کتابخانه تفاسیر

پایگاه داده های قرآنی اسلامی
کتابخانه بالقرآن

الكشف و البيان عن تفسير القرآن

الجزء الأول

علمنا في التفسير

مقدمة المصنف

هذه أسماء الكتب التي عليها مباني كتابنا هذا

سورة البقرة

فضلها: [سورة البقرة(2): الآيات 8 الى 16] [سورة البقرة(2): الآيات 21 الى 25] [سورة البقرة(2): الآيات 26 الى 29] [سورة البقرة(2): الآيات 40 الى 48] [سورة البقرة(2): الآيات 49 الى 54] [سورة البقرة(2): الآيات 55 الى 59] [سورة البقرة(2): الآيات 60 الى 62] [سورة البقرة(2): الآيات 63 الى 73] [سورة البقرة(2): الآيات 74 الى 79] [سورة البقرة(2): الآيات 80 الى 84] [سورة البقرة(2): الآيات 85 الى 86] [سورة البقرة(2): الآيات 87 الى 90] [سورة البقرة(2): الآيات 91 الى 93] [سورة البقرة(2): الآيات 94 الى 99] [سورة البقرة(2): الآيات 100 الى 103] [سورة البقرة(2): الآيات 104 الى 106] [سورة البقرة(2): الآيات 107 الى 109] [سورة البقرة(2): الآيات 110 الى 113] [سورة البقرة(2): الآيات 114 الى 117] [سورة البقرة(2): الآيات 118 الى 123] [سورة البقرة(2): الآيات 124 الى 129] [سورة البقرة(2): الآيات 130 الى 134] [سورة البقرة(2): الآيات 135 الى 137]
محتوى الجزء الأول من كتاب تفسير الثعلبي

الجزء الثاني

تكملة سورة البقرة

[سورة البقرة(2): الآيات 142 الى 143] [سورة البقرة(2): الآيات 144 الى 147] [سورة البقرة(2): الآيات 148 الى 152] [سورة البقرة(2): الآيات 153 الى 157] [سورة البقرة(2): الآيات 158 الى 162] [سورة البقرة(2): الآيات 163 الى 165] [سورة البقرة(2): الآيات 166 الى 167] [سورة البقرة(2): الآيات 168 الى 176] [سورة البقرة(2): الآيات 180 الى 182] [سورة البقرة(2): الآيات 188 الى 189] [سورة البقرة(2): الآيات 190 الى 193] [سورة البقرة(2): الآيات 198 الى 203] [سورة البقرة(2): الآيات 204 الى 210] [سورة البقرة(2): الآيات 211 الى 215] [سورة البقرة(2): الآيات 216 الى 218] [سورة البقرة(2): الآيات 219 الى 221] [سورة البقرة(2): الآيات 222 الى 225] [سورة البقرة(2): الآيات 230 الى 232] [سورة البقرة(2): الآيات 233 الى 234] [سورة البقرة(2): الآيات 238 الى 242] [سورة البقرة(2): الآيات 243 الى 245] [سورة البقرة(2): آية 246] [سورة البقرة(2): الآيات 247 الى 248] [سورة البقرة(2): الآيات 253 الى 254] [سورة البقرة(2): الآيات 255 الى 257] [سورة البقرة(2): الآيات 258 الى 259] [سورة البقرة(2): آية 260] [سورة البقرة(2): الآيات 261 الى 264] [سورة البقرة(2): الآيات 265 الى 267] [سورة البقرة(2): الآيات 268 الى 271] [سورة البقرة(2): الآيات 272 الى 273] [سورة البقرة(2): الآيات 274 الى 276] [سورة البقرة(2): آية 282] [سورة البقرة(2): الآيات 283 الى 286]
محتوى الجزء الثاني من كتاب تفسير الثعلبي

الجزء الثالث

سوره آل عمران

فضلها: [سورة آل‏عمران(3): الآيات 1 الى 7] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 15 الى 22] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 23 الى 32] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 33 الى 43] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 44 الى 54] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 55 الى 64] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 65 الى 74] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 75 الى 85] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 86 الى 92] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 93 الى 103] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 130 الى 138] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 139 الى 145] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 146 الى 155] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 179 الى 186] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 187 الى 195] [سورة آل‏عمران(3): الآيات 196 الى 200]

سورة النساء

[سورة النساء(4): الآيات 22 الى 28] [سورة النساء(4): الآيات 37 الى 42] [سورة النساء(4): الآيات 43 الى 53] [سورة النساء(4): الآيات 54 الى 63] [سورة النساء(4): الآيات 64 الى 73] [سورة النساء(4): الآيات 74 الى 78] [سورة النساء(4): الآيات 79 الى 84] [سورة النساء(4): الآيات 85 الى 91] [سورة النساء(4): الآيات 104 الى 113] [سورة النساء(4): الآيات 114 الى 117] [سورة النساء(4): الآيات 118 الى 126] [سورة النساء(4): الآيات 136 الى 141] [سورة النساء(4): الآيات 142 الى 147] [سورة النساء(4): الآيات 148 الى 152] [سورة النساء(4): الآيات 153 الى 159] [سورة النساء(4): الآيات 160 الى 166] [سورة النساء(4): الآيات 167 الى 173] [سورة النساء(4): الآيات 174 الى 176]
محتوى الجزء الثالث من كتاب تفسير الثعلبي

الجزء الخامس

محتوى الجزء الخامس من كتاب تفسير الثعلبي

الجزء السادس

محتوى الجزء السادس من كتاب تفسير الثعلبي

الجزء السابع

محتوى الجزء السابع من كتاب تفسير الثعلبي

الجزء الثامن

محتوى الجزء الثامن من كتاب تفسير الثعلبي

الجزء التاسع

محتوى الجزء التاسع من كتاب تفسير الثعلبي

الجزء العاشر

محتوى الجزء العاشر من كتاب تفسير الثعلبي

الكشف و البيان عن تفسير القرآن


صفحه قبل

الكشف و البيان عن تفسير القرآن، ج‏1، ص: 126

يدلّ عليه ما

أخبرنا أبو القاسم الحسن بن محمد بن جعفر، حدّثنا أبو الحسن محمد بن محمود بن عبد اللّه، حدّثنا محمد بن علي الحافظ، حدّثنا عبد اللّه بن أحمد بن حمويه، حدّثنا سعيد بن جبير، حدّثنا المؤمل بن عبد الرّحمن بن عياش الثقفي، عن أبي أمية بن يعلى الثقفي، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قال‏ : «آمين خاتم رب العالمين على عباده المؤمنين» [38] «1» .

أخبرنا محمد بن عبد اللّه بن حمدون بن الفضل بقراءتي عليه في صفر سنة ثمان و أربعمائة أخبرنا أحمد بن محمد بن الحسين بن الشرقي، حدّثنا محمد بن يحيى و عبد الرّحمن بن بشر و أحمد بن يوسف قالوا: حدّثنا عبد الرزّاق، أخبرنا معمّر عن همّام بن منبّه قال: حدّثنا أبو هريرة عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله قال‏ : «إذا قال أحدكم آمين و الملائكة في السماء فوافق إحداهما الأخرى غفر له ما تقدم من ذنبه» [39] «2» .

و حدّثنا أبو القاسم الحسن بن محمّد بن جعفر، أخبرنا محمّد أبو الحسن محمد بن الحسن بهراة، حدّثنا رجاء بن عبد اللّه، حدّثنا مالك بن سليم، عن سعيد بن سالم، عن ابن جريج عن عطاء قال‏ : آمين دعاء

[و عنه عن‏] النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال‏ : «ما حسدكم اليهود على شي‏ء، كما حسدوكم على آمين، و تسليم بعضكم على بعض» [40] «3» .

و قال وهب بن منبه: آمين على أربع أحرف، يخلق اللّه تعالى من كل حرف ملكا يقول:

اللهم اغفر لمن قال: آمين.

فصل في أسماء هذه السورة

هي عشرة، و كثرة الأسماء تدلّ على شرف المسمّى:

الأول: فاتحة الكتاب، سمّيت بذلك لأنه يفتتح بها في المصاحف و التعليم و القراءة في الصلاة، و هي مفتتحة بالآية التي تفتتح بها الأمور تيمّنا و تبرّكا و هي التسمية. و قيل: سمّيت بذلك لأن الحمد فاتحة كل كتاب كما هي فاتحة القرآن. و قال الحسين بن الفضل: لأنها أول سورة نزلت من السماء.

و الثاني: سورة الحمد، لأن فيها ذكر الحمد، كما قيل: سورة (الأعراف) و (الأنفال) و (التوبة) و نحوها.

و الثالث: أمّ الكتاب و القرآن؛ سمّيت بذلك لأنها أوّل القرآن و الكتب المنزلة، فجميع ما

(1) كتاب الدعاء للطبراني: 89، كنز العمّال: 1/ 559، ح 2512.

(2) مسند أحمد: 2/ 312.

(3) المصنّف لعبد الرزّاق: 2/ 98، ح 2649.

الكشف و البيان عن تفسير القرآن، ج‏1، ص: 127

أودعها من العلوم مجموع في هذه السورة؛ فهي أصل لها كالأم للطفل، و قيل: سمّيت بذلك؛ لأنها أفضل سور القرآن كما أن مكة سميت أم القرى لأنها أشرف البلدان. و قيل: سمّيت بذلك لأنها مقدّمة على سور القرآن، فهي أصل و إمام لما يتلوها من السور، كما أن أم القرى أصل جميع البلدان دحيت الأرض من تحتها. و قيل: سمّيت بذلك لأنها مجمع العلوم و الخيرات، كما أن الدماغ يسمى أمّ الرأس؛ لأنها مجمع الحواس و المنافع.

و سمعت أبا القاسم الحسن بن محمّد المفسّر يقول: سمعت أبا بكر القفّال يقول: سمعت أبا بكر البريدي يقول‏ : الأم في كلام العرب: الراية ينصبها العسكر.

قال قيس بن الخطيم:

نصبنا أمّنا حتى ابذعرّوا

و صاروا بعد إلفتهم شلالا

فسمّيت أم القرآن؛ لأن مفزع أهل الإيمان إليها كمفزع العسكر إلى الراية. و العرب تسمي الأرض أمّا؛ لأنّ معاد الخلق إليها في حياتهم و بعد مماتهم، قال أمية بن أبي الصلت:

و الأرض معقلنا و كانت أمّنا

فيها مقابرنا و فيها نولد «1»

و أنشدني أبو القاسم قال: أنشدنا أبو الحسين المظفّر محمد بن غالب الهمداني قال:

أنشدنا أبو بكر بن الأنباري قال: أنشدنا أبي قال: أنشدني أحمد بن عبيدة:

نأوي إلى أمّ لنا تعتصب‏

كما ولها أنف عزيز و ذنب‏

و حاجب ما إن نواريها الغصب‏

من السحاب ترتدي و تنتقب‏ «2»

يعني: نصبه كما وصف لها. و سميت الفاتحة أمّا لهذه المعاني. و قال الحسين بن الفضل:

سميت بذلك؛ لأنها إمام لجميع القرآن تقرأ في كل [صلاة و] «3» تقدم على كل سورة، كما أن أمّ القرى إمام لأهل الإسلام. و قال ابن كيسان: سميت بذلك؛ لأنها تامة في الفضل.

و الرابع: السبع المثاني، و سيأتي تفسيره في موضعه إن شاء اللّه.

و الخامس: الوافية،

حدّثنا أبو القاسم الحسن بن محمد النيسابوري، حدّثنا أبي عن أمّه عن محمد بن نافع السنجري، حدّثنا أبو يزيد محبوب الشامي، حدّثنا عبد الجبار بن العلاء قال‏ :

كان يسمي سفيان بن عيينة فاتحة الكتاب: الوافية، و تفسيرها لأنها لا تنصف و لا تحتمل الاجتزاء إلّا أن كل سورة من سور القرآن لو قرئ نصفها في ركعة و النصف الآخر في ركعة كان جائزا، و لو نصفت الفاتحة و قرئت في ركعتين كان غير جائز.

(1) تفسير القرطبي: 1/ 112.

(2) لسان العرب: 15/ 168 باختصار.

(3) بياض في مصوّرة المخطوط، و الأقرب ما أثبتناه.

الكشف و البيان عن تفسير القرآن، ج‏1، ص: 128

و السادس: الكافية،

أخبرنا أبو القاسم السدوسي، أخبرنا أبو جعفر محمد بن مالك المسوري، حدّثنا أبو عبد اللّه محمد بن عمران قال: حدّثنا سهيل بن [محمّد] «1» ، حدّثنا عفيف بن سالم قال‏ : سألت عبد اللّه بن يحيى بن أبي كثير عن قراءة الفاتحة خلف الإمام فقال: عن الكافية تسأل؟

قلت: و ما الكافية؟ قال: أما علمت أنها تكفي عن سواها، و لا يكفي سواها عنها. إياك أن تصلي إلّا بها.

و تصديق هذا الحديث ما

حدّثنا الحسن بن محمد بن جعفر المفسر، حدّثنا عبد الرّحمن بن عمر ابن مالك الجوهري بمرو، حدّثنا أبي، حدّثنا أحمد بن يسار، عن محمد بن عباد الاسكندراني عن أشهب بن عبد العزيز، عن ابن عيينة، عن الزهري، عن محمود بن الربيع، عن عبادة بن الصامت قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم‏ : «أمّ القرآن عوض عن غيرها و ليس غيرها منها عوضا» «2» [41].

و السابع: الأساس،

حدّثنا أبو القاسم الحسين بن محمد المذكر، حدّثنا أبو عمرو بن المعبّر محمد بن الفضل القاضي بمرو، حدّثنا أبو هريرة مزاحم بن محمد بن شاردة الكشي، حدّثنا جارود بن معاد، أخبرنا وكيع قال‏ : إن رجلا أتى الشعبي فشكا إليه وجع الخاصرة، فقال:

عليك بأساس القرآن. قال: و ما أساس القرآن؟ قال: فاتحة الكتاب. قال الشعبي: سمعت عبد اللّه بن عباس غير مرّة يقول: إن لكل شي‏ء أساسا و أساس العمارة مكة؛ لأنها منها دحيت الأرض و أساس السماوات غريبا «3» ، و هي السماء السابعة، و أساس الأرض عجيبا، و هي الأرض السابعة السفلى، و أساس الجنان جنة عدن، و هي سرّة الجنان، و عليها أسّست الجنان، و أساس النار جهنم، و هي الدركة السابعة السفلى و عليها أسست الدركات، و أساس الخلق آدم عليه السّلام، و أساس الأنبياء نوح عليه السّلام، و أساس بني إسرائيل يعقوب، و أساس الكتب القرآن، و أساس القرآن الفاتحة، و أساس الفاتحة بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ‏ . فإذا اعتللت أو اشتكيت فعليك بالفاتحة تشفى.

و الثامن: الشفاء،

حدّثنا أبو القاسم بن أبي بكر المكتّب لفظا، حدّثنا أبو علي حامد بن محمد بن عبد اللّه الرفّاء، أخبرنا محمد بن أيوب الواقدي، حدّثنا أبو عمرو بن العلاء، حدّثنا سلام الطويل، عن زيد العمي، عن محمد بن سيرين، عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم‏ «فاتحة الكتاب شفاء من كل سمّ» «4» [42].

و أخبرنا محمد بن القاسم الفقيه، حدّثنا أبو الحسين محمّد بن الحسن الصفار الفقيه،

(1) كذا الظاهر.

(2) كنز العمّال: 1/ 558، إرواء الغليل: 2/ 11.

(3) في تفسير القرطبي (1/ 113) عريبا.

(4) تفسير القرطبي: 1/ 112.

الكشف و البيان عن تفسير القرآن، ج‏1، ص: 129

حدّثنا أبو العباس السرّاج، حدّثنا قتيبة بن سعيد، حدّثنا معاوية بن صالح، عن أبي سليمان قال‏ :

مرّ أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم في بعض غزواتهم على رجل مقعد متربّع فقرأ بعضهم في أذنه شيئا من القرآن فبرئ، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم: «هي أمّ القرآن، و هي شفاء من كل داء» «1» [43].

أخبرنا أحمد بن أبيّ الخوجاني، أخبرنا الهيثم بن كليب الشامي، حدّثنا عيسى بن أحمد العسقلاني، أخبرنا النضر بن شميل، أخبرنا سعيد بن الحجاج، عن عبد اللّه بن أبي السفر، عن الشعبي عن خارجة بن الصلت التميمي، عن عمّه قال‏ : جاء عمي من عند رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، فمرّوا بحيّ من الأعراب، فقالوا: انّا نراكم قد جئتم من عند هذا الرسول، إنّ عندنا رجلا مجنونا مخبولا، فهل عندكم من دواء أو رقية؟ فقال عمّي: نعم. فجي‏ء به، فجعل عمي يقرأ أمّ القرآن و بزاقه فإذا فرغ منها بزق فجعل ذلك ثلاثة أيام، فكأنّما أهبط من جبال، قال عمي: فأعطوني عليه جعلا، فقلت: لا نأكله حتى نسأل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم. فسأله، فقال: «كله، فمن الحلّ ترقيه بذلك. لقد أكلت برقية حق» «2» .

التاسع: الصلاة، قد تواترت الأخبار بأن اللّه تعالى سمّى هذه السورة، و هو ما يعرف انّه لا صلاة إلّا بها.

أخبرنا عبد اللّه بن حامد و أحمد بن يوسف بقراءتي عليهما قالا: أخبرنا مكي بن عبد اللّه، حدّثنا محمد بن يحيى قال: و فيما قرأته على ابن نافع، و حدّثنا مطرف عن مالك بن أنس عن العلاء بن عبد الرّحمن أنه سمع أبا السائب مولى هشام بن زهرة يقول: سمعت أبا هريرة يقول:

سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول: «قال اللّه عزّ و جلّ‏ : قسمت الصلاة- يعني هذه السورة- بيني و بين عبدي نصفين؛ فنصفها لي و نصفها لعبدي، فإذا قرأ العبد: الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ‏ يقول اللّه: حمدني عبدي. و إذا قال العبد: الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ‏ يقول اللّه تعالى: أثنى عليّ عبدي.

و إذا قال العبد: مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ‏ يقول اللّه: مجّدني عبدي. و إذا قال العبد: إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَ إِيَّاكَ نَسْتَعِينُ‏ قال اللّه: هذه الآية بيني و بين عبدي، و لعبدي ما سأل. فإذا قال العبد: اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ‏ إلى آخرها قال: هذه لعبدي و لعبدي ما سأل‏ «3» [44].

و العاشر: سورة تعلم المسألة؛ لأن اللّه تعالى علّم فيه عباده آداب السؤال، فبدأ بالثناء ثم الدعاء، و ذلك سبب النجاح و الفلاح.

القول في وجوب قراءة هذه السورة في الصلاة.

أخبرنا عبد اللّه بن حامد، أخبرنا محمد بن جعفر الطبري، حدّثنا بشر بن مطير، حدّثنا

(1) سنن الدارمي: 2/ 445، بتفاوت.

(2) بتفاوت في سنن أبي داود: 2/ 129، ح 3421.

(3) تفسير القرطبي: 1/ 121، مسند أحمد: 2/ 285، بتفاوت.

الكشف و البيان عن تفسير القرآن، ج‏1، ص: 130

سفيان، حدّثنا العلاء بن عبد الرّحمن عن أبيه أنه سمع أبا هريرة عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال‏ : «من صلّى صلاة فلم يقرأ فيها بفاتحة الكتاب‏ «1» فهي خداج- ثلاث مرات- غير تمام» «2» [45].

و أخبرنا عبد اللّه قال: أخبرنا ابن عباس، حدّثنا عبد الرّحمن بن بشر، حدّثنا ابن عيينة عن الزهري عن محمود بن الربيع عن عبادة بن الصامت قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم‏ : «لا صلاة لمن لا يقرأ فيها بفاتحة الكتاب» «3» [46].

أخبرنا عبد اللّه، أخبرنا عبدوس بن الحسين، حدّثنا أبو حاتم الرازي، حدّثنا أبو قبيصة، حدّثنا سفيان عن جعفر بن علي بيّاع الأنماط عن أبي هريرة قال‏ : أمرني رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم أن أنادي: «لا صلاة إلّا بقراءة فاتحة الكتاب» «4» [47].

و أخبرنا عبد اللّه، أخبرنا أبو بكر أحمد بن إسحاق، أخبرنا أبو المثنى، حدّثنا مسدّد، حدّثنا عبد الوارث بن حنظلة السدوسي قال‏ : قلت لعكرمة: إنّي ربّما قرأت في المغرب‏ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ‏ و قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ‏ و أنّ الناس يعيبون عليّ ذلك، فقال: سبحان اللّه اقرأ بهما فإنّهما من القرآن، ثمّ قال: حدّثنا ابن عبّاس أنّ النبي صلّى اللّه عليه و سلّم خرج فصلّى ركعتين لم يقرأ فيهما إلّا بفاتحة الكتاب لم يزد على ذلك غيره.

و أخبرنا أبو القاسم الحبيبي، حدّثنا أبو العبّاس الأصمّ، أخبرنا الربيع بن سليمان، حدّثنا الشافعي، حدّثنا سفيان عن الزهري عن محمود بن الربيع عن عبادة بن الصامت أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قال‏ : «لا صلاة لمن لا يقرأ بفاتحة الكتاب» «5»

و احتجّ من أجاز الصلاة بغيرها بقوله: فَاقْرَؤُا ما تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ‏ .

و أخبرنا أبو محمّد عبد اللّه بن حامد بقراءتي عليه أخبرنا أبو بكر أحمد بن إسحاق الفقيه أخبرنا أبو المثنّى حدّثنا مسدّد، حدّثنا يحيى بن سعيد عن عبد اللّه بن عمر قال: حدّثنا سعيد بن أبي سعيد عن أبيه عن أبي هريرة أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم دخل المسجد فدخل رجل و صلّى ثم جاء فسلّم على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فقال: «ارجع فصلّ، فإنك لم تصلّ» حتى فعل ذلك ثلاث مرات. قال الرجل: و الذي بعثك بالحق نبيا ما أحسن غير هذا، فعلّمني. قال: «إذا قمت إلى الصلاة فكبّر ثم اقرأ ما تَيَسَّرَ معك‏ مِنَ الْقُرْآنِ‏ ثم اركع» [48] «6» .

و هذه اللفظة يحتمل أنه أراد أن كل ما وقع عليه اسم قرآن و جهل إنما يراد سورة بعينها،

(1) في المصدر: بأمّ القرآن.

(2) شرح مسلم: 4/ 101، تفسير القرطبي: 1/ 119.

(3) كتاب المسند: 36، مسند أحمد: 5/ 314.

(4) مسند أحمد: 2/ 428.

(5) مسند أحمد: 5/ 314، و كتاب المسند للشافعي: 36.

(6) مسند أحمد: 2/ 437.

الكشف و البيان عن تفسير القرآن، ج‏1، ص: 131

فلمّا احتمل الوجهين نظرنا فوجدنا النبي صلّى اللّه عليه و سلّم صلّى بفاتحة الكتاب و أمر بها [و شدّد على‏] «1» من تركها، فصار هذا الخبر مجملا، و الأخبار التي رويناها مفسرة، و المجمل يدل على المفسر، و هذا كقوله: فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ‏ «2» ثم لم يجز أحد [ترك الهدي‏] «3» بل ثبتها رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم بالصفة أن لا يكون أعور و لا أعرج و لا معيوبا، فكذلك أراد بقوله عزّ و جلّ و قول رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم ما فسّر بالصفة التي بينها أن تكون سورة الحمد إذا أحسنها، و قدرها إذا لم يحسنها. فبالعلة التي أوجبوا قراءة آية تامة مع قوله: «ما تَيَسَّرَ» له وجه ظاهره العلم، و اللّه أعلم.

ذكر وجوب قراءتها على المأموم كوجوبها على الإمام و اختلاف الفقهاء فيه:

قال مالك بن أنس: يجب عليه قراءتها إذا خافت الإمام، فأمّا إذا جهر فليس عليه [شي‏ء].

و به قال الشافعي في القديم و قال في الجديد: يلزمه القراءة أسرّ الإمام أو جهر. و قال أبو حنيفة و أصحابه: لا يلزمه القراءة خافت أو جهر.

و اتّفق المسلمون على أن صلاته [صحيحة] إذا قرأ خلف الإمام‏ «4» .

و الدليل على وجوب القراءة على المأموم كوجوبها على الإمام ما

أخبرنا عبد اللّه بن حامد، أخبرنا مكي بن عبد اللّه، حدّثنا أبو الأزهر، حدّثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد، حدّثنا أبي عن أبي إسحاق، حدّثنا مكحول، و أخبرنا عبد اللّه، أخبرنا أحمد بن عبد الرّحمن بن سهل، حدّثنا سهل بن عمار، حدّثنا يزيد بن هارون، أخبرنا محمد بن إسحاق عن مكحول عن محمود ابن الربيع عن عبادة ابن الصامت قال‏ : صلّى بنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم صلاة الصبح فثقلت عليه القراءة فلمّا انصرف رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم من صلاته أقبل علينا بوجهه و قال: «إني لأراكم تقرؤون خلفي؟» «5» . قلنا: أجل و اللّه يا رسول اللّه هذا. قال: «فلا تفعلوا إلّا بأمّ الكتاب فإنّه لا صلاة لمن لم يقرأ بها» «6» [49].

و هو قول عمر و عثمان و علي و ابن عباس و جابر و ابن مسعود و عمران بن حصين و زيد بن ثابت و أبي سعيد الخدري و عبادة بن الصامت و هشام بن عامر و معاذ بن جبل و أبي بن كعب و عبد اللّه بن عمر و أبي الدرداء و عائشة و أبي هريرة و جماعة كبيرة من التابعين و أئمة المسلمين روي عنهم جميعا أنهم رأوا القراءة خلف الإمام واجبة.

(1) سقط في المخطوط و الظاهر ما أثبتناه.

(2) سورة البقرة: 196.

(3) كذا الظاهر.

(4) راجع الشرح الكبير لابن قدامة: 2/ 12.

(5) في المصدر: وراء إمامكم.

(6) صحيح ابن خزيمة: 3/ 36.

الكشف و البيان عن تفسير القرآن، ج‏1، ص: 132

و وجه القول القديم ما

روى سفيان عن عاصم بن أبي النجود، عن ذكوان، عن أبي هريرة و عائشة أنهما كانا يأمران بالقراءة وراء الإمام إذا لم يجهر.

و احتج أبو حنيفة و أصحابه بما

أخبرنا عبد اللّه بن حامد، أخبرنا أبو بكر أحمد بن إسحاق الفقيه، أخبرنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، حدّثنا الوليد ابن حمّاد اللؤلؤي: حدّثنا الحسن بن زياد اللؤلؤي: حدّثنا أبو حنيفة عن الحسن عن عبد اللّه بن شدّاد بن الماد عن جابر بن عبد اللّه قال: قال النبي صلّى اللّه عليه و سلّم‏ : «من صلّى خلف امام فإنّ قراءة الإمام له قراءة» [50] «1» .

و

أخبرنا عبد اللّه بن حامد، أخبرنا أبو بكر بن إسحاق، أخبرنا محمد بن أيوب، أخبرنا أحمد بن يونس، حدّثنا الحسن بن صالح، عن جابر الجعفي، عن أبي الزبير، عن جابر، عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال‏ : «من كان له إمام فقراءته له قراءة» [51] «2» .

فأمّا حديث عبد اللّه بن شدّاد فهو مرسل، رواه شعبة و زائدة و ابن عينية و أبو عوانة و إسرائيل و قيس و جرير و أبو الأحوص مرسلا، و المرسل لا تقوم به حجّة، و الوليد بن حماد و الحسن لا يدرى من هما. و أما خبر جابر الجعفي فهو ساقط، قال زائدة: جابر كذاب، و قال أبو حنيفة: ما رأيت أكذب من جابر. و قال ابن عينية: كان جابر لا يوقن بالرجعة.

و قال شعبة: قال لي جابر : دخلت إلى محمد بن علي فسقاني شربة و حفظت عشرين ألف حديث.

و لا خلاف بين أهل النقل في سقوط الاحتجاج بحديثه.

و قد روي عن جابر بن عبد اللّه ما خالف هذه الأخبار،

أخبرنا عبد اللّه بن حامد، أخبرنا أبو بكر ابن إسحاق، حدّثنا عبد اللّه بن محمد، حدّثنا محمد بن يحيى، أخبرنا سعد بن عامر، عن شعبة، عن مسعر عن يزيد بن الفقير، عن جابر بن عبد اللّه، قال‏ : كنا نقرأ في الظهر و العصر خلف الإمام‏

، و محال أن يروي جابر بن عبد اللّه عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم أن قراءة الإمام قراءة المأموم ثم يقرأ خلف الإمام و يأمر به مخالفة للنبي صلّى اللّه عليه و سلّم.

و احتجوا أيضا بما

روي عن عاصم بن عبد العزيز عن أبي سهيل عن عوان عن ابن عباس عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال‏ : «يكفيك قراءة الإمام جهر أو لم يجهر» [52] «3» .

و هذا الحديث أيضا لا يثبته أهل المعرفة بالحديث؛ لأنه غير متن الحديث، و إنما الخبر الصحيح فيه عن أبي هريرة ما

أخبرنا أبو عمرو الفراتي، أخبرنا الهيثم بن كليب، حدّثنا العباس ابن محمد الدوري، حدّثنا بشر بن كلب، حدّثنا شعبة، عن العلاء بن عبد الرّحمن، عن أبيه،

(1) نصب الراية: 2/ 16.

(2) مسند أحمد: 3/ 339.

صفحه بعد