کتابخانه تفاسیر

پایگاه داده های قرآنی اسلامی
کتابخانه بالقرآن

الفرقان فى تفسير القرآن بالقرآن

الجزء الأول

الجزء الثاني و العشرون

الجزء الخامس و العشرون

الجزء السادس و العشرون

الجزء السابع و العشرون

الجزء الثامن و العشرون

رسالة من صاحب تفسير«الميزان» تعريفا بتفسير الفرقان مقدمة

الجزء التاسع و العشرون

الجزء الثلاثون

المقدمة المدخل

الفرقان فى تفسير القرآن بالقرآن


صفحه قبل

الفرقان فى تفسير القرآن بالقرآن، ج‏25، ص: 178

و كيف أقبلوا إليه دون بيوتهم و أشغالهم و لا يعلمون ماذا فعل بآلهتهم؟

علّهم تسامعوا بالخبر، أم خمّنوا تحقيقا لتهدد إبراهيم، فلذلك أقبلوا إليه يزفون: يسرعون حاملين أصحابهم على الزفيف لمعرفة الحال بكل عجال، و هم جمع كثير هائج، و جم غفير مائج، و هو فرد واحد لا يخاف إلّا ربه، فهو أقوى من هذه الكثرة و هم إليه يزفون: «قالُوا مَنْ فَعَلَ هذا بِآلِهَتِنا إِنَّهُ لَمِنَ الظَّالِمِينَ. قالُوا سَمِعْنا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقالُ لَهُ إِبْراهِيمُ. قالُوا فَأْتُوا بِهِ عَلى‏ أَعْيُنِ النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَشْهَدُونَ. قالُوا أَ أَنْتَ فَعَلْتَ هذا بِآلِهَتِنا يا إِبْراهِيمُ. قالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هذا فَسْئَلُوهُمْ إِنْ كانُوا يَنْطِقُونَ. فَرَجَعُوا إِلى‏ أَنْفُسِهِمْ فَقالُوا إِنَّكُمْ أَنْتُمُ الظَّالِمُونَ. ثُمَّ نُكِسُوا عَلى‏ رُؤُسِهِمْ لَقَدْ عَلِمْتَ ما هؤُلاءِ يَنْطِقُونَ. قالَ أَ فَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ ما لا يَنْفَعُكُمْ شَيْئاً وَ لا يَضُرُّكُمْ أُفٍّ لَكُمْ وَ لِما تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَ فَلا تَعْقِلُونَ ...» (21: 67) :

قالَ أَ تَعْبُدُونَ ما تَنْحِتُونَ (95) وَ اللَّهُ خَلَقَكُمْ وَ ما تَعْمَلُونَ (96) .

كيف تعبدون ما تنحتونها أنتم، عبادة الصانع للمصنوع و الخالق للمخلوق؟ فإن حقّت في هذا البين عبادة فلتعبدكم ما تنحتون! ثم لا عبادة في هذا البين‏ «وَ اللَّهُ خَلَقَكُمْ» الناحتون‏ «وَ ما تَعْمَلُونَ» آلهتكم التي تنحتون‏

«فان الله صانع كل صانع و صنعته» «1»

تلك- إذا- عبادة تمجها الفطرة و يرفضها العقل و كافة الموازين العقلية و سواها! و يا لها من حجة بالغة دامغة قد صفعهم بها صفعة نبّهتهم عن غفلتهم، و أيقظتهم عن غفوتهم، فأقبل بعضهم على بعض يتلاومون في أنفسهم قائلين‏ «إِنَّكُمْ أَنْتُمُ الظَّالِمُونَ»

(1).

الدر المنثور 5: 279- اخرج البخاري في خلق افعال العباد و الحاكم و البيهقي في الأسماء و الصفات عن حذيفة قال قال رسول اللّه (صلى اللّه عليه و آله و سلم) ان اللّه ... و تلا عند ذلك‏ «وَ اللَّهُ خَلَقَكُمْ وَ ما تَعْمَلُونَ» .

الفرقان فى تفسير القرآن بالقرآن، ج‏25، ص: 179

ليس «ما تعملون» هو نفس العمل أيا كان فإنه مخيّر لا مسيّر، و إنما هو حاصل العمل «ما تنحتون» و كل صنعة، فان مادته مخلوقة، و أنتم بقدراتكم و أفعالكم مخلوقون، مهما بان خلق عن خلق تخييرا و تسييرا، ف- «لا جبر و لا تفويض بل أمر بين أمرين» و لو كان «ما تعملون» نفس العمل لكان جبرا فعذرا لعمل الأصنام و عبادتها، لا حجة عليهم في تنديد! ثم خلق الأعمال تسييرا من اللّه لا رباط له إبطالا ل- «أَ تَعْبُدُونَ ما تَنْحِتُونَ» و إنما هو التخيير، فهم باختيارهم ينحتون و يعبدون ما ينحتون!.

هنالك دحضت مزاعمهم، و زيّفت آمالهم، فلم يجدوا بدا وجاه حجته إلّا أن يحرقوه كما أحرق أكبادهم:

قالُوا ابْنُوا لَهُ بُنْياناً فَأَلْقُوهُ فِي الْجَحِيمِ (97) فَأَرادُوا بِهِ كَيْداً فَجَعَلْناهُمُ الْأَسْفَلِينَ (98) .

«قالُوا حَرِّقُوهُ وَ انْصُرُوا آلِهَتَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ فاعِلِينَ. قُلْنا يا نارُ كُونِي بَرْداً وَ سَلاماً عَلى‏ إِبْراهِيمَ. وَ أَرادُوا بِهِ كَيْداً فَجَعَلْناهُمُ الْأَخْسَرِينَ. وَ نَجَّيْناهُ وَ لُوطاً إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بارَكْنا فِيها لِلْعالَمِينَ» (21: 71) .

فيا لبنيانهم الجحيم و جحيم البنيان من أجيج النار، تتمثل فيه حرقة أكبادهم، فقد كان لأحدهم أن يحرقه بقليل النار، و لكنهم أجمعوا ليتشاركوا في حرقه كما أحرق أكبادهم جميعا، و لكنهم خاب سعيهم حيث جعلوا الأسفلين الأخسرين، و تلمّع إبراهيم الخليل أكثر مما كان حجة عملية على حججه، كما عارضوه عمليا رغم حججه! و أين يذهب كيد العباد المهازيل أمام صيانة اللّه للخليل إلّا إلى أنفسهم في كل ترذيل بكل سفالة و خسار «جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَها وَ بِئْسَ الْقَرارُ» !

الفرقان فى تفسير القرآن بالقرآن، ج‏25، ص: 180

لقد كانوا بشركهم سافلين و خاسرين، فأصبحوا بدائرة السوء على إبراهيم أسفلين و أخسرين.

إذ دحضت حجتهم عملية بعد دحضها قولية، خسارا إلى خسار و سفالا إلى سفال! ليس لحماقى الطغيان أمام دعاة الحق إلّا منطق السيف و النار، عند ما تعوزهم كل حجة و تحرجهم كلمة الحق:

«ابْنُوا لَهُ بُنْياناً فَأَلْقُوهُ فِي الْجَحِيمِ» ! و لم تجر سنة اللّه على خرق العادات إلّا أحيانا تقتضيها الحكمة العالية كما في جحيم إبراهيم، و هذه حلقة أولى من قصص إبراهيم و من ثم الثانية: «1»

(1).

نور الثقلين 4: 414 ح 61 في روضة الكافي بسند عن أبي عبد اللّه (عليه السلام) قال: خالف ابراهيم قومه و عاب آلهتهم حتى ادخل على نمرود فخاصمهم ...

و

قال ابو جعفر (عليه السلام) عاب آلهتهم‏ «فَنَظَرَ نَظْرَةً فِي النُّجُومِ فَقالَ إِنِّي سَقِيمٌ» و اللّه ما كان سقيما و ما كذب فلما تولوا عنه مدبرين الى عيد لهم دخل ابراهيم (عليه السلام) الى الهتهم بقدوم فكسرها إلا كبيرا لهم و وضع القدوم في عنقه فرجعوا إلى آلهتهم فنظروا الى ما صنع بها فقالوا لا و اللّه ما اجترى عليها و لا كسرها الا الفتى الذي كان يعيبها و يبرأ منها فلم يجدوا له قتلة أعظم من النار فجمع له الحطب و استجادوه حتى إذا كان اليوم الذي يحرق فيه برز له نمرود و جنوده و قد بنى له بناء لينظر اليه كيف تأخذه النار و وضع ابراهيم (عليه السلام) في منجنيق و قالت الأرض يا رب ليس على ظهري احد يعبدك غيره و يحرق بالنار قال الرب ان دعاني كفيته، فذكر ابان عن محمد بن مروان عمن رواه عن أبي جعفر (عليه السلام) ان دعاء ابراهيم يومئذ كان: يا احد يا احد يا صمد يا صمد يا من لم يلد و لم يولد و لم يكن له كفوا احد ثم قال توكلت على اللّه فقال الرب تبارك و تعالى كفيت فقال للنار «كُونِي بَرْداً وَ سَلاماً» قال فاضطربت أسنان ابراهيم من البرد حتى قال اللّه عز و جل‏ «وَ سَلاماً عَلى‏ إِبْراهِيمَ» و انحطّ جبرائيل (عليه السلام) فإذا هو يجالس مع ابراهيم يحدثه في النار قال نمرود: من اتخذ إلها فليتخذ مثل آله ابراهيم قال فقال عظيم من عظمائهم اني عزمت على النار ان لا تحرقه‏

الفرقان فى تفسير القرآن بالقرآن، ج‏25، ص: 181

وَ قالَ إِنِّي ذاهِبٌ إِلى‏ رَبِّي سَيَهْدِينِ (99) .

أو لم يكن لحد الآن ذاهبا إلى ربه و قد «جاءَ رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ» ؟ إن لذهابه هذا طرفا أوّل يتكفل السلب: «لا إله» و كما جعلهم جذاذا، و طرف ثان هو الإثبات «إلا الله» و قد فرغ من «لا إله» تقدمة الذهاب إلى ربه، ثم و أصل سيره إلى الإثبات «إلا الله» و قد تعنيه‏ «إِنِّي ذاهِبٌ إِلى‏ رَبِّي ...» يقوله أمام جماهير المشركين الأسفلين بحجته الحاضرة الحاذرة الخارقة «يا نارُ كُونِي بَرْداً وَ سَلاماً عَلى‏ إِبْراهِيمَ» ف-

«ذهابه إلى ربه بوجهه إليه عبادة و اجتهادا و قربة إلى الله عز و جل» «1»

إنها هجرة في المكانة قبل المكان، يترك فيها أباه و قومه و أهله و وطنه و كل أواصر القرابة، هجرة كاملة من حال إلى حال، و من كافة الأواصر التي قد تربطه بنفسها، تعبيرا عن كامل التجرد و الإخلاص و الاستسلام لربه.

أو لم يكن مهديا لحد الآن حتى «سيهدين»؟ للهدى مراتب فوق بعض، و كما تطلب دائبا: «اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ» أم و لأنه تكملة لحجاجه أن اللّه هداه إلى أن «لا إله» ثم يهديه إلى «إلا الله» و ثالثه هدى الدعوة في فسحتها، و بأعوانها كإسماعيل و إسحاق قرتي عينيه، و هي تتمثل في بلائه بإسماعيل كأعلى قمة: و قد يعطف قوله‏ «إِنِّي ذاهِبٌ ...» بما وعد آزر

فأخذ عنق من النار سخره حتى أحرقه قال، فأمن له لوط فخرج مهاجرا الى الشام هو و سارة و لوط.

(1). المصدر 419 ح 64 في كتاب التوحيد عن امير المؤمنين (عليه السلام) حديث طويل يقول فيه ...

الفرقان فى تفسير القرآن بالقرآن، ج‏25، ص: 182

و موازريه في الشرك: «وَ أَعْتَزِلُكُمْ وَ ما تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَ أَدْعُوا رَبِّي عَسى‏ أَلَّا أَكُونَ بِدُعاءِ رَبِّي شَقِيًّا» (19: 48) فهنا يدعو ربه:

رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ (100) فَبَشَّرْناهُ بِغُلامٍ حَلِيمٍ (101) .

هنا إبراهيم الوحيد و قد ذرف الثمانين بلا عقب يخلفه يستوهب ولدا من الصالحين، فيبشّر ببكر ولده إسماعيل غلام حليم، و من ثم يثنّيه بإسحاق نبيا من الصالحين، و قد يجاوب هذا الترتيب نص التوراة كما في التكوين 16: 15- 16: «فولدت هاجر لإبراهيم ابنا. و دعا إبراهيم اسم ابنه الذي ولدته هاجر إسماعيل،» و فيه 17: 15- 16 «و قال الله لإبراهيم ساراى امراتك لا تدعو اسمها ساراى بل اسمها سارة، و أباركها و أعطيك ايضا منها ابنا ...».

هنا يوصف إسماعيل بكر إبراهيم‏ «بِغُلامٍ حَلِيمٍ» و في غيرها «صادِقَ الْوَعْدِ» و هو فيهما منقطع النظير في سائر القرآن: «وَ اذْكُرْ فِي الْكِتابِ إِسْماعِيلَ إِنَّهُ كانَ صادِقَ الْوَعْدِ وَ كانَ رَسُولًا نَبِيًّا» (19: 54) و قد يثنّى بحلمه أبوه إبراهيم: «إِنَّ إِبْراهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ» (9: 114) «إِنَّ إِبْراهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُنِيبٌ» (11: 75) .

و ليس اختصاص «حليم» بهما في ساير القرآن إلّا لما برز من حلمهما القمة في ذبح إسماعيل مهما بطن لساير النبيين، إذ لم يوقف أحد موقفه البلاء المبين:

فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قالَ يا بُنَيَّ إِنِّي أَرى‏ فِي الْمَنامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ ما ذا تَرى‏ قالَ يا أَبَتِ افْعَلْ ما تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ (102) .

إسماعيل بكر ولده، رسول نبي صادق الوعد حليم، و الوالد يذرف التسعين و قد لا يولد له غيره، أم إذا ولد قد يغايره، و قد بلغ معه‏

الفرقان فى تفسير القرآن بالقرآن، ج‏25، ص: 183

السعي في حاجيات الحياة معنوية و مادية بما سعى له فيهما و درّبه، فهو في لمعان الكمال و نوسان الاستكمال، يؤمر بذبحه لا لشي‏ء منهما يستحقانه حتى يوجّه ذبحه بوجه ظاهر «إِنَّ هذا لَهُوَ الْبَلاءُ الْمُبِينُ» ! و الرواية القائلة أن الذبيح هو إسحاق إسرائيلية تخالف نص القرآن إذ يبشره بإسحاق بعد قصة إسماعيل‏ «1» .

«فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ» تنادى بمعية السعى حتى بلغ، و بمعيته لإبراهيم كما سعى في دعوته، فليس- فقط- أنه بلغ السعى لحاجياته الشخصية مهما كانت شاخصة ذات أهمية، بل و مع إبراهيم في‏ «ذاهِبٌ إِلى‏ رَبِّي»

«و هو لما عمل مثل عمله» «2»

(1). اختلاف الروايات من الفريقين في «من هو الذبيح إسماعيل ام إسحاق» تقطعه الآيات حيث البشارة بإسحاق تاتي بعد قصة الذبيح بكاملها، و هذه من الهرطقات الاسرائيلية ان إسحاق هو الذبيح لينحّوا فضلا عن إسماعيل الى إسحاق، كما

روى ابن بابويه باسناده عن داود بن كثير الرقي قال‏ قلت لابي عبد اللّه (عليه السلام) أيهما اكبر إسماعيل او إسحاق و أيهما كان الذبيح؟ فقال (عليه السلام): إسماعيل كان اكبر من إسحاق بخمس سنين و كان الذبيح إسماعيل و كان مكة منزل إسماعيل و إنما أراد ابراهيم ان يذبح إسماعيل ايام الموسم بمنى ... اما تسمع لقول إبراهيم حيث يقول: رب هب لي من الصالحين، انما سأل اللّه عز و جل ان يرزقه غلاما من الصالحين و قال في سورة الصافات: فبشرناه بغلام حليم يعني إسماعيل من هاجر قال ففدى إسماعيل بكبش عظيم فقال ابو عبد اللّه (عليه السلام) وَ بَشَّرْناهُ بِإِسْحاقَ نَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ وَ بارَكْنا عَلَيْهِ وَ عَلى‏ إِسْحاقَ‏ يعني بذلك إسماعيل قبل البشارة بإسحاق فمن زعم ان إسحاق اكبر من إسماعيل و ان الذبيح إسحاق فقد كذب بما انزل اللّه عز و جل في القرآن من نبإهما (تفسير البرهان 4: 30 ح 5).

(2)

نور الثقلين 4: 419 ح 67 في عيون الاخبار عن الحسن بن علي بن فضال عن أبيه قال‏ سالت أبا الحسن على بن موسى الرضا (عليه السلام) عن معنى قول النبي (صلى اللّه عليه و آله و سلم): انا ابن الذبيحين؟ قال: يعني إسماعيل بن ابراهيم‏

الفرقان فى تفسير القرآن بالقرآن، ج‏25، ص: 184

و من بلوغه معه السعى أن سعى معه بين الصفا و المروة بعد ما طافا البيت‏

«فلما صارا في السعي قال يا بني إني أرى في المنام أني أذبحك ...»

فقد بلغ معه السعي و لمّا يتم الرحلة إلى ربه و الدعوة المتناصرة إلى دينه، و لمّا يولد له‏ «أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ» و هم محمد (صلى اللّه عليه و آله و سلم) و عترته المعصومون (عليهم السلام) و قد استجيب في هذه الدعاء كما يتوافق له النصّان من التوراة و من القرآن: «رَبَّنا وَ اجْعَلْنا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَ مِنْ ذُرِّيَّتِنا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ‏ ... رَبَّنا وَ ابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ ..» (2: 129) . «1» و نص الاستجابة حسب الأصل العبراني في التوراة كالتالي:

«و ليشمعيل شمعتينحا هينه برختي أوتو و هيفرتي اوتو و هيربتي أوتو بمئد مئد شنيم عاسار نسيئيم يولد و نتتيو لغوى غادل» (تكوين المخلوقات 17: 20)-:

«و لإسماعيل سمعته (ابراهيم) ها أنا أباركه كثيرا، و أنميه كثيرا، و أثمره كثيرا، و أرفع مقامة كثيرا بمحمد (صلى الله عليه و آله و سلم) و اثني عشر إماما يلدهم (إسماعيل) و أجعله أمة كبيرة» «2» .

الخليل (عليه السلام) و عبد اللّه بن عبد المطلب، اما إسماعيل فهو الغلام الحليم الذي بشر اللّه تعالى به ابراهيم‏ «فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ» و هو لما عمل مثل عمله ...

(1).

المصدر 421 ح 756 المجمع و روى العياشي باسناده عن بريد بن معاوية العجلي قال‏ قلت لابي عبد اللّه (عليه السلام) كم كان بين بشارة ابراهيم بإسماعيل و بين بشارته بإسحاق ... الى ان قال (عليه السلام) فلما رفع قواعده خرج الى منى حاجا و قضى نسكه بمنى و رجع الى مكة فطاف بالبيت أسبوعا ثم انطلق فلما صارا في السعى قال ...

صفحه بعد