کتابخانه تفاسیر

پایگاه داده های قرآنی اسلامی
کتابخانه بالقرآن

تفسير نور الثقلين

الجزء الخامس

سورة الجاثية سورة الأحقاف سورة محمد سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق سورة الذاريات سورة الطور سورة النجم سورة القمر سورة الرحمن سورة الواقعة سورة الحديد سورة المجادلة سورة الحشر سورة الممتحنة سورة الصف سورة الجمعة سورة المنافقين سورة التغابن سورة الطلاق سورة التحريم سورة الملك سورة القلم سورة الحاقة سورة المعارج سورة نوح سورة الجن سورة المزمل سورة المدثر سورة القيامة سورة الدهر سورة المرسلات سورة النباء سورة النازعات سورة عبس سورة التكوير سورة الانفطار سورة المطففين سورة الانشقاق سورة البروج سورة الطارق سورة الأعلى سورة الغاشية سورة الفجر سورة البلد سورة الشمس سورة الليل سورة الضحى سورة الشرح سورة التين سورة العلق سورة القدر سورة البينة سورة الزلزلة سورة العاديات سورة القارعة سورة التكاثر سورة العصر سورة الهمزة سورة الفيل سورة الإيلاف سورة الماعون سورة الكوثر سورة الكافرون سورة النصر سورة اللهب سورة الإخلاص سورة الفلق سورة الناس الفهرست

تفسير نور الثقلين


صفحه قبل

تفسير نور الثقلين، ج‏4، ص: 589

فيها التناقض و الاختلاف و أما قوله تعالى: ما كانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْياً و ليس بكاين الا من وراء حجاب أو يرسل رسولا فيوحى باذنه ما يشاء كذلك قال الله تعالى قد كان الرسول يوحى اليه و ذكر نحوما نقلنا من كتاب التوحيد الا أنه ليس هنا «فاكتف إلى آخره».

139- في أصول الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن يحيى الحلبي عن أبى الصباح الكناني عن أبي بصير قال‏ سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله تبارك و تعالى: وَ كَذلِكَ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنا ما كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتابُ وَ لَا الْإِيمانُ‏ قال: خلق من خلق الله عز و جل أعظم من جبرئيل و ميكائيل كان مع رسول الله صلى الله عليه و آله يخبره و يسدده و هو مع الائمة من بعده.

140- محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن على بن أسباط عن أسباط بن سالم قال: سئله رجل من أهل هيت‏ «1» و أنا حاضر عن قول الله عز و جل: «وَ كَذلِكَ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنا» فقال: منذ أنزل الله عز و جل ذلك الروح على محمد ما صعد إلى السماء و انه لفينا.

141- محمد بن يحيى عن عمران بن موسى عن موسى بن جعفر عن على بن أسباط عن محمد بن الفضيل عن أبى حمزة قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن العلم أهو شي‏ء يتعلمه العالم من أفواه الرجال أم في الكتاب عندكم تقرؤنه فتعلمون منه؟ قال:

الأمر أعظم من ذلك و أوجب أما سمعت قول الله عز و جل: «وَ كَذلِكَ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنا ما كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتابُ وَ لَا الْإِيمانُ» ثم قال: أى شي‏ء يقول أصحابكم في هذه الآية أ يقولون: «2» انه كان في حال لا يدرى ما الكتاب و لا الايمان؟ فقلت: لا أدرى جعلت فداك ما يقولون؟ فقال: بلى قد كان في حال لا يدرى ما الكتاب و لا الايمان حتى بعث الله عز و جل الروح التي ذكر في الكتاب، فلما أوحاها اليه علم بها

(1) هيت: بلد بالعراق.

(2) و في المصدر «أ يقرءون» بدل «أ يقولون».

تفسير نور الثقلين، ج‏4، ص: 590

العلم و الفهم و هي الروح التي يعطيها الله عز و جل من شاء، فاذا أعطاها عبدا علمه الفهم.

142- عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن على بن الحكم عن معاوية بن وهب عن زكريا بن إبراهيم قال: كنت نصرانيا فأسلمت و حججت فدخلت على أبى عبد الله عليه السلام فقلت: انى كنت على النصرانية و انى أسلمت، فقال: و أى شي‏ء رأيت في الإسلام؟ قلت: قول الله عز و جل: «ما كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتابُ وَ لَا الْإِيمانُ وَ لكِنْ جَعَلْناهُ نُوراً نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشاءُ» فقال: لقد هداك الله، ثم قال: اللهم اهده ثلاثا

و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

143- في مجمع البيان: «رُوحاً مِنْ أَمْرِنا» يعنى الوحي بأمرنا إلى قوله: و قيل: هو ملك أعظم من جبرئيل و ميكائيل كان مع رسول الله صلى الله عليه و آله‏

عن أبي جعفر و أبي عبد الله عليهما السلام، قال: و لم يصعد إلى السماء و انه لفينا.

144- في الكافي على بن إبراهيم عن أبيه عن بكر بن صالح عن القاسم بن بريد عن أبي عمرو الزبيري عن أبي عبد الله عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام و قال في نبيه صلى الله عليه و آله: وَ إِنَّكَ لَتَهْدِي إِلى‏ صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ‏ يقول تدعو.

145- في بصائر الدرجات عبد الله بن عامر عن أبي عبد الله البرقي عن الحسين ابن عثمان عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله تبارك و تعالى‏ «وَ مَنْ يَكْفُرْ بِالْإِيمانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَ هُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخاسِرِينَ» قال: تفسيرها في بطن القرآن «من يكفر بولاية على» و على هو الايمان، إلى قوله: و اما قوله: «وَ إِنَّكَ لَتَهْدِي إِلى‏ صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ» يعنى انك لتأمر بولاية على و تدعو إليها و هو الصراط المستقيم.

146- في تفسير على بن إبراهيم ثم كنى عن أمير المؤمنين صلوات الله عليه فقال: «وَ لكِنْ جَعَلْناهُ نُوراً نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشاءُ مِنْ عِبادِنا» و الدليل على أن النور أمير المؤمنين صلوات الله عليه قوله عز و جل: «وَ اتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ» الآية

حدثنا جعفر ابن أحمد قال حدثنا عبد الكريم بن الرحيم قال: حدثنا محمد بن على عن محمد بن الفضيل عن أبى حمزة عن أبى جعفر عليه السلام‏ في قول الله عز و جل لنبيه صلى الله عليه و آله: «ما كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتابُ وَ لَا الْإِيمانُ وَ لكِنْ جَعَلْناهُ نُوراً» يعنى عليا، و على صلوات الله عليه هو النور

تفسير نور الثقلين، ج‏4، ص: 591

فقال: «نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشاءُ مِنْ عِبادِنا» يعنى عليا هدى به من هدى من خلقه، قال: و قال الله عز و جل لنبيه صلى الله عليه و آله: «وَ إِنَّكَ لَتَهْدِي إِلى‏ صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ» يعنى انك لتأمر بولاية على و تدعو إليها، و على هو الصراط المستقيم صراط الله الذي له ما في السماوات و ما في الأرض يعنى عليا انه جعل خازنه على ما في السماوات و ما في الأرض و من شي‏ء و ائتمنه عليه الا إلى الله تصير الأمور.

147- في أصول الكافي عنه عن الحسين عن النضر عن القاسم بن سليمان عن أبي مريم الأنصاري عن جابر عن أبى جعفر عليه السلام قال: سمعته يقول: وقع مصحف في البحر فوجده و قد ذهب ما فيه الا هذه الآية «أَلا إِلَى اللَّهِ تَصِيرُ الْأُمُورُ» .

بسم الله الرحمن الرحيم‏

سورة الزخرف‏

1- في كتاب ثواب الأعمال باسناده عن أبى جعفر عليه السلام قال: من أد من قراءة حم الزخرف آمنه الله في قبره من هوام الأرض و ضغطة القبر حتى يقف بين يدي الله عز و جل ثم جاءت حتى تدخله الجنة بأمر الله تبارك و تعالى.

2- في مجمع البيان أبى بن كعب عن النبي صلى الله عليه و آله قال: من قرء سورة الزخرف كان ممن يقال له يوم القيامة : يا عِبادِ لا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَ لا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ‏ ادخلوا الجنة بغير حساب.

3- في كتاب معاني الاخبار باسناده إلى سفيان بن سعيد الثوري عن الصادق عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام: و أما حم فمعناه الحميد المجيد.

4- في تفسير على بن إبراهيم «حم» حرف من الاسم الأعظم و قوله عز و جل: وَ إِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتابِ لَدَيْنا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ‏ يعنى أمير المؤمنين صلوات الله عليه مكتوب في الفاتحة في قول الله عز و جل: «اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ»

قال أبو عبد الله عليه السلام‏ هو أمير المؤمنين صلوات الله عليه.

5- في تهذيب الأحكام في الدعاء المنقول بعد صلوة يوم الغدير عن أبي-

تفسير نور الثقلين، ج‏4، ص: 592

عبد الله عليه السلام‏ ربنا آمنا و اتبعنا مولانا و ولينا و هادينا و داعينا و داعي الأنام و صراطك المستقيم السوي و حجتك و سبيلك الداعي إليك على بصيرة هو و من اتبعه‏ سُبْحانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ‏ بولايته و بما يلحدون باتخاذ الولائج دونه، فاشهد يا الهى انه الامام الهادي المرشد الرشيد على أمير المؤمنين الذي ذكرته في كتابك، فقلت‏ : وَ إِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتابِ لَدَيْنا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ‏ لا أشركه إماما و لا اتخذ من دونه وليجة.

6- في كتاب معاني الاخبار حدثنا احمد بن عبد الله بن إبراهيم بن هاشم رحمه الله قال حدثنا أبي عن جدي عن حماد بن عيسى عن أبي عبد الله عليه السلام‏ في قول الله عز و جل: «اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ» قال: هو أمير المؤمنين و معرفته، و الدليل على انه أمير المؤمنين قوله عز و جل: «وَ إِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتابِ لَدَيْنا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ» و هو أمير المؤمنين (ع) في أم الكتاب في قوله تعالى: «اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ» .

7- في مجمع البيان: ثُمَّ تَذْكُرُوا نِعْمَةَ رَبِّكُمْ‏ و

روى العياشي باسناده عن أبي- عبد الله عليه السلام قال: ذكر النعمة ان تقول: الحمد لله الذي هدانا للإسلام و علمنا القرآن و من علينا بمحمد صلى الله عليه و آله، و تقول بعده: سُبْحانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنا هذا إلى آخره.

8- و روى عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه و آله كان إذا استوى على بعيره خارجا في سفر كبر ثلاثا و قال: «سُبْحانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنا هذا وَ ما كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ وَ إِنَّا إِلى‏ رَبِّنا لَمُنْقَلِبُونَ» اللهم انا نسئلك في سفرنا هذا البر و التقوى و العمل بما ترضى، اللهم هون علينا سفرنا و اطو عنا بعده اللهم أنت الصاحب في السفر و الخليفة في الأهل اللهم انى أعوذ بك من وعثاء السفر و كآبة المنقلب‏ «1» و سوء المنظر في الأهل و المال و إذا رجع قال: آئبون تائبون لربنا حامدون أورده مسلم في الصحيح.

9- في كتاب الخصال فيما علم أمير المؤمنين عليه السلام أصحابه من الاربعمأة باب مما يصلح للمسلم في دينه و دنياه: إذا ركبتم الدواب فاذكروا الله تعالى، و قولوا «سُبْحانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنا هذا وَ ما كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ وَ إِنَّا إِلى‏ رَبِّنا لَمُنْقَلِبُونَ» .

10- في أصول الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن اسمعيل‏

(1) الوعثاء: المشقة و التعب و الكآبة: الحزن الشديد و الغم.

تفسير نور الثقلين، ج‏4، ص: 593

ابن مهران عن سيف بن عميرة عن أبى بصير قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: هل للشكر حد إذا فعله العبد كان شاكرا؟ قال: نعم، قلت: ما هو؟ قال: يحمد الله على كل نعمة عليه في أهل و مال و ان كان فيما أنعم عليه في ماله حق أداه، و منه قوله عز و جل:

«سُبْحانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنا هذا وَ ما كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ»

و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

11- في الكافي على بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أسباط و محمد بن أحمد عن موسى بن القاسم البجلي عن على بن أسباط عن أبى الحسن عليه السلام حديث طويل نقول فيه عليه السلام‏ و ان خرجت برا فقل الذي قال الله عز و جل: «سُبْحانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنا هذا وَ ما كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ وَ إِنَّا إِلى‏ رَبِّنا لَمُنْقَلِبُونَ» فانه ليس من عبد يقولها عند ركوبه فيقع من بعير أو دابة فيصيبه شي‏ء بإذن الله.

12- على بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبى عمير و محمد بن اسمعيل عن الفضل ابن شاذان عن ابن أبى عمير عن صفوان بن يحيى جميعا عن معاوية بن عمار عن أبى عبد الله عليه السلام قال: إذا استويت على راحلتك و استوى بك محملك فقال: الحمد لله الذي هدينا للإسلام و من علينا بمحمد صلى الله عليه و آله‏ «سُبْحانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنا هذا وَ ما كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ وَ إِنَّا إِلى‏ رَبِّنا لَمُنْقَلِبُونَ‏ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ» أللهم أنت الحامل على الظهور و المستعان على الأمر، أللهم بلغنا بلاغا يبلغ إلى خير، بلاغا إلى مغفرتك و رضوانك، أللهم لا طير الا طيرك‏ «1» و لا خيرا الا خيرك و لا حافظ غيرك‏

، و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

13- على بن إبراهيم عن أبيه عن على بن أسباط عن أبى الحسن الرضا عليه السلام قال: فان ركبت الظهر فقل‏ «سُبْحانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنا هذا وَ ما كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ وَ إِنَّا إِلى‏ رَبِّنا لَمُنْقَلِبُونَ» .

14- على بن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن الدهقان عن درست عن إبراهيم ابن عبد الحميد عن أبى الحسن عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله: إذا ركب الرجل إلى أن قال: و قال: من قال إذا ركب الدابة: بسم الله لا حول و لا قوة الا بالله‏

(1) الطير: الاسم من التطير و هو ما يتشأم به الإنسان من الفال الردى، قال الفيض (ره):

و هذا كما يقال: لا امر الا أمرك، يعنى لا يكون الا ما تريد.

تفسير نور الثقلين، ج‏4، ص: 594

«الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدانا لِهذا وَ ما كُنَّا لِنَهْتَدِيَ» الآية «سُبْحانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنا هذا وَ ما كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ» حفظت له دابته و نفسه حتى ينزل.

15- في من لا يحضره الفقيه‏ و سئل سعد بن سعد الرضا عليه السلام عن سجدة الشكر فقال: أرى أصحابنا يسجدون بعد الفريضة سجدة واحدة و يقولون: هي سجدة الشكر، فقال: انما الشكر إذا أنعم الله عز و جل على عبده أن يقول: «سُبْحانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنا هذا وَ ما كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ وَ إِنَّا إِلى‏ رَبِّنا لَمُنْقَلِبُونَ‏ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ» .

16- و كان الصادق عليه السلام‏ إذا وضع رجله في الركاب يقول: «سُبْحانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنا هذا وَ ما كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ» و يسبح الله سبعا و يحمد الله سبعا و يهلل الله سبعا.

17- في تفسير على بن إبراهيم و قوله: «لِتَسْتَوُوا عَلى‏ ظُهُورِهِ ثُمَّ تَذْكُرُوا نِعْمَةَ رَبِّكُمْ» إلى قوله‏ «وَ ما كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ»

قال: فانه حدثني أبى عن ابن فضال عن الفضل بن صالح عن سعد ابن طريف عن الأصبغ بن نباته قال: أمسكت لأمير المؤمنين صلوات الله عليه بالركاب و هو يريد أن يركب، فرفع رأسه ثم تبسم فقلت له: يا أمير المؤمنين رأيتك رفعت رأسك ثم تبسمت؟ قال: نعم يا اصبغ أمسكت أنا لرسول الله صلى الله عليه و آله كما أمسكت أنت لي الركاب فرفع رأسه ثم تبسم فسألته عن تبسمه كما سألتنى، و سأخبرك كما أخبرنى رسول الله صلى الله عليه و آله أمسكت لرسول الله صلى الله عليه و آله بلغته الشهباء فرفع رأسه إلى السماء و تبسم فقلت: يا رسول الله رفعت رأسك إلى السماء و تبسمت لماذا؟ فقال: يا على ليس من أحد يركب فيقرأ آية الكرسي ثم يقول: استغفر الله الذي لا اله الا هو الرحمن الرحيم الحي القيوم و أتوب اليه أللهم اغفر لي ذنوبي فانه لا يغفر الذنوب الا أنت، الا قال السيد الكريم: يا ملائكتى عبدي يعلم أنه لا يغفر الذنوب غيري، اشهدوا أنى قد غفرت له ذنوبه.

18- حدثني أبى عن على بن أسباط قال: حملت متاعا إلى مكة فكسد على فجئت إلى المدينة فدخلت إلى أبى الحسن الرضا عليه السلام فقلت: جعلت فداك انى قد حملت متاعا إلى مكة و كسد على و قد أردت مصرا فأركب بحرا أو برا؟ فقال: مصر الحتوف يقبض إليها، و هم أقصر الناس أعمارا قال رسول الله صلى الله عليه و آله: لا تغسلوا رؤسكم بطينها،

تفسير نور الثقلين، ج‏4، ص: 595

و لا تشربوا في فخارها، فانه يورث الذلة و يذهب بالغيرة، ثم قال: لا عليك أن تأتى مسجد رسول الله صلى الله عليه و آله و تصلى فيه ركعتين، و تستخير الله عز و جل مأة مرة [و مرة] فاذا عزمت على شي‏ء و ركبت البر فاذا استويت‏ «1» على راحلتك فقال: «سُبْحانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنا هذا وَ ما كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ وَ إِنَّا إِلى‏ رَبِّنا لَمُنْقَلِبُونَ» فانه ما ركب أحد ظهرا فقال هذا و سقط الألم يصبه كسر و لا ونى و لا وهن‏

، و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

و قوله عز و جل: أَ وَ مَنْ يُنَشَّؤُا فِي الْحِلْيَةِ اى ينشأو في الذهب‏ وَ هُوَ فِي الْخِصامِ غَيْرُ مُبِينٍ‏ قال ان موسى عليه السلام أعطاه الله عز و جل من القوة ان ارى فرعون صورته على فرس من ذهب رطب عليه ثياب من ذهب رطب فقال فرعون «أو من ينشأو في الحلية» اى ينشأو بالذهب‏ «وَ هُوَ فِي الْخِصامِ غَيْرُ مُبِينٍ» قال: لا يبين الكلام و لا يتبين من الناس، و لو كان نبيا لكان خلاف الناس.

19- في بصائر الدرجات احمد بن الحسين عن أبيه عن بكر بن صالح عن عبد الله بن إبراهيم بن عبد العزيز بن محمد بن على بن عبد الله بن جعفر الجعفري قال:

حدثنا يعقوب بن جعفر قال: كنت مع أبى الحسن عليه السلام بمكة فقال له رجل انك لتفسر من كتاب الله ما لم يسمع، فقال: علينا نزل قبل الناس، و لنا فسر قبل أن يفسر في الناس فنحن نعرف حلاله و حرامه، و ناسخه و منسوخه، و متفرقه و حضرته و في اى ليلة نزلت من آية و فيمن نزلت و فيما أنزلت، فنحن حكماء الله في أرضه، و شهداؤه على خلقه، و هو قول الله تبارك و تعالى: سَتُكْتَبُ شَهادَتُهُمْ وَ يُسْئَلُونَ‏ فالشهادة لنا و المسئلة للمشهود عليه، فهذا علم قد أنهيته.

20- في أصول الكافي باسناده إلى عبد الله بن إبراهيم الجعفري قال: كتب يحيى بن عبد الله بن الحسن إلى موسى بن جعفر عليه السلام: اما بعد فانى أوصى نفسي بتقوى الله و بها أوصيك فانها وصية الله في الأولين و وصيته في الآخرين خبرني من ورد على من‏

صفحه بعد