کتابخانه تفاسیر
الجدول فى اعراب القرآن
الجزء السابع و العشرون
الجزء الثامن و العشرون
الجزء التاسع و العشرون
الجزء الثلاثون
الجزء الحادي و الثلاثون
فهارس الجدول
أولا: قسم الفوائد
ثانيا: قسم الدراسة البلاغية
علم البديع
علم البيان
علم المعاني
الجدول فى اعراب القرآن، ج1، ص: 25
4- تشتمل الفاتحة على الكليات الأساسية في التصور الإسلامي، و لذلك فرض اللّه تكرارها في كل صلاة بل في كل ركعة، و
قد ورد في حديث مسلم عن أبي هريرة عن رسول اللّه «صلّى اللّه عليه و سلّم» قوله: «يقول اللّه تعالى: قسمت الصلاة بيني و بين عبدي نصفين: فنصفها لي و نصفها لعبدي، و لعبدي ما سأل: إذا قال العبد: الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ ، قال اللّه: حمدني عبدي، و إذا قال: الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ، قال اللّه: أثنى عليّ عبدي.
فإذا قال: مالِكِ يَوْمِ . قال اللّه مجدني عبدي. و إذا قال: اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَ لَا الضَّالِّينَ . قال: هذا لعبدي و لعبدي ما سأل».
[سورة الفاتحة (1): آية 3]
الإعراب:
(الرحمن) نعت للفظ الجلالة «1» . (الرحيم) نعت ثان للفظ الجلالة.
[سورة الفاتحة (1): آية 4]
الإعراب:
(مالك) نعت للفظ الجلالة «2» مجرور مثله. (يوم) مضاف إليه مجرور و علامة الجر الكسرة.
(الدين) مضاف إليه مجرور و علامة الجر الكسرة.
الصرف:
(مالك) اسم فاعل من ملك يملك على معنى الصفة المشبهة لدوام الملكية، باب ضرب وزنه فاعل جمعه ملّاك و مالكون.
(يوم) اسم بمعنى الوقت المحدد من طلوع الشمس إلى غروبها أو
(1) أو بدل من لفظ الجلالة و مثله الرحيم.
(2) أو بدل من لفظ الجلالة.
الجدول فى اعراب القرآن، ج1، ص: 26
غير المحدد. و هنا جاء بمعنى يوم القيامة. و جمعه أيّام، و جمع الجمع أياويم.
(الدين) مصدر دان يدين باب ضرب بمعنى جزى و أطاع أو خضع، وزنه فعل بكسر الفاء و سكون العين، و ثمّة مصدر آخر للفعل هو ديانة بكسر الدال. و الدين معناه الجزاء أو الطاعة، و قد يكون بمعنى الملّة أو العادة.
[سورة الفاتحة (1): آية 5]
إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَ إِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5)
الإعراب:
(إيّاك) ضمير بارز منفصل مبني على الفتح في محل نصب مفعول به مقدّم، أو (إيّا) ضمير مبني في محل نصب مفعول به، و (الكاف) حرف خطاب. (نعبد) فعل مضارع مرفوع، و الفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره نحن و (الواو) عاطفة. (إياك نستعين) تعرب كالسابق.
و جملة: «إياك نعبد ..» لا محل لها استئنافية.
و جملة: «إياك نستعين ..» لا محل لها معطوفة على جملة إياك نعبد.
الصرف:
(نستعين)، فيه إعلال أصله نستعون من العون، بكسر الواو، فاستثقلت الكسرة على الواو فنقلت إلى العين و سكنت الواو- و هو إعلال بالتسكين- ثم قلبت الواو ياء لسكونها و انكسار ما قبلها- و هو إعلال بالقلب-.
البلاغة
1- كرّر اللّه سبحانه و تعالى «إيّاك» لأنه لو حذفه في الثاني لفاتت فائدة التقديم و هي قطع الاشتراك بين العاملين إذ لو قال: «إِيَّاكَ نَعْبُدُ و نستعين» لم يظهر أن التقدير إيّاك نعبد و إيّاك نستعين أو إيّاك نعبد و نستعينك، و إنه لم يقل
الجدول فى اعراب القرآن، ج1، ص: 27
نستعينك مع أنه مفيد لقطع الاشتراك بين العاملين و ذلك لكي يفيد الحصر بين العاملين.
و قدم العبادة على الاستعانة مع أن الاستعانة مقدمة، لأن العبد يستعين اللّه على العبادة ليعينه عليها، و ذلك لأن الواو لا تقتضي الترتيب، و الاستعانة هي ثمرة العبادة، و لأن تقديم الوسيلة قبل طلب الحاجة ليستوجبوا الاجابة إليها.
2- الالتفات في هذه الآية الكريمة التفات من الغيبة الى الخطاب و تلوين للنظم من باب الى باب جار على نهج البلاغة في افتنان الكلام و مسلك البراعة حسبما يقتضي المقام. لما أن التنقل من أسلوب الى أسلوب أدخل في استجلاب النفوس و استمالة القلوب يقع من كل واحد من التكلم و الخطاب و الغيبة الى كل واحد من الآخرين. كما في قوله تعالى «اللَّهُ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّياحَ فَتُثِيرُ سَحاباً» .
3- و إيثار صيغة المتكلم مع الغير في الفعلين للإيذان بقصور نفسه و عدم لياقته بالوقوف في مواقف الكبرياء منفردا و عرض العبادة و استدعاء المعونة و الهداية مستقلا و أن ذلك إنما يتصور من عصابة هو من جملتهم و جماعة هو من زمرتهم كما هو ديدن الملوك، أو للإشعار باشتراك سائر الموحدين له في الحال العارضة له بناء على تعاضد الأدلة الملجئة الى ذلك.
[سورة الفاتحة (1): آية 6]
اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ (6)
الإعراب:
(اهد) فعل أمر دعائي مبني على حذف حرف العلة، و (نا) ضمير متصل مبني في محل نصب مفعول به، و الفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره أنت. (الصراط) مفعول به ثان منصوب و علامة النصب الفتحة «1» .
(1) الفعل (هدى) يتعدى إلى المفعول الثاني من غير حرف جر أو بحرف الجر اللام أو بحرف الجر إلى. جاء في المحيط: هداه اللّه الطريق و له و إليه.
الجدول فى اعراب القرآن، ج1، ص: 28
(المستقيم) نعت للصراط منصوب مثله و علامة النصب الفتحة.
و الجملة: لا محل لها استئنافية.
الصرف:
(اهدنا) فيه إعلال بالحذف لمناسبة البناء، أصله في المضارع المرفوع تهدينا، وزن اهدنا افعنا (الصراط)، هو بالسين و الصاد، و في قراءة الصاد إبدال حيث قلبت السين صادا لتجانس الطاء في الإطباق.
(المستقيم)، اسم فاعل من استقام، فهو على وزن مضارعه بإبدال حرف المضارعة ميما مضمومة و كسر ما قبل آخره .. و فيه إعلال، أصله مستقوم- بكسر الواو- لأن مجرد فعله قام يقوم، ثم جرى فيه ما جرى في نستعين.
البلاغة
1- «اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ» و المستقيم المستوي و المراد به طريق الحق و هي الملة الحنيفية السمحة المتوسطة بين الإفراط و التفريط. فقد شبه الدين الحق بالصراط المستقيم، و وجه الشبه بينهما أن اللّه سبحانه و إن كان متعاليا عن الأمكنة لكن العبد الطالب الوصول لا بد له من قطع المسافات، ليكرم الوصول و الموافاة و هذا من قبيل الاستعارة التصريحية.
2- لقد كرّر سبحانه و تعالى ذكر «الصراط» لأنه المكان المهيّأ للسلوك، فذكر في الأول المكان دون السّالك فأعاده مع ذكره بقوله «صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ» المصرح فيه ما يخرج اليهود و هم المغضوب عليهم و النصارى و هم الضالون.
[سورة الفاتحة (1): آية 7]
صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَ لا الضَّالِّينَ (7)
الإعراب:
(صراط) بدل من صراط الأول تبعه في النصب، و علامة
الجدول فى اعراب القرآن، ج1، ص: 29
نصبه الفتحة. (الذين) اسم موصول مبني على الفتح في محل جر مضاف اليه. (أنعمت) فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع، و (التاء) ضمير متصل في محل رفع فاعل. (عليهم)، (على) حرف جر و (الهاء) ضمير متصل مبني على الكسر في محل جر ب (على) متعلق ب (أنعمت)، و (الميم) حرف لجمع الذكور (غير) بدل من اسم الموصول (الذين) تبعه في الجر «1» . (المغضوب) مضاف إليه مجرور (عليهم) كالأول في محل رفع نائب فاعل للمغضوب، (الواو) عاطفة (لا) زائدة لتأكيد النفي (الضالّين) معطوف على (غير) مجرور مثله و علامة الجر الياء لأنه جمع مذكر سالم.
و جملة: أنعمت عليهم ... لا محل لها صلة الموصول.
الصرف:
(المغضوب)، اسم مفعول من غضب باب فرح، وزنه مفعول.
(الضالّين)، جمع الضال و هو اسم فاعل من ضلّ يضلّ باب ضرب وزنه فاعل، و أدغمت عين الكلمة في لامه لأنهما الحرف ذاته.
(غير) اسم مفرد مذكّر دائما، قد يكون نعتا و قد يكون أداة استثناء ..
فاذا أريد به مؤنث جاز تأنيث فعله المسند إليه. تقول: قامت غير هند
(1) أو بدل من الضمير في (عليهم)، أو نعت لاسم الموصول. و هذا الأخير مردود عند المبرد لأن (غير) عنده لا يكون إلا نكرة و إن أضيفت، و الاضافة فيه لفظية و (الذين) معرفة .. و قد أجيب عن هذا الاعتراض بجوابين:
الأول: أن (غير) يكون نكرة إذا لم يقع بين ضدين، فاذا وقع- كما في الآية السابقة- فقد انحصرت الغيرية، فيتعرف حينئذ بالإضافة.
الثاني: أن الموصول أشبه النكرات بالإبهام الذي فيه، فعومل معاملة النكرات.
الجدول فى اعراب القرآن، ج1، ص: 30
و تعني بذلك امرأة .. و هو ملازم للإضافة لفظا و تقديرا. فإدخال الألف و اللام عليه خطأ.
البلاغة
1- التفسير بعد الإبهام: في هذه الآية الكريمة حيث وضح بأن الطريق المستقيم بيانه و تفسيره: صراط المسلمين، ليكون ذلك شهادة لصراط المسلمين بالاستقامة على أبلغ وجه كما تقول: هل أدلك على أكرم الناس و أفضلهم؟ فلان، فيكون ذلك أبلغ في وصفه بالكرم و الفضل من قولك:
هل أدلك على فلان الأكرم الأفضل لأنك ثنيت ذكره مجملا أولا و مفصلا ثانيا. و أوقعت فلانا تفسيرا و إيضاحا للأكرم الأفضل فجعلته علما في الكرم و الفضل.
2- التسجيع: في الرحيم و المستقيم، و في نستعين و الضالين. و التسجيع هو اتفاق الكلمتين في الوزن و الرّوي.
3- و لو نلاحظ ما فائدة دخول «لا» في قوله تعالى «وَ لَا الضَّالِّينَ» مع أن الكلام بدونها كاف في المقصود، و ذلك لتأكيد النفي المفاد من «غير».
4- الاستهلال:
لقد استهل اللّه سبحانه و تعالى القرآن بالفاتحة، و الاستهلال فن من أرق فنون البلاغة و أرشقها، و حدّه: أن يبتدئ المتكلم كلامه بما يشير الى الغرض المقصود من غير تصريح بل بإشارة لطيفه.
5- العدول عن اسناد الغضب إليه تعالى كالإنعام. جرى على منهاج الآداب التنزيليه في نسبة النعم و الخيرات إليه عز و جل دون أضدادها كما في قوله تعالى: الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ وَ الَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَ يَسْقِينِ وَ إِذا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ
الجدول فى اعراب القرآن، ج1، ص: 31
سورة البقرة
من الآية 1- إلى الآية 141
[سورة البقرة (2): آية 1]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
الإعراب:
حروف مقطّعة لا محل لها من الإعراب. و هذا اعتمادا على أصح الأقوال و أسهلها و أبعدها عن التأويل «1» .
البلاغة
- إن هذه الأحرف في أوائل السور من المتشابه الذي استأثر اللّه بعلمه و هي سرّ القرآن، و فائدة ذكرها طلب الإيمان بها.
و إن تسميتها حروفا مجاز، و إنما هي أسماء مسمياتها الحروف المبسوطة.