کتابخانه روایات شیعه
يَا لَهَا مِنْ سَاعَةٍ مَا أَشْجَى مَوَاقِعَهَا مِنَ الْقُلُوبِ حِينَ مِيزَ بَيْنَ الْفَرِيقَيْنِ! فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَ فَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ ، مِنْ مِثْلِ هَذَا فَلْيَهْرَبِ الْهَارِبُونَ، إِذَا كَانَتِ الدَّارُ الْآخِرَةُ لَهَا يَعْمَلُ الْعَامِلُونَ.
1354- 4- وَ عَنْهُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنِ الْعَلَوِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ، عَنْ أَبِي الْمَغْرَاءِ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ، عَنْ خَيْثَمَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ الْبَاقِرَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) يَقُولُ: نَحْنُ جَنْبُ اللَّهِ، وَ نَحْنُ صَفْوَةُ اللَّهِ، وَ نَحْنُ خِيَرَةُ اللَّهِ، وَ نَحْنُ مُسْتَوْدَعُ مَوَارِيثِ الْأَنْبِيَاءِ، وَ نَحْنُ أُمَنَاءُ اللَّهِ (عَزَّ وَ جَلَّ)، وَ نَحْنُ حُجَجُ اللَّهِ، وَ نَحْنُ حَبْلُ اللَّهِ، وَ نَحْنُ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَى خَلْقِهِ، وَ نَحْنُ الَّذِينَ بِنَا يَفْتَحُ اللَّهُ وَ بِنَا يَخْتِمُ، وَ نَحْنُ أَئِمَّةُ الْهُدَى، وَ نَحْنُ مَصَابِيحُ الدُّجَى، وَ نَحْنُ مَنَارُ الْهُدَى، وَ نَحْنُ الْعَلَمُ الْمَرْفُوعُ لِأَهْلِ الدُّنْيَا، وَ نَحْنُ السَّابِقُونَ، وَ نَحْنُ الْآخِرُونَ مَنْ تَمَّسَكَ بِنَا لَحِقَ، وَ مَنْ تَخَلَّفَ عَنَّا غَرِقَ، وَ نَحْنُ قَادَةُ الْغُرِّ الْمُحَجَّلِينَ، وَ نَحْنُ حَرَمُ اللَّهِ، وَ نَحْنُ الطَّرِيقُ وَ الصِّرَاطُ الْمُسْتَقِيمُ إِلَى اللَّهِ (عَزَّ وَ جَلَّ)، وَ نَحْنُ مَوْضِعُ الرِّسَالَةِ، وَ نَحْنُ أُصُولُ الدِّينِ وَ إِلَيْنَا تَخْتَلِفُ الْمَلَائِكَةُ، وَ نَحْنُ السِّرَاجُ لِمَنِ اسْتَضَاءَ بِنَا، وَ نَحْنُ السَّبِيلُ لِمَنِ اقْتَدَى بِنَا، وَ نَحْنُ الْهُدَاةُ إِلَى الْجَنَّةِ، وَ نَحْنُ عُرَى الْإِسْلَامِ، وَ نَحْنُ الْجُسُورُ، وَ نَحْنُ الْقَنَاطِرُ مَنْ مَضَى عَلَيْنَا سَبَقَ، وَ مَنْ تَخَلَّفَ عَنَّا مُحِقَ، وَ نَحْنُ السَّنَامُ الْأَعْظَمُ، وَ نَحْنُ الَّذِينَ بِنَا تَنْزِلُ الرَّحْمَةُ، وَ بِنَا تُسْقَوْنَ الْغَيْثَ، وَ نَحْنُ الَّذِينَ بِنَا يَصْرِفُ اللَّهُ (عَزَّ وَ جَلَّ) عَنْكُمُ الْعَذَابَ، فَمَنْ أَبْصَرَنَا وَ عَرَفَ حَقَّنَا وَ أَخَذَ بِأَمْرِنَا، فَهُوَ مِنَّا وَ إِلَيْنَا.
1355- 5- وَ عَنْهُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْعَلَوِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ صَالِحِ بْنِ شُعَيْبٍ الْجَوْهَرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْكُلَيْنِيُّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ النَّيْسَابُورِيِ 714 ، قَالَ:
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ (صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ): أَنَّ اللَّهَ (عَزَّ وَ جَلَّ) بِمَنِّهِ وَ رَحْمَتِهِ، لَمَّا فَرَضَ عَلَيْكُمُ الْفَرَائِضَ، لَمْ يَفْرِضْ ذَلِكَ عَلَيْكُمْ لِحَاجَةٍ مِنْهُ إِلَيْهِ، بَلْ رَحْمَةً مِنْهُ، لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ، لِيَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ ، وَ لِيَبْتَلِيَ ما فِي صُدُورِكُمْ، وَ لِيُمَحِّصَ ما فِي قُلُوبِكُمْ ، وَ لِتَتَسَابَقُوا إِلَى رَحْمَتِهِ، وَ لِتَتَفَاضَلَ مَنَازِلُكُمْ فِي جَنَّتِهِ، فَفَرَضَ عَلَيْكُمُ الْحَجَّ وَ الْعُمْرَةَ وَ إِقَامَ الصَّلَاةِ وَ إِيتَاءَ الزَّكَاةِ وَ الصَّوْمَ وَ الْوَلَايَةَ، وَ جَعَلَ لَكُمْ بَاباً لِتَفْتَحُوا بِهِ أَبْوَابَ الْفَرَائِضِ مِفْتَاحاً إِلَى سُبُلِهِ، وَ لَوْ لَا مُحَمَّدٌ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) وَ الْأَوْصِيَاءُ مِنْ وُلْدِهِ (عَلَيْهِمُ السَّلَامُ) كُنْتُمْ حَيَارَى كَالْبَهَائِمِ، لَا تَعْرِفُونَ فَرْضاً مِنَ الْفَرَائِضِ، وَ هَلْ تُدْخَلُ قَرْيَةٌ إِلَّا مِنْ بَابِهَا، فَلَمَّا مَنَّ عَلَيْكُمْ بِإِقَامَةِ الْأَوْلِيَاءِ بَعْدَ نَبِيِّكُمْ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) قَالَ: «الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَ رَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً» 715 وَ فَرَضَ عَلَيْكُمْ لِأَوْلِيَائِهِ حُقُوقاً، وَ أَمَرَكُمْ بِأَدَائِهَا إِلَيْهِمْ، لِيَحِلَّ لَكُمْ مَا وَرَاءَ ظُهُورِكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَ أَمْوَالِكُمْ وَ مَآكِلِكُمْ وَ مَشَارِبِكُمْ، وَ يُعَرِّفَكُمْ بِذَلِكَ الْبَرَكَةَ وَ النَّمَاءَ وَ الثَّرْوَةَ لِيَعْلَمَ مَنْ يُطِيعُهُ مِنْكُمْ بِالْغَيْبِ، ثُمَّ قَالَ (عَزَّ وَ جَلَّ):
«قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى» 716 .
فَاعْلَمُوا أَنَ مَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّما يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ ، إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ وَ أَنْتُمُ الْفُقَراءُ إِلَيْهِ، فَاعْمَلُوا مِنْ بَعْدِ مَا شِئْتُمْ فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَ رَسُولُهُ وَ الْمُؤْمِنُونَ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلى عالِمِ الْغَيْبِ وَ الشَّهادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ 717 ، وَ الْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ ، وَ لَا عُدْوانَ إِلَّا عَلَى الظَّالِمِينَ .
سَمِعْتُ جَدِّي رَسُولَ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) يَقُولُ: خُلِقْتُ مِنْ نُورِ اللَّهِ (عَزَّ وَ جَلَّ)، وَ خُلِقَ أَهْلُ بَيْتِي مِنْ نُورِي، وَ خُلِقَ مُحِبُّوهُمْ مِنْ نُورِهِمْ، وَ سَائِرُ الْخَلْقِ فِي النَّارِ 718 .
1356- 6- وَ عَنْهُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ
الْعَلَوِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ أَسْبَاطٍ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ الْعَطَّارِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ الْغَزَّالِ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ يَحْيَى، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ، عَنْ جَدِّهِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ (عَلَيْهِمَا السَّلَامُ)، قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ): إِنَّ فِي الْفِرْدَوْسِ لَعَيْناً أَحْلَى مِنَ الشَّهْدِ، وَ أَلْيَنَ مِنَ الزُّبْدِ، وَ أَبْرَدَ مِنَ الثَّلْجِ، وَ أَطْيَبَ مِنَ الْمِسْكِ، فِيهَا طِينَةٌ خَلَقَنَا اللَّهُ (عَزَّ وَ جَلَّ) مِنْهَا، وَ خَلَقَ مِنْهَا شِيعَتَنَا، فَمَنْ لَمْ يَكُنْ مِنْ تِلْكَ الطِّينَةِ فَلَيْسَ مِنَّا، وَ لَا مِنْ شِيعَتِنَا، وَ هِيَ الْمِيثَاقُ الَّذِي أَخَذَ اللَّهُ (عَزَّ وَ جَلَّ) عَلَيْهِ وَلَايَةَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ (عَلَيْهِ السَّلَامُ).
قَالَ عُبَيْدٌ: فَذَكَرْتُ لِمُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ 719 هَذَا الْحَدِيثَ فَقَالَ: صَدَقَكَ يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، هَكَذَا أَخْبَرَنِي أَبِي، عَنْ جَدِّي، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ).
قَالَ عُبَيْدٌ: قُلْتُ أَشْتَهِي أَنْ تُفَسِّرَهُ لَنَا إِنْ كَانَ عِنْدَكَ تَفْسِيرٌ.
قَالَ: نَعَمْ، أَخْبَرَنِي أَبِي، عَنْ جَدِّي، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ)، قَالَ: إِنَّ لِلَّهِ (تَعَالَى) مَلَكاً رَأْسُهُ تَحْتَ الْعَرْشِ، وَ قَدَمَاهُ فِي تُخُومِ الْأَرْضِ السَّابِعَةِ السُّفْلَى، بَيْنَ عَيْنَيْهِ رَاحَةُ أَحَدِكُمْ، فَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ (عَزَّ وَ جَلَّ) أَنْ يَخْلُقَ خَلْقاً عَلَى وَلَايَةِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) أَمَرَ ذَلِكَ الْمَلَكَ فَأَخَذَ مِنْ تِلْكَ الطِّينَةِ، فَرَمَى بِهَا فِي النُّطْفَةِ حَتَّى تَصِيرَ إِلَى الرَّحِمِ، مِنْهَا يَخْلُقُ وَ هِيَ الْمِيثَاقُ- وَ السَّلَامُ.
انتهت أحاديث الحسين بن عبيد الله الغضائري.
[35] مجلس يوم الجمعة الثالث و العشرين من رجب من السنة المذكورة أحاديث الحسين بن إبراهيم القزويني.
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
1357- 1- حَدَّثَنَا الشَّيْخُ أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ الطُّوسِيُّ (رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ)، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْقَزْوِينِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ وَهْبَانَ الْهُنَائِيُّ الْبَصْرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَحْمَدَ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ الْكَرِيمِ الزَّعْفَرَانِيُّ، قَالَ:
حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ الْبَرْقِيُّ أَبُو جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عُمَيْرٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) يَقُولُ: بَيْنَا حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَ أَصْحَابٌ لَهُ عَلَى شَرَابٍ لَهُمْ يُقَالُ لَهُ" السُّكْرُكَةُ" قَالَ: فَتَذَاكَرُوا السَّدِيْفَ 720 ، قَالَ: فَقَالَ لَهُمْ حَمْزَةُ: كَيْفَ لَنَا بِهِ قَالَ: فَقَالُوا لَهُ: هَذِهِ نَاقَةُ ابْنِ أَخِيكَ عَلِيٍّ، فَخَرَجَ إِلَيْهَا فَنَحَرَهَا، ثُمَّ أَخَذَ مِنْ كَبِدِهَا وَ سَنَامِهَا فَأَدْخَلَهُ عَلَيْهِمْ.
قَالَ: وَ أَقْبَلَ عَلِيٌّ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) فَأَبْصَرَ نَاقَتَهُ فَدَخَلَهُ مِنْ ذَلِكَ، فَقَالُوا لَهُ: عَمُّكَ حَمْزَةُ
صَنَعَ هَذَا. قَالَ: فَذَهَبَ إِلَى النَّبِيِّ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) فَشَكَا ذَلِكَ إِلَيْهِ. قَالَ: فَأَقْبَلَ مَعَهُ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ)، فَقِيلَ لِحَمْزَةَ: هَذَا رَسُولُ اللَّهِ، قَدْ أَقْبَلَ بِالْبَابِ. قَالَ: فَخَرَجَ وَ هُوَ مُغْضَبٌ. قَالَ: فَلَمَّا رَأَى رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) الْغَضَبَ فِي وَجْهِهِ انْصَرَفَ. قَالَ: فَأَنْزَلَ اللَّهُ (عَزَّ وَ جَلَّ) تَحْرِيمَ الْخَمْرِ. قَالَ: فَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) بِآنِيَتِهِمْ فَكُفِئَتْ.
وَ نُودِيَ فِي النَّاسِ بِالْخُرُوجِ إِلَى أُحُدٍ، فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ)، وَ خَرَجَ حَمْزَةُ فَوَقَفَ نَاحِيَةً مِنَ النَّبِيِّ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ). قَالَ: فَلَمَّا تَصَافُّوا حَمَلَ حَمْزَةُ فِي النَّاسِ حَتَّى غَابَ فِيهِمْ ثُمَّ رَجَعَ إِلَى مَوْقِفِهِ، فَقَالَ لَهُ النَّاسُ: اللَّهَ اللَّهَ يَا عَمَّ رَسُولِ اللَّهِ أَنْ تَذْهَبَ وَ فِي نَفْسِ رَسُولِ اللَّهِ عَلَيْكَ شَيْءٌ. قَالَ: ثُمَّ حَمَلَ الثَّانِيَةَ حَتَّى غَابَ فِي النَّاسِ ثُمَّ رَجَعَ إِلَى مَوْقِفِهِ، فَقَالُوا لَهُ: اللَّهَ اللَّهَ يَا عَمَّ رَسُولِ اللَّهِ أَنْ تَذْهَبَ وَ فِي نَفْسِ رَسُولِ اللَّهِ عَلَيْكَ شَيْءٌ. قَالَ: فَأَقْبَلَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ)، فَلَمَّا رَآهُ مُقْبِلًا نَحْوَهُ، أَقْبَلَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) وَ عَانَقَهُ، وَ قَبَّلَ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) مَا بَيْنَ عَيْنَيْهِ، ثُمَّ حَمَلَ عَلَى النَّاسِ، فَاسْتُشْهِدَ حَمْزَةُ، فَكَفَّنَهُ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) فِي نَمِرَةٍ 721 - ثُمَّ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ): نَحْوٌ مِنْ سِتْرِ بَابِي هَذَا- فَكَانَ إِذَا غَطَّى بِهَا وَجْهَهُ انْكَشَفَتْ رِجْلَاهُ، وَ إِذَا غَطَّى رِجْلَيْهِ انْكَشَفَ وَجْهُهُ. قَالَ: فَغَطَّى بِهَا وَجْهَهُ، وَ جُعِلَ عَلَى رِجْلَيْهِ إِذْخِرٌ 722 .
قَالَ: وَ انْهَزَمَ النَّاسُ وَ بَقِيَ عَلِيٌّ (عَلَيْهِ السَّلَامُ)، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ): مَا صَنَعْتَ يَا عَلِيُّ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَزِمْتُ الْأَرْضَ. فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ):
ذَلِكَ الظَّنُّ بِكَ. قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ): أَنْشُدُكَ يَا لَلَّهِ مَا وَعَدْتَنِي، فَإِنَّكَ إِنْ شِئْتَ لَمْ تُعْبَدْ.
1358- 2- قَالَ: وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ)، قَالَ: لَوَدِدْتُ أَنِّي وَ أَصْحَابِي فِي فَلَاةٍ مِنَ الْأَرْضِ حَتَّى نَمُوتَ أَوْ يَأْتِيَ اللَّهُ بِالْفَرَجِ.
1359- 3- قَالَ: وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ)، قَالَ: إِنَ
سُلَيْمَانَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) لَمَّا سُلِبَ مُلْكَهُ خَرَجَ عَلَى وَجْهِهِ، فَضَافَ رَجُلًا عَظِيماً فَأَضَافَهُ وَ أَحْسَنَ إِلَيْهِ. قَالَ: وَ نَزَلَ سُلَيْمَانُ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) مِنْهُ مَنْزِلًا عَظِيماً لَمَّا رَأَى مِنْ صَلَاتِهِ وَ فَضْلِهِ.
قَالَ: فَزَوَّجَهُ بِنْتَهُ. قَالَ: فَقَالَتْ لَهُ بِنْتُ الرَّجُلِ حِينَ رَأَتْ مِنْهُ مَا رَأَتْ: بِأَبِي أَنْتَ وَ أُمِّي، مَا أَطْيَبَ رِيحَكَ، وَ أَكْمَلَ خِصَالَكَ! لَا أَعْلَمُ فِيكَ خَصْلَةً أَكْرَهُهَا إِلَّا أَنَّكَ فِي مَؤُنَةِ أَبِي.
قَالَ: فَخَرَجَ حَتَّى أَتَى السَّاحِلَ، فَأَعَانَ صَيَّاداً عَلَى سَاحِلِ الْبَحْرِ، فَأَعْطَاهُ السَّمَكَةَ الَّتِي وَجَدَ فِي بَطْنِهَا خَاتَمَهُ.
1360- 4- قَالَ: وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ)، قَالَ: لَمَّا مَاتَ جَعْفَرُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) فَاطِمَةَ (عَلَيْهَا السَّلَامُ) أَنْ تَتَّخِذَ طَعَاماً لِأَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَيْسٍ، وَ يَأْتِيَهَا نِسَاؤُهَا ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ، فَجَرَتْ بِذَلِكَ السُّنَّةُ مِنْ أَنْ يُصْنَعَ لِأَهْلِ الْمَيِّتِ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ.
1361- 5- قَالَ: وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ)، قَالَ: إِنَّ اللَّهَ لَمَّا خَلَقَ آدَمَ وَ نَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ، وَثَبَ لِيَقُومَ قَبْلَ أَنْ يَتِمَّ فِيهِ الرُّوحُ فَسَقَطَ، فَقَالَ اللَّهُ (عَزَّ وَ جَلَّ): خُلِقَ الْإِنْسانُ عَجُولًا 723 .
1362- 6- قَالَ: وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ)، قَالَ: كَانَ لِنُمْرُودَ مَجْلِسٌ يُشْرِفُ مِنْهُ عَلَى النَّارِ، فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ ثَلَاثَةٍ أَشْرَفَ عَلَى النَّارِ هُوَ وَ آزَرُ، وَ إِذَا إِبْرَاهِيمُ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) مَعَ شَيْخٍ يُحَدِّثُهُ فِي رَوْضَةٍ خَضْرَاءَ. قَالَ: فَالْتَفَتَ نُمْرُودُ إِلَى آزَرَ، فَقَالَ: يَا آزَرُ، مَا أَكْرَمَ ابْنَكَ عَلَى رَبِّهِ! قَالَ: ثُمَّ قَالَ نُمْرُودُ لِإِبْرَاهِيمَ: اخْرُجْ عَنِّي وَ لَا تُسَاكِنِّي.
1363- 7- قَالَ: وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ)، قَالَ: إِنَّ أَشَدَّ النَّاسِ بَلَاءً الْأَنْبِيَاءُ (صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ)، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الْأَمْثَلُ فَالْأَمْثَلُ.
1364- 8- قَالَ: وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ)، قَالَ: لَيْسَ
لِلنِّسَاءِ مِنْ سَرَوَاتِ الطَّرِيقِ شَيْءٌ- يَعْنِي وَسَطَ الطَّرِيقِ- وَ لَكِنْ يَمْشِينَ فِي جَنْبَيْهِ 724 .
1365- 9- قَالَ: وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ)، قَالَ: لَمَّا قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) سَمِعُوا صَوْتاً مِنْ جَانِبِ الْبَيْتِ، وَ لَمْ يَرَوْا شَخْصاً، يَقُولُ:
«كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ وَ إِنَّما تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَ أُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فازَ» 725 ثُمَّ قَالَ: فِي اللَّهِ خَلَفٌ مِنْ كُلِّ هَالِكٍ، وَ عَزَاءٌ مِنْ كُلِّ مُصِيبَةٍ، وَ دَرَكٌ لِمَا فَاتَ. قَالَ: فَبِاللَّهِ فَتَقَوَّوْا وَ إِيَّاهُ فَارْجُوا، فَإِنَّ الْمَحْرُومَ مَنْ يُحْرَمُ الثَّوَابَ، وَ اسْتُرُوا عَوْرَةَ نَبِيِّكُمْ، فَلَمَّا وَضَعَهُ عَلِيٌّ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) عَلَى سَرِيرِهِ نُودِيَ: يَا عَلِيُّ لَا تَخْلَعِ الْقَمِيصَ. قَالَ: فَغَسَّلَهُ فِي قَمِيصِهِ.
ثُمَّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ): يَا عَلِيُّ، إِذَا أَنَا مِتُّ فَغَسِّلْنِي، فَإِنَّهُ لَا يَرَى أَحَدٌ عَوْرَتِي غَيْرُكَ إِلَّا انْفَقَأَتْ عَيْنَاهُ. قَالَ: فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ (عَلَيْهِ السَّلَامُ): يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّكَ رَجُلٌ ثَقِيلٌ، وَ لَا بُدَّ لِي مِمَّنْ يُعِينُنِي قَالَ: فَقَالَ لَهُ: إِنَّ جَبْرَئِيلَ مَعَكَ يُعِينُكَ وَ لِيُنَاوِلْكَ الْفَضْلُ بْنُ عَبَّاسٍ الْمَاءَ، وَ مُرْهُ فَلْيُعَصِّبْ عَيْنَيْهِ، فَإِنَّهُ لَا يَرَى أَحَدٌ عَوْرَتِي غَيْرُكَ إِلَّا انْفَقَأَتْ عَيْنَاهُ.
1366- 10- قَالَ: وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ، عَنْ زُرَارَةَ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ (عَلَيْهِ السَّلَامُ)، قَالَ: قُلْتُ لَهُ: «فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْها» 726 قَالَ: التَّوْحِيدُ.
1367- 11- قَالَ: وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ)، فِي قَوْلِ اللَّهِ (عَزَّ وَ جَلَّ): «وَ هَدَيْناهُ النَّجْدَيْنِ» 727 قَالَ: نَجْدَ الْخَيْرِ وَ الشَّرِّ.
1368- 12- قَالَ: وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ)، قَالَ:
قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ): أَمَّا أَنَا فَلَوْ كُنْتُ مَا شَهِدْتُ أَوَّلَ الشُّهُودِ، يَعْنِي فِي الزِّنَاءِ.