کتابخانه تفاسیر

پایگاه داده های قرآنی اسلامی
کتابخانه بالقرآن

الفرقان فى تفسير القرآن بالقرآن

الجزء الأول

الجزء الثاني و العشرون

الجزء الخامس و العشرون

الجزء السادس و العشرون

الجزء السابع و العشرون

الجزء الثامن و العشرون

رسالة من صاحب تفسير«الميزان» تعريفا بتفسير الفرقان مقدمة

الجزء التاسع و العشرون

الجزء الثلاثون

المقدمة المدخل

الفرقان فى تفسير القرآن بالقرآن


صفحه قبل

الفرقان فى تفسير القرآن بالقرآن، ج‏1، ص: 139

و ما بين المبدء و المعاد، فلو كان للّه اسم أفضل من هذه لذكرها في ام القرآن.

ثم هي على ترتيب الأهمية: «الله- الرحمن- الرحيم- رب العالمين- مالك يوم الدين».

فقارئ الحمد قارئ للقرآن العظيم و كما يروى عن الإمام الرضا (عليه السلام).

فإن قال: فلم أمروا بالقرائة في الصلاة؟ قيل: لئلا يكون القرآن مهجورا مضيّعا مدروسا فلا يضمحل و لا يجهل- فإن قال: فلم بدئ بالحمد في كل قراءة دون سائر السور؟ قيل:

لأنه ليس شي‏ء من القرآن و الكلام جمع فيه من جوامع الخير و الحكمة ما جمع في سورة الحمد.

و ذلك ان قوله: «الْحَمْدُ لِلَّهِ» إنما هو أداء لما أوجب اللّه تعالى على خلقه من الشكر، و شكر لما وفق عبده للخير- «رَبِّ الْعالَمِينَ» تمجيد له و تحميد و إقرار بأنه هو الخالق المالك لا غيره- «الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ» إستعطاف و ذكر لآلائه و نعمائه على جميع خلقه- «مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ» إقرار بالبعث و الحساب و المجازات، و إيجاب له ملك الآخرة كما أوجب اللّه له ملك الدنيا- «إِيَّاكَ نَعْبُدُ» رغبة و تقرب إلى اللّه عز و جل و إخلاص بالعمل له دون غيره- «وَ إِيَّاكَ نَسْتَعِينُ» استزادة من توفيقه و عبادته و استدامة لما أنعم عليه‏

الفرقان فى تفسير القرآن بالقرآن، ج‏1، ص: 140

و نصره- «اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ» استرشاد به و اعتصام بحبله و استزادة في المعرفة بربه و بعظمته و بكبريائه-.

«صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ» توكيد في القول و الرغبة، و ذكر لما قد تقدم من نعمة على أولياءه، و رغبة في مثل تلك النعم-.

«غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ» استعاذة من أن يكون من المعاندين الكافرين المستخفين به و بأمره و نهيه- «وَ لَا الضَّالِّينَ» اعتصام من أن يكون من الضالين الذين ضلوا عن سبيله من غير معرفة و هم يحسبون أنهم يحسنون صنعا- فقد اجتمع فيه من جوامع الخير و الحكمة في الآخرة و الدنيا ما لا يجمعه شي‏ء من الأشياء «1» .

ثم إلى‏

حديث سلسلة الذهب القدسي حول تفسير السبع المثاني يرويه الإمام الحسن العسكري (عليه السلام) عن أبيه علي بن محمد (عليه السلام) عن محمد بن علي (عليه السلام) عن علي بن موسى (عليه السلام) عن موسى بن جعفر (عليه السلام) عن جعفر بن محمد (عليه السلام) عن محمد بن علي (عليه السلام) عن علي بن الحسين (عليه السلام) عن الحسين بن علي (عليه السلام) عن أمير المؤمنين علي (عليه السلام) قال قال رسول اللّه (صلى اللّه عليه و آله و سلم): قال اللّه عز و جل: قسّمت فاتحة الكتاب بيني و بين عبدي فنصفها لي و نصفها لعبدي و لعبدي ما سأل، إذا قال العبد «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ» قال‏

(1). عيون اخبار الرضا (عليه السلام) و علل الشرايع باسناده عن الفضل بن شاذان عن الرضا (عليه السلام)

الفرقان فى تفسير القرآن بالقرآن، ج‏1، ص: 141

اللّه جل جلاله: بدء عبدي باسمي و حقّ عليّ أن أتمم له أموره و أبارك له في أحواله- فإذا قال: «الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ» قال اللّه جل جلاله:

حمدني عبدي و علم أن النعم التي له من عندي و أن البلايا التي دفعت عنه فبطولي، أشهدكم أني أضيف له إلى نعم الدنيا نعم الآخرة و أدفع عنه بلايا الآخرة كما دفعت عنه بلايا الدنيا، فإذا قال: «الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ» قال اللّه جل جلاله: شهد لي عبدي أني الرحمن الرحيم، أشهدكم لأوفّرن من نعمتي حظه و لاجزلنّ من عطائي نصيبه، فإذا قال: «مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ» قال اللّه جل جلاله: أشهدكم كما اعترف أني أنا مالك يوم الدين لأسهلن يوم الحساب حسابه و لأتجاوزن عن سيئاته فإذا قال: «إِيَّاكَ نَعْبُدُ» قال اللّه عز و جل: صدق عبدي، إياي يعبد، أشهدكم لأثيبنّه على عبادته ثوابا يغبطه كل من خالفه في عبادته لي، فإذا قال: «وَ إِيَّاكَ نَسْتَعِينُ» قال اللّه عز و جل: بي استعان عبدي و التجأ إلي أشهدكم لأعيننّه في شدائده و لآخذن بيده يوم نوائبه، فإذا قال: «اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ» ... قال اللّه عز و جل: هذا لعبدي و لعبدي ما سأل، فقد استجبت لعبدي و أعطيته ما أمّل، و آمنته مما منه و جل‏ «1» .

إذا فالسبع المثاني صورة مجملة وضّاءة عن سيرة اللّه و سيرة العبد تجاه اللّه، تجمع من جوامع القرآن العظيم محكمات، مما يتوجب على العباد معرفيا و عمليا و جاه رب العالمين، لمّاعة لمّاحة إلى مثلث الأصول الدينية:

المبدء، و المعاد، و ما بين المبدء و المعاد من نبوّات و تشريعات.

(1). رواه شيخ الطائفة الطوسي في اماليه و الشيخ الأجل الصدوق في عيونه عن محمد بن القاسم المفسر الأسترآبادي قال: حدثنا يوسف بن محمد بن زياد و علي بن محمد بن سيار عن أبويهما عن الامام الحسن العسكري (عليه السلام) عن ...

الفرقان فى تفسير القرآن بالقرآن، ج‏1، ص: 142

و في قران بين ما نقوله نحن المسلمين في صلواتنا و ما يقوله المسيحيون نرى قرانا بين النور و النار، بين أدب بارع و سوء هارع.

ففي إنجيل متّى الفصل 6 الآية 9- 13 فصلوا أنتم هكذا:

و نحن نصلي هكذا:

«بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ (1) الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ (2) الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ (3) مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4) إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَ إِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5) اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ- غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَ لَا الضَّالِّينَ» (7) .

أبانا الذي في السماوات ليتقدس اسمك (9) ليأت ملكوتك. لتكن مشيئتك كما في السماء كذلك على الأرض (10) خبزنا كفافنا أعطنا اليوم (11) و اغفر لنا ذنوبنا كما نغفر نحن أيضا للمذنبين إلينا (12) و لا تدخلنا في تجربة لكن نجنا من الشرير لأنّ لك الملك و القوة و المجد إلى الأبد آمين (13) فهل اللّه تعالى «أباهم»؟ و أصل النص المتواتر في الإنجيل «الآب»:

الخالق حسب اليوناني! ثم أهو فقط «فِي السَّماواتِ» و الأرض خلو منه؟ غلطتان في آية منها واحدة! ثم من الموعود في «لتكن مشيئتك ..»؟ و هل هذه المشيئة حتى الآن ما أتت الأرض، فما ذا يقول المسيح (عليه السلام) إذا في الأرض، أليس ليحقق مشيئة اللّه في شرعته لأهل الأرض؟ ثم من هذا الذي ينزل مشيئة اللّه إلى الأرض!. غلطات تلو بعض، ظلمات بعضها فوق بعض!!!

الفرقان فى تفسير القرآن بالقرآن، ج‏1، ص: 143

و الصلاة حسب الإنجيل لا يؤتى بها إلا للّه تعالى (مت 4: 10- مقابل تث 6: 13 و 10: 20) ففي الأول «لأنه مكتوب للرب إلهك تسجد و إياه وحده تعبد» و هذه من الآيات الإنجيلية النادرة في فرض السجود، و لكن «تث» لا تذكر إلا فرض الصلاة.

و الأوقات المقررة حست الكتاب المقدس للصلاة ثلاثة، ففي «مز 55: 16- 17 و دا 6: 10)» أمّا أنا فإلى اللّه أصرخ و الرب يخلّصني مساء و صباحا و ظهرا أشكو و أنوح، فيسمع صوتي- و في «دا» فلما علم دانيال .. فجثا على ركبتيه ثلاث مرات في اليوم و صلى و حمد قدام إلهه كما كان يفعل قبل ذلك.

مسألة فقهية حول الحمد.

و هل تجوز ترجمة الحمد في الصلاة؟ أقوال‏ «1» أقواها عدم الجواز إلّا لمن لا يتمكن من قرائتها عربية و لا الاقتداء بمن يقرءها و لا متابعته في قراءتها، فما لا يدرك كله لا يترك كله، فان ترجمة الحمد غير الحمد و قد أمرنا بقراءة الحمد في الصلاة و

قال رسول اللّه (صلى اللّه عليه و آله و سلم) صلوا كما رأيتموني أصلي،

و لو جازت الترجمة لقرءها أحيانا تدليلا على الجواز «2» .

هل تجب القراءة على المقتدي؟ الحق عدم وجوبها حيث الإمام‏

(1). قال الشافعي انها لا تجوز إطلاقا و قال ابو حنيفة تجوز إطلاقا و قال ابو يوسف و محمد بما قلناه.

(2) و هو اجماع تحقق عندنا و مصرح به في كلام جماعة حد الاستفاضة كالناصريات و الخلاف و الذكرى.

الفرقان فى تفسير القرآن بالقرآن، ج‏1، ص: 144

يتحملها عنه حسب متواتر الحديث، مهما جازت في الإخفاتية، و في الجهرية إذا لم يسمع صوت الإمام بل هي أحوط، و إذا سمع حرمت لوجوب الاستماع كما قال اللّه‏ «وَ إِذا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَ أَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ» (7: 204) و من أصدق مصاديقه قراءة الحمد و السورة في الصلاة.

و هل تجوز قراءة الحمد و السورة التي بعدها في الصلاة من المصحف؟

الظاهر هو الجواز لا سيما لمن لا يحفظها أو يلحن فيها، و المتعارضتان في الجواز و عدمه متساقطتان لو لا ترجيح رواية الجواز، فالأصل هو الجواز «1» .

و هل يجوز التأمين بعد «وَ لَا الضَّالِّينَ» أم لا يجوز، و على الحرمة هل تبطل به الصلاة أم لا تبطل؟ أقوال‏ «2» : أقواها البطلان.

(1).

جامع أحاديث الشيعة ج 5 ص 187 باسناده عن الحسن بن زياد الصيقل قال‏ قلت لابي عبد اللّه (عليه السلام) ما تقول في الرجل يصلي و هو ينظر في المصحف يقرأ فيه يضع السراج قريبا منه فقال لا بأس بذلك،

و تعارضها

رواية قرب الأسناد بإسناده عن علي بن جعفر عن أخيه موسى بن جعفر قال‏ سألته عن الرجل و المرأة يضع المصحف أمامه ينظر فيه و يقرأ و يصلي؟ قال: لا يعتد بتلك الصلاة.

(2) في الخلاف 1: 104 قول آمين يقطع الصلاة سواء كان ذلك سرا أو جهرا في آخر الحمد او قبلها للإمام و المأموم و على كل حال- و قال ابو حامد الاسفرايني إن سبق الإمام المأمومين بقراءة الحمد لم يجز ان يقولوا آمين فان قالوا ذلك استأنفوا قراءة الحمد و به قال بعض اصحاب الشافعي، و قال الطبري و غيره من اصحاب الشافعي لا يبطل ذلك قراءة الحمد و يبني على قرائته- فاما قوله عقيب الحمد فقال الشافعي و أصحابه يستحب للإمام إذا فرغ من فاتحة الكتاب ان يقول آمين و يجهر به و اليه ذهب عطاء و به قال احمد و إسحاق و ابو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة و ابو بكر بن المنذر و داود- و قال ابو حنيفة و سفيان: يقول الامام و يخفيه، و عن مالك روايتان إحداهما مثل أبي حنيفة و الثانية لا يقول آمين أصلا-

الفرقان فى تفسير القرآن بالقرآن، ج‏1، ص: 145

فيما يرويه إخواننا عن الرسول (صلى اللّه عليه و آله و سلم) متظافرا الأمر به فرضا او ندبا «1» و فيما يرويه أصحابنا عن عترته الطاهرة (عليهم السلام) النهي عنه‏ «2» إلّا شاذا، و قضية التعارض هنا هي تقديم رواية

و اما المأموم فان الشافعي قال في الجديد يسمع نفسه و قال في القديم يجهر به و اختلف أصحابه فمنهم من قال المسألة على قولين و منهم من قال إذا كانت الصفوف قليلة متقاربة يسمعون قول الامام يستحب الإخفاء و إذا كانت الصفوف كثيرة و يخفى على كثير منهم قول الامام يستحب لهم الجهر ليسمعوا من خلفه و قال احمد و إسحاق و ابو ثور و عطا يستحب لهم الجهر و قال ابو حنيفة و سفيان الثوري لا يستحب لهم الجهر بذلك.

دليلنا اجماع الفرقة فأنهم لا يختلفون في ان ذلك يبطل الصلاة و ايضا فلا خلاف انه إذا لم يقل ذلك ان صلاته صحيحة ماضية و

روى عن النبي (صلى اللّه عليه و آله و سلم) انه قال: ان هذه الصلاة لا يصلح فيها شي‏ء من كلام الآدميين‏

و قول آمين من كلام الآدميين.

(1).

في الدر المنثور 1: 17- اخرج قراءة آمين عن رسول اللّه (صلى اللّه عليه و آله و سلم) عن جماعة عن: أبي ميسرة و وائل بن حجر الحضرمي و علي (عليه السلام) و أبي موسى الاشعري و أبي هريرة و عائشة و ابن عباس و معاذ بن جبل و انس عن رسول اللّه (صلى اللّه عليه و آله و سلم) كلمة واحدة قراءة آمين او الأمر بها.

(2)

في جامع أحاديث الشيعة 5: 112 باب عدم جواز التامين عن محمد الحلبي قال: سألت أبا عبد اللّه (عليه السلام) أقول إذا فرغت من فاتحة الكتاب آمين؟

قال: لا و مثله في حسنة جميل عنه (عليه السلام)

و تعارضها صحيحته‏

سألت أبا عبد اللّه (عليه السلام) عن قول الناس في الصلاة جماعة حتى تقرأ فاتحة الكتاب آمين؟ قال:

ما أحسنها و أخفض الصوت بها

و

عن معاوية بن وهب قال‏ قلت لابي عبد اللّه (عليه السلام) أقول آمين إذا قال الامام غير المغضوب عليهم و لا الضالين؟ قال: هم اليهود و النصارى و لم يجب في هذا

، و

صفحه بعد