کتابخانه تفاسیر

پایگاه داده های قرآنی اسلامی
کتابخانه بالقرآن

التفسير الواضح

الجزء الأول

الإهداء مقدمة أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

سورة البقرة

سورة آل عمران مدنية

الإنفاق أيضا[سورة آل‏عمران(3): آية 92]

سورة النساء

سورة المائدة

سورة الأنعام

عاقبة الاختلاف و الجزاء على العمل‏[سورة الأنعام(6): الآيات 159 الى 160]

سورة الأعراف

سورة الأنفال

من فضل الله على الناس‏[سورة الأنفال(8): الآيات 38 الى 40]

سورة التوبة

نبذة تاريخية:
فهرست

الجزء الثاني

تتمة سورة التوبة

سورة يونس - عليه السلام -

خلاصة ما مضى‏[سورة يونس(10): الآيات 108 الى 109]

سورة هود

خاتمة السورة[سورة هود(11): الآيات 120 الى 123]

سورة يوسف عليه السلام

النفس أمارة بالسوء[سورة يوسف(12): آية 53]

سورة الرعد

سورة النحل

سورة الإسراء

سورة الكهف

سورة مريم

سورة طه

سورة الأنبياء

سورة الحج

سورة المؤمنون

سورة النور

سورة الفرقان

من قبيح أعمالهم‏[سورة الفرقان(25): الآيات 41 الى 44]

سورة الشعراء

سورة النمل

خاتمة السورة[سورة النمل(27): الآيات 91 الى 93]

سورة القصص

فهرس

الجزء الثالث

سورة الأحزاب

سورة الصافات

سورة الزمر

سورة غافر

سورة فصلت

التفسير الواضح


صفحه قبل

التفسير الواضح، ج‏2، ص: 297

المفردات:

أَنْ أَنْذِرُوا الإنذار التحذير مما يخاف منه‏ دِفْ‏ءٌ الشي‏ء الذي يدفئك‏ جَمالٌ‏ المراد هنا جمال الصورة و تركيب الخلقة تُرِيحُونَ‏ الرواح رجوعها بالعشي من المرعى‏ تَسْرَحُونَ‏ السراح ذهابها بالغداة إلى المرعى‏ أَثْقالَكُمْ‏ أحمالكم‏ بِشِقِّ الْأَنْفُسِ‏ بمشقتها و غاية جهدها جائِرٌ أى: مائل إلى الحق و زائغ‏ الْأَنْعامَ‏ الإبل و البقر و الغنم و هي الثمانية المذكورة في سورة الأنعام.

المعنى:

يقول اللّه- سبحانه و تعالى-: أتى أمر اللّه، و تحقق مجيئه إذ خبر اللّه في الماضي و المستقبل سواء لأنه خبر الحق الآتي و لا شك فيه، و أمر اللّه هنا عقابه و عذابه لمن أقام على الشرك و تكذيب الرسول، و قد كان كفار مكة يستعجلون العذاب الذي وعدهم به رسول اللّه حتى قال النضر بن الحارث: اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء .. و قيل أمر اللّه الآتي: هو قيام الساعة و ما يتبعه من إحياء الموتى.

أتى أمر اللّه فلا تستعجلوه. سبحانه و تعالى عما يشركون أى: تنزيها له و تقديسا عما تشركون، فاللّه- سبحانه- هو الواحد الأحد. تبرأ من أن يكون له شريك أو ولد و تعالى جنابه عن الشركاء.

و لقد كان استعجال العذاب و قيام القيامة منهم تكذيبا للنبي و استهزاء بوعده، و ذلك‏

التفسير الواضح، ج‏2، ص: 298

لون من الشرك و ضرب من الكفر، و لهذا قرن النهى عن الاستعجال بإثبات التنزيه له عن الشرك و التعالي عن الشركاء!! ينزل الملائكة بالروح من أمره و الروح هو الوحى الذي يحيى القلوب كما تحيى الروح موات الأبدان، فالإنسان بلا روح جزء من طين أسود منتن، و هو- بلا وحى يهديه- ميت لا حياة فيه‏ أَ وَ مَنْ كانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْناهُ وَ جَعَلْنا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُماتِ لَيْسَ بِخارِجٍ مِنْها فالروح الذي ينزل من أمره- سبحانه- هو الحياة و النور و الهدى و القرآن ينزله على من يشاء من عباده، فاللّه أعلم حيث يجعل رسالته.

و ينزل الملائكة بالروح من عنده أن أنذروا أهل الكفر بأنه لا إله إلا أنا فاتقون و بأن خافوا عقابي، و ارجوا ثوابي.

و في هذه الآية يُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ بِالرُّوحِ‏ توكيد لسابقتها و تفصيل لإجمالها و لذا فصل بينهما، و من دلائل التوحيد و مظاهر القدرة أيضا .. خلق السموات و ما فيها و الأرضين و ما فيها فقد خلق العالم العلوي، و العالم السفلى خلقهما بالحق الذي لا شك فيه لم يخلقهما عبثا، و لكن ليجزي الذين أساءوا بما عملوا و يجزى الذين أحسنوا بالحسنى، تعالى سبحانه و تسامى عما يشركون، إذ هو الذي خلق وحده فهو الذي يعبد وحده.

و أما أنت أيها الإنسان فمخلوق ضعيف مهين حقير، خلقت من نطفة مذرة و نهايتك جيفة قذرة؛ خلقت من ماء مهين، و آخرك عظم رميم. فإذا أنت خصيم مبين؟؟

تخاصم ربك و تجادل رسله‏ وَ ضَرَبَ لَنا مَثَلًا وَ نَسِيَ خَلْقَهُ قالَ مَنْ يُحْيِ الْعِظامَ وَ هِيَ رَمِيمٌ‏ ؟ قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَها أَوَّلَ مَرَّةٍ و قد أتى أبى بن خلف الجمحي لرسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم بعظم رميم (بال متفتت) و قال: يا محمد أ ترى أن اللّه يحيى هذا بعد ما قد رم؟! ما أجهلك يا ابن آدم.

لما ذكر الإنسان و أصله ذكر ما منّ به عليه من نعم لا تحصى فذكر أنه خلق الأنعام، خلقها لكم يا بنى آدم فيها دف‏ء من صوف و وبر، و جلد و شعر و بلحمها و شحمها تتولد الحرارة الكافية لنشاط الجسم، و فيها منافع، نعم في الأنعام منافع جمة

التفسير الواضح، ج‏2، ص: 299

فهي عنصر للغذاء، و آلة للعمل، و ناحية مهمة في الاقتصاد، و مركب ذلول في السفر، و منها تأكلون لبنها و سمنها و لحمها و شحمها، و لبنها غذاء جيد نافع.

و لكم فيها جمال و زينة، و فرح و مسرة في رواحها بالعشي حيث تكون أبهى منظرا و أعلى أسنمة و أكثر لبنا، تملأ البيت ثغاء و رغاء و العين جمالا و النفس سرورا، و لذا قدم الرواح على السرور، و هي تحمل أحمالكم الثقيلة إلى بلد لم تكونوا بالغيه وحدكم إلا بالمشقة و التعب فالجمل سفينة الصحراء، و مركب الأعراب، و لقد أعده العليم الخبير للسير فيها أ رأيت خفه الذي لا يغوص في الرمال و صبره على الجوع و العطش الأيام الطوال، إن ربكم لرءوف بكم رحيم. و خلق الخيل و البغال و الحمير لتركبوها و تنتقلوا بها من مكان إلى آخر فتتخذونها للركوب و الزينة، و مهما تعددت السيارات و الدراجات فلا يزال للإبل و البغال و الحمير مكانتها عند أصحابها و أربابها، و يخلق اللّه- سبحانه- غير ذلك مما لا تعلمون. أ ليس في هذا دليل على إعجاز القرآن الكريم؟ و أن خالقه يعلم بما كان و ما سيكون فهذه العبارة جمعت الدراجة و السيارة و الطيارة و السفينة و غير ذلك من المخترعات التي جدت و ستجد و سبحان العليم البصير القوى القادر سبحانه و تعالى عما يشركون!.

و يستدل بعض الفقهاء بهذه الآية على عدم جواز لحوم الخيل و البغال و الحمير لأنها خلقت للركوب و الزينة بخلاف الأنعام.

يقولون من تداعى المعاني كلام اللّه- سبحانه- هنا على السبيل بخصوصه و إن كان ذلك من نعمه علينا بل هي نعمة من أجل النعم أن اللّه يهدينا إلى سواء السبيل.

و على اللّه وحده هدايتنا بواسطة رسله و كتبه إلى السبيل القصد و الطريق الحق المستقيم‏ إِنَّ عَلَيْنا لَلْهُدى‏ . وَ أَنَّ هذا صِراطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَ لا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ‏ و من السبيل طريق جائر عن العدل و الحق فلا تتبعوه. طريق الشيطان و النفس و الهوى فلا تسلكوه.

و لو شاء ربكم لهداكم أجمعين على طريق الإلجاء و القسر، و لكنه بيّن و ترك لك الاختيار ليجازيك عن عملك و اختيارك‏ وَ لَوْ شاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً [سورة يونس آية 99].

التفسير الواضح، ج‏2، ص: 300

و لا تنس أن الهداية نوعان هداية دلالة وَ هَدَيْناهُ النَّجْدَيْنِ‏ [البلد 10] و هداية توفيق و إلجاء اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ‏ [الفاتحة 6]. وَ لَوْ شاءَ لَهَداكُمْ أَجْمَعِينَ‏ .

من نعم اللّه علينا أيضا [سورة النحل (16): الآيات 10 الى 16]

هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً لَكُمْ مِنْهُ شَرابٌ وَ مِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ (10) يُنْبِتُ لَكُمْ بِهِ الزَّرْعَ وَ الزَّيْتُونَ وَ النَّخِيلَ وَ الْأَعْنابَ وَ مِنْ كُلِّ الثَّمَراتِ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (11) وَ سَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَ النَّهارَ وَ الشَّمْسَ وَ الْقَمَرَ وَ النُّجُومُ مُسَخَّراتٌ بِأَمْرِهِ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (12) وَ ما ذَرَأَ لَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُخْتَلِفاً أَلْوانُهُ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ (13) وَ هُوَ الَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْكُلُوا مِنْهُ لَحْماً طَرِيًّا وَ تَسْتَخْرِجُوا مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَها وَ تَرَى الْفُلْكَ مَواخِرَ فِيهِ وَ لِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (14)

وَ أَلْقى‏ فِي الْأَرْضِ رَواسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ وَ أَنْهاراً وَ سُبُلاً لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (15) وَ عَلاماتٍ وَ بِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ (16)

التفسير الواضح، ج‏2، ص: 301

المفردات:

تُسِيمُونَ‏ ترعون، و السائمة التي ترعى‏ وَ ما ذَرَأَ لَكُمْ‏ أى: و سخر ما خلق لكم، و من ذرأ أخذت الذرية و هي تشمل الثقلين إلا أن العرب تركت همزها أَلْوانُهُ‏ أشكاله و مناظره‏ مَواخِرَ جواري فيه تذهب و تجي‏ء مقبلة و مدبرة بالريح و أصل المخر شق الماء عن يمين و شمال‏ رَواسِيَ‏ جبالا ثابتة أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ‏ خوف أن تضطرب يمينا و شمالا بكم من ماد يميد إذا تحرك و مال‏ وَ عَلاماتٍ‏ هي معالم الطرق بالنهار.

المعنى:

لما ذكر اللّه- سبحانه و تعالى- ما أنعم به علينا من الأنعام و الدواب شرع في ذكر نعمته علينا في المطر و النبات، و ما يتبع ذلك من ذكر السماء و نجومها و البحار و سفنها.

هو الذي أنزل من السماء ماء عذبا فراتا لكم منه شراب تسيغونه ليس ملحا بل هو النمير الصافي إذ أصله بخار تكاثف في الجو ثم حمله الريح إلى حيث شاء ثم نزل مطرا شرب منه الحيوان و نبت بسببه شجر و زرع، فيه تسام الدواب و ترعى‏ مَتاعاً لَكُمْ وَ لِأَنْعامِكُمْ* .

ينبت لكم ربكم به الزرع بجميع أصنافه و أشكاله، و ينبت لكم به الزيتون و النخيل و الأعناب و من كل الثمرات الأخرى التي لم يعرفها العرب المخاطبون بهذا الكلام أولا، إن في ذلك لآية و دلالة على وحدانية اللّه و قدرته لقوم يتفكرون، نعم إن في عملية المطر و خروجه من ماء البحر الملح ثم صعوده إلى السماء و نزوله منها حيث شاء ثم إنبات الزرع و الشجر المختلف الأشكال و الألوان بسببه مع أن الماء واحد و الأرض واحدة، إن في ذلك كله لآيات و دلائل لقوم يتفكرون ..

هو الذي سخر لكم الليل و النهار يتعاقبان، الليل للسكون و الهدوء و النوم و الراحة، و النهار للحركة و كسب الرزق، و سخر الشمس و القمر كل في فلك يسبحون ذللها للنور و الضياء، و الحياة و الدف‏ء و الحرارة و لتعلموا عدد السنين و الحساب بمسير الشمس‏

التفسير الواضح، ج‏2، ص: 302

و القمر، و النجوم مسخرات بأمره لتهتدوا بها في ظلمات البر و البحر، إن ذلك لآيات لقوم يستعملون عقولهم في فهم حقائق الكون الذي هم فيه.

هو الذي سخر لكم ما خلق في الأرض جميعا على اختلاف أشكاله و ألوانه‏ خَلَقَ لَكُمْ ما فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً «1» إن في ذلك لآية لقوم يتذكرون و يتدبرون، و هو اللّه- سبحانه و تعالى- الذي سخر البحر و ذلله و جعله خاضعا و هو صاحب قوة و بطش فجعلنا نحده بالجسور و القناطر، و نركبه، و نتخذه طريقا لنقل أنفسنا و متاعنا إلى حيث نشاء، و جعل فيه- سبحانه- السمك و لحمه الطري و الحلية من اللؤلؤ و المرجان، و مكننا من كل ذلك و نرى السفن الكبيرة الثقيلة محمولة على ظهر البحر و تشق الماء شقا، و تمخر عبابه و هي كالبلد المتنقل، سخر البحر لتأكلوا منه لحما طريا، و لتستخرجوا منه حلية تلبسونها، و لتبتغوا من فضله بالتجارة و الرحلات و الأسفار، و قد من اللّه علينا بذلك لننتفع و لعلنا نقوم بواجب الشكر علينا.

هو الذي ألقى في الأرض رواسى من الجبال الشامخات لئلا تميد بكم الأرض و تضطرب عند دورانها و تحركها، و جعل لكم فيها أنهارا كنهر النيل و الفرات و المسيسبى و غيرها و جعلها سبلا و طرقا لربط أجزاء الأرض و لنقل التجارة و المصالح، و جعلها علامات و حدودا، و في الأرض علامات أخرى و حدود من أنهار و جبال و آكام، و في السماء نجوم نهتدي بها في الظلمات و سبحان اللّه عما يشركون.

هذا هو الخلاق المنعم فأين الشركاء؟! [سورة النحل (16): الآيات 17 الى 23]

أَ فَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لا يَخْلُقُ أَ فَلا تَذَكَّرُونَ (17) وَ إِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوها إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (18) وَ اللَّهُ يَعْلَمُ ما تُسِرُّونَ وَ ما تُعْلِنُونَ (19) وَ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لا يَخْلُقُونَ شَيْئاً وَ هُمْ يُخْلَقُونَ (20) أَمْواتٌ غَيْرُ أَحْياءٍ وَ ما يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ (21)

إِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ فَالَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ قُلُوبُهُمْ مُنْكِرَةٌ وَ هُمْ مُسْتَكْبِرُونَ (22) لا جَرَمَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ ما يُسِرُّونَ وَ ما يُعْلِنُونَ إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْتَكْبِرِينَ (23)

(1) سورة البقرة الآية 29.

التفسير الواضح، ج‏2، ص: 303

المعنى:

هذا خلق اللّه فأرونى. ماذا خلق الذين من دونه؟ أرونى ماذا خلقوا من الأرض؟

أم لهم شركاء في السماء؟!! عجبا لكم أيها المشركون. أ فمن يخلق مما تقدم كمن لا يخلق؟ أعميتم فلا تذكرون و تتعظون؟

ما تقدم من أنواع الخلق بعض نعم اللّه علينا و هذا في الواقع قطرة من بحر، و إن تعدوا نعمة اللّه لا تحصوها أبدا. و لا تطيقوا حصرها، فكيف بأداء شكرها و القيام بحقها؟ و مع هذا فاللّه هو الغفور الرحيم بكم، فأنت مهما عملت للّه فعملك لا يوازى نعمة واحدة من نعمه، و لعلك تدرك السر في ختم الآية بالمغفرة و الرحمة.

اللّه خلق جميع الخلق ما نعلم و ما لا نعلم، و هو صاحب النعم التي لا تحصى و لا تحصر، و هو الغفور الرحيم، و اللّه يعلم ما تسرون و ما تعلنون إذ هو عالم الغيب و الشهادة اللطيف الخبير.

صفحه بعد