کتابخانه تفاسیر

پایگاه داده های قرآنی اسلامی
کتابخانه بالقرآن

مختصر الميزان فى تفسير القرآن

المجلد الاول

بحث حول الأساليب التفسيرية المختلفة الأسلوب التفسيري الصحيح الميزان في تفسير القرآن مختصر الميزان في تفسير القرآن مميزات هذا الكتاب مقدمة الميزان في تفسير القرآن

سورة البقرة و هي مأتان و ست و ثمانون آية

سورة آل عمران مدنية و هي مائتا آية

سورة النساء مدنية و هي مائة و ست و سبعون آية

المجلد الثانى

سورة المائدة مدنية و هي مائة و عشرون آية

سورة الأعراف مكية و هي مائتا و ستة آية

المجلد الثالث

الجزء الرابع

المجلد الخامس

الجزء السادس

مختصر الميزان فى تفسير القرآن


صفحه قبل

مختصر الميزان فى تفسير القرآن، ج‏4، ص: 667

و قوله: فَوَجَدَ فِيها رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلانِ‏ أي يتنازعان و يتضاربان، و قوله: «هذا مِنْ شِيعَتِهِ وَ هذا مِنْ عَدُوِّهِ» حكاية حال تمثل به الواقعة، و معناه: أن أحدهما كان إسرائيليا من متّبعيه في دينه- فإن بني إسرائيل كانوا ينتسبون يومئذ الى آبائهم إبراهيم و إسحاق و يعقوب عليهم السّلام في دينهم و إن كان لم يبق لهم منه إلّا الإسم و كانوا يتظاهرون بعبادة فرعون- و الآخر قبطيا عدوا له لأن القبط كانوا أعداء بني إسرائيل، و من الشاهد أيضا على كون هذا الرجل قبطيا قوله في موضع آخر يخاطب ربه: وَ لَهُمْ عَلَيَّ ذَنْبٌ فَأَخافُ أَنْ يَقْتُلُونِ‏ (الشعراء/ 14).

و قوله: فَاسْتَغاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ‏ الإستغاثة:

الاستنثار من الغوث بمعنى النصرة أي طلب الإسرائيلي من موسى أن ينصره على عدوه القبطي.

و قوله: فَوَكَزَهُ مُوسى‏ فَقَضى‏ عَلَيْهِ‏ ضميرا «وكزه» و «عَلَيْهِ» للذي من عدوه و الوكز- على ما ذكره الراغب و غيره- الطعن و الدفع و الضرب بجمع الكف، و القضاء هو الحكم و القضاء عليه كناية عن الفراغ من أمره بموته، و المعنى: فدفعه أو ضربه موسى بالوكز فمات، و كان قتل خطأ و لولا ذلك لكان من حق الكلام أن يعبّر بالقتل.

و قوله: قالَ هذا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُضِلٌّ مُبِينٌ‏ الإشارة بهذا الى ما وقع بينهما من الاقتتال حتى أدى الى موت القبطي و قد نسبه نوع نسبة الى عمل الشيطان إذ قال: «هذا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطانِ» و «مِنْ» ابتدائية تفيد معنى الجنس أو نشوئية، و المعنى: هذا الذي وقع من المعاداة و الاقتتال من جنس العمل المنسوب الى الشيطان أو ناش من عمل الشيطان فإنه هو الذي أوقع العداوة و البغضاء بينهما و أغرى على الاقتتال حتى أدى ذلك الى مداخلة موسى و قتل القبطي بيده فأوقعه ذلك في خطر عظيم و قد كان يعلم أن الواقعة لا تبقى خفيّة مكتومة و أن القبط سيثورون عليه و أشرافهم و ملاؤهم و على رأسهم فرعون‏

مختصر الميزان فى تفسير القرآن، ج‏4، ص: 668

سينتقمون منه و من كل من تسبب الى ذلك أشد الانتقام.

فعند ذلك تنبه عليه السّلام أنه أخطأ فيما فعله من الوكز الذي أورده مورد الهلكة و لا ينسب الوقوع في الخطأ الى اللّه سبحانه لأنه لا يهدي إلّا الى الحق و الصواب فقضي أن ذلك منسوب الى الشيطان.

و فعله ذاك و إن لم يكن معصية منه لوقوعه خطأ و كون دفاعه عن الإسرائيلي دفعا لكافر ظالم، لكن الشيطان كما يوقع بوسوسته الإنسان في الإثم و المعصية كذلك يوقعه في أي مخالفة للصواب يقع بها في الكلفة و المشقة كما أوقع آدم و زوجه فيما أوقع من أكل الشجرة المنهيّة فأدى ذلك الى خروجهما من الجنة.

فقوله: هذا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطانِ‏ انزجار منه عما وقع من الاقتتال المؤدي الى قتل القبطي و وقوعه في عظيم الخطر و ندم منه على ذلك، و قوله: «إِنَّهُ عَدُوٌّ مُضِلٌّ مُبِينٌ» إشارة منه الى ان فعله كان من الضلال المنسوب الى الشيطان و إن لم يكن من المعصية التي فيها إثم و مؤاخذة بل خطأ محضا لا ينسب الى اللّه بل الى الشيطان الذي هو عدو مضل مبين، فكان ذلك منه نوعا من سوء التدبير و ضلال السعي يسوقه الى عاقبة و خيمة و لذا لما اعترض عليه فرعون بقوله: «وَ فَعَلْتَ فَعْلَتَكَ الَّتِي فَعَلْتَ وَ أَنْتَ مِنَ الْكافِرِينَ» أجابه بقوله: فَعَلْتُها إِذاً وَ أَنَا مِنَ الضَّالِّينَ‏ (الشعراء/ 20).

قوله تعالى: قالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ‏ اعتراف منه عند ربه بظلمه نفسه حيث أوردها مورد الخطر و ألقاها في التهلكة، و منه يظهر أن المراد بالمغفرة المسؤولية في قوله: «فَاغْفِرْ لِي» هو إلغاء تبعة فعله و إنجاؤه من الغم و تخليصه من شر فرعون و ملأه، كما يظهر من قوله تعالى: وَ قَتَلْتَ نَفْساً فَنَجَّيْناكَ مِنَ الْغَمِ‏ (طه/ 40).

و هذا الاعتراف بالظلم و سؤال المغفرة نظير ما وقع من آدم و زوجه المحكي في قوله تعالى:

مختصر الميزان فى تفسير القرآن، ج‏4، ص: 669

قالا رَبَّنا ظَلَمْنا أَنْفُسَنا وَ إِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنا وَ تَرْحَمْنا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخاسِرِينَ‏ (الأعراف/ 23).

قوله تعالى: قالَ رَبِّ بِما أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيراً لِلْمُجْرِمِينَ‏ قيل:

الباء في قوله: «بِما أَنْعَمْتَ» للسببية و المعنى رب بسبب ما أنعمت علي، لك علي أن لا أكون معينا للمجرمين فيكون عهدا منه للّه تعالى و قيل: الباء للقسم و الجواب محذوف و المعنى: أقسم بما أنعمت علي لأتوبن أو لأمتنعن فلن أكون ظهيرا للمجرمين، و قيل: القسم استعطافي و هو القسم الواقع في الإنشاء كقولك باللّه زرني، و المعنى أقسمك أن تعطف علي و تعصمني فلن أكون ظهيرا للمجرمين.

و الوجه الأول هو الأوجه لأن المراد بقوله: «بِما أَنْعَمْتَ عَلَيَّ» - على ما ذكروه- إما إنعامه تعالى عليه إذ حفظه و خلصه من قتل فرعون و ردّه الى أمه، و إما إنعامه عليه إذ قبل توبته من قتل القبطي و غفر له بناء على أنه علم مغفرته تعالى بإلهام أو رؤيا أو نحوهما و كيف كان فهو إقسام بغيره تعالى، و المعنى أقسم بحفظك إياي أو أقسم بمغفرتك لي، و لم يعهد في كلامه تعالى حكاية قسم من غيره بغيره بهذا النحو.

و قوله: فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيراً لِلْمُجْرِمِينَ‏ قيل: المراد بالمجرم من أوقع غيره في الجرم أو من أدّت إعانته الى جرم كالإسرائيلي الذي خاصمه القبطي فأوقعت إعانته موسى في جرم القتل فيكون في لفظ المجرمين مجاز في النسبة من حيث تسمية السلب الموقع في الجرم مجرما.

و قيل: المراد بالمجرمين فرعون و قومه و المعنى: أقسم بإنعامك علي لأتوبن فلن أكون معينا لفرعون و قومه بصحبتهم و ملازمتهم و تكثير سوادهم كما كنت أفعله الى هذا اليوم.

ورد هذا الوجه الثاني بأنه لا يناسب المقام.

و الحق أن قوله: «رَبِّ بِما أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيراً لِلْمُجْرِمِينَ» عهد من موسى عليه السّلام أن‏

مختصر الميزان فى تفسير القرآن، ج‏4، ص: 670

لا يعين مجرما على إجرامه شكرا للّه تعالى على ما أنعم عليه، و المراد بالنعمة و قد أطلقت إطلاقا الولاية الإلهية على ما يشهد به قوله تعالى: فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَ الصِّدِّيقِينَ وَ الشُّهَداءِ وَ الصَّالِحِينَ‏ (النساء/ 69).

و هؤلاء أهل الصراط المستقيم مأمونون من الضلال و الغضب لقوله تعالى: اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَ لَا الضَّالِّينَ‏ (الفاتحة/ 7)، و ترتب الامتناع عن إعانة المجرمين على الإنعام بهذا المعنى ظاهر لا سترة عليه.

و من هنا يظهر أن المراد بالمجرمين أمثال فرعون و قومه دون أمثال الإسرائيلي الذي أعانه فلم يكن في إعانته جرم و لا كان و كز القبطي جرما حتى يتوب عليه السّلام منه كيف؟ و هو عليه السّلام من أهل الصراط المستقيم الذين لا يضلون بمعصيته، و قد نص تعالى على كونه من المخلصين الذين لا سبيل للشيطان اليهم بالإغواء حيث قال: إِنَّهُ كانَ مُخْلَصاً وَ كانَ رَسُولًا نَبِيًّا (مريم/ 51).

و قد نص تعالى أيضا آنفا بأنه آتاه حكما و علما و أنه من المحسنين و من المتقين من أمره أن لا تستخفه عصبية قومية أو غضب من غير ما ينبغي أو إعانة و نصرة لمجرم في إجرامه.

و قد كرر «قالَ» ثلاثا حيث قيل: قالَ هذا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطانِ‏ قالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي‏ قالَ رَبِّ بِما أَنْعَمْتَ عَلَيَ‏ و ذلك لاختلاف السياق في الجمل الثلاث فالجملة الاولى قضاء منه و حكم، و الجملة الثانية استغفار و دعاء، و الجملة الثالثة عهد و التزام.

قوله تعالى: فَأَصْبَحَ فِي الْمَدِينَةِ خائِفاً يَتَرَقَّبُ فَإِذَا الَّذِي اسْتَنْصَرَهُ بِالْأَمْسِ يَسْتَصْرِخُهُ قالَ لَهُ مُوسى‏ إِنَّكَ لَغَوِيٌّ مُبِينٌ‏ تقييد «أصبح» بقوله: «فِي الْمَدِينَةِ» دليل على أنه بقي في المدينة و لم يرجع الى قصر فرعون، و الاستصراخ الاستغاثة برفع الصوت من الصراخ بمعنى الصياح، و الغواية إخطاء الصواب خلاف الرشد.

مختصر الميزان فى تفسير القرآن، ج‏4، ص: 671

و المعنى: فأصبح موسى في المدينة- و لم يرجع الى بلاط فرعون- و الحال أنه خائف من فرعون ينتظر الشر ففاجأه أن الإسرائيلي الذي استنصره على القبطي بالأمس يستغيث به رافعا صوته على قبطي آخر قال موسى للإسرائيلي توبيخا و تأنيبا: إنك لغويّ مبين لا تسلك سبيل الرشد و الصواب لأنه كان يخاصم و يقتتل قوما ليس في مخاصمتهم و المقاومة عليهم إلّا الشر كل الشر.

قوله تعالى: فَلَمَّا أَنْ أَرادَ أَنْ يَبْطِشَ بِالَّذِي هُوَ عَدُوٌّ لَهُما قالَ يا مُوسى‏ أَ تُرِيدُ أَنْ تَقْتُلَنِي كَما قَتَلْتَ نَفْساً بِالْأَمْسِ‏ الى آخر الآية؛ ذكر جل المفسرين أن ضمير «قالَ» للاسرائيلي الذي كان يستصرخه و ذلك أنه ظن أن موسى إنما يريد أن يبطش به لما سمعه يعاتبه قبل بقوله: «إِنَّكَ لَغَوِيٌّ مُبِينٌ» فهاله ما رأي من إرادته البطش فقال: «يا مُوسى‏ أَ تُرِيدُ أَنْ تَقْتُلَنِي كَما قَتَلْتَ نَفْساً بِالْأَمْسِ» الخ؛ فعلم القبطي عند ذلك أن موسى هو الذي قتل القبطي بالأمس فرجع الى فرعون فأخبره الخبر فائتمروا بموسى و عزموا على قتله.

و ما ذكروه في محله لشهادة السياق بذلك فلا يعبأ بما قيل: إن القائل هو القبطي دون الاسرائيلي، هذا و معنى باقي الآية ظاهر. و في قوله: «أَنْ يَبْطِشَ بِالَّذِي هُوَ عَدُوٌّ لَهُما» تعريض للتوراة الحاضرة حيث تذكر أن المتقاتلين هذين كانا جميعا إسرائيليين، و فيه أيضا تأييد أن القائل‏ «يا مُوسى‏ أَ تُرِيدُ» الخ؛ الاسرائيلي دون القبطي لأن سياقه سياق اللوم و الشكوى.

قوله تعالى: وَ جاءَ رَجُلٌ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعى‏ قالَ يا مُوسى‏ إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ‏ الخ؛ الائتمار المشاورة، و النصيحة خلاف الخيانة.

و الظاهر كون قوله: «مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ» قيد لقوله: «جاءَ» فسياق القصة يعطي أن الائتمار كان عند فرعون و بأمر منه، و أن هذا الرجل جاء من هناك و قد كان قصر فرعون في أقصى المدينة و خارجها فأخبر موسى بما قصدوه من قتله و أشار عليه بالخروج من‏

مختصر الميزان فى تفسير القرآن، ج‏4، ص: 672

المدينة.

و هذا الاستئناس من الكلام يؤيد ما تقدم أن قصر فرعون الذي كان يسكنه كان خارج المدينة، و معنى الآية ظاهر.

قوله تعالى: فَخَرَجَ مِنْها خائِفاً يَتَرَقَّبُ قالَ رَبِّ نَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ‏ فيه تأييد أنه ما كان يرى قتله القبطي خطأ جرما لنفسه‏ «1» .

[سورة القصص (28): الآيات 22 الى 28]

وَ لَمَّا تَوَجَّهَ تِلْقاءَ مَدْيَنَ قالَ عَسى‏ رَبِّي أَنْ يَهْدِيَنِي سَواءَ السَّبِيلِ (22) وَ لَمَّا وَرَدَ ماءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَ وَجَدَ مِنْ دُونِهِمُ امْرَأَتَيْنِ تَذُودانِ قالَ ما خَطْبُكُما قالَتا لا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعاءُ وَ أَبُونا شَيْخٌ كَبِيرٌ (23) فَسَقى‏ لَهُما ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ فَقالَ رَبِّ إِنِّي لِما أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ (24) فَجاءَتْهُ إِحْداهُما تَمْشِي عَلَى اسْتِحْياءٍ قالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ ما سَقَيْتَ لَنا فَلَمَّا جاءَهُ وَ قَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ قالَ لا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (25) قالَتْ إِحْداهُما يا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ (26)

قالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنْكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هاتَيْنِ عَلى‏ أَنْ تَأْجُرَنِي ثَمانِيَ حِجَجٍ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْراً فَمِنْ عِنْدِكَ وَ ما أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ سَتَجِدُنِي إِنْ شاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ (27) قالَ ذلِكَ بَيْنِي وَ بَيْنَكَ أَيَّمَا الْأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ فَلا عُدْوانَ عَلَيَّ وَ اللَّهُ عَلى‏ ما نَقُولُ وَكِيلٌ (28)

(1). القصص 15- 21: بحث روائي في موسى و قتله القبطي.

مختصر الميزان فى تفسير القرآن، ج‏4، ص: 673

بيان:

قوله تعالى: وَ لَمَّا تَوَجَّهَ تِلْقاءَ مَدْيَنَ قالَ عَسى‏ رَبِّي أَنْ يَهْدِيَنِي سَواءَ السَّبِيلِ‏ قال في المجمع: تلقاء الشي‏ء حذاؤه، و يقال: فعل ذلك من تلقاء نفسه أي من حذاء داعي نفسه. و قال: سواء السبيل وسط الطريق انتهى.

و مدين- على ما في مراصد الاطلاع- مدينة قوم شعيب و هي تجاه تبوك على بحر القلزم بينهما ست مراحل و هي أكبر من تبوك و بها البئر التي استقى منها موسى لغنم شعيب عليهما السّلام انتهى، و يقال: إنه كان بينهما و بين مصر مسيرة ثمان و كانت خارجة من سلطان فرعون و لذا توجه اليها.

و المعنى: و لما صرف وجهه بعد الخروج من مصر حذاء مدين قال: أرجو من ربي أن يهديني وسط الطريق فلا أضل بالعدول عنه و الخروج منه الى غيره.

و السياق- كما ترى- يعطي أنه عليه السّلام كان قاصدا لمدين و هو لا يعرف الطريق الموصلة اليها فترجى أن يهديه ربه.

صفحه بعد