کتابخانه تفاسیر

پایگاه داده های قرآنی اسلامی
کتابخانه بالقرآن

الفرقان فى تفسير القرآن بالقرآن

الجزء الأول

الجزء الثاني و العشرون

الجزء الخامس و العشرون

الجزء السادس و العشرون

الجزء السابع و العشرون

الجزء الثامن و العشرون

رسالة من صاحب تفسير«الميزان» تعريفا بتفسير الفرقان مقدمة

الجزء التاسع و العشرون

الجزء الثلاثون

المقدمة المدخل

الفرقان فى تفسير القرآن بالقرآن


صفحه قبل

الفرقان فى تفسير القرآن بالقرآن، ج‏17، ص: 75

[سورة الإسراء (17): الآيات 9 الى 12]

إِنَّ هذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَ يُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً كَبِيراً (9) وَ أَنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ أَعْتَدْنا لَهُمْ عَذاباً أَلِيماً (10) وَ يَدْعُ الْإِنْسانُ بِالشَّرِّ دُعاءَهُ بِالْخَيْرِ وَ كانَ الْإِنْسانُ عَجُولاً (11) وَ جَعَلْنَا اللَّيْلَ وَ النَّهارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنا آيَةَ اللَّيْلِ وَ جَعَلْنا آيَةَ النَّهارِ مُبْصِرَةً لِتَبْتَغُوا فَضْلاً مِنْ رَبِّكُمْ وَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَ الْحِسابَ وَ كُلَّ شَيْ‏ءٍ فَصَّلْناهُ تَفْصِيلاً (12)

رجب شهر ذكر رمضان تمام السنين شوال يشال فيه امر القوم ذو القعدة يعتقدون فيه ذو الحجة الفتح من اوّل العشر الا ان العجب كل العجب بعد جمادي و رجب جمع الشتات و بعث أموات و حديثات هونات هونات بينهن موتات رافعة ذيلها داعية عولها معلنة قولها بدجلة او حولها- ألا إن منا قائما عفيفة احسابه سادة أصحابه ينادى عند اصطلام اعداء اللّه باسمه و اسم أبيه في شهر رمضان ثلاثا بعد هرج و قتال و ضنك و خيال و قيام من البلاء على ساق و اني لأعلم الى من تخرج الأرض ودائعها و تسلّم اليه خزائنها و لو شئت ان اضرب برجلي فأقول: اخرجي من هاهنا بيضا و دروعا كيف أنتم يا ابن هنات إذا كانت سيوفكم بأيمانكم مصلتات ثم رملتم رملات ليلة البيات ليستخلفن اللّه خليفة يثبت على الهدى و لا يأخذ على حكمه الرشا إذا دعا دعوات بعيدات المدى دامغات للمنافقين فارجات عن المؤمنين ألا إنّ ذلك كائن على رغم الراغمين و الحمد للّه رب العالمين و صلواته على سيدنا محمد خاتم النبيين و آله و أصحابه أجمعين بن المنادي:

و أخرجه مثله في كنز العمال المطبوع بهامش المسند ج 6 ص 35 ط الميمنية بمصر.

الفرقان فى تفسير القرآن بالقرآن، ج‏17، ص: 76

للقرآن زهاء أربعون اسما «1» هذا أكثرها ذكرا «2» و اشتهارا، و أغزرها معنى و ازدهارا إذ يعني جملة ما تعنيه هي تفصيلا، و هو يعني في مختلف معانيه: الجمع- الطهارة- التطهير- القراءة- الإبلاغ- الرؤية- اقتراب المغيب: معان سبعة كالسماوات السبع و الأرضين السبع و ايام الأسبوع السبعة، حيث يشمل بمعانيه جملة و تفصيلا الازمنة و الامكنة و من فيهما.

فانه طهارة- فتطهير- و قراءة و إبلاغ- و رؤية لما يمكن ان يرى بصرا و بصيرة، و جمع لما لم يجمعه غيره من كتابات و اقتراب لاغتراب غيره من‏

(1). و هي: القرآن- الفرقان- الكتاب- الذكر- الحديث- التنزيل- الموعظة- الشفاء- الهدى- الحبل- الرحمة- الصراط المستقيم- الحكم- الحكمة- الحكيم- المحكم- الروح- البيان- التبيان- المبين- الفصل- النجوم- القصص- البصائر- المثاني- النعمة- البرهان- البشير- النذير- القيم- المهيمن- الهادي- النور- الحق- العزيز- الكريم- العظيم- المبارك- بلاغ- سبيل- حياة

(2) نجده (70) مرة اثنتان منهما قرآن الفجر: صلاة الفجر- و اثنتان: قرآنه: قراءته- و الباقي هذا القرآن.

الفرقان فى تفسير القرآن بالقرآن، ج‏17، ص: 77

كتابات كما انه من آيات اقتراب الساعة و نبيه نبي الساعة.

و ترى لماذا هنا و في عديد غيرها «هذَا الْقُرْآنَ» حيث توحي بان هناك قرآنا أو قرائين أخرى، و في عديد اخرى «القرآن» و القرآن هو القرآن؟

لأن «قرآن» من اللّه هو جنس المقرو بالوحي كتابا على المكلفين، شاملا كتابات الوحي كلها، و أفضلها هذا القرآن، فقد يعرف ب «هذا» ليدل على حاضره دون غابره، و «هذا» في موارده كلها يتضمن ميزة او ميزات له عن سائر القرآن‏ «1» و قد تدل على عمومه لسائر الوحي:

«قالَ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقاءَنَا ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هذا أَوْ بَدِّلْهُ ...» (10:) 15) «وَ قالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَنْ نُؤْمِنَ بِهذَا الْقُرْآنِ وَ لا بِالَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ» (34: 31).

إذا فلا بد من تعريف به ليميزه عن غيره ب «هذا» او «العظيم» «وَ لَقَدْ آتَيْناكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثانِي وَ الْقُرْآنَ الْعَظِيمَ» (15: 87) او تعريف اللام عهدا الى حاضره حيث يخاطبهم به: «وَ إِنْ تَسْئَلُوا عَنْها حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرْآنُ تُبْدَ لَكُمْ ...» (5: 101) او بضمير يعرفه: «وَ ما تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَ ما تَتْلُوا مِنْهُ مِنْ قُرْآنٍ ...» (10: 61) او وصف: «تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ وَ قُرْآنٍ مُبِينٍ» (15: 1)

(1). ك‏ «أُوحِيَ إِلَيَّ هذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَ مَنْ بَلَغَ» 6- 119 «وَ ما كانَ هذَا الْقُرْآنُ أَنْ يُفْتَرى‏ مِنْ دُونِ اللَّهِ» 10: 37 «نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِما أَوْحَيْنا إِلَيْكَ هذَا الْقُرْآنَ» 12: 3 «وَ لَقَدْ صَرَّفْنا فِي هذَا الْقُرْآنِ لِيَذَّكَّرُوا» 17: 41 «قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَ الْجِنُّ عَلى‏ أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هذَا الْقُرْآنِ:» 17: 88 «وَ قالَ الرَّسُولُ يا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً» 25: 30 «إِنَّ هذَا الْقُرْآنَ يَقُصُّ عَلى‏ بَنِي إِسْرائِيلَ ...» 27: 76 «وَ قالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَنْ نُؤْمِنَ بِهذَا الْقُرْآنِ وَ لا بِالَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ» 34:

31 ...

الفرقان فى تفسير القرآن بالقرآن، ج‏17، ص: 78

ام ماذا من إشارة تميزه عن سواه و يختص‏ «هذَا الْقُرْآنَ» هنا بما يعرفه أنه‏ «يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ» من قوامات الوحي و قيامات صاحب الوحي و المكلفين به.

و «قرآن» مع كل ذلك علم لهذا القرآن، لم يسم به غيره من قرآن و ان كان يشمله جنسه، و هو أفضل و اكثر أسماء القرآن.

ثم هنا هاد و مهدي و مهدي له و بشارة لمن يهتدي و إنذار على من لا يهتدي، فالهادي هو القرآن حيث الهدى طبيعته و حالته و صياغته لأعلى قمم الهدى، دون إبقاء على هدى ممكنة إلا و هو يهدي لها غير قاصر و لا ضنين.

و المهدي هو على الإطلاق كل مكلف بحاجة الى هدى، و بامكانه أن يهتدي بلا حدود من زمان أو مكان أو أقوام و أجيال فانه هدى اللّه و الهدى الإلهية في القرآن كاملة شامة.

و المهدي له، و ترى لماذا «له» دون «إليه» ام دون جار ك‏ «اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ» ؟ ... ثم «التي» بحذف الموصوف المتردد بين عديد ك:

الطريقة- الشريعة- الملة- الرسالة- الولاية ام ماذا؟ و لا يحذف الموصوف الا المعلوم لحد لا يحسن ذكره بل و يحسن حذفه؟.

نجد الهداية في القرآن في هذا المثلث، و ليس «يهدي له» إلا هنا لكتاب اللّه، و في أخرى للّه: «قُلْ هَلْ مِنْ شُرَكائِكُمْ مَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ قُلِ اللَّهُ يَهْدِي لِلْحَقِّ أَ فَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لا يَهِدِّي إِلَّا أَنْ يُهْدى‏ فَما لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ» «1» (10: 35) ثم لا ثالث لهما، فإنما

(1). و من الطريف ان‏ «يَهْدِي لِلْحَقِّ» الخاصة باللّه تتوسط «يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ» لغير اللّه أولاها «شركائكم» سؤال تعنّت، و أخراها لكافة الهداة الى الحق حيث تجمعهم‏

الفرقان فى تفسير القرآن بالقرآن، ج‏17، ص: 79

اللّه و كتاب اللّه يهدي له لا سواه، فلتكن «الهداية له» خاصة باللّه بقرآنه المبين.

ثم اللّه و إن كان يهدي بالقرآن من اتبع رضوانه سبل السلام و يهديهم الى صراط مستقيم: «قَدْ جاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَ كِتابٌ مُبِينٌ يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوانَهُ سُبُلَ السَّلامِ وَ يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَ يَهْدِيهِمْ إِلى‏ صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ» (5: 116) هداية إياه و هداية اليه، إلا ان أيا منهما لا يشمل مطلق الهدى، و الهداية له تشمله كله، فالهداية «الى» دلالة الى الهدى الآفاقية البعيدة عن المهدي إذ هي خارج ذاته، او الانفسية البعيدة عنها كالآفاقية لمن احتجب عن نفسه بعيدا «1» ، و الهداية إياه إيصال الى المقصود آفاقية و انفسية او يقارب الإيصال لمكان القرب بين المهدي و المهدي له لحد الاتصال‏ «2» . و الهداية له تشمل الإيصال و الدلالة الى الانفسية و الآفاقية قريبة و بعيدة، دلالة الى ما في النفس من هدى العقل و الفطرة ام ماذا؟ و إيصالا الى حقها و واقعها، و دلالة إلى ما في الآفاق تكوينا و تشريعا و إيصالا إليها فالهداية له- إذا- أتم و أطم من الهداية إليه و إياه‏ «3» فما الطفه التعبير عن الهداية المطلقة ب «يهدي إياه» و عن الدلالة المؤثرة و سواها

«يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ» فليس تغيير صيغة الهداية مجرد تفنّن التعبير و انما لخصوص المعني من «له» و «اليه».

(1). لان «الى» توحي لفصل بين المهدي و المهدي اليه، و الهدى الانفسية ليست بعيدة عن المهدي:

(2) حيث الهداية إياه توحي الى وحدة عريقة بين المهدى و المهدى له دون فصل بينهما، اما حققيا ما الإيصال و يشارفه كالقريب القريب.

(3) حيث الهداية له، و اللام للاختصاص أعم من الدلالة الخاصة و الإيصال الخاص الى مادة الهدى آفاقية و أنفسية، فالهداية إياه هي «له» و الهداية اليه كذلك «له» كما الهداية الآفاقية و الأنفسية كلاهما «له» و ان كانت «له» مراتب عدة.

الفرقان فى تفسير القرآن بالقرآن، ج‏17، ص: 80

ب «يهدي اليه» و عن مجموع الهدايات ب «يهدي له» الشاملة لكافة مراحل الهداية مستغرقة لها كلها! و لأن هذه الآية هي الفريدة في نوعها للهداية الشاملة فلتشمل الهدى كلها، دلالة و إيصالا للهدى أنفسية في هداية العقل و الفطرة، و آفاقية في هداية التكوين و التشريع، فالقرآن نسخة كاملة للهدى كلها حيث يهدي به اللّه من اتبع رضوانه سبل السلام.

إنه هدى للكافرين كما للمؤمنين دلالة، و هدى للمتقين في مزيد الدلالة ثم الإيصال الى حق الهدى، ثم و هو هدى للإنسان و أضرابه آفاقيا و أنفسيا.

و اما «التي» بحذف الموصوف فللايحاء بإطلاق المهدي له، دون خصوص الملة او الطريقة او الرسالة او النبوة او الولاية اماهيه؟ «1» .

فانه هدى بكل بنودها و متطلباتها للإنسان و أضرابه كأفضل ما يمكن و أكمله في عالم الفطرة و العقل، و في التنسيق بين ظاهر الإنسان و باطنه و بينه و بين ربه في علاقة المعرفة و العبودية- و بينه و بين الناس في علاقة العشرة، و في كافة زوايا الهدى و متطلباتها و تنسيقاتها و مخلفاتها الحاضرة و المستقبلة.

«لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ» فكتابات اللّه كلها قويمة قيّمة لا عوج فيها و لا قصور، و لكنها مؤقتة زمنا، محدودة بالمتطلبات المرسومة لزمنها، و الاستعدادت لطالبيها فيها، و أما القرآن فهو يهدي للتي هي أقوم: قيمة

(1). كالسبل و الآيات الآفاقية و الانفسية (3) و الأخلاق (4) و الحياة (5) و احكام الفطرة و العقل (6) و الايمان (7) و الإسلام (8) و التقوى (9) و الزهادة (10) و المعرفة و المعجزة (11) مواد الهداية التي تدعو إليها كتابات الوحي، فكل هذه الموصوفات تصلح ان تكون للتي هي أقوم دون إبقاء على مادة من الهدى إلّا و هي تشملها.

الفرقان فى تفسير القرآن بالقرآن، ج‏17، ص: 81

و قوامة و استقامة و قياما «1» منذ بزوغه ما طلعت الشمس و غربت، فشمسه لا تغرب و ما يحتاجه المهتدون به لا يعزب، فلا يقعد عن هدايته، و لا يفشل عن استقامته و لا ينقص عن قيمته و قوامته لأنه كتاب الزمن كله.

ف «هي أقوم» من غيرها على الإطلاق قواما و قياما: «قُلْ إِنَّنِي هَدانِي رَبِّي إِلى‏ صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ دِيناً قِيَماً ...» (6: 161) فيه كافة القوامات و القيامات لحد القيامة الكبرى، لا أفول لشمسه و لا انقطاع لشرعته، لا كتاب بعد كتابه و لا رسالة بعد رسالته، حيث الأقوم يتطلب ختام الوحي بوحيه.

فهذه الآية إجمال عن مثلث الخاتمية: شريعة و رسالة و كتابا، نجد تفاصيلها في آيات اخرى، و التي هي أقوم يشمل هذا المثلث و ما معها من ملة و طريقة و ولاية، و الولاية المطلقة للقرآن و نبيه و أهل بيته هي أقوم الولايات طول الرسالات الالهية، و هي كلها على هامش الولاية الالهية «2» .

(1). فالأقوم تتحمل كونها من القوام و القيامة و القيمة، و القرآن يهدي للتي هي أقوم في مثلثه دون اختصاص بأحدها.

(2)

في تفسير العياشي عن الفضيل بن يسار عن أبي جعفر (عليه السلام) في تفسير الآية قال: يهدي الى الولاية»

أقول: و هي تشمل الولايات كلها و منها ولاية الائمة التي هي ثالث مراتبها بعد ولاية اللّه و الرسول (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) و قد يفسر بولاية الامام بيانا لثالث مصاديقها لأنه مختلف فيها حتى يلحق بولاية الرسول، و من ذلك ما في حديث سلسلة الذهب،

صفحه بعد