کتابخانه تفاسیر

پایگاه داده های قرآنی اسلامی
کتابخانه بالقرآن

كتاب التفسير


صفحه قبل

كتاب التفسير، ج‏1، ص: 21

11- عَنْ أَبِي بَكْرٍ الْحَضْرَمِيِّ قَالَ: قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع‏ إِذَا كَانَتْ لَكَ حَاجَةٌ فَاقْرَأِ الْمَثَانِيَ وَ سُورَةً أُخْرَى- وَ صَلِّ رَكْعَتَيْنِ وَ ادْعُ اللَّهَ، قُلْتُ: أَصْلَحَكَ اللَّهُ وَ مَا الْمَثَانِي قَالَ:

فَاتِحَةُ الْكِتَابِ‏ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ- الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ‏ «1» .

12- عَنْ عِيسَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ عَلِيٍّ ع قَالَ‏ بَلَغَهُ أَنَّ أُنَاساً يَنْزِعُونَ‏ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ‏ فَقَالَ: هِيَ آيَةٌ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ أَنْسَاهُمْ إِيَّاهَا الشَّيْطَانُ‏ «2» .

13- عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مِهْرَانَ قَالَ: قَالَ أَبُو الْحَسَنِ الرِّضَا ع‏ إِنَ‏ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ‏ أَقْرَبُ إِلَى اسْمِ اللَّهِ الْأَعْظَمِ مِنْ سَوَادِ الْعَيْنِ إِلَى بَيَاضِهَا «3» .

14- عَنْ سُلَيْمَانَ الْجَعْفَرِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِ ع يَقُولُ‏ إِذَا أَتَى أَحَدُكُمْ أَهْلَهُ فَلْيَكُنْ قَبْلَ ذَلِكَ مُلَاطَفَةٌ- فَإِنَّهُ أَبَرُّ لِقَلْبِهَا وَ أَسَلُّ لِسَخِيمَتِهَا «4» فَإِذَا أَفْضَى إِلَى حَاجَتِهِ قَالَ: بِسْمِ اللَّهِ ثَلَاثاً- فَإِنْ قَدَرَ أَنْ يَقْرَأَ أَيَّ آيَةٍ حَضَرَتْهُ مِنَ الْقُرْآنِ فَعَلَ، وَ إِلَّا قَدْ كَفَتْهُ التَّسْمِيَةُ، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ فِي الْمَجْلِسِ: فَإِنْ قَرَأَ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ‏ أُوجِرَ بِهِ‏ «5» فَقَالَ: وَ أَيُّ آيَةٍ أَعْظَمُ فِي كِتَابِ اللَّهِ فَقَالَ: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ‏ «6» .

15- عَنِ الْحَسَنِ بْنِ خُرَّزَادَ قَالَ: كَتَبْتُ إِلَى الصَّادِقِ أَسْأَلُ عَنْ مَعْنَى اللَّهِ- فَقَالَ‏ اسْتَوْلَى عَلَى مَا دَقَّ وَ جَلَ‏ «7» .

16- عَنْ خَالِدِ بْنِ مُخْتَارٍ قَالَ: سَمِعْتُ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ ع يَقُولُ‏ مَا لَهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ‏

(1)- البحار ج 18: 336 و 19: 59. البرهان ج 1: 42.

(2)- البحار ج 18: 336 و 19: 59. البرهان ج 1: 42.

(3)- الصّافي ج 1: 52 البرهان ج 1: 42. و نقله المجلسيّ «ره» عن الصّفّار و رواه الصّدوق «ره» في العيون بإسناده عن الرّضا (ع).

(4)- سلّ السّخيمة من قبله: انتزعها و أخرجها منه و السّخيمة الحقد.

(5)- و في نسخة البرهان «أ و يجزيه».

(6)- البحار ج 19: 59. البرهان ج 1: 42.

(7)- البحار ج 19: 59. البرهان ج 1: 42.

كتاب التفسير، ج‏1، ص: 22

عَمَدُوا إِلَى أَعْظَمِ آيَةٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ، فَزَعَمُوا أَنَّهَا بِدْعَةٌ إِذَا أَظْهَرُوهَا، وَ هِيَ‏ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ‏ «1» .

17- عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ‏ سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ « وَ لَقَدْ آتَيْناكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثانِي وَ الْقُرْآنَ الْعَظِيمَ‏ فَقَالَ فَاتِحَةُ الْكِتَابِ [يُثْنَى فِيهَا الْقَوْلُ- قَالَ: وَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص إِنَّ اللَّهَ مَنَّ عَلَيَّ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ‏] مِنْ كَنْزِ الْجَنَّةِ فِيهَا: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ‏ الْآيَةُ الَّتِي يَقُولُ فِيهَا: « وَ إِذا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلى‏ أَدْبارِهِمْ نُفُوراً » «وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ‏ » دَعْوَى أَهْلِ الْجَنَّةِ حِينَ شَكَرُوا اللَّهَ حُسْنُ الثَّوَابِ، وَ « مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ‏ » قَالَ جَبْرَئِيلُ مَا قَالَهَا مُسْلِمٌ قَطُّ- إِلَّا صَدَّقَهُ اللَّهُ وَ أَهْلُ سَمَاوَاتِهِ « إِيَّاكَ نَعْبُدُ » إِخْلَاصُ الْعِبَادَةِ- وَ « إِيَّاكَ نَسْتَعِينُ‏ » أَفْضَلُ مَا طَلَبَ بِهِ الْعِبَادُ حَوَائِجَهُمْ « اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ‏ » صِرَاطٍ الْأَنْبِيَاءِ وَ هُمُ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ « غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ‏ » الْيَهُودُ «وَ غَيْرِ الضَّالِّينَ» النَّصَارَى‏ «2» .

18- عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع‏ فِي تَفْسِيرِ « بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ‏ » فَقَالَ: الْبَاءُ بَهَاءُ اللَّهِ- وَ السِّينُ سَنَاءُ اللَّهِ وَ الْمِيمُ مَجْدُ اللَّهِ‏ «3» .

19- وَ رَوَوْا غَيْرَهُ عَنْهُ‏ مُلْكُ اللَّهِ، اللَّهُ إِلَهُ الْخَلْقِ الرَّحْمَنُ بِجَمِيعِ الْعَالِمِ- الرَّحِيمُ بِالْمُؤْمِنِينَ خَاصَّةً «4» .

20- وَ رَوَوْا غَيْرَهُ عَنْهُ‏ وَ اللَّهُ إِلَهُ كُلِّ شَيْ‏ءٍ «5» .

21- عَنْ مُحَمَّدِ بْنُ عَلِيٍّ الْحَلَبِيِّ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع‏ أَنَّهُ كَانَ يَقْرَأُ مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ‏ «6» .

22- عَنْ دَاوُدَ بْنِ فَرْقَدٍ قَالَ‏ : سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع يَقْرَأُ مَا لَا أُحْصِي مَلِكِ‏

(1)- البرهان ج 1: 42 و 51. البحار ج 19: 59 و 18: 336 و فيه بيان فراجع و نقل الطّبرسيّ «ره» الحديث الأخير في مجمع البيان ج 1: 31 عن هذا الكتاب أيضا. و سيأتي في ذيل حديث 28 بيان لقوله «غير الضّالّين».

(2)- البرهان ج 1: 42 و 51. البحار ج 19: 59 و 18: 336 و فيه بيان فراجع و نقل الطّبرسيّ «ره» الحديث الأخير في مجمع البيان ج 1: 31 عن هذا الكتاب أيضا. و سيأتي في ذيل حديث 28 بيان لقوله «غير الضّالّين».

(3)- البرهان ج 1: 45.

(4)- البرهان ج 1: 45.

(5)- البرهان ج 1: 45.

(6)- البحار ج 19: 59 و رواه الطّبرسيّ «ره» في مجمع البيان ج 1: 31 عن هذا الكتاب أيضا. البرهان ج 1: 45.

كتاب التفسير، ج‏1، ص: 23

يَوْمِ الدِّينِ‏ «1» .

23- عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: قَالَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ ع‏ لَوْ مَاتَ مَا بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَ الْمَغْرِبِ- لَمَا اسْتَوْحَشْتُ بَعْدَ أَنْ يَكُونَ الْقُرْآنُ مَعِي، كَانَ إِذَا قَرَأَ مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ‏ يُكَرِّرُهَا وَ يَكَادُ أَنْ يَمُوتَ‏ «2» .

24- عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْجَمَّالِ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا قَالَ‏ بَعَثَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ إِلَى عَامِلِ الْمَدِينَةِ أَنْ وَجِّهْ إِلَيَّ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ وَ لَا تُهَيِّجْهُ وَ لَا تُرَوِّعْهُ، وَ اقْضِ لَهُ حَوَائِجَهُ، وَ قَدْ كَانَ وَرَدَ عَلَى عَبْدِ الْمَلِكِ رَجُلٌ مِنَ الْقَدَرِيَّةِ «3» فَحَضَرَ جَمِيعُ مَنْ كَانَ بِالشَّامِ فَأَعْيَاهُمْ جَمِيعاً، فَقَالَ مَا لِهَذَا إِلَّا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، فَكَتَبَ إِلَى صَاحِبِ الْمَدِينَةِ أَنْ يَحْمِلَ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ إِلَيْهِ، فَأَتَاهُ صَاحِبُ الْمَدِينَةِ بِكِتَابِهِ- فَقَالَ لَهُ أَبُو جَعْفَرٍ ع إِنِّي شَيْخٌ كَبِيرٌ لَا أَقْوَى عَلَى الْخُرُوجِ- وَ هَذَا جَعْفَرٌ ابْنِي يَقُومُ مَقَامِي، فَوَجِّهْهُ إِلَيْهِ فَلَمَّا قَدِمَ عَلَى الْأُمَوِيِّ ازْدَرَاهُ‏ «4» لِصِغَرِهِ- وَ كَرِهَ أَنْ يَجْمَعَ بَيْنَهُ وَ بَيْنَ الْقَدَرِيِّ مَخَافَةَ أَنْ يَغْلِبَهُ، وَ تَسَامَعَ النَّاسُ بِالشَّامِ بِقُدُومِ جَعْفَرٍ لِمُخَاصَمَةِ الْقَدَرِيِّ، فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْغَدِ اجْتَمَعَ النَّاسُ بِخُصُومَتِهَا- فَقَالَ الْأُمَوِيُّ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع: إِنَّهُ قَدْ أَعْيَانَا أَمْرُ هَذَا الْقَدَرِيِّ وَ إِنَّمَا كَتَبْتُ إِلَيْكَ لِأَجْمَعَ بَيْنَكَ وَ بَيْنَهُ- فَإِنَّهُ لَمْ يَدَعْ عِنْدَنَا أَحَداً إِلَّا خَصَمَهُ، فَقَالَ: إِنَّ اللَّهَ يَكْفِينَاهُ قَالَ: فَلَمَّا اجْتَمَعُوا- قَالَ الْقَدَرِيُّ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع: سَلْ عَمَّا شِئْتَ، فَقَالَ لَهُ: اقْرَأْ سُورَةَ الْحَمْدِ قَالَ: فَقَرَأَهَا- وَ قَالَ الْأُمَوِيُّ- وَ أَنَا مَعَهُ-: مَا فِي سُورَةِ الْحَمْدِ عَلَيْنَا إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ قَالَ: فَجَعَلَ الْقَدَرِيُّ يَقْرَأُ سُورَةَ الْحَمْدِ حَتَّى بَلَغَ قَوْلَ اللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى « إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَ إِيَّاكَ نَسْتَعِينُ‏ » فَقَالَ لَهُ جَعْفَرٌ ع: قِفْ مَنْ تَسْتَعِينُ وَ مَا حَاجَتُكَ‏

(1)- البحار ج 18: 336. الصّافي ج 1: 53 البرهان ج 1: 51.

(2)- البحار ج 18: 336 و ج 19: 59 البرهان ج 1: 52 و في رواية الكلينيّ (قدّه) «حتّى يكاد أن يموت».

(3)- القدريّ في الأخبار يطلق على الجبري و على التفويضي و المراد في هذا الخبر هو الثّاني و قد أحال كلّ من الفريقين ما ورد في ذلك على الآخر و قد ورد في ذمّهم أحاديث كثيرة في كتب الفريقين مثل قوله لعن اللّه القدريّة على لسان سبعين نبيّا و قوله (ص): القدريّة مجوس أمّتي و قوله (ص) إذا قامت القيامة نادى مناد أهل الجمع أين خصماء اللّه فتقوم القدريّة إلى غير ذلك.

(4)- ازدراه: احتقره و استخفّ به و أصله من زرى.

كتاب التفسير، ج‏1، ص: 24

إِلَى الْمَعُونَةِ إِنَّ الْأَمْرَ إِلَيْكَ‏ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ- وَ اللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ‏ «1» .

25- عَنْ دَاوُدَ بْنِ فَرْقَدٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ‏ « اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ‏ » يَعْنِي أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ص‏ «2» .

26- قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْحَلَبِيُ‏ سَمِعْتُهُ مَا لَا أُحْصِي وَ أَنَا أُصَلِّي خَلْفَهُ يَقْرَأُ اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ‏ «3» .

27- عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ وَهْبٍ قَالَ‏ سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع عَنْ قَوْلِ اللَّهِ « غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَ لَا الضَّالِّينَ‏ » قَالَ: هُمُ الْيَهُودُ وَ النَّصَارَى‏ «4» .

28- عَنْ رَجُلٍ عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ رَفَعَهُ فِي قَوْلِهِ «غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَ غَيْرِ الضَّالِّينَ» وَ هَكَذَا نَزَلَتْ‏ «5» قَالَ: الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ فُلَانٌ وَ فُلَانٌ وَ فُلَانٌ وَ النُّصَّابُ، وَ الضَّالِّينَ الشُّكَّاكُ الَّذِينَ لَا يَعْرِفُونَ الْإِمَامَ‏ «6» .

(1)- البرهان ج 1: 52. البحار ج 18: 336 و ج 19: 59.

(2)- البرهان ج 1: 52. البحار ج 18: 336 و ج 19: 59.

(3)- البرهان ج 1: 52. البحار ج 18: 336 و ج 19: 59.

(4)- البرهان ج 1: 52. البحار ج 18: 336 و ج 19: 59.

(5)- مسألة اختلاف النزول و القراءات في الآيات الكريمة القرآنية من العويصات التي عنونها المفسرون في كتبهم و ذهب كل إلى قول، و نقل أقوالهم و ما هو الحق فيها، خارج عن وضع هذه التعليقة، و من أراد الوقوف على شتى الأقوال و معتقد الإمامية في ذلك فليراجع كتاب البيان في تفسير القرآن للمرجع المعظم العلامة الخوئي مد ظله العالي، و غيره من الموسوعات و التفاسير، و رأيت أخيرا في مجلة «الهادي» (العدد الأول من السنة الثانية) مقالة في كيفية نزول القرآن من الزميل الفاضل الدكتور السيد محمد باقر الحجتي و قد جمع فيها الأقوال و الآراء و لا تخلو مطالعتها عن الفائدة، و كيف كان فهذا الحديث و نظائره مما مر في صفحة 22 قد ورد عن أئمة أهل البيت بقراءة «غير الضالين» بدل‏ «و لا الضّالّين» و قد نقل هذه القراءة عن عمر بن الخطاب و غيره أيضا. قال الطبرسي (ره): و قرأ «غير الضالين» عمر بن الخطاب، و روي ذلك عن علي عليه السلام، و قد مر نظير هذا الحديث في اختلاف النزول أحاديث أخرى في ص 13 و يأتي في مطاوي الكتاب أيضا و لا يخفى أن معنى النزول في تلك الروايات ليس هو التحريف المدعى في بعض الكلمات بل المراد من النزول هو التفسير و التأويل من حيث المعنى كما صرح به معظم العلماء بل المنتمين إلى ذلك القول كالمحدث الحر العاملي (ره) في كتاب إثبات الهداة و المولى محسن الفيض في الوافي و غيرهم، و إلا فهي أخبار آحاد لا تعارض ما ثبت بالتواتر بين المسلمين.

(6)- البرهان ج 1: 52. البحار ج 18: 336 و ج 19: 59.

كتاب التفسير، ج‏1، ص: 25

(2) من سورة البقرة

[فضل سورة البقرة]

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ‏

1- عَنْ سَعْدٍ الْإِسْكَافِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ ع يَقُولُ‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص:

أُعْطِيتُ الطِّوَالَ مَكَانَ التَّوْرَاةِ، وَ أُعْطِيتُ الْمِئِينَ‏ «1» مَكَانَ الْإِنْجِيلِ، وَ أُعْطِيتُ الْمَثَانِيَ مَكَانَ الزَّبُورِ، وَ فُضِّلْتُ بِالْمُفَصَّلِ سَبْعَ وَ سِتِّينَ سُورَةً «2» .

2- عَنْ أَبِي بَصِيرٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ‏ مَنْ قَرَأَ الْبَقَرَةَ وَ آلَ عِمْرَانَ جَاءَتَا «3» يَوْمَ الْقِيَامَةِ تُظِلَّانِهِ عَلَى رَأْسِهِ مِثْلَ الْغَمَامَتَيْنِ أَوْ غَيَابَتَيْنِ‏ «4» .

3- عَنْ عُمَرَ بْنِ جُمَيْعٍ رَفَعَهُ إِلَى عَلِيٍّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص‏ مَنْ قَرَأَ أَرْبَعَ آيَاتٍ مِنْ أَوَّلِ الْبَقَرَةِ وَ آيَةَ الْكُرْسِيِّ وَ آيَتَيْنِ بَعْدَهَا، وَ ثَلَاثَ آيَاتٍ مِنْ آخِرِهَا- لَمْ يَرَ فِي نَفْسِهِ وَ أَهْلِهِ وَ مَالِهِ شَيْئاً يَكْرَهُهُ، وَ لَا يَقْرَبُهُ الشَّيْطَانُ وَ لَمْ يَنْسَ الْقُرْآنَ‏ «5» .

1- عَنْ سَعْدَانَ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع‏ فِي قَوْلِهِ « الم ذلِكَ‏

(1)- قال الفيض «ره» اختلف الأقوال في تفسير هذه الألفاظ أقربها إلى الصّواب و أحوطها لسور الكتاب أن الطّول كصرد هي السّبع الأوّل بعد الفاتحة على أن يعد الأنفال و البرائة واحدة لنزولهما جميعا في المغازي و تسميتهما بالقرينتين، و المئين من بني إسرائيل إلى سبع سور سمّيت بها لأنّ كلّا منها على نحو مائة آية و المفصل من سورة محمّد (ص) إلى آخر القرآن سمّيت به لكثرة الفواصل بينها و المثاني بقيّة السّور و هي الّتي تقصّر عن المئين و تزيد على المفصل كأنّ الطّول جعلت مبادي تارة و الّتي تلتها مثاني لها لأنّها ثنت الطّول أيّ تلتها و المئين جعلت مبادي أخرى و الّتي تلتها مثاني لها.

(2)- البحار ج 19: 8 البرهان ج 1: 52. و رواه الفيض «ره» في هامش الصّافي ج 1: 10.

(3)- هذا هو الظّاهر الموافق لنسختي البحار و البرهان و لرواية الصّدوق في ثواب الأعمال لكن في نسخة الأصل «جاء».

(4)- البحار ج 19: 67 البرهان ج 1: 53 و الغيابة: كلّ ما أظلّ الإنسان كالسحابة.

(5)- البحار ج 19: 67 البرهان ج 1: 53 و الغيابة: كلّ ما أظلّ الإنسان كالسحابة.

كتاب التفسير، ج‏1، ص: 26

الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ‏ » قَالَ: كِتَابُ عَلِيٍّ لَا رَيْبَ فِيهِ « هُدىً لِلْمُتَّقِينَ‏ » قَالَ: الْمُتَّقُونَ شِيعَتُنَا « الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ- وَ مِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ‏ » وَ مِمَّا عَلَّمْنَاهُمْ يُنْبِئُونَ‏ «1» .

2- عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ قَيْسٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ ع يُحَدِّثُ قَالَ‏ إِنْ حَيّاً وَ أَبَا يَاسِرٍ ابْنَيْ أَخْطَبَ وَ نَفَراً مِنَ الْيَهُودِ وَ أَهْلِ خَيْبَرَ أَتَوْا رَسُولَ اللَّهِ ص فَقَالُوا لَهُ: أَ لَيْسَ فِيمَا تَذْكُرُ فِيمَا أُنْزِلَ عَلَيْكَ‏ الم‏ قَالَ: بَلَى، قَالُوا: أَتَاكَ بِهَا جَبْرَئِيلُ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ قَالَ: نَعَمْ قَالُوا: لَقَدْ بُعِثَتْ أَنْبِيَاءُ قَبْلَكَ- وَ مَا نَعْلَمُ نَبِيّاً مِنْهُمْ أُخْبِرَ مَا مُدَّةُ مُلْكِهِ وَ مَا أَجَلُ أُمَّتِهِ غَيْرُكَ فَأَقْبَلَ حَيٌّ عَلَى أَصْحَابِهِ فَقَالَ لَهُمْ: الْأَلِفُ وَاحِدٌ، وَ اللَّامُ ثَلَاثُونَ، وَ الْمِيمُ أَرْبَعُونَ، فَهِيَ أَحَدٌ وَ سَبْعُونَ، فَعَجَبٌ مِمَّنْ يَدْخُلُ فِي دِينٍ مُدَّةُ مُلْكِهِ- وَ أَجَلُ أُمَّتِهِ إِحْدَى وَ سَبْعُونَ سَنَةً [قَالَ‏] ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ ص فَقَالَ: لَهُ يَا مُحَمَّدُ هَلْ مَعَ هَذَا غَيْرُهُ فَقَالَ: نَعَمْ قَالَ:

فَهَاتِهِ، قَالَ: المص‏ قَالَ: هَذِهِ أَثْقَلُ وَ أَطْوَلُ الْأَلْفُ وَاحِدٌ وَ اللَّامُ ثَلَاثُونَ‏ «2» .

(1)- البحار ج 21: 21. البرهان ج 1: 53. الصافي ج 1: 58- 59.

(2)- كذا في نسختي الأصل و البرهان و نقله المجلسي (ره) عن تفسير علي بن إبراهيم و قال المحدث البحراني في البرهان بعده: «قلت: تمام الحديث ساقط و بعده حديث لا يناسبه في نسختين من العياشي» و كتب في هامش نسخة الأصل «اعلم أن النسخة التي كتبت منها الساقط من نسختي هذه كانت هكذا بعد قوله: و اللام ثلاثون من الماء إلخ و كتب في حاشيتها و اعلم أن في النسخة التي كانت نسختي كتبت منها بعد قوله و اللام ثلاثون. ابن يعقوب قال قلت لأبي عبد الله (ع) إن أهل مكة يذبحون البقرة في البيت، و كان بعد ذلك سطور محيت و بالجملة فالظاهر أنه سقط من النسخ أوراق و الحديث المذكور موجود في معاني الأخبار للصدوق. انتهى» أقول تمام الحديث على ما في البحار و كتاب معاني الأخبار هكذا: «و الميم أربعون و الراء مأتان ثم قال له: هل مع هذا غيره قال نعم، قالوا قد التبس علينا أمرك فما ندري ما أعطيت ثم قاموا عنه ثم قال أبو ياسر للحي أخيه: ما يدريك لعل محمدا قد جمع له هذا كله و أكثر منه. قال فذكر أبو جعفر (ع) أن هذه الآيات أنزلت فيهم‏ «منه آيات محكمات هنّ أمّ الكتاب و أخر متشابهات» قال و هي تجري في وجه آخر على غير تأويل حي و أبا ياسر و أصحابهما انتهى».

كتاب التفسير، ج‏1، ص: 27

3 «1» مِنَ الْمَاءِ الْمَالِحِ الْأُجَاجِ فَصَلْصَلَهَا فِي كَفِّهِ، فَجَمَدَتْ- ثُمَّ قَالَ لَهَا: مِنْكِ أَخْلُقُ‏

(1)- قد وقع هنا من النّسخ كما عرفت سقط و اللّه أعلم به و قد سقط فيما سقط صدر هذا الحديث و تمامه مذكور في تفسير القمّيّ ره عند تفسير قوله تعالى‏ «و إذ قلنا للملائكة اسجدوا اه» (ص 32) و رواه الصّدوق في العلل في باب «96» علّة الطّبائع و الشّهوات و المحبات «ج 1 ص 98- 100. ط قم» و رواه المجلسيّ «ره» منهما في البحار ج 3 «في باب» الطّينة و الميثاق» ص 66 و ج 14: 475- 476. و نحن نورده بلفظ التّفسير و هذا نصّه:

«حدّثني أبي عن الحسن بن محبوب عن عمرو بن أبي المقدام عن ثابت الحذّاء عن جابر بن يزيد الجعفيّ عن أبي جعفر محمّد بن عليّ بن الحسين عن أبيه عن آبائه عن أمير المؤمنين (ع) قال: إنّ اللّه تبارك و تعالى أراد أن يخلق خلقا بيده و ذلك بعد ما مضى من الجنّ و النّسناس في الأرض سبعة آلاف سنة و كان من شأنه خلق آدم كشط عن أطباق السّماوات، و قال للملائكة انظروا إلى أهل الأرض من خلقي من الجنّ و النّسناس فلمّا رأوا ما يعملون من المعاصي و السفك و الفساد في الأرض بغير الحقّ عظم ذلك عليهم و غضبوا اللّه و تأسفوا على أهل الأرض و لم يملكوا غضبهم، فقالوا: ربّنا أنت العزيز القادر الجبّار القاهر العظيم الشّأن و هذا خلقك الضّعيف الذّليل يتقلّبون في قبضتك و يعيشون برزقك و يستمتعون بعافيتك و هم يعصونك بمثل هذه الذّنوب العظام لا تأسّف عليهم و لا تغضب، و لا تنتقم لنفسك لما تسمع منهم و ترى و قد عظم ذلك علينا و أكبرناه فيك، قال فلمّا سمع ذلك من الملائكة «قال‏ إنّي جاعل في الأرض خليفة » يكون حجّة في أرضي على خلقي، فقالت الملائكة: سبحانك‏ «أ تجعل فيها من يفسد فيها» كما أفسد بنو الجانّ و يسفكون الدّماء كما سفكت بنو الجانّ، و يتحاسدون و يتباغضون، فاجعل ذلك الخليفة منّا فإنّا لا نتحاسد و لا نتباغض و لا نسفك الدّماء «و نسبّح بحمدك و نقدّس لك» فقال جلّ و عزّ «إنّي أعلم ما لا تعلمون» إنّي أريد أن أخلق خلقا بيدي و أجعل من ذرّيّته أنبياء و مرسلين و عبادا صالحين و أئمّة مهتدين أجعلهم خلفاء على خلقي في أرضي، ينهونهم عن معصيتي و ينذرونهم من عذابي، و يهدونهم إلى طاعتي، و يسلكون بهم سبيلي، و أجعلهم لي حجّة عليهم و عذرا و نذرا، و أبيّن النّسناس عن أرضي و أطهرها منهم و أنقل مردة الجنّ العصاة عن بريّتي و خلقي و خيرتي، و أسكنهم في الهواء و في أقطار الأرض فلا يجاورون نسل خلقي و أجعل بين الجنّ و بين خلقي حجابا فلا يرى نسل خلقي الجنّ و لا يجالسونهم و لا يخالطونهم، فمن عصاني من نسل خلقي الّذين اصطفيتهم أسكنهم مساكن العصاة و أوردتهم مواردهم و لا أبالي.

صفحه بعد