کتابخانه تفاسیر
سواطع الالهام فى تفسير القرآن، ج1، ص: 49
مدح اللّؤلؤ و ما حمد، و لمّا صدر المدح للعطاء و عدمه لا الحمد و ما هو إلا للعطاء.
و مورد الحمد هو المسحل وحده، أصله أحمد أو احمدوا حمدا، و عدوله للدوام و لامه للعهد و المراد هو الحمد الكامل و هو حمد اللّه للّه، أو حمد الرّسل أو كمّل أهل الولاء أو للعموم.
و حاصله المحامد كلّها لِلَّهِ و هو المحمود أصلا و الممدوح عدلا، و رووا الحمد للّه مكسور الدّال مطاوعا للام، و رووا اللام مطاوعا للدّال عكسا للاوّل.
رَبِّ الْعالَمِينَ (2) مكمّل العوالم و مصلح الكلّ طورا طورا و مالكهم أو ملكهم، و هو مصدر مدلوله إكمال الأمر مرارا و صار اسما للّه إطراء كالعدل، و العالم اسم لمّا آسره اللّه و علم لكلّ ما سواه، و ورد هو عالم الملك واصله العلم أو العلم.
الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ (3) مرّ مدلولهما أعادهما إعلاء لكمال
سواطع الالهام فى تفسير القرآن، ج1، ص: 50
مراحمه.
مالِكِ ملك الأمور كلّها و ما سواه مملوكه و مأسوره و محكومه، و أصله الملك مكسورا رواه عاصم، و رووا ملك و هو الأصح لمّا ورد كلّ ملك مالك و لا عكس و كلّ مالك مأمور ملك لا عكسه، و ملك كحكم و ملك كعدل و مالكا مدحا أو حالا و مالك و ملك محمولا لمطروح و ملك مدحا، و هو الملك المالك له الملك و الأمر و الحكم و العدل.
يَوْمِ الدِّينِ (4) و هو الموعود المحدود و المعاد لأهل الصلاح و الطّلاح و المآل لكل أحد أطاع اللّه أو عصاه، صرّحه لإكرامه و إعلاء حاله أو لمّا لا ملك و لا مالك له أحد إلّا اللّه، و الملوك و أولو الأمر كلّهم معطلو أوامرهم و أحكامهم.
إِيَّاكَ لا ما سواك نَعْبُدُ طوعا لا كرها كما هو مأمورك و مرادك، و هو حصر لكمال الطّوع و الهكوع، أمال الكلام و عدل عمّا هو المسلوك لسرور السّامع و روح المسامع، و هو اطراء لاداء المرام و رووه مكسور الأوّل.
وَ إِيَّاكَ لا ما عداك كرره إمحاء لوهم عدم الحصر نَسْتَعِينُ (5) حال أداء أوامرك و طرح محارمك و مكارهك و ما لأحد معول لمصالح الأمور
سواطع الالهام فى تفسير القرآن، ج1، ص: 51
و صوالح الأعمال إلّا عولك و اسعادك حالا و مآلا، و رووه مكسور الأوّل كالأوّل و هم لمّا راموا الإسعاد لعلّ اللّه سألهم ما مرومكم و ممّا أسعدكم سألوه.
اهْدِنَا سؤال للإسلاك و دعاء لوصول الأصل أرادوا إكمالها و دوامها أو راموها مآلا كما حصّلوها حالا.
الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) السّواء ممرّ أهل الولاء و مسلك أكارم أهل اللّه، و هو الإسلام الكامل أو كلام اللّه و أوامره و أحكامه، أو صراط دارالسّلام أو هو عام و للّه صرط لا إحصاء لها، و أصله السّراط صار أوّله صادا و آما للطّاء،
سواطع الالهام فى تفسير القرآن، ج1، ص: 52
و سمّاه سراطا لمّا هو سارط لسالكه كما سرط أحدكم الطّعام.
صِراطَ الملأ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ و هم الرّسل أو أهل الإسلام أو الملك، أعاد الصراط و كرّر العامل حكما لمّا أكّد و أعلم، الصّرط السّواء هو صراط أهل الإسلام لا سواه.
غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ المروم إصرهم أو الملوم عملهم عموما أو هم الهود. وَ لَا الضَّالِّينَ (7) هم ما سلكوا مسالك هداه و هم أهل الأعمال السؤاء كلّهم أو رهط روح اللّه، و أمّا المروم صراطهم هم رهط و الأهم اللّه ولاء كاملا و وصل لهم آلاؤه و هم سلموا عمّا حردهم و ما هم أهل الصّدود
سواطع الالهام فى تفسير القرآن، ج1، ص: 53
و العدول عمدا.
آمين ممدودا و الأصل لا مدّ له و هو اسم ل «اسمع» و المراد اللّهمّ اسمع الدّعاء أو هو اسم اللّه علّمه الملك رسول اللّه صلعم حماداها و ما هو كلام اللّه و ما هواه الامام أورد أمد الكلام إكمالا للمدعو.
سواطع الالهام فى تفسير القرآن، ج1، ص: 55