کتابخانه تفاسیر

پایگاه داده های قرآنی اسلامی
کتابخانه بالقرآن

الفرقان فى تفسير القرآن بالقرآن

الجزء الأول

الجزء الثاني و العشرون

الجزء الخامس و العشرون

الجزء السادس و العشرون

الجزء السابع و العشرون

الجزء الثامن و العشرون

رسالة من صاحب تفسير«الميزان» تعريفا بتفسير الفرقان مقدمة

الجزء التاسع و العشرون

الجزء الثلاثون

المقدمة المدخل

الفرقان فى تفسير القرآن بالقرآن


صفحه قبل

الفرقان فى تفسير القرآن بالقرآن، ج‏10، ص: 335

الأجر المرسوم في مثله من عمل الولاية.

7- «وَ أَوْفُوا الْكَيْلَ وَ الْمِيزانَ بِالْقِسْطِ» و هو هنا العدل و زيادة، إيفاء لما يكال أو يوزن في التعاملات، و القسط هنا هو معيار الكيل و الوزن، حيث الإيفاء بغير معيار قد لا يكون إيفاء.

و ليس هذا الأمر و ذلك النهي إلّا قدر الوسع: «لا نُكَلِّفُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَها» و كما في سائر التكاليف الشرعية، حيث الضابطة الثابتة فيها هي قدر المستطاع، و هو هنا: «من أوفى على يديه في الكيل و الميزان و الله يعلم صحة نيته بالوفاء فيها لم يؤاخذ و ذلك تأويل وسعها» «1» .

فقد تشمل قاعدة الوسع واسع الظروف في مختلف التكاليف، مهما كان موردها هنا التكليف بالنسبة لمال اليتيم و إيفاء الكيل و الميزان بالقسط.

فكما لا يكلف المسلم في إيفاء الكيل و الميزان إلّا وسعه، كذلك لا يكلف في مال اليتيم إلّا وسعه، فالولي الذي لا يسعه- لمكان فقره- ألا يأخذ من مال اليتيم قوته لا يكلّف إلّا وسعه، و أمّا الغني فلا «وَ مَنْ كانَ غَنِيًّا فَلْيَسْتَعْفِفْ وَ مَنْ كانَ فَقِيراً فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ» .

8- «وَ إِذا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَ لَوْ كانَ ذا قُرْبى‏» عدلا في القول أيا كان دون أي إفراط فيه و لا تفريط، و عدلا في المقول و المقول فيه، قولا له أو عليه‏ «فَاعْدِلُوا وَ لَوْ كانَ» المقول فيه «ذا قربى» دون إفراط في صالحه تفريطا

(1).

الدر المنثور 3: 55- اخرج ابن مردويه عن سعيد بن المسيب قال‏ تلا رسول اللّه (ص): أوفوا الكيل و الميزان. و فيه عن ابن عباس قال: قال رسول اللّه (ص):

يا معشر التجار انكم قد وليتم أمرا هلكت فيها الأمم السالفة قبلكم المكيال و الميزان، و فيه عن ابن مسعود قال: قال رسول اللّه (ص) ما نقص قوم المكيال و الميزان إلّا سلط اللّه عليهم الجوع.

الفرقان فى تفسير القرآن بالقرآن، ج‏10، ص: 336

على غيره، أو تفريطا فيه إفراطا على غيره، حيث القرابة ليست بالتي تحوّل القول عن العدل، فالحق لا يعرف قريبا عن غريب، كما الباطل لا يعرف غريبا عن قريب، ففي حقل الشهادة و هي أخطر الحقول نجد اللّه تعالى يقول: «يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَداءَ لِلَّهِ وَ لَوْ عَلى‏ أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوالِدَيْنِ وَ الْأَقْرَبِينَ إِنْ يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيراً فَاللَّهُ أَوْلى‏ بِهِما فَلا تَتَّبِعُوا الْهَوى‏ أَنْ تَعْدِلُوا وَ إِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كانَ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيراً» (4: 135) .

و في حقل الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر يقول: «ادْعُ إِلى‏ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَ الْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ» (16: 125) و هكذا الأمر في كافة الحقول قولا باللسان أم بالكتابة أم بالأركان، فالميزان الوحيد في الكلّ هو العدل، دون نقيصة فإنها الظلم، و إن كان مزيد فهو فضل.

9- «وَ بِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا» عهدا في الفطر و العقول و الشرائع الإلهية، فيما عهده لنفسه علينا من توحيده و طاعته و عبادته، و هنا «بِعَهْدِ اللَّهِ» عهد علينا:

«أَ لَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يا بَنِي آدَمَ أَنْ لا تَعْبُدُوا الشَّيْطانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ» (36: 60) .

و عهدا منا له علينا و هنا «بِعَهْدِ اللَّهِ» عهدنا له علينا فيما سمح لنا:

«وَ أَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذا عاهَدْتُمْ» (16: 91) - «مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ» (33: 23) ، و عهودا فيما بيننا حيث يمضيها اللّه و هنا «بِعَهْدِ اللَّهِ» ما أمضاه بيننا، فإيجاب الوفاء بعهد اللّه هو مثلثة الجهات كما العقود: «يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ» و «العهد»: «وَ أَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كانَ مَسْؤُلًا» (17: 34) .

ذلك، و في تقديم الظرف: «بِعَهْدِ اللَّهِ» على المظروف: «أوفوا» تقديم للزاوية العليا من مثلث العهود على الأخريين، أن نفي بعهده علينا

الفرقان فى تفسير القرآن بالقرآن، ج‏10، ص: 337

ثم بعهدنا له، و من ثم بعهودنا فيما بيننا، و قد سبق من عهد اللّه عهد التوحيد و الإحسان بالوالدين و عدم القتل إلّا بالحق و عدم قرب الفواحش و عدم قرب مال اليتيم إلّا بالتي هي أحسن و الإيفاء بالكيل و الميزان.

«ذلكم» الأربع من أحكام الشرعة «وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ» ما كتب في كتاب الفطرة و العقلية السليمة من الست الأصلية التي وصاكم به لعلكم تعقلون.

10- وَ أَنَّ هذا صِراطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَ لا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (153) :

«هذا» الذي وصاكم به من الخمس الأولى و هي النواميس الخمس و الأربع الأخرى التي تكملها و هذا القرآن الحاوي لمسالك الهدى، «وَ أَنَّ هذا صِراطِي» الخاص بي للسالكين إليّ حالكونه «مستقيما» لا عوج له أصليا و فرعيا «فاتبعوه» فإنه السبيل المستقيم بين سائر السبل‏ «وَ لا تَتَّبِعُوا» سائر «السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ» : الصراط المستقيم «ذلكم» الصراط الحق و حق الصراط «وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ» سائر السبل، و السبل هي الطرق، و لا تتفرق هي بهم، و إنما هم الذين يفارقون نهجها و يتبعون عوجها.

فصراط اللّه واحد و السبل إليه عدة هي درجات، و هذه سبل المؤمنين، ثم تقابلها سبل المغضوب عليهم و الضالين، و هما المعنيّان بالسبل المنهي عنها في «لا تتبعوا».

و قد تعني «صراطي» إلى صراط اللّه صراط رسول اللّه إلى اللّه، فإنه من قوله حسب الأمر: «قُلْ تَعالَوْا أَتْلُ‏ ... وَ أَنَّ هذا صِراطِي» مهما كان الصراط هو صراط اللّه، و لكن الرسول الهادي اليه المهتدي به و هو على صراط مستقيم، له الصراط رسوليا و رساليا، كيف لا و هو من أنعم المنعم‏

الفرقان فى تفسير القرآن بالقرآن، ج‏10، ص: 338

عليهم: «وَ مَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَ الرَّسُولَ فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَ الصِّدِّيقِينَ وَ الشُّهَداءِ وَ الصَّالِحِينَ وَ حَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً» (4: 69) .

و قد نستدعي ليل نهار أن يهدينا ربنا إلى صراطهم: «اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ. صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَ لَا الضَّالِّينَ» .

ذلك و لكن نسبة الصراط إلى اللّه هي نسبة المسلوك إليه، و نسبته إلى هؤلاء المنعم عليهم هي نسبته إلى سالكه، فصراط اللّه لنا هو الذي قرره لنسلكه إليه، و صراطه هو الذي نسلكه إلى اللّه.

إذا ف «صراطي» نسبة إلى اللّه هو الأول، و نسبة إلى الرسول هو الثاني، ثم و نسبة إلى سائر السلّاك ليست إلّا على ضوء صراط الرسول بما يهدي اللّه، و صراط الرب في ربوبيته خاص به لا يعدوه إلى سواه‏ «إِنَّ رَبِّي عَلى‏ صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ» و الصراط إلى الرب خاص بالمربوبين لا يعدوهم إليه.

في هذه العشر مما «حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ» لا نجد صراح النهي التحريم إلّا في خمس هي الإشراك باللّه و قتل الأولاد من إملاق و قرب الفواحش و قتل النفس المحترمة و قرب مال اليتيم إلّا بالتي هي أحسن، كأكبر المحرمات في حقل العقيدة و النفس و العرض و المال و العقل، و هي النواميس الأصلية التي يجب الحفاظ عليها في كافة الشرائع الإلهية.

ثم الخمس الأخرى لا تدل على التحريم إلّا بصيغة إيجاب أضدادها «وَ بِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً - وَ أَوْفُوا الْكَيْلَ وَ الْمِيزانَ بِالْقِسْطِ - وَ إِذا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا - وَ بِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا - وَ أَنَّ هذا صِراطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ» إذا فالمحرم فيها ترك الإحسان بالوالدين، و بخس المكيال و الميزان، و ترك العدل في القول، و نقض عهد اللّه، و اتباع سائر السبل، مما يدل على أن الأمر بالشي‏ء لزامه النهي‏

الفرقان فى تفسير القرآن بالقرآن، ج‏10، ص: 339

عن ضده العام، و أن هذه تكملة للنواميس الخمس.

و في كلّ من هذه النواميس الخمس سلب و إيجاب، فالسلب في ناموس العقيدة «أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً» - «وَ لا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ» و الإيجاب‏ «وَ بِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا» - «وَ بِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً» - «وَ أَنَّ هذا صِراطِي ...» و السلب في ناموس النفس «لا تقتلوا» و من إيجابه‏ «إِذا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا» و السلب في ناموس العرض‏ «لا تَقْرَبُوا الْفَواحِشَ» و من إيجابه‏ «إِذا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا» و السلب في ناموس المال‏ «لا تَقْرَبُوا مالَ الْيَتِيمِ» و إيجابه‏ «إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ» و «أَوْفُوا الْكَيْلَ وَ الْمِيزانَ» ثم الإيجاب في ناموس العقل هو الإيجاب في النواميس الأربعة الأخرى ف «ذلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ» .

ثم‏ «لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ» بعد أقسام، و «لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ» بعد العاشرة، تذكرة لإيجاب الواجب و ترك المحرم، و اتقاء عن المحظور في ترك الواجب و فعل المحرم.

ذلك، فلهذه الآيات الثلاث موقف عظيم في القرآن العظيم يتطلب الرسول (ص) أن يبايع عليها في‏

قوله: «أيكم يبايعني على هؤلاء الآيات الثلاث» «1» .

أجل‏ «وَ أَنَّ هذا صِراطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ ...» «فاعلموا أنما السبيل‏

(1).

الدر المنثور 3: 54 عن عبادة بن الصامت قال: قال رسول اللّه (ص): «أيكم ...

ثم تلا «قُلْ تَعالَوْا ...» ثم قال: فمن و في بهن فأجره على اللّه و من انتقص منهن شيئا فأدركه اللّه في الدنيا كانت عقوبته و من أخره إلى الآخرة كان امره إلى اللّه إن شاء اخذه و إن شاء عفا عنه.

أقول: «كانت عقوبته» بالنسبة للشرك مردودة فان اللّه لا يغفر ان يشرك به، اللهم إلّا شركا كالرئاء.

الفرقان فى تفسير القرآن بالقرآن، ج‏10، ص: 340

سبيل واحد جماعه الهدى و مصيره الجنة و أن إبليس اشترع سبلا متفرقة جماعها الضلالة و مصيرها النار».

و لقد

«خط رسول اللّه (ص) خطا بيده ثم قال: هذا سبيل اللّه مستقيما، ثم خط خطوطا عن يمين ذلك الخط و عن شماله ثم قال: و هذه السبل ليس منها سبيل إلّا عليه شيطان يدعو إليه ثم قرء الآية «1» .

و هكذا نختم السياق الطويل من السورة الذي بدء بقوله تعالى‏ «أَ فَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَماً ...» ضما بين هذا المبدء و ذلك الختام بقضية الحاكمية و التشريع، فإن الصراط المستقيم كمادة الدعوة هو القرآن العظيم، و كداعية هو الرسول (ص) و من يحذو حذو الرسول كالأئمة من عترة الرسول عليهم السلام، فإنهم السبل إلى رسول اللّه كما هو السبيل إلى اللّه، فالمتخلف عنهم متخلف عن سبيل اللّه قدر تخلفه فإنهم أبواب علم رسول اللّه (ص).

و كما

يروى عنه (ص) قوله: «معاشر الناس أنا صراطه المستقيم الذي أمركم باتباعه ثم علي من بعدي و من ولدي من صلبه أئمة يهدون بالحق و به يعدلون» «2» .

(1). المصدر اخرج احمد و عبد بن حميد و النسائي و ابن المنذر و ابن أبي حاتم و أبو الشيخ و ابن مردويه و الحاكم و صححه عن ابن مسعود قال: خط ... رواه مثله عنه (ص) جابر بن عبد اللّه.

(2)

نور الثقلين 1: 779 في كتاب الاحتجاج للطبرسي باسناده الى الامام محمد بن علي الباقر (ع) عن النبي (ص) حديث طويل و فيه خطبة الغدير و فيها: «معاشر الناس ان الله قد امرني و نهاني و قد أمرت عليا و نهيته فعلم الأمر و النهي من ربه عز و جل فاسمعوا لأمره تسلموا و أطيعوه تهتدوا و انتهوا لنهيه ترشدوا و صيروا الى مراده و لا تتفرق بكم السبل عن سبيله معاشر الناس انا صراطه المستقيم ..»

و فيه تفسير

الفرقان فى تفسير القرآن بالقرآن، ج‏10، ص: 341

ذلك، و لصراط اللّه منعة تمنع عن التفرق و الانزلاق و الانحياق، كما و لسائر السبل منعة تمنع عن الانسلاك إلى صراط اللّه ف «لا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ» المختلفة عن سبيل اللّه‏ «فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ» .

صحيح أن سبيل اللّه أيضا سبل و لكنها سبل تنتهي بسلاكها إلى الصراط حيث الطرق إلى اللّه بعدد أنفاس الخلائق: «يا أَهْلَ الْكِتابِ قَدْ جاءَكُمْ رَسُولُنا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيراً مِمَّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتابِ وَ يَعْفُوا عَنْ كَثِيرٍ قَدْ جاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَ كِتابٌ مُبِينٌ. يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوانَهُ سُبُلَ السَّلامِ وَ يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَ يَهْدِيهِمْ إِلى‏ صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ» (5: 16) - «وَ الَّذِينَ جاهَدُوا فِينا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنا وَ إِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ» (29: 69) ثم المسلك النهائي لهذه السبل: «وَ يَهْدِيهِمْ إِلى‏ صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ» .

فأين سبل الظلام التي تتفرق بكم عن سبيله من سبل السلام التي توصلكم إلى سبيله؟.

ذلك، و في نظرة أخرى شاملة إلى هذه الآيات الثلاث نجدها تحمل أحكاما تشترك فيها كلّ شرائع الدين، و مثلث التعبير ب «وصاكم» فيها قد يشير إلى ذلك الاشتراك و كما في آية الشورى: «شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ ما وَصَّى بِهِ نُوحاً وَ الَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْكَ وَ ما وَصَّيْنا بِهِ إِبْراهِيمَ وَ مُوسى‏ وَ عِيسى‏ أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَ لا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ ..» (42: 13) فإن في هذه الوصايا العشر نجد أصل الدين ككلّ، ففيها الحفاظ عليه كأصل.

القمي عن الامام الباقر (ع) في الآية قال: نحن السبيل فمن ابى فهذه السبل.

صفحه بعد