کتابخانه تفاسیر
مختصر مجمع البيان
الجزء الأول
سورة البقرة
سورة آل عمران
سورة النساء
سورة المائدة
سورة الأنعام
سورة الأعراف
سورة الأنفال
سورة التوبة
الجزء الثاني
سورة يونس
سورة هود
سورة يوسف
سورة الرعد
سورة ابراهيم
سورة الحجر
سورة النحل
سورة الإسراء
سورة الكهف
سورة مريم
سورة طه
سورة الأنبياء
سورة الحج
سورة المؤمنون
سورة النور
سورة الشعراء
سورة النمل مكية
سورة القصص
سورة العنكبوت
الجزء الثالث
تتمة الجزء الحادي و العشرون من القرآن الكريم
سورة الروم
سورة الأحزاب
الجزء الثاني و العشرون من القرآن الكريم
تتمة سورة الأحزاب
سورة سبأ
سورة الملائكة
الجزء الثالث و العشرون من القرآن الكريم
تتمة سورة يس
سورة الصافات
سورة ص
الجزء الرابع و العشرون من القران الكريم
تتمة سورة الزمر
سورة المؤمن
سورة حم السجدة
الجزء الخامس و العشرون من القرآن الكريم
سورة حمعسق
سورة الزخرف
سورة الجاثية
الجزء السادس و العشرون من القران الكريم
سورة الأحقاف
سورة محمد
الجزء السابع و العشرون من القران الكريم
سورة الواقعة
الجزء الثامن و العشرون من القران الكريم
الجزء التاسع و العشرون من القران الكريم
مختصر مجمع البيان، ج1، ص: 7
الجزء الأول
المقدمة
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
و به نستعين، و صلّى اللّه على محمد و آله الطيبين الطاهرين (إِنَّ هذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ ...) .
أنزل اللّه القرآن ليكون كتابه الخالد و كلمته الباقية و حكمه العام الشامل على البشر كافة في كل زمان و مكان.
(و القرآن هدى من الضلالة، و تبيان من العمى، و استقالة من العثرة، و نور من الظلمة، و ضياء من الأحداث، و عصمة من الهلكة، و رشد من الغواية و بيان من الفتن، و بلاغ من الدنيا الى الآخرة، و فيه كمال دينكم، و ما عدل أحد عن القرآن إلا إلى النار.) «1» .
و من هنا تبرز عظمة القرآن و علو مكانته، و تعلّق البشرية به لمختلف الأغراض و الغايات.
و من هنا أيضا اتجهت الأنظار إلى القرآن الكريم حفظا و دراسة و تفسيرا.
(1) من حديث طويل رواه الصادق جعفر بن محمد (ع) عن آبائه عن جده رسول اللّه (ص)، اصول الكافي.
مختصر مجمع البيان، ج1، ص: 8
و من أوائل العلوم الإسلامية- إن لم يكن أولها- علم تفسير القرآن و بيان أحكامه و معانيه، لا لأنه المصدر الأول للشريعة الإسلامية و دستورها الخالد فحسب، بل لأنه الدستور الذي جاء ليعلن إيقاف العمل بكافة الكتب السماوية و الشرائع الإلهية، كما يعلن بطلان عبادات الجاهلية و فساد مذاهبها.
(و لأن القرآن يضمن إصلاح البشر و يتكفل بسعادتهم و اسعادهم، و القرآن مرجع اللغوي، و دليل النحوي، و حجّة الفقيه، و مثل الأديب، و ضالة الحكيم، و مرشد الواعظ، و هدى الخلقي، و عنه تؤخذ علوم الاجتماع و السياسة المدنية و عليه تؤسس علوم الدين، و من ارشاداته تكتشف اسرار الكون و نواميس التكوين ...) «1» .
لقد أنشأ هذا القرآن للبشرية تصورا جديدا عن الوجود و الحياة و القيم و النظم، كما حقق لها واقعا اجتماعيا فريدا كان يعز على خيالها تصوره مجرد تصور قبل أن ينشئه لها القرآن إنشاء ... نعم لقد كان هذا الواقع من النظافة و الجمال و العظمة و الارتفاع و البساطة و اليسر و الواقعية و الايجابية و التوازن و التناسق بحيث لا يخطر للبشرية على بال لولا أن اللّه اراده لها، و حققه في حياتها ...) «2» .
و تلك أمور تجعل القرآن محل عناية المؤمنين و غيرهم، و لما كان القرآن دستور و احكام أريد لها الشمول و البقاء لمختلف الطبقات و الأزمان لذا كان القارئ و المستنبط لا يستغني في فهم نصوصه و أحكامه عن التفسير و التأويل و التوضيح، لأنه لو صيغ بما يناسب فهم أمة من الأمم أو جيل من الأجيال فقط للزم تعطله عند الأمم الأخرى و الأجيال القادمة، فإن اختلاف الشعوب و الأجيال في الفهم و المذاق و تباينها في المعلومات و المعقولات مما لا شك فيه، زائدا اختلاف اللغات و تعدد اللهجات.
(1) من مقدمة البيان في تفسير القرآن لسيدنا الأستاذ آية اللّه السيد أبو القاسم الخوئي ج 1 ص 10.
(2) في ظلال القرآن للسيد قطب. ج 1 ص 9.
مختصر مجمع البيان، ج1، ص: 9
و هذه أمور لا يمكن تجاهلها عند تقييم علم التفسير، فكانت عوامل أدت لتبكير ظهور علم التفسير في عهد الرسول الأعظم (ص) و تصدي علماء الصحابة لتفسير ما احتاج من نصوص القرآن إلى التفسير و رجوع بعض الصحابة لبعضهم في التفسير و التأويل.
و كان في مقدمة من يرجع إليهم في علم التفسير و استجلاء أمور القرآن هم أهل البيت عليهم السلام، فعن علي (ع) انه قال: (سلوني عن كتاب اللّه فإنه ليس من آية إلا و قد عرفت بليل أنزلت أم نهارا، و في سهل أم في جبل. روى ذلك السيوطي في كتاب تاريخ الخلفاء ص 185 طبع مصر 1959 و روى ابن حجر في الإصابة ج 2 ص 513 طبع مصر 1929. قال علي (ع): (سلوني عن كتاب اللّه فو اللّه ما من آية إلا و أنا أعلم أنزلت بليل أو بنهار).
بل و حتى من اشتهر بالتفسير من غيرهم فإنما كان عنهم يأخذ و بهم يقتدي، و هذا ما يشهد به كبار مؤرخي علم التفسير، (و إذا كان عبد اللّه بن عباس معدودا في الرعيل الأول ممن عاصر الإمام علي رضوان اللّه عليه، فإننا نعلم من ذلك أن التفسير بالأثر و الحديث النبوي من العلوم التي تفرّد بها البيت النبوي و عرف بها الأئمة قبل غيرهم، و اختص بها ابن عباس بتوجيه منهم) «1» .
و كيف لا يكون أهل البيت (ع) هم مصدر هذا العلم و منهله و هم عدل القرآن و شركاؤه في تحمل أعباء الرسالة و إسعاد البشرية كما يقول الصادق الأمين (ص) (تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي، الثقلين و أحدهما أكبر من الآخر كتاب اللّه حبل ممدود من السماء الى الأرض، و عترتي أهل بيتي و إنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض) «2» .
(1) الدكتور حامد حفني داود في مقدمته لتفسير شبر، طبع القاهرة.
(2) تفسير البرهان عن مسند احمد بن حنبل بسنده عن أبي سعيد الخدري و حديث الثقلين هذا من الشهرة بما لا يحتاج إلى مزيد بيان.
مختصر مجمع البيان، ج1، ص: 10
و في نص آخر للحديث قوله (ص) (فإنّه قد نبأني اللطيف الخبير أن لا يفترقا حتى يأتياني، و سألت اللّه لهما ذلك فأعطانيه، فلا تسبقوهم فتهلكوا، و لا تعلّموهم فهم أعلم منكم).
و عبر السنين الطويلة من عمر الإسلام المبارك كانت أعناق المسلمين تشرإب نحو القرآن الكريم و تتطلع نحو تفسيره، و تتحلق حول اهل البيت (ع) طمعا في فهم اسرار كتاب اللّه العظيم و معرفة أحكامه، و شاع عنهم (ع) الكثير من التفاسير، و ملئت الكتب بما حدثوه في تفسير القرآن.
و اشتهر في ميدان التفسير كتب موسعة و مختصرة تعكس رأي أهل البيت (ع) في التفسير و علوم القرآن كان من أشهرها كتاب (مجمع البيان في تفسير القرآن) لمؤلفه: الشيخ أبي علي الفضل بن الحسن الطبرسي، من أكابر علماء الشيعة الإمامية في القرن السادس الهجري «1» ، و قد وفق هذا التفسير أيما توفيق، و تلاقفته الأيدي، و احتضنه الفقهاء و الخطباء و الأدباء، و عامة المسلمين، و تكررت طبعاته عشرات السنين.
و ضمن يقظة المسلمين الفكرية، و رجوعهم الواضح نحو دينهم الإسلامي الحنيف، و كتابهم القرآن الكريم، و رغبتهم في معايشة القرآن و مسايرته في كافة أطوار حياتهم، و لمختلف طبقاتهم، برزت في الميدان استغاثات و تطلعات نحو
(1) الطبرسي: الفقيه، النبيه، الثقة الوجيه، العالم الكامل، المفسر العظيم الشأن صاحب كتاب مجمع البيان، الذي قال في حقه الشيخ الشهيد (رح): هو كتاب لم يعمل مثله في التفسير.
و له الوسيط، و الوجيز، و الجوامع، و اعلام الورى و غيرها. و كان من أجلاء الطائفة الإمامية، انتقل من المشهد الرضوي (ع) الى سبزوار سنة 523 ه، و توفي في سبزوار سنة 548 ه و حمل نعشه إلى المشهد الرضوي، و دفن في مغتسل الرضا (ع) و قبره مزار معلوم.
و هو غير الطبرسي أبي منصور احمد بن أبي طالب الطبرسي صاحب كتاب الاحتجاج.