کتابخانه تفاسیر

پایگاه داده های قرآنی اسلامی
کتابخانه بالقرآن

الفرقان فى تفسير القرآن بالقرآن

الجزء الأول

الجزء الثاني و العشرون

الجزء الخامس و العشرون

الجزء السادس و العشرون

الجزء السابع و العشرون

الجزء الثامن و العشرون

رسالة من صاحب تفسير«الميزان» تعريفا بتفسير الفرقان مقدمة

الجزء التاسع و العشرون

الجزء الثلاثون

المقدمة المدخل

الفرقان فى تفسير القرآن بالقرآن


صفحه قبل

الفرقان فى تفسير القرآن بالقرآن، ج‏10، ص: 123

الإسرائيلية، و من ثم‏ «زَكَرِيَّا وَ يَحْيى‏ وَ عِيسى‏» حسب الترتيب الرسالي بما كان الأوّلان تقدمة للأخير، ثم إسماعيل بن إبراهيم يتأخر حتى لا تحصل لهم حزازة و ابتعاد، و يذكر من بعد اليسع و يونس و لوط و قد كان لوط نبيا مع إبراهيم و إسماعيل ابنه ثم اليسع و يونس بعدهما.

ذلك، و قد تنحل بهذه الآية بعض المسائل التي هي من معارك الآراء بين النافين و المثبتين أن ابن البنت يعتبر من ذرية والد البنت أم لا؟ فقد تقوّلت جماعة أنه لا، و هي قولة ناشئة من الجاهلية التي ما كانت تعتبر البنت من الذرية فضلا عن ابنها، و استند لذلك إلى الشعر الجاهلي‏ «1» و الرواية الجاهلية القائلة أن أبناء البنات من الأدعياء ف «ادْعُوهُمْ لِآبائِهِمْ» «2» .

(1). هو «بنونا بنو أبنائنا و بناتنا بنوهن أبناء الرجال الأباعد.

(2)

وسائل الشيعة 6: 188 مرسل الكليني عن العبد الصالح في حديث طويل قال: و من كانت امه من بني هاشم و أبوه من سائر قريش فان الصدقات تحل له و ليس له من الخمس شي‏ء فان اللّه يقول: «ادْعُوهُمْ لِآبائِهِمْ» .. أقول: و نحن نقول ادعوا هؤلاء المختلقين لمثل هذه الرواية لآبائهم، فكيف يعتبر أبناء البنات من الأدعياء؟

فهل الحسنان عليهما السلام من الأدعياء؟! ف «ما جَعَلَ أَدْعِياءَكُمْ أَبْناءَكُمْ ذلِكُمْ قَوْلُكُمْ بِأَفْواهِكُمْ وَ اللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ ..» .

يقول صاحب الجواهر في 16: 91 عن هذه المرسلة في كتب المحمدين الثلاثة يكفي اتفاقهم على روايته جبرا لإرساله فضلا عن شهادة النظر في متنه و التأمل فيه و فيما اشتمل عليه من الأحكام المخالفة لمن جعل اللّه الرشد في خلافهم و عن عمل كافة الأصحاب عداه به- المرتضى- و ان ذكر في بعض الكتب مستندا غيره الذين فيهم من لا يعمل بالقطعيات.

أقول: و الموجود في اخبار الخمس هو الآل و الذرية و العترة و ذوي القرابة و اهل بيت النبي (ص) و يقول في الجواهر بعد النقض و الإبرام في استحقاق الخمس للمنتسبين بالأمهات الى هاشم أو إلى الرسول «و من هنا كان الاحتياط في ترك أخذه الخمس‏

الفرقان فى تفسير القرآن بالقرآن، ج‏10، ص: 124

و لا ينقضي العجاب من هؤلاء الذين يستندون إلى مثل هذه الرواية المخالفة لنص القرآن و الموافقة لسنة جاهلية، و لا سيما بشبه ضرورة إجماعية!.

هنا يعد عيسى (ع) في عداد ذرية إبراهيم و ليس إلّا ابنا لحفيدته مريم عليهما السلام، و هكذا يحتج أئمتنا عليهم السلام أنهم من ذرية محمد (ص) فكيف يكون عيسى بن مريم عليهما السلام- على بعده البعيد عن إبراهيم (ع)- من ذرية إبراهيم، و ليس الأئمة منذ الحسنين عليهما السلام على قربهم إلى محمد (ص) من ذريته‏ «1» ؟.

و الزكاة و إن كان الأقوى في النظر ما عرفت- يعني عدم استحقاق الخمس لهذه المرسلة الغريبة- ثم يشنع على صاحب الحدائق بقوله: لكن المحدث المزبور قد بالغ في اختيار ذلك لاختلال طريقته مشددا للإنكار على الأصحاب بتسجيع شنيع و خطاب فضيع حتى انه تجاوز ما يجب عليه من الآداب مع حفظة السنة و الكتاب.

أقول: و طبيعة الحال في نصاب الخمس يقتضي استيعابه لكلّ المنتسبين الى الرسول أو الهاشم باب أوام و بذلك يحتل اصحاب الخمس القسم العظيم، و إذا اختص بالمنتسبين بالآباء فقد نسأل كيف يختص نصف الخمس من كلّ الإفادات بعشر الفقراء ثم الزكاة التي معدلها 6/ 100 من تسعة من الأموال تقسم بين 90/ 100 من الفقراء.

(1).

في الدر المنثور 3: 28- اخرج ابن أبي حاتم عن أبي حرب بن أبي الأسود قال‏ أرسل الحجاج إلى يحيى بن يعمر فقال بلغني انك تزعم ان الحسن و الحسين من ذرية النبي (ص) تجده في كتاب اللّه و قد قرأته من أوله إلى آخره فلم أجده، قال:

أ لست تقرأ سورة الأنعام‏ «وَ مِنْ ذُرِّيَّتِهِ‏ ... وَ يَحْيى‏ وَ عِيسى‏» قال: بلى، قال: أ ليس عيسى من ذرية إبراهيم و ليس له أب؟ قال: صدقت.

و

في الدر المنثور 1: 743 في عيون الأخبار في جواب موسى بن جعفر عليهما السلام عن سند آل هارون الرشيد عن معنى الذرية قال: «وَ مِنْ ذُرِّيَّتِهِ‏ ... وَ يَحْيى‏ وَ عِيسى‏» من أبو عيسى يا أمير المؤمنين؟ قال: ليس لعيسى أب، فقلت: إنما الحق بذراري‏

الفرقان فى تفسير القرآن بالقرآن، ج‏10، ص: 125

لقد ذكر من ذكر هنا و أشير إلى غيرهم بمثلث: «وَ مِنْ آبائِهِمْ وَ ذُرِّيَّاتِهِمْ وَ إِخْوانِهِمْ» بعد، و اختص لكلّ شطر من الشطرات الثلاث المذكورة مواصفة خاصة، فالأولى: «وَ كَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ» و للثانية «كُلٌّ مِنَ الصَّالِحِينَ» و للثالثة «وَ كلًّا فَضَّلْنا عَلَى الْعالَمِينَ» .

هكذا يظهر في بادئ الأمر، و لكن الثلاث مشتركة في هذه الثلاثة، ف «كَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ» دون «نجزيهم» يعمم الجزاء لكلّ النبيين، ثم‏ «كُلٌّ مِنَ الصَّالِحِينَ» تشمل معهم من قبلهم و كلا من الصالحين المذكورين بعد و غير المذكورين، ثم‏ «وَ كلًّا فَضَّلْنا عَلَى الْعالَمِينَ» يشمل كلّ الشطرات الثلاث و من سواهم من المفضلين.

وَ مِنْ آبائِهِمْ وَ ذُرِّيَّاتِهِمْ وَ إِخْوانِهِمْ وَ اجْتَبَيْناهُمْ وَ هَدَيْناهُمْ إِلى‏ صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ (87) :

و بعضا من آباءهم و ذرياتهم و إخوانهم، أيضا هم من الموهوبين لإبراهيم (ع) اللّهم إلّا نوحا و من آباءه آدم و شيث و إدريس، و من ذرياته الأنبياء الذين كانوا قبل إبراهيم، اللهمّ إلّا في سعة نطاق هذه الوهبة لتشمل الآباء إلى الذرية.

فلأن الأكثرية الساحقة من النبيين هم من ذرية إبراهيم فقد يصح‏ «وَ وَهَبْنا لَهُ» بل و كما تصح هذه الوهبة له في غير ذريته فإنهم من شدّات سلسلة النبوة الربانية في تاريخ الرسالات ككلّ، فإنها وهبة لكلّ منهم مساندة و مساعدة في هذه الدعوة الرسالية، و لا سيما إبراهيم (ع) لأنه عمود في موكب الرسالات إلّا خاتم المرسلين.

هنا «وَ اجْتَبَيْناهُمْ وَ هَدَيْناهُمْ إِلى‏ صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ» تعم كافة الرسل عن‏

الأنبياء عليهم السلام من طريق مريم عليها السلام و كذلك ألحقنا بذراري النبي (ص) من قبل امنا فاطمة سلام اللّه عليها.

الفرقان فى تفسير القرآن بالقرآن، ج‏10، ص: 126

بكرتهم، فإنها قضية كلّ رسالة ربانية.

و إنّما نكّر «صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ» دون تعريف، خلاف‏ «اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ» لأنه مشترك فيه بين كافة المهديين الرساليين، و هم درجات في‏ «صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ» .

و أما «الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ» فهنا «الاجتباء» تقدمة للهدي إلى صراط مستقيم، حيث الجباية هي الجمع الجيد الجادّ، و منه جباية الخراج، و «يُجْبى‏ إِلَيْهِ ثَمَراتُ كُلِّ شَيْ‏ءٍ» (28: 57) .

و هنا مثلث من الاجتباء تعنيه‏ «وَ اجْتَبَيْناهُمْ» .

1- اجتباء كلّ في نفسه و نفسياته أن جمع اللّه متفرقاته و متشتتاته، إخلاصا لفطرته و عقليته و حسّه، إخلاصا شخصيا.

2- ثم اجتباءه من بين نظراءه تفضيلا فضيلا.

3- ثم اجتباء الكلّ بين العالمين في الطول التاريخي و العرض الجغرافي، موكب رسالي مجتبى بين العالمين من الجنة و الناس و من سواهم من المكلفين أجمعين.

و من ثم‏ «وَ هَدَيْناهُمْ إِلى‏ صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ» فلكلّ هدى على حدّه، و للكلّ هدى رسالية هي قضية رسالته في أبعادها.

ذلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَ لَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ ما كانُوا يَعْمَلُونَ (88) :

«ذلك» التوحيد الحق دون أية ممارات و مجارات أو أنصاف حلول بينه و بين الشرك «ذلك» فقط «هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ» اللّه «من يشاء» الهدى فيشاء له الهدى‏ «1» «من عباده» «وَ لَوْ أَشْرَكُوا» على فرض الحال‏

(1).

عن تفسير العياشي عن العباس بن هلال عن الرضا (ع) أن رجلا أتى عبد الله بن‏

الفرقان فى تفسير القرآن بالقرآن، ج‏10، ص: 127

«لَحَبِطَ عَنْهُمْ ما كانُوا يَعْمَلُونَ» حال توحيدهم، إذ لا فارق في إحباط الإشراك بين سابق سابغ سامق و سابق خانق ما حق، و لكن:

أُولئِكَ الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ وَ الْحُكْمَ وَ النُّبُوَّةَ فَإِنْ يَكْفُرْ بِها هؤُلاءِ فَقَدْ وَكَّلْنا بِها قَوْماً لَيْسُوا بِها بِكافِرِينَ (89) :

أ ترى «هم» في «آتيناهم» هم المذكورون هنا بأسمائهم؟ و من غير المذكور منهم من هم أهم منهم محتدا كالرسول الأعظم محمد (ص)!.

إنهم «هم» و «مِنْ آبائِهِمْ وَ ذُرِّيَّاتِهِمْ وَ إِخْوانِهِمْ» و محمد (ص) هو رأس الزاوية، فهم الموكب الرسالي العالي، الجامع بين مثلث‏ «الْكِتابَ وَ الْحُكْمَ وَ النُّبُوَّةَ» فليس كلّ رسول نبيا، و لا كلّ نبي له كتاب، فهم- إذا- الرعيل الأعلى من الرسل الجامعين لهذه الميزات الثلاث: كتاب شرعة مهما كانت فرعية كسائر كتابات السماء غير ما لأولي العزم منهم، و الحكم روحيا و زمنيا مهما صدّ الكثير منهم عن مظاهر الحكم الزمني، و النبوة و هي هنا الرفعة بين المرسلين.

و لقد جمع هذا المثلث في حقل النبوة الإسرائيلية: «وَ لَقَدْ آتَيْنا بَنِي إِسْرائِيلَ الْكِتابَ وَ الْحُكْمَ وَ النُّبُوَّةَ» (45: 16) و اختص من بينهم المسيح بقول فصل: «ما كانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتابَ وَ الْحُكْمَ وَ النُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِباداً لِي مِنْ دُونِ اللَّهِ ..» (3: 79) .

الحسن فسأله عن الحج؟ فقال له: هذا جعفر بن محمد عليهما السلام قد نصب نفسه لهذا فاسأله فأقبل الرجل إلى جعفر (ع) فسأله فقال له: قد رأيتك واقفا على باب عبد اللّه بن الحسن فما قال لك؟ قال: سألته فأمرني أن آتيك و قال: هذا جعفر بن محمد عليهما السلام قد نصب نفسه لهذا فقال جعفر (ع) نعم، أنا من الذين قال اللّه في كتابه‏ «أُولئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُداهُمُ اقْتَدِهْ» سل عما شئت فسأله الرجل فأنبأه عن جميع مسائله.

الفرقان فى تفسير القرآن بالقرآن، ج‏10، ص: 128

و أخص الخواص في هذا الحقل الثلاثي هو الرسول الأعظم محمد (ص) و كما تدل عليه آيات كآية الميثاق: «وَ إِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثاقَ النَّبِيِّينَ لَما آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتابٍ وَ حِكْمَةٍ ثُمَّ جاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِما مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَ لَتَنْصُرُنَّهُ قالَ أَ أَقْرَرْتُمْ وَ أَخَذْتُمْ عَلى‏ ذلِكُمْ إِصْرِي قالُوا أَقْرَرْنا قالَ فَاشْهَدُوا وَ أَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ» (3: 81) .

هؤلاء الرهط الكرام هم حقيقة حقة قديمة امتدت شجرتها، و موكب موصول تماسكت حلقاته، و دعوة واحدة حملها نبي بعد نبي، رسالة واحدة و أمة واحدة مهما اختلفت صور من طقوسها العملية عبادية و سواها.

«أُولئِكَ‏ ... فَإِنْ يَكْفُرْ بِها هؤُلاءِ فَقَدْ وَكَّلْنا بِها قَوْماً لَيْسُوا بِها بِكافِرِينَ» :

«بها» هنا تعني مثلث‏ «الْكِتابَ وَ الْحُكْمَ وَ النُّبُوَّةَ» «فَإِنْ يَكْفُرْ بِها هؤُلاءِ» الكفرة الأنكاد من قوم لدّ «فقد و كلنا بها» إيمانا بها «قَوْماً لَيْسُوا بِها بِكافِرِينَ» و هم غيرهم من الناس، كالأنصار المدنيين، و منهم من أسلم من الفرس و قد مدحهم رسول اللّه (ص) فيمن مدح في مختلف المجالات، و من أقواله فيهم: «رحم الله إخواني ..» و منهم- كأفضلهم- أصحاب المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه و سهل مخرجه، و سائر المؤمنين به.

فالدولة المهدوية العالمية هي الموكّلة بصورة مطبقة مطلقة بالإيمان و التطبيق لهذه الرسالة السامية، فهي بشارة للمؤمنين بها على طول الخط «إِنَّ فِي هذا لَبَلاغاً لِقَوْمٍ عابِدِينَ. وَ ما أَرْسَلْناكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعالَمِينَ» .

أُولئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُداهُمُ اقْتَدِهْ قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرى‏ لِلْعالَمِينَ (90) :

و ترى الرسول إلى الرسل و رأس زاوية الرسالة و النبوة و الإمامة كيف يؤمر أن يقتدي بهؤلاء النبيين الذين هم بأجمعهم أدنى منه في كلّ شي‏ء؟.

الفرقان فى تفسير القرآن بالقرآن، ج‏10، ص: 129

هنا «هَداهُمُ اللَّهُ» تختص المقتدى به بهدى اللّه، التي يحملها أنبياء اللّه، تبيينا أن الرسل موكب واحد في حمل هدى اللّه، ليس أحد منهم بدعا فيها اللهم إلّا في ميزات بدرجات‏ «تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنا بَعْضَهُمْ عَلى‏ بَعْضٍ ..» .

و من هداهم الربانية عدم سؤالهم أجرا على أعباء الرسالة، ف «قل» أنت الحامل الأخير لشرعة اللّه‏ «لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً» اقتداء بسنة الرسالات الإلهية مهما كان المقتدي أقوى هدى من كلّ الرسل في كلّ الرسالات، ف «إن هو» الرسول «و إن هو» القرآن‏ «إِلَّا ذِكْرى‏ لِلْعالَمِينَ» و ليس للذكرى أجر فانها واجب أهله.

ذلك، و بصورة عامة «لا طريق للأكياس من المؤمنين أسلم من الاقتداء، لأنه المنهج الأوضح و المقصد الأصح قال اللّه تعالى لأعز خلقه محمد (ص): «أُولئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُداهُمُ اقْتَدِهْ» فلو كان لدين اللّه مسلك أقوم من الاقتداء لندب أولياءه و أنبياءه إليه» «1» ف «أحسن الهدى هدى الأنبياء» «2» لأنها هدى اللّه.

فلما يؤمر رسول الهدى (ص) ان يقتدي بهدى الذين هداهم اللّه، فأحرى لسواه و أوجب أن يقتدي بهداه فإنها أفضل الهدى و أكملها فانها خاتمة الهدى الرسالية من اللّه، ثم الذين يحملون هداه الذين أذهب اللّه عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا».

(1).

في مصباح الشريعة قال الصادق (ع) و لا طريق ..

(2)

صفحه بعد