کتابخانه تفاسیر

پایگاه داده های قرآنی اسلامی
کتابخانه بالقرآن

ارشاد الاذهان الى تفسير القرآن

تقديم سورة الفاتحة مكية، و عدد آياتها 7 آيات سورة البقرة مدنية، و عدد آياتها 286 آية سورة آل عمران مدنية، و عدد آياتها 200 آية سورة النساء مدنية، و عدد آياتها 176 آية سورة المائدة و هي مدنية، و آياتها 120 آية سورة الأنعام مكية، عدد آياتها 165 آية سورة الأعراف مكية، عدد آياتها 206 آية سورة الأنفال مدنية، عدد آياتها 75 آية سورة التوبة مدنية، و عدد آياتها 129 آية سورة يونس مكية، عدد آياتها 109 آية سورة هود مكية، عدد آياتها 123 آية سورة يوسف مكية، عدد آياتها 111 آية سورة الرعد مدنية، عدد آياتها 43 آية سورة إبراهيم مكية، عدد آياتها 52 آية سورة الحجر مكية، عدد آياتها 99 آية سورة النحل مكية، عدد آياتها 128 آية سورة الإسراء مكية، عدد آياتها 111 آية سورة الكهف مكية، عدد آياتها 110 آية سورة مريم مكية، و عدد آياتها 98 آية سورة طه مكية، عدد آياتها 135 آية سورة الأنبياء مكية، عدد آياتها 112 آية سورة الحج مدنية، عدد آياتها 78 آية سورة المؤمنون مكية، عدد آياتها 118 آية سورة النور مدنية، عدد آياتها 64 آية سورة الفرقان مكية، عدد آياتها 77 آية سورة الشعراء مكية، عدد آياتها 227 آية سورة النمل مكية، عدد آياتها 93 آية سورة القصص مكية، عدد آياتها 88 سورة العنكبوت مكية، عدد آياتها 69 آية سورة الروم مكية، عدد آياتها 60 آية سورة لقمان مكية، عدد آياتها 34 آية سورة السجدة مكية، عدد آياتها 30 آية سورة الأحزاب مدنية، عدد آياتها 73 آية سورة سبأ مكية، عدد آياتها 54 آية سورة فاطر مكية، عدد آياتها 45 آية سورة يس مكية، عدد آياتها 83 آية سورة الصافات مكية، عدد آياتها 182 آية سورة ص مكية، عدد آياتها 88 آية سورة الزمر مكية، عدد آياتها 75 آية سورة المؤمن مكية، عدد آياتها 85 آية سورة فصلت مكية، عدد آياتها 54 آية سورة الشورى مكية، عدد آياتها 53 آية سورة الزخرف مكية، عدد آياتها 89 آية سورة الدخان مكية، عدد آياتها 59 آية سورة الجاثية مكية، عدد آياتها 37 آية سورة الأحقاف مكية، عدد آياتها 35 آية سورة محمد(ص) مدنية، عدد آياتها 38 آية سورة الفتح مدنية، عدد آياتها 29 آية سورة الحجرات مدنية، عدد آياتها 18 آية سورة ق مكية، عدد آياتها 45 آية سورة الذاريات مكية، عدد آياتها 60 آية سورة الطور مكية، عدد آياتها 49 آية سورة النجم مكية، عدد آياتها 62 آية سورة القمر مكية، عدد آياتها 55 آية سورة الرحمن مدنية، عدد آياتها 78 آية سورة الواقعة مكية، عدد آياتها 96 آية سورة الحديد مدنية، عدد آياتها 29 آية سورة المجادلة مدنية، عدد آياتها 22 آية سورة الحشر مدنية، عدد آياتها 24 آية سورة الممتحنة مدنية، عدد آياتها 13 آية سورة الصف مدنية، عدد آياتها 14 آية سورة الجمعة مدنية، عدد آياتها 11 آية سورة المنافقون مدنية، عدد آياتها 11 آية سورة التغابن مدنية، عدد آياتها 18 آية سورة الطلاق مدنية، عدد آياتها 12 آية سورة التحريم مدنية، عدد آياتها 12 آية سورة الملك مكية، عدد آياتها 30 آية سورة القلم مكية، عدد آياتها 52 آية سورة الحاقة مكية، عدد آياتها 52 آية سورة المعارج مكية، عدد آياتها 44 آية سورة نوح مكية، عدد آياتها 28 آية سورة الجن مكية، عدد آياتها 28 آية سورة المزمل مكية، عدد آياتها 20 آية سورة المدثر مكية، عدد آياتها 56 آية سورة القيامة مكية، عدد آياتها 40 آية سورة الإنسان مدنية، عدد آياتها 31 آية سورة المرسلات مكية، عدد آياتها 50 آية سورة النبأ مكية، عدد آياتها 40 آية سورة النازعات مكية، عدد آياتها 46 آية سورة عبس مكية، عدد آياتها 42 آية سورة التكوير مكية، عدد آياتها 29 آية سورة الإنفطار مكية، عدد آياتها 19 آية سورة المطففين مكية، عدد آياتها 36 آية سورة الإنشقاق مكية، عدد آياتها 25 آية سورة البروج مكية، عدد آياتها 22 آية سورة الطارق مكية، عدد آياتها 17 آية سورة الأعلى مكية، عدد آياتها 19 آية سورة الغاشية مكية، عدد آياتها 26 آية سورة الفجر مكية، عدد آياتها 30 آية سورة البلد مكية، عدد آياتها 20 آية سورة الشمس مكية، عدد آياتها 15 آية سورة الليل مكية، عدد آياتها 21 آية سورة الضحى مكية، عدد آياتها 11 آية سورة الشرح مكية، عدد آياتها 8 آيات سورة التين مكية، عدد آياتها 8 آيات سورة العلق مكية عدد آياتها 19 آية سورة القدر مكية، عدد آياتها 5 آيات سورة البينة مدنية، عدد آياتها 8 آيات سورة الزلزلة مدنية، عدد آياتها 8 آيات سورة العاديات مكية، عدد آياتها 11 آية سورة القارعة مكية، عدد آياتها 11 آية سورة التكاثر مكية، عدد آياتها 8 آيات سورة العصر مكية، عدد آياتها 3 آيات سورة الهمزة مكية، عدد آياتها 9 آيات سورة الفيل مكية، عدد آياتها 5 آيات سورة قريش مكية، عدد آياتها 4 آيات سورة الماعون مكية، عدد آياتها 7 آيات سورة الكوثر مكية، عدد آياتها 3 آيات سورة الكافرون مكية، عدد آياتها 6 آيات سورة النصر مدنية، عدد آياتها 3 آيات سورة المسد مكية، عدد آياتها 5 آيات سورة الإخلاص مكية، عدد آياتها 4 آيات سورة الفلق مكية، عدد آياتها 5 آيات سورة الناس مكية، عدد آياتها 6 آيات

ارشاد الاذهان الى تفسير القرآن


صفحه قبل

ارشاد الاذهان الى تفسير القرآن، ص: 5

سورة الفاتحة مكية، و عدد آياتها 7 آيات‏

أ- فضلها: لا يخفى أن أفضل سور القرآن سورة الحمد. لأنّ اللَّه تعالى قد جعلها جزءا من الصّلاة التي هي عماد الدين، بحيث لا يسدّ مسدّها شي‏ء من سور القرآن قصارها و طوالها. ب- نزولها: هي مكّية: 1- فاتحة الكتاب: لأنّها مفتتحه أو مفتاحه. 2- و أمّ الكتاب: لاشتمالها على مجمل معانيه. و قد كان العرب يسمّون الجلدة الجامعة للدماغ بمختلف حواسه: أم الرأس. و بيان ذلك:

أنّها مشتملة على معاني القرآن أصوله و أركانه بصورة اللّف، من الثّناء على اللَّه بما هو أهله، و من التعبّد بالأمر و النّهي، و الوعد و الوعيد. 3- الحمد: و هو من أسمائها لذكره في ابتدائها (1). 4- السبع المثاني: إمّا لكونها سبع آيات اتّفاقا في جملتها. أو لأنّها تثنّى في الفريضة. 5- لها أسماء أخر، كالشافية، و الكنز، و الوافية. ج- التفسير: 1- بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ‏ : هي آية من كلّ سورة إجماعا عندنا عدا براءة بالإجماع عندنا و عند غيرنا. و الباء للاستعانة، و يترجّح ذلك بأنّ الإنسان في جميع أموره يطلب الإعانة منه سبحانه. أو للمصاحبة، و الحجة فيه التبرّك باسمه تعالى، و الحقّ أنّ التبرّك يحصل بكلّ من الاستعانة و المصاحبة، و لا فرق بينهما عند النظر الدقيق. و السورة مقولة على ألسنة عباده على ما هو الرائج بينهم في محاوراتهم تعليما للتبرّك باسمه و حمده و مسألته. و متعلّق الظّرف فعل مقدّر مؤخّر، لأهمية اسمه تعالى و قصر التبرك عليه سبحانه. هكذا: بسم اللَّه أتلو». حذف المتعلّق لدلالة الحال عليه. و الاسم من السّمو: بفتح السين و سكون الميم، و هو مصدر فمعناه جعل الاسم. أو من السّمة: و أصله أي مصدره: و سم، معناه العلامة بالكيّ و نحوه. و لم يقل سبحانه: «باللَّه» لأن التبرّك باسمه أدخل في الأدب. اللَّهِ‏ : أصله إله.

حذفت الهمزة و عوّض عنها أداة التعريف فصار مختصّا بالمعبود بالحقّ بالغلبة، بخلاف الإله فإنه كان لكل معبود، ثم غلب في المعبود بالحق. و هو من: أله بالفتح، بمعنى: عبد أو تحيّر و معناهما عام. و بالكسر (أله) بمعنى سكن أو فزع أو ولع لأنه معبود تتحيّر فيه العقول و تطمئنّ بذكره القلوب و يفزع إليه و يولع بالتضرّع لديه. الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ‏ : صفتان مشبّهتان من رحم بكسر عين الفعل، كغضبان من غضب. و الرحمة هي رقّة القلب المقتضية للإحسان. و اتّصافه تعالى بها باعتبار غايتها التي هي فعل، لا مبدئها الذي هو انفعال. و الرّحمن أبلغ لاقتضاء زيادة البناء زيادة المعنى. و ملخص القول أنّ معنى الرحمن أي البالغ في الرحمة غايتها، و لذا اختصّ به سبحانه. و إنما قدّم في البسملة و غيرها من موارد اجتماعهما على الرحيم، لصيرورته بالاختصاص كالواسطة بين العلم و الوصف، فناسب توسيطه بينهما. و لعلّ وجه التقديم- مضافا إلى ما قلناه آنفا- كون الرحمانيّة دنيوية، و هي مقدّمة على الأخروية، و لا منافاة بين الوجهين. 2- الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ‏ : الحمد: هو الثناء على أمر جليل جميل صدر عن اختيار نعمة و غيرها. و نقيضه: الذّم، و يراد منه المدح. أما الشكر فهو ما قابل النعمة من قول أو عمل أو اعتقاد. و من الشكر الحمد على النعمة بل هو أظهر أفراده‏

قال (ص): «الحمد رأس الشكر، ما شكر اللَّه من لم يحمده»

فجعله كأشرف الأعضاء، فكأن الشكر منتف بانتفائه. و نقيضه الكفران. رَبِّ الْعالَمِينَ‏ : مالكهم و سائسهم، أي مدبّر أمورهم على ما ينبغي. و الرب مصدر، بمعنى التربية، و هي تبليغ الشي‏ء كماله المقدّر له تدريجيّا. و هذا من أوصافه الخاصة به جلّ و علا التي تدلّ على أن قدرته فوق ما يتصوّر من القوى، و لا يطلق على غيره تعالى إلّا مضافا: كربّ الدار، أو مجموعا: كالأرباب. و العالم: اسم لما سوى اللَّه، يقال: عالم الأرواح، و عالم الأفلاك، و عالم العناصر. و يطلق على مجموعها أيضا و إنما جمع هنا ليشمل مسمّاه كلّ الأجناس على اختلاف حقائقها و كذلك أفرادها. و يجمع بالواو و النون لتغليب جانب العقلاء. 3- الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ‏ : كرّرا في مفتاح الكتاب الكريم إشعارا بشدّة اعتنائه سبحانه بالرحمة، أو تثبيتا للرجاء بأن مالك يوم الجزاء هو البالغ في الرحمة. 4- مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ‏ : مالك: بالألف على قراءة عاصم و الكسائي. و قرأ الباقون: «ملك يوم الدين» و الفرق أنّ المالك من له التصرّف فيما في حوزته و تحت يده، و الملك‏

ارشاد الاذهان الى تفسير القرآن، ص: 6

منصوب على المفعولية. و انفعاله و تقدّمه على فعله لإفادة الحصر، لأنّ تقديم ما هو حقّه التأخير يفيد الحصر. أي قصروا العبادة و الاستعانة عليه. و العبادة أعلى مراتب الخضوع و التذلّل، لا يستحقها إلّا اللَّه. و الاستعانة طلب المعونة في الفعل، و يراد هنا طلب المعونة في كل المهمّات، و لذا أيّهم المستعان فيه. و تكرير الضمير: «إيّاك و إيّاك» للتنصيص على التخصيص بالاستعانة. و تقديم العبادة على الاستعانة للتنبيه على أنّ تقديم الوسيلة على طلب الحاجة أدعى إلى الإجابة. و إيثار صيغة المتكلّم مع الغير ليؤذن بحقارة نفسه عن عرض العبادة و طلب المعونة متفردا على باب الكبرياء، فلا بدّ من انضمامه إلى جماعة تشاركه في العرض و الطلب كما يصنع في عرض الهدايا و رفع الحوائج إلى الملوك. و وجه العدول من الغيبة إلى الخطاب: أنّ فيه تطرية و تنشيطا للسامع ليس في غيره. 6- اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ‏ : بيان للمعونة المطلوبة، كأنه قال: «كيف أعينكم؟» فقالوا: «اهدنا الصراط المستقيم». و الهداية:

الدلالة بلطف إلى المطلوب. و قيل هي الموصلة، و غيرها إراءة الطريق. و

عن أمير المؤمنين علي (ع): اهدنا، أي: ثبّتنا.

و أصناف هدايته جلّ و علا و إن لم يحصرها العدّ على أربعة أوجه: الأول:

إفاضته القوى و الحواسّ لجلب النفع و دفع الضّرر، يدل عليه:

«أعطى كلّ شي‏ء خلقه ثم هدى». الثاني: نصب الدلائل الفارقة بين الحق و الباطل، يدلّ عليه‏ وَ هَدَيْناهُ النَّجْدَيْنِ‏ . الثالث: إرسال الرّسل و إنزال الكتب: وَ أَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْناهُمْ‏ . أي بالإرسال و الإنزال. الرابع: إزالة الغواشي البدنية و إراءة الأشياء كما هي بالوحي أو الإلهام أو المنام الصادق أو الاستغراق في ملاحظة جماله و جلاله بحيث تقشعرّ جلودهم من الخشية ثم يرغبون في ذكر ربهم و يعرضون عمّا سواه، قال تعالى: تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ، ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَ قُلُوبُهُمْ إِلى‏ ذِكْرِ اللَّهِ، ذلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشاءُ . و هذا يختص به الأنبياء و الأولياء، ثم الأمثل فالأمثل.

و الصراط: هو الجادّة، و الطريق. من سرط الطعام أي ابتلعه. فكأنه يسترط السالبة. و جمعه سرط ككتب. و المراد بالصّراط المستقيم، و نتيجته التأكيد أو التّنصيص على أن الطريق الذي هو علم في الاستقامة هو طريق المنعم عليهم لأنه جعل كالتفسير له. و المراد بهم: المذكورون في كتابه: فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَ الصِّدِّيقِينَ‏ ... الآية. و قيل أراد بهم المسلمين، حيث إنّ نعمة الإسلام أصل كلّ النّعم. و الإنعام: إيصال النّعمة. و نعمه سبحانه كثيرة بحيث تعذّر حصرها و عدّها وَ إِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوها . و هي إمّا دنيويّة ظاهرية كإفاضة الوجود و العمر و القوى البدنية أو باطنية. و من أسماها العقل و سائر القوى. و إما أخروية، و هي روحانيّ «كغفران الذنوب» و جسماني «كأنهار العسل و الشراب الطّهور». غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَ لَا الضَّالِّينَ‏ : و الغضب: ثوران النّفس لإرادة الانتقام تشفّيا. فإن أسند إليه تعالى فباعتبار الغاية كما في الرّحمة، و العدول عن إسناده إليه تعالى إلى صيغة المجهول و إسناد عديله إليه تعالى، تأسيس لمباني الرّحمة. فكأنّ الغضب صادر عن غيره تعالى، و إلّا فالظاهر أن يقول: «غير الّذين غضبت عليهم». وَ لَا الضَّالِّينَ‏ : من الضّلال و شعبه كثيرة، يجمعها العدول عن الطريق السّويّ و لو خطأ. و المشهور تفسير «المغضوب عليهم» باليهود و «الضّالّين» بالنصارى.

ارشاد الاذهان الى تفسير القرآن، ص: 7

سورة البقرة مدنية، و عدد آياتها 286 آية

آ- فضلها:

سئل النبيّ (ص): أيّ سور القرآن أفضل؟ قال: البقرة. قيل: أيّ آي البقرة أفضل؟. قال: آية الكرسي.

و

قال الصادق (ع): من قرأ البقرة و آل عمران جاء يوم القيامة تظلّانه على رأسه مثل الغمامتين.

ب- نزولها: مدنية و آياتها مائتان و ستّ و ثمانون آية. كلّها نزلت بالمدينة إلّا آية منها نزلت بمنى و هي قوله: و اتّقوا يوما ترجعون فيه إلى اللَّه ... ج- التفسير: 1- الم‏ : قيل:

هذا و ما يأتي من الألفاظ المتهجّى بها: أسماء، مسمّياتها الحروف التي منها ركّبت الكلم. و الدليل صدق حدّ الاسم عليها، مع قبولها لخواصّ الاسم. و لعل السرّ في النطق بهذه الألفاظ هو إشارة منه تعالى إلى أن «كتابنا» هذا ركّب من هذه الحروف الهجائية التي تنطقون بها نهارا و ليلا. فإن كنتم في ريب مما نزّلنا على عبدنا فأتوا بمثله و أنتم عرب فصحاء. فإن عجزتم انكشف أن هذا القرآن من فعل غير المخلوق، و عمل من هو وراء الطّبيعة، فينبغي أن يتحدّى به كما تحدّى بقوله: فأتوا بسورة إلخ ... و قيل: هي أسماء للقرآن. و قيل إنها قسم أقسم اللَّه تعالى بها لشرفها و عظمتها لكونها مباني كتبه و أسمائه و صفاته. و ورد عن أئمتنا عليهم السلام أنها من المتشابهات التي استأثر اللَّه نفسه بعلمها و لا يعلم تأويلها غيره. 2- ذلِكَ الْكِتابُ‏ : يحتمل أن يكون «ذلك» إشارة إلى القرآن، أي الكتاب الذي أخبر به موسى بن عمران، أو عيسى بن مريم فأخبرا بني إسرائيل. بهذا الكتاب الذي أفتتح ب ألم‏ لا رَيْبَ فِيهِ‏ من راب يريب، إذا حصل فيه الرّيبة أي الشك. و حقيقة الريبة قلق النفس و اضطرابها. و المعنى أنه- من وضوح دلالته- لا ينبغي أنه يرتاب فيه عاقل، فإنه لا مجال للريبة فيه. هُدىً‏ مصدر. و هو الرشاد، و البيان، و الدلالة. و هو ضد: الضلال. لِلْمُتَّقِينَ‏ : و المتّقي: اسم فاعل من وقاه فاتّقي. و الوقاية فرط الصيّانة، و شرعا من وقى نفسه الذنوب. و فسّر المتّقون بالذين يتّقون الموبقات. و هذا التفسير أعمّ من سابقه، لأن الموبقات تشمل الذنوب و غيرها. و اختصاصه بالمتقين، لأن لهم كفاية الاهتداء على ضوئه و زيادة قابليته، و إلا فكثير من الناس يهتدون به. 3- الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ‏ : الإيمان إفعال، من آمن، بمعنى صدّق، و ضد التكذيب. و حقيقة الإيمان شرعا هو المعرفة باللَّه و صفاته، و برسله و بما جاؤوا به، و يلازمه التصديق بهم. و إلا فالتصديق بلا عرفان لسانيّ لا يترتب عليه أيّ أثر واقعي كالإسلام اللساني. بل هما مترادفان. و الغيب: مصدر، بمعنى الغائب و المغيّب، أي ما يستتر عن الحواسّ الظاهرية. بل يمكن أن يقال: إن المراد به: الخفيّ الذي لا يعلمه العباد إلا بإرشاد اللَّه تعالى و هدايته.

وَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ : من أقام العمود إذا قوّمه و استقامه. و المراد هنا هو أن يعدّلوا أركان الصلاة، و يأتوا بواجباتها على أصولها و مقرّراتها المشروعة حتى لا يقع فيها زيغ و لا يتطرّق إليها باطل. وَ مِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ‏ : و الرّزق لغة الحظّ و النّصيب، و عرفا إعطاء اللَّه تعالى للحيوان ما ينتفع به كلّ بحسبه، فبالإضافة إلى الإنسان هو الأموال، و القوى، و الأبدان السالمة، و الجاه، و العلم، و في رأس هذه النّعم التوفيق لصرف كل واحدة منها في محلّها و فيما خلقت لأجله. و من إسناد الرزق إلى نفسه سبحانه، و مدحهم بالإنفاق، نستفيد النّعم التوفيق لصرف كل واحدة منها في محلّها و فيما خلقت لأجله. و من إسناد الرزق إلى نفسه سبحانه، و مدحهم بالإنفاق، نستفيد أن الحرام خارج عنه و ليس منه لتنزّه ساحته السامية و ارتفاع مقامه العالي جلّ و علا عن القبائح، و عدم قابلية الحرام لمدح منفقه.

و الإتيان (بمن) التبعيضيّة رمز إلى أنهم في الإنفاق منزّهون عن الإسراف و التبذير. 4- وَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ‏ : المراد بما أنزل: هو القرآن، و الشريعة بأسرها وَ ما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ‏ من الكتب السماوية الماضية و الشرائع السابقة وَ بِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ‏ أي يعلمون تمام العلم من غير شك و ترديد .. و تحصيل اليقين بالآخرة له طريقان: الأول بإخبار الصادق المصدّق، و الثاني بالمعجزة.

و لليقين ثلاث مراتب: الأولى علم اليقين. و الثانية عين اليقين و هي فوق مقام علم اليقين. و الثالثة حق اليقين. و هي أرقى من السابقتين. فالسالك بعد إكمال المرتبة الثانية، و ارتقائه في يقينه بنتيجة رياضاته النفسانية، يصل إلى مقام يصير فيه بصره حديدا و سمعه شديدا، فيرى ما لا ترى عيون غيره من الناس، و يسمع ما لا تسمع آذانهم، و يدرك ما لا يخطر على قلوب أقرانه، إذ ترتفع الحجب، و تزول الأغطية، فيرى الأشياء على ما هي عليه بحقائقها و بواطنها و كما يرى ظواهرها سواء بسواء. 5- أُولئِكَ عَلى‏

ارشاد الاذهان الى تفسير القرآن، ص: 8

هُدىً مِنْ رَبِّهِمْ‏ : إشارة إلى الصّنفين من المؤمنين. و كلمة عَلى‏ في هذه الآية للاستعلاء، و معناه تشبيه تمسّكهم بالهدى أو ثباتهم عليه باعتلاء الراكب مركوبه و تسلّطه عليه و لصوقه به. و نكّر هُدىً‏ هاهنا للتعظيم، مِنْ رَبِّهِمْ‏ تأكيد لتعظيمه لأنه ممنوح منه، و ليس هو إلّا اللّطف و التوفيق. وَ أُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ‏ تكرير الإشارة لفائدة اختصاصهم و تميّزهم بالميزتين عن غيرهم.

6- إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا : لما ذكر سبحانه أولياءه بصفاتهم الموجبة لهم و هي الهدى و الفلاح، أتبعهم بأضدادهم: أي الكفرة العتاة الذين لا يتناهون عن منكر و لا ينتفعون بالتبشير و الإنذار. سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَ أَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ‏ سواء: اسم بمعنى الإستواء.

و الإنذار هو التخويف من العقاب مطلقا. و المراد منه هنا التخويف من عقاب اللَّه تعالى. لا يُؤْمِنُونَ‏ جملة مؤكّدة لما قبلها فلا محلّ لها من الإعراب، أو هي حال من ضمير عليهم أيضا مؤكّد. و هذا الإخبار منه تعالى لا ينافي قدرتهم على الإيمان، لأنه سبحانه يخبر عن علمه بحالهم و عاقبة أمرهم. و علم اللَّه بعدم إيمان شخص لا يسلب قدرة الشخص، كما أن علمه بإيمانه لا يجبره عليه، فلا يكون تكليفهم به تكليفا بما لا يطاق. 7- خَتَمَ اللَّهُ عَلى‏ قُلُوبِهِمْ وَ عَلى‏ سَمْعِهِمْ‏ ... الختم أخو الكتم. و

عن الرضا (ع): هو الطّبع على قلوب الكفّار عقوبة على كفرهم،

كما قال تعالى: بَلْ طَبَعَ اللَّهُ عَلَيْها بِكُفْرِهِمْ‏ وَ عَلى‏ أَبْصارِهِمْ غِشاوَةٌ أي غطاء. وَ لَهُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ‏ و العذاب كالنّكال زنة و معنى، ثم سمّي به كلّ ألم فادح و إن لم يكن نكالا أي عقابا. و (العظيم) نقيض الحقير، كالكبير نقيض الصغير. 8- وَ مِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا ... و هم الذين أبطنوا الكفر و أظهروا الإيمان. بِاللَّهِ وَ بِالْيَوْمِ الْآخِرِ تكرّر الباء لادّعاء الإيمان بكل واحد على الأصالة وَ ما هُمْ بِمُؤْمِنِينَ‏ تكذيب لقولهم: آمنّا، على ما حكى عزّ و جلّ في صدر هذه الآية. و المراد ب (من) الموصولة: ابن أبي سلول و أضرابه كمعتب بن قسمير، و جماعة أخرى كانوا مع هؤلاء. 9- يُخادِعُونَ اللَّهَ وَ الَّذِينَ آمَنُوا ... الخدع (بالفتح و الكسر) الختل، و هو أن يظهر للغير خلاف ما يخفيه، و ما يريد به من المكروه، و أصل معناه الإخفاء. و معنى المخادعة أن يعملوا معهم معاملة المخادع من إبطال كفرهم و إظهار الإسلام لديهم. و إنما أضاف مخادعة الرسول إليه تعالى لأن مخادعته ترجع إلى مخادعة اللَّه كما قال عزّ و جلّ: إنّ الذين يبايعونك إنّما يبايعون اللَّه، و المخادعة مع المؤمنين هو إيذاؤهم بخديعتهم‏ وَ ما يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ‏ أي ما يضرّون بتلك الخديعة أحدا و إنما يرجع وبال ذلك عليهم دنيا و آخرة وَ ما يَشْعُرُونَ‏ أي: و ما يحسّون. 10- فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ‏ ... أي شك و نفاق. و وجه تسمية الشك بالمرض أنّ الشك تردّد بين أمرين، و المريض مردّد بين الحياة و الممات. و يمكن أن تكون إخبارا بأن القلوب المريضة- بطبعها- يزداد المرض فيها لضعفها و لكونها مستعدة له كالأمزجة الضعيفة إذا ابتلت بالمرض. فلما لم يكن فيها استعداد لمقاومة المرض ينمو فيها المرض و يصير مزمنا ثم يؤدي إلى الموت. فَزادَهُمُ اللَّهُ مَرَضاً بحيث تاهت قلوبهم و كادت أن تذوب في الدنيا، وَ لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ‏ في الآخرة أي مؤلم موجع غاية الإيلام‏ بِما كانُوا يَكْذِبُونَ‏ بمقالتهم آمنّا. و لفظ (كان) للاستمرار. 11- وَ إِذا قِيلَ لَهُمْ لا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ‏ : بإظهار الشّقاق و النفاق بين المسلمين‏ قالُوا إِنَّما نَحْنُ مُصْلِحُونَ‏ أي ليس شأننا إلّا الإصلاح. و قد حصروا أمرهم في الإصلاح لتصوّرهم الفساد إصلاحا لمرض قلوبهم. 12- أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ‏ ... ردّ لدعواهم الكاذبة. وَ لكِنْ لا يَشْعُرُونَ‏ بكونهم مفسدين مع غاية ظهور فسادهم الذي هو كالشي‏ء المحسوس، و لكنّ حبّ الشي‏ء يعمي و يصم. 13- وَ إِذا قِيلَ لَهُمْ: آمِنُوا ... و قد نصحوا بأمرين مكملين لإيمان العبد، الأول: ترك الرذائل في قوله سبحانه: و لا تفسدوا. و الثاني: اكتساب الفضائل بقوله تعالى‏ آمِنُوا كَما آمَنَ النَّاسُ‏ يراد به النبيّ (ص) و من آمن من أصحابه الخلّص. قالُوا في الجواب أو فيما بينهم:

أَ نُؤْمِنُ كَما آمَنَ السُّفَهاءُ . استفهام إنكاري. و لام السفهاء للعهد. و المعهود هم الناس الذين آمنوا مع الرسول (ص) المذلّون أنفسهم لمحمد (ص). و السفه هو ضعف الرأي و الخفّة في العقل. أَلا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهاءُ إنهم سفهاء، أي أخفّاء العقول أراذل.

وَ لكِنْ لا يَعْلَمُونَ‏ أي يجهلون سفاهتهم. و من نفي عنهم العلم و الشعور فأولئك كالأنعام، بل هم أضلّ. 14- وَ إِذا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا ... هذا البيان تثبيت لكونهم منافقين، لأن صاحب اللسانين هو الذي يقال له المنافق، و هو أيضا بيان لصنعهم مع المؤمنين و الكفّار، أي إذا رأوا المؤمنين‏ قالُوا آمَنَّا بما آمنتم به‏ وَ إِذا خَلَوْا إِلى‏ شَياطِينِهِمْ‏ أي انفردوا بإخوانهم من المنافقين الذين‏

ارشاد الاذهان الى تفسير القرآن، ص: 9

يكذّبون الرسول مثلهم فهم كالشياطين في التمرد و العصيان‏ قالُوا إِنَّا مَعَكُمْ، إِنَّما نَحْنُ مُسْتَهْزِؤُنَ‏ بمحمد و أتباعه. 15- اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ‏ ... أي يعاملهم معاملة المستهزئ، أو يجازيهم على استهزائهم. وَ يَمُدُّهُمْ فِي طُغْيانِهِمْ يَعْمَهُونَ‏ من مدّ الجيش و أمدّه أي زاده لا من المد في العمر، فالمعنى: أنه يزيد في فسح المجال لطغيانهم. يَعْمَهُونَ‏ يتحيّرون و يتردّدون، و العمه هو التحيّر في البصيرة كالعمى في البصر.

16- أُولئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلالَةَ ... يعني باعوا دين اللَّه و اعتاضوا به الكفر باللَّه. فالشراء هنا لم يكن مبادلة، أي أخذا و عطاء، بل هو ترك و أخذ فَما رَبِحَتْ تِجارَتُهُمْ‏ و التجارة طلب الربح بالبيع و الشراء، و الربح الفضل على رأس المال، فهؤلاء المنافقون، استبدلوا الهداية بالضلالة، و الطاعة بالمعصية، و الربح بالخسارة! .. فأيّة جهالة أسوأ من هذه؟ .. وَ ما كانُوا مُهْتَدِينَ‏ لطرق الحق و الصواب، أي للتجارة التي فيها الربح الوافر. 17- مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ ناراً المثل: في الأصل النظير، ثم أطلق على القول السائر. و لا يضرب إلّا لما فيه غرابة. و معنى الآية الشريفة: حالتهم العجيبة كحال من استوقد نارا أي طلب إشعال النار لارتفاع لهبها و سطوع نورها، ليبصر بها ما حوله‏ فَلَمَّا أَضاءَتْ ما حَوْلَهُ‏ أي انتشر نورها حول مستوقدها ليستضي‏ء مع رهطه‏ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ‏ أطفأ نارهم فذهب النور و وقعوا في الظّلمة.

صفحه بعد