کتابخانه تفاسیر

پایگاه داده های قرآنی اسلامی
کتابخانه بالقرآن

الفرقان فى تفسير القرآن بالقرآن

الجزء الأول

الجزء الثاني و العشرون

الجزء الخامس و العشرون

الجزء السادس و العشرون

الجزء السابع و العشرون

الجزء الثامن و العشرون

رسالة من صاحب تفسير«الميزان» تعريفا بتفسير الفرقان مقدمة

الجزء التاسع و العشرون

الجزء الثلاثون

المقدمة المدخل

الفرقان فى تفسير القرآن بالقرآن


صفحه قبل

الفرقان فى تفسير القرآن بالقرآن، ج‏1، ص: 59

سورة الفاتحة

الفرقان فى تفسير القرآن بالقرآن، ج‏1، ص: 61

«سورة الفاتحة- مكية- و آياتها سبع».

[سورة الفاتحة (1): الآيات 1 الى 7]

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ (1)

الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ (2) الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ (3) مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4) إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَ إِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5)

اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَ لا الضَّالِّينَ (7)

«سورة الفاتحة» التي افتتح بها الكتاب تأليفا كما افتتح تنزيلا- هي صورة مصغّرة عن «تفصيل الكتاب لا ريب فيه من رب العالمين» أفرد اللّه بها الامتنان على الرسول العظيم (صلى اللّه عليه و آله و سلم) إذ جعلها ردفا للقرآن العظيم: وَ لَقَدْ آتَيْناكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثانِي وَ الْقُرْآنَ الْعَظِيمَ (15: 87) «1» .

(1).

عيون أخبار الرضا (عليه السلام) باسناده الى الامام الحسن العسكري (عليه السلام) مسلسلا عن أبيه عن آباءه عن علي (عليه السلام) قال: سمعت رسول اللّه (صلى اللّه عليه و آله و سلم) يقول: ان اللّه عز و جل قال: يا محمد! و لقد آتيناك سبعا

الفرقان فى تفسير القرآن بالقرآن، ج‏1، ص: 62

نجد فيها تجاوبا رائعا بين كتابي التدوين و التكوين عدّة و عدّة، فآياتها سبع، و أسماءها سبعة، كما السماوات سبع، و الأرضون سبع، و أيام الأسبوع سبعة، و الطواف بالبيت و السعي سبعة أشواط، ثم و تغلق بسبعها أبواب الجحيم السبع‏ «1» كما نرمي الشياطين بجمرات سبع حيث الشيطنات هي السبع‏ «2» : كما و تفتح بها أبواب الجنة الثمان‏ «3» .

1- فهي فاتحة الكتاب‏ «4» .

لافتتاحه بها تنزيلا و تأليفا براعة بارعة لاستهلاله، حيث تنير علينا

من المثاني و القرآن العظيم، فأفرد الامتنان علي بفاتحة الكتاب و جعلها بإزاء القرآن العظيم و إن فاتحة الكتاب اشرف ما في كنوز العرش، و إن اللّه عز و جل خص محمدا (صلى اللّه عليه و آله و سلم) و شرّفه بها و لم يشرك معه فيها أحدا من أنبيائه ما خلا سليمان فانه أعطاه منها «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ» (1: 301 و البحار 92: 227)

و

في الدر المنثور 1: 2- أخرج الواحدي في اسباب النزول و الثعلبي في تفسيره عن علي (عليه السلام) قال: نزلت الفاتحة بمكة من كنز من كنوز العرش.

(1).

تفسير الفخر الرازي 1: 175 روي‏ ان جبرئيل (عليه السلام) قال للنبي (صلى اللّه عليه و آله و سلم) يا محمد! كنت أخشى العذاب على أمتك فلما نزلت الفاتحة أمنت، قال (صلى اللّه عليه و آله و سلم): لم يا جبرئيل! قال: لان اللّه تعالى قال «و ان جهنم لموعدهم أجمعين لها سبعة أبواب لكل باب منهم جزء مقسوم» و آياتها سبع فمن قرأها صارت كل آية طبقا على باب من أبواب جهنم فتمر أمتك عليها سالمين.

(2) و هي: الشيطان- البقر- النمر، ثم كل جمع بين اثنين منها ثم مجموع الثلاثة فهي سبع‏

(3) و علّها باب المعرفة بما تكبر اللّه في صلاتك و- 2- باب الذكر بالبسملة و- 3- باب الشكر بالحمد له و- 4- باب الرجاء بالرحمتين الرحمانية و الرحيمية و- 5- باب الخوف يوم القيامة و- 6- باب الإخلاص في العبودية و الاستعانة الناتجة عن معرفة الربوبية و 7- باب الدعاء و الضراعة في طلب الهداية و- 8- باب الاهتداء الى صراط اهل النعمة.

(4) و قد تواترت الأحاديث لهذا الاسم.

الفرقان فى تفسير القرآن بالقرآن، ج‏1، ص: 63

دروبا من علوم الكتاب جملة كما يفتح الكتاب تفصيلا، فتفتح بها أبواب خزائن أسرار الكتاب لأنها مفتاح كنور لطائف الخطاب.

2- 3- و هي ام القرآن و ام الكتاب‏ «1» .

أمّا لتفصيل الكتاب بآياته المحكمات و المتشابهات، كما المحكمات هن أم الكتاب، فكما المحكمات هن أم للأطفال المتشابهات، كذلك آيات الكتاب كله هي أطفال الأمّ السيدة.

فكل أصل و كل مجتمع و كل مأوى و محور أمّ، و القرآن المفصّل يضم مربع الربوبية و النبوة و المعاد و ما بين المبدء و المعاد بتفاصيلها، و أم القرآن يضمها محكمة مختصرة، حكيمة محتصرة.

و من ثم الأم تأتي بمعنى الراية للعسكر و الفاتحة راية لعساكر السور

(1).

الدر المنثور عن النبي (صلى اللّه عليه و آله و سلم) أنها أم القرآن و ام الكتاب‏

و

فيه اخرج البخاري و الدارمي في سننه و ابو داود و الترمذي و ابن المنذر و ابن اي حاتم و ابن مردويه في تفاسيرهم عن أبي هريرة قال قال رسول اللّه (صلى اللّه عليه و آله و سلم): «الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ» ام القرآن و ام الكتاب و السبع المثاني-

و

من طريق اهل البيت (عليهم السلام) روى العياشي 1: 19 عن الامام الصادق (عليه السلام) قال: اسم اللّه الأعظم مقطّع في أم الكتاب، و عن عبد الملك بن عمر عنه (عليه السلام) إن إبليس رنّ أربع رنّات ..

و حين نزل ام الكتاب، و

في دعوات الراوندي عن موسى بن جعفر (عليهما السلام) قال: سمع بعض آبائي رجلا يقرء ام القرآن فقال: شكر و اجر (البحار 92: 261) و رواه مثله محمد بن احمد بن يحيى بسند عن جعفر بن محمد (عليه السلام) عن أبيه (عليه السلام) (تهذيب الأحكام 8: 190)

و

روى الشيخ الطوسي في تبيانه 1: 22، عن النبي (صلى اللّه عليه و آله و سلم) انه سماها ام القرآن‏

و

أخرجه القرطبي في الجامع لأحكام القرآن عن الترمذي عن أبي بن كعب قال قال رسول اللّه (صلى اللّه عليه و آله و سلم) ما أنزل اللّه في التوراة و لا في الإنجيل مثل أم القرآن.

الفرقان فى تفسير القرآن بالقرآن، ج‏1، ص: 64

بآياتها و هيبة لجنودها، فحقا هي راية القرآن إذ تقدمه و تعرّفه و تعنيه!.

4- و هي أساس القرآن:

إذ أسست تفاصيله فيها مجملة جميلة وضّاءة «1» و القرآن المفصل يتبنّى الأساس أساسا لتفاصيله.

5- و هي الكافية:

تجزي ما لا تجزي شي‏ء من القرآن حيث «تكفي من سواها و لا تكفي عنها سواها» «2» في اولى السورتين من الأوليين لفظيا حيث تكفي من سائر القرآن في الركعتين و لا يكفي سائره عنها فيهما، و معنويا فانها على اختصارها تحمل متنا حاصرا من غزيرة الوحي الهاطل، و خطابا لربنا في معراج الصلاة إذ تكفي عن كافة التفاصيل المسرودة في الذكر الحكيم حيث تناسب ذلك الخطاب.

6- و هي الحمد:

حيث تحمل أحمد حمد لرب العالمين، و خير ما يحمده به الحامدون، حمد غائب «الحمد للّه ..» و من ثم حاضر «إياك نعبد ...» فانها بشطريها

(1).

الدر المنثور 1: 2 اخرج الثعلبي عن الشعبي‏ ان رجلا شكا اليه وجع الخاصرة فقال: عليك بأساس القرآن قال: و ما أساس القرآن؟ قال: فاتحة الكتاب.

(2) المصدر اخرج الثعلبي عن عفيف بن سالم قال: سألت عبد اللّه بن يحيى بن أبي كثير عن قراءة فاتحة الكتاب خلف الامام فقال عن الكافية تسأل؟ قلت: و ما الكافية؟

قال: الفاتحة، اما تعلم انها تكفي عن سواها و لا تكفي عنها سواها؟

و

صفحه بعد