کتابخانه تفاسیر

پایگاه داده های قرآنی اسلامی
کتابخانه بالقرآن

التفسير المظهرى

الجزء الثامن

الجزء العاشر

سورة الملك سورة القلم سورة الحاقة سورة المعارج سورة الجن سورة المزمل سورة المدثر سورة القيمة سورة الدهر سورة المرسلات سورة النبإ سورة النازعت سورة عبس سورة كورت سورة الانفطار سورة التطفيف سورة الانشقاق سورة البروج سورة الطارق سورة الأعلى سورة الغاشية سورة الفجر سورة البلد سورة الشمس سورة الليل سورة الضحى سورة الانشراح سورة التين سورة العلق سورة القدر سورة البينة سورة الزلزال سورة العاديات سورة القارعة سورة التكاثر سورة العصر سورة الهمزة سورة الفيل سورة قريش سورة الماعون سورة الكوثر سورة الكافرون سورة النصر سورة اللهب سورة الإخلاص سورة الفلق سورة الناس

التفسير المظهرى


صفحه قبل

التفسير المظهرى، ج‏7، ص: 350

مِنْ حَرَجٍ‏ اى ضيق من زائدة و حرج اسم كان‏ فِيما فَرَضَ اللَّهُ لَهُ‏ اى فيما قسم له و قدر له من عدد النساء من قولهم فرض له فى الديوان و منه فروض العسكر لارزاقهم و قيل معنا فيما أحل له‏ سُنَّةَ اللَّهِ‏ مصدر لفعل محذوف اى سنّ اللّه سنّة او منصوب بنزع الخافض اى كسنّة اللّه او على الإغراء اى التزموا سنة اللّه‏ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ‏ من الأنبياء الماضين قال الكلبي أراد داؤد عليه السّلام حيث جمع بينه و بين المرأة التي هواها فكذلك جمع بين محمد صلى اللّه عليه و سلم و زينب و قيل أشار بالسنّة الى النكاح فانه سنّة الأنبياء و قيل أشار الى كثرة الأزواج مثل داود و سليمان عليه السّلام‏ وَ كانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَراً مَقْدُوراً (38) اى قضاء ماضيا لا محالة.

الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسالاتِ اللَّهِ‏ صفة للذين خلوا من قبل او مدح لهم منصوب او مرفوع‏ وَ يَخْشَوْنَهُ وَ لا يَخْشَوْنَ أَحَداً إِلَّا اللَّهَ‏ كما أنت تخشى اللّه و لا تخشى غيره فيما أمرك اللّه به و نهاك عنه‏ وَ كَفى‏ بِاللَّهِ حَسِيباً (39) كافيا للمخاوف او محاسبا فينبغى ان لا يخشى الا منه.

اخرج الترمذي عن عائشة انها قالت لما تزوج النبي صلى اللّه عليه و سلم زينب قال الناس تزوج حليلة ابنه فانزل اللّه تعالى.

ما كانَ مُحَمَّدٌ صلى اللّه عليه و سلم‏ أَبا أَحَدٍ مِنْ رِجالِكُمْ‏ يعنى ليس محمد صلى اللّه عليه و سلم أبا لزيد ابن حارثة فيحرم عليه نكاح زوجته- فان قيل كان له أبناء القاسم و الطيب و الطاهر و ابراهيم و كذلك الحسن و الحسين فان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال للحسن ان ابني هذا سيد قلنا ان أبناء الرسول صلى اللّه عليه و سلم ماتوا صغارا لم يبلغوا مبلغ الرجال و اطلاق الابن على الحسنين عليهما السلام على التجوز وَ لكِنْ رَسُولَ اللَّهِ‏ و كل رسول اب لامته لكن لا من حيث النسب حتى يحرم عليه ما يحرم بالنسب بل من حيث الشفقة و النصيحة وَ خاتَمَ‏ قرأ عاصم بفتح التاء على الاسم بمعنى الاخر و الباقون بكسر التاء على وزن فاعل يعنى الذي ختم‏ النَّبِيِّينَ‏ حتى لا يكون بعده نبى قال ابن عباس يريد اللّه سبحانه انه لو لم يكن اختم به النبيين لجعلت ابنه بعده نبيّا و روى عطاء عن ابن عباس ان اللّه تعالى‏

التفسير المظهرى، ج‏7، ص: 351

لما حكم ان لا نبى بعده لم يعطه ولدا ذكرا يعنى رجلا- اخرج ابن ماجة من حديث ابن عباس انه صلى اللّه عليه و سلم قال فى ابراهيم حين توفى لو غاش لكان نبيّا- و لا يقدح فيه نزول عيسى بعده لانه إذا ينزل يكون على شريعته مع ان عيسى عليه السّلام صار نبيّا قبل محمد صلى اللّه عليه و سلم و قد ختم اللّه سبحانه الاستنباء بمحمد صلى اللّه عليه و سلم و بقاء نبى سابق لا ينافى ختم النبوة وَ كانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْ‏ءٍ عَلِيماً (40) فيعلم من يليق به ختم النبوة و كيف ينبغى شأنه عن ابى هريرة قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم مثلى و مثل الأنبياء كمثل قصر احسن بنيانه و ترك منه موضع لبنة فطاف به النظار يتعجبون من حسن بنيانه الا موضع تلك اللبنة فكنت انا سددتّ موضع اللبنة ختم بي البنيان و ختم بي الرسل- و فى رواية فانا اللبنة و انا خاتم النبيين- متفق عليه و عن جبير بن مطعم رضى اللّه عنه قال سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول ان لى اسماء انا محمد و انا احمد و انا الماحي الذي يمحو اللّه بي الكفر و انا الحاشر الذي يحشر الناس على قدمى و انا العاقب الذي ليس بعده نبى متفق عليه و عن ابى موسى الأشعري قال كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يسمى لنا نفسه اسماء فقال انا محمد و احمد و المقفى و الحاشر و نبى التوبة و نبى الرحمة- رواه مسلم-.

يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْراً كَثِيراً (41) قال ابن عباس لم يفرض اللّه على عباده فريضة الا جعل لها حدّا معلوما ثم عذّر أهلها فى حال العذر غير الذكر فانه لم يجعل له حدّا ينتهى اليه و لم يعذر أحدا فى تركه الا مغلوبا على عقله فامر به فى الأحوال كلها فقال‏ فَاذْكُرُوا اللَّهَ قِياماً وَ قُعُوداً وَ عَلى‏ جُنُوبِكُمْ‏ و قال‏ اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْراً كَثِيراً بالليل و النهار فى البر و البحر و الصحة و السقم فى السر و العلانية- و قال مجاهد الذكر الكثير ان لا ينساه ابدا قلت و هذا لا يتصور الا بعد فناء القاب و دوام الحضور.

وَ سَبِّحُوهُ‏ اى صلوا له‏ بُكْرَةً يعنى صلوة الصبح‏ وَ أَصِيلًا (42) قال الكلبي يعنى صلوة الظهر و العصر و العشاءين و قال مجاهد يعنى قولوا سبحان اللّه و الحمد للّه و لا اله الا اللّه و اللّه اكبر و لا حول و لا قوة الا باللّه العلىّ العظيم فعبر بالتسبيح عن أخواته و قيل المراد بالذكر الكثير هذه‏

التفسير المظهرى، ج‏7، ص: 352

الكلمات يقولها الطاهر و المحدث و الجنب- قلت امر اللّه سبحانه اولا بتعميم الذكر ابدا بحيث لا ينساه ثم خصه باوقات مخصوصة فالمراد بالأول هو الذكر الخفي و الحضور الدائم و بالثاني الذكر الجلى و العبادات الراتبة من الفرائض و السنن- و قيل خص اوّل النهار و آخره بالذكر لان ملائكة الليل و النهار يجتمعون فيها- عن ابى هريرة قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل و ملائكة بالنهار و يجتمعون فى صلوة الفجر و صلوة العصر ثم يعرج الذين باتوا فيكم فيسئلهم ربهم (و هو اعلم بهم) كيف تركتم عبادى فيقولون تركناهم و هم يصلون و اتيناهم و هم يصلون- متفق عليه و قيل‏ بُكْرَةً وَ أَصِيلًا معمولان للفعلين على سبيل التنازع و الفعلان كلاهما متوجهان إليهما يعنى اذكروه بكرة و أصيلا و سبّحوه بكرة و أصيلا يعنى أدوا الصلوات و سائر العبادات ذاكرا للّه حاضرين غير غافلين عن ابى ذر قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لا يزال اللّه عزّ و جلّ مقبلا على العبد و هو فى صلاته ما لم يلتفت و إذا التفت انصرف عنه رواه احمد و ابو داود و النسائي و الدارمي- قال البغوي قال انس لما نزلت‏ إِنَّ اللَّهَ وَ مَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِ‏ قال ابو بكر ما خصك اللّه بشرف الا و قد أشركنا فيه فانزل اللّه تعالى.

هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَ مَلائِكَتُهُ‏ و اخرج عبد بن حميد عن مجاهد نحوه قال البغوي الصلاة من اللّه رحمة و من الملئكة استغفار و قيل الصلاة من اللّه على العبد اشاعة الذكر الجميل له فى العباد و قيل الثناء عليه- و فى القاموس الصلاة الدّعاء و الرحمة و الاستغفار و حسن الثناء من اللّه تعالى على رسوله و عبادة فيها ركوع و سجود- و هذه العبارة تقتضى كونها لفظا مشتركا فمن أجاز استعمال اللفظ المشترك فى الأكثر من معنى واحد أجاز ان يكون معناه ان اللّه يرحم عليكم و ملائكته يستغفرونه لكم- و اما عند الجمهور فلا يجوز عموم المشترك فيقال المراد بالصلوة هاهنا المعنى المجازى المشترك بين المعنيين الحقيقيين و هو العناية لصلاح أمركم و ظهور شرفكم و يسمى عموم المجاز- و قال كثير من اهل اللغة الصلاة هو الدعاء يقال صليت عليه اى دعوت له قال عليه السّلام إذا دعى أحدكم الى طعام فليجب و ان كان صائما فليصل اى ليدع لاهله و قال اللّه تعالى‏ صَلِ‏

التفسير المظهرى، ج‏7، ص: 353

عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ‏ و انما سميت الأركان المخصوصة صلوة لاشتمالها على الدعاء و هو قوله‏ اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ‏ تسمية الكل باسم الجزء و الصلاة من اللّه تعالى على عباده ان يطلب من نفسه لاجل عباده الرحمة و المغفرة و يناسب الطلب من نفسه الإيجاب من نفسه على نفسه المستفاد من قوله تعالى‏ كَتَبَ عَلى‏ نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ فان الإيجاب و الطلب بمعنى واحد فان الطلب حتما هو الإيجاب و المراد بالإيجاب الالتزام تفضلا و إذا أريد بالصلوة هاهنا الدعاء لا يلزم عموم المشترك- قال البغوي قال النبي صلى اللّه عليه و سلم قالت بنوا إسرائيل لموسى أ يصلي ربنا فكبر هذا الكلام على موسى فاوحى اللّه اليه ان قل لهم انى أصلي و ان صلاتى رحمتى وسعت كل شى‏ء لِيُخْرِجَكُمْ‏ يعنى انه برحمته و دعاء الملائكة يديم إخراجكم‏ مِنَ الظُّلُماتِ‏ اى ظلمات الكفر و المعاصي‏ إِلَى النُّورِ اى نور الايمان و الطاعة و يمكن ان يقال ليخرجكم ساعة بعد ساعة ابدا من ظلمات البعد الى نور القرب و من استوى يوماه فهو مغبون‏ وَ كانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيماً (43) حيث اعتنى بصلاح أمرهم و إعلاء قدرهم و استعمل فى دعائهم الملائكة المقربين الجملة معطوفة على الصلة اى الّذى يصلّى عليكم و الذي كان بالمؤمنين رحيما.

تَحِيَّتُهُمْ‏ اى تحية المؤمنين منه تعالى أضيف الصدر الى المفعول اى يجبون منه تعالى‏ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ‏ يعنى يوم لقائهم إياه سبحانه يعنى عند الموت او الخروج من القنبر او دخول الجنة او عند رؤية اللّه سبحانه‏ سَلامٌ‏ اى يسلم اللّه عليهم تحية و يسلمهم اللّه من جميع المكاره قال البغوي روى عن البراء بن عازب قال‏ تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ‏ يعنى يوم يلقون ملك الموت سلام اى لا يقبض روح مسلم الأسلم عليه- و عن ابن مسعود قال إذا جاء ملك الموت لقبض روح المؤمن قال ربك يقرأك السلام و قيل يسلم عليهم الملائكة و يبشرهم حين اخرجوا من قبورهم‏ وَ أَعَدَّ لَهُمْ أَجْراً كَرِيماً (44) يعنى الجنة و رؤية اللّه و رضوانه.

يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْناكَ شاهِداً على أمتك اخرج ابن المبارك عن سعيد ابن المسيب قال ليس من يوم الا و يعرض على النبي صلى اللّه عليه و سلم أمته غدوة و عشية فيعرفهم بسيماهم و لذلك يشهد عليهم او شاهدا لامتك مصدقا لهم حين يشهدون للرسل على الأمم‏

التفسير المظهرى، ج‏7، ص: 354

بالتبليغ اخرج البخاري و الترمذي و النسائي و ابن ماجة عن ابى سعيد الخدري قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يدعى نوح يوم القيامة فيقال له هل بلّغت فيقول نعم فيدعى أمته فيقال لهم هل بلغكم فيقولون ما أتانا من نذير ما أتانا أحد فيقال من يشهد لك فيقول محمد و أمته الحديث- و فى الباب أحاديث كثيرة فهو حال مقدرة كقولك مررت برجل معه صقر صائدا به غدا وَ مُبَشِّراً بالجنة من أمن بالرسل‏ وَ نَذِيراً (45) بالنار لمن كذب الرسل.

وَ داعِياً إِلَى اللَّهِ‏ اى الى توحيده و طاعته او الى جنته او لقائه الغير المتكيفة بِإِذْنِهِ‏ اى بامره و تيسيره قيد به الدعوة إيذانا بانه امر صعب لا يتاتى الا بمعونة من جناب قدسه خصوصا الدعوة الى لقائه فان إيصال العبد اليه تعالى امر لا يمكن الا بفضله قال اللّه تعالى‏ إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَ لكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ ... إِلى‏ «1» صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ* - عن ربيعة الجرشى قال اتى النبي صلى اللّه عليه و سلم فقيل له لتنم عيناك و لتسمع اذنك و لتعقل قلبك قال فنامت عينى و سمعت إذ ناى و عقل قلبى قال فقيل لى سيد بنى دارا و صنع مأدبة و أرسل داعيا فمن أجاب الداعي دخل الدار و أكل من المأدبة و رضى عنه السيد و من لم يجب الداعي لم يدخل الدار و لم يأكل من المأدبة و سخط عليه السيد قال فاللّه السيد و محمد الداعي و الدار الإسلام و المأدبة الجنة- رواه الدارمي‏ وَ سِراجاً مُنِيراً (46) سماه سراجا لانه يستضاء به و يهتدى به كالسراج يستضاء به و يهتدى به فى ظلمة الليل يعنى انه صلى اللّه عليه و سلم كان بلسانه داعيا الى اللّه و بقلبه و قالبه كان مثل السراج يتلون المؤمنون بألوانه و يتنورون بانواره كالعالم يتنور بنور الشمس و البيت بالسراج- و لاجل ذلك اختصت الصحابة رضى اللّه عنهم بمزيد الفضل على الناس فان علومه التي تلقتها الامة من لسانه لم يتفاوت فيه الناس من الصحابة و غيرهم بل رب مبلغ اوعى من سامع- و اما التنوّر بانواره فانه و ان كان حاصلا للناس بتوسط أصحابه و اصحاب أصحابه الى يوم القيامة لكن ليس النائب فيه كالشاهد بل مثله كمثل بيت تنوّر بنور الساحة

(1) هكذا فى الأصل و فى القران بعد مَنْ يَشاءُ وَ هُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ‏ جمع المؤلف قدس سرّه جملتين من مقامين- ابو محمد عفا اللّه عنه‏

التفسير المظهرى، ج‏7، ص: 355

التي تنوّرت بنور الشمس لاجل مقابلتها و اين هذا من ذلك و اللّه اعلم- عن عطاء بن يسار قال لقيت عبد اللّه بن عمرو بن العاص قلت أخبرني عن صفة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فى التورية قال أجل و اللّه انه لموصوف فى التورية ببعض صفته فى القران‏ يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْناكَ شاهِداً وَ مُبَشِّراً وَ نَذِيراً و حرزا للاميين أنت عبدى و رسولى سميتك المتوكل ليس بفظ و لا غليظ و لا سخاب فى الأسواق و لا يدفع بالسيئة السيئة و لكن يعفو و يغفر لن يقبضه اللّه حتى يقيم به الملة العوجاء بان يقولوا لا اله الا اللّه و يفتح به أعينا عمياء و اذنا صماء و قلوبا غلقاء- رواه البخاري و كذا الدارمي عن عطاء بن سلام نحوه و اللّه اعلم- اخرج البيهقي فى دلائل النبوة عن الربيع بن انس انه قال لما نزلت‏ ما أَدْرِي ما يُفْعَلُ بِي وَ لا بِكُمْ‏ ثم نزل بعدها لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَ ما تَأَخَّرَ قال رجال من المؤمنين هنيئا لك يا رسول اللّه قد علمنا ما يفعل بك فماذا يفعل بنا فنزلت.

وَ بَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ فَضْلًا كَبِيراً (47) و كذا اخرج ابن جرير عن عكرمة و الحسن و قال انس الفضل الكبير الجنة و الجملة معطوفة على انّا أرسلناك.

وَ لا تُطِعِ الْكافِرِينَ وَ الْمُنافِقِينَ‏ فيما يخالف شريعتك تحريض له على ما هو عليه من مخالفتهم‏ وَ دَعْ أَذاهُمْ‏ قال ابن عباس و قتادة يعنى اصبر على إيذائهم إياك فالمصدر مضاف الى الفاعل و المعنى اجعل إيذاءهم إياك فى جانب و لا تبال به و لا تخف منه و قال الزجاج يعنى لا تجادلهم و لا تتصد على اذاهم يعنى لا تؤذهم فالمصدر مضاف الى المفعول و على هذا قيل انه منسوخ‏ وَ تَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ‏ فانه يكفيك‏ وَ كَفى‏ بِاللَّهِ وَكِيلًا (48) يعنى إذا جعلت اللّه موكولا اليه أمورك فهو يكفيك لا يدع حاجة لك الى غيره قال البيضاوي وصف اللّه نبيه صلى اللّه عليه و سلم بخمس صفات و قابل كلّا منها بخطاب يناسبه فحذف مقابل الشاهد و هو الأمر بالمراقبة لان ما بعده كالتفصيل له و قابل المبشر بالأمر ببشارة المؤمنين و النذير بالنهى عن مراقبة الكفار و المبالاة بأذاهم و الداعي الى اللّه بتيسيره بالأمر بالتوكل عليه و السراج المنير بالاكتفاء به فانه من إنارة برهانا على جميع خلقه كان حقيقا ان يكتفى به عن غيره.

التفسير المظهرى، ج‏7، ص: 356

صفحه بعد