کتابخانه روایات شیعه

پایگاه داده های قرآنی اسلامی
کتابخانه بالقرآن

تنبيه الخواطر و نزهة النواظر المعروف بمجموعة ورام

الجزء الأول‏ [مقدمة التحقيق‏] المؤلّف و الثناء عليه‏ فهرست ما في هذا المجلد باب الروائح و ما جاء في الطيب و ألوانه و التطيب به و استعماله‏ باب الرسوم في معاشرة الناس و ملاقاتهم و مصافحتهم و مجالستهم و مراسلتهم و ذكرهم و رد السلام و التحية و آداب النفس و ما يتصل بذلك‏ باب الأسماء و الكنى و الألقاب‏ باب السفر و السير و الفراق و القدوم و الوداع‏ باب الشوق و الحنين إلى الأوطان و الوله إلى الأهل‏ باب ذكر الأشرار و الفجار باب الصبر و حفظ النفس‏ باب الصناعات و الحرف‏ باب ما جاء في الصدق و الغضب لله‏ باب الطمع و غيره‏ باب الظن‏ باب الظلم‏ باب العتاب‏ بيان السبب الذي ينال به حسن الخلق على الجملة باب تهذيب الأخلاق‏ باب ما جاء في الصمت و حفظ اللسان‏ الآثار باب ما جاء في المراء و المزاح و السخرية باب الكذب‏ باب الغيبة باب ما جاء في النميمة باب الغضب‏ باب ما جاء في الحسد باب ذم الدنيا بيان حقيقة الدنيا و ماهيتها في حق العبد بيان ذم المال و كراهة حبه‏ بيان مدح المال و الجمع بينه و بين الذم‏ بيان ذم الحرص و الطمع و مدح القناعة و اليأس مما في أيدي الناس‏ علاج الحرص و الطمع و الدواء الذي يكتسب به صفة القناعة بيان فضيلة السخاء بيان ذم البخل‏ بيان الإيثار بيان علاج البخل‏ بيان ذم الغنى و مدح الفقر بيان ذم الاشتهار و فضيلة الخمول‏ بيان ما يحمد من الجاه‏ بيان ذم الرياء بيان الرخصة في كتمان الذنوب و كراهة اطلاع الناس عليها و كراهة ذمهم عليها بيان ترك الطاعات خوفا من الرياء و دخول الآفات‏ بيان ذم الكبر بيان فضيلة التواضع‏ بيان الطريق في معالجة الكبر و اكتساب التواضع‏ بيان آفة العجب‏ باب ما جاء في أهل العلم المغترين‏ بيان فضيلة التوكل‏ بيان الحب لله و لرسوله‏ باب محاسبة النفس‏ باب التفكر بيان كيفية التفكر في خلق الله تعالى‏ بيان ذكر الموت‏ بيان ذكر طول الأمل و فضيلة قصره و سبب طوله‏ بيان السبب في طول الأمل و علاجه‏ بيان مراتب الناس في طول الأمل و قصره‏ بيان مبادرة العمل‏ باب في ذكر شي‏ء من كلام المحتضرين‏ ذكر ما قال العارفون على الجنائز و المقابر بيان ما ينبغي أن يقال عند موت الولد بيان زيارة القبور و الدعاء للميت‏ بيان كلام القبر للميت و كلام الموتى‏ بيان عذاب القبر و سؤال منكر نكير نفخة الصور صفة أرض المحشر و أهله‏ صفة يوم القيامة و دواهيه‏ في صفة المساءلة الجزء الثاني‏ باب ذكر جمل من مناهي رسول الله ص‏ فهرست بعض ما في الجزء الثاني من المتنوعات و المتفرقات‏

تنبيه الخواطر و نزهة النواظر المعروف بمجموعة ورام


صفحه قبل

مجموعة ورام، ج‏1، ص: 29

باب الرسوم في معاشرة الناس و ملاقاتهم و مصافحتهم و مجالستهم و مراسلتهم و ذكرهم و رد السلام و التحية و آداب النفس و ما يتصل بذلك‏

جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ عَنِ النَّبِيِّ ص‏ مِنْ أَخْلَاقِ النَّبِيِّينَ وَ الصِّدِّيقِينَ الْبَشَاشَةُ إِذَا تَرَاءَوْا وَ الْمُصَافَحَةُ إِذَا تَلَاقَوْا وَ الزَّائِرُ فِي اللَّهِ حَقٌّ عَلَى الْمَزُورِ إِكْرَامُهُ‏

أَبُو هُرَيْرَةَ عَنْهُ ع‏ إِذَا زَارَ الْعَبْدُ أَخَاهُ فِي اللَّهِ نَادَى مُنَادٍ مِنَ السَّمَاءِ طِبْتَ وَ طَابَ مَمْشَاكَ بَوَّأْتَ‏ 65 مَنْزِلًا فِي الْجَنَّةِ

النَّبِيُّ ص يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَ‏ حَقَّتْ مَحَبَّتِي لِلْمُتَحَابِّينَ فِيَّ وَ حَقَّتْ مَحَبَّتِي لِلْمُتَزَاوِرِينَ فِيَ‏

وَ عَنْهُ ع‏ مَثَلُ الَّذِي يَجْلِسُ فَيَسْمَعُ الْحِكْمَةَ مِنْ غَيْرِهِ وَ لَا يُحَدِّثُ إِلَّا بِشَرِّ مَا سَمِعَ مَثَلُ رَجُلٍ أَتَى رَاعِياً فَقَالَ لَهُ أَعْطِنِي شَاةً مِنْ غَنَمِكَ فَقَالَ اذْهَبْ فَخُذْ خَيْرَهَا فَجَاءَ فَأَخَذَ بِأُذُنِ الْكَلْبِ الَّذِي مَعَ الْغَنَمِ‏

" ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ‏ إِنَّ أَكْرَمَ النَّاسِ عَلَيَّ جَلِيسِي وَ إِنَّ الذُّبَابَ يَقَعُ عَلَى جَلِيسِي فَيُؤْذِينِي وَ إِنِّي لَأَسْتَحْيِي مِنَ الرَّجُلِ أَنْ يَطَأَ بِسَاطِي ثَلَاثاً فَلَا يُرَى عَلَيْهِ أَثَرٌ مِنْ بِرِّي‏

رُئِيَ كَثِيرٌ رَاكِباً وَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْبَاقِرُ ع يَمْشِي فَقِيلَ لَهُ أَ تَرْكَبُ وَ أَبُو جَعْفَرٍ يَمْشِي فَقَالَ هُوَ أَمَرَنِي بِذَلِكَ وَ أَنَا بِطَاعَتِهِ فِي الرُّكُوبِ أَفْضَلُ مِنِّي فِي عِصْيَانِي إِيَّاهُ بِالْمَشْيِ‏

قَالَ النَّبِيُّ ص‏ إِذَا أَبْرَدْتُمْ‏ 66 إِلَيَّ بَرِيداً فَاجْعَلُوهُ حَسَنَ الْوَجْهِ حَسَنَ الِاسْمِ‏

قِيلَ لِصُوفِيٍّ كَيْفَ أَصْبَحْتَ قَالَ آسِفاً عَلَى أَمْسِي كَارِهاً لِيَوْمِي مُتَّهِماً لِغَدِي‏ 67

" وَ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ‏ لِجَلِيسِي عَلَيَّ ثَلَاثٌ أَنْ أَرْمِيَهُ بِطَرْفِي إِذَا أَقْبَلَ وَ أُوسِعَ لَهُ إِذَا جَلَسَ وَ أَصْغَى لَهُ إِذَا حَدَّثَ وَ مُجَالَسَةُ الْأَحْمَقِ خَطَرٌ وَ الْقِيَامُ عَنْهُ ظَفَرٌ

مجموعة ورام، ج‏1، ص: 30

وَ عَنْهُ ع‏ إِذَا أَخَذَ أَحَدُكُمْ مِنْ رَأْسِ أَخِيهِ شَيْئاً فَلْيَرُدَّهُ‏ 68

قِيلَ لِمُحَمَّدِ بْنِ وَاسِعٍ أَ لَا تَتَّكِي قَالَ تِلْكَ جِلْسَةُ الْآمِنِينَ. أَكْرِمْ حَدِيثَ أَخِيكَ بِإِنْصَاتِكَ وَ صُنْهُ عَنْ وَصْمَةِ الْتِفَاتِكَ. 69

قِيلَ لِإِبْرَاهِيمَ بْنِ أَدْهَمَ كَيْفَ أَصْبَحْتَ قَالَ بِخَيْرٍ مَا لَمْ يَحْمِلْ مَئُونَتِي غَيْرِي. مِنْ حَقِّ الْمَلِكِ إِذَا تَثَاءَبَ‏ 70 أَوْ أَلْقَى الْمِرْوَحَةَ أَوْ مَدَّ رِجْلَيْهِ أَوْ تَمَطَّى أَوِ اتَّكَأَ أَوْ فَعَلَ مَا يَدُلُّ عَلَى كَسَلِهِ أَنْ يَقُومَ عَنْهُ مَنْ بِحَضْرَتِهِ وَ لَا يُعَادَ عَلَيْهِ حَدِيثٌ وَ إِنْ طَالَ الدَّهْرَ. جَالِسُوا أَهْلَ الدِّينِ وَ إِنْ لَمْ تَقْدِرُوا عَلَيْهِمْ فَإِنَّ الْفُحْشَ لَا يَجْرِي فِي مَجَالِسِهِمْ‏

قَعَدَ رَجُلٌ فِي وَسَطِ الْحَلَقَةِ فَقَالَ لِحُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِيِّ إِنَّ فُلَاناً أَخَاكَ مَاتَ فَقَالَ وَ أَنْتَ حَقِيقٌ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُمِيتَكَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ص يَقُولُ الْجَالِسُ فِي وَسْطَةِ الْحَلْقَةِ مَلْعُونٌ‏

الْبَشَاشَةُ أَوَّلُ قِرَى الْأَضْيَافِ‏ 71 مَنْ أَحَبَّ الْمَحْمَدَةَ مِنَ النَّاسِ لِغَيْرِ مَزْرِيَةٍ 72 فَلْيَلْقَهُمْ بِبِشْرٍ حَسَنٍ.

جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ‏ مَا رَآنِي رَسُولُ اللَّهِ ص مُذْ أَسْلَمْتُ إِلَّا تَبَسَّمَ فِي وَجْهِي.

9 الْعَتَّابِيُ‏ مَنْ ضَنَّ بِبِشْرِهِ كَانَ بِمَعْرُوفِهِ أَضَنَ‏ 73

عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ص‏ أَنَّهُ لَنْ يُصَافِحَهُ أَحَدٌ فَنَحَّى يَدَهُ حَتَّى يَكُونَ الرَّجُلُ الْبَادِيَ وَ لَا جَلَسَ إِلَيْهِ أَحَدٌ قَطُّ فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ ص قَبْلَ أَنْ يَقُومَ‏

قِيلَ لِمُحَمَّدِ بْنِ وَاسِعٍ كَيْفَ أَصْبَحْتَ فَقَالَ أَصْبَحْتُ قَرِيباً أَجَلِي بَعِيداً أَمَلِي‏

مجموعة ورام، ج‏1، ص: 31

سَيِّئاً عَمَلِي.

قِيلَ‏ مَا مِنْ قَوْمٍ جَلَسُوا مَجْلِساً فَقَامُوا قَبْلَ أَنْ يَسْأَلُوا اللَّهَ الْجَنَّةَ وَ يَتَعَوَّذُوا بِهِ مِنَ النَّارِ إِلَّا قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ مَسَاكِينُ أَغْفَلُوا الْعَظِيمَيْنِ.

مَنْ أَرَادَ عِزَّ الْآخِرَةِ فَلْيَكُنْ مَجْلِسُهُ مَعَ الْمَسَاكِينِ‏

عَنْهُ ع‏ لَا تُحَقِّرَنَّ أَحَداً مِنَ الْمُسْلِمِينَ فَإِنَّ صَغِيرَهُمْ عِنْدَ اللَّهِ كَبِيرٌ

كانت العرب تقول أعطني قلبك و القني متى شئت تريد أن المعتبر بخلوص الود لا بكثرة اللقاء.

قِيلَ لِبَعْضِهِمْ كَيْفَ حَالُكَ قَالَ مَا ظَنُّكَ بِأُنَاسٍ رَكِبُوا فِي سَفِينَةٍ حَتَّى إِذَا تَوَسَّطُوا الْبَحْرَ انْكَسَرَتْ وَ تَعَلَّقَ كُلُّ إِنْسَانٍ بِخَشَبَةٍ فَعَلَى أَيِّ حَالٍ هُمْ قِيلَ شَدِيدَةٍ قَالَ حَالِي أَشَدُّ مِنْ حَالِهِمْ.

عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ انْقَطَعَ مِنْ أَصْحَابِهِ فَانْتَهَى إِلَى أَعْرَابِيٍّ فَقَالَ أَ تَعْرِفُ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مَرْوَانَ قَالَ نَعَمْ جَائِرٌ بَائِرٌ 74 قَالَ وَيْحَكَ أَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ قَالَ لَا حَيَّاكَ‏ 75 اللَّهُ وَ لَا بَيَّاكَ وَ لَا قَرَّبَكَ أَكَلْتَ مَالَ اللَّهِ وَ ضَيَّعْتَ حُرْمَتَهُ قَالَ وَيْحَكَ أَنَا أَضُرُّ وَ أَنْفَعُ قَالَ لَا رَزَقَنِي اللَّهُ نَفْعَكَ وَ دَفَعَ عَنِّي ضَرَّكَ قَالَ فَلَمَّا وَصَلَتْ خَيْلُهُ قَالَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ اكْتُمْ مَا جَرَى فَإِنَّ الْمَجَالِسَ بِالْأَمَانَةِ

عَلِيٌّ ع‏ الْبَشَاشَةُ حِبَالَةُ الْمَوَدَّةِ وَ الِاحْتِمَالُ قَبْرُ الْعُيُوبِ‏

قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ يَا بُنَيَّ إِذَا أَتَيْتَ نَادِيَ قَوْمٍ فَارْمِهِمْ بِسَهْمِ السَّلَامِ ثُمَّ اجْلِسْ فِي نَاحِيَتِهِمْ فَلَا تَنْطِقْ حَتَّى تَرَاهُمْ قَدْ نَطَقُوا فَإِنْ رَأَيْتَهُمْ قَدْ نَطَقُوا فِي ذِكْرِ اللَّهِ فَأَجْرِ سَهْمَكَ مَعَهُمْ وَ إِلَّا فَتَحَوَّلْ مِنْ عِنْدِهِمْ إِلَى غَيْرِهِمْ‏

أَبُو أُمَامَةَ خَرَجَ إِلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ ص مُتَوَكِّياً عَلَى عَصًا فَقُمْنَا إِلَيْهِ فَقَالَ لَا تَقُومُوا كَمَا يَقُومُ الْأَعَاجِمُ يُعَظِّمُ بَعْضُهُمْ بَعْضاً

مجموعة ورام، ج‏1، ص: 32

إِسْمَاعِيلُ بْنُ سَالِمٍ عَنْ حَبِيبٍ‏ بَلَغَنِي قَوْلُ رَسُولِ اللَّهِ ص إِنَّ أَفْضَلَ الْمُؤْمِنِينَ أَحْسَنُهُمْ خُلُقاً قَالَ حَبِيبٌ وَ مِنْ حُسْنِ الْخُلُقِ أَنْ يُحَدِّثَ الرَّجُلُ صَاحِبَهُ وَ هُوَ يَتَبَسَّمُ وَ قَالَ حَبِيبٌ مِنَ السُّنَّةِ إِذَا حَدَّثْتَ الْقَوْمَ أَنْ لَا تُقْبِلَ عَلَى رَجُلٍ وَاحِدٍ مِنْ جُلَسَائِكَ وَ لَكِنِ اجْعَلْ لِكُلٍّ مِنْهُمْ نَصِيباً

باب الأسماء و الكنى و الألقاب‏

أَنَسٌ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ص‏ مَنْ رَفَعَ قِرْطَاساً مِنَ الْأَرْضِ مَكْتُوباً عَلَيْهِ‏ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ‏ إِجْلَالًا لِلَّهِ وَ لِاسْمِهِ عَنْ أَنْ يُدَاسَ‏ 76 كَانَ عِنْدَ اللَّهِ مِنَ الصِّدِّيقِينَ وَ خُفِّفَ عَنْ وَالِدَيْهِ وَ إِنْ كَانَا مُشْرِكَيْنِ‏

" ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ‏ لَمْ يَرِنَ‏ 77 إِبْلِيسُ مِثْلَ ثَلَاثِ رَنَّاتٍ قَطُّ رَنَّةٍ حِينَ لُعِنَ فَأُخْرِجَ مِنْ مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَ رَنَّةٍ حِينَ وُلِدَ مُحَمَّدٌ ص وَ رَنَّةٍ حِينَ أُنْزِلَتِ الْحَمْدُ وَ فِي ابْتِدَائِهَا بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ‏

قَالَ النَّبِيُّ ص‏ لَا يُرَدُّ دُعَاءٌ أَوَّلُهُ‏ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ‏

قَالَ‏ أُمَّتِي يَأْتُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَ هُمْ يَقُولُونَ‏ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ‏ فَتَثْقُلُ حَسَنَاتُهُمْ فِي الْمِيزَانِ فَيُقَالُ أَلَا مَا أراجح [أَرْجَحَ‏] مَوَازِينَ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ ص فَتَقُولُ الْأَنْبِيَاءُ ع إِنَّ ابْتِدَاءَ كَلَامِهِمْ ثَلَاثَةُ أَسْمَاءٍ مِنْ أَسْمَاءِ اللَّهِ لَوْ وُضِعَتْ فِي كِفَّةِ الْمِيزَانِ وَ وُضِعَتْ سَيِّئَاتُ الْخَلْقِ فِي كِفَّةٍ أُخْرَى لَرَجَحَتْ حَسَنَاتُهُمْ‏

جَابِرٌ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص‏ مَا مِنْ بَيْتٍ فِيهِ اسْمُ مُحَمَّدٍ إِلَّا أَوْسَعَ اللَّهُ عَلَيْهِمُ الرِّزْقَ فَإِذَا سَمَّيْتُمُوهُمْ فَلَا تَضْرِبُوهُمْ وَ لَا تَشْتِمُوهُمْ‏

وَ مَنْ وُلِدَ لَهُ ثَلَاثُ ذُكُورٍ فَلَمْ يُسَمِّ أَحَدَهُمْ أَحْمَدَ أَوْ مُحَمَّداً فَقَدْ جَفَانِي‏

مجموعة ورام، ج‏1، ص: 33

أَبُو هُرَيْرَةَ عَنْهُ ع‏ مَنْ تَسَمَّى بِاسْمِي فَلَا يَتَكَنَّ بِكُنْيَتِي وَ مَنْ تَكَنَّى بِكُنْيَتِي فَلَا يَتَسَمَّ بِاسْمِي‏

رَوَى مُحَمَّدُ ابْنُ الْحَنَفِيَّةِ رَحِمَهُ اللَّهُ عَنْ عَلِيٍّ ع قَالَ‏ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنْ وُلِدَ لِي وَلَدٌ بَعْدَكَ أُسَمِّيهِ‏ 78 بِاسْمِكَ وَ أُكَنِّيهِ بِكُنْيَتِكَ قَالَ نَعَمْ‏

أَبُو وَهْبٍ يَرْفَعُهُ‏ تَسَمَّوْا بِأَسْمَاءِ الْأَنْبِيَاءِ ع وَ أَحَبُّ الْأَسْمَاءِ إِلَى اللَّهِ عَبْدُ اللَّهِ وَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ وَ أَصْدَقُهَا حَارِثٌ وَ هَمَّامٌ وَ أَقْبَحُهَا حَرْبٌ وَ مُرَّةُ

قَالَ ع‏ إِذَا سَمَّيْتُمْ فَعَبِّدُوا

قَتَادَةُ بْنُ النُّعْمَانِ الْأَنْصَارِيُّ أُصِيبَتْ عَيْنُهُ يَوْمَ أُحُدٍ فَسَقَطَتْ عَلَى خَدِّهِ فَرَدَّهَا رَسُولُ اللَّهِ ص فَكَانَتْ أَحْسَنَ وَ أَصَحَّ مِنَ الْأُخْرَى وَ كَانَتْ تَعْتَلُّ الْبَاقِيَةُ وَ لَا تَعْتَلُّ الْمَرْدُودَةُ فَقِيلَ لَهُ ذُو الْعَيْنَيْنِ أَيْ لَهُ عَيْنَانِ مَكَانَ الْوَاحِدَةِ

باب السفر و السير و الفراق و القدوم و الوداع‏

الْحَسَنُ‏ 79 قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص‏ مَنْ فَرَّ بِدِينِهِ مِنْ أَرْضٍ إِلَى أَرْضٍ وَ إِنْ كَانَ شِبْراً مِنَ الْأَرْضِ اسْتَوْجَبَ الْجَنَّةَ وَ كَانَ رَفِيقَ أَبِيهِ إِبْرَاهِيمَ وَ نَبِيِّهِ مُحَمَّدٍ ص‏

أَبُو هُرَيْرَةَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص‏ لَوْ يَعْلَمُ النَّاسُ رَحْمَةَ اللَّهِ لِلْمُسَافِرِ لَأَصْبَحَ النَّاسُ عَلَى ظَهْرِ سَفَرٍ إِنَّ اللَّهَ بِالْمُسَافِرِ رَحِيمٌ‏

لَمَّا أُخْرِجَ يُوسُفُ ع مِنَ الْجُبِّ وَ اشْتُرِيَ قَالَ لَهُمْ قَائِلٌ اسْتَوْصُوا بِهَذَا الْغَرِيبِ خَيْراً فَقَالَ لَهُمْ يُوسُفُ ع مَنْ كَانَ مَعَ اللَّهِ فَلَيْسَ لَهُ غُرْبَةٌ

قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع عِنْدَ سَيْرِهِ إِلَى الشَّامِ‏ اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ وَعْثَاءِ السَّفَرِ وَ كَآبَةِ الْمُنْقَلَبِ‏ 80 وَ سُوءِ الْمَنْظَرِ فِي الْأَهْلِ وَ الْمَالِ وَ الْوَلَدِ اللَّهُمَّ أَنْتَ الصَّاحِبُ فِي السَّفَرِ وَ أَنْتَ الْخَلِيفَةُ فِي الْأَهْلِ فَلَا يَجْمَعُهُمَا غَيْرُكَ فَإِنَّ الْمُسْتَخْلَفَ لَا يَكُونُ مُسْتَصْحَباً

مجموعة ورام، ج‏1، ص: 34

وَ الْمُسْتَصْحَبَ لَا يَكُونُ مُسْتَخْلَفاً

قِيلَ لِابْنِ الْأَعْرَابِيِّ لِمَ سُمِّيَ السَّفَرُ سَفَراً قَالَ لِأَنَّهُ يُسْفِرُ عَنْ أَخْلَاقِ الْقَوْمِ أَيْ يَكْشِفُ.

أَرَادَ الْحَسَنُ‏ 81 الْحَجَّ فَأَحَبَّ ثَابِتٌ أَنْ يَصْطَحِبَا فَقَالَ وَيْحَكَ دَعْنَا نَتَعَايَشُ بِسَتْرِ اللَّهِ إِنِّي أَخَافُ أَنْ نَصْطَحِبَ فَيَرَى بَعْضُنَا مِنْ بَعْضٍ مَا يَتَمَاقَتُ عَلَيْهِ‏

النَّبِيُّ ص‏ عَلَيْكُمْ بِالدَّلْجَةِ 82 فَإِنَّ الْأَرْضَ تُطْوَى بِاللَّيْلِ مَا لَا تُطْوَى بِالنَّهَارِ

كَعْبٌ‏ قَلَّمَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ص يَخْرُجُ فِي سَفَرٍ إِلَّا فِي يَوْمِ الْخَمِيسِ وَ كَانَ ع يَكْرَهُ أَنْ يُسَافِرَ الرَّجُلُ فِي غَيْرِ رِفْقَةٍ وَ قَالَ الرَّاكِبُ شَيْطَانٌ وَ الرَّاكِبَانِ شَيْطَانَانِ وَ الثَّلَاثَةُ رَكْبٌ‏

بَعْضُهُمْ وَدَّعَ رَفِيقَهُ فَقَالَ أُوَدِّعُكَ كَمَا وَدَّعَنِي رَسُولُ اللَّهِ ص أَسْتَوْدِعُ اللَّهَ دِينَكَ وَ أَمَانَتَكَ‏ 83 وَ خَوَاتِيمَ عَمَلِكَ‏

أَنَسٌ‏ جَاءَ شَيْخٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ص فِي حَاجَةٍ فَأَبْطَئُوا عَنِ الشَّيْخِ أَنْ يُوَسِّعُوا لَهُ فَقَالَ ع لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَرْحَمْ صَغِيرَنَا وَ لَمْ يُوَقِّرْ كَبِيرَنَا

جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ ع‏ مَنْ عَرَفَ فَضْلَ كَبِيرٍ لِسِنِّهِ فَوَقَّرَهُ آمَنَهُ اللَّهُ مِنْ فَزَعِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ

قَالَ‏ إِذَا بَلَغَ الْمُؤْمِنُ ثَمَانِينَ سَنَةً فَإِنَّهُ أَسِيرُ اللَّهِ فِي الْأَرْضِ تُكْتَبُ لَهُ الْحَسَنَاتُ وَ تُمْحَى عَنْهُ السَّيِّئَاتُ‏

وَ قَالَ‏ مَنْ أَتَتْ عَلَيْهِ مِائَةُ سَنَةٍ بَعَثَهُ اللَّهُ وَافِداً لِأَهْلِ بَيْتِهِ‏ 84

دَخَلَ سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ جَامِعَ دِمَشْقَ فَرَأَى شَيْخاً يَرْجُفُ‏ 85 فَقَالَ يَا شَيْخُ أَ يَسُرُّكَ أَنْ تَمُوتَ قَالَ لَا قَالَ وَ لِمَ قَالَ ذَهَبَ الشَّبَابُ وَ شَرُّهُ وَ بَقِيَ الْكِبَرُ وَ خَيْرُهُ إِذَا أَنَا قَعَدْتُ ذَكَرْتُ اللَّهَ وَ إِذَا قُمْتُ حَمِدْتُ اللَّهَ فَأُحِبُّ أَنْ تَدُومَ لِي هَاتَانِ الْخَصْلَتَانِ قَالَ إِذَا بَلَغَ أَحَدُكُمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً فَلْيَأْخُذْ حِذْرَهُ مِنَ اللَّهِ‏

مجموعة ورام، ج‏1، ص: 35

عُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ قَالَ‏ 86 قَالَ جَبْرَئِيلُ ع لِرَسُولِ اللَّهِ ص يُؤْمَرُ الْحَافِظَانِ أَنِ ارْفُقَا بِعَبْدِي فِي حَدَاثَةِ سِنِّهِ فَإِذَا بَلَغَ الْأَرْبَعِينَ احْفَظَا وَ حِقِّقَاهُ‏

" ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ‏ مَنْ بَلَغَ الْأَرْبَعِينَ وَ لَمْ يَغْلِبْ خَيْرُهُ شَرَّهُ فَلْيَتَجَهَّزْ إِلَى النَّارِ

مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ‏ إِذَا بَلَغَ الرَّجُلُ أَرْبَعِينَ سَنَةً نَادَى مُنَادٍ مِنَ السَّمَاءِ دَنَا الرَّحِيلُ فَأَعِدَّ زَاداً

هِلَالُ بْنُ يِسَافٍ‏ 87 قَالَ كَانَ الرَّجُلُ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ إِذَا بَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً تَخَلَّى لِلْعِبَادَةِ. قَالَ كَانَ النَّاسُ يَطْلُبُونَ الدُّنْيَا فَإِذَا بَلَغُوا الْأَرْبَعِينَ طَلَبُوا الْآخِرَةَ.

حَسَنٌ‏ 88 كَانَ يَقُولُ‏ لَقَدْ تَمَّتْ حُجَّةُ اللَّهِ عَلَى ابْنِ الْأَرْبَعِينَ فَمَاتَ لَهَا.

الْحَسَنُ‏ لَقَدْ أَعْذَرَ إِلَيْكَ أَنْ عَمَّرَكَ أَرْبَعِينَ سَنَةً فَبَادِرِ الْمُهْلَةَ قَبْلَ حُلُولِ الْأَجَلِ أَمَا وَ اللَّهِ لَقَدْ كَانَ الرَّجُلُ فِيمَا مَضَى إِذَا أَتَتْ عَلَيْهِ أربعين [أَرْبَعُونَ‏] سَنَةً عَاتَبَ نَفْسَهُ‏

حُذَيْفَةُ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا أَعْمَارُ أُمَّتِكَ قَالَ مَصَارِعُهُمْ مِنَ الْخَمْسِينَ إِلَى السِّتِّينَ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ فَأَبْنَاءُ السَّبْعِينَ قَالَ قُلْ مَنْ يَبْلُغُهَا مِنْ أُمَّتِي فَرَحِمَ اللَّهُ أَبْنَاءَ الثَّمَانِينَ‏

سَأَلَ وَهْبٌ بَعْضَهُمْ عَنْ سِنِّهِ فَقَالَ سِتُّونَ فَقَالَ إِنَّهُ يَنْبَغِي لِمَنْ يُسَارُ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى سِتِّينَ سَنَةً أَنْ يَكُونَ قَدْ أَنَاخَ‏

وَ رُوِيَ‏ أَنْتَ تَسِيرُ إِلَى اللَّهِ مُنْذُ سِتِّينَ سَنَةً أَوْشَكَ أَنْ تُرِيحَ رَاحِلَتَكَ وَ تَحُطَّ رَحْلَكَ‏

بَعْضُهُمْ‏ كُنَّا نَرْجُو الشَّبَابَ فَإِذَا تَكَلَّمَ عِنْدَ مَنْ هُوَ أَكْبَرُ مِنْهُ سِنّاً آيَسَنَا مِنْ كُلِّ خَيْرٍ عِنْدَهُ.

صفحه بعد