کتابخانه تفاسیر

پایگاه داده های قرآنی اسلامی
کتابخانه بالقرآن

الفرقان فى تفسير القرآن بالقرآن

الجزء الأول

الجزء الثاني و العشرون

الجزء الخامس و العشرون

الجزء السادس و العشرون

الجزء السابع و العشرون

الجزء الثامن و العشرون

رسالة من صاحب تفسير«الميزان» تعريفا بتفسير الفرقان مقدمة

الجزء التاسع و العشرون

الجزء الثلاثون

المقدمة المدخل

الفرقان فى تفسير القرآن بالقرآن


صفحه قبل

الفرقان فى تفسير القرآن بالقرآن، ج‏10، ص: 270

ذلك و هي حالة نفسية تجسم في حالة حسية من ضيق النفس و كربة الصدر و الرهق المضني من التصعد في السماء.

و هنا «في السماء» دون «إلى السماء» لمحة إلى أن الصعود إلى السماء منه ميسور كما نتصعد إليه نحن بالطائرات و الصواريخ، ففي السماء- خارجا عن فضاء التنفس و الممكن الصعود إليه منها بحالة غير محرجة- فضاء لا يمكّن الصاعد إليه للتنفس أو التلبث و التريّث إلّا بصورة محرجة مخرجة للإنسان عن طوقه، و هذا من الملاحم القرآنية: إمكانية الصعود في السّماء، و صعوبته من حيث مضائق النفس و سواها.

و هكذا يكون مثل من‏ «يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً» ليس له مجال للتصعد إلى سماء المعرفة بوحي و سواه، حيث الفطرة منه مستورة و العقلية معقولة بطوع الهوى، و الصدر ضيق حرج و القلب مقلوب، و الفؤاد متفئد بنيران الشهوات و الحيونات، حيث اللّه‏

«نكت في قلبه نكتة سوداء و سد مسامع قلبه و وكل به شيطانا يضله» «1»

: «وَ مَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطاناً فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ. وَ إِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ» (43: 37) .

و ذلك رجس على تلك الصدور غير المؤمنة، ف «كَذلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ» رجس لا محيد عنه على أية حال و «ذلِكَ بِما قَدَّمَتْ يَداكَ وَ أَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ» فالرجس يمثل لنا رينا و قذارة: «كَلَّا بَلْ رانَ عَلى‏ قُلُوبِهِمْ ما كانُوا يَكْسِبُونَ» (83: 14) فكما أن القلوب ترين كذلك الصدور كلّ حسبها و بحساب تضيّقها.

(1).

نور الثقلين 1: 765 عن أبي عبد اللّه (ع) - مضى صدره في شرح صدر المؤمن- و إذا أراد بعبد سوء نكت ... ثم تلا هذه الآية: «فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ ..»

الفرقان فى تفسير القرآن بالقرآن، ج‏10، ص: 271

و لأن القلوب هي في الصدور: «وَ لكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ» فضيق الصدر الحرج يضيق القلب، كما و

«أن القلب ليتجلجل في الجوف يطلب الحق فإذا أصابه اطمأن» «1» .

و هكذا اللّه يطمئن القلوب المؤمنة أن يشرح الصدور و هي برّانيات القلوب، تحصل فيها حصالة ما في الصدور

«فإذا أعطاه ذلك نطق لسانه بالحق و عقد قلبه عليه فعمل به ..» «2»

و يضيق الصدور فتضيق القلوب التي في الصدور، و من ميزّات المنشرح صدره للإسلام معرفة لطائف القرآن التي لا يعرفها و ينتبه لها إلّا من شرح اللّه صدره للإسلام حيث‏

«صفا ذهنه و لطف حسه و صح تمييزه» «3» .

ذلك، و هنا قيلات- هي ويلات على السذج المجاهيل- حول هذه‏

(1). المصدر في اصول الكافي عن أبي عبد اللّه (ع) قال: ان القلب ..

(2)

المصدر 766 في روضة الكافي باسناده الى أبي عبد اللّه (ع) حديث طويل يقول فيه: و اعلموا ان اللّه إذا أراد بعبد خيرا شرح اللّه صدره للإسلام فإذا أعطاه ذلك نطق ... فإذا جمع اللّه له ذلك تم له إسلامه و كان عند اللّه ان مات على ذلك الحال من المسلمين حقا و إذا لم يرد اللّه بعبد خيرا و كله إلى نفسه و كان صدره ضيقا حرجا فان جرى على لسانه حق لم يعقد قلبه عليه فإذا لم يعقد قلبه عليه لم يعطه اللّه العمل به فإذا اجتمع ذلك عليه حتى يموت و هو على تلك الحال كان عند اللّه من المنافقين و صار ما جرى على لسانه من الحق الذي لم يعطه اللّه أن يعقد قلبه و لم يعطه العمل به حجة عليه فاتقوا اللّه و سلوه أن يشرح صدوركم للإسلام و ان يجعل ألسنتكم تنطق بالحق حتى يتوفاكم و أنتم على ذلك.

(3)

المصدر ح 767 في كتاب الاحتجاج عن امير المؤمنين (ع) حديث طويل يقول فيه: ثم ان اللّه جلّ ذكره لسعة رحمته و رأفته بخلقه و علمه بما يحدث المبدلون من تغيير كلامه قسم كلامه ثلاثة اقسام: فجعل قسما منه يعرفه العالم و الجاهل و قسما لا يعرفه إلّا من صفا .. ممن شرح صدره للإسلام»

أقول: «تغيير كلامه» يعني تغيير المعنى دون اللفظ لمكان صيانة القرآن عن التحريف بقاطع الأدلة.

الفرقان فى تفسير القرآن بالقرآن، ج‏10، ص: 272

الآية و أشباهها، ك: ان الهداية و الضلالة إنما هما من اللّه و ليس للمهتدي و الضال أية حيلة في هداية أو ضلال؟ و القرآن يجيب في عشرات من الآيات عن أمثال هذه الشطحات أن هذه الهداية و الضلالة اللتين ينسبهما اللّه إلى نفسه، إنهما ليستا بدائيتين دون سابقة، بل هما جزاء، ف «الَّذِينَ اهْتَدَوْا زادَهُمْ هُدىً» (47: 17) «فَلَمَّا زاغُوا أَزاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ» (61: 5) فإنما يريد اللّه أن يشرح صدور الذين هم في طريق الهدى فيؤيدهم و يوفقهم لها من فضله، و يريد تضييق صدور الذين هم في طريق الردى مصرّين عليها فيسد عليهم أبواب الهدى فتحا لأبواب الردى جزاء وفاقا من عدله.

ففي البداية يزيّن اللّه الإيمان في قلوب المكلفين، فإذا زاغت بما تخلفت أزاغها اللّه، و إن صاغت و تابعت شروطا للإيمان هداها اللّه، ف «إِنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ زَيَّنَّا لَهُمْ أَعْمالَهُمْ فَهُمْ يَعْمَهُونَ» (27: 4) «.... وَ لكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمانَ وَ زَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَ كَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَ الْفُسُوقَ وَ الْعِصْيانَ أُولئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ» (49: 7) و على الجملة:

«كَذلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ثُمَّ إِلى‏ رَبِّهِمْ مَرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُمْ بِما كانُوا يَعْمَلُونَ» (6: 108) .

أجل‏ «كَذلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ» و أما الذين يؤمنون فقد يشرح صدورهم للإسلام، فليس من اللّه إلّا العدل بالنسبة للذين لا يؤمنون و الفضل للذين يؤمنون: ف «مَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ» «وَ الَّذِينَ اهْتَدَوْا زادَهُمْ هُدىً وَ آتاهُمْ تَقْواهُمْ» «وَ الَّذِينَ جاهَدُوا فِينا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنا» .

إذا «فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ» هو المهتدي أولا أو القابل لها في صميمه و الساعي لها، و الهدى الثانية هي الإسلام للّه حقا بعد ظاهر الإسلام و الايمان، ثم‏ «مَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ» هو من الذين لا يؤمنون، كما قال اللّه:

«كَذلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ» .

الفرقان فى تفسير القرآن بالقرآن، ج‏10، ص: 273

فليس ذلك الموقف من المؤمن الهداية الأولى المتحري عنها، و لا من الكافر الضلالة الأولى العامل لها، إنما هما هدى بعد هدى و ضلالة بعد ضلالة جزاء من ربك عطاء حسابا أو عقابا وفاقا.

ذلك، و لأن المهتدي لا يسطع على طليق الهدى إلّا قدر ما يسطع فاللّه هو الذي يطلق هداه بما يشرح صدره للإسلام، و كذلك الضال لا يسطع أن يجعل ضلاله طليقا فاللّه هو الذي يطلق ضلاله حتى لا يسطع- بعد- على هدى ذلك، و المنشرحة صدورهم، النيرة قلوبهم: «هجم بهم العلم على حقيقة البصيرة، و باشروا روح اليقين، و استلانوا ما استوعره المترفون، و أنسوا بما استوحش منه الجاهلون، و صحبوا الدنيا بأبدان أرواحها معلقة بالمحل الأعلى» (147 ح/ 59).

وَ هذا صِراطُ رَبِّكَ مُسْتَقِيماً قَدْ فَصَّلْنَا الْآياتِ لِقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ (126) :

إن‏ «صِراطُ رَبِّكَ» صراطان، صراط ربوبيته الخاصة به: «إِنَّ رَبِّي عَلى‏ صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ» (11: 56) «قالَ هذا صِراطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ» (15: 41) .

و صراط جعله للسالكين إلى مرضاته: «اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ» و أين صراط من صراط؟.

و المعني هنا من‏ «صِراطُ رَبِّكَ» هو الأول، صراط الابتلاء لعباده شرحا لصدور و تضييقا لأخرى، «مستقيما» لا عوج له إذ ليس ظلما بالعباد بل هو فضل لطائفة و عدل لآخرين.

و قد يعني‏ «هذا صِراطُ رَبِّكَ مُسْتَقِيماً» اضافة إلى هذا، الصراط الثاني فإنهما لا يختلفان في كونهما «صِراطُ رَبِّكَ» مهما اختص سلوك‏

الفرقان فى تفسير القرآن بالقرآن، ج‏10، ص: 274

الأوّل به تعالى في ربوبيته و الثاني بخلقه في مربوبيتهم.

و «ربك» دون‏ «رَبِّ الْعالَمِينَ» و ما أشبه، لمحة إلى الصراط الثاني حيث الأوّل لا يختلف بالنسبة له تعالى في جميع المكلفين، و الثاني تختلف في درجاته، أو يقال إن صراطه تعالى في ربوبيته تشريعا لهذه الشرعة الأخيرة يختلف عما لسائر الشرائع، كما يختلف صراط السالكين في هذه الشرعة عما قبلهم.

و «صِراطُ رَبِّكَ» هنا بتلك الإضافة المطمئنة توحي بالثقة و الطمأنينة المبشرة بالنهاية المرغوبة، فهذه هي سنة اللّه في الهدى و الضلالة، و تلك هي شرعة اللّه في الحل و الحرمة، كلاهما من‏ «صِراطُ رَبِّكَ» سواء في ميزان اللّه، لحمة في سياق كتاب اللّه.

«قَدْ فَصَّلْنَا الْآياتِ» في ذلك الصراط «لِقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ» الهدى عن الضلال.

فقوم يذكرون هم على صراط مستقيم من صراط ربك المستقيم فلهم ما لأصحاب الصراط المستقيم:

لَهُمْ دارُ السَّلامِ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَ هُوَ وَلِيُّهُمْ بِما كانُوا يَعْمَلُونَ (127) :

«دارُ السَّلامِ» و ما أدراك ما هي دار السلام؟ إنها دار يدعوا اللّه إليها عباده الصالحين السالكين صراطه المستقيم «و الله يدعو إلى دار السلام و يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم» (10: 25) و هذا من إضافة الموصوف إلى صفته.

دار تستروح فيها أرواحهم بروح المعرفة و الزلفى و روح الطمأنينة العليا، سلاما طليقا يحلق على كيانهم ككلّ‏ «عِنْدَ رَبِّهِمْ» عندية الحضور كما يمكن، ناظرين رحمته، حاضرين عنايته، لا تغيب عنهم و لا يغيبون‏

الفرقان فى تفسير القرآن بالقرآن، ج‏10، ص: 275

عنها «وَ هُوَ وَلِيُّهُمْ» يلي أمرهم‏ «بِما كانُوا يَعْمَلُونَ» ولاية بولايتهم للّه و حماية بحمايتهم شرعة اللّه.

و لأن «السلام» اسم من أسماء اللّه فقد تعني فيما عنت «دار الله السلام» و لكن قد تبعده‏ «عِنْدَ رَبِّهِمْ» حيث العبارة «لهم دار الله عند الله» أو يقال‏ «لَهُمْ دارُ السَّلامِ» : اللّه السلام، و دار السلام «عند ربهم» لمكان ربوبيته المقتضية لكونه تعالى سلاما و لكون داره سلاما، «و هو» الرب السلام و السلام الرب‏ «وَلِيُّهُمْ بِما كانُوا يَعْمَلُونَ» .

ذلك و دارهم في كلّ النشآت الثلاث هي دار السلام مهما كان الأخرى هي أحرى بالسلام، لأنها خالص السلام دون كالسه كما في الأولى.

و يا للمؤمنين المستقيمين على صراط مستقيم من تشريفات:

1- أن‏ «لَهُمْ دارُ السَّلامِ» مختصة بهم قضية تقدم الظرف.

2- و أنها الدار المخصوصة بالسلام: اللّه، أو السلامة الطليقة.

3- و «عِنْدَ رَبِّهِمْ» لمحة لامعة إلى قربهم إليه.

4- «وَ هُوَ وَلِيُّهُمْ» إلى قربه الخاص إليهم برحمته الخاصة.

و ذلك‏ «بِما كانُوا يَعْمَلُونَ» قلبا و قالبا حيث انقطعوا إلى اللّه عما سواه، فما كان رجوعهم إلّا إليه، و لا توكلهم إلّا عليه، و لا أنسهم إلّا به، و لا تخضّعهم إلّا له، فلما تعلقوا به بكلّ كيانهم لم يتولوا إلّا إياه‏ «وَ هُوَ وَلِيُّهُمْ بِما كانُوا يَعْمَلُونَ» .

وَ يَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً يا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُمْ مِنَ الْإِنْسِ وَ قالَ أَوْلِياؤُهُمْ مِنَ الْإِنْسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنا بِبَعْضٍ وَ بَلَغْنا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنا قالَ النَّارُ مَثْواكُمْ خالِدِينَ فِيها إِلَّا ما شاءَ اللَّهُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ (128) :

«وَ يَوْمَ يَحْشُرُهُمْ» : كلّ العالمين المكلفين، مخاطبا الثقلين‏ «يا

الفرقان فى تفسير القرآن بالقرآن، ج‏10، ص: 276

مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُمْ مِنَ الْإِنْسِ» فما هو استكثارهم منهم؟ هل هو أنهم أكثر منهم؟ و ليس موضع سؤال تنديد فإنه تعالى هو الذي خلقهم قبلهم‏ «وَ الْجَانَّ خَلَقْناهُ مِنْ قَبْلُ مِنْ نارِ السَّمُومِ» (15: 27) و هو الذي عمّرهم أكثر منهم! ثم العبارة الصالحة له ليست‏ «قَدِ اسْتَكْثَرْتُمْ» إذ لم يكونوا هم الذين أكثروا أنفسهم، و لا «مِنَ الْإِنْسِ» بل «على الإنس»!.

فإنما استكثارهم استخدامهم كثيرا الإنس عدّة و عدّة و هم كفرة الجن و فسقتهم، دون المؤمنين منهم فضلا عن مرسليهم، إذا فالتنديد وارد مورده: أن الجن الضالين استكثروا من إضلال الإنس و كما قال اللّه: «وَ أَنَّهُ كانَ رِجالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزادُوهُمْ رَهَقاً» (72: 6) إضافة إلى سائر طرق الإضلال الرّهق.

و هنا جواب معشر الجن مسكوت عنه إلى أولياءهم من الإنس: «و قال أولياءهم من الإنس» و هم الذين كانوا يتولونهم في حقل الضلالة: «رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنا بِبَعْضٍ» : متعة الحياة الضالة، تعاونا في تلك المتعة اللعينة المعنية من حيونة الحياة، الخليطة من شهوات الجن و الإنس و اللّهوات.

«وَ بَلَغْنا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنا» و هو أجل الموت الذي ينقطع به التكليف، ثم أجل البرزخ قضية «يَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً» الخاصة بيوم الجمع و ليس كذلك البرزخ.

إلّا أن البرزخ ليس أجلا في مجال التكليف، و ذلك التساءل يوم الجمع قضية ناره و الأجل هو أجل الموت.

صفحه بعد