کتابخانه تفاسیر
زهرة التفاسير، ج3، ص: 1302
و قد بين سبحانه و تعالى أن الإخلاص للّه سبحانه و الإذعان المطلق هو لب الأديان كلها و روحها، و هو دين اللّه الحق، و لذا قال سبحانه:
وَ مَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ الإسلام هنا هو الإسلام فى قوله تعالى: إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلامُ ... (19) [آل عمران] فهو الإيمان باللّه تعالى وحده، و إذعان العقل و النفس و القلب للّه سبحانه و تعالى، فهو التوحيد، و الانقياد، و الإذعان، و الإخلاص لذات اللّه، بحيث يحب الشىء لا يحبه إلا للّه. و كأن المعنى: من يطلب غير الإخلاص دينا للّه تعالى فلن يقبل منه؛ لأن عدم الإخلاص للّه تعالى إشراك للهوى و مآرب الدنيا فى الاتجاه إليه سبحانه، و ذلك نوع من الشرك الخفى، و لذا أكد سبحانه و تعالى ذلك بقوله: فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ أى أنه ليس من شأنه أن يقبل غير الإخلاص إذ إن اللّه سبحانه و تعالى لا يقبل من عباده إلا ما كان خالصا له مجردا من كل هوى من أهواء الدنيا، و من كان عنده ذلك الإخلاص الحق هو الذى قال سبحانه و تعالى فى مثله: إِنَّ الَّذِينَ قالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلَّا تَخافُوا وَ لا تَحْزَنُوا وَ أَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ (30) [فصلت].
و إن اللّه تعالى إذا كان لا يقبل ذلك النوع من التدين، و هو الذى خلا من الإخلاص، فإن صاحبه يكون يوم القيامة من الخاسرين، و لذا قال سبحانه: وَ هُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخاسِرِينَ أى أن الخسران يوم القيامة يكون شأنه، إذ خسر رضوانه تعالى، و خسر النعيم المقيم، و خسر رحمة اللّه، فألقى به فى الجحيم.
اللهم هب لنا الإخلاص، و أنر به بصائرنا، و امنحنا قبولك و رضاك يا أرحم الراحمين.
زهرة التفاسير، ج3، ص: 1303
[سورة آلعمران (3): الآيات 86 الى 89]
إن للّه سبحانه و تعالى سننا محكمة فى خلقه، و كما أن الكون يجرى على قوانين ثابتة لا تقبل التخلف إلا إذا أراد اللّه سبحانه و تعالى، كذلك هناك سنن فى النفوس لا تقبل التخلف إلا أن يشاء ربك، و من سننه تعالى فى النفوس أنه لا يهدى إلا من طلب الحق مخلصا فى طلبه، لا يرين على بصيرته هوى يظلمها، و لا يعوق طريق الهداية عرض أو عصبية، و إذا كان اللّه يهدى الضال عن جهالة، فإنه لا يهدى من يضل عن بينة؛ لأنه أركس نفسه فى الشر، و سد ينابيع الخير فى قلبه، و سد مطالع النور فلا تصل إليه؛ تلك سنة اللّه فى خلقه و لن تجد لسنة اللّه تبديلا. و إن أولئك اليهود أضلهم اللّه على علم، فهم آمنوا باللّه تعالى ثم كفروا به، ثم شهدوا بأن الرسول حق و جاءتهم البينات المثبتة المنيرة، ثم بعد ذلك كفروا به، لقد كانوا يعلنون بين المشركين أنه سيجىء رسول يحطم الأصنام، و يستبشرون بمقدمه، فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به.
و لذا قال سبحانه و تعالى فى شأنهم و شأن من يماثلهم بعد أن قص الكثير من قصصهم:
كَيْفَ يَهْدِي اللَّهُ قَوْماً كَفَرُوا بَعْدَ إِيمانِهِمْ وَ شَهِدُوا أَنَّ الرَّسُولَ حَقٌّ وَ جاءَهُمُ الْبَيِّناتُ هذا استفهام للنفى و استبعاد الإيمان مع الحال التى عليها هؤلاء، فالمعنى أن هؤلاء مع حالهم التى هم عليها، و هى استيلاء الهوى على
زهرة التفاسير، ج3، ص: 1304
قلوبهم، و سيطرة الغرض على نفوسهم، و طمس العصبية لإدراكهم- لا يمكن أن يتحقق منهم إيمان و إخلاص صادق فلا يهديهم اللّه، فالنفى الذى اشتمل عليه الاستفهام هو النفى مع هذه الحال؛ و لذا كانت صيغة الاستفهام بلفظ كيف التى يستفهم بها عن الحال، و يكون النفى فيها أيضا مقيدا بهذه الحال التى هم عليها.
و حالهم التى أوجبت هذا النفى مكونة من عناصر أربعة: إيمان فى الابتداء، و شهادة بأن الرسول حق، و كون البينات قد جاءتهم موضحة لهذا الحق، ثم بعد ذلك يكفرون، فلو كان حالهم حال ضلال عن غير علم لأنار اللّه أبصارهم، و لو كانوا مخلصين جهلوا الحقيقة و طلبوها لكانت هداية اللّه لهم ثابتة، و لكنهم غير ذلك، فهم قد كانوا مؤمنين، و يشهدون بالحق، و ذلك عن بينة و عن أدلة يقينية ملزمة، و مع ذلك استولى عليهم التعصب بالباطل، فكان العمى الذى أرادوه، فلا هداية إلى الحق من بعد، و ذلك لأن اللّه تعالى يهدى إلى الحق من أخلص و طلبه، فإن الإخلاص يقذف فى القلب بالنور فيكون الإشراق الروحى، و تكون الهداية الربانية، أما من قصد إلى الباطل، و لم يخلص و عكرت بصيرته بالهوى، فإنه يكون محروما من هداية اللّه، حتى يغير من حاله بأن يتوب عن غيه، و يخلص و ينيب.
و الآية عامة لا ريب فى ذلك، فهى تبين من يحرمه اللّه من هدايته، و هو الذى لا يذعن للحق إلا إذا كان متفقا مع غرضه، و هو من الذين قال اللّه تعالى فيهم وَ إِذا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَ رَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذا فَرِيقٌ مِنْهُمْ مُعْرِضُونَ (48) وَ إِنْ يَكُنْ لَهُمُ الْحَقُّ يَأْتُوا إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ (49) [النور].
و لكن المفسرين يذكرون لهذه الآية سببا للنزول، فيروى النسائى عن ابن عباس أنه قال: كان رجل من الأنصار أسلم، ثم ارتد ثم ندم، فأرسل إلى قومه يطلب إليهم أن يسألوا الرسول صلى اللّه عليه و سلم: هل من توبة؟ فنزلت الآية «1» . و روى عن
(1) رواه النسائي: تحريم الدم- توبة المرتد (4000)، و أحمد: مسند بني هاشم (2108).
زهرة التفاسير، ج3، ص: 1305
مجاهد أنه جاء الحارث بن سويد فأسلم عند النبى صلى اللّه عليه و سلم ثم كفر فرجع إلى قومه نادما، فأنزل اللّه: كَيْفَ يَهْدِي اللَّهُ قَوْماً كَفَرُوا بَعْدَ إِيمانِهِمْ فحملها إليه رجل من قومه، فقال الحارث: (إنك و اللّه ما علمت لصدوق، و إن رسول اللّه لأصدق منك، و إن اللّه لأصدق الثلاثة) ثم رجع و أسلم «1» ، و روى عن الحسن البصرى أنه قال: إنهم أهل الكتاب من اليهود و النصارى الذين رأوا نعت النبى صلى اللّه عليه و سلم فى كتابهم و شهدوا أنه حق، فلما بعث من غيرهم حسدوا العرب على ذلك و أنكروه و كفروا بعد إقرارهم.
و إن هذا هو الذى أميل إليه، فقد قال تعالى فى شأن اليهود: وَ لَمَّا جاءَهُمْ كِتابٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِما مَعَهُمْ وَ كانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جاءَهُمْ ما عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكافِرِينَ (89) [البقرة]. و إن قصص القرآن فيه بيان تعصب اليهود، و معاملتهم للمسلمين، و تلقيهم لهداية القرآن، و تواصيهم بالنفاق و الكفر.
على أنه مهما يكن سبب النزول فإن الآية تقرر حقيقة ثابتة، و هى أن النفس التى تشهد بالحق و تؤمن به ثم تكفر للهوى و العصبية لا يرجى لها هداية إلا أن تزيل منها درن الغرض، و تنخلع عن العصبية الجامحة بالتوبة النصوح.
و فى النص السامى بعض مباحث:
أولها: ما حقيقة الهداية الإلهية فى هذا المقام؟ و إنا نقول فى الإجابة غير متعرضين لما بين المعتزلة و الأشاعرة من خلاف: إن الهداية هنا هى الهداية المطلوبة فى قوله تعالى: اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) [الفاتحة] و المذكورة فى قوله تعالى: وَ وَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدى (7) [الضحى] و هى بيان الطريق الحق، و الإرشاد إلى سبيل المعرفة الحقيقية؛ و إن من يكون على هذه الحال، و هى الإيمان، و الشهادة بالحق و مجىء البينات السابقة- لا يحتاج إلى بيان فوق ما جاء إليه، بل يحتاج إلى عقاب صارم يجعله عبرة لكل من يكون على مثل حاله.
(1) رواه ابن جرير الطبري في تفسيره: سورة آل عمران 86: 89.
زهرة التفاسير، ج3، ص: 1306
ثانيها: قوله تعالى: وَ شَهِدُوا أَنَّ الرَّسُولَ حَقٌ على أى شىء يكون العطف فى العبارة السامية وَ شَهِدُوا و قد ذكر الزمخشرى موضع العطف، فقال: «فيه و جهان: أن يعطف على ما فى إيمانهم من معنى الفعل؛ لأن معناه بعد أن آمنوا، و يجوز أن تكون الواو للحال، بإضمار قد، بمعنى كفروا و قد شهدوا بأن الرسول حق.
و لماذا لا تكون عطفا على كفروا نفسها و يكون من باب الجمع بين المتناقضات، كما تقول قتل القتيل و بكى عليه، أى أن حال هؤلاء مذبذبة متناقضة، فهم يكفرون بالرسول و يشهدون بأنه حق، و العطف بالواو لا يقتضى ترتيبا، فيصح أن يكون الكفر فى الوقوع متأخرا عن الشهادة و لكن يجىء سؤال:
لماذا ذكر الكفر أولا؟ و الجواب عن ذلك أن الكفر هو موضع الاستنكار، فكان تقديمه لهذا المعنى.
ثالثها: أن اللّه تعالى يذكر أنهم شهدوا بأن الرسول حق، و جاء الحق وصفا للرسول، و لعل الظاهر أن يكون وصفا لما جاء به و هو القرآن، و لكن وصف به؛ لأن اليهود ما كانوا ينكرون الشرائع السماوية، و ما كان السبب فى كفرهم هو ما جاء به النبى صلى اللّه عليه و سلم، بل كان السبب هو الحسد لشخصه و للعرب، فأشار سبحانه إلى أنهم كانوا يشهدون لشخصه، فأوصافه عندهم، و كانوا يعرفونه كما يعرفون أبناءهم، فشهادتهم منصبة على شخص الرسول صلوات اللّه و سلامه عليه، فهم يعرفون شخصه من أوصافه فهو فى علمهم حق و كل ما جاء به هو الحق.
وَ اللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ذيل اللّه سبحانه و تعالى الآية بهذا النص الحكيم للإشارة إلى أنهم ظالمون، فهم ظلموا أنفسهم، و ظلموا الرسول! و ظلموا الحقائق و طمسوا على بصائرهم، فلا يمكن أن تدخل الهداية إلى قلوبهم، و فى النص الكريم إشارة إلى أن الظلم يحدث فى نفس الظالم ظلمة شديدة لا ينفع معها ضوء. فتغلق كل الأبواب التى ينفذ منها النور إلى موضع الإدراك، إذ إن أساس الظلم هو تسلط الهوى و الغرض الفاسد و الحقد و الحسد على النفس،
زهرة التفاسير، ج3، ص: 1307
فتنحرف عن مدارك الحق و مشارق العرفان، فلا يمكن أن يكون للهداية موضع فى النفس، فلا يهديه اللّه سبحانه، و إن الظلم بطبيعته يفسد الإدراك كله؛ لأن إدراك الحقائق يستلزم صدق النفس فى طلبها، و صدق النفس فى طلب الحقائق لا يمكن أن يكون مع الظلم. الذى يجعل الهوى مسيطرا، فالظلم ظلمات فى النفس، و ظلمات يوم القيامة.
أُولئِكَ جَزاؤُهُمْ أَنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنَةَ اللَّهِ وَ الْمَلائِكَةِ وَ النَّاسِ أَجْمَعِينَ بعد أن شرح اللّه سبحانه نفس الذين سيطر الهوى عليهم بين اللّه جزاءهم فى الدنيا و الآخرة، و قوله تعالى: أُولئِكَ إشارة إليهم فى أوصافهم السابقة، فالإشارة ليست إلى أشخاصهم؛ لأنه لم يذكر أشخاصا، إنما ذكر أوصافا، فالإشارة إلى من عندهم هذه الأوصاف، و قد ذكر سبحانه فى هذه الآية الكريمة الجزاء الأول لهم، و هو اللعنة المؤكدة الثابتة المجمع عليها، و هى لعنة من اللّه و هى أعلاها، و لعنة من الملائكة، و لعنة من الناس أجمعين، أى أنها لعنة من الخالق و المخلوقين العقلاء سواء منهم من كانت طبيعته روحية ملكية، و من كانت طبيعته إنسانية لها صلة بأعلاق الأرض و لها صلة بالروحانية السماوية؛ ذلك بأن الظلم أبغض الصفات الإنسانية عند اللّه و الناس، فاللّه سبحانه قد كتب العدل على نفسه، و لذا روى أنه ورد فى حديث قدسى: «يا عبادى إنى قد حرمت الظلم على نفسى فلا تظالموا» «1» ، و الظالمون الذين سيطر الغرض و الهوى على نفوسهم فلا يؤمنون بشىء، و لا يذعنون للحق إذا عارض أهواءهم الظالمة، لا يحبهم أحد، فإن من غلب عليه هواه، و أحب نفسه أبغضه الناس.
و لكن ما اللعنة التى ضربها اللّه على الذين اتخذوا إلههم هواهم؟ قال علماء اللغة: إن اللعن فى الأصل معناه الطرد، و إذا أسند إلى اللّه تعالى كان المراد الطرد من رحمته، و إنى أرى أنه قد يستعمل بمعنى غضب اللّه تعالى و سخطه، و هذا
(1) جزء من حديث قدسي طويل رواه مسلم: البر و الصلة و الآداب- تحريم الظلم (4674)، و أحمد: مسند الأنصار (20451)، عن أبي ذر رضي الله عنه.
زهرة التفاسير، ج3، ص: 1308
معنى لازم للطرد الذى هو الأصل فى المعنى اللغوى؛ لأن الطرد يترتب عليه السخط و المقت و الغضب؛ إذ لا يطرد من رضى اللّه عنه، و لا يطرد محبوب، و على ذلك تكون اللعنة هنا بمعنى سخط اللّه تعالى و غضبه، و سخط الملائكة و غضبهم، و لا مانع من أن يراد الطرد من رحمته إذا اجتمع مع الغضب فى مثل قوله تعالى: وَ غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَ لَعَنَهُ وَ أَعَدَّ لَهُ عَذاباً عَظِيماً (93) [النساء]. فهذه معان متلازمة مترتب بعضها على بعض، فيترتب على الغضب الطرد من الرحمة، و يترتب على الطرد من الرحمة عذاب السعير، فإنها للجنة أبدا، أو للنار أبدا، كما قال صلى اللّه عليه و سلم «1» .
و كون اللعنة تكون من الناس أجمعين معناه أن الفطرة الإنسانية السليمة كلها تتنكر و تلعن تلك القلوب المنحرفة التى لا تخضع لحق، و لا تؤمن للبينات، بل تتجه إلى طمس المعالم التى تنير و تهدى، فالمراد المعنى الإنسانى العام لا الإحصاء و الجمع لآحاد بنى الإنسان.
خالِدِينَ فِيها لا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذابُ وَ لا هُمْ يُنْظَرُونَ هذا تأكيد للجزاء الأول و تصريح يلازمه، فاللعنة دائمة مستمرة، و هم فيها خالدون لا تزايلهم و لا تنفصل عنهم أبدا، فهم فى سخط من اللّه مستمر، و سخط من الملائكة و الناس دائم، و إنه يترتب على سخط اللّه عذابه، و إذا كان سخط اللّه دائما فعذابه دائم لا يقبل التخفيف، و لذا قال سبحانه: لا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذابُ لأن تخفيف العذاب لازم لتخفيف الغضب و السخط، و إذا انتفى الملزوم فقد انتفى اللازم.
و هذا العذاب فى الآخرة عاجل لا يقبل التأخير، و لذا قال سبحانه: وَ لا هُمْ يُنْظَرُونَ أى لا يؤجلون و لا يؤخرون لمعذرة يعتذرون بها أو ليتمكنوا من إصلاح خطئهم، فإن الآخرة دار جزاء عما عملوا فى الدنيا.
(1) عن أبي سعيد الخدريّ رضي اللّه عنه قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: «يؤتى بالموت كهيئة كبش أملح فينادي مناد: يا أهل الجنّة، فيشرئبّون و ينظرون فيقول: هل تعرفون هذا؟ فيقولون: نعم هذا الموت، و كلّهم قد رآه، ثمّ ينادي: يا أهل النّار، فيشرئبّون و ينظرون فيقول: هل تعرفون هذا؟ فيقولون: نعم هذا الموت، و كلّهم قد رآه، فيذبح، ثمّ يقول: يا أهل الجنّة خلود فلا موت و يا أهل النّار خلود فلا موت ثمّ قرأ: