کتابخانه تفاسیر
زهرة التفاسير، ج1، ص: 65
وَ خِيفَةً وَ دُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَ الْآصالِ وَ لا تَكُنْ مِنَ الْغافِلِينَ (205) [الأعراف] و إطلاق الاستعانة من غير متعلّق بذكر المستعان عليه من الأمور دال على أنه يستعين الله تعالى فى كل أمور حياته. و الاستعانة هى نوع من استصغار حاله بجوار عظمة الله تعالى، و افتقاره إليه تعالى، و أنه محتاج إليه دائما، و لا يركبه غرور الحياة و الضلال في أن يقرّ بنفسه الغرور، و هو استجابة و فهم لقوله تعالى: يا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَراءُ إِلَى اللَّهِ وَ اللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ (15) [فاطر].
و إن من أعلى أبواب الاستعانة، الاستعانة بالله تعالى على أداء الواجبات و القيام بفروض الله تعالى، فهو يستعين بالله تعالى على أداء واجب العبادة ليصل إلى درجة العبودية، و يكون ربانيا.
و تقديم إِيَّاكَ على نَعْبُدُ و نَسْتَعِينُ لتعظيم الله تعالى بذكره أولا، و لأن التقديم للاهتمام بالمعبود و المستعان؛ و للدلالة على أنه سبحانه و تعالى هو المختص بالعبادة وحده، و أنه لا يستعان بغيره، و فى ذلك كمال التوحيد و الخضوع له وحده سبحانه و تعالى، و لقد روى عن ابن عباس رضى الله عنهما أنه قال فى قوله تعالى: إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَ إِيَّاكَ نَسْتَعِينُ : معناه نعبدك و لا نعبد غيرك.
فتقديم إياك كما فى قوله تعالى: وَ إِيَّايَ فَارْهَبُونِ (40) [البقرة] و قوله سبحانه: وَ إِيَّايَ فَاتَّقُونِ (41) [البقرة] و تكرار إِيَّاكَ فى نَعْبُدُ و نَسْتَعِينُ ، لبيان التباين بينهما، و أن ذلك حق الله، و أن هذا طلب من العباد، و لتكرار النص على تخصيص ذلك بالله الواحد الأحد الفرد الصمد.
و أول الاستعانة طلب الهداية؛ و لذلك قال تعالى:
اهل
[سورة الفاتحة (1): آية 6]
اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ (6)
زهرة التفاسير، ج1، ص: 66
بعد أن ذكر دعاء العباد لربهم باختصاصه بالعبادة، طلب الاستعانة بالله تعالى فى كل شىء مرغوب فيه محمود غير مذموم، و ذكرت الاستعانة متجهة إلى الله تعالى من غير الباء، إذ هى تتعدى بها، فيقال استعان به، و تركت الباء للتوجه إلى الله تعالى من غير توسط، و لو كان توسطا لفظيّا بحرف الباء، و التوجه إلى الله وحده بحيث يواجه الذات العلية بإشراف النفس من غير رؤية و لا حسّ إلا أن يكون روحيا.
و قد ذكر أعلى مراتب الاستعانة، و هى التى لا تكون لأمور تتعلق بالرغبات الدنيوية و لو كانت فى حلال، بل أعلاها ما يتعلق بالنفس و هدايتها، فقال سبحانه على لسان المتقين:
اهْدِنَا و مجيء ذلك فى كتاب الله تعالى و بقوله الحكيم تعليم و تربية للنفس المؤمنة أن تكون استعانتها بالله تعالى تكون أولا بطلب الهداية من الله، و قوله تعالى على ألسنة عباده المتقين: اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ هو دعاء من العباد لربهم بأمره سبحانه، و ذلك تجلّ من الله العلى الأعلى بالإرشاد و التعليم فقوله تعالى: اهْدِنَا و الدعاء ذاته عبادة كما روينا عن رسول الله صلى اللّه عليه و سلم: «ليس شىء أكرم على الله تعالى من الدعاء» «1» .
دعاؤهم بطلب الهداية، و الهداية ذات مراتب يعلو بعضها فوق بعض ..
المرتبة الأولى: أن يملأ سبحانه و تعالى نفوسهم و قلوبهم بالحق يميلون نحوه، و يتجهون إليه، و أن يكونوا ممن كتبت عليهم التقوى، و أن تكون هدايتها إلى نجد الخير، و قد قال، و قوله الحق: وَ هَدَيْناهُ النَّجْدَيْنِ (10) [البلد] و قال سبحانه:
وَ نَفْسٍ وَ ما سَوَّاها (7) فَأَلْهَمَها فُجُورَها وَ تَقْواها (8) [الشمس]، و ذلك ليكونوا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه.
(1) أخرجه الترمذي: كتاب الدعوات- باب: ما جاء في فضل الدعاء (3370)، و ابن ماجه: كتاب الدعاء- باب: فضل الدعاء (3829)، و أحمد: كتاب باقي مسند المكثرين (8530) عن أبي هريرة رضي الله عنه.
زهرة التفاسير، ج1، ص: 67
و المرتبة الثانية: بعد أن تصغى قلوبهم إلى الحق و تنفتح بقوله و النظر فى بيناته و هى إقامة الدلائل على الحق ليتبعوه عن بينة، أو تنفتح نفوسهم و عقولهم لقبول ما تدل عليه آيات الكون و أدلة الحق و هى أماراته، بل بيناته من سماء ذات أبراج، و أرض ذات جبال كالأوتاد، و زروع و ثمار، ذات بهجة للناظرين، و أن يتدبروا فى ملكوت الله تعالى و خلقه فينظروا نظرة الإدراك و الاعتبار كما قال تعالى: أَ فَلا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ (17) وَ إِلَى السَّماءِ كَيْفَ رُفِعَتْ (18) وَ إِلَى الْجِبالِ كَيْفَ نُصِبَتْ (19) وَ إِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ (20) فَذَكِّرْ إِنَّما أَنْتَ مُذَكِّرٌ (21) لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ (22) إِلَّا مَنْ تَوَلَّى وَ كَفَرَ (23) فَيُعَذِّبُهُ اللَّهُ الْعَذابَ الْأَكْبَرَ (24) إِنَّ إِلَيْنا إِيابَهُمْ (25) ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنا حِسابَهُمْ (26) [الغاشية].
هذه هى المرتبة الثانية من الهداية: و هى أن يهديهم سبحانه إلى مواضع العبر و الاستدلال فى آياته الكبرى فى خلق السماء و الأرض و ما بينهما، و فى آياته الكونية، ما دقّ منها و ما جلّ، فهو خالق كل شيء.
أما المرتبة الثالثة: فهى إرسال الرسل هداة مبشرين و منذرين، وَ إِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلا فِيها نَذِيرٌ (24) [فاطر] و إن إرسال الرسل للهداية و الإرشاد، و تبليغ رسالته، إنما هو لكيلا يكون على الله حجة بعد الرسل، فهو بعد أن يخلق الخلق على الفطرة المستقيمة، و الاستعداد للعلم بالوجود، و ما فيه من أدلة على منشىء الوجود، ثم يؤيد العلم الفطرى بعلم كسبى و هو علم النبوة الذى يجيء به رسول مبين يدعو إلى الهدى بإذنه و يهدى إلى صراط مستقيم.
و المرتبة الرابعة: مرتبة الوحى و الكشف و تعليم الله تعالى لخلقه، و هو ما يكون للرسل الكرام دعاة الحق و الهداة إليه، فهداية الله تعالى بالوحى، أو إرسال رسول أو أن يكلمه الله تعالى من وراء شيء من خلقه، كما قال تعالى: وَ ما كانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْياً أَوْ مِنْ وَراءِ حِجابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا ... (51) [الشورى].
زهرة التفاسير، ج1، ص: 68
و هكذا هداية الله تعالى تبتدئ من هداية النفس و العقل إلى الحق و طلبه، ثم الإدراك للآيات البينات الدالة على واجب الوجود، ثم هداية الله تعالى بالرسل يرسلهم ليكونوا للعالمين نذيرا، ثم هداية الله تعالى بما يكون لرسله المصطفين الأخيار.
اهْدِنَا الصِّراطَ إن هدى تتعدى بإلى و باللام كقوله تعالى: وَ هُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ وَ هُدُوا إِلى صِراطِ الْحَمِيدِ (24) [الحج] و كقوله تعالى: وَ إِنَّكَ لَتَهْدِي إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ (52) [الشورى]، و قوله تعالى: هُدىً لِلْمُتَّقِينَ (2) [البقرة] و قوله تعالى: إِنَّ هذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ ... (9) [الإسراء].
و لكن هنا لم يتعلّق قوله تعالى: اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ ب «اللام» و لا ب «إلى»، و لذلك حكمة بيانية، و ذلك أنها تضمنت معنى الهداية باختيار خير عاقبة، فتضمنت الهداية معنى الاختيار، و يكون المعنى اهدنا مختارا لنا فى هدايتك الصراط المستقيم. و «اختار» تتعدى بنفسها من غير أداة جر كما قال: وَ اخْتارَ مُوسى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلًا [الأعراف]
و الصراط معناه الطريق الجدد أو الجادة، و قالوا إنه «السراط» بالسين، و بذلك قرئت فى بعض القراءات المتواترة، و قالوا: إن الأصل فى السراط الاستراط بمعنى الابتلاع، كأن الطريق يبتلع من يسلكه لا تساعه، و أنه جادة متسعة، لا يبين سالكها، و قد وصف بأنه المستقيم لأن المستقيم أقرب خط بين نقطتين، فهو أقرب موصل للغاية المرجوة.
و المعنى على هذا: اختر لنا يا رب العالمين أقرب طريق متسع يوصل إلى ما يرضيك، و هو غايتنا، و مطمعنا و رجاؤنا، و الصراط المستقيم هو طريق الله الذى أمر
زهرة التفاسير، ج1، ص: 69
باتباعه، فقد قال تعالى: وَ أَنَّ هذا صِراطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَ لا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ... (153) [الأنعام] فهم يطلبون أن يهديهم الله تعالى إلى هذا الطريق المستقيم و هو صراط الذين أنعمت عليهم من عبادك الصالحين.
اهل
[سورة الفاتحة (1): آية 7]
صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَ لا الضَّالِّينَ (7)
هذا بيان للصراط المستقيم، أى المستوى الذى لا اعوجاج فيه، و هو معبّد لا يقف السائر فيه بعثرة يعثرها و لا بحجارة تدعثره، فإعراب (صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ) بدل من الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ ، يعمل فيها عامله اهْدِنَا فمعنى النص الكريم اهدنا طريق الذين أنعمت عليهم.
و أصل النعمة ما يستلذه الإنسان أو يستطيبه، ولكنها هنا تفسر بأنها المنفعة التى تدوم، و يستطيبها القلب، سواء أكانت عاجلة أم آجلة، و سواء أ كانت دنيوية أم كانت أخروية، و سواء أكانت مادية أم كانت روحية، و إن نعم الله تعالى على عباده لا يحصيها العدّ و لا يحيط بها الحصر، كما قال تعالى: وَ إِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لا تُحْصُوها ... (34) [إبراهيم] فهناك نعمة الخلق الإنسانى القويم و التكوين الجسمى السليم الذى يوجد أحيانا الغرور عند غير المؤمنين، كما قال الله تعالى: يا أَيُّهَا الْإِنْسانُ ما غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ (6) الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ (7) فِي أَيِّ صُورَةٍ ما شاءَ رَكَّبَكَ (8) [الانفطار].
و من النعم أن يمكّنه من زخارف الحياة من لباس حسن يلبسه، و زخرفة باهرة يزخرف بها مسكنه، و طيب رائحة يطيب بها نفسه، و يقبل بها على جمعه، فهذه نعم ظاهرة و باطنة، فإن آمن بالنعم و شكر له، فإنها نعمة، و إن غره الغرور، و فاخر بها، و استطال على الناس فإنها عند الله النقمة.
زهرة التفاسير، ج1، ص: 70
و من النعم أن يحس بإشراق النفس و إخلاص القلب، و الاتجاه إلى الله تعالى، و أن يكون مستقيم الفكر، نير المدارك، و لا يضل، بل يهتدى بما أنعم، و من النعم نعمة الإخلاص فى القول و الصدق فيه، و أن يعمل العمل، لا يعمله إلا لله، و أن يراقب الله فى سره و جهره و عمله، حتى يصدق عليه قول النبى صلى اللّه عليه و سلم: «لا يؤمن أحدكم حتى يحب الشيء لا يحبه إلا لله» «1» .
إذا كان المؤمن كذلك يكون ممن هداه اللّه إلى صراط الذين أنعم عليهم، كما قال تعالى: وَ مَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَ الرَّسُولَ فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَ الصِّدِّيقِينَ وَ الشُّهَداءِ وَ الصَّالِحِينَ وَ حَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً (69) [النساء].
غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَ لَا الضَّالِّينَ المغضوب عليهم هم الذين ينزل عليهم غضب الله، و وراء غضبه عذابه إلا أن يتغمدهم الله برحمته فيتوبوا، و التوبة تجبّ ما قبلها، و بذلك لا يكونون من المغضوب عليهم، بل ينخلعون منهم، و إنما الأعمال بخواتيمها، و إنما المغضوب عليهم هم من انتهوا إلى ألا يتوبوا، و ألا ينتهوا عما يوجب غضب الله تعالى.
و الذين ينطبق عليهم غضب الله تعالى لدوام شرهم، و بقاء فسادهم حتى يلقوا ربهم، و هم على هذه الحال- الكافرون سواء أكانوا و ثنيين، و كثير ما هم فى الماضى و الحاضر، أم كانوا من الذين أوتوا الكتاب كاليهود- لعنهم الله- و نصارى بولس الذين يعبدون المسيح، و هو بريء منهم، هؤلاء هم المغضوب عليهم و لا ريب فى نزول غضب الله تعالى بهم إلى يوم القيامة غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ ... (14) [المجادلة].
و الضالون قال بعض العلماء إنهم النصارى لقوله تعالى: قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ وَ أَضَلُّوا كَثِيراً وَ ضَلُّوا عَنْ سَواءِ السَّبِيلِ (77) [المائدة] و إنه لينطبق عليهم بلا ريب
(1) أخرجه البخاري بنحوه، كتاب الأدب- باب: الحب في الله (6041).
زهرة التفاسير، ج1، ص: 71
وصف الضالين؛ لأنهم عند تخلّيهم عن مبادئ المسيح أضلهم بولس و أشباهه، فضلوا، ثم أضلوا غيرهم من بعدهم، و كفروا بما جاء به المسيح، و ضلوا ضلالا بعيدا، و كفروا، و لا يزالون يتيهون فى أوهامهم، كما توهموا و أوهموا فيما سموه رؤية العذراء، و كذبوا و افتروا، و حاولوا الإضلال كثيرا.
و مع انطباق الضلال و التضليل عليهم أولى بهم ثم أولى أن يكونوا ممن غضب الله تعالى عليهم، فغضب الله تعالى يحيط بهم من كل جانب؛ و لذلك نرى أن يدخلوا فيمن غضب الله تعالى عليه، و يصح أن نقول: إن فيهم الأمرين، فهم مغضوب عليهم و هم يضلّون، و يضلّون كثيرا إلى اليوم كما رأيت فى أمر العذراء.
و الضالون كما تدل الآية الكريمة هم الذين فى حيرة من أمر اعتقادهم، لا يهتدون إلى عقيدة يطمئنون إليها و يستقرون عليها، و ليسوا مع هؤلاء و لا هؤلاء ..
و لقد قيل إنهم المنافقون الذين ينطبق عليهم ذلك الوصف، و تلك الحال المضطربة.
و لقد يكون ذلك من ناحية حالهم قريبا فى ذاته؛ لأن النبى صلى اللّه عليه و سلم وصفهم بالاضطراب و الحيرة، فقال صلى اللّه عليه و سلم: «مثل المنافق كمثل الشّاة العائرة بين غنمين، إلى أيّهما تذهب» «1» ، فالمنافق ضال حائر، لا يستقر على قرار، و لا يطمئن إلى إيمان أو كفر، و المنافقون كما وصفهم الله سبحانه و تعالى بقوله: مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذلِكَ لا إِلى هؤُلاءِ وَ لا إِلى هؤُلاءِ ... (143) [النساء].
و هم أيضا موضع غضب الله تعالى؛ لأنهم كفار كإخوانهم المغضوب عليهم، ولكنهم اختصوا بأنهم ليس لهم اعتقاد، فالمشركون لهم اعتقاد باطل، و كذلك النصارى و اليهود يعتقدون اعتقادا باطلا ليس لهم سلطان و لا حجة فى اعتقادهم.