کتابخانه روایات شیعه
شِرْذِمَةً مِنْ أَهْلِ مِصْرَ وَ الْعِرَاقِ نَزَلُوا بِسَاحَتِهِ، فَدَعَاهُمْ إِلَى الْحَقِّ فَلَمْ يُجِيبُوا، فَكَتَبَ إِلَيَّ أَنْ أَبْعَثَ إِلَيْهِ مِنْكُمْ ذَوِي الرَّأْيِ وَ الدِّينِ وَ الصَّلَاحِ، لَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يَدْفَعَ عَنْهُ ظُلْمَ الظَّالِمِينَ وَ عَدُوْانَ الْمُعْتَدِينَ. فَلَمْ يُجِيبُوهُ إِلَى الْخُرُوجِ، ثُمَّ إِنَّهُ نَزَلَ.
فَقَدِمُوا مِنْ كُلِّ فَجٍّ حَتَّى حَضَرُوا الْمَدِينَةَ، وَ قِيلَ لِعَلِيٍّ (عَلَيْهِ السَّلَامُ): إِنَّ عُثْمَانَ قَدْ مُنِعَ الْمَاءَ، فَأَمَرَ بِالرَّوَايا فَعُكِمَتْ 803 ، وَ جَاءَ لِلنَّاسِ عَلِيٌّ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) فَصَاحَ بِهِمْ صَيْحَةً فَانْفَرَجُوا، فَدَخَلَتِ الرَّوَايَا، فَلَمَّا رَأَى عَلِيٌّ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) اجْتِمَاعَ النَّاسِ وَ وُجُوهَهُمْ، دَخَلَ عَلَى طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ وَ هُوَ مُتَّكِئٌ عَلَى وَسَائِدَ، فَقَالَ: إِنَّ هَذَا الرَّجُلَ مَقْتُولٌ فَامْنَعُوهُ.
فَقَالَ: أَمَا وَ اللَّهِ دُونَ أَنْ تُعْطِيَ بَنُو أُمَيَّةَ الْحَقَّ مِنْ أَنْفُسِهَا..
5، 2، 1، 14- 1518- 2- وَ بِإِسْنَادِهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ (عَلَيْهِمَا السَّلَامُ)، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي عَمْرَةَ الْأَنْصَارِيُّ، قَالَ: سَمَّانِي رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) عَبْدَ الرَّحْمَنِ. قَالَ: لَمَّا بَلَغَ عَلِيّاً (عَلَيْهِ السَّلَامُ) مَسِيرُ طَلْحَةَ وَ الزُّبَيْرِ خَطَبَ النَّاسَ، فَحَمِدَ اللَّهَ وَ أَثْنَى عَلَيْهِ، وَ صَلَّى عَلَى النَّبِيِّ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) ثُمَّ قَالَ:
أَمَّا بَعْدُ، فَقَدْ بَلَغَنِي مَسِيرُ هَذَيْنِ الرَّجُلَيْنِ، وَ اسْتِخْفَافُهُما حَبِيسَ رَسُولِ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ)، وَ اسْتِفْزَازُهُمَا أَبْنَاءَ الطُّلَقَاءِ، وَ تَلْبِيسُهُمَا عَلَى النَّاسِ بِدَمِ عُثْمَانَ، وَ هُمَا أَلَبَّا عَلَيْهِ، وَ فَعَلَا بِهِ الْأَفَاعِيلَ، وَ خَرَجَا لِيَضْرِبَا النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ، اللَّهُمَّ فَاكْفِ الْمُسْلِمِينَ مَئُونَتَهُمَا، وَ اجْزِهِمَا الْجَوَازِيَ، وَ حَضَّ النَّاسَ عَلَى الْخُرُوجِ فِي طَلَبِهِمَا، فَقَامَ إِلَيْهِ أَبُو مَسْعُودٍ عُقْبَةُ بْنُ عَمْرٍو، وَ قَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِنَّ الَّذِي يَفُوتُكَ مِنَ الصَّلَاةِ فِي مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ)، وَ مَجْلِسِكَ فِيمَا بَيْنَ قَبْرِهِ وَ مِنْبَرِهِ، أَعْظَمُ مِمَّا تَرْجُو مِنَ الشَّامِ وَ الْعِرَاقِ، فَإِنْ كُنْتَ إِنَّمَا تَسِيرُ لِحَرْبٍ فَقَدْ أَقَامَ عُمَرُ وَ كَفَاهُ سَعْدٌ زَحْفَ الْقَادِسِيَّةِ، وَ كَفَاهُ حُذَيْفَةُ بْنُ الْيَمَانِ زَحْفَ نَهَاوَنْدَ، وَ كَفَاهُ أَبُو مُوسَى زَحْفَ تُسْتَرَ، وَ كَفَاهُ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ زَحْفَ الشَّامِ، فَإِنْ كُنْتَ سَائِراً فَخَلِّفْ عِنْدَنَا شُقَّةً مِنْكَ نَرْعَاهُ فِيكَ وَ نَذْكُرَكَ بِهِ.
ثُمَّ قَالَ أَبُو مَسْعُودٍ:
بَكَتِ الْأَرْضُ وَ السَّمَاءُ عَلَى الشَّاخِصِ
مِنَّا يُرِيدُ أَهْلَ الْعِرَاقِ
يَا وَزِيرَ النَّبِيِّ قَدْ عَظُمَ الْخَطْبُ
وَ طَعْمُ الْفِرَاقِ مُرُّ الْمَذَاقِ
وَ إِذَا الْقَوْمُ خَاصَمُوكَ فَقَوْمٌ
نَاكِسُو الطَّرْفِ خَاضِعُو الْأَعْنَاقِ
لَا يَقُولُونَ إِذْ تَقُولُ وَ إِنْ
قُلْتَ فَقَوْلَ الْمُبَرَّزِ السَّبَّاقِ
فَعُيُونُ الْحِجَازِ تَذْرِفُ بِالدَّمْعِ
وَ تِلْكَ الْقُلُوبُ عِنْدَ التَّرَاقِي
فَعَلَيْكَ السَّلَامُ مَا ذَرَّتِ الشَّمْسُ
وَ لَاحَ السَّرَابُ بِالرَّقْرَاقِ
فَقَالَ قَيْسُ بْنُ سَعْدٍ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، مَا عَلَى الْأَرْضِ أَحَدٌ أَحَبُّ إِلَيْنَا أَنْ يُقِيمَ فِينَا مِنْكَ، لِأَنَّكَ نَجْمُنَا الَّذِي نَهْتَدِي بِهِ، وَ مَفْزَعُنَا الَّذِي نَصِيرُ إِلَيْهِ، وَ إِنْ فَقَدْنَاكَ لَتُظْلَمَنَّ أَرْضُنَا وَ سَمَاؤُنَا، وَ لَكِنْ وَ اللَّهِ لَوْ خَلَّيْتَ مُعَاوِيَةَ لِلْمَكْرِ، لَيَرُومَنَّ مِصْرَ، وَ لَيُفْسِدَنَّ الْيَمَنَ، وَ لَيَطْمَعَنَّ فِي الْعِرَاقِ، وَ مَعَهُ قَوْمٌ يَمَانِيُّونَ قَدْ أُشْرِبُوا قَتْلَ عُثْمَانَ، وَ قَدِ اكْتَفَوْا بِالظَّنِّ عَنِ الْعِلْمِ، وَ بِالشَّكِّ عَنِ الْيَقِينِ، وَ بِالْهَوَى عَنِ الْخَيْرِ، فَسِرْ بِأَهْلِ الْحِجَازِ وَ أَهْلِ الْعِرَاقِ، ثُمَّ ارْمِهِ بِأَمْرٍ يَضِيقُ فِيهِ خِنَاقُهُ، وَ يُقَصِّرُ لَهُ مِنْ نَفْسِهِ. فَقَالَ: أَحْسَنْتَ وَ اللَّهِ يَا قَيْسُ، وَ أَجْمَلْتَ.
وَ كَتَبَتْ أُمُّ الْفَضْلِ بِنْتُ الْحَارِثِ إِلَى عَلِيٍّ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) تُخْبِرُهُ بِمَسِيرِ عَائِشَةَ وَ طَلْحَةَ وَ الزُّبَيْرِ، فَأَزْمَعَ الْمَسِيرَ، فَبَلَغَهُ تَثَاقُلُ سَعْدٍ وَ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ وَ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْلَمَةَ، فَقَالَ سَعْدٌ: لَا أَشْهَرُ سَيْفاً حَتَّى يَعْرِفَ الْمُؤْمِنَ مِنَ الْكَافِرِ، وَ قَالَ أُسَامَةُ: لَا أُقَاتِلُ رَجُلًا يَقُولُ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَ لَوْ كُنْتَ فِي فَمِ الْأَسَدِ لَدَخَلْتُ فِيهِ مَعَكَ، وَ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ: أَعْطَانِي رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) سَيْفاً، وَ قَالَ: إِذَا اخْتَلَفَ الْمُسْلِمُونَ فَاضْرِبْ بِهِ عَرْضَ أَحَدٍ، وَ الْزَمْ بَيْتَكَ، وَ تَخَلَّفَ عَنْهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ.
فَقَالَ عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ: دَعِ الْقَوْمَ، أَمَّا عَبْدُ اللَّهِ فَضَعِيفٌ، وَ أَمَّا سَعْدٌ فَحَسُودٌ، وَ أَمَّا مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ فَذَنْبُكَ إِلَيْهِ أَنَّكَ قَتَلْتَ قَاتِلَ أَخِيهِ مَرْحَباً.
ثُمَّ قَالَ عَمَّارٌ لِمُحَمَّدِ بْنِ مَسْلَمَةَ: أَ مَا تُقَاتِلُ الْمُحَارِبِينَ فَوَ اللَّهِ لَوْ مَالَ عَلِيٌّ جَانِباً لَمِلْتُ مَعَ عَلِيٍّ.
وَ قَالَ كَعْبُ بْنُ مَالِكٍ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِنَّهُ بَلَغَكَ عَنَّا مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ، مَا لَوْ كَانَ
غَيْرُنَا لَمْ يُقِمْ مَعَكَ، وَ اللَّهِ مَا كُلُّ مَا رَأَيْنَا حَلَالًا حَلَالٌ، وَ لَا كُلُّ مَا رَأَيْنَا حَرَاماً حَرَامٌ، وَ فِي النَّاسِ مَنْ هُوَ أَعْلَمُ بِعُذْرِ عُثْمَانَ مِمَّنْ قَتَلَهُ، وَ أَنْتَ أَعْلَمُ بِحَالِنَا مِنَّا، فَإِنْ كَانَ قُتِلَ ظَالِماً قَبِلْنَا، وَ إِنْ كَانَ قُتِلَ مَظْلُوماً فَاقْبَلْ قَوْلَنَا، فَإِنْ وَكَلْتَنَا فِيهِ إِلَى شُبْهَةٍ فَعَجَبٌ لِيَقِينِنَا وَ شَكِّكَ، وَ قَدْ قُلْتَ لَنَا: عِنْدِي نَقْضُ مَا اجْتَمَعُوا عَلَيْهِ، وَ فَصْلُ مَا اخْتَلَفُوا فِيهِ. وَ قَالَ:
كَانَ أَوْلَى أَهْلِ الْمَدِينَةِ بِالنَّصْرِ
عَلِيّاً وَ آلَ عَبْدِ مَنَافٍ
لِلَّذِي فِي يَدَيْهِ مِنْ حَرَمِ اللَّهِ
وَ قُرْبِ الْوَلَاءِ بَعْدَ التَّصَافِي
وَ كَانَ كَعْبُ بْنُ مَالِكٍ شِيعَةً لِعُثْمَانَ.
وَ قَامَ الْأَشْتَرِ إِلَى عَلِيٍّ (عَلَيْهِ السَّلَامُ)، فَكَلَّمَهُ بِكَلَامٍ يَحُضُّهُ عَلَى أَهْلِ الْوُقُوفِ، فَكَرِهَ ذَلِكَ عَلِيٌّ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) حَتَّى شَكَاهُ، وَ كَانَ مِنْ رَأْيِ عَلِيٍّ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) أَلَّا يَذْكُرَهُمْ بِشَيْءٍ.
فَقَالَ الْأَشْتَرُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِنَّا وَ إِنْ لَمْ نَكُنْ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَ الْأَنْصَارِ، فَإِنَّا فِيهِمْ، وَ هَذِهِ بَيْعَةٌ عَامَّةٌ، وَ الْخَارِجُ مِنْهَا عَاصٍ، وَ الْمُبْطِئُ عَنْهَا مُقَصِّرٌ، فَإِنَّ أَدَبَهُمُ الْيَوْمَ بِاللِّسَانِ وَ غَداً بِالسَّيْفِ، وَ مَا مَنْ ثَقُلَ عَنْكَ كَمَنْ خَفَّ مَعَكَ، وَ إِنَّمَا أَرَادَكَ الْقَوْمُ لِأَنْفُسِهِمْ فَأَرِدْهُمْ لِنَفْسِكَ. فَقَالَ عَلِيٌّ (عَلَيْهِ السَّلَامُ): يَا مَالِكُ دَعْنِي. وَ أَقْبَلَ عَلِيٌّ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) عَلَيْهِمْ، فَقَالَ: أَ رَأَيْتُمْ لَوْ أَنَّ مَنْ بَايَعَ أَبَا بَكْرٍ أَوْ عُمَرَ أَوْ عُثْمَانَ ثُمَّ نَكَثَ بَيْعَتَهُ، أَ كُنْتُمْ تَسْتَحِلُّونَ قِتَالَهُمْ قَالُوا: نَعَمْ. قَالَ: فَكَيْفَ تَحَرَّجُونَ مِنَ الْقِتَالِ مَعِي وَ قَدْ بَايَعْتُمُونِي قَالُوا: إِنَّا لَا نَزْعُمُ أَنَّكَ مُخْطِئٌ، وَ أَنَّهُ لَا يَحِلُّ لَكَ قِتَالُ مَنْ بَايَعَكَ ثُمَّ نَكَثَ بَيْعَتَكَ، وَ لَكِنْ نَشُكُّ فِي قِتَالِ أَهْلِ الصَّلَاةِ. فَقَالَ الْأَشْتَرُ: دَعْنِي يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، أُوقِعْ بِهَؤُلَاءِ الَّذِينَ يَتَخَلَّفُونَ عَنْكَ. فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ (عَلَيْهِ السَّلَامُ): كُفَّ عَنِّي، فَانْصَرَفَ الْأَشْتَرُ وَ هُوَ مُغْضَبٌ.
ثُمَّ إِنَّ قَيْسَ بْنَ سَعْدٍ لَقِيَ مَالِكاً الْأَشْتَرَ فِي نَفَرٍ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَ الْأَنْصَارِ، فَقَالَ قَيْسٌ لِلْأَشْتَرِ: يَا مَالِكُ، كُلَّمَا ضَاقَ صَدْرُكَ بِشَيْءٍ أَخْرَجْتَهُ، وَ كُلَّمَا اسْتَبْطَأْتَ أَمْراً اسْتَعْجَلْتَهُ، إِنَّ أَدَبَ الصَّبْرِ التَّسْلِيمُ، وَ أَدَبَ الْعَجَلَةِ الْأَنَاةُ، وَ إِنَّ شَرَّ الْقَوْلِ مَا ضَاهَى الْعَيْبَ، وَ شَرَّ الرَّأْيِ مَا ضَاهَى التُّهَمَةَ، وَ إِذَا ابْتُلِيتَ فَاسْأَلْ، وَ إِذَا أُمِرْتَ فَأَطِعْ، وَ لَا تَسْأَلْ قَبْلَ الْبَلَاءِ، وَ لَا تَكَلَّفْ قَبْلَ أَنْ يَنْزِلَ الْأَمْرُ، فَإِنَّ فِي أَنْفُسِنَا مَا فِي نَفْسِكَ، فَلَا تَشُقَّ عَلَى صَاحِبِكَ، فَغَضِبَ الْأَشْتَرُ، ثُمَّ إِنَّ الْأَنْصَارَ مَشَوْا إِلَى الْأَشْتَرِ فِي ذَلِكَ فَرَضَّوْهُ عَنْ غَضَبِهِ
فَرَضِيَ.
فَلَمَّا هَمَّ عَلِيٌّ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) بِالنُّهُوضِ، قَامَ إِلَيْهِ أَبُو أَيُّوبَ خَالِدُ بْنُ زَيْدٍ صَاحِبُ مَنْزِلِ رَسُولِ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ)، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، لَوْ أَقَمْتَ بِهَذِهِ الْبَلْدَةِ، فَإِنَّهَا مُهَاجَرُ رَسُولِ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ)، وَ بِهَا قَبْرُهُ وَ مِنْبَرُهُ، فَإِنِ اسْتَقَامَتْ لَكَ الْعَرَبُ كُنْتَ كَمَنْ كَانَ قَبْلَكَ، وَ إِنْ وُكِلْتَ إِلَى الْمَسِيرِ فَقَدْ أَعْذَرْتَ. فَأَجَابَهُ عَلِيٌّ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) بِعُذْرِهِ فِي الْمَسِيرِ.
ثُمَّ خَرَجَ لَمَّا سَمِعَ تَوَجُّهَ طَلْحَةَ وَ الزُّبَيْرِ إِلَى الْبَصْرَةِ وَ تَمَكَّثَ حَتَّى عَظُمَ جَيْشُهُ، وَ أَغَذَّ 804 السَّيْرَ فِي طَلَبِهِمْ، فَجَعَلُوا لَا يَرْتَحِلُونَ مِنْ مَنْزِلٍ إِلَّا نَزَلَهُ حَتَّى نَزَلَ بِذِي قَارٍ، فَقَالَ: وَ اللَّهِ إِنَّهُ لَيَحْزُنُنِي أَنْ أَدْخُلَ عَلَى هَؤُلَاءِ فِي قِلَّةِ مَنْ مَعِي، فَأَرْسَلَ إِلَى الْكُوفَةِ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ (عَلَيْهِمَا السَّلَامُ) وَ عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ وَ قَيْسَ بْنَ سَعْدٍ، وَ كَتَبَ إِلَيْهِمْ كِتَاباً، فَقَدِمُوا الْكُوفَةَ، فَخَطَبَ النَّاسَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ (عَلَيْهِمَا السَّلَامُ)، فَحَمِدَ اللَّهَ وَ أَثْنَى عَلَيْهِ، وَ ذَكَرَ عَلِيّاً (عَلَيْهِ السَّلَامُ) وَ سَابِقَتَهُ فِي الْإِسْلَامِ، وَ بَيْعَةَ النَّاسِ لَهُ، وَ خِلَافَ مَنْ خَالَفَهُ، ثُمَّ أَمَرَ بِكِتَابِ عَلِيٍّ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) فَقُرِئَ عَلَيْهِمْ.
" بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ . أَمَّا بَعْدُ، فَإِنِّي أُخْبِرُكُمْ عَنْ أَمْرِ عُثْمَانَ حَتَّى يَكُونَ سَمْعُهُ عِيَانَهُ، إِنَّ النَّاسَ طَعَنُوا عَلَيْهِ، وَ كُنْتُ رَجُلًا مِنَ الْمُهَاجِرِينَ أُكْثِرُ اسْتِعْتَابَهُ، وَ أُقِلُّ عَيْبَهُ، وَ كَانَ هَذَانِ الرَّجُلَانِ أَهْوَنُ سَيْرِهِمَا فِيهِ الْوَجِيفُ، وَ قَدْ كَانَ مِنْ أَمْرِ عَائِشَةَ فَلْتَةٌ عَلَى غَضَبٍ، فَأُتِيحَ لَهُ قَوْمٌ فَقَتَلُوهُ، ثُمَّ إِنَّ النَّاسَ بَايَعُونِي غَيْرَ مُسْتَكْرَهِينَ، وَ كَانَ هَذَانِ الرَّجُلَانِ أَوَّلَ مَنْ فَعَلَ عَلَى مَا بُويِعَ عَلَيْهِ مَنْ كَانَ قَبْلِي، ثُمَّ إِنَّهُمَا اسْتَأْذَنَانِي فِي الْعُمْرَةِ، وَ لَيْسَا يُرِيدَانِهَا، فَنَقَضَا الْعَهْدَ، وَ آذَنَا بِحَرْبٍ، وَ أَخْرَجَا عَائِشَةَ مِنْ بَيْتِهَا، لِيَتَّخِذَاهَا فِئَةً، وَ قَدْ سَارَا إِلَى الْبَصْرَةِ اخْتِيَاراً لَهَا، وَ قَدْ سِرْتُ إِلَيْكُمْ اخْتِيَاراً لَكُمْ، وَ لَعَمْرِي مَا إِيَّايَ تُجِيبُونَ، مَا تُجِيبُونَ إِلَّا اللَّهَ وَ رَسُولَهُ، وَ لَنْ أُقَاتِلَهُمْ وَ فِي نَفْسِي مِنْهُمْ حَاجَةٌ، وَ قَدْ بَعَثْتُ إِلَيْكُمْ بِالْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ وَ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ وَ قَيْسِ بْنِ سَعْدٍ مُسْتَنْفِرِينَ فَكُونُوا عِنْدَ ظَنِّي بِكُمْ، وَ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ".
فَلَمَّا قُرِئَ الْكِتَابُ عَلَى النَّاسِ قَامَ خُطَبَاءُ الْكُوفَةِ، شُرَيْحُ بْنُ هَانِي وَ غَيْرُهُ، فَقَالُوا:
وَ اللَّهِ لَقَدْ أَرَدْنَا أَنْ نَرْكَبَ إِلَى الْمَدِينَةِ حَتَّى نَعْلَمَ عِلْمَ عُثْمَانَ، فَقَدْ أَنْبَأَنَا اللَّهُ بِهِ فِي بُيُوتِنَا، ثُمَّ بَذَلُوا السَّمْعَ وَ الطَّاعَةَ، وَ قَالُوا: رَضِينَا بِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، وَ نُطِيعُ أَمْرَهُ، وَ لَا نَتَخَلَّفُ عَنْ دَعْوَتِهِ، وَ اللَّهِ لَوْ لَمْ يَسْتَنْصِرْنَا لَنَصَرْنَاهُ سَمْعاً وَ طَاعَةً.
فَلَمَّا سَمِعَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ (عَلَيْهِمَا السَّلَامُ) ذَلِكَ قَامَ خَطِيباً فَقَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّهُ قَدْ كَانَ مِنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيٍّ مَا تَكْفِيكُمْ جُمْلَتُهُ، وَ قَدْ أَتَيْنَاكُمْ مُسْتَنْفِرِينَ لَكُمْ، لِأَنَّكُمْ جَبْهَةُ الْأَمْصَارِ، وَ رُؤَسَاءُ الْعَرَبِ، وَ قَدْ كَانَ مِنْ نَقْضِ طَلْحَةَ وَ الزُّبَيْرِ بَيْعَتَهُمَا وَ خُرُوجَهُمَا بِعَائِشَةَ مَا قَدْ بَلَغَكُمْ، وَ هُوَ ضَعْفُ النِّسَاءِ، وَ ضَعْفُ رَأْيِهِنَّ، وَ قَدْ قَالَ اللَّهُ (تَعَالَى): «الرِّجالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّساءِ» 805 وَ ايْمُ اللَّهِ لَوْ لَمْ يَنْصُرْهُ أَحَدٌ لَرَجَوْتُ أَنْ يَكُونَ لَهُ فِيمَنْ أَقْبَلَ مَعَهُ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَ الْأَنْصَارِ، وَ مَنْ يَبْعَثُ اللَّهُ لَهُ مِنْ نُجَبَاءِ النَّاسِ كِفَايَةٌ، فَانْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ. ثُمَّ جَلَسَ.
وَ قَامَ عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ، فَقَالَ: يَا أَهْلَ الْكُوفَةِ، إِنْ كَانَتْ غَابَتْ عَنْكُمْ أَبْدَانُنَا فَقَدِ انْتَهَتْ إِلَيْكُمْ أُمُورُنَا، إِنَّ قَاتِلِي عُثْمَانَ لَا يَعْتَذِرُونَ إِلَى النَّاسِ، وَ قَدْ جَعَلُوا كِتَابَ اللَّهِ بَيْنَهُمْ وَ بَيْنَ مُحَاجِّيهِمْ، [فَبِهِ] أَحْيَا اللَّهُ مَنْ أَحْيَا، وَ قَتَلَ مَنْ قَتَلَ، وَ إِنَّ طَلْحَةَ وَ الزُّبَيْرَ أَوَّلُ مَنْ طَعَنَ، وَ آخِرُ مَنْ أُمِرَ، ثُمَّ بَايَعَا أَوَّلَ مَنْ بَايَعَ، فَلَمَّا أَخْطَأَهُمَا مَا أَمَّلَا نَكَثَا بَيْعَتَهُمَا عَلَى غَيْرِ حَدَثٍ كَانَ، وَ هَذَا ابْنُ رَسُولِ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) يَسْتَنْفِرُكُمْ، وَ قَدْ أَظَلَّكُمْ فِي الْمُهَاجِرِينَ وَ الْأَنْصَارِ، فَانْصُرُوهُ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ.
وَ قَامَ قَيْسُ بْنُ سَعْدٍ، فَحَمِدَ اللَّهَ وَ أَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّ هَذَا الْأَمْرَ لَوِ اسْتَقْبَلْنَا بِهِ الشُّورَى لَكَانَ عَلِيٌّ أَحَقَّ النَّاسِ بِهِ فِي سَابِقَتِهِ وَ هِجْرَتِهِ وَ عِلْمِهِ، وَ كَانَ قِتَالُ مَنْ أَبَى ذَلِكَ حَلَالًا، فَكَيْفَ وَ الْحُجَّةُ قَامَتْ عَلَى طَلْحَةَ وَ الزُّبَيْرِ، وَ قَدْ بَايَعَاهُ وَ خَلَعَاهُ حَسَداً فَقَامَ خُطَبَاؤُهُمْ فَأَسْرَعَ الرَّدَّ بِالْإِجَابَةِ، فَقَالَ النَّجَاشِيُّ فِي ذَلِكَ:
رَضِينَا بِقَسْمِ اللَّهِ إِذْ كَانَ قَسْمَنَا
عَلِيٌّ وَ أَبْنَاءُ النَّبِيِّ مُحَمَّدٍ
وَ قُلْنَا لَهُ أَهْلًا وَ سَهْلًا وَ مَرْحَباً
نُمِدُّ يَدَيْنَا مِنْ هَوًى وَ تَوَدُّدٍ
فَمُرْنَا بِمَا تَرْضَى نُجِبْكَ إِلَى الرِّضَا
بِصُمِّ الْعَوَالِي وَ الصَّفِيحِ الْمُهَنَّدِ
وَ تَسْوِيدِ مَنْ سَوَّدْتَ غَيْرَ مُدَافِعٍ
وَ إِنْ كَانَ مَنْ سَوَّدْتَ غَيْرَ مُسَوَّدٍ
فَإِنْ نِلْتَ مَا تَهْوَى فَذَاكَ نُرِيدُهُ
وَ إِنْ تَخْطُ مَا تَهْوَى فَغَيْرُ تَعَمُّدٍ
وَ قَالَ قَيْسُ بْنُ سَعْدٍ حِينَ أَجَابَ أَهْلُ الْكُوفَةِ:
جَزَى اللَّهُ أَهْلَ الْكُوفَةِ الْيَوْمَ نُصْرَةً
أَجَابُوا وَ لَمْ يَأْتُوا بِخِذْلَانِ مَنْ خَذَلَ
وَ قَالُوا عَلِيٌّ خَيْرُ حَافٍ وَ نَاعِلٍ
رَضِينَا بِهِ مِنْ نَاقِضِ الْعَهْدِ مِنْ بَدَلٍ
هُمَا أَبْرَزَا زَوْجَ النَّبِيِّ تَعَمُّداً
يَسُوقُ بِهَا الْحَادِي الْمُنِيخُ عَلَى جَمَلٍ
فَمَا هَكَذَا كَانَتْ وَصَاةُ نَبِيِّكُمْ
وَ مَا هَكَذَا الْإِنْصَافُ أَعْظَمَ بِذَا الْمِثْلِ
فَهَلْ بَعْدَ هَذَا مِنْ مَقَالٍ لِقَائِلٍ
أَلَا قَبَّحَ اللَّهُ الْأَمَانِيَّ وَ الْعِلَلَ
قَالَ: فَلَمَّا فَرَغَ الْخُطَبَاءُ وَ أَجَابَ النَّاسُ، قَامَ أَبُو مُوسَى فَخَطَبَ النَّاسَ، وَ أَمَرَهُمْ بِوَضْعِ السِّلَاحِ وَ الْكَفِّ عَنِ الْقِتَالِ، ثُمَّ قَالَ: أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّ اللَّهَ حَرَّمَ عَلَيْنَا دِمَاءَنَا وَ أَمْوَالَنَا، فَقَالَ: «يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَأْكُلُوا أَمْوالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْباطِلِ ... وَ لا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كانَ بِكُمْ رَحِيماً» 806 وَ قَالَ: «وَ مَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزاؤُهُ جَهَنَّمُ خالِداً فِيها» 807 يَا أَهْلَ الْكُوفَةِ ....
1519- 3- [وَ بِإِسْنَادِهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، قَالَ: قُمْتُ إِلَى] مُتَوَضَّأٍ لِي، فَسَمِعْتُ جَارِيَةً لِجَارٍ لِي تُغَنِّي وَ تَضْرِبُ، فَبَقِيتُ سَاعَةً أَسْمَعُ، قَالَ: ثُمَّ خَرَجْتُ، فَلَمَّا أَنْ كَانَ اللَّيْلُ دَخَلْتُ عَلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ)، فَحِينَ اسْتَقْبَلَنِي قَالَ: الْغِنَاءَ اجْتَنِبُوا، الْغِنَاءَ اجْتَنِبُوا، الْغِنَاءَ اجْتَنِبُوا، اجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ . قَالَ: فَمَا زَالَ يَقُولُ: الْغِنَاءَ اجْتَنِبُوا، الْغِنَاءَ اجْتَنِبُوا، قَالَ: فَضَاقَ بِيَ الْمَجْلِسُ، وَ عَلِمْتُ أَنَّهُ يَعْنِينِي، فَلَمَّا أَنْ خَرَجْتُ قُلْتُ
لِمَوْلَاهُ مُعَتِّبٍ: وَ اللَّهِ مَا عَنَى غَيْرِي 808 .
1520- 4- وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَيْلِ، وَ زِيَادِ بْنِ النُّعْمَانِ، وَ سَيْفِ بْنِ عَمِيرَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ أَحْمَرَ، قَالَ: أَرْسَلَ إِلَيَّ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) فِي يَوْمٍ شَدِيدِ الْحَرِّ، فَقَالَ لِي: اذْهَبْ إِلَى فُلَانٍ الْإِفْرِيقِيِّ، فَاعْتَرِضْ جَارِيَةً عِنْدَهُ مِنْ حَالِهَا كَذَا وَ كَذَا، وَ مِنْ صِفَتِهَا كَذَا وَ كَذَا، فَأَتَيْتُ الرَّجُلَ فَاعْتَرَضْتُ مَا عِنْدَهُ، فَلَمْ أَرَ مَا وَصَفَ لِي، فَرَجَعْتُ إِلَيْهِ فَأَخْبَرْتُهُ، فَقَالَ: عُدْ إِلَيْهِ فَإِنَّهَا عِنْدَهُ، فَرَجَعْتُ إِلَى الْإِفْرِيقِيِّ فَحَلَفَ لِي مَا عِنْدَهُ شَيْءٌ إِلَّا وَ قَدْ عَرَضَهُ عَلَيِّ، ثُمَّ قَالَ: عِنْدِي وَصِيفَةٌ مَرِيضَةٌ مَحْلُوقَةُ الرَّأْسِ لَيْسَتْ مِمَّا يُعْرَضُ. فَقُلْتُ لَهُ: اعْرِضْهَا عَلَيَّ، فَجَاءَ بِهَا مُتَوَكِّئَةً عَلَى جَارِيَتَيْنِ، تَخُطُّ بِرِجْلَيْهَا الْأَرْضَ، فَرَأَيْتُهَا فَعَرَفْتُ الصِّفَةَ فَقُلْتُ: بِكَمْ هِيَ فَقَالَ لِي: اذْهَبْ بِهَا إِلَيْهِ فَيَحْكُمَ فِيهَا. ثُمَّ قَالَ لِي: قَدْ وَ اللَّهِ أَرَدْتُهَا مُنْذُ مَلَكْتُهَا، فَمَا قَدَرْتُ عَلَيْهَا، وَ أَخْبَرَنِي الَّذِي اشْتَرَيْتُهَا مِنْهُ عِنْدَ ذَلِكَ أَنَّهُ لَمْ يَصِلْ إِلَيْهَا، وَ حَلَفَتِ الْجَارِيَةُ أَنَّهَا نَظَرَتْ إِلَى الْقَمَرِ وَقَعَ فِي حَجْرِهَا، فَأَخْبَرْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) بِمَقَالَتِهِ، فَأَعْطَانِي مِائَتَيْ دِينَارٍ فَذَهَبْتُ بِهَا إِلَيْهِ، فَقَالَ الرَّجُلُ: هِيَ حُرَّةٌ لِوَجْهِ اللَّهِ (تَعَالَى)، إِنْ لَمْ يَكُنْ بَعَثَ إِلَيَّ بِشِرَائِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ، فَأَخْبَرْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) بِمَقَالَتِهِ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ): يَا ابْنَ أَحْمَرَ، أَمَا إِنَّهَا تَلِدُ مَوْلُوداً لَيْسَ بَيْنَهُ وَ بَيْنَ اللَّهِ حِجَابٌ.
1521- 5- وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مِهْزَمٍ، قَالَ: