کتابخانه تفاسیر
تفسير كتاب الله العزيز، ج1، ص: 5
الجزء الأوّل
تفسير كتاب الله العزيز، ج1، ص: 7
بسم اللّه الرّحمن الرّحيم الدكتور صالح خرفي
مدير إدارة الثقافة
المنظمة العربيّة و الثقافة و العلوم
ص. ب.: 1120 تونس
تونس، الثلاثاء 27 ربيع الأوّل 1411 ه
16 أكتوبر 1990 م
[كلمة طيّبة]
الأخ الكريم: محقّق تفسير كتاب اللّه العزيز
بالحاج بن سعيد شريفي
السّلام عليكم و رحمة اللّه تعالى و بركاته، و بعد:
فالتهنئة القلبيّة الصادقة على إنجاز تحقيق تفسير (هود بن محكّم الهوّاريّ) و إخراجه إلى النور بعد القرون المتوالية في طيّ الكتمان، و إنّ المرء ليعجب أن تظلّ هذه الكنوز الثمينة، و هذه النفحات القدسيّة دفينة النسيان، و توالي الأزمان، حتّى يقيّض اللّه لها من يخرجها مخرج صدق، و يبعث فيها الروح، فإذا هي ملء العين و السمع و القلب، تهدي إلى صراط مستقيم.
و أيّ رسالة للمرء في حياته أقدس من أن يكون صلة خير و بركة بين كلام اللّه و قلوب عباده.
إنّها لأمانة لا تقاس بالسنوات، و لا بمراحل من العمر، و لكنّها العمر كلّه. و ما بقي من العمر بعدها- أطاله اللّه- إنّما هو امتداد لنور اللّه في أرضه، و نور كلماته في قلوب المؤمنين به.
الأخ العزيز بالحاج،
تفسير كتاب الله العزيز، ج1، ص: 8
لقد طويت الألف سنة و تزيد، قضتها المخطوطة في علم الغيب، و علم العارفين بأسراره سبحانه و تعالى، يأخذ بأيديهم إليها، و يفتح قلوبهم عليها، خلفاء في أرضه، و أمناء على أسراره، و رواة آياته البيّنات، يتوارثها الخلف عن السلف.
جزى اللّه خير الجزاء مفسّر كتابه الحكيم (هود بن محكّم الهوّاريّ) و جزى اللّه خير الجزاء محقّق هذا التفسير و مخرجه من الظلمات إلى النور.
إنّ تحقيق هذا التفسير لصفحة بيضاء في سفر الحركة الإصلاحيّة في الجزائر، و غرّة نجلاء في جبين معهد الحياة، في ظلّ رعاية الوالد، أمدّ اللّه في أنفاسه الزكيّة.
و إنّه الوفاء ما بعده وفاء، و أيّ وفاء لذكرى رائد الحركة الإصلاحيّة، و باعث اليقظة الإسلاميّة، و ناشر اللغة العربيّة، الزعيم الراحل الشيخ إبراهيم بيّوض.
و إنّه الوفاء ما بعده وفاء، و أيّ وفاء بعد كتاب اللّه، للوالد الرائد سعيد شريفي، راعي هذه الدوحة العلميّة، و الأب الروحي لأبناء الضاد، و الأب الشرعي لكلّ جملة مفيدة تخرّجت من (معهد الحياة) فترعرعت هذه الجملة حتّى غدت تخطيطا للمصحف الشريف، و تحقيقا لتفاسيره، و تأليفا للكتب، و إنجازا للرسائل العلميّة.
اللّهمّ أطل في عمره، فإنّه ظلّ من ظلالك في الأرض، و متّعنا برضاه، فإنّه نفحة من رضاك، فقد أعطى و وفّى العطاء، و بنى و أعلى البناء، و امتدّ عمره في التربية بين الطريف و التالد، فتخرّج ملء يديه الحفيد و الولد و الوالد.
اللّهمّ أطل في عمر المخلصين من عباد اللّه العاملين في صمت المؤمنين بك، المحتسبين أجرهم عند كرمك. فمنك الجزاء الأوفى، و إليك الملاذ الأبقى، ياذا الجلال و الإكرام، إنّك سميع مجيب.