کتابخانه تفاسیر

پایگاه داده های قرآنی اسلامی
کتابخانه بالقرآن

مختصر الميزان فى تفسير القرآن

المجلد الاول

بحث حول الأساليب التفسيرية المختلفة الأسلوب التفسيري الصحيح الميزان في تفسير القرآن مختصر الميزان في تفسير القرآن مميزات هذا الكتاب مقدمة الميزان في تفسير القرآن

سورة البقرة و هي مأتان و ست و ثمانون آية

سورة آل عمران مدنية و هي مائتا آية

سورة النساء مدنية و هي مائة و ست و سبعون آية

المجلد الثانى

سورة المائدة مدنية و هي مائة و عشرون آية

سورة الأعراف مكية و هي مائتا و ستة آية

المجلد الثالث

الجزء الرابع

المجلد الخامس

الجزء السادس

مختصر الميزان فى تفسير القرآن


صفحه قبل

مختصر الميزان فى تفسير القرآن، ج‏1، ص: 709

ليطاع بإذن اللّه، و ليس لأحد أن يتخيل أن المتبع من الطاعة طاعة اللّه، و إنما الرسول بشر ممن خلق إنما يطاع لحيازة الصلاح فاذا احرز صلاح من دون طاعته فلا بأس بالاستبداد في إحرازه، و ترك الرسول في جانب، و إلّا كان إشراكا باللّه، و عبادة لرسوله معه، و ربما كان يلوح ذلك في امور يكلمون فيها رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يقول قائلهم له اذا عزم عليهم في مهمة: أبأمر من اللّه أم منك؟

فذكر اللّه سبحانه أن وجوب طاعة النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم وجوب مطلق، و ليست إلّا طاعة اللّه فإنها بإدنه نظير ما يفيده قوله تعالى: مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطاعَ اللَّهَ‏ الآية (النساء/ 80).

ثم ذكر أنهم لو رجعوا الى اللّه و رسوله بالتوبة حين ما خالفوا الرسول بالإعراض لكان خيرا لهم من أن يحلفوا باللّه، و يلفقوا أعذارا غير موجهة لا تنفع و لا ترضي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم لأن اللّه سبحانه يخبره بحقيقة الأمر، و ذلك قوله: وَ لَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جاؤُكَ‏ الى آخر الآية.

قوله تعالى: فَلا وَ رَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ‏ الخ؛ الشجر- بسكون الجيم- و الشجور: الاختلاط يقال: شجر شجرا و شجورا أي اختلط، و منه التشاجر و المشاجرة كأن الدعاوي أو الأقوال اختلط بعضها مع بعض، و منه قيل للشجر: شجر لاختلاط غصونها بعضها مع بعض، و الحرج الضيق.

و ظاهر السياق في بدء النظر أنه رد لزعم المنافقين أنهم آمنوا بالنبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم مع تحاكمهم الى الطاغوت فالمعنى: فليس كما يزعمون أنهم يؤمنون مع تحاكمهم الى الطاغوت بل لا يؤمنون حتى يحكموك، الخ.

لكن شمول حكم الغاية أعني قوله: حَتَّى يُحَكِّمُوكَ‏ ، الخ؛ لغير المنافقين، و كذا قوله بعد ذلك‏ «وَ لَوْ أَنَّا كَتَبْنا عَلَيْهِمْ» الى قوله‏ «ما فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيلٌ مِنْهُمْ» يؤيد أن الرد لا يختص بالمنافقين بل يعمهم و غيرهم من جهة أن ظاهر حالهم أنهم يزعمون أن مجرد تصديق ما انزل‏

مختصر الميزان فى تفسير القرآن، ج‏1، ص: 710

من عند اللّه بما يتضمنه من المعارف و الأحكام إيمان باللّه و رسوله و بما جاء به من عند ربه حقيقة، و ليس كذلك بل الإيمان تسليم تام باطنا و ظاهرا فكيف يتأتى لمؤمن حقا أن لا يسلم للرسول حكما في الظاهر بأن يعرض عنه و يخالفه، أو في باطن نفسه بأن يتحرج عن حكم الرسول اذا خالف هوى نفسه، و قد قال اللّه تعالى لرسوله: لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِما أَراكَ اللَّهُ‏ (النساء/ 105).

فلو تحرج متحرج بما قضى به النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فمن حكم اللّه تحرج لأنه الذي شرفه بافتراض الطاعة و نفوذ الحكم.

و اذا كانوا سلموا حكم الرسول، و لم يتحرج قلوبهم منه كانوا مسلمين لحكم اللّه قطعا سواء في ذلك حكمه التشريعي و التكويني، و هذا موقف من مواقف الإيمان يتلبس فيه المؤمن بعدة من صفات الفضيلة أوضحها: التسليم لأمر اللّه، و يسقط فيه التحرج و الاعتراض و الرد من لسان المؤمن و قلبه، و قد أطلق في الآية التسليم إطلاقا.

و من هنا يظهر أن قوله: فَلا وَ رَبِّكَ‏ ، الى آخر الآية، و إن كان مقصورا على التسليم لحكم النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم بحسب اللفظ لأن مورد الآيات هو تحاكمهم الى غير رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم مع وجوب رجوعهم إليه إلّا أن المعنى عام لحكم اللّه و رسوله جميعا، و لحكم التشريع و التكوين جميعا كما عرفت.

بل المعنى يعم الحكم بمعنى قضاء رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و كل سيرة سار بها أو عمل عمل به لأن الأثر مشترك فكل ما ينسب بوجه الى اللّه و رسوله بأي نحو كان لا يتأتى لمؤمن باللّه حق إيمانه أن يرده أو يعترض عليه أو يمله أو يسوأه بوجه من وجوه المساءة فكل ذلك شرك على مراتبه، و قد قال تعالى: وَ ما يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَ هُمْ مُشْرِكُونَ‏ (يوسف/ 106).

قوله تعالى: وَ لَوْ أَنَّا كَتَبْنا عَلَيْهِمْ‏ - الى قوله- ما فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيلٌ مِنْهُمْ‏ قد تقدم في قوله: وَ لكِنْ لَعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَلا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلًا (آية 46 من السورة)، ان‏

مختصر الميزان فى تفسير القرآن، ج‏1، ص: 711

هذا التركيب يدل على أن الحكم للهيئة الاجتماعية من الأفراد و هو المجتمع، و أن الاستثناء لدفع توهم استغراق الحكم و استيعابه لجميع الأفراد، و لذلك كان هذا الاستثناء أشبه بالمنفصل منه بالمتصل أو هو برزخ بين الاستثنائين: المتصل و المنفصل لكونه ذا جنبتين.

على هذا فقوله‏ «ما فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيلٌ مِنْهُمْ» وارد مورد الإخبار عن حال الجملة المجتمعة أنهم لا يمتثلون الأحكام و التكاليف الحرجية الشاقة التي تماس ما يتعلق به قلوبهم تعلق الحب الشديد كنفوسهم و ديارهم، و استثناء القليل لدفع التوهم.

فالمعنى: وَ لَوْ أَنَّا كَتَبْنا أي فرضنا عليهم قتل أنفسهم و الخروج من ديارهم و أوطانهم المألوفة لهم ما فعلوه أي لم يمتثلوا أمرنا، ثم لما استشعر أن قوله: ما فَعَلُوهُ‏ يوهم أن ليس فيهم من هو مؤمن حقا مسلم لحكم اللّه حقيقة دفع ذلك باستثناء القليل منهم، و لم يكن يشمله الحكم حقيقة لأن الإخبار عن حال المجتمع من حيث إنه مجتمع و لم تكن الأفراد داخلة فيه إلّا بتبع الجملة.

و من هنا يظهر أن المراد قتل الجملة الجملة و خروج الجملة و جلاؤهم من جملة ديارهم كالبلدة و القرية دون قتل كل واحد نفسه، و خروجه من داره كما في قوله تعالى: فَتُوبُوا إِلى‏ بارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ‏ (البقرة/ 54)، فإن المقصود بالخطاب هو الجماعة دون الأفراد.

قوله تعالى: وَ لَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا ما يُوعَظُونَ بِهِ لَكانَ خَيْراً لَهُمْ وَ أَشَدَّ تَثْبِيتاً في تبديل الكتابة في قوله: وَ لَوْ أَنَّا كَتَبْنا عَلَيْهِمْ‏ ، بالوعظ في قوله: ما يُوعَظُونَ بِهِ‏ إشارة الى أن هذه الأحكام الظاهرة في صورة الأمر و الفرض ليست إلّا إشارات الى ما فيه صلاحهم و سعادتهم فهي في الحقيقة مواعظ و نصائح يراد بها خيرهم و صلاحهم.

و قوله: لَكانَ خَيْراً لَهُمْ‏ أي في جميع ما يتعلق بهم من اولاهم و اخراهم، و ذلك أن خير الآخرة لا ينفك من خير الدنيا بل يستتبعه، و قوله‏ «وَ أَشَدَّ تَثْبِيتاً» أي لنفوسهم و قلوبهم بالإيمان لأن الكلام فيه، قال تعالى: يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ‏ الآية

مختصر الميزان فى تفسير القرآن، ج‏1، ص: 712

(إبراهيم/ 27).

قوله تعالى: وَ إِذاً لَآتَيْناهُمْ مِنْ لَدُنَّا أَجْراً عَظِيماً أي حين تثبتوا بالإيمان الثابت؛ و الكلام في إبهام قوله‏ «أَجْراً عَظِيماً» كالكلام في إطلاق قوله‏ «لَكانَ خَيْراً لَهُمْ» .

قوله تعالى: وَ لَهَدَيْناهُمْ صِراطاً مُسْتَقِيماً قد مضى الكلام في معنى الصراط المستقيم في ذيل قوله: اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ‏ (الحمد/ 6)، في الجزء الأول من الكتاب.

قوله تعالى: وَ مَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَ الرَّسُولَ‏ - الى قوله- وَ حَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً جمع بين اللّه و الرسول في هذا الوعد الحسن مع كون الآيات السابقة متعرضة لإطاعة الرسول و التسليم لحكمه و قضائه، لتخلل ذكره تعالى بينهما في قوله: وَ لَوْ أَنَّا كَتَبْنا عَلَيْهِمْ‏ ، الخ؛ فالطاعة المفترضة طاعته تعالى و طاعة رسوله، و قد بدأ الكلام على هذا النحو في قوله: أَطِيعُوا اللَّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ‏ ، الآية.

و قوله: فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ‏ ، يدل على اللحوق دون الصيرورة فهؤلاء ملحقون بجماعة المنعم عليهم، و هم أصحاب المستقيم الذي لم ينسب في كلامه تعالى الى غيره إلّا الى هذه الجماعة في قوله تعالى: اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ‏ (الحمد/ 7)، و بالجملة فهم ملحقون بهم غير صائرين منهم كما لا يخلو قوله‏ «وَ حَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً» من تلويح إليه، و قد تقدم أن المراد بهذه النعمة هي الولاية.

و أما هؤلاء الطوائف الأربع أعني النبيين و الصديقين و الشهداء و الصالحين فالنبيون هم أصحاب الوحي الذين عندهم نبأ الغيب، و لا خبرة لنا من حالهم بأزيد من ذلك إلّا من حيث الآثار، و قد تقدم أن المراد بالشهداء شهداء الأعمال فيما يطلق من لفظ الشهيد في القرآن دون المستشهدين في معركة القتال، و أن المراد بالصالحين هم أهل اللياقة بنعم اللّه.

مختصر الميزان فى تفسير القرآن، ج‏1، ص: 713

و أما الصديقون فالذي يدل عليه لفظه هو أنه مبالغة من الصدق، و من الصدق ما هو في القول، و منه ما هو في الفعل، و صدق الفعل هو مطابقته للقول لأنه حاك عن الاعتقاد فاذا صدق في حكايته كان حاكيا لما في الضمير من غير تخلف، و صدق القول طابقته لما في الواقع، و حيث كان القول نفسه من الفعل بوجه كان الصادق في فعله لا يخبر إلّا عما يعلم صدقه و أنه حق، ففي قوله الصدق الخبري و المخبري جميعا.

فالصديق الذي لا يكذب أصلا هو الذي لا يفعل إلّا ما يراه حقا من غير اتباع لهوى النفس، و لا يقول إلّا ما يرى أنه حق، و لا يرى شيئا إلّا ما هو حق فهو يشاهد حقائق الأشياء، و يقول الحق، و يفعل الحق.

و على ذلك فيترتب المراتب فالنبيون و هم السادة، ثم الصديقون و هم شهداء الحقائق و الأعمال، و الشهداء و هم شهداء الأعمال، و الصالحون و هم المتهيؤون للكرامة الإلهية.

و قوله تعالى: وَ حَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً أي من حيث الرفاقة فهو تمييز، قيل: و لذلك لم يجمع، و قيل: المعنى: حسن كل واحد منهم رفيقا، و هو حال نظير قوله: ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلًا (الحج/ 5).

قوله تعالى: ذلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللَّهِ وَ كَفى‏ بِاللَّهِ عَلِيماً «ذلِكَ» و إتيانه بصيغة الإشارة الدالة على البعيد و دخول اللام في الخبر يدل على تفخيم أمر هذا الفضل كأنه كل الفضل، و ختم الآية بالعلم لكون الكلام في درجات الإيمان التي لا سبيل الى تشخيصها إلّا العلم الإلهي.

و اعلم أن في هذه الآيات الشريفة موارد عديدة من الالتفات الكلامي متشابك بعضها مع بعض فقد أخذ المؤمنون في صدر الآيات مخاطبين ثم في قوله‏ «وَ لَوْ أَنَّا كَتَبْنا عَلَيْهِمْ» كما مر غائبين، و كذلك أخذ تعالى نفسه في مقام الغيبة في صدر الآيات في قوله: أَطِيعُوا اللَّهَ‏ ، الآية؛ ثم‏

مختصر الميزان فى تفسير القرآن، ج‏1، ص: 714

في مقام المتكلم مع الغير في قوله: وَ ما أَرْسَلْنا مِنْ رَسُولٍ‏ ، الآية؛ ثم الغيبة في قوله: بِإِذْنِ اللَّهِ‏ ، الآية؛ ثم المتكلم مع الغير في قوله: وَ لَوْ أَنَّا كَتَبْنا ، الآية؛ ثم الغيبة في قوله: وَ مَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَ الرَّسُولَ‏ ، الآية.

و كذلك الرسول اخذ غائبا في صدر الآيات في قوله: وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ‏ ، الآية، ثم مخاطبا في قوله: ذلِكَ خَيْرٌ ، الآية؛ ثم غائبا في قوله: وَ اسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ‏ ، الآية؛ ثم مخاطبا في قوله: فَلا وَ رَبِّكَ‏ ، الآية؛ ثم غائبا في قوله: وَ مَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَ الرَّسُولَ‏ ، الآية، ثم مخاطبا في قوله: وَ حَسُنَ أُولئِكَ‏ ، الآية، فهذه عشر موارد من الالتفات الكلامي و النكات المختصة بكل مورد مورد ظاهرة للمتدبر «1» .

[سورة النساء (4): الآيات 71 الى 76]

يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ فَانْفِرُوا ثُباتٍ أَوِ انْفِرُوا جَمِيعاً (71) وَ إِنَّ مِنْكُمْ لَمَنْ لَيُبَطِّئَنَّ فَإِنْ أَصابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قالَ قَدْ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيَّ إِذْ لَمْ أَكُنْ مَعَهُمْ شَهِيداً (72) وَ لَئِنْ أَصابَكُمْ فَضْلٌ مِنَ اللَّهِ لَيَقُولَنَّ كَأَنْ لَمْ تَكُنْ بَيْنَكُمْ وَ بَيْنَهُ مَوَدَّةٌ يا لَيْتَنِي كُنْتُ مَعَهُمْ فَأَفُوزَ فَوْزاً عَظِيماً (73) فَلْيُقاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يَشْرُونَ الْحَياةَ الدُّنْيا بِالْآخِرَةِ وَ مَنْ يُقاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيُقْتَلْ أَوْ يَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً (74) وَ ما لَكُمْ لا تُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَ الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجالِ وَ النِّساءِ وَ الْوِلْدانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنا أَخْرِجْنا مِنْ هذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُها وَ اجْعَلْ لَنا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا وَ اجْعَلْ لَنا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيراً (75)

الَّذِينَ آمَنُوا يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَ الَّذِينَ كَفَرُوا يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقاتِلُوا أَوْلِياءَ الشَّيْطانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطانِ كانَ ضَعِيفاً (76)

(1). النساء 59- 70: بحث روائي في: اولي الامر؛ اولوا الأمر هم علي عليه السّلام و الائمة المعصومون عليهم السّلام مرافقة المؤمنين مع النبيين في الجنة.

مختصر الميزان فى تفسير القرآن، ج‏1، ص: 715

بيان:

قوله تعالى: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ فَانْفِرُوا ثُباتٍ أَوِ انْفِرُوا جَمِيعاً الحذر بالكسر فالسكون ما يحذر به و هو آلة الحذر كالسلاح، و ربما قيل: إنه مصدر كالحذر بفتحتين، و النفر هو السير الى جهة مقصودة، و أصله الفزع، فالنفر من محل السير فزع عنه و الى محل السير فزع إليه، و الثبات جمع ثبة، و هي الجماعة على تفرقة، فالثبات الجماعة بعد الجماعة بحيث تتفصل ثانية عن اولى، و ثالثة عن ثانية، و يؤيد ذلك مقابلة قوله‏ «فَانْفِرُوا ثُباتٍ» قوله‏ «أَوِ انْفِرُوا جَمِيعاً» .

و التفريع في قوله: فَانْفِرُوا ثُباتٍ‏ ، على قوله: خُذُوا حِذْرَكُمْ‏ ، بظاهره يؤيد كون المراد بالحذر ما به الحذر على أن يكون كناية عن التهيؤ التام للخروج الى الجهاد و يكون المعنى:

خذوا أسلحتكم أي أعدوا للخروج و اخرجوا الى عدوكم فرقة فرقة (سرايا) أو اخرجوا إليهم جميعا (عسكرا).

صفحه بعد