کتابخانه روایات شیعه
بِسْمِ اللَّهِ 164 رَبِّ الْأَرْضِ وَ السَّمَاءِ بِسْمِ اللَّهِ الَّذِي لَا يَضُرُّ مَعَ اسْمِهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَ لَا فِي السَّمَاءِ وَ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ اللَّهُمَّ أَسْعِدْنِي فِي مَطْعَمِي 165 هَذَا بِخَيْرِهِ وَ أَعِذْنِي مِنْ شَرِّهِ وَ أَمْتِعْنِي بِنَفْعِهِ وَ سَلِّمْنِي مِنْ ضَرِّهِ 166 قَالَ الطَّبْرِسِيُّ وَ ابْدَأْ فِي أَوَّلِ الطَّعَامِ بِالْمِلْحِ وَ اخْتِمْ بِالْخَلِ 167 .
وَ قَالَ: وَ كَانَ النَّبِيُّ ص إِذَا أَكَلَ طَعَاماً قَالَ اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِيهِ وَ ارْزُقْنَا خَيْراً مِنْهُ 168 169 قَالَ وَ كَانَ إِذَا أَكَلَ اللَّبَنَ أَوْ شَرِبَ قَالَ اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِيهِ وَ ارْزُقْنَا مِنْهُ.
وَ قَالَ الطَّبْرِسِيُ وَ تَقُولُ عِنْدَ الْفَرَاغِ مِنَ الطَّعَامِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَطْعَمَنِي فَأَشْبَعَنِي وَ سَقَانِي فَأَرْوَانِي وَ صَانَنِي وَ حَمَانِي الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي عَرَّفَنِي الْبَرَكَةَ وَ الْيُمْنَ فِيمَا أَصَبْتُهُ وَ تَرَكْتُهُ مِنْهُ اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ هَنِيئاً مَرِيئاً لَا وَبِيئاً وَ لَا دَوِيّاً وَ أَبْقِنِي بَعْدَهُ سَوِيّاً قَائِماً بِشُكْرِكَ مُحَافِظاً عَلَى طَاعَتِكَ وَ ارْزُقْنِي رِزْقاً دَارّاً وَ عَيْشاً قَارّاً 170 وَ اجْعَلْنِي بَارّاً وَ اجْعَلْ مَا يَتَلَقَّانِي فِي الْمَعَادِ مَنْهَجاً سَارّاً بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ 171 172 - وَ قَالَ الطَّبْرِسِيُّ فِي آدَابِ شُرْبِ الْمَاءِ وَ إِذَا شَرِبْتَ الْمَاءَ فَاجْتَنِبْ مَوْضِعَ الْعُرْوَةِ فَإِنَّهَا مَقْعَدُ الشَّيَاطِينِ 173 وَ لَا تَشْرَبْ بِنَفَسٍ وَاحِدٍ بَلْ يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ بِثَلَاثَةِ أَنْفَاسٍ قَالَ وَ تَقُولُ عِنْدَ شُرْبِ الْمَاءِ- الْحَمْدُ لِلَّهِ مُنْزِلِ الْمَاءِ مِنَ السَّمَاءِ مُصَرِّفِ الْأَمْرِ كَيْفَ يَشَاءُ بِسْمِ اللَّهِ خَيْرِ الْأَسْمَاءِ قَالَ وَ تَقُولُ عِنْدَ الْفَرَاغِ مِنَ الشُّرْبِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي سَقَانِي عَذْباً فُرَاتاً وَ لَمْ
يَجْعَلْهُ مِلْحاً أُجَاجاً 174 فَلَهُ الشُّكْرُ عَلَى إِنْعَامِهِ وَ جُودِهِ وَ امْتِنَانِهِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي سَقَانِي فَأَرْوَانِي وَ أَعْطَانِي فَأَرْضَانِي وَ عَافَانِي وَ كَفَانِي اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي مِمَّنْ تَسْقِيهِ فِي الْمَعَادِ مِنْ حَوْضِ مُحَمَّدٍ ص وَ تُسْعِدُهُ بِمُرَافَقَتِهِ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.
و قال في آداب الأكل و الشرب و يكره الأكل و الشرب ماشيا و ليس بمحظور 175 . قال و يستحب أن يبدأ صاحب الطعام بالأكل و أن يكون آخر من يرفع يده. قال و إذا أرادوا غسل الأيدي بدأ بمن هو عن يمينه حتى ينتهي إلى آخرهم قال و يستحب جمع غسالة الأيدي في إناء واحد 176 .
قَالَ: وَ كَانَ النَّبِيُّ ص إِذَا أَكَلَ التَّمْرَ طَرَحَ النَّوَى عَلَى ظَهْرِ كَفِّهِ ثُمَّ يَقْذِفُ بِهِ.
وَ قَالَ وَ كَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ 177 إِذَا أَكَلَ رُمَّانَةً لَا يَشْرَكُهُ فِيهَا أَحَدٌ وَ يَقُولُ فِي كُلِّ رُمَّانَةٍ حَبَّةٌ مِنْ حَبِّ الْجَنَّةِ 178 . قَالَ وَ يُسْتَحَبُّ أَكْلُ الرُّمَّانِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ.
قَالَ وَ فِي آدَابِ الضِّيَافَةِ أَنَّ رَجُلًا دَعَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ع فَقَالَ لَهُ قَدْ أَجَبْتُكَ عَلَى أَنْ تَضْمَنَ لِي ثَلَاثَ خِصَالٍ قَالَ وَ مَا هِيَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ قَالَ لَا تُدْخِلْ عَلَيَّ شَيْئاً مِنْ خَارِجٍ وَ لَا تَدَّخِرْ عَنِّي شَيْئاً فِي الْبَيْتِ وَ لَا تُجْحِفْ بِالْعِيَالِ قَالَ ذَلِكَ لَكَ فَأَجَابَهُ عَلِيٌّ ع 179 .
الباب الرابع فيما نذكره من الآداب في لبس المداس أو النعل أو السيف و العدة عند الأسفار و فيه فصول
اعلم أننا نذكر لكل شيء من هذه الآلات ما نختاره من الآداب في الروايات
الفصل الأول فيما نذكره مما يختص بالنعل و الخف
فَمِنْ ذَلِكَ مَا رَوَاهُ الطَّبْرِسِيُّ فِي كِتَابِ الْآدَابِ الدِّينِيَّةِ فَقَالَ: وَ إِذَا أَرَدْتَ لُبْسَ الْخُفِّ أَوِ النَّعْلِ فَالْبَسْهُمَا جَالِساً وَ ابْدَأْ بِالْيَمِينِ وَ قُلْ بِسْمِ اللَّهِ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ وَطِّئْ قَدَمَيَّ فِي الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةِ وَ ثَبِّتْهُمَا عَلَى الصِّرَاطِ يَوْمَ تَزِلُّ فِيهِ الْأَقْدَامُ وَ إِذَا أَرَدْتَ خَلْعَ النَّعْلِ أَوِ الْخُفِّ فَابْدَأْ بِالْيَسَارِ وَ قُلْ بِسْمِ اللَّهِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي رَزَقَنِي مَا أُوَقِّي بِهِ قَدَمَيَّ مِنَ الْأَذَى اللَّهُمَّ ثَبِّتْهُمَا عَلَى صِرَاطِكَ وَ لَا تُزِلَّهُمَا عَنْ صِرَاطِكَ السَّوِيِ 180 .
قال و يستحب لبس النعل البيضاء و الصفراء و يكره لبس النعل السوداء و روي في ذلك عدة روايات
الفصل الثاني في صحبة السيف في السفر و ما يتعلق به من العوذة الدافعة للخطر
اعلم أن القرآن الشريف يتضمن وَ أَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَ مِنْ رِباطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَ عَدُوَّكُمْ 181 و الأحاديث كثيرة في صحبة النبي ص السيف و حمله له ص و أما لبس السيف فإن العادة أنه يكون نصله عن اليسار بحيث إذا احتاج الإنسان إلى سله يأخذه باليمين من غير التفات و لا مشقة عند الضرورات و قد يكون الإنسان قوته باليد اليسار فيحتاج أن
يلبسه على يمينه ليكون أمكن له عند سله فهذا أمر يتعلق بمصلحة حامله في الأسفار في دفع الأخطار. و أما العوذة التي تشد على السيف فنذكر بعض ما رأيناه من العوذ و الدعوات فإنها كثيرة في الروايات-
فَمِنْ ذَلِكَ عُوذَةٌ رُوِيَ أَنَّهَا وُجِدَتْ فِي قَائِمِ سَيْفِ مَوْلَانَا عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَ كَانَتْ فِي قَائِمِ سَيْفِ رَسُولِ اللَّهِ ص وَ هِيَ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ يَا اللَّهُ يَا اللَّهُ يَا اللَّهُ أَسْأَلُكَ يَا مَلِكَ الْمُلُوكِ الْأَوَّلُ الْقَدِيمُ الْأَبَدِيُّ الَّذِي لَا يَزُولُ وَ لَا يَحُولُ أَنْتَ اللَّهُ الْعَظِيمُ الْكَافِي كُلَّ شَيْءٍ الْمُحِيطُ بِكُلِّ شَيْءٍ اللَّهُمَّ اكْفِنِي بِاسْمِكَ الْأَعْظَمِ الْأَجَلِّ الْوَاحِدِ الْأَحَدِ الصَّمَدِ الَّذِي لَمْ يَلِدْ وَ لَمْ يُولَدْ وَ لَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ حَجَبْتَ عَنِّي شُرُورَهُمْ وَ شُرُورَ الْأَعْدَاءِ كُلِّهِمْ وَ سُيُوفَهُمْ وَ بَأْسَهُمْ وَ اللَّهُ مِنْ وَرَائِهِمْ مُحِيطٌ اللَّهُمَّ احْجُبْ عَنِّي شَرَّ مَنْ أَرَادَنِي بِسُوءٍ بِحِجَابِكَ الَّذِي احْتَجَبْتَ بِهِ فَلَمْ يَنْظُرْ إِلَيْهِ أَحَدٌ مِنْ شَرِّ فَسَقَةِ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ وَ مِنْ شَرِّ سِلَاحِهِمْ وَ مِنَ الْحَدِيدِ وَ مِنْ كُلِّ مَا يُتَخَوَّفُ وَ يُحْذَرُ وَ مِنْ شَرِّ كُلِّ شِدَّةٍ وَ بَلِيَّةٍ وَ مِنْ شَرِّ مَا أَنْتَ بِهِ أَعْلَمُ وَ عَلَيْهِ أَقْدَرُ إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَ صَلَّى اللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ نَبِيِّهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ تَسْلِيماً.
الفصل الثالث فيما نذكره من القوس و النشاب و من ابتدأه و ما يقصد بحمله من رضى سلطان الحساب
وجدت في كتاب الرمي بالنشاب و هو كتاب عتيق لم يذكر اسم مصنفه فذكر أنه أول ما ابتدأ بالرمي على عهد سليمان بن داود ع فقال إنه سأل ربه أن يرزقه من الحيلة ما يقتل به عدوه من الجن و الإنس من غير أن يروه 182 و يخالطوه فألهمه الله صنعة القوس و النشاب. قال مصنف كتاب الرمي فلم تزل الملوك من بعده يرمون بنشابة واحدة حتى كان على عهد كيخسرو بن سياوش 183 ملك الأقاليم و كان موحدا عظيم الهيبة سديد الرأي في نكاية العدو و كان له قائد يقال له بسطام بن كردم صاحب ثغر ناحية
أرمينية و آذربيجان و كان مسلحته يومئذ و خزائن سلاحه مدينة همدان و كان لبسطام إذ ذاك أب يقال له كردم من قدماء فرسانهم و أهل العلم و الخير و التجارب بالحرب منهم و كان له أربعة عشر ولدا مع بسطام فلما رأى غلبة الملوك على البلاد و إضرارهم بولده و أصحابه و مسالحه 184 طلب الحيلة في الظفر بالملوك. أقول ثم شرح كيف استخرج الرمي في دفعة واحدة بقوس واحد بنشاب جماعة عن يمين و شمال و ذكر ما أنعم به الملك كيخسرو على بسطام من الإنعام و كيف علم الجند ذلك الرمي و أزال الملوك عن البلاد. و قد
ذَكَرَ مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ مَوْلَى جَعْفَرِ بْنِ سُلَيْمَانَ فِي كِتَابِ نَسَبِ الْخَيْلِ فِي حَدِيثٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ مَا هَذَا لَفْظُهُ قَالَ- فَلَمَّا شَبَّ إِسْمَاعِيلُ أَعْطَاهُ اللَّهُ الْقَوْسَ فَرَمَى عَنْهَا وَ كَانَ لَا يَرْمِي شَيْئاً إِلَّا أَصَابَهُ 185 .
وَ قَالَ الْحِمْيَرِيُّ فِي الْجُزْءِ الْأَوَّلِ مِنَ الدَّلَائِلِ إِنَّ أَوَّلَ مَنِ اتَّخَذَ الْقِسِيَّ وَ النُّشَّابَ الْمَلِكُ منوشهر وَ رَوَاهُ عَنِ النَّبِيِّ ص
قلت و أنا أعلم أنه ينبغي اتخاذ هذا القوس و النشاب للأمر الذي أراده سليمان بن داود ع ليدفع به العدو بحسب رضى رب الأرباب فإنه إذا فعل الرامي ذلك بالله و لله و في الله كان على منهاج صاحب النبوة ص في يوم بدر لما رماهم بالحصى بقوة مالك الأسباب فذلت صعاب الرقاب فقال الله جل جلاله وَ ما رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَ لكِنَّ اللَّهَ رَمى 186 -
وَ قَدْ ذَكَرَ عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ هَاشِمٍ فِي كِتَابِ الْمَبْعَثِ وَ غَزَوَاتِ النَّبِيِّ ص نَنْقُلُهُ مِنْ نُسْخَةٍ عَتِيقَةٍ مِمَّا وَقَفْنَاهُ مِنْ كُتُبِ خَزَانَتِنَا تَارِيخُهَا سَنَةَ أَرْبَعِمِائَةٍ فَقَالَ مَا هَذَا لَفْظُهُ ثُمَّ أَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ ص كَفّاً مِنْ حَصًى فَرَمَى بِهِ فِي وُجُوهِ قُرَيْشٍ وَ قَالَ شَاهَتِ الْوُجُوهُ 187 فَبَعَثَ اللَّهُ رِيحاً فَضَرَبَتْ وُجُوهَ قُرَيْشٍ وَ كَانَتِ الْهَزِيمَةُ عَلَيْهِمْ.
أقول فاجعل هذا مثالا لرميك بالنشاب ليكون الله جل جلاله هو الرامي في المعنى إذا كان به جل جلاله و لأجله جل جلاله و تظفر بنجاح الطلاب. أقول و قد روينا في الرمي إذا كان بالله و في الله 188 جل جلاله حديثا ينبغي ذكره و نشره ففيه كرامة و قدوة 189 و معجزة لملوك ذوي الألباب رويناه 190
مِنْ كِتَابِ دَلَائِلِ الْإِمَامَةِ تَأْلِيفِ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ رُسْتُمَ بْنِ جَرِيرٍ الطَّبَرِيِّ الْإِمَامِيِّ مِنْ أَخْبَارِ مُعْجِزَاتِ مَوْلَانَا مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْبَاقِرِ ع ذَكَرَ بِإِسْنَادِهِ عَنِ الصَّادِقِ ع قَالَ: حَجَّ هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ سَنَةً مِنَ السِّنِينَ وَ كَانَ قَدْ حَجَّ فِي تِلْكَ السَّنَةِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْبَاقِرُ وَ ابْنُهُ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ ع فَقَالَ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ ع الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي بَعَثَ مُحَمَّداً بِالْحَقِّ نَبِيّاً وَ أَكْرَمَنَا بِهِ فَنَحْنُ صَفْوَةُ اللَّهِ وَ خُلَفَاؤُهُ عَلَى خَلْقِهِ وَ خِيَرَتُهُ مِنْ عِبَادِهِ فَالسَّعِيدُ مَنِ اتَّبَعَنَا وَ الشَّقِيُّ مَنْ عَادَانَا وَ خَالَفَنَا ثُمَّ قَالَ فَأَخْبَرَ مَسْلَمَةُ أَخَاهُ بِمَا سَمِعَ فَلَمْ يَعْرِضْ لَنَا حَتَّى انْصَرَفَ إِلَى دِمَشْقَ وَ انْصَرَفْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ فَأَنْفَذَ بَرِيداً إِلَى عَامِلِ الْمَدِينَةِ بِإِشْخَاصِ أَبِي وَ إِشْخَاصِي فَأَشْخَصَنَا فَلَمَّا وَرَدْنَا مَدِينَةَ دِمَشْقَ حَجَبَنَا ثَلَاثاً 191 ثُمَّ أَذِنَ لَنَا فِي الْيَوْمِ الرَّابِعِ فَدَخَلْنَا وَ إِذَا قَدْ قَعَدَ عَلَى سَرِيرِ الْمُلْكِ وَ جُنْدُهُ وَ خَاصَّتُهُ وُقُوفٌ عَلَى أَرْجُلِهِمْ سِمَاطَانِ مُتَسَلِّحَانِ وَ قَدْ نُصِبَ الْبُرْجَاسُ 192 حِذَاءَهُ وَ أَشْيَاخُ قَوْمِهِ يَرْمُونَ فَلَمَّا دَخَلْنَا وَ أَبِي أَمَامِي وَ أَنَا خَلْفَهُ فَنَادَى أَبِي يَا مُحَمَّدُ ارْمِ مَعَ أَشْيَاخِ قَوْمِكَ الْغَرَضَ فَقَالَ لَهُ إِنِّي قَدْ كَبِرْتُ عَنِ الرَّمْيِ فَإِنْ رَأَيْتَ أَنْ تُعْفِيَنِي فَقَالَ وَ حَقِّ مَنْ أَعَزَّنَا بِدِينِهِ وَ نَبِيِّهِ مُحَمَّدٍ ص لَا أُعْفِيكَ ثُمَّ أَوْمَأَ إِلَى شَيْخٍ مِنْ بَنِي أُمَيَّةَ أَنْ أَعْطِهِ قَوْسَكَ فَتَنَاوَلَ أَبِي عِنْدَ ذَلِكَ قَوْسَ الشَّيْخِ ثُمَّ تَنَاوَلَ مِنْهُ سَهْماً فَوَضَعَهُ فِي كَبِدِ الْقَوْسِ