کتابخانه تفاسیر
الموسوعة القرآنية
الجزء الأول
الباب الأول حياة الرسول
الباب الثانى تأريخ القرآن الكريم
الجزء الثاني
الباب الثالث علوم القرآن
الجزء الثالث
الباب السادس موضوعات القرآن الكريم
الجزء الرابع
الباب الثامن وجوه الاعراب فى القرآن
الجزء الخامس
الباب العاشر القراءات فى القرآن الكريم
- 4 - سور القرآن و ما فيها من قراءات ..... ص : 43
الجزء السادس
تتمه الباب العاشر القراءات فى القرآن الكريم
الجزء التاسع
الباب الرابع عشر تفسير القرءان الكريم
(2) سورة البقرة
(3) سورة آل عمران
(4) سورة النساء
(5) سورة المائدة
(6) سورة الأنعام
(7) سورة الأعراف
(8) سورة الأنفال
الجزء العاشر
تتمة الباب الرابع عشر تفسير القرآن الكريم
(9) سورة التوبة
(10) سورة يونس
(11) سورة هود
(12) سورة يوسف
(13) سورة الرعد
(14) سورة إبراهيم
(15) سورة الحجر
(16) سورة النحل
(17) سورة الإسراء
(18) سورة الكهف
(19) سورة مريم
(20) سورة طه
(21) سورة الأنبياء
(22) سورة الحج
(23) سورة المؤمنون
(24) سورة النور
(25) سورة الفرقان
(26) سورة الشعراء
(27) سورة النمل
(28) سورة القصص
(29) سورة العنكبوت
(30) سورة الروم
(33) سورة الأحزاب
الجزء الحادي عشر
تتمة الباب الرابع عشر تفسير القرآن الكريم
34 سورة سبأ
35 سورة فاطر
36 سورة يس
37 سورة الصافات
38 سورة ص
39 سورة الزمر
40 سورة غافر
41 سورة فصلت
42 سورة الشورى
43 سورة الزخرف
44 سورة الدخان
45 سورة الجاثية
46 سورة الأحقاف
47 سورة محمد
48 سورة الفتح
51 سورة الذاريات
52 سورة الطور
53 سورة النجم
54 سورة القمر
55 سورة الرحمن
56 سورة الواقعة
57 سورة الحديد
68 سورة القلم
74 سورة المدثر
الموسوعة القرآنية، ج8، ص: 468
(قول): القول و القيل واحد، قال تعالى: وَ مَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا و القول يستعمل على أوجه أظهرها أن يكون للمركب من الحروف المبرز بالنطق مفردا كان أو جملة، فالمفرد كقولك زيد و خرج. و المركب زيد منطلق، و هل خرج عمرو، و نحو ذلك، و قد يستعمل الجزء الواحد من الأنواع الثلاثة أعنى الاسم و الفعل و الأداة قولا كما قد تسمى القصيدة و الخطبة و نحوهما قولا، و الثاني: يقال للمتصور فى النفس قبل الإبراز باللفظ فيقال فى نفسى قول لم أظهره، قال تعالى: وَ يَقُولُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ لَوْ لا يُعَذِّبُنَا اللَّهُ فجعل ما فى اعتقادهم قولا الثالث: للاعتقاد نحو فلان يقول بقول أبى حنيفة. الرابع: يقال للدلالة على الشيء نحو قول الشاعر:
امتلأ الحوض و قال قطنى
الخامس: يقال للعناية الصادقة بالشيء كقولك فلان يقول بكذا. السادس:
يستعمله المنطقيون دون غيرهم فى معنى الحد فيقولون قول الجوهر كذا و قول العرض كذا، أي حدهما. السابع: فى الإلهام نحو قوله تعالى: قُلْنا يا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَنْ تُعَذِّبَ فإن ذلك لم يكن بخطاب ورد عليه فيما روى و ذكر، بل كان ذلك إلهاما فسماه قولا. و قيل فى قوله تعالى: قالَتا أَتَيْنا طائِعِينَ إن ذلك كان بتسخير من اللَّه تعالى لا بخطاب ظاهر ورد عليهما، و كذا فى قوله تعالى:
قُلْنا يا نارُ كُونِي بَرْداً وَ سَلاماً ، و قوله تعالى: يَقُولُونَ بِأَفْواهِهِمْ ما لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ فذكر أفواههم تنبيها على أن ذلك كذب مقول لا عن صحة اعتقاد كما ذكر فى الكتابة باليد فقال تعالى: فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هذا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ و قوله: لَقَدْ حَقَّ الْقَوْلُ عَلى أَكْثَرِهِمْ فَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ أي علم اللَّه تعالى بهم و كلمته عليهم كما قال تعالى: وَ تَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ و قوله: إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَتُ رَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ و قوله:
ذلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ فإنما سماه قول الحق تنبيها على ما قال: إِنَّ مَثَلَ عِيسى عِنْدَ اللَّهِ إلى قوله: ثُمَّ قالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ و تسميته قولا كتسميته كلمة فى قوله: وَ كَلِمَتُهُ أَلْقاها إِلى مَرْيَمَ و قوله تعالى: إِنَّكُمْ لَفِي قَوْلٍ مُخْتَلِفٍ أي لفى أمر من البعث فسماه قولا فإن المقول فيه يسمى قولا كما أن المذكور يسمى ذكرا و قوله تعالى: إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ - وَ ما هُوَ بِقَوْلِ شاعِرٍ قَلِيلًا ما تُؤْمِنُونَ فقد نسب القول إلى الرسول و ذلك أن
الموسوعة القرآنية، ج8، ص: 469
القول الصادر إليك عن الرسول يبلغه إليك عن مرسل له فيصح أن تنسبه تارة إلى الرسول، و تارة إلى المرسل، و كلاهما صحيح. فإن قيل: فهل يصح على هذا أن ينسب الشعر و الخطبة إلى راويهما كما تنسبهما إلى صانعهما؟ قيل يصح أن يقال للشعر هو قول الراوي. و لا يصح أن يقال هو شعره و خطبته؛ لأن الشعر يقع على القول إذا كان على صورة مخصوصة و تلك الصورة ليس للراوى فيها شىء و القول هو قول الراوي كما هو قول المروي عنه. و قوله تعالى: إِذا أَصابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ لم يرد به القول المنطقي فقط بل أراد ذلك إذا كان معه اعتقاد و عمل. و يقال للسان المقول، و رجل مقول منطيق و قوال و قوالة كذلك. و القيل الملك من ملوك حمير سموه بذلك لكونه معتمدا على قوله و مقتدى به و لكونه متقيلا لأبيه. و يقال تقيل فلان أباه. و على هذا النحو سموا الملك بعد الملك تبعا و أصله من الواو لقولهم فى جمعه أقوال نحو ميت و أموات، و الأصل قيل نحو ميت فخفف. و إذا قيل أقيال فذلك نحو أعياد. و تقيل أباه نحو تعبد، و اقتال قولا. قال ما اجتر به إلى نفسه خيرا أو شرّا. و يقال ذلك فى معنى احتكم قال الشاعر:
تأبى حكومة المقتال
و القال و القالة ما ينشر من القول. قال الخليل: يوضع القال موضع القائل.
فيقال أنا قال كذا أي قائله.
(قيل): قوله تعالى: أَصْحابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُسْتَقَرًّا وَ أَحْسَنُ مَقِيلًا مصدر قلت قيلولة نمت نصف النهار أو موضع القيلولة، و قد يقال قلته فى البيع قيلا و أقلته، و تقايلا بعد ما تبايعا.
(قوم): يقال قام يقوم قياما فهو قائم و جمعه قيام، و أقام غيره. و أقام بالمكان إقامة، و القيام على أضرب: قيام بالشخص إما بتسخير أو اختيار، و قيام للشيء هو المراعاة للشيء و الحفظ له، و قيام هو على العزم على الشيء، فمن القيام بالتسخير قائِمٌ وَ حَصِيدٌ و قوله تعالى: ما قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوها قائِمَةً عَلى أُصُولِها و من القيام الذي هو بالاختيار قوله تعالى: أَمَّنْ هُوَ قانِتٌ آناءَ اللَّيْلِ ساجِداً وَ قائِماً . و قوله: الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِياماً وَ قُعُوداً وَ عَلى جُنُوبِهِمْ و قوله: الرِّجالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّساءِ و قوله: وَ الَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّداً وَ قِياماً و القيام فى الآيتين جمع قائم و من المراعاة للشيء
الموسوعة القرآنية، ج8، ص: 470
قوله: كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَداءَ بِالْقِسْطِ - قائِماً بِالْقِسْطِ و قوله: أَ فَمَنْ هُوَ قائِمٌ عَلى كُلِّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ أي حافظ لها. و قوله تعالى: لَيْسُوا سَواءً مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ أُمَّةٌ قائِمَةٌ و قوله تعالى: إِلَّا ما دُمْتَ عَلَيْهِ قائِماً أي ثابتا على طلبه. و من القيام الذي هو العزم قوله: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ و قوله: يُقِيمُونَ الصَّلاةَ أي يديمون فعلها و يحافظون عليها.
و القيام و القوام اسم لما يقوم به الشيء أي يثبت، كالعماد و السناد لما يعمد و يسند به، كقوله: وَ لا تُؤْتُوا السُّفَهاءَ أَمْوالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِياماً أي جعلها مما يمسككم. و قوله: جَعَلَ اللَّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرامَ قِياماً لِلنَّاسِ أي قواما لهم يقوم به معاشهم و معادهم. قال الأصم: قائما لا ينسخ، و قرئ قيما بمعنى قياما و ليس قول من قال جمع فيه بشيء و يقال قام كذا و ثبت و ركز بمعنى.
و قوله: وَ اتَّخِذُوا مِنْ مَقامِ إِبْراهِيمَ مُصَلًّى و قام فلان مقام فلان إذا ناب عنه.
قال: فَآخَرانِ يَقُومانِ مَقامَهُما مِنَ الَّذِينَ اسْتَحَقَّ عَلَيْهِمُ الْأَوْلَيانِ . و قوله:
دِيناً قِيَماً أي ثابتا مقوما لأمور معاشهم و معادهم و قرئ قيما مخففا من قيام و قيل هو وصف نحو قوم عدى و مكان سوى و لحم رذى و ماء روى، و على هذا قوله تعالى: ذلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ و قوله: وَ لَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجاً قَيِّماً و قوله:
وَ ذلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ فالقيمة هاهنا اسم للأمة القائمة بالقسط المشار إليهم بقوله: كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ و قوله: كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَداءَ لِلَّهِ - يَتْلُوا صُحُفاً مُطَهَّرَةً فِيها كُتُبٌ قَيِّمَةٌ فقد أشار بقوله صحفا مطهرة إلى القرآن و بقوله: كُتُبٌ قَيِّمَةٌ إلى ما فيه من معانى كتب اللَّه تعالى فإن القرآن مجمع ثمرة كتب اللَّه تعالى المتقدمة. و قوله: اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ أي القائم الحافظ لكل شىء و المعطى له ما به قوامه و ذلك هو المعنى المذكور فى قوله: الَّذِي أَعْطى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدى و فى قوله: أَ فَمَنْ هُوَ قائِمٌ عَلى كُلِّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ و بناء قيوم فيعول، و قيام فيعال نحو ديون و ديان، و القيامة عبارة عن قيام الساعة المذكور فى قوله تعالى: وَ يَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ - يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعالَمِينَ - وَ ما أَظُنُّ السَّاعَةَ قائِمَةً و القيامة أصلها ما يكون من الإنسان من القيام دفعة واحدة أدخل فيها الهاء تنبيها على وقوعها دفعة، و المقام يكون مصدرا و اسم مكان القيام و زمانه نحو قوله تعالى: إِنْ كانَ كَبُرَ عَلَيْكُمْ مَقامِي وَ تَذْكِيرِي - ذلِكَ لِمَنْ خافَ مَقامِي وَ خافَ وَعِيدِ - وَ لِمَنْ خافَ مَقامَ رَبِّهِ - وَ اتَّخِذُوا مِنْ مَقامِ إِبْراهِيمَ مُصَلًّى - فِيهِ آياتٌ بَيِّناتٌ مَقامُ إِبْراهِيمَ و قوله: وَ زُرُوعٍ وَ مَقامٍ كَرِيمٍ - إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي
الموسوعة القرآنية، ج8، ص: 471
مَقامٍ أَمِينٍ - خَيْرٌ مَقاماً وَ أَحْسَنُ نَدِيًّا و قال: وَ ما مِنَّا إِلَّا لَهُ مَقامٌ مَعْلُومٌ و قال: أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقامِكَ قال الأخفش فى قوله: قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقامِكَ إن المقام المقعد فهذا إن أراد أن المقام و المقعد بالذات شىء واحد، و إنما يختلفان بنسبته إلى الفاعل كالصعود و الحدور فصحيح، و إن أراد أن معنى المقام معنى المقعد فذلك بعيد فإنه يسمى المكان الواحد مرة مقاما إذا اعتبر بقيامه و مقعدا إذا اعتبر بقعوده، و قيل المقامة الجماعة، قال الشاعر:
و فيهم مقامات حسان وجوههم
و إنما ذلك فى الحقيقة اسم للمكان و إن جعل اسما لأصحابه نحو قول الشاعر:
و استب بعدك يا كليب المجلس
فسمى المستبين المجلس. و الاستقامة يقال فى الطريق الذي يكون على خط مستو و به شبه طريق المحق نحو قوله تعالى: اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ - وَ أَنَّ هذا صِراطِي مُسْتَقِيماً - إِنَّ رَبِّي عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ و استقامة الإنسان لزومه المنهج المستقيم نحو قوله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ قالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقامُوا و قال:
فَاسْتَقِمْ كَما أُمِرْتَ - فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ و الإقامة فى المكان الثبات و إقامة الشيء توفيه حقه، و قال: قُلْ يا أَهْلَ الْكِتابِ لَسْتُمْ عَلى شَيْءٍ حَتَّى تُقِيمُوا التَّوْراةَ وَ الْإِنْجِيلَ أي توفون حقوقهما بالعلم و العمل و كذلك قوله: وَ لَوْ أَنَّهُمْ أَقامُوا التَّوْراةَ وَ الْإِنْجِيلَ و لم يأمر تعالى بالصلاة حيثما أمر و لا مدح به حينما مدح إلا بلفظ الإقامة تنبيها أن المقصود منها توفيه شرائطها لا الإتيان بهيئاتها، نحو قوله تعالى: أَقِيمُوا الصَّلاةَ فى غير موضع. وَ الْمُقِيمِينَ الصَّلاةَ و قوله:
وَ إِذا قامُوا إِلَى الصَّلاةِ قامُوا كُسالى فإن هذا من القيام لا من الإقامة و أما قوله تعالى: رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاةِ أي وفقني لتوفية شرائطها و قوله:
فَإِنْ تابُوا وَ أَقامُوا الصَّلاةَ فقد قيل عنى به إقامتها بالإقرار بوجوبها لا بأدائها، و المقام يقال للمصدر و المكان و الزمان و المفعول لكن الوارد فى القرآن هو المصدر نحو قوله تعالى: إِنَّها ساءَتْ مُسْتَقَرًّا وَ مُقاماً و المقامة الإقامة، قال تعالى: الَّذِي أَحَلَّنا دارَ الْمُقامَةِ مِنْ فَضْلِهِ نحو قوله: دارُ الْخُلْدِ - جَنَّاتِ عَدْنٍ و قوله: لا مُقامَ لَكُمْ فَارْجِعُوا من قام أي لا مستقر لكم و قد قرئ: لا مُقامَ لَكُمْ من أقام. و يعبر بالإقامة عن الدوام نحو قوله تعالى:
الموسوعة القرآنية، ج8، ص: 472
عَذابٌ مُقِيمٌ و قرئ: إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقامٍ أَمِينٍ أي فى مكان تدوم إقامتهم فيه، و تقويم الشيء تثقيفه، قال: لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ و ذلك إشارة إلى ما خص به الإنسان من بين الحيوان من العقل و الفهم و انتصاب القامة الدالة على استيلائه على كل ما فى هذا العالم، و تقويم السلعة بيان قيمتها.
و القوم جماعة الرجال فى الأصل دون النساء، و لذلك قال: لا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ الآية، قال الشاعر:
أقوم آل حصن أم نساء
و فى عامة القرآن أريدوا به و النساء جميعا، و حقيقته للرجال لما نبه عليه قوله تعالى الرِّجالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّساءِ الآية.
(قوى): القوة تستعمل تارة فى معنى القدرة نحو قوله تعالى: خُذُوا ما آتَيْناكُمْ بِقُوَّةٍ و تارة للتهيؤ الموجود فى الشيء نحو أن يقال: النوى بالقوة تخل، أي متهيأ و مترشح أن يكون منه ذلك. و يستعمل ذلك فى البدن تارة و فى القلب أخرى، و فى المعاون من خارج تارة و فى القدرة الإلهية تارة. ففي البدن نحو قوله تعالى: وَ قالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً - فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ فالقوة هاهنا قوة البدن بدلالة أنه رغب عن القوة الخارجة فقال تعالى: ما مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ و فى القلب نحو قوله: يا يَحْيى خُذِ الْكِتابَ بِقُوَّةٍ أي بقوة قلب، و فى المعاون من خارج نحو قوله تعالى: لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً قيل معناه من أتقوى به من الجند و ما أتقوى به من المال، و نحو قوله: قالُوا نَحْنُ أُولُوا قُوَّةٍ وَ أُولُوا بَأْسٍ شَدِيدٍ و فى القدرة الإلهية نحو قوله: إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ - وَ كانَ اللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزاً و قوله: إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ فعام فيما اختص اللَّه تعالى به من القدرة و ما جعله للخلق. و قوله: وَ يَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلى قُوَّتِكُمْ فقد ضمن تعالى أن يعطى كل واحد منهم من أنواع القوى قدر ما يستحقه و قوله تعالى: ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ يعنى به جبرئيل عليه السلام و وصفه بالقوة عند ذى العرش و أفرد اللفظ و نكره فقال: ذِي قُوَّةٍ تنبيها أنه إذا اعتبر بالملإ الأعلى فقوته إلى حد ما، و قوله فيه: عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوى فإنه وصف القوة بلفظ الجمع و عرفها تعريف الجنس تنبيها أنه إذا اعتبر بهذا العالم و بالذين يعلمهم و يفيدهم هو كثير القوى عظيم القدرة و القوة التي تستعمل للتهيؤ
الموسوعة القرآنية، ج8، ص: 473
أكثر من يستعملها الفلاسفة و يقولونها على وجهين، أحدهما: أن يقال لما كان موجودا و لكن ليس يستعمل فيقال فلان كاتب بالقوة أي معه المعرفة بالكتابة لكنه ليس يستعمل، و الثاني يقال فلان كاتب بالقوة و ليس يعنى به أن معه العلم بالكتابة، و لكن معناه يمكنه أن يتعلم الكتابة و سميت المفازة قواء، و أقوى الرجل صار فى قواء أي قفر، و تصور من حال الحاصل فى القفر الفقر فقيل أقوى فلان أي افتقر كقولهم أرمل و أترب، قال اللَّه تعالى: وَ مَتاعاً لِلْمُقْوِينَ .
الموسوعة القرآنية، ج8، ص: 474
الكاف
(كب): الكب إسقاط الشيء على وجهه، قال تعالى: فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ و الإكباب جعل وجهه مكبوبا على العمل، قال تعالى:
أَ فَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلى وَجْهِهِ أَهْدى و الكبكبة تدهور الشيء فى هوة، قال:
فَكُبْكِبُوا فِيها هُمْ وَ الْغاوُونَ يقال كب و كبكب نحو كف و كفكف و صبر الريح و صرصر. و الكواكب النجوم البادية و لا يقال لها كواكب إلا إذا بدت، قال تعالى: فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأى كَوْكَباً و قال: كَأَنَّها كَوْكَبٌ دُرِّيٌ - إِنَّا زَيَّنَّا السَّماءَ الدُّنْيا بِزِينَةٍ الْكَواكِبِ - وَ إِذَا الْكَواكِبُ انْتَثَرَتْ و يقال ذهبوا تحت كل كوكب إذا تفرقوا، و كوكب العسكر ما يلمع فيها من الحديد.
(كبت): الكبت الرد بعنف و تذليل، قال تعالى: كُبِتُوا كَما كُبِتَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ و قال تعالى: لِيَقْطَعَ طَرَفاً مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَوْ يَكْبِتَهُمْ فَيَنْقَلِبُوا خائِبِينَ .
(كبد): الكبد معروفة، و الكبد و الكباد توجعها، و الكبد إصابتها، و يقال كبدت الرجل إذا أصبت كبده، و كبد السماء وسطها تشبيها بكبد.
الإنسان لكونها فى وسط البدن. و قيل تكبدت الشمس صارت فى كبد السماء، و الكبد المشقة، قال: لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ فِي كَبَدٍ تنبيها أن الإنسان خلقه اللَّه تعالى على حالة لا ينفك من المشاق ما لم يقتحم العقبة و يستقر به القرار كما قال: لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ .