کتابخانه تفاسیر
زبدة التفاسير
الجزء الأول
مقدمة مؤلف
(2) سورة البقرة
(3) سورة آل عمران
الجزء الثاني
(4) سورة النساء
(5) سورة المائدة
(6) سورة الأنعام
(7) سورة الأعراف
الجزء الثالث
(8) سورة الأنفال
(9) سورة التوبة
(10) سورة يونس
(11) سورة هود
(12) سورة يوسف
(13) سورة الرعد
(14) سورة إبراهيم
(15) سورة الحجر
(16) سورة النحل
الجزء الرابع
(17) سورة الإسراء
(18) سورة الكهف
(19) سورة مريم
(20) سورة طه
(21) سورة الأنبياء
(22) سورة الحج
(23) سورة المؤمنون
(24) سورة النور
(25) سورة الفرقان
الجزء الخامس
(26) سورة الشعراء
(27) سورة النمل
(28) سورة القصص
(29) سورة العنكبوت
(30) سورة الروم
(31) سورة لقمان
(33) سورة الأحزاب
(34) سورة سبأ
(35) سورة فاطر
(36) سورة يس
(37) سورة الصافات
الجزء السادس
(38) سورة ص
(39) سورة الزمر
(40) سورة المؤمن
(41) سورة حم السجدة«فصلت»
(42) سورة حم عسق
(43) سورة الزخرف
(46) سورة الأحقاف
(56) سورة الواقعة
الجزء السابع
زبدة التفاسير، ج1، ص: 27
أبدعه في العالم، و لذلك سوّى بين النظر فيهما و قال: وَ فِي أَنْفُسِكُمْ أَ فَلا تُبْصِرُونَ «1» . و فيه دليل على أنّ الممكنات كما هي مفتقرة إلى المحدث حال حدوثها فهي مفتقرة إلى المبقي حال بقائها.
و وجه إيثار هذه الصفة بين صفات اللّه تعالى بعد الحمد: أنّ العارف لمّا رأى نعم اللّه تعالى على غيره واضحة، كما شاهد آثارها على نفسه لائحة، عرف أنّه ربّ الخلائق أجمعين، فينبغي أن يقول بعد ذلك: ربّ العالمين، و لمّا رأى شمول فضله للمربوبين، و عموم رزقه للمرزوقين، فبالحريّ أن يقول بعده: الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ .
و قد مضى تفسيرهما.
قال الرمّاني «2» : إنّه سبحانه ذكر في البسملة العبوديّة فوصل ذلك للتنبيه بذكر النعم الّتي يستحقّ بها العبادة، و هاهنا ذكر الحمد فوصله بذكر ما يستحقّ الحمد من النعم، فليس فيه تكرار.
و اعلم أنّ العارف إذا رأى بعض العباد حامدا شكورا، و بعضهم كنودا كفورا، علم أن وراءهم يوما يثاب فيه الشكور و يعاقب فيه الكفور، فلزمه أن يقول بعد هذه الأوصاف الجميلة و النعوت الجليلة: مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ . قرأه عاصم و الكسائي و يعقوب، و يعضده قوله عزّ و جلّ: يَوْمَ لا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئاً «3» . و قرأ الباقون:
«ملك»، لقوله تعالى: لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ «4» ، و لقوله: مَلِكِ النَّاسِ «5» ، و لما فيه من التعظيم.
(1) الذاريات: 21.
(2) حكاه عنه الطبرسي في مجمع البيان 1: 23.
(3) الانفطار: 19.
(4) غافر: 16.
(5) الناس: 2.
زبدة التفاسير، ج1، ص: 28
و المالك هو المتصرّف في الأعيان المملوكة كيف شاء، و اشتقاقه من الملك.
و الملك هو المتصرّف بالأمر و النهي مشتقّ من الملك. و يوم الدين يوم الجزاء، و منه:
كما تدين تدان.
و أضاف اسم الفاعل إلى الظرف إجراء له مجرى المفعول به على الاتّساع، كقولهم: يا سارق الليلة أهل الدار، تقديره: يا سارق متاع أهل الدار في الليل.
و معناه: مالك الأمور يوم الدين، على طريقة جعل المتوقّع الّذي لا بدّ من وقوعه بمنزلة الواقع، و مثل ذلك قوله تعالى: وَ نادى أَصْحابُ الْجَنَّةِ «1» . أو: له الملك في هذا اليوم، على وجه الاستمرار. و على التقديرين تكون الإضافة حقيقيّة معدّة لوقوعه صفة للمعرفة، و إنّما تكون غير حقيقيّة إذا أريد باسم الفاعل الحال أو الاستقبال، فكان في تقدير الانفصال، كقولك: زيد مالك الساعة أو غدا، و لمّا كان هاهنا بمعنى الماضي أو الاستمرار فكانت إضافة حقيقيّة تصلح أن تكون وصفا للمعرفة.
و قيل: الدين: الشريعة. و قيل: الطاعة. و المعنى: يوم جزاء الدين. و تخصيص اليوم بالإضافة إمّا لتعظيمه، أو لتفرّده تعالى بنفوذ الأمر فيه.
و هذه الأوصاف- الّتي هي كونه سبحانه ربّا مالكا للعالمين، لا يخرج منهم شيء من ملكوتيّته و ربوبيّته، و كونه منعما بالنعم المتواترة الباطنة و الظاهرة، و كونه مالكا للأمر كلّه في الدار الآخرة، بعد الدلالة على اختصاص الحمد في قوله:
الْحَمْدُ لِلَّهِ - فيها دلالة باهرة على أنّ من كانت هذه صفاته لم يكن أحد أحقّ منه بالحمد و الثناء، بل لا يستحقّه على الحقيقة سواه، فإن ترتّب الحكم على الوصف يشعر بعلّيته له. و إذا وصل العارف الطالب إلى هذا المقام علم أنّ له خالقا و رازقا رحيما، يحيي و يميت، و يبدئ و يعيد، و هو الحيّ الّذي لا يشبهه شيء، و الإله الّذي
(1) الأعراف: 44.
زبدة التفاسير، ج1، ص: 29
لا يستحقّ العبادة سواه.
و لمّا صار الموصوف بهذا الوصف كالمدرك بالعيان، و المشاهد بالبرهان، فكأنّ المعلوم المميّز بتلك الصفات العظام صار عيانا، و المعقول مشاهدا، و الغيبة حضورا، فقال: يا من هذا شأنه و هذه صفاته إِيَّاكَ نَعْبُدُ أي: نخصّك بالعبادة في كلّ الحالات وَ إِيَّاكَ نَسْتَعِينُ و نخصّك بطلب المعونة في جميع المهمّات. فتقديم المفعول إنّما هو لقصد الاختصاص، و لهذا قال ابن عبّاس: معناه: نعبدك و لا نعبد غيرك.
و اعلم أنّ «إيّا» ضمير منفصل للمنصوب، و الكاف و الهاء و الياء اللاحقة به في «إيّاك» و «إيّاه» و «إيّاي» لبيان الخطاب و الغيبة و التكلّم، و لا محلّ لها من الإعراب، كالتّاء في «أنت» و الكاف في «أ رأيتك»، إذ هي حروف عند المحقّقين، و ليست بأسماء مضمرة كما قاله بعضهم. و من عادة العرب التفنّن في الكلام، و العدول من أسلوب إلى آخر تنشيطا للسامع، فإنّ لكلّ جديد لذّة، و يسمّى هذا التفاتا. و هو قد يكون من الخطاب إلى الغيبة، و من الغيبة إلى الخطاب، و من الغيبة إلى التكلّم، كقوله تعالى: حَتَّى إِذا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَ جَرَيْنَ بِهِمْ «1» ، و قوله: وَ اللَّهُ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّياحَ فَتُثِيرُ سَحاباً فَسُقْناهُ «2» . و الفائدة المختصّة به في هذا الموضع قد ذكرت آنفا.
و العبادة أقصى غاية الخضوع و التذلّل، و منه: طريق معبّد أي: مذلّل، و لهذا لا تحسن إلّا للّه سبحانه الّذي هو مولى أعظم النعم.
و قدّمت العبادة على الاستعانة ليتوافق رؤوس الآي، و ليعلم منه أنّ تقديم الوسيلة على طلب الحاجة أدعى إلى الإجابة.
و الضمير المستكنّ في الفعلين للقارىء و من معه من الحفظة و حاضري
(1) يونس: 22.
(2) فاطر: 9.
زبدة التفاسير، ج1، ص: 30
الجماعة، أو له و لسائر الموحّدين، فأدرج عبادته في تضاعيف عبادتهم، و خلط حاجته بحاجتهم لعلّها تقبل ببركتها و يجاب إليها، و لهذا شرعت الجماعة. و كرّر الضمير للتنصيص على أنّه المستعان لا غير.
و أطلقت الاستعانة ليتناول كلّ مستعان فيه. و الأحسن أن يراد الاستعانة به و بتوفيقه على أداء العبادة، لتلاؤم الكلام و أخذ بعضه بحجزة بعض، فيكون قوله:
اهْدِنَا بيانا للمطلوب من المعونة، كأنّه قيل: كيف أعينكم؟ فقالوا: اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ . و على الأوّل يكون هذا إفرادا لما هو المقصود الأعظم.
و الهداية دلالة بلطف، و لذلك يستعمل في الخير، و قوله تعالى: فَاهْدُوهُمْ إِلى صِراطِ الْجَحِيمِ «1» على التهكّم و الاستهزاء. و أصلها أن يتعدّى باللام أو ب «إلى»، كقوله: يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ «2» وَ إِنَّكَ لَتَهْدِي إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ «3» فعومل معاملة اختار في قوله: وَ اخْتارَ مُوسى قَوْمَهُ سَبْعِينَ «4» .
و السراط- بالسين- الجادّة، من: سرط الشيء إذا ابتلعه، لأنّه يسترط المارّة إذا سلكوه، و بالصاد من قلب السين صادا لأجل الطاء، و هي اللغة الفصحى. و قرأ قنبل عن ابن كثير و رويس عن يعقوب بالسين، و حمزة بالإشمام، و الباقون بالصاد.
و الصراط المستقيم هو الدين الحقّ الّذي لا يقبل اللّه عن العباد غيره. و إنّما سمّي الدين صراطا لأنّه يؤدّي لمن يسلكه إلى الجنّة، كما أنّ الصراط يؤدّي لمن يسلكه إلى مقصده. و المعنى المراد من اهْدِنَا : زدنا هدى بمنح الألطاف، كقوله تعالى:
وَ الَّذِينَ اهْتَدَوْا زادَهُمْ هُدىً «5» . و رووا عن أمير المؤمنين أنّ معناه: ثبّتنا.
(1) الصافّات: 23.
(2) الإسراء: 9.
(3) الشورى: 52.
(4) الأعراف: 155.
(5) محمد: 17.
زبدة التفاسير، ج1، ص: 31
و هداية اللّه تنوّع أنواعا لا تحصى، لكنّها تنحصر في أجناس مترتّبة.
الأوّل: إفاضة القوى الّتي بها يتمكّن العبد من الاهتداء إلى مصالحه، كالقوّة العقليّة، و الحواسّ الباطنة، و المشاعر الظاهرة.
و الثاني: نصب الدلائل الفارقة بين الحقّ و الباطل، و الصلاح و الفساد، و إليه أشار بقوله: وَ هَدَيْناهُ النَّجْدَيْنِ «1» ، و قوله: فَهَدَيْناهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمى عَلَى الْهُدى «2» .
و الثالث: الهداية بإرسال الرسل، و إنزال الكتب، و عناه بقوله: وَ جَعَلْناهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنا «3» ، و قوله: إِنَّ هذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ «4» .
و الرابع: أن يكشف على قلوبهم السرائر، و يريهم الأشياء كما هي بالوحي أو الإلهام و المنامات الصادقة، و هذا مختصّ بالأنبياء و الأولياء، و إليه أشار بقوله:
أُولئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُداهُمُ اقْتَدِهْ «5» ، و بقوله: وَ الَّذِينَ جاهَدُوا فِينا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنا «6» .
ثمّ أراد أن يبيّن سبحانه أنّ الصراط المستقيم هو طريق المؤمنين فقال على سبيل البدليّة: صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ و هو في حكم تكرير العامل، فكأنّه قال: اهدنا صراط الّذين أنعمت عليهم. و فائدة هذا البدل التوكيد، لما فيه من التثنية و التكرير، و الإشعار بأنّ الصراط المستقيم بيانه و تفسيره: صراط من خصّهم اللّه بعصمته، و أمدّهم بخواصّ نعمته، و احتجّ بهم على بريّته من الأنبياء و الأولياء
(1) البلد: 10.
(2) فصّلت: 17.
(3) الأنبياء: 73.
(4) الإسراء: 9.
(5) الأنعام: 90.
(6) العنكبوت: 69.
زبدة التفاسير، ج1، ص: 32
و الصدّيقين و الشهداء و الصالحين، و هم الّذين ذكرهم اللّه تعالى في قوله: وَ مَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَ الرَّسُولَ فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَ الصِّدِّيقِينَ وَ الشُّهَداءِ وَ الصَّالِحِينَ «1» فيكون ذلك شهادة لصراطهم بالاستقامة على آكد الوجوه، كما تقول: هل أدلّك على أكرم الناس فلان؟ فيكون ذلك أبلغ في وصفه بالكرم من قولك: هل أدلّك على فلان الأكرم؟ لأنّك بيّنت كرمه مجملا أوّلا، و مفصّلا ثانيا، و أوقعت فلانا تفسيرا للأكرم فجعلته علما في الكرم، فكأنّك قلت: من أراد رجلا جامعا للكرم فعليه بفلان، فهو المعيّن لذلك لا غير.
و أطلق الإنعام ليشمل كلّ إنعام. و الإنعام: إيصال النعمة، و هي في الأصل الحالة الّتي يستلذّها الإنسان، فأطلقت لما يستلذّه من النعمة.
و قرأ حمزة «عليهم» بضمّ الهاء و إسكان الميم، نظرا إلى أصله المفرد و هو «هم». و كذلك: لديهم، و إليهم. و قرأ يعقوب بضمّ كلّ هاء قبلها ياء ساكنة، في التثنية و الجمع المذكّر و المؤنّث، نحو: عليهما، و فيهما، و عليهم، و فيهم، و عليهنّ، و فيهنّ. و قرأ الباقون «عليهم» و أخواتها بالكسر أمنا من اللبس. و أهل الحجاز و صلوا الميم انضمّت الهاء قبلها أو انكسرت.
و نعم اللّه- و إن كانت لا تحصى، كما قال تعالى: وَ إِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوها «2» - تنحصر في جنسين: دنيويّ، و أخرويّ.
و الأوّل قسمان: موهبي، و كسبي. و الموهبي قسمان: روحانيّ، كنفخ الروح فيه، و إشراقه بالعقل و ما يتبعه من القوى كالفهم و الفكر و النطق. و جسمانيّ، كتخليق البدن و القوى الحالّة فيه، و الهيئات العارضة له من الصحّة و كمال الأعضاء.
و الكسبيّ كتزكية النفس عن الرذائل، و تحليتها بالأخلاق الحسنة، و تزيين البدن بالهيئات المطبوعة، و حصول الجاه و المال.
(1) النساء: 69.
(2) النحل: 18.
زبدة التفاسير، ج1، ص: 33
و الثاني: أن يعفو ما فرط عنه، و يرضى عنه، و يبوّئه في أعلى علّيّين مع الملائكة المقرّبين أبد الآبدين.
و المراد هنا هو القسم الأخير و ما يكون وصلة إلى نيله، فإنّ ما عدا ذلك يشترك فيه المؤمن و الكافر.
و روي عن ابن عبّاس أنّ المراد من الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ هم الّذين كانوا أتباع موسى و عيسى و مطيعين لأوامرهما و نواهيهما. و يؤيّد ذلك قوله عزّ و جلّ بعد ذلك بدلا منه: غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ يعني: اليهود، لقوله تعالى: مَنْ لَعَنَهُ اللَّهُ وَ غَضِبَ عَلَيْهِ وَ جَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَ الْخَنازِيرَ «1» وَ لَا الضَّالِّينَ يعنى: النصارى، لقوله تعالى: قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ وَ أَضَلُّوا كَثِيراً « «2»» . و المعنى: أنّ المنعم عليهم هم الّذين سلموا من غضب اللّه و الضلال. و يحتمل أن يكون صفة له، و إن كان «غير» لا يقع صفة للمعرفة و لا يتعرّف بالإضافة إلى المعرفة، لأنّ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ لا تعيين فيه، كقوله:
... و لقد أمرّ على اللّئيم يسبّني ...
و لأنّ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ و الضَّالِّينَ خلاف المنعم عليهم، فليس في «غير» إذن الإبهام الّذي أبى له أن يتعرّف، فتعيّن تعيّن الحركة من غير السكون.
و المعنى: أنّهم جمعوا بين نعمة العصمة و بين السلامة من غضب اللّه و الضلالة. و قال الحسن: إنّ اللّه تعالى لم يبرئ اليهود عن الضلالة بإضافة الضلال إلى النصارى، و لم يبرئ النصارى عن الغضب بإضافة الغضب إلى اليهود، بل كلّ واحدة من الطائفتين مغضوب عليهم و ضالّون، إلّا أنّ اللّه يخصّ كلّ فريق بسمة يعرف بها و يميّز بينه و بين غيره بها و إن كانوا مشتركين في صفات كثيرة.
و قيل: المراد بالمغضوب عليهم و الضالّين جميع الكفّار، و إنّما ذكروا بالصفتين