کتابخانه تفاسیر

پایگاه داده های قرآنی اسلامی
کتابخانه بالقرآن

الفرقان فى تفسير القرآن بالقرآن

الجزء الأول

الجزء الثاني و العشرون

الجزء الخامس و العشرون

الجزء السادس و العشرون

الجزء السابع و العشرون

الجزء الثامن و العشرون

رسالة من صاحب تفسير«الميزان» تعريفا بتفسير الفرقان مقدمة

الجزء التاسع و العشرون

الجزء الثلاثون

المقدمة المدخل

الفرقان فى تفسير القرآن بالقرآن


صفحه قبل

الفرقان فى تفسير القرآن بالقرآن، ج‏6، ص: 128

و لقد وردت بشأن هذه الآيات روايات ما أرواها و أروعها، منها

قول الرسول (صلى اللّه عليه و آله و سلم) بعد بالغ تعبده «ويل لمن قرأها و لم يتفكر فيها» «1» و «ويل لمن لاكها بين فكيه فلم يتأمل فيها» «2» .

فالتفكر التفكر، فانه حياة قلب البصير، و

«فكرة ساعة خير من عبادة ستين سنة» «3»

و لكن فيم؟ في خلق اللّه و ليس في ذات اللّه و كما يروى عن‏

(1).

المصدر اخرج جماعة عن عطاء قال‏ قلت لعائشة اخبريني بأعجب ما رأيت من رسول اللّه (صلى اللّه عليه و آله و سلم) قالت: و أي شأنه لم يكن عجبا اتاني ليلة فدخل معي في لحافي ثم قال:

ذريني أتعبد لربي فقام فتوضأ ثم قام يصلي فبكى حتى سالت دموعه على صدره ثم ركع فبكى ثم رفع رأسه فبكى فلم يزل كذلك حتى جاء بلال فآذنه بالصلاة فقلت يا رسول اللّه (صلى اللّه عليه و آله و سلم) ما يبكيك و قد غفر اللّه لك ما تقدم من ذنبك و ما تأخر، قال: أ فلا أكون عبدا شكورا و لم لا افعل و قد أنزل علي هذه الليلة «إِنَّ فِي خَلْقِ السَّماواتِ-» ثم قال: ويل ...

(2) مجمع البيان و قد اشتهرت الرواية عن النبي (صلى اللّه عليه و آله و سلم) انه لما نزلت هذه الآية قال: ويل ...

و

في نور الثقلين 1: 423 عن الكافي باسناده الى عبيدة عن أبيه و أبي رافع كلام‏ يحكيان فيه ذهاب علي (عليه السلام) بالفواطم من مكة الى المدينة ملتحقا بالنبي (صلى اللّه عليه و آله و سلم) حين هاجر و مقارعته (عليه السلام) الفرسان من قريش- و فيه- ثم سار ظاهرا قاهرا حتى نزل ضجنان فلزم فيها قدر يومه و ليلته و لحق به نفر من المستضعفين المؤمنين و فيهم ام ايمن مولاة رسول اللّه (صلى اللّه عليه و آله و سلم) فصلى ليلته تلك الليلة، و الفواطم امه بنت اسد و فاطمة بنت رسول اللّه (صلى اللّه عليه و آله و سلم) و فاطمة بنت الزبير، يصلون ليلتهم و يذكرونه قياما و قعودا و على جنوبهم فلن يزالوا كذلك حتى طلع الفجر فصلى (عليه السلام) صلاة الفجر ثم سار لوجهه فجعل و هم يصنعون ذلك منزلا بعد منزل يعبدون اللّه عز و جل و يرغبون اليه كذلك حتى قدم المدينة و قد نزل الوحي بما كان من شأنهم قبل قدومهم‏ «الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ» - الى قوله-:

«فَاسْتَجابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ ...» .

(3) الدر المنثور 2: 111- اخرج ابو الشيخ في العظمة عن أبي هريرة قال قال رسول اللّه (صلى اللّه عليه و آله و سلم): ...

الفرقان فى تفسير القرآن بالقرآن، ج‏6، ص: 129

رسول اللّه (صلى اللّه عليه و آله و سلم) «1» و من لطيف الجمع في هاتين الآيتين الجمع بين أطوار العبودية الثلاثة: الذكر باللسان حيث يشمله و سائر الذكر «الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ» و العمل بالأركان‏ «قِياماً وَ قُعُوداً وَ عَلى‏ جُنُوبِهِمْ» و التصديق بالجنان «و يتفكرون» إشارة إلى عبودية القلب و الفكر و الروح، و هذه الثلاث تحلّق على كيان الإنسان ككل.

هنا «رَبَّنا ما خَلَقْتَ هذا باطِلًا» يعني لغوا دون هدف صالح و هو لعب بالخلق‏ «ما خَلَقْنَا السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ وَ ما بَيْنَهُما لاعِبِينَ. ما خَلَقْناهُما إِلَّا بِالْحَقِّ وَ لكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ» (21: 16) .

«سبحانك ربنا» من اللعب و اللغو، فسبحانك من عدم إقامة يوم القيامة الجزاء «فَقِنا عَذابَ النَّارِ» التي هي للناكرين حقّ الخلق و المعاد، و نحن معترفون به و عاملون له داعين إليه.

رَبَّنا إِنَّكَ مَنْ تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ وَ ما لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصارٍ (192) .

أ ترى ربنا تدخلنا النار و نحن عبيدك الطائعون لك العابدون إياك؟ و ذلك خزي و المؤمن عزيز؟!.

إنه الخوف من خزي النار قبل خوف النار، و الخزي فيها إنما هو للبعيدين عن ساحة قدسه تعالى، فإنما يهمهم أولاء الداعين قربه و رضاه إن في الجنة أو في النار، فهم أشد حساسية في بعدهم عنه تعالى من دخول النار، و بقرنهم‏

(1).

المصدر اخرج جماعة عن عبد اللّه بن سلام قال‏ خرج رسول اللّه (صلى اللّه عليه و آله و سلم) على أصحابه و هم يتفكرون فقال: لا تفكروا في اللّه و لكن تفكروا فيما خلق، و اخرج مثله عن عمرو بن مرة و عثمان بن أبي دهرين و ابن عمرو ابن عباس عنه (صلى اللّه عليه و آله و سلم) ما في معناه.

الفرقان فى تفسير القرآن بالقرآن، ج‏6، ص: 130

بالبعدين عن اللّه من نفس النار، ف

«العار و التخزية يبلغ من ابن آدم يوم القيامة في المقام بين يدي الله ما يتمنى العبد ان يؤمر به الى النار» «1» .

و لان المؤمن لا يخزى يوم القيامة: «يَوْمَ لا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَ الَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ» (66: 8) إذا فهو لا يدخل النار مهما كان مؤقتا يخرج بعده، فأصحاب الكبائر من المؤمنين لا يدخلون النار، انما يعذبون في البرزخ او يشفع لهم يوم القيامة في بقية باقية من كبائرهم.

فالخزي الدخول في النار يختص بالكافرين كما «قالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ إِنَّ الْخِزْيَ الْيَوْمَ وَ السُّوءَ عَلَى الْكافِرِينَ» (16: 27) طالما الكافرون ليسوا على سواء في عذاب النار مادة و مدة، فمنهم من يخرج عنها إلى الجنة إذا لم يمحض الكفر محضا و له حظ من الايمان و هو التوحيد، و آخرون يظلون فيها خالدين ابدا ثم يخمدون مع خمود النار.

ثم المنفي عن المؤمنين هو الخزي يوم القيامة، و اما البرزخ فقد يخزى المؤمن بالكبائر لتعزيزه يوم القيامة بدخول الجنة.

رَبَّنا إِنَّنا سَمِعْنا مُنادِياً يُنادِي لِلْإِيمانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنا فَاغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا وَ كَفِّرْ عَنَّا سَيِّئاتِنا وَ تَوَفَّنا مَعَ الْأَبْرارِ (193) .

أوّل مناد هنا ينادي للإيمان هو الرسول المنادي بالقرآن: «فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَنْ يَخافُ وَعِيدِ» (50: 45) ثم خلفاءه المعصومون (عليهم السلام)، ثم العلماء الربانيون.

(1). الدر المنثور 3: 111- اخرج ابو يعلى عن جابر ان رسول اللّه (صلى اللّه عليه و آله و سلم) قال: العار ... و

فيه اخرج أبو بكر الشافعي في رباعياته عن أبي قرصافة قال: كان رسول اللّه (صلى اللّه عليه و آله و سلم) يقول: اللهم لا تخزنا يوم القيامة و لا تفضحنا يوم اللقاء.

الفرقان فى تفسير القرآن بالقرآن، ج‏6، ص: 131

و لأنهم كلهم ميتون، فالمنادي للايمان على مدار الزمان هو القرآن، نودي به أم لم يناد به، فانه هو الناطق بالحق لمن ألقى السمع و هو شهيد، مهما كان في نداء من يعرف القرآن رسوليا او رساليا دخلا في تفهم القرآن.

و ذلك النداء أيا كان نداء صارم لا قبل له ببراهين الآيات الربانية آفاقية و أنفسية، فليس نداء مجردا عن البرهان كما ليس مجردا عن البيان، بل هو بيان و برهان، بيان ببرهان و برهان ببيان.

و «يُنادِي لِلْإِيمانِ» دون‏ «إِلَى الْإِيمانِ» كما «إِنَّ هذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ» و فوقهما «اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ» ؟

لأنه نداء وسيط، لا إلى الإيمان ككل، و لا هدى دون وسيط كما في الصراط المستقيم، فهو لمحة لامعة الى ان اولي الألباب تخطّوا المرحلة الاولي و هي النداء إلى الايمان، فإنهم- مبدئيا- كانوا مؤمنين قبل النداء، إذ كانوا يتحرون عن صالح الايمان، فالقرآن و رسول القرآن لهم نداء للايمان، اي لصالح الايمان حتى يكمل برسالة القرآن، إذا «فآمنا» هو كمال الإيمان لحدّمّا لا بدايته البدائية فانها لغير اولي الألباب.

«رَبَّنا فَاغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا» السابقة على هذا الايمان قصورا دون تقصير، و اللاحقة عن الايمان، غفرا عما تهجم علينا من ذنوب فنقترفها، ام نقتربها، غفرا بعد واقع الذنوب كالأول، و آخر قبل واقعها كالثاني.

«وَ كَفِّرْ عَنَّا سَيِّئاتِنا» و هي أصغر من الذنوب، حيث الذنب ما يستوخم عقباه، و السيئة هي أعم منها حين تنفرد، و هي أخص منها حين تقرن بالذنوب كما هنا فهي- إذا- أصغر منها.

«وَ تَوَفَّنا مَعَ الْأَبْرارِ» الذين هم براء من الذنوب و السيئات بما غفرت و كفرت.

الفرقان فى تفسير القرآن بالقرآن، ج‏6، ص: 132

و قد يتسق ظل هذه الفقرة في الدعاء مع ظلال السورة كلها في اتجاهها في خضم المعركة الشاملة مع الشهوات، اتجاها الى اللّه في النجاة منها إلى مرضاته تعالى.

رَبَّنا وَ آتِنا ما وَعَدْتَنا عَلى‏ رُسُلِكَ وَ لا تُخْزِنا يَوْمَ الْقِيامَةِ إِنَّكَ لا تُخْلِفُ الْمِيعادَ (194) .

و هنا اكتملت الأدعية الثمان لأهل الجنة عدد أبواب الجنة- الثمان‏ «فَاسْتَجابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ ...» .

و ذلك استنجاز لوعد اللّه الذي بلغته رسله، و «عَلى‏ رُسُلِكَ» دون برسلك أمّا شابه اعتبارا بتضمن «على» معنى العهدة، ان اللّه تعالى عاهدهم على بلاغ هذه الرسالة، لزاما في بلاغهم الرسالي.

و ترى كيف يدعون‏ «آتِنا ما وَعَدْتَنا» و محال على اللّه ان يخلف الميعاد كما اعترفوا به؟ «آتِنا ما وَعَدْتَنا» له جانبان، وعد الجزاء على صالح الأعمال، و التوفيق لتلك الأعمال حتى ينطبق عليهم وعد اللّه، فكما ان الدعاء للثاني صالح للصالحين استمدادا من اللّه، كذلك للاوّل تخضعا له و تذللا بأننا لا نليق تحقيق وعدك فلو تركته ما كنت تاركا لحق، و لكنا نسألك ان تحقق وعدك فينا على قصورنا و تقصيرنا «إِنَّكَ لا تُخْلِفُ الْمِيعادَ» مهما أخلفنا نحن الميعاد.

فَاسْتَجابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لا أُضِيعُ عَمَلَ عامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثى‏ بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ فَالَّذِينَ هاجَرُوا وَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَ أُوذُوا فِي سَبِيلِي وَ قاتَلُوا وَ قُتِلُوا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئاتِهِمْ وَ لَأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ ثَواباً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَ اللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوابِ (195) .

و يا لها من استجابة حبيبة غالية كضابطة ثابتة «أَنِّي لا أُضِيعُ عَمَلَ عامِلٍ مِنْكُمْ» فنفس العمل الصالح- قولا و فعلا و حالا- باق و كما تدل عليه آيات‏

الفرقان فى تفسير القرآن بالقرآن، ج‏6، ص: 133

انعكاس الأعمال و الأقوال و الأحوال، فحين لا يضيع عمل عامل و هو باق غير حابط، فليجز به يوم القيامة ف «إِنَّما تُجْزَوْنَ ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ» فليس- إذا- مجرد العقيدة و التفكير و الذكر هي الغاية الايمانية، و انما هذه التي تنحو نحو العمل، العمل الايجابي تحقيقا واقعيا لذكر اللّه و الايمان باللّه، فالعمل الصالح هو الثمرة الواقعية للفظ الايمان و عقيدته و طويته، و لا سيما العمل الجاد في الجهاد.

ثم و لا فارق في عدم الضياع بين ذكر و أنثى فلا تفرقة ناشئة من اختلاف الجنس، فان بعضكم من بعض‏ «1» فانما الفارق هو فارق الأعمال، حسب درجاتها و درجات النيات و الطويات.

«فَالَّذِينَ هاجَرُوا» في اللّه حفاظا على شرعة اللّه، «وَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ» و علّ الفارق بينهما ان الأولين هاجروا بايمانهم دون إخراج مهما كان إحراج، خرجوا أو لم يخرجوا، فانما هو عموم الهجرة في اللّه مهما كان من مصاديقه الهجرة من الديار، و الآخرين أحرجوا حتى أخرجوا، كمصداق من مصاديق الهجرة في اللّه: «وَ أُوذُوا فِي سَبِيلِي» محرجين و مخرجين، إيذاء في نفس او مال او منال.

«و قاتلوا» في سبيل اللّه حتى «و قتلوا» فمن المقاتلين من يقاتل دون ان يقتل او يقتل، و منهم من يقال ليقتل و لا يقتل، ثم منهم من يقاتل ليقتل و إذا لزم الأمر أن يقتل، و هؤلاء الآخرون هم المعنيون ب «قاتَلُوا وَ قُتِلُوا» .

«لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئاتِهِمْ» كلها دون إبقاء حيث استقصوا التضحيات‏

(1).

الدر المنثور 2: 112- اخرج جماعة عن ام سلمة قالت يا رسول اللّه (صلى اللّه عليه و آله و سلم) لا اسمع اللّه ذكر النساء في الهجرة بشي‏ء فأنزل اللّه‏ «فَاسْتَجابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لا أُضِيعُ عَمَلَ عامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثى‏» ، قالت الأنصار هي اوّل ظعينة قدمت علينا.

الفرقان فى تفسير القرآن بالقرآن، ج‏6، ص: 134

كلها، و تفانوا في سبيل اللّه دون إبقاء.

«وَ لَأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ» و ذلك‏ «ثَواباً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ» عندية الرحمة البالغة السابغة و الزلفى البائقة و هم من اوّل من يدخل الجنة «1» «وَ اللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوابِ» .

لقد ذكر هؤلاء الأكارم في أدعيتهم الثمان «ربنا» خمس مرات، فكما ان للثماينة حساب كعدد أبواب الجنة، كذلك للخمسة حساب قد تؤثر في استجابة الدعاء، و كما

يروى عن الامام الصادق (عليه السلام): من حزنه امر فقال خمس مرات «ربنا» أنجاه اللّه مما يخاف و أعطاه ما أراد و قرأ هذه الآية قال: لان اللّه حكى عنهم انهم قالوا خمس مرات «ربنا» ثم اخبر انه استجاب لهم‏ «2» فيا ربنا وفقنا لما تحبه و ترضاه بحق الخمسة الطاهرة الباهرة.

لا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلادِ (196) مَتاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْواهُمْ جَهَنَّمُ وَ بِئْسَ الْمِهادُ (197) .

«ما يُجادِلُ فِي آياتِ اللَّهِ إِلَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَلا يَغْرُرْكَ تَقَلُّبُهُمْ فِي الْبِلادِ» (40: 4) و التقلب هو كثرة الاضطراب في مختلف البلاد و التقلقل في الاسفار

(1).

الدر المنثور 2: 112- اخرج ابن جرير و ابو الشيخ و الطبراني و الحاكم و صححه و البيهقي في الشعب عن ابن عمر و سمعت رسول اللّه (صلى اللّه عليه و آله و سلم) يقول: ان اوّل ثلة يدخلون الجنة الفقراء المهاجرون الذين تتقى بهم المكارة إذا أمروا سمعوا و أطاعوا و ان كانت لرجل منهم حاجة الى السلطان لم تقض حتى يموت و هي في صدره و ان اللّه يدعو يوم القيامة الجنة فتأتي بزخرفها و زينتها فيقول: اين عبادي الذين قاتلوا في سبيلي و قتلوا و أوذوا في سبيلي و جاهدوا في سبيلي ادخلوا الجنة فيدخلونها بغير عذاب و لا حساب و يأتي الملائكة فيسجدون و يقولون: ربنا نحن نسبح لك الليل و النهار و نقدس لك من هؤلاء الذين آثرتهم علينا فيقول: هؤلاء عبادي الذين قاتلوا في سبيلي و أوذوا في سبيلي فتدخل الملائكة عليهم من كل باب سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبي الدار.

صفحه بعد