کتابخانه تفاسیر
الجديد فى تفسير القرآن المجيد
الجزء الأول
سورة البقرة
الجزء الثاني
سورة آل عمران
سورة النساء
سورة المائدة
الجزء الثالث
سورة الأنعام
سورة الأعراف
سورة الأنفال
سورة التوبة
سورة يونس
سورة هود
الجزء الرابع
سورة يوسف
سورة الرعد
سورة إبراهيم
سورة الحجر
سورة النحل
سورة الإسراء
سورة الكهف
سورة مريم
سورة طه
سورة الأنبياء
الجزء الخامس
سورة الحج
سورة المؤمنون
سورة النور
سورة الفرقان
سورة الشعراء
سورة النمل
سورة القصص
سورة العنكبوت
سورة الروم
سورة الأحزاب
سورة سبأ
سورة فاطر
الجزء السادس
سورة يس
سورة الصافات
سورة ص
سورة الزمر
سورة المؤمن
سورة فصلت أو السجدة
سورة الشورى
سورة الزخرف
سورة الدخان
سورة الجاثية
سورة الأحقاف
سورة محمد صلى الله عليه و آله
سورة الفتح
الجزء السابع
سورة الذاريات
سورة القمر
سورة الواقعة
سورة الحديد
سورة المرسلات
الجديد فى تفسير القرآن المجيد، ج1، ص: 9
الجزء الأول
سورة الفاتحة
[سورة الفاتحة (1): الآيات 1 الى 7]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ (1)
آ- فضلها:
لا يخفى أن أفضل سور القرآن سورة الحمد.
ذلك أن أفضل الطّاعات هو الصلاة التي عبّر عنها بعماد الدّين في
قوله عليه السلام: الصلاة عماد الدين، إن قبلت قبل ما سواها، و إن ردّت ردّ ما سواها.
و أمثال هذه الرواية كثيرة في فضلها. و قد جعل اللّه تعالى سورة الحمد جزءا من الصّلاة «2» ، بحيث لا يسدّ مسدّها شيء من سور القرآن «3» .
(2)
قال عليه السلام: لا صلاة إلا بفاتحة الكتاب.
كما أنه
قال: لا صلاة إلا بطهور، و لا صلاة إلا إلى القبلة
، إلخ ..
(3) طوالها و قصارها.
الجديد فى تفسير القرآن المجيد، ج1، ص: 10
بخلاف سورة الإخلاص، فإن المصلّي مخيّر بينها و بين غيرها من السّور.
و هذا يكشف عمّا ذكرناه.
ب- نزولها:
هي مكّية، و على قول أنها نزلت في المدينة ثانيا. «1» و لها أسماء:
1- فاتحة الكتاب: لأنها مفتتحه أو مفتاحه.
2- و أمّ الكتاب: لاشتمالها على جمل معانيه، أي على خلاصة ما فصّل في الكتاب.
و بيان ذلك: أنها مشتملة على معاني القرآن بصورة اللّف، من الثّناء على اللّه بما هو أهله، و من التعبّد بالأمر و النّهي، و الوعد و الوعيد «2» . فكأنّ الكتاب نشأ و تكوّن منها بالتفصيل بعد هذا الإجمال. أو أنها كمكّة التي سميّت أمّ القرى، لأن الأرض تكوّنت و دحيت منها. و العرب من شأنهم أن يسمّوا ما يحتوي على أشياء، أو هو جامع لمطالب و أصول و مقاصد و رؤوس مطالب:
أمّا، كما يسمّون الجلدة الجامعة للدّماغ بمختلف حواسّه: أمّ الرّأس.
و نذكر في المقام رواية واحدة عن عظمة فاتحة الكتاب:
ففي مجمع البيان، روي عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن آبائه، عن النبيّ صلوات اللّه عليهم: لما أراد اللّه عزّ و جلّ أن ينزل فاتحة الكتاب،
(1) هذا القول يجيء بنظري ساقطا، لأن نزولها ثانيا لا يترتب عليه إلا التكرار و لا وجه له، ففي المدينة جرى تحويل الوجوه في الصلاة نحو البيت الحرام بعد ان كان التوجه نحو بيت المقدس و قد كان المسلمون يصلّون بقراءة الفاتحة قبل الهجرة الى المدينة. و لم يحصل في الصلاة أي تبدل أو تغير في سورة الفاتحة أو في غيرها من أجزاء الصلاة، فلا حاجة الى الأخذ بقول لم نقع فيه على آية أو رواية.
(2) و هذه الأمور أصوله و أركانه.
الجديد فى تفسير القرآن المجيد، ج1، ص: 11
و آية الكرسيّ، و آية شهد اللّه، و قل اللّهمّ مالك الملك، إلى قوله: بغير حساب- تعلّقن بالعرش و ليس بين اللّه و بينهنّ حجاب و قلن: يا رب، تهبطنا دار الذنوب و إلى من يعصيك، و نحن معلّقات بالطّهور و القدس؟. قال:
و عزّتي و جلالي، ما من عبد قرأكنّ في دبر كلّ صلاة، إلّا أسكنته حظيرة القدس على ما كان فيه، و نظرت إليه بعيني المكنونة في كل يوم سبعين نظرة، و إلّا قضيت له في كل يوم سبعين حاجة أدناها المغفرة، و إلّا أعذته من كل عدوّ و نصرته عليه، و لا يمنعه عن دخول الجنة أن يموت.
3- الحمد: و هو من أسمائها لذكره في ابتدائها «1» .
4- السبع المثاني: الأول، لكونها سبع آيات اتّفاقا في جملتها، إلّا أن هناك خلافا بين عدّ البسملة آية، أو «أنعمت» دون البسملة.
و الثاني، لأنها تثنّى في الفريضة، و لنزولها في مكة أولا، و في المدينة ثانيا. نزلت في مكة حين افترضت الصّلاة، و في المدينة- كما قيل- حين حوّلت القبلة لمناسبة خفي مقتضاها علينا، فإن أفعال اللّه كأقواله قد تصدر عن مصلحة مكنونة، كما تصدر عن مصلحة مكشوفة.
5- لها أسماء أخر، كالشافية، و الكنز، و الوافية. و الأشهر ما ذكرناه أولا.
ج- التفسير:
(1) و قد يقال بأن ابتداءها البسملة، و الأوجه تسميتها بها لورودها في أولها. و الجواب: أن البسملة جزء من كل سورة، بل آية منها. و لو تسمّت بها سورة لتسمّت بها جميع السّور ما عدا براءة. فأسماء السور أمر تعبديّ، لا علاقة له بورود الاسم في الأول أو الوسط أو الآخر.
الجديد فى تفسير القرآن المجيد، ج1، ص: 12
1- بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ :
هي آية من كلّ سورة عدا براءة بإجماعنا «1» و غيرنا، بين موافق لنا و مخالف. و ذكر الموافق و المخالف ليس فيه كثير فائدة.
و الباء للاستعانة، و يترجّح ذلك بأن الإنسان في جميع أموره يطلب الإعانة منه سبحانه و يشعر بكثرة مدخليّة اسم اللّه تعالى في تسهيل أعماله.
فكأنّه جعل اسمه تعالى آلة للفعل مشعرا بزيادة مدخليته فيه حتى كأنه لا يوجد بغيره.
أو للمصاحبة، و الحجة فيه التبرّك باسمه تعالى، أدخل في أدب الإسلام من أجل الرّد على المشركين الذين كانوا يتبرّكون بأسماء آلهتهم كاللات و العزّى و غيرهما. و الحق أن التبرّك يحصل بكلّ من الاستعانة و المصاحبة، و لا فرق بينهما عند النظر الدقيق.
و السورة مقولة على ألسنة عباده على ما هو الرائج بينهم في محاوراتهم تعليما للتبرّك باسمه و حمده و مسألته. و متعلّق الظّرف فعل مقدّر مؤخّر، لأهمية اسمه تعالى و قصر التبرك عليه سبحانه. هكذا: «بسم اللّه أتلو».
حذف المتعلّق لدلالة الحال عليه، أو لأن كل فعل يضمر له ما يناسبه المقام، مثلا في الذبح و الحلّ و الارتحال: «كأذبح، و أحلّ، و أرتحل». أو يقدّر من الإبهام العام: «كأبدأ، و أعمل، و أفعل.» من الأفعال العامة المبهمة، ما يناسب كل فعل و فعله.
(1) و يدل عليه روايات نذكر منها
ما جاء في تفسير العيّاشي عن يونس بن عبد الرحمن، عمّن رفعه، قال: «سألت أبا عبد اللّه عليه السلام عن قول اللّه تعالى: وَ لَقَدْ آتَيْناكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثانِي إلخ .. قال: هي سورة الحمد، و هي سبع آيات منها بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ».