کتابخانه تفاسیر

پایگاه داده های قرآنی اسلامی
کتابخانه بالقرآن

تفسير ابن ابى زمنين

الجزء الثاني

سورة الأنبياء سورة الحج سورة المؤمنون سورة النور سورة الفرقان سورة الشعراء سورة النمل سورة القصص سورة العنكبوت سورة الروم سورة لقمان سورة السجدة سورة الأحزاب سورة سبأ سورة فاطر سورة يس سورة الصافات سورة ص سورة الزمر سورة غافر سورة فصلت سورة الشورى سورة الزخرف سورة الدخان سورة الجاثية سورة الأحقاف سورة محمد سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق سورة الذاريات سورة الطور سورة النجم سورة القمر سورة الرحمن سورة الواقعة سورة الحديد سورة المجادلة سورة الحشر سورة الممتحنة سورة الصف سورة الجمعة سورة المنافقون سورة التغابن سورة الطلاق سورة التحريم سورة الملك سورة ن سورة الحاقة سورة المعارج سورة نوح سورة الجن سورة المزمل سورة المدثر سورة القيامة سورة الإنسان سورة المرسلات سورة النبأ سورة النازعات سورة عبس سورة التكوير سورة الإنفطار سورة المطففين سورة الإنشقاق سورة البروج سورة الطارق سورة الأعلى سورة الغاشية سورة الفجر سورة البلد سورة الشمس سورة الليل سورة الضحى سورة الشرح سورة التين سورة العلق سورة القدر سورة البينة سورة الزلزلة سورة العاديات سورة القارعة سورة التكاثر سورة العصر سورة الهمزة سورة الفيل سورة قريش سورة الماعون سورة الكوثر سورة الكافرون سورة النصر سورة المسد سورة الإخلاص سورة الفلق سورة الناس محتويات الكتاب

تفسير ابن ابى زمنين


صفحه قبل

تفسير ابن ابى زمنين، ص: 3

[الجزء الثاني‏]

سورة الأنبياء

تفسير سورة الأنبياء و هى مكية كلها بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ‏ 21/ 5- 1

قوله: اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسابُهُمْ‏ أى: أن ذلك قريب. يحيى: عن خداش، عن أبى عامر، عن أبى عمران الجونى قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم: «حين بعث إلىّ بعث إلى صاحب الصور فأهوى به إلى فيه، و قدم رجلا و أخر رجلا، ينتظر متى يؤمر ينفخ، ألا فاتقوا النفخة» «1» .

وَ هُمْ فِي غَفْلَةٍ يعنى: المشركين عن الآخرة مُعْرِضُونَ‏ (1) عن القرآن‏

ما يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ‏ يعنى: القرآن‏ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَ هُمْ يَلْعَبُونَ‏ (2) يسمعونه بآذانهم، و لا تقبله قلوبهم‏

لاهِيَةً قُلُوبُهُمْ‏ أى: غافلة «2» .

قال محمد: المعنى: استمعوه لاعبين لاهية قلوبهم.

وَ أَسَرُّوا النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُوا أشركوا، يقول بعضهم لبعض، و أسروا ذلك فيما بينهم‏ هَلْ هذا يعنون: محمدا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ أَ فَتَأْتُونَ السِّحْرَ يعنون:

(1) رواه أبو عمرو الدانى فى السنن (377)، (718)، عن ابن أبى زمنين بإسناده إلى يحيى بن سلام به.

(2) و فى البريطانية (فى غفلة) بدل (غافلة) و ما أثبت من الأصل، و مصدر التخريج.

تفسير ابن ابى زمنين، ص: 4

القرآن، أى: تصدقون به‏ وَ أَنْتُمْ تُبْصِرُونَ‏ (3) أنه سحر.

قال محمد: قوله: وَ أَسَرُّوا النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فيه وجهان: يجوز أن يكون (الذين ظلموا) رفعا على معنى: هم الذين ظلموا أنفسهم، و قد يجوز أن يكون المعنى: أعنى الذين ظلموا «1» .

قالَ رَبِّي يَعْلَمُ الْقَوْلَ‏ «2» السر فِي السَّماءِ وَ الْأَرْضِ‏ .

بَلْ قالُوا أَضْغاثُ أَحْلامٍ‏ أى: أخلاط أحلام، يعنون: القرآن‏ بَلِ افْتَراهُ‏ يعنون: محمدا بَلْ هُوَ شاعِرٌ فَلْيَأْتِنا بِآيَةٍ كَما أُرْسِلَ الْأَوَّلُونَ‏ (5) كما جاء موسى و عيسى، فيما يزعم محمد.

21/ 10- 6

ما آمَنَتْ قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْناها أَ فَهُمْ يُؤْمِنُونَ‏ (6) أى: أن القوم إذا كذبوا رسولهم، و سألوه الآية فجاءتهم و لم يؤمنوا- أهلكهم اللّه، أفهم يؤمنون إن جاءتهم آية، أى: لا يؤمنون إن جاءتهم.

وَ ما أَرْسَلْنا قَبْلَكَ إِلَّا رِجالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ قال قتادة: يعنى: من آمن من أهل التوراة و الإنجيل‏ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ‏ (7) و هم لا يعلمون‏

وَ ما جَعَلْناهُمْ جَسَداً يعنى: النبيين‏ لا يَأْكُلُونَ الطَّعامَ‏ أى: و لكن جعلناهم جسدا يأكلون الطعام، قال هذا لقول المشركين‏ ما لِهذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعامَ‏ . «3»

وَ ما كانُوا خالِدِينَ‏ (8) فى الدنيا لا يموتون. قال محمد: قوله: (جسدا) هو واحد ينبى‏ء عن جماعة، المعنى: و ما جعلنا الأنبياء قبله ذوى أجساد لا تأكل الطعام و لا تموت، فنجعله كذلك.

ثُمَّ صَدَقْناهُمُ الْوَعْدَ كانت الرسل تحذر قومها عذاب اللّه فى الدنيا و الآخرة إن‏

(1) انظر إعراب القرآن للزجاج (2/ 366) و الكتاب لسيبويه (1/ 236).

(2) قال أبو حيان الأندلسى: قرأ حمزة و الكسائى و حفص و الأعمش و طلحة و ابن أبى ليلى و أيوب و خلف و ابن سعدان و ابن جرير (قال ربى) على معنى الخبر على نبيه صلى اللّه عليه و سلم و قرأ باقى السبعة (قل) على الأمر لنبيه صلى اللّه عليه و سلم (يعلم) أقوالكم هذه و هو يجازيكم عليها. (البحر المحيط 7/ 409).

(3) سورة الفرقان: آية (7).

تفسير ابن ابى زمنين، ص: 5

لم يؤمنوا، فلما لم يؤمنوا صدق اللّه رسله الوعد، فأنزل العذاب على قومهم.

قال: فَأَنْجَيْناهُمْ وَ مَنْ نَشاءُ يعنى: النبيين و المؤمنين‏ وَ أَهْلَكْنَا الْمُسْرِفِينَ‏ (9) المشركين.

لَقَدْ أَنْزَلْنا إِلَيْكُمْ كِتاباً القرآن‏ فِيهِ ذِكْرُكُمْ‏ فيه شرفكم، يعنى: قريشا لمن آمن به‏ أَ فَلا تَعْقِلُونَ‏ (10) يقوله للمشركين.

21/ 18- 11

[ وَ كَمْ قَصَمْنا أهلكنا مِنْ قَرْيَةٍ كانَتْ ظالِمَةً مشركة] «1» يعنى: أهلها وَ أَنْشَأْنا خلقنا.

فَلَمَّا أَحَسُّوا بَأْسَنا رأوا عذابنا، يعنى: قبل أن يهلكوا إِذا هُمْ مِنْها من القرية يَرْكُضُونَ‏ (12) يفرون، قال اللّه:

لا تَرْكُضُوا لا تفروا وَ ارْجِعُوا إِلى‏ ما أُتْرِفْتُمْ فِيهِ‏ أى: إلى دنياكم التى أترفتم فيها وَ مَساكِنِكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْئَلُونَ‏ (12) من دنياكم شيئا، أى: لا تقدرون على ذلك، و لا يكون ذلك، يقال لهم هذا استهزاء بهم.

قالُوا يا وَيْلَنا و هذا حين جاءهم العذاب‏ إِنَّا كُنَّا ظالِمِينَ‏ (14) قال اللّه:

فَما زالَتْ تِلْكَ دَعْواهُمْ‏ أى: فما زال ذلك قولهم، يعنى: يا وَيْلَنا إِنَّا كُنَّا ظالِمِينَ‏ (14).

حَتَّى جَعَلْناهُمْ حَصِيداً خامِدِينَ‏ (15) أى: قد هلكوا و سكنوا.

وَ ما خَلَقْنَا السَّماءَ وَ الْأَرْضَ وَ ما بَيْنَهُما لاعِبِينَ‏ (16) أى: إنما خلقناهما للبعث و الحساب، و الجنة و النار

لَوْ أَرَدْنا أَنْ نَتَّخِذَ لَهْواً قال الحسن: اللهو (المرأة) «2» بلسان اليمن‏ لَاتَّخَذْناهُ مِنْ لَدُنَّا أى: من عندنا إِنْ كُنَّا فاعِلِينَ‏ (17) أى: و ما كنا فاعلين و ذلك أن المشركين قالوا: إن الملائكة بنات اللّه‏

بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِ‏ بالقرآن‏ عَلَى الْباطِلِ‏ يعنى: (الشرك) فَيَدْمَغُهُ فَإِذا هُوَ زاهِقٌ‏ ذاهب.

(1) ما بين () سقط من البريطانية.

(2) ما بين () طمس فى الأصل و ما أثبتناه من النسخة الثانية البريطانية.

تفسير ابن ابى زمنين، ص: 6

قال محمد: قوله: فَيَدْمَغُهُ‏ أى: يكسره، و أصل هذا إصابة الرأس و الدماغ بالضرب، و هو مقتل.

وَ لَكُمُ الْوَيْلُ‏ العذاب‏ مِمَّا تَصِفُونَ‏ (18) قال قتادة: لقولهم: إن الملائكة بنات اللّه.

21/ 28- 19

وَ لَهُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ مَنْ عِنْدَهُ‏ يعنى: الملائكة لا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبادَتِهِ وَ لا يَسْتَحْسِرُونَ‏ (19) أى: يعيون.

أَمِ اتَّخَذُوا آلِهَةً مِنَ الْأَرْضِ هُمْ يُنْشِرُونَ‏

أى: يحيون الموتى، (هذا على الاستفهام، أى: أنهم قد اتخذوا آلهة لا يحيون الموتى) «1» .

قال محمد: يقال: أنشر اللّه الموتى فنشروا.

لَوْ كانَ فِيهِما يعنى: فى السموات و الأرض‏ آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ‏ غير اللّه‏ لَفَسَدَتا لهلكتا فَسُبْحانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ‏ ينزه نفسه‏ عَمَّا يَصِفُونَ‏ (22) يقولون:

لا يُسْئَلُ عَمَّا يَفْعَلُ‏ بعباده‏ وَ هُمْ يُسْئَلُونَ‏ (23) و العباد يسألهم اللّه عن أعمالهم‏

أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً على الاستفهام، أى: قد فعلوا، و هذا الاستفهام، و أشباهه استفهام على معرفة.

قُلْ هاتُوا بُرْهانَكُمْ‏ يعنى: حجتكم على ما تقولون: إن اللّه أمركم أن تتخذوا من دونه آلهة، أى: ليست عندهم بذلك حجة.

هذا ذِكْرُ مَنْ مَعِيَ‏ قال قتادة: يعنى: القرآن‏ «2» وَ ذِكْرُ مَنْ قَبْلِي‏ يعنى: أخبار الأمم السالفة و أعمالهم، ليس فيها اتخاذ آلهة دون اللّه‏ بَلْ أَكْثَرُهُمْ‏ يعنى: جماعتهم‏ لا يَعْلَمُونَ الْحَقَّ فَهُمْ مُعْرِضُونَ‏ (24) عن الحق.

(1) ما بين () سقط من البريطانية.

صفحه بعد