مَنْ قَطَعَكَ، وَ تَعْفُوَ عَمَّنْ ظَلَمَكَ، وَ تُعْطِيَ مَنْ حَرَمَكَ.
[33] مجلس يوم الجمعة التاسع من رجب سنة سبع و خمسين و أربعمائة
فيه بقية أحاديث الغضائري.
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
1338- 1- حَدَّثَنَا الشَّيْخُ أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ الطُّوسِيُّ (رَحِمَهُ اللَّهُ)، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ هَارُونَ بْنِ مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مَعْمَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمْدَانُ بْنُ الْمُعَافَى، قَالَ: حَدَّثَنِي الْعَبَّاسُ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ التَّيِّهَانِ، قَالَ: قَالَ لِيَ ابْنُ شُبْرُمَةَ: دَخَلْتُ أَنَا وَ أَبُو حَنِيفَةَ عَلَى جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ (عَلَيْهِمَا السَّلَامُ)، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، وَ كُنْتُ لَهُ صَدِيقاً، ثُمَّ أَقْبَلْتُ عَلَى جَعْفَرٍ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) فَقُلْتُ: أَمْتَعَ اللَّهُ بِكَ، هَذَا رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ لَهُ فِقْهٌ وَ عَقْلٌ. فَقَالَ لَهُ جَعْفَرٌ (عَلَيْهِ السَّلَامُ): لَعَلَّهُ الَّذِي يَقِيسُ الدِّينَ بِرَأْيِهِ ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيَّ فَقَالَ: هَذَا النُّعْمَانُ بْنُ ثَابِتٍ فَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: نَعَمْ، أَصْلَحَكَ اللَّهُ (تَعَالَى). فَقَالَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ): اتَّقِ اللَّهَ وَ لَا تَقِسِ الدِّينَ بِرَأْيِكَ، فَإِنَّ أَوَّلَ مَنْ قَاسَ إِبْلِيسُ إِذْ أَمَرَهُ اللَّهُ بِالسُّجُودِ فَقَالَ: «أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نارٍ وَ خَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ» 712 .
ثُمَّ قَالَ لَهُ جَعْفَرٌ (عَلَيْهِ السَّلَامُ): هَلْ تُحْسِنُ أَنْ تَقِيسَ رَأْسَكَ مِنْ جَسَدِكَ قَالَ: لَا.
قَالَ: فَأَخْبِرْنِي عَنِ الْمُلُوحَةِ فِي الْعَيْنَيْنِ، وَ عَنِ الْمَرَارَةِ فِي الْأُذُنَيْنِ، وَ عَنِ الْمَاءِ فِي الْمَنْخِرَيْنِ، وَ عَنِ الْعُذُوبَةِ فِي الشَّفَتَيْنِ، لِأَيِّ شَيْءٍ جُعِلَ ذَلِكَ قَالَ: لَا أَدْرِي.
قَالَ جَعْفَرٌ (عَلَيْهِ السَّلَامُ): إِنَّ اللَّهَ (عَزَّ وَ جَلَّ) خَلَقَ الْعَيْنَيْنِ فَجَعَلَهُمَا شَحْمَتَيْنِ، وَ جَعَلَ الْمُلُوحَةَ فِيهِمَا مَنّاً مِنْهُ عَلَى ابْنِ آدَمَ، وَ لَوْ لَا ذَلِكَ لَذَابَتَا، وَ جَعَلَ الْمَرَارَةَ فِي الْأُذُنَيْنِ مَنّاً مِنْهُ عَلَى ابْنِ آدَمَ وَ لَوْ لَا ذَلِكَ لَقَحَمَتِ الدَّوَابُّ فَأَكَلَتْ دِمَاغَهُ، وَ جَعَلَ الْمَاءَ فِي الْمَنْخِرَيْنِ لِيَصْعَدَ النَّفَسُ وَ يَنْزِلَ، وَ يَجِدَ مِنْهُ الرِّيحَ الطَّيِّبَةَ مِنَ الرِّيحِ الرَّدِيَّةِ، وَ جَعَلَ (عَزَّ وَ جَلَّ) الْعُذُوبَةَ فِي الشَّفَتَيْنِ لِيَجِدَ ابْنُ آدَمَ لَذَّةَ طَعْمِهِ وَ شُرْبِهِ.
ثُمَّ قَالَ لَهُ جَعْفَرٌ (عَلَيْهِ السَّلَامُ): أَخْبِرْنِي عَنْ كَلِمَةٍ أَوَّلُهَا شِرْكٌ، وَ آخِرُهَا إِيمَانٌ. قَالَ: لَا أَدْرِي. قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ.
ثُمَّ قَالَ لَهُ: أَيُّمَا أَعْظَمُ عِنْدَ اللَّهِ (عَزَّ وَ جَلَّ)، قَتْلُ النَّفْسِ، أَوِ الزِّنَا قَالَ: بَلْ قَتْلُ النَّفْسِ.
قَالَ لَهُ جَعْفَرٌ (عَلَيْهِ السَّلَامُ): فَإِنَّ اللَّهَ (تَعَالَى) قَدْ رَضِيَ فِي قَتْلِ النَّفْسِ بِشَاهِدٍ، وَ لَمْ يَقْبَلْ فِي الزِّنَا إِلَّا بِأَرْبَعَةٍ.
ثُمَّ قَالَ لَهُ: أَيُّمَا أَعْظَمُ عِنْدَ اللَّهِ، الصَّوْمُ، أَوِ الصَّلَاةُ قَالَ: لَا، بَلِ الصَّلَاةُ. قَالَ: فَمَا بَالُ الْمَرْأَةِ إِذَا حَاضَتْ تَقْضِي الصِّيَامَ، وَ لَا تَقْضِي الصَّلَاةَ اتَّقِ اللَّهَ يَا عَبْدَ اللَّهِ، فَإِنَّا نَحْنُ وَ أَنْتُمْ غَداً وَ مَنْ خَالَفَنَا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ (عَزَّ وَ جَلَّ)، فَنَقُولُ:
قُلْنَا: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ)، وَ تَقُولُ أَنْتَ وَ أَصْحَابُكَ: حُدِّثْنَا وَ رُوِّينَا، فَيَفْعَلُ بِنَا وَ بِكُمْ مَا شَاءَ اللَّهُ (عَزَّ وَ جَلَّ).
1339- 2- وَ عَنْهُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ هَارُونَ بْنِ مُوسَى، قَالَ:
حَدَّثَنَا ابْنُ مَعْمَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الزَّيَّاتُ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ فَضَّالٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ)، قَالَ: لَا تُسَمِّ الرَّجُلَ صَدِيقاً سِمَةَ مَعْرِفَةٍ حَتَّى تَخْتَبِرَهُ بِثَلَاثٍ: تُغْضِبُهُ فَتَنْظُرُ غَضَبُهُ يُخْرِجُهُ مِنَ الْحَقِّ إِلَى الْبَاطِلِ، وَ عِنْدَ الدِّينَارِ وَ الدِّرْهَمِ، وَ حَتَّى تُسَافِرَ مَعَهُ.
1340- 3- وَ عَنْهُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ هَارُونَ بْنِ مُوسَى، قَالَ:
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مَعْمَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَدَقَةَ، عَنْ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ (عَلَيْهِمُ السَّلَامُ)، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ): لَا تَزَالُ أُمَّتِي بِخَيْرٍ مَا تَحَابُّوا، وَ أَقَامُوا الصَّلَاةَ، وَ آتَوُا الزَّكَاةَ، وَ قَرَوُا الضَّيْفَ، فَإِنْ لَمْ يَفْعَلُوا ابْتُلُوا بِالسِّنِينَ وَ الْجَدْبِ. وَ قَالَ: إِنَّا أَهْلُ بَيْتٍ لَا نَمْسَحُ عَلَى أَخْفَافِنَا.
1341- 4- وَ عَنْهُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ هَارُونَ بْنِ مُوسَى، قَالَ:
حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْحَكِيمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو سَهْلٍ سُفْيَانُ بْنُ زِيَادٍ الْبَلَدِيُّ بِبَلَدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ صُهَيْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ (عَلَيْهِمُ السَّلَامُ)، قَالَ: كَانَ إِذَا رَأَى الْهِلَالَ، قَالَ:" اللَّهُمَّ ارْزُقْنَا خَيْرَهُ وَ نَصْرَهُ وَ بَرَكَتَهُ وَ فَتْحَهُ، وَ نَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهِ وَ شَرِّ مَا بَعْدَهُ".
14- 1342- 5- وَ عَنْهُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا هَارُونُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَكِيمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ زِيَادٍ الْبَلَدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ صُهَيْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ (عَلَيْهِ السَّلَامُ): أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) خَرَجَ فَرَأَى نِسْوَةً قُعُوداً فَقَالَ: مَا أَقْعَدَكُنَّ هَاهُنَا قُلْنَ: الْجِنَازَةُ. قَالَ: أَ فَتَحْمِلْنَ فِيمَنْ يَحْمِلُ قُلْنَ: لَا. قَالَ: أَ فَتُغَسِّلْنَ فِيمَنْ يُغَسِّلُ قُلْنَ: لَا. قَالَ: أَ فَتُدْلِينَ فِيمَنْ يُدْلِي قُلْنَ: لَا. قَالَ: فَارْجِعْنَ مَأْزُورَاتٍ غَيْرَ مَأْجُورَاتٍ.
1، 14- 1343- 6- وَ عَنْهُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ هَارُونَ بْنِ مُوسَى، قَالَ:
حَدَّثَنَا الْحَكِيمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ زِيَادٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ صُهَيْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ): أَنَّ مَرْوَانَ بْنَ الْحَكَمِ اسْتَخْلَفَ أَبَا هُرَيْرَةَ وَ خَرَجَ إِلَى مَكَّةَ، فَصَلَّى بِنَا أَبُو هُرَيْرَةَ الْجُمُعَةَ، فَقَرَأَ بَعْدَ سُورَةِ الْجُمُعَةِ فِي الرَّكْعَةِ الثَّانِيَةِ «إِذا جاءَكَ الْمُنافِقُونَ» قَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي رَافِعٍ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ): فَأَدْرَكْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ حِينَ انْصَرَفَ، فَقُلْتُ لَهُ: سَمِعْتُكَ تَقْرَأُ سُورَتَيْنِ كَانَ عَلِيٌّ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) يَقْرَأُ بِهِمَا بِالْكُوفَةِ، فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ
اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) يَقْرَأُ بِهِمَا..
1344- 7- وَ عَنْهُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ هَارُونَ بْنِ مُوسَى، قَالَ:
حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ الْهَمْدَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ يَعْقُوبُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ زِيَادٍ الضَّبِّيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو جُنَادَةَ الْحُصَيْنُ بْنُ مُخَارِقٍ السَّلُولِيُّ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ (عَلَيْهِمَا السَّلَامُ)، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ): مَنْ ضَمِنَ لِأَخِيهِ حَاجَةً، لَمْ يَنْظُرِ اللَّهُ (عَزَّ وَ جَلَّ) فِي حَاجَتِهِ حَتَّى يَقْضِيَهَا.
1345- 8- وَ عَنْهُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ هَارُونَ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ يُوسُفَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحُصَيْنُ بْنُ مُخَارِقٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ عَلِيّاً (عَلَيْهِ السَّلَامُ) وَفَدَ إِلَيْهِ رَجُلٌ مِنْ أَشْرَافِ الْعَرَبِ، فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ (عَلَيْهِ السَّلَامُ): هَلْ فِي بِلَادِكَ قَوْمٌ قَدْ شَهَرُوا أَنْفُسَهُمْ بِالْخَيْرِ لَا يُعْرَفُونَ إِلَّا بِهِ قَالَ: نَعَمْ.
قَالَ: فَهَلْ فِي بِلَادِكَ قَوْمٌ قَدْ شَهَرُوا أَنْفُسَهُمْ بِالشَّرِّ لَا يُعْرَفُونَ إِلَّا بِهِ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: فَهَلْ فِي بِلَادِكَ قَوْمٌ يَجْتَرِحُونَ السَّيِّئَاتِ وَ يَكْتَسِبُونَ الْحَسَنَاتِ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: تِلْكَ خِيَارُ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ)، تِلْكَ النُّمْرُقَةُ الْوُسْطَى، يَرْجِعُ إِلَيْهِمُ الْغَالِي، وَ يَنْتَهِي إِلَيْهِمُ الْمُقَصِّرُ.
1346- 9- وَ عَنْهُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ هَارُونَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ الْمُقْرِئُ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحُصَيْنُ بْنُ مُخَارِقٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ (عَلَيْهِمَا السَّلَامُ): أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) نَهَى أَنْ يَتَغَوَّطَ الرَّجُلُ عَلَى شَفِيرِ بِئْرٍ يُسْتَعْذَبُ مِنْهَا، أَوْ عَلَى شَفِيرِ نَهَرٍ يُسْتَعْذَبُ مِنْهُ، أَوْ تَحْتَ شَجَرَةٍ فِيهَا ثَمَرُهَا.