کتابخانه تفاسیر

پایگاه داده های قرآنی اسلامی
کتابخانه بالقرآن

الفرقان فى تفسير القرآن بالقرآن

الجزء الأول

الجزء الثاني و العشرون

الجزء الخامس و العشرون

الجزء السادس و العشرون

الجزء السابع و العشرون

الجزء الثامن و العشرون

رسالة من صاحب تفسير«الميزان» تعريفا بتفسير الفرقان مقدمة

الجزء التاسع و العشرون

الجزء الثلاثون

المقدمة المدخل

الفرقان فى تفسير القرآن بالقرآن


صفحه قبل

الفرقان فى تفسير القرآن بالقرآن، ج‏16، ص: 286

الدين. و «يخلق» هنا يعم كل خلق «لا يعلمون» سواء ما لن يعلمه انسان على طول الخط كالمركبة المعراجية التي عرجت بالرسول الى أعلى الآفاق السماوية، و اضرابها من اسباب السماء.

و «لِما لا يَعْلَمُونَ» زمن نزول القرآن الى زمن اختراع الآليات و المركبات الحديثة البترولية و الكهربية ام و الذّرية أماهيه.

و «لِما لا يَعْلَمُونَ» في كل زمن عما يستقبلهم من مخترعات جديدة.

الخلق يعم خلق المادة المخلوق منها البعض من هذه المركبات، ام خلق تركيباتها كالبخار و الكهرب و الجزئيات بذراتها، في كل تطوراتها الحديثة على ضوء تقدم العلم، تشملها كلها «وَ يَخْلُقُ ما لا تَعْلَمُونَ» ما للإنسان فيه صنع ام لا صنع له فيه، فكل من خلق اللَّه، فيا ربنا انا علمنا بما علمتنا ما لم نكن نعلمه من عجائب الكهربات و الجزئيات و الذرات، خزنتها لنا و نحن في طفولة العلم، و لما بلغتنا الى رجولته و ترعرع نوع الإنسان، كشفت لنا عن خزانتك و حملتنا عليها في البر و البحر و الفضاء.

اللهم اننا بعد أطفال جهال لا نزال نستقبل جددا برحمتك، فكما ارتقت مدينتها المادية بنبوغ العقل و نبوع العلم، فنتائج لهما قامت مقام الدواب، فعلّمنا ما نرتقي به الى عوالم روحية راقية لنقوم مقام الملائكة فتكشف لنا اسباب السماء كما كشفت اسباب الأرض.

اجل و ان شرعة القرآن مشرعة مفتوحة مرنة قابلة لاستقبال طاقات الحياة و مقدراتها كلها، فهي تحضّر الإنسان بكافة الحضارات التي تتطلبها هذه الطاقات، شرعة حضارية تمشي مع الزمن، و تمشّي أهل الزمن، و ليجدّ الركب الانساني مسيره الى مصيره ماديا و معنويا على قرار القرآن و غراره، دونما وقفة عن الحراك، و لا ان يغلب في العراك.

و ترى‏ «يَخْلُقُ ما لا تَعْلَمُونَ» تختص بخلق المركبات الحديثة- فقط- بدلا

الفرقان فى تفسير القرآن بالقرآن، ج‏16، ص: 287

عن حمولة الدواب و فرشها؟ و العطف عام يحلّق على كل ما يصلح معطوفا عليه من خلق السماوات و الأرض، و خلق الإنسان من نطفة، و خلق الانعام دفئا و منافع و أكلا و جمالا و حمولة، فقد يخلق اللَّه سماوات جديدة و أرضا جديدة بعد القيامة الكبرى، ثم و إنسانا جديدا، أهو هذا الإنسان حيث يحيى بحياة جديدة على غرار النطفة التي خلق منها أول مرة، ام و انسان آخر يخلق كما خلقنا، و يعيش كما عشنا أم سواها ثم تقوم قيامته كما قامت قيامتنا؟ اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا «وَ يَخْلُقُ ما لا تَعْلَمُونَ» !.

و من ثم أنعاما جددا بحذافيرها، و أبدالا من الانعام في كل معطياتها، فالدفئ الذي كان من جلود الانعام و اشعارها و أوبارها و اوراثها، يحصل من الكهرب الذي ينوب منا بها، و كذلك سائر منافعها، فترى الكهرباء سببا لظهور الازهار بسرعة هائلة، و لكثرة البيض بتغذية الدجاج ليلا على ضوئها، ثم و نورها مدهش و جميل فهي زينة بعد التدفئة و الأكل.

أجل، و كل المنافع العائدة من الأنعام، المعلومة لدينا، تضاف إليها منافع زائدة من خلفاء الأنعام، المجهولة عندنا أيا كنا و أيان، و في أي زمان و مكان، فإن «لا تعلمون» تعم كل إنسان أم جان أم أيا كان من كائن يصح خطابه.

و على أية حال ف «يَخْلُقُ ما لا تَعْلَمُونَ» تحمل بطياتها كلمّا يحصل من جديد في الاستقبال، من كافة صنوف المخترعات التي هي في مستوى علم الإنسان، و ما ترتفع عن مستواه من سائر الأسباب الارضية و فوق الارضية، و قد سخر بعضا منها للأخصين من عباده الصالحين كذي القرنين، و سليمان و داود و صاحب الأمر (ع) و سائر المعصومين، و وليهم الاولى بها الرسول الأقدس محمد (ص).

وَ عَلَى اللَّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ وَ مِنْها جائِرٌ وَ لَوْ شاءَ لَهَداكُمْ أَجْمَعِينَ (9) .

«منها» تعني من السبيل مؤنثا، فلما ذا «جائر» مذكرا؟ عله اعتبارا

الفرقان فى تفسير القرآن بالقرآن، ج‏16، ص: 288

بالبعض المستفاد من «منها» و «السبيل» جاءت في سائر القرآن بمختلف صيغها (175) مرة هي في عشر منها بصيغة الجمع و في سائرها مفرد، و لكن الصراط لم يأت إلّا مفردا مما يدل على وحدته و كثرتها، فمن السبيل سبيل اللَّه و هي أكثرها ذكرا سبيلا قاصدا، و منها سبيل الطاغوت و هي الجائر، و قد تلمح «جائر» مذكرا و السبيل تؤنث في «منها» انها ذات وجهين ذكورة و أنوثة، و الوجهان مذكوران في آيات عدة، ف «لِمَ تَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ مَنْ آمَنَ تَبْغُونَها عِوَجاً» (3: 99) «الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَ يَبْغُونَها عِوَجاً» (7: 45) هما و اضرابهما في وجه الأنوثة، ثم‏ «وَ إِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا وَ إِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا» (17: 146) «وَ إِنَّها لَبِسَبِيلٍ مُقِيمٍ» (15: 76) هما آخران في وجه الذكورة، و الوجهان وجيهان سنادا الى مجيئهما في القرآن.

و السبل منها قاصدة الى اللَّه و منها جائرة تفرّق عن سبيل اللَّه: «وَ أَنَّ هذا صِراطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَ لا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ» (6: 13).

و قد «كتب- الله- على نفسه الرحمة» و منها «قَصْدُ السَّبِيلِ» تشريعا و تكوينا، في الآفاق و في الأنفس، و لكنها في كلّ أبعادها تخيير لا تسيير «وَ لَوْ شاءَ لَهَداكُمْ أَجْمَعِينَ» تسييرا على سبيله القاصدة غير القاسطة الساقطة:

«وَ لَوْ شِئْنا لَآتَيْنا كُلَّ نَفْسٍ هُداها» (32: 13) .

و «قَصْدُ السَّبِيلِ» قد تعني المصدر، فعلى اللَّه نفسه قصد السبيل، و هي بطبيعة الحال السبيل المستقيم و الى الصراط، او تعني الفاعل صفة مضافة الى موصوفها: «السبيل القاصدة» للحقّ‏ «وَ مِنْها جائِرٌ» حيث لا تقصد الحق، و المعنيان- علهما- معنيّان تعنيان «و على الله قصد السبيل القاصد» قصدا انفسيا و آفاقيا الى الصراط المستقيم.

فالسبيل الى الصراط المستقيم هي سبيل قيّمة مستقيمة إلى اللَّه، و هي‏

الفرقان فى تفسير القرآن بالقرآن، ج‏16، ص: 289

السبيل الى صراط الانسانية الكاملة و متطلباتها على ضوء الوحي بصورة شاملة و كما عرضنا في‏ «اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ» .

ثم السبيل على مصدرية القصد هي سبيل اللَّه، و هي مرجعا لضمير «منها» أعم منها استخداما، و على فاعليتها هي مطلقها دون استخدام الضمير «ها» فانها السبيل القاصد، مرجعا لها دون وصفها.

و «قَصْدُ السَّبِيلِ» هو سبيل اللَّه، و هو سبيل صالح الإنسان في كل أدواره الحيوية الصالحة، ليصنع نفسه كما يرضاه اللَّه، و ليتقرب الى اللَّه زلفى، دون وصول إلى اللَّه، أم اتصال باللَّه، فضلا عن الاتحاد مع اللَّه كقالة بعض المتصوفة القائلة: «أنا هو و هو أنا»!.

و كيف تكون السبيل جائرا و صاحبها هو الضال نفسه حيث ينحرف عن سبيل اللَّه، و ينجرف إلى سبيل الطاغوت، و جار عن الطريق تعني ضل عن نهجه و خرج عن سمته؟ ان السبيل الجائر هو سبيل الشيطان، المتخلف عن سبيل الرحمن، فالجائر يقصد السبيل الجائر المائر الحائر، و السائر إلى اللَّه يقصد القاصد غير المائر و الحائر، فلذلك‏ «وَ مِنْها جائِرٌ» كما منها غير جائر و هو قصد السبيل.

فالفطرة التي فطر الناس عليها هي من قصد السبيل، و سترها عما هي و ما تقتضيه هو من جائرها، و العقل من قصدها، و الهوى المتغلبة على العقل من جائرها، ف «إنارة العقل مكسوف بطوع الهوى».

و الشرعة الإلهية من قصدها، و الشرعة غير الإلهية من جائرها.

و الإبصار بالدنيا الى ما وراءها هو من قصدها، و الإبصار إليها من جائرها و على حدّ

قول الامام علي (ع) في صفة الدنيا «من أبصر بها بصرته و من أبصر إليها أعمته».

الفرقان فى تفسير القرآن بالقرآن، ج‏16، ص: 290

ف «عَلَى اللَّهِ» كما كتب على نفسه‏ «قَصْدُ السَّبِيلِ» تكوينا و تشريعا «فِي الْآفاقِ وَ فِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَ وَ لَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلى‏ كُلِّ شَيْ‏ءٍ شَهِيدٌ» !.

و ترى ما هي الصلة بين آية قصد السبيل و التي قبلها من خلق السماوات و الأرض و الإنسان و الأنعام؟.

علها انهما تبينان ظاهر السبيل و باطنها و هما سبيلان في حياة الإنسان، بهما يتكامل في بعدية الجسداني و الروحاني.

فكما ان اللَّه خلق السماوات و الأرض و الإنسان و الانعام، و ليجتاز الإنسان في فسيح الكون مسافات‏ «إِلى‏ بَلَدٍ لَمْ تَكُونُوا بالِغِيهِ إِلَّا بِشِقِّ الْأَنْفُسِ» . كذلك خلق الفطرة و العقل، و شرّع الشرع لاجتياز العقبات الكئودة الى اللَّه‏ «إِلى‏ بَلَدٍ لَمْ تَكُونُوا بالِغِيهِ إِلَّا بِشِقِّ الْأَنْفُسِ» بل و لا بشق الأنفس، و هي البلدة الانسانية الروحانية، و الربانية، فلو لا قصد السبيل على اللَّه، و جعلها من اللَّه، لم يكن للإنسان سبيل الى اللَّه، و انما قصد السبيل على اللَّه دون جائر السبيل، إذ ليس جائرها إلّا خروجا عن قصدها، و ليس ذلك الخروج مجعولا كأصل و جاه قصد السبيل، فانما هو تخلّف عن الأصل! و أما آيات الإزاغة و الإضلال و الختم، فانها لا تدل على أن جائر السبيل أصل أولي كقاصدها حتى تكون على اللَّه كما القاصد، و انما الجائر فيها جزاء وفاق كأصل ثانوي: «فَلَمَّا زاغُوا أَزاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ» و اما القصد فليس جزاء للقاصدين، بل هو يعم كافة المكلفين فطرة و عقلية و شرعة، ف «إِنَّا هَدَيْناهُ السَّبِيلَ إِمَّا شاكِراً وَ إِمَّا كَفُوراً» إذا فقصد السبيل أصل هو قضية الفضل، و جائرها الجزاء الوفاق فرع هو قضية العدل، و اين عدل من فضل و فرع من اصل؟.

الفرقان فى تفسير القرآن بالقرآن، ج‏16، ص: 291

فالهدى الأولية اصل ثابت تعم كل شي‏ء: «الَّذِي أَعْطى‏ كُلَّ شَيْ‏ءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدى‏» (20: 50) و من الهدى بيان الحق عن الضلال تعريفا بهما لكي يكون السالك على بصيرة من أمره: «وَ هَدَيْناهُ النَّجْدَيْنِ» (90: 10) «وَ نَفْسٍ وَ ما سَوَّاها. فَأَلْهَمَها فُجُورَها وَ تَقْواها» (91: 8) إلهاما بلا إلمام إلّا في تقواها، فهو الهام التعريف بهما.

و لأن قصد السبيل هو مما كتب اللَّه تعالى على نفسه من الرحمة، و قصد الجائر هو خلاف الرحمة، فلم يدخل هو في قصده إلا ثانويا إذا استحقه الجائر، جزاء بما جار، و انه ليس في المرحلة الثانوية إلّا هاديا لمن اهتدى أو مضلا لمن ضل، و أما أن يهدي من ضل تسييرا فذلك خلاف الرحمة على المهتدين و خلاف الحكمة للضالين!.

و لماذا هناك‏ «قَصْدُ السَّبِيلِ» مصدرا، و هنا «جائر» فاعلا؟ لان المصدر ادل على المبالغة، مهما دل عليها جائر السبيل بسبيل ادنى، و ان «قصد» قد يعنى منه اضافة الى فاعله، إضافة الى فاعله: السبيل القاصد، يعني فعل القصد من اللَّه، و كأنه لا فعل له إلّا قصد السبيل ليسلكها العالمون.

إذا فعلى اللَّه قاصد السبيل، و قصد ذلك السبيل، تقريرا للسبيل القاصد، و عناية الى قاصدها ليقصدها كما يحق و يصح.

و لان‏ «عَلَى اللَّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ» قد يخيّل الى جماعة انه تسيير، و الى آخرين ان الاكثرية الساحقة غير السالكة سبيله القاصد متغلّبون على قصد السبيل و قد كتبها اللَّه على نفسه، لذلك يذيّلها بما يزيل هذه و تلك‏ «وَ لَوْ شاءَ لَهَداكُمْ أَجْمَعِينَ» بيانا أن‏ «عَلَى اللَّهِ» لا يعني الإرادة التكوينية و التسيير، بل ما يلائم الإختيار دون ان يغلب اللَّه على أمره.

فمن المستحيل في الحكمة الربوبية ان يشاء هدى المكلفين دون اختيار

الفرقان فى تفسير القرآن بالقرآن، ج‏16، ص: 292

«وَ لَوْ شاءَ لَهَداكُمْ أَجْمَعِينَ» دون ان يفلت اي فالت، او ان يلفت الى غير القاصد اي لافت.

هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً لَكُمْ مِنْهُ شَرابٌ وَ مِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ (10) يُنْبِتُ لَكُمْ بِهِ الزَّرْعَ وَ الزَّيْتُونَ وَ النَّخِيلَ وَ الْأَعْنابَ وَ مِنْ كُلِّ الثَّمَراتِ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (11) .

الماء نعمة بالغة فائقة، و لا سيما النازل من السماء، و كل مياه الأرض في الأصل هي من السماء، و «أنزل» هنا دون «ينزل» قد تعني ذلك النزول الاوّل: «وَ أَنْزَلْنا مِنَ السَّماءِ ماءً بِقَدَرٍ فَأَسْكَنَّاهُ فِي الْأَرْضِ وَ إِنَّا عَلى‏ ذَهابٍ بِهِ لَقادِرُونَ» (23: 18) مهما يستمر على طول الخط بعد الاوّل في تبخّرات الى السماء ثم سحاب ثم ترى الودق يخرج من خلاله، و ماء السماء «منه شراب» يصلح له لكل شارب إنسانا و حيوانا «وَ مِنْهُ شَجَرٌ» و هو هنا كل متشجر من نابتات الأرض، الشامل لغير ذي ساق قائم بنفسه حيث‏ «فِيهِ تُسِيمُونَ» رعيا للمواشي، فانه الاكثرية الساحقة من أكلها، دون ذي السوق القائمة، اللهم إلّا أوراقها.

فليس الشجر- فقط- ذا الساق القائم، بل كل نابت كما هنا، ام هو غير ذي ساق كما في‏ «وَ أَنْبَتْنا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِنْ يَقْطِينٍ» (37: 141) فالقول انه- فقط- ذو الساق خلاف المستفاد من شجر القرآن.

ثم هناك‏ «شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ» أنعامكم كالعشب و أوراق الأشجار، و هنا شجر فيه تسيمون أنفسكم كالزرع و سائر الخضروات و الثمرات.

صفحه بعد