کتابخانه تفاسیر

پایگاه داده های قرآنی اسلامی
کتابخانه بالقرآن

التفسير الواضح

الجزء الأول

الإهداء مقدمة أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

سورة البقرة

سورة آل عمران مدنية

الإنفاق أيضا[سورة آل‏عمران(3): آية 92]

سورة النساء

سورة المائدة

سورة الأنعام

عاقبة الاختلاف و الجزاء على العمل‏[سورة الأنعام(6): الآيات 159 الى 160]

سورة الأعراف

سورة الأنفال

من فضل الله على الناس‏[سورة الأنفال(8): الآيات 38 الى 40]

سورة التوبة

نبذة تاريخية:
فهرست

الجزء الثاني

تتمة سورة التوبة

سورة يونس - عليه السلام -

خلاصة ما مضى‏[سورة يونس(10): الآيات 108 الى 109]

سورة هود

خاتمة السورة[سورة هود(11): الآيات 120 الى 123]

سورة يوسف عليه السلام

النفس أمارة بالسوء[سورة يوسف(12): آية 53]

سورة الرعد

سورة النحل

سورة الإسراء

سورة الكهف

سورة مريم

سورة طه

سورة الأنبياء

سورة الحج

سورة المؤمنون

سورة النور

سورة الفرقان

من قبيح أعمالهم‏[سورة الفرقان(25): الآيات 41 الى 44]

سورة الشعراء

سورة النمل

خاتمة السورة[سورة النمل(27): الآيات 91 الى 93]

سورة القصص

فهرس

الجزء الثالث

سورة الأحزاب

سورة الصافات

سورة الزمر

سورة غافر

سورة فصلت

التفسير الواضح


صفحه قبل

التفسير الواضح، ج‏1، ص: 687

المعنى:

بعد ما وصف اللّه القرآن و أثره، و أنذر من يكذبه بصارم العقاب، أتبع هذا بحقيقة المشركين و ما ينتظرون، هل ينتظر هؤلاء إلا أن تأتيهم الملائكة كما اقترحوا؟ أو يأتى ربك كما طلبوا و قالوا: لَوْ لا أُنْزِلَ عَلَيْنَا الْمَلائِكَةُ أَوْ نَرى‏ رَبَّنا ، أو تأتيهم بعض آيات ربك التي اقترحوها بكفرهم كقولهم: أَوْ تُسْقِطَ السَّماءَ كَما زَعَمْتَ عَلَيْنا كِسَفاً أَوْ تَأْتِيَ بِاللَّهِ وَ الْمَلائِكَةِ قَبِيلًا .. و نحو ذلك، فهم في الحقيقة لا ينتظرون إلا مجي‏ء الملائكة، أو مجي‏ء ربك، أو مجي‏ء بعض آيات ربك، فهم متمادون في التكذيب، و لا أمل فيهم أبدا، و لا خير فيهم أصلا، و قيل: هم لا ينتظرون إلا ملائكة الموت أو أمر اللّه، أى: وعده و وعيده. هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ أَمْرُ رَبِّكَ كَذلِكَ فَعَلَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَ ما ظَلَمَهُمُ اللَّهُ وَ لكِنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ‏ [سورة النحل آية 23] يوم يأتى بعض آيات ربك: الآيات الدالة على قرب قيام الساعة، أو بعض الآيات الموجبة للإيمان الاضطراري، لا ينفع هذا الإيمان نفسا لم تكن آمنت من قبل، فإن الإيمان تكليف و عمل و اختيار، و ليس في هذا الوقت واحد منها، و لا ينفع هذا الإيمان نفسا آمنت من قبل، و لم تعمل عملا صالحا. إذ ليس الإيمان وحده كافيا في سقوط العذاب عن الشخص، بل لا بد من إيمان و عمل، و لذلك كان القرآن دائما يقرن الإيمان بالعمل: إِلَّا مَنْ تابَ وَ آمَنَ وَ عَمِلَ صالِحاً ، إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ* .

و

قد ورد في الحديث‏ أن بعض الآيات هي طلوع الشمس من المغرب‏

، و اضطراب هذا الكون ... أخرج أحمد، و

الترمذي عن أبى هريرة: «ثلاث إذا خرجن لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل: طلوع الشمس من مغربها، و الدجال، و دابة الأرض».

قل لهم يا محمد: انتظروا ما تتوقعون من إماتة الدعوة، و قتل الرسول، و هلاك الدين، إنا منتظرون أمر ربنا و وعده الصادق لنا، و وعيده المتحقق لأعدائنا فَهَلْ يَنْتَظِرُونَ إِلَّا مِثْلَ أَيَّامِ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِهِمْ قُلْ فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ‏ .

اعْمَلُوا عَلى‏ مَكانَتِكُمْ إِنَّا عامِلُونَ. وَ انْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ‏ .

التفسير الواضح، ج‏1، ص: 688

و هذا تهديد و وعيد شديد، إذ هم ينتظرون أمرا قد قضى اللّه فيه، إذ أرسل رسوله بالهدى و دين الحق ليظهره على الدين كله و لو كره المشركون.

عاقبة الاختلاف و الجزاء على العمل [سورة الأنعام (6): الآيات 159 الى 160]

إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَ كانُوا شِيَعاً لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْ‏ءٍ إِنَّما أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِما كانُوا يَفْعَلُونَ (159) مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها وَ مَنْ جاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلا يُجْزى‏ إِلاَّ مِثْلَها وَ هُمْ لا يُظْلَمُونَ (160)

روى أبو داود و الترمذي عن معاوية قال‏ ما معناه: قام فينا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فقال:

«ألا إن من كان قبلكم من أهل الكتاب افترقوا على اثنتين و سبعين فرقة (ملة) و ستفترق أمتى على ثلاث و سبعين فرقة، اثنتان و سبعون فرقة في النار، و فرقة واحدة في الجنة، و هي الجماعة».

و على هذا تكون الآية الكريمة شاملة لأهل الكتاب، و لغيرهم من فرق المسلمين، و هي مسوقة للتحذير من الاختلاف و اتباع الآراء و البدع و المتشابهات، فإنما أهلك من كان قبلكم كثرة سؤالهم، و اختلافهم على شرع أنبيائهم‏ وَ لا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَ اخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ ما جاءَهُمُ الْبَيِّناتُ‏ [سورة آل عمران آية 105] و قد ورد: اللهم إيمانا كإيمان العوام، إيمان بعيد عن الشبه و الخلافات الضارة.

إن الذين فرقوا دينهم و اختلفوا فيه، و أقروا ببعض و كفروا ببعض، و أوّلوا نصوصه على حسب أهوائهم و نزعاتهم، و كانوا شيعا كل شيعة تدين برأى إمامهم، و تتعصب له، لست أنت يا رسول اللّه من قتالهم و سؤالهم و عقابهم في شي‏ء، و إنما عليك تبليغ الرسالة، و إظهار شعائر الدين الحق الذي أمرت بالدعوة إليه، أنت يا محمد برى‏ء منهم و هم منك براء، إنما أمرهم و حسابهم على اللّه وحده، ثم ينبئهم في الآخرة و يجازيهم أحسن الجزاء بما كانوا يفعلون.

التفسير الواضح، ج‏1، ص: 689

روى البخاري و مسلم عن ابن عباس- رضى اللّه عنه- عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم فيما يرويه عن ربه قال: «إن اللّه تعالى كتب الحسنات و السيئات فمن همّ بحسنة و لم يفعلها كتبت له عند اللّه حسنة كاملة، فإن هو همّ بها فعملها كتبها اللّه له عنده عشر حسنات، إلى سبعمائة ضعف، إلى أضعاف كثيرة، و من هم بسيئة و لم يعملها كتبها اللّه عنده حسنة كاملة، فإن هو هم بها فعملها كتبها اللّه سيئة واحدة».

من جاء يوم القيامة بالخصلة الحسنة، و الفعلة الطيبة، جازاه اللّه عليها عشر حسنات و المضاعفة بعد ذلك إلى سبعمائة أو ما شاء بعد ذلك من زيادة فاللّه أعلم بها، تختلف على حسب مشيئته تعالى و علمه بأحوال المحسنين، إذ من يبذل درهما و نفسه غير راضية لا يكون كمن ينفقه طيبة به نفسه، مسرورة بعملها.

و من جاء بالسيئة فلا يجزى إلا مثلها فقط، و هم لا يظلمون، أى: لا ينقصون من أعمالهم شيئا: وَ إِنْ كانَ مِثْقالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنا بِها وَ كَفى‏ بِنا حاسِبِينَ‏ [الأنبياء 47].

التوحيد و الإخلاص في العقيدة [سورة الأنعام (6): الآيات 161 الى 164]

قُلْ إِنَّنِي هَدانِي رَبِّي إِلى‏ صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ دِيناً قِيَماً مِلَّةَ إِبْراهِيمَ حَنِيفاً وَ ما كانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (161) قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَ نُسُكِي وَ مَحْيايَ وَ مَماتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ (162) لا شَرِيكَ لَهُ وَ بِذلِكَ أُمِرْتُ وَ أَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ (163) قُلْ أَ غَيْرَ اللَّهِ أَبْغِي رَبًّا وَ هُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْ‏ءٍ وَ لا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلاَّ عَلَيْها وَ لا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى‏ ثُمَّ إِلى‏ رَبِّكُمْ مَرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (164)

التفسير الواضح، ج‏1، ص: 690

المفردات:

دِيناً قِيَماً : يقوم به أمر الناس و نظامهم في الدنيا و الآخرة، أو قائما مستقيما لا عوج فيه. حَنِيفاً : مائلا عن الضلالة إلى الاستقامة، و المراد: مائلا عن الأديان الباطلة إلى دين الإسلام. وَ نُسُكِي‏ : عبادتي من حج و غيره. وَ مَحْيايَ وَ مَماتِي‏ المراد: ما آتيه في حياتي و موتى. وازِرَةٌ الوزر: الحمل الثقيل، و المراد النفس الآثمة المذنبة.

المعنى:

هذا ختام سورة جامعة لأصول التوحيد، شارحة للعقيدة الإسلامية و بخاصة أحوال البعث و الجزاء، و إثبات الرسالة و ما يتبع ذلك، و لهذا كان ختامها خلاصة لما تقدم.

قل يا محمد: إننى هداني ربي، و وفقني إلى صراط مستقيم لا عوج فيه، هو الدين القيم الموصل إلى سعادة الدارين، الذي يقوم به أمر الناس في معاشهم و معادهم، و به يصلحون، هذا الدين هو ملة أبيكم إبراهيم الخليل، فالتزموه حال كونه حنيفا مائلا عن جميع وسائل الشرك و الباطل إلى الدين الحق الذي من دعائه في كل صلاة: اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ‏ ، و ما كان إبراهيم من المشركين أبدا، فأما من يتخذ الأصنام آلهة و يعتقد أن الملائكة بنات اللّه، أو عزير أو المسيح ابن اللّه، فهؤلاء هم المشركون، و ليسوا على ملة إبراهيم: وَ مَنْ أَحْسَنُ دِيناً مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَ هُوَ مُحْسِنٌ وَ اتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْراهِيمَ حَنِيفاً وَ اتَّخَذَ اللَّهُ إِبْراهِيمَ خَلِيلًا «1» هذا الدين هو دين الإخلاص و العمل للّه، هو الذي ارتضاه لأنبيائه و رسله: إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلامُ‏ «2» . وَ مَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَ هُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخاسِرِينَ‏ «3» هذا هو التوحيد الخالص في العقيدة.

قل لهم يا محمد: إن صلاتي و دعائي، و نسكي و عبادتي و ما آتيه في حياتي كلها! بل و حياتي و موتى، كل ذلك خالص للّه رب العالمين، لا شريك له، و بذلك أمرت و أنا أول المسلمين المنقادين إلى امتثال أمر اللّه.

(1) سورة النساء آية 125.

(2) سورة آل عمران آية 19.

(3) سورة آل عمران آية 85.

التفسير الواضح، ج‏1، ص: 691

و الآية الشريفة جامعة لكل أعمال المسلم، فيجب عليه أن يوطد العزم، و يعقد النية على صلاته و عبادته، و حياته و ما يأتيه فيها، و موته و ما يلاقي فيه، كل ذلك للّه لا لشي‏ء آخر، فإن عاش فللّه، له الحكم، و له الأمر.

و لست أبالى حين أقتل مسلما

على أى جنب كان في اللّه مصرعي‏

فالمسلم لا يحرص على الحياة، و لا يرهب الموت، بل يكون الموت في سبيل اللّه أسمى أمانيه، لا يقعد عن الجهاد، و لا يتوانى عن الأمر بالمعروف و النهى عن المنكر، و هكذا كان جند الرحمن، الصحابة- رضوان اللّه عليهم- قل لهم يا محمد: أغير اللّه أبغى رباّ؟ و أشركه في العبادة و أتوجه إليه في الدعاء، و اللّه سبحانه رب كل شي‏ء، و خالق كل شي‏ء. فالقرآن صريح جدّا في أن كل قربى أو عبادة أو دعاء لا يكون إلا للّه وحده، و هذا هو الدين الخالص.

و لا تكسب كل نفس إثما أو ذنبا إلا كان عليها جزاؤه و وزره، و لا تزر نفس وزر غيرها أبدا، بل كل نفس بما كسبت رهينة لها ما كسبت و عليها ما اكتسبت، و قل اعملوا فسيرى اللّه عملكم و رسوله و المؤمنون، فهذا هو الدين. دين العمل و الجد لا دين الأمانى و الغرور الكاذب.

و هذه الوصية من أعظم دعائم الإصلاح للمجتمع البشرى، و من أعلى مزايا الدين الإسلامى، و من أقوى معاول الهدم للوثنية في أى صورة من صورها.

ثم إلى ربكم مرجعكم لا إلى غيره، ثم هو وحده ينبئكم و يجازيكم على أعمالكم التي كنتم فيها تختلفون.

سنة اللّه في الخلق [سورة الأنعام (6): آية 165]

وَ هُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلائِفَ الْأَرْضِ وَ رَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجاتٍ لِيَبْلُوَكُمْ فِي ما آتاكُمْ إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقابِ وَ إِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (165)

التفسير الواضح، ج‏1، ص: 692

المعنى:

هذا هو الدواء ليس غير، و هذا هو العلاج فحسب، به تهدأ النفوس و تطمئن القلوب.

فنحن خلائف من تقدمنا، فليس لنا بقاء، و كما وصلت إليها ستخرج منها، و نحن خلائف فلا ملك لنا و لا تصريف في الواقع: وَ أَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ‏ «1» إذا كان هذا فلم هذا التناحر، و التهالك، و التباغض، و التكالب؟ و لما ذا تبخلون بما جعلكم مستخلفين فيه؟

و اللّه- سبحانه- رفع بعضكم فوق بعض درجات في العلم، و العمل، و الغنى و الفقر، ليبلوكم جميعا، كل بما عنده، فيختبر الغنى. هل يؤدى زكاة ماله؟ هل يتصدق بالفضل من ماله؟ هل يعطف على الفقير و المحتاج و المسكين أم هو نهم جشع، صلد، صلب كالحجر؟ نعم و يبلو الفقير هل يصبر و يرضى أم يشكو و يكفر؟

و إذا كان اللّه- سبحانه- قد رفع بعضنا فوق بعض، فما علينا إلا العمل و الجد و الصبر و الرضا بقضاء اللّه و قدره، و اعتقاد أن ما أخطأك لم يكن ليصيبك، و أن ما أصابك لم يكن ليخطئك‏ لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلى‏ ما فاتَكُمْ وَ لا تَفْرَحُوا بِما آتاكُمْ‏ «2» .

و على الجملة فهذا علاج نفسي لسل السخائم و التحاسد، و العلاج الاقتصادى معروف تشير إليه الآية أيضا و هو الاشتراكية الإسلامية الممثلة في الزكاة المطلقة و المقيدة و النظم المالية المعروفة في الفقه الإسلامى فقط و الذي يوحى به مجتمعنا الإسلامى العربي.

إن ربك سريع العقاب، شديد العذاب، لا يهمل و إن أمهل، يمكّن للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته. يخلق في الضعيف المسكين قوة يحار لها الملك الجبار، فاعتبروا بما مر بنا في هذه الأيام: وَ ما أَصابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِما كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ‏ «3» . و إنه لغفور لكل تائب رحيم بكل محسن.

(1) سورة الحديد آية 7.

(2) سورة الحديد آية 24.

(3) سورة الشورى آية 30.

التفسير الواضح، ج‏1، ص: 693

سورة الأعراف‏

عدد آياتها خمس و مائتان، و هي مكية، قال القرطبي: كلها مكية إلا ثمان آيات و هو قوله تعالى: وَ سْئَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ إلى قوله: وَ إِذْ نَتَقْنَا الْجَبَلَ فَوْقَهُمْ‏ .

نزلت بعد سورة (ص) و هي كالأنعام بينت أصول العقائد و أسس الدين، و فيها قصص الرسل. و أحوال قومهم بالتفصيل، مع بعض الآيات و الحكم القرآنية.

القرآن و عاقبة المكذبين في الدنيا و الآخرة [سورة الأعراف (7): الآيات 1 الى 9]

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ‏

المص (1) كِتابٌ أُنْزِلَ إِلَيْكَ فَلا يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِنْهُ لِتُنْذِرَ بِهِ وَ ذِكْرى‏ لِلْمُؤْمِنِينَ (2) اتَّبِعُوا ما أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَ لا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِياءَ قَلِيلاً ما تَذَكَّرُونَ (3) وَ كَمْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْناها فَجاءَها بَأْسُنا بَياتاً أَوْ هُمْ قائِلُونَ (4)

صفحه بعد