کتابخانه روایات شیعه
[مقدمة المؤلف]
(بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)* و به نستعين 9 اللّهمّ إنّا نحمدك على ما أنعمت و أعطيت، و نشكرك لما أوليت و أسديت، و نسألك الصلاة على من انتخبت 10 و ارتضيت، و انتجبت لرسالتك و ارتضيت 11 ، سيّدنا محمّد رسولك الذي اصطفيت، الحافظ لما أوجبت، و الناهض بما أمضيت، و على الأئمّة الطاهرين أهل البيت، [صلاة] تزيد على عدد من 12 أبقيت و أفنيت، و ترفع فوق كلّ من 13 اختصصت و أعليت، و أكرمت برضوانك فارتضيت، و ترغب 14 إليك في التثبّت على ما أرشدت إليه و هديت، من موالاة
من واليت، و معاداة من عاديت 15 ، و التسليم لما ارتضيت، و الرضا 16 بما أقضيت.
و بعد: فهذا الكتاب 17 حداني على عمله أنّ أحد الإخوان من أهل الإيمان شملهم اللّه بفضله اطّلع من أمالي الشيخ المفيد رضى اللّه عنه على كتاب موسوم ب «أطراف الدلائل و أوائل المسائل» يتضمّن كلاما في الإمامة، فرأى في آخره 18 بابا من أغلاط العامة، أورده الشيخ رضى اللّه عنه على طريق التعجّب منهم، و ضمّنه يسيرا من خطأهم المحفوظ عنهم، و جعله بابا قصيرا، و قولا يسيرا، حسب ما اقتضاه غرضه [في الكتاب، من الاختصار في كلّ باب، فراقه و أعجبه، و لم يحبّ فراقه] و استطرفه و استغربه، و تأسّف لقصر الباب، و تلهّف على طول الخطاب، و سألني في سلوك سبيله، و اتّباع قصده و قوله، بكلام فصيح، و غرض كغرضه صحيح، [اتّبعته] ليكون ما اورده كتابا مفردا، و فنّا في الإمامة واحدا.
فأعلمته أنّ كتب الشيخ 19 المفيد رحمه اللّه مفاتيح الفوائد، و مصابيح المراشد، و أنّ السعيد من سلك أممه، و وطئ [أثر] قدمه، و قصد نهجه، و اعتمد حججه، و اتّبع آثاره، و اقتبس أنواره.
فأمّا العامّة فلا 20 تنحصر أغلاطهم، و لا تجتمع في الإمامة مناقضاتهم؛ لأنّ زللهم غير قليل، و التعجب منهم طويل، و كيف لا يتعجّب ممّن قتل الدليل، و التمس السبيل، و اتّهم 21 الهداة، و طلب النجاة، و هجر 22 اليقين، و اتّبع الظنون، و كره الائتلاف، و رضي الاختلاف؟! و كيف لا يتعجّب ممّا يتقرّب إلى اللّه سبحانه بمعاداة أوليائه، و يدينه بموالاة أعدائه، و يطلب طاعته من معصيته، و يلتمس ثوابه بمخالفته؟! بل كيف لا يتعجّب من قوم ادّعوا الشريعة و غيّروها، و انتحلوا الملّة و بدّلوها، و ضيّعوا الفرائض و اختلفوا فيها، و تركوا السنّة و انتسبوا إليها؟! قوم غلبتهم العصبيّة، و ملكتهم الحميّة [حميّة الجاهليّة]، و أضلّتهم الأهواء، و ضلّت عنهم الآراء، فعميت أبصارهم، و صدئت أفكارهم، و تناقضت أقوالهم، و تباينت أفعالهم، [فهم] في ظلمات غيّهم تاتهون، و بأذيال جهلهم عاثرون، و عن الحقّ حائدون 23 ، و للحق معاندون، أُولئِكَ حِزْبُ الشَّيْطانِ أَلا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطانِ هُمُ الْخاسِرُونَ 24 .
و أنا متّبع ما رغب فيه الأخ الرشيد، أدام اللّه له التسديد، من عمل هذا الكتاب، و إيراد ما حضرني 25 في فصوله من كلّ باب، من مناقضات القوم في الإمامة
و أغلاطهم، و غلوّهم في المعاندة و إفراطهم، ممّا يقتضي التعجّب منهم، و يوجب الشكر للّه سبحانه عن 26 الانفصال عنهم.