کتابخانه تفاسیر
البرهان فى تفسير القرآن، ج1، ص: 103
العباس بن معروف، عن صفوان بن يحيى، عمن حدثه، عن أبي عبدالله (عليه السلام) أنه سئل عن بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ، فقال: «الباء بهاء الله، و السين سناء الله، و الميم ملك الله».
قال: قلت: الله؟ قال: «الألف آلاء الله على خلقه من النعيم بولايتنا، و اللام إلزام الله خلقه ولايتنا».
قلت: فالهاء؟ قال: «هوان لمن خالف محمدا و آل محمد (صلوات الله عليهم أجمعين)».
قلت: الرحمن؟ قال: «بجميع العالم».
قلت: الرحيم؟ قال: «بالمؤمنين خاصة».
262/ «7» - و عنه، قال: حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني (رضي الله عنه)، قال: أخبرنا أحمد بن محمد ابن سعيد مولى بني هاشم، عن علي بن الحسن بن فضال، عن أبيه، قال: سألت الرضا علي بن موسى (عليه السلام) عن بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ فقال: «معنى قول القائل: بسم الله، أي: أسمي على نفسي سمة من سمات الله عز و جل و هي العبادة».
قال: فقلت له: و ما السمة؟ قال: «العلامة».
263/ «8» - و عنه، قال: حدثنا محمد بن القاسم الجرجاني المفسر (رحمه الله)، قال: حدثنا أبو يعقوب يوسف بن محمد بن زياد، و أبو الحسن علي بن محمد بن سيار، و كانا من الشيعة الإمامية، عن أبويهما، عن الحسن بن علي بن محمد (عليهم السلام) في قول الله عز و جل: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ، فقال: «هو الله الذي يتأله «1» إليه عند الحوائج و الشدائد كل مخلوق، عند انقطاع الرجاء عن كل من هو دونه، و تقطع الأسباب من جميع من سواه، تقول: بسم الله، أي استعين على أموري كلها بالله، الذي لا تحق العبادة إلا له، و المغيث إذا استغيث، و المجيب إذا دعي.
و هو
ما قال رجل للصادق (عليه السلام): يا بن رسول الله، دلني على الله ما هو، فقد أكثر علي المجادلون و حيروني؟ فقال له: يا عبدالله، هل ركبت سفينة قط؟ قال: نعم. فقال: هل كسرت بك، حيث لا سفينة تنجيك، و لا سباحة تغنيك؟ قال: نعم.
قال الصادق (عليه السلام): فهل تعلق قلبك هنالك أن شيئا من الأشياء قادر على أن يخلصك من ورطتك؟ قال:
نعم. قال الصادق (عليه السلام): فذلك الشيء هو الله، القادر على الإنجاء حيث لا منجي، و على الإغاثة حيث لا مغيث.
ثم قال الصادق (عليه السلام): و لربما ترك بعض شيعتنا في افتتاح أمره بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ فيمتحنه الله عز و جل بمكروه، لينبهه على شكر الله تبارك و تعالى و الثناء عليه، و يمحق عنه وصمة «2» تقصيره،
(7)- معاني الأخبار: 3/ 1.
(8)- التّوحيد: 230/ 5، معاني الأخبار: 4/ 2.
(1) أله إلى كذا: لجأ إليه، لأنّه سبحانه و تعالى المفزّع الذي يلجأ إليه في كل أمر. «لسان العرب- أله- 13: 469».
(2) الوصم: العيب و العار. «الصحاح- و صم- 5: 2052».
البرهان فى تفسير القرآن، ج1، ص: 104
عند تركه قول: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ .
قال: و قام رجل إلى علي بن الحسين (عليه السلام) فقال: أخبرني ما معنى بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ؟
فقال علي بن الحسين (عليه السلام): حدثني أبي، عن أخيه الحسن، عن أبيه أمير المؤمنين (عليه السلام): أن رجلا قام إليه، فقال: يا أمير المؤمنين، أخبرني عن بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ما معناه؟
فقال: إن قولك: الله، أعظم اسم من أسماء الله عز و جل، و هو الاسم الذي لا ينبغي أن يسمى به غير الله، و لم يتسم به مخلوق.
فقال الرجل: فما تفسير قول الله؟
قال: هو الذي يتأله إليه عند الحوائج و الشدائد كل مخلوق، عند انقطاع الرجاء من جميع من [هو] دونه، و تقطع الأسباب من كل ما سواه، و ذلك [أن] كل مترئس في هذه الدنيا، و متعظم فيها، و إن عظم غناه و طغيانه، و كثرت حوائج من دونه إليه، فإنهم سيحتاجون حوائج [لا يقدر عليها هذا المتعاظم، و كذلك هذا المتعاظم يحتاج حوائج] لا يقدر عليها، فينقطع إلى الله عند ضرورته و فاقته، حتى إذا كفى همه، عاد إلى شركه. أما تسمع الله عز و جل يقول: قُلْ أَ رَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتاكُمْ عَذابُ اللَّهِ أَوْ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ أَ غَيْرَ اللَّهِ تَدْعُونَ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ* بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ فَيَكْشِفُ ما تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِنْ شاءَ وَ تَنْسَوْنَ ما تُشْرِكُونَ «1» فقال الله جل و عز لعباده: أيها الفقراء إلى رحمتي، إني قد ألزمتكم الحاجة إلي في كل حال، و ذلة العبودية في كل وقت، فإلي فافزعوا في كل أمر تأخذون و ترجون تمامه و بلوغ غايته، فإني إن أردت أن أعطيكم، لم يقدر غيري على منعكم، و إن أردت أن أمنعكم، لم يقدر غيري على إعطائكم، فأنا أحق من يسأل، و أولى من تضرع إليه.
فقولوا عند افتتاح كل أمر صغير أو عظيم بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ أي: استعين على هذا الأمر، الذي لا تحق العبادة لغيره، إلا له، المجيب إذا دعي، المغيث إذا استغيث، الرحمن الذي يرحم يبسط الرزق علينا، الرحيم بنا في أدياننا، و دنيانا، و آخرتنا، خفف علينا الدين، و جعله سهلا خفيفا، و هو يرحمنا بتمييزنا من أعدائه».
ثم قال: «قال رسول الله (صلى الله عليه و آله): من حزنه أمر تعاطاه فقال: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ و هو مخلص لله، و يقبل بقلبه إليه، لم ينفك من إحدى اثنتين: إما بلوغ حاجته في الدنيا، و إما يعد له عند ربه و يدخر له، و ما عند الله خير و أبقى للمؤمنين».
264/ «9» - العياشي: عن عبدالله بن سنان، عن أبي عبدالله (عليه السلام)، في تفسير بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ فقال: «الباء بهاء الله، و السين سناء الله، و الميم مجد الله- و رواه غيره عنه: ملك الله- و الله إله الخلق، الرحمن بجميع العالم، الرحيم بالمؤمنين خاصة».
و رواه غيره عنه: «و الله إله كل شيء».
(9)- تفسير العيّاشي 1: 22/ 18- 20.
(1) الأنعام 6: 40 و 41.
البرهان فى تفسير القرآن، ج1، ص: 105
265/ «10» - عن الحسن بن خرزاذ، قال: كتبت إلى الصادق (عليه السلام) أسأل عن معنى الله. فقال: «استولى على ما دق و جل».
266/ «11» - تفسير الإمام أبي محمد العسكري (عليه السلام) قال: «قال الصادق (عليه السلام): و لربما ترك في افتتاح أمر بعض شيعتنا بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ فيمتحنه الله بمكروه، لينبهه على شكر الله و الثناء عليه، و يمحو عنه وصمة تقصيره، عند تركه قول: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ .
لقد دخل عبدالله بن يحيى على أمير المؤمنين (عليه السلام)، و بين يديه كرسي، فأمره بالجلوس عليه، فجلس عليه، فمال به حتى سقط على رأسه، فأوضح عن عظم رأسه، و سال الدم، فأمر أمير المؤمنين (عليه السلام) بماء، فغسل عنه ذلك الدم. ثم قال: ادن مني، [فدنا منه] فوضع يده على موضحته «1» ، و قد كان يجد من ألمها ما لا صبر له معه، و مسح يده عليها و تفل فيها، حتى اندمل و صار كأنه لم يصبه شيء قط.
و قال أمير المؤمنين (عليه السلام): يا عبدالله، الحمد لله الذي جعل تمحيص ذنوب شيعتنا في الدنيا بمحنهم، لتسلم لهم طاعاتهم، و يستحقوا عليها ثوابها.
فقال عبدالله بن يحيى: يا أمير المؤمنين، و إنا لا نجازى بذنوبنا إلا في الدنيا؟
قال: نعم، أما سمعت قول رسول الله (صلى الله عليه و آله): الدنيا سجن المؤمن، و جنة الكافر. إن الله تعالى طهر شيعتنا من ذنوبهم في الدنيا بما يبتليهم به من المحن، و بما يغفره لهم، فإن الله تعالى يقول: وَ ما أَصابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِما كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَ يَعْفُوا عَنْ كَثِيرٍ «2» حتى إذا وردوا يوم القيامة، توفرت عليهم طاعاتهم و عباداتهم.
و إن أعداءنا يجازيهم عن طاعة تكون في الدنيا منهم- و إن كان لا وزن لها، لأنه لا إخلاص معها- حتى إذا وافوا القيامة، حملت عليهم ذنوبهم، و بغضهم لمحمد و آله (صلوات الله عليهم أجمعين) و خيار أصحابه، فقذفوا في النار.
فقال عبدالله بن يحيى: يا أمير المؤمنين، قد أفدتني و علمتني، فإن رأيت أن تعرفني ذنبي الذي امتحنت به في هذا المجلس، حتى لا أعود إلى مثله؟
فقال: تركك حين جلست أن تقول: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ فجعل الله ذلك لسهوك عما ندبت إليه تمحيصا بما أصابك، أما علمت أن رسول الله (صلى الله عليه و آله) حدثني، عن الله عز و جل أنه قال: كل أمر ذي بال لم يذكر فيه اسم الله، فهو أبتر؟
فقلت: بلى- بأبي أنت و أمي- لا أتركها بعدها. قال: إذن تحظى «3» و تسعد.
قال عبدالله بن يحيى: يا أمير المؤمنين، ما تفسير بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ؟
(10)- تفسير العيّاشي 1: 21/ 15.
(11)- التفسير المنسوب إلى الإمام العسكري (عليه السّلام): 22/ 7.
(1) الموضحة: الشجّة التي تبدي وضح العظم. «الصحاح- وضح- 1: 416».
(2) الشّورى 42: 30.
(3) في المصدر: تحصن بذلك.
البرهان فى تفسير القرآن، ج1، ص: 106
قال: إن العبد إذا أراد أن يقرأ، أو يعمل عملا، فيقول: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ أي بهذا الاسم أعمل هذا العمل، فكل عمل يعمله، يبدأ فيه ب بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ فإنه مبارك له فيه».
267/ «12» - (ربيع الأبرار) للزمخشري: قال: قال رجل لجعفر بن محمد (عليهما السلام): ما الدليل على الله، و لا تذكر لي العالم و العرض و الجواهر؟ فقال له: «هل ركبت البحر؟» قال: نعم. قال: «فهل عصفت بكم الريح، حتى خفتم الغرق؟» قال: نعم. قال: [قال: «فهل انقطع رجاؤك من المركب و الملاحين؟» قال: نعم.] قال: «فهل تتبعت نفسك أن ثم من ينجيك؟» قال: نعم.
قال: «فإن ذاك هو الله سبحانه و تعالى، قال الله: عز و جل: ضَلَّ مَنْ تَدْعُونَ إِلَّا إِيَّاهُ «1» و إِذا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْئَرُونَ ». «2»
قوله عز و جل:
268/ «1» - محمد بن يعقوب: عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن بعض أصحابنا، عن محمد بن هشام، عن ميسر، عن أبي عبدالله (عليه السلام)، قال: «شكر النعمة اجتناب المحارم، و تمام الشكر قول الرجل: الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ ».
269/ «2» - الشيخ الفاضل علي بن عيسى في (كشف الغمة): عن الإمام الصادق (عليه السلام)، قال: «فقد أبي بغلة له، فقال: إن ردها الله علي لأحمدنه بمحامد يرضاها، فلما لبث أن أتي بها بسرجها و لجامها، فلما استوى [عليها] و ضم إليه ثيابه، رفع رأسه إلى السماء، و قال: الْحَمْدُ لِلَّهِ و لم يزد.
ثم قال: ما تركت و لا أبقيت شيئا، جعلت جميع أنواع المحامد لله عز و جل، فما من حمد إلا و هو داخل فيما قلت».
ثم قال علي بن عيسى: صدق و بر (عليه السلام) فإن الألف و اللام في قوله: الْحَمْدُ لِلَّهِ يستغرق الجنس
(12)- ربيع الأبرار 1: 663.
(1)- الكافي 2: 78/ 10.
(2)- كشف الغمّة 2: 118.
(1) الإسراء 17: 67.
(2) النّحل 16: 53.
البرهان فى تفسير القرآن، ج1، ص: 107
و تفرده تعالى بالحمد.
270/ «3» - علي بن إبراهيم، قال: حدثني أبي، عن محمد بن أبي عمير، عن النضر بن سويد، عن أبي بصير، عن أبي عبدالله (عليه السلام) في قوله: الْحَمْدُ لِلَّهِ قال: «الشكر لله».
و في قوله: رَبِّ الْعالَمِينَ قال: «خالق الخلق. الرَّحْمنِ بجميع خلقه الرَّحِيمِ بالمؤمنين خاصة». مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ قال: «يوم الحساب، و الدليل على ذلك قوله: وَ قالُوا يا وَيْلَنا هذا يَوْمُ الدِّينِ «1» يعني يوم الحساب». إِيَّاكَ نَعْبُدُ «مخاطبة الله عز و جل و وَ إِيَّاكَ نَسْتَعِينُ مثله». اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ قال: «الطريق، و معرفة الإمام».
271/ «4» - قال: و حدثني أبي، عن حماد، عن أبي عبدالله (عليه السلام) في قوله: الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ .
قال: «هو أمير المؤمنين (عليه السلام) و معرفته، و الدليل على أنه أمير المؤمنين قوله: وَ إِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتابِ لَدَيْنا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ «2» و هو أمير المؤمنين (عليه السلام) في أم الكتاب.
272/ «5» - و عنه: و حدثني أبي، عن القاسم بن محمد، عن سليمان بن داود المنقري، عن حفص بن غياث، قال: وصف أبو عبدالله (عليه السلام) الصراط، فقال: «ألف سنة صعود، و ألف سنة هبوط، و ألف سنة حدال». «3»
273/ «6» - و عنه: عن سعدان بن مسلم، عن أبي عبدالله (عليه السلام)، قال: سألته عن الصراط، قال: «هو أدق من الشعر، و أحد من السيف؛ فمنهم من يمر «4» عليه مثل البرق، و منهم من يمر عليه مثل عدو الفرس، و منهم من يمر عليه ماشيا، و منهم من يمر عليه حبوا، «5» متعلقا، فتأخذ النار منه شيئا و تترك بعضا».
274/ «7» - و عنه أيضا، قال: و حدثني أبي، عن حماد، عن حريز، عن أبي عبدالله (عليه السلام) أنه قرأ: «اهدنا الصراط المستقيم* صراط من «6» أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم و لا الضالين» قال: «المغضوب عليهم:
النصاب، و الضالين: اليهود و النصارى».
(3)- تفسير القمّي 1: 28.
(4)- تفسير القمّي 1: 28.
(5)- تفسير القمّي 1: 29.
(6)- تفسير القمّي 1: 29.
(7)- تفسير القمّي 1: 29.
(1) الصّافّات 37: 20.
(2) الزّخرف 43: 4.
(3) حدل: مشى في ميل إلى أحد جانبيه. «المعجم الوسيط- حدل- 1: 161».
(4) في «س»: يمشي.
(5) حبا الصبي على استه حبوا، إذا زحف. «الصحاح- حبا- 6: 2307».
(6)
قرأ صراط من أنعمت عليهم عمر بن الخطّاب، و عمرو بن عبد اللّه الزبيري، و روي ذلك عن أهل البيت (عليهم السّلام).
أنظر مجمع البيان 1: 105.
البرهان فى تفسير القرآن، ج1، ص: 108
275/ «8» - و عن ابن أبي عمير، عن ابن أذينة، عن أبي عبدالله (عليه السلام) في قوله: غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَ لَا الضَّالِّينَ . قال: «المغضوب عليهم: النصاب، و الضالين: الشكاك الذين لا يعرفون الإمام».
276/ «9» - سعد بن عبدالله: عن أحمد بن الحسين، عن علي بن الريان، عن عبيد الله بن عبدالله الدهقان، عن أبي الحسن الرضا (عليه السلام)، قال: سمعته يقول: «إن لله خلف هذا النطاق زبرجدة خضراء، منها اخضرت السماء».
قلت: و ما النطاق؟! قال: «الحجاب، و لله عز و جل وراء ذلك سبعون ألف عالم، أكثر من عدة الجن و الإنس، و كلهم يلعن فلانا و فلانا».
277/ «10» - و عنه: عن سلمة بن الخطاب، عن أحمد بن عبد الرحمن بن «1» عبد ربه الصيرفي، عن محمد بن سليمان، عن يقطين الجواليقي، عن فلفلة، عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال: «إن الله عز و جل خلق جبلا محيطا بالدنيا [من] زبرجدة خضراء، و إنما خضرة السماء من خضرة ذلك الجبل، و خلق خلفه خلقا، لم يفترض عليهم شيئا مما افترض على خلقه من صلاة و زكاة، و كلهم يلعن رجلين من هذه الأمة» و سماهما.
278/ «11» - و عنه: عن محمد بن هارون بن موسى، عن أبي سهل بن زياد الواسطي، عن عجلان أبي صالح، «2» قال: سألت أبا عبدالله (عليه السلام) عن قبة آدم، فقلت له: هذه قبة آدم؟
فقال: «نعم، و لله عز و جل قباب كثيرة، أما إن لخلف مغربكم هذا تسعة و تسعين مغربا، أرضا بيضاء مملوءة خلقا، يستضيئون بنورها، لم يعصوا الله طرفة عين، لا يدرون أخلق الله عز و جل آدم أم لم يخلقه، يبرءون من فلان و فلان و فلان».
قيل له: و كيف هذا، و كيف يبرءون من فلان و فلان و فلان و هم لا يدرون أن الله خلق آدم أو لم يخلقه؟! فقال للسائل عن ذلك: «أتعرف إبليس؟». فقال: لا، إلا بالخبر. قال: «إذن أمرت بلعنه و البراءة منه؟». قال:
نعم. قال: «فكذلك أمر هؤلاء».
279/ «12» - و عنه: عن محمد بن عيسى بن عبيد، عن يونس بن عبد الرحمن، عن عبد الصمد بن بشير، عن جابر بن يزيد، عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال: «من وراء شمسكم هذه أربعون عين شمس، ما بين عين شمس إلى عين شمس أربعون عاما، فيها خلق كثير، ما يعلمون أن الله خلق آدم أو لم يخلقه.
(8)- تفسير القمّي 1: 29.
(9)- مختصر بصائر الدرجات: 12.
(10)- مختصر بصائر الدرجات: 11.
(11)- مختصر بصائر الدرجات: 12.
(12)- مختصر بصائر الدرجات: 12.
(1) في «س» و «ط»: عن.
(2) في «س» و «ط»: عجلان بن أبي صالح، و في المصدر: عجلان بن صالح بن صالح، و الظاهر صحّة ما أثبتناه. راجع معجم رجال الحديث 11: 132 و 133.
البرهان فى تفسير القرآن، ج1، ص: 109
و إن من وراء قمركم هذا أربعين قرصا، بين القرص إلى القرص أربعون عاما، فيها خلق كثير، ما يعلمون أن الله عز و جل خلق آدم أو لم يخلقه، قد ألهموا- كما ألهمت النحلة- لعنة الأول و الثاني في كل الأوقات، و قد و كل بهم ملائكة، متى لم يلعنوا عذبوا».
280/ «13» - و عنه: عن الحسن بن عبد الصمد، عن الحسن بن علي بن أبي عثمان، «1» قال: حدثنا العباد بن عبد الخالق، عمن حدثه، عن أبي عبدالله (عليه السلام).
و عن محمد بن سنان، عن المفضل بن عمر، عن أبي عبدالله (عليه السلام)، قال: «إن لله عز و جل ألف عالم، كل عالم منهم أكثر من سبع سماوات و سبع أرضين، ما يرى كل عالم منهم أن لله عالما غيرهم، و أنا الحجة عليهم».
281/ «14» - و عنه: عن أحمد بن محمد بن عيسى، «2» عن الحسين بن سعيد، و محمد بن عيسى بن عبيد، عن الحسين بن سعيد جميعا، عن فضالة بن أيوب، عن القاسم بن بريد، عن محمد بن مسلم، قال: سألت أبا عبدالله (عليه السلام) عن ميراث العلم ما مبلغه، أ جوامع هو من هذا العلم، أم تفسير كل شيء من هذه الأمور التي يتكلم فيها؟
فقال: «إن لله عز و جل مدينتين مدينة بالمشرق، و مدينة بالمغرب، فيهما قوم لا يعرفون إبليس، و لا يعلمون بخلق إبليس، نلقاهم كل حين فيسألوننا عما يحتاجون إليه، و يسألوننا عن الدعاء فنعلمهم، و يسألوننا عن قائمنا متى يظهر.
فيهم عبادة و اجتهاد شديد، لمدينتهم أبواب، ما بين المصراع إلى المصراع مائة فرسخ، لهم تقديس و تمجيد و دعاء و اجتهاد شديد، لو رأيتموهم لاحتقرتم عملكم، يصلي الرجل منهم شهرا لا يرفع رأسه من سجدته، طعامهم التسبيح، و لباسهم الورع، و وجوههم مشرقة بالنور، و إذا رأوا منا واحدا احتوشوه، «3» و اجتمعوا له، و أخذوا من أثره من الأرض يتبركون به، لهم دوي- إذا صلوا- كأشد من دوي الريح العاصف.
منهم جماعة لم يضعوا السلاح مذ كانوا، ينتظرون قائمنا، يدعون الله عز و جل أن يريهم إياه، و عمر أحدهم ألف سنة، إذا رأيتهم رأيت الخشوع و الاستكانة و طلب ما يقربهم إلى الله عز و جل، إذا احتبسنا عنهم ظنوا ذلك من سخط، يتعاهدون أوقاتنا التي نأتيهم فيها، فلا يسأمون و لا يفترون، يتلون كتاب الله عز و جل كما علمناهم، و إن فيما نعلمهم ما لو تلي على الناس لكفروا به و لأنكروه.
يسألوننا عن الشيء إذا ورد عليهم في القرآن لا يعرفونه، فإذا أخبرناهم به انشرحت صدورهم لما يسمعون منا، و سألوا لنا البقاء و أن لا يفقدونا، و يعلمون أن المنة من الله عليهم فيما نعلمهم عظيمة، و لهم خرجة مع الإمام-
(13)- مختصر بصائر الدرجات: 13.
(14)- مختصر بصائر الدرجات: 10.
(1) في «س»: عمير، و الظاهر أنّه تصحيف، راجع جامع الرواة 1: 208، معجم رجال الحديث 5: 20.
(2) في المصدر: أحمد بن عيسى، و الصواب ما في المتن، و روى عنه سعد بن عبد اللّه. كما في الفهرست للطوسي 25: 65، جامع الرواة 1: 69.