کتابخانه تفاسیر
المنتخب من تفسير التبيان، ج1، ص: 3
الجزء الأول
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
[مقدمة التحقيق]
حياة المؤلف
اسمه و نسبه:
هو أبو عبد اللّه محمد بن منصور بن أحمد بن إدريس بن الحسين بن القاسم ابن عيسى العجلي الحلي. قال المحقق الافندي في تعاليق أمل الأمل المطبوع هامش الرياض [5/ 31]: الشيخ شمس الدين محمد بن منصور بن إدريس العجلي كما في بعض الإجازات، و رأيت في بعض المواضع نسبه منقولا من خطه على آخر كتاب المصباح للشيخ الطوسي هكذا: محمد بن منصور بن أحمد بن إدريس ابن الحسين بن القاسم بن عيسى العجلي انتهى. و لقبه كما في أكثر التراجم هو أبو عبد اللّه.
و أم امه بنت المسعود و رام كانت فاضلة صالحة، و امه بنت الشيخ الطوسي قدس سره و أخت أبي علي الطوسي، كذا يستفاد من اللؤلؤ و الروضات، و ان استبعد هذا الانتساب في الروضات، فان ذلك يكاد يلحق بالمحال في العادة، فان وفاة الشيخ الطوسي رحمه اللّه في سنة (460 ه) و ولادة ابن إدريس كما ذكروها سنة (543 ه) فبين الوفاة و الولادة ثلاث و ثمانون سنة، و لو كانت ام إدريس في وقت اجازة والدها لها في حدود سبع عشرة سنة مثلا، لكانت بنت الشيخ الطوسي
المنتخب من تفسير التبيان، ج1، ص: 4
ولدت ابن إدريس و هي في سن مائة سنة تقريبا، و هذا من الخوارق بل المحالات.
و لهذا تعقب شيخنا المحقق الطهراني فيما كتبه في حياة الشيخ كلام استاذه النوري قائلا: ان هذه النسبة غير صحيحة، فليس الشيخ الطوسي الجد الامي بغير واسطة لابن إدريس الحلي.
الاطراء عليه:
قال ابن داود في رجاله [ص 269]: كان شيخ الفقهاء بالحلة، متقنا في العلوم كثير التصانيف.
و قال الشهيد الاول في أجازته للشيخ شمس الدين المطبوع في البحار [104/ 197]: الامام العلامة شيخ العلماء حبر- رئيس خ- المذهب.
و قال المحقق الثاني في أجازته للقاضي صفي الدين على ما في المستدرك [3/ 481]: الشيخ السعيد المحقق حبر العلماء و الفقهاء، فخر الملة و الحق و الدين.
و قال المحقق الكركي في أجازته للشيخ حسين العاملي المطبوع في البحار [105/ 56]: الامام الفاضل الأوحد الكامل الجامع بين شتات العلوم الشيخ الفقيه حبر المذهب. و قال في أجازته للقاضي صفي الدين: الشيخ السعيد المتبحر.
و قال الشهيد الثاني في أجازته الكبيرة المعروفة: الشيخ الامام العلامة المحقق فخر الدين.
و قال المولى المقدس محمد تقي المجلسي في أجازته لميرزا ابراهيم المطبوع في البحار [107/ 69]: الشيخ الأجل العلامة المحقق المدقق.
و قال الشيخ أحمد بن نعمة اللّه العاملي في أجازته للمولى عبد اللّه التستري في وصف ابن إدريس على ما في الرياض [5/ 32]: الشيخ الأجل الأوحد المحقق المنقب شمس الدين.
المنتخب من تفسير التبيان، ج1، ص: 5
و قال العلامة المجلسي في البحار [1/ 16]: الشيخ الفاضل الثقة العلامة.
و قال المحقق الآغا حسين الخوانساري في أجازته لتلميذه الأمير ذو الفقار المطبوع في البحار [107/ 89]: الشيخ المحقق المدقق فخر الدين.
و قال الشيخ البحراني في اللؤلؤ [ص 276]: و كان هذا الشيخ فقيها أصوليا بحتا و مجتهدا صرفا، و هو أول من فتح باب الطعن على الشيخ، و الا فكل من كان في عصر الشيخ أو من بعده انما كان يحذو حذوه غالبا الى أن انتهت النوبة اليه.
و قال المحقق التستري في المقابس [ص 11]: الفاضل الكامل المحقق المدقق عين الأعيان و نادرة الزمان فخر الدين.
و قال المحقق الخوانساري في الروضات [6/ 274]: الحبر الكامل المحقق العلامة فخر الملة و الدين.
و قال المحدث النوري في خاتمه المستدرك [3/ 481]: الشيخ الفقيه و المحقق النبيه أذعن بعلو مقامه في العلم و الفهم و التحقيق و الفقاهة أعاظم العلماء في إجازاتهم و تراجمهم.
و قال المحدث القمي في الكنى و الألقاب [1/ 201]: فاضل فقيه و محقق نبيه فخر الاجلة و شيخ فقهاء الحلة.
و قال في الفوائد الرضوية [ص 385]: شيخ فقيه و محقق نبيه فخر العلماء و المحققين و حبر الفقهاء و المدققين فخر الاجلة و شيخ فقهاء الحلة، أذعن العلماء المتأخرون بفضله و علمه و فهمه و تحقيقه.
و قال السيد الأمين في الأعيان [9/ 120]: كان من فضلاء فقهاء الشيعة و العارفين بأصول الشريعة.
و قال الشهيد التستري في المجالس [1/ 569]: الشيخ العالم المدقق فخر الدين ... در اشتعال فهم و بلند پروازي از فخر الدين رازي پيش، و در علم فقه
المنتخب من تفسير التبيان، ج1، ص: 6
و نكته طرازى از محمد بن إدريس شافعي در پيش، كتاب سرائر كه از جمله مصنفات او است در دقت فهم و كثرت او دليلى ظاهر و برهاني باهر است.
و قد أطراه جماعة من أعلام أهل السنة، قال ابن حجر العسقلاني في لسان الميزان [5/ 65]: ابن إدريس فقيه الشيعة و عالمهم له تصانيف في فقه الامامية و لم يكن للشيعة مثله.
و راجع تهذيب التهذيب 9/ 31 و الوافي بالوفيات 2/ 183 و سير أعلام النبلاء 21/ 332 و معجم الألقاب 4/ 308.
ثم ان جماعة من الاصحاب قد طعنوا فيه، قال الشيخ منتجب الدين في الفهرست [ص 113]: و قال شيخنا سديد الدين محمود الحمصي رفع اللّه درجته:
هو مخلط لا يعتمد على تصنيفه. و المحقق و العلامة بعده أكثرا من الرد عليه و الطعن فيه و في أقواله، و التشنيع عليه غاية التشنيع، و ابن داود بعد ما مدحه بما تقدم قال: لكنه أعرض عن أخبار أهل البيت عليهم السّلام بالكلية. و غيرهم ممن طعن فيه.
أقول: لا ريب أنه ناضل في سبيل فتح باب الاجتهاد، و ناقش آراء جده الشيخ الطوسي قدس سره، و هو أول من أعلن مخالفة قدماء الاصحاب و قال بكون أصول أخبار الطائفة جلها آحاد، و مع ذلك لم يجوز العمل بالظن. قال في منتهى المقال [ص 260] بعد ما نقل كلام ابن داود في قوله لكنه أعرض عن أخبار أهل البيت عليهم السّلام بالكلية قال: و لا يخفى ما فيه من الجزاف، و عدم سلوك سبيل الانصاف، فان الطعن في هذا الفاضل الجليل سيما و الاعتذار بهذا التعليل فيه ما فيه.
أما أولا: فلان عمله بأكثر كثير من الاخبار مما لا يقبل الاستتار، سيما ما استطرفه في أواخر السرائر من أصول القدماء رضوان اللّه عليهم.