کتابخانه تفاسیر

پایگاه داده های قرآنی اسلامی
کتابخانه بالقرآن

تفسير ابن ابى زمنين

الجزء الثاني

سورة الأنبياء سورة الحج سورة المؤمنون سورة النور سورة الفرقان سورة الشعراء سورة النمل سورة القصص سورة العنكبوت سورة الروم سورة لقمان سورة السجدة سورة الأحزاب سورة سبأ سورة فاطر سورة يس سورة الصافات سورة ص سورة الزمر سورة غافر سورة فصلت سورة الشورى سورة الزخرف سورة الدخان سورة الجاثية سورة الأحقاف سورة محمد سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق سورة الذاريات سورة الطور سورة النجم سورة القمر سورة الرحمن سورة الواقعة سورة الحديد سورة المجادلة سورة الحشر سورة الممتحنة سورة الصف سورة الجمعة سورة المنافقون سورة التغابن سورة الطلاق سورة التحريم سورة الملك سورة ن سورة الحاقة سورة المعارج سورة نوح سورة الجن سورة المزمل سورة المدثر سورة القيامة سورة الإنسان سورة المرسلات سورة النبأ سورة النازعات سورة عبس سورة التكوير سورة الإنفطار سورة المطففين سورة الإنشقاق سورة البروج سورة الطارق سورة الأعلى سورة الغاشية سورة الفجر سورة البلد سورة الشمس سورة الليل سورة الضحى سورة الشرح سورة التين سورة العلق سورة القدر سورة البينة سورة الزلزلة سورة العاديات سورة القارعة سورة التكاثر سورة العصر سورة الهمزة سورة الفيل سورة قريش سورة الماعون سورة الكوثر سورة الكافرون سورة النصر سورة المسد سورة الإخلاص سورة الفلق سورة الناس محتويات الكتاب

تفسير ابن ابى زمنين


صفحه قبل

تفسير ابن ابى زمنين، ص: 337

49/ 10- 9

وَ إِنْ طائِفَتانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُما تفسير الكلبى: بلغنا «أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أقبل على حمار حتى وقف فى مجلس من مجالس الأنصار؛ فكره بعض القوم موقفه، و هو عبد اللّه بن أبى ابن سلول المنافق، فقال له: خل لنا سبيل الريح من نتن هذا الحمار، أف! و أمسك بأنفه، فمضى رسول اللّه و غضب له بعض القوم، و هو عبد اللّه بن رواحة فقال: ألرسول اللّه قلت هذا القول؟! فو اللّه لحماره أطيب ريحا منك! فاستبا ثم اقتتلا و اقتتلت عشائرهما، فبلغ ذلك رسول اللّه، فأقبل يصلح بينهما؛ فكأنهم كرهوا ذلك، فنزلت هذه الآية: وَ إِنْ طائِفَتانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا » «1» .

قال محمد: قوله: اقْتَتَلُوا يريد جماعتهم، و قوله: بَيْنَهُما يريد الطائفتين.

49/ 12- 11

يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ‏ تفسير مجاهد: لا يهزأ قوم بقوم و رجال من رجال‏ عَسى‏ أَنْ يَكُونُوا خَيْراً مِنْهُمْ وَ لا نِساءٌ مِنْ نِساءٍ عَسى‏ أَنْ يَكُنَّ خَيْراً مِنْهُنَّ وَ لا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ‏ أى: لا يطعن بعضكم على بعض‏ وَ لا تَنابَزُوا بِالْأَلْقابِ‏ تفسير الحسن:

يقول الرجل للرجل- قد كان يهوديا أو نصرانيا؛ فأسلم-: يا يهودى، يا نصرانى، أى: يدعونه باسمه الأول، ينهى اللّه المؤمنين عن ذلك و قال: بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمانِ‏ بئس الاسم: اليهودية و النصرانية بعد الإسلام. قال محمد: الألقاب و الأنباز واحد، المعنى: لا تتداعوا بها، و هو تفسير الحسن.

يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ‏ تفسير الحسن: إذا ظننت بأخيك المسلم ظنا حسنا؛ فأنت مأجور، و إذا ظننت به ظنا سيئا؛ فأنت آثم‏ وَ لا تَجَسَّسُوا لا يتبع الرجل عورة أخيه المسلم.

يحيى: عن النضر بن بلال، عن أبان بن أبى عياش، عن أنس بن مالك (أن رسول‏

(1) رواه البخارى (2691)، و مسلم (1799) بنحوه عن أنس بن مالك مرفوعا.

تفسير ابن ابى زمنين، ص: 338

اللّه صلى اللّه عليه و سلم خرج يوما فنادى بصوت أسمع العواتق فى الخدور: يا معشر من آمن بلسانه و لم يؤمن بقلبه، ألا لا تؤذوا المؤمنين و لا تعيبوهم و لا تتبعوا عوراتهم؛ فإنه من يتبع عورة أخيه المسلم يتبع اللّه عورته؛ و من يتبع اللّه عورته فضحه فى بيته).

قوله‏ وَ لا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً أَ يُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ‏ قال الكلبى: «إن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال لقوم اغتابوا رجلين: أيجب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا بعد ما يموت؟! فقالوا: لا و اللّه يا رسول اللّه، ما نستطيع أكله و لا نحبه. فقال رسول اللّه: فاكرهوا الغيبة».

يحيى: عن عثمان، عن نعيم بن عبد اللّه، عن أبى هريرة قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«إذا ذكرت أخاك بما فيه فقد اغتبته، و إذا ذكرته بما ليس فيه فقد بهته» «1» .

49/ 18- 13

وَ جَعَلْناكُمْ شُعُوباً وَ قَبائِلَ‏ تفسير بعضهم: الشعوب: الأجناس، و القبائل: قبائل العرب. قال محمد: واحد الشعوب: شعب- بفتح العين- و الشعب بالكسر:

الطريق؛ يعنى: فى الجبل.

لِتَعارَفُوا ثم انقطع الكلام، ثم قال: إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ‏ يعنى: فى المنزلة أَتْقاكُمْ‏ فى الدنيا.

* قالَتِ الْأَعْرابُ آمَنَّا يعنى: المنافقين من (...) «2» قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَ لكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنا تفسير قتادة: و لكن قولوا: (...) «3» السيف‏ وَ لَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمانُ فِي قُلُوبِكُمْ‏

(1) رواه أحمد فى «المسند» (2/ 230، 384، 386، 458) و مسلم (2589)، و البخارى فى «الأدب المفرد» (425)، و أبو داود (4841)، و الترمذى (1934)، و النسائى فى «الكبرى» (11518)، و الدارمى فى «سننه» (2714). عن أبى هريرة مرفوعا.

(2، 3) ما بين [] طمس فى الأصل.

تفسير ابن ابى زمنين، ص: 339

وَ إِنْ تُطِيعُوا اللَّهَ وَ رَسُولَهُ‏ فى السر و العلانية لا يَلِتْكُمْ‏ لا ينقصكم‏ «1» مِنْ أَعْمالِكُمْ شَيْئاً .

إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَ رَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتابُوا يشكوا وَ جاهَدُوا بِأَمْوالِهِمْ وَ أَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ‏ (15) بما أعطوا من الإيمان مخلصة به قلوبهم، ليس كما صنع المنافقون.

قُلْ أَ تُعَلِّمُونَ اللَّهَ بِدِينِكُمْ‏ يعنى: المنافقين أى: إن دينكم الذى تضمرون هو الشرك.

يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا تفسير الحسن: هؤلاء مؤمنون و ليسوا بمنافقين، و لكنهم كانوا يقولون لرسول اللّه: أسلمنا قبل أن يسلم بنو فلان، و قاتلنا معك قبل أن يقاتل بنو فلان؛ فأنزل اللّه: بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَداكُمْ لِلْإِيمانِ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ‏ (17) أى:

إن كنتم صادقين عرفتم بالصدق، إن المنة للّه و لرسوله عليكم‏ «2» .

إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ غَيْبَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ‏ سر السماوات و الأرض‏ وَ اللَّهُ بَصِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ‏ (18).

(1) قرأ أبو عمرو (يألتكم) و سائر السبعة (يلتكم)؛ و هما لغتان معناهما: لا ينقصكم. السبعة (606)، و الكشف (2/ 284)، و زاد المسير (7/ 477).

(2) انظر: زاد المسير (7/ 477)، و النكت (4/ 78)، و القرطبى (16/ 348)، و البحر المحيط (8/ 117).

تفسير ابن ابى زمنين، ص: 340

سورة ق‏

تفسير سورة ق و هى مكية كلها بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ‏ 50/ 11- 1

قوله: ق‏ تفسير بعضهم: هو جبل محيط بالدنيا «1» . قال محمد: و روى عن ابن عباس أنه قال: هو جبل أخضر من زمرد، خضرة السماء منه. و ذكر قطرب أن قراءة الحسن‏ ق‏ بالجزم.

قال يحيى: و بعضهم يجر قاف و القرآن المجيد؛ يجعله على القسم، و معنى (المجيد):

الكريم على اللّه، و من جزم جعل القسم من (و القرآن المجيد).

قال الحسن: وقع القسم على تعجب المشركين مما جاء به محمد.

قوله: بَلْ عَجِبُوا أى: لقد عجبوا؛ يعنى: المشركين‏ أَنْ جاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ‏ يعنى: النبى عليه السلام منهم فى النسب ينذر من عذاب اللّه‏ فَقالَ الْكافِرُونَ هذا شَيْ‏ءٌ عَجِيبٌ‏ (2) أى: عجب‏

أَ إِذا مِتْنا وَ كُنَّا تُراباً على الاستفهام‏ ذلِكَ رَجْعٌ بَعِيدٌ (3) ينكرون البعث؛ أى: إنه ليس بكائن،

قال اللّه: قَدْ عَلِمْنا ما تَنْقُصُ الْأَرْضُ‏

(1) انظر: معانى الفرآء (3/ 75)، و الطبرى (26/ 93)، و زاد المسير (8/ 3)، و المحتسب (2/ 281)، و القرطبى (17/ 2)، و المشكل (2/ 318)، و النكت (4/ 80).

تفسير ابن ابى زمنين، ص: 341

مِنْهُمْ‏ ما تأكل الأرض منهم إذا ماتوا، تأكل كل شئ إلا عجب الذنب‏ وَ عِنْدَنا كِتابٌ حَفِيظٌ (4) تفسير بعضهم: يقول: هو اللوح المحفوظ

فَهُمْ فِي أَمْرٍ مَرِيجٍ‏ (5) ملتبس؛ يعنى: فى شك من البعث.

كَيْفَ بَنَيْناها وَ زَيَّنَّاها يعنى: بالكواكب‏ وَ ما لَها مِنْ فُرُوجٍ‏ (6) من شقوق.

وَ أَلْقَيْنا فِيها رَواسِيَ‏ الرواسى: الجبال أثبت بها الأرض‏ وَ أَنْبَتْنا فِيها مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ‏ (7) حسن، و كل ما ينبت فى الأرض فالواحد منه زوج‏

تَبْصِرَةً أى:

يتفكر فيه المؤمن، فيعلم أن الذى خلق هذا قادر على أن يحيى الموتى، و أن ما وعد اللّه من الآخرة حق. قال محمد: (تبصرة) منصوب بمعنى: فصلنا ذلك للتبصرة، و ليدل على القدرة.

وَ ذِكْرى‏ لِكُلِّ عَبْدٍ مُنِيبٍ‏ (8) مقبل إلى اللّه بإخلاص له‏

فَأَنْبَتْنا بِهِ جَنَّاتٍ وَ حَبَّ الْحَصِيدِ (9) و هو كل ما يحصد؛ فى تفسير الحسن. قال محمد: حَبَّ الْحَصِيدِ المعنى: الحب الحصيد، فأضاف الحب إلى الحصيد؛ كما يقال: صلاة الأولى، يراد الصلاة الأولى، و مسجد الجامع؛ يراد المسجد الجامع.

قوله: وَ النَّخْلَ باسِقاتٍ‏ يعنى: طوالا. قال محمد: يقال: بسق الشئ بسوقا إذا طال.

لَها طَلْعٌ نَضِيدٌ (10) أى: منضود بعضه فوق بعض‏

رِزْقاً لِلْعِبادِ أى:

أنبتناه رزقا للعباد وَ أَحْيَيْنا بِهِ‏ بالمطر بَلْدَةً مَيْتاً يابسة ليس فيها نبات فأنبتت‏ كَذلِكَ الْخُرُوجُ‏ (11) البعث. يرسل اللّه مطرا منيا كمنى الرجال ينبت به جسمانهم و لحمانهم، كما ينبت الأرض الثرى.

50/ 15- 12

كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ‏ قبل قومك يا محمد قَوْمُ نُوحٍ وَ أَصْحابُ الرَّسِ‏ الرس: بئر كان عليها قوم فنسبوا إليها.

وَ إِخْوانُ لُوطٍ (13) إخوان فى النسب لا فى الدين‏

وَ أَصْحابُ الْأَيْكَةِ الغيضة و قد فسرنا أمرهم فى سورة الشعراء [176] وَ قَوْمُ تُبَّعٍ كُلٌّ كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ وَعِيدِ (14) يقول: جاءتهم الرسل يدعونهم إلى الإيمان، و يحذرونهم العذاب،

تفسير ابن ابى زمنين، ص: 342

فكذبوهم فجاءهم العذاب، يحذر بهذا مشركى العرب‏

أَ فَعَيِينا بِالْخَلْقِ الْأَوَّلِ‏ تفسير الحسن: يعنى: خلق آدم، أى لم يعى به‏ بَلْ هُمْ فِي لَبْسٍ‏ فى شك‏ مِنْ خَلْقٍ جَدِيدٍ (15) يعنى: البعث.

قال محمد: المعنى: لم يعى بالخلق الأول، و كذلك لا يعيى بالخلق الثانى و هو البعث، و هو الذى أراد الحسن، و يقال: عيى بأمره يعيى عياء، و أعيا فى المشى إعياء.

50/ 22- 16

وَ لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ وَ نَعْلَمُ ما تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ‏ ما تحدث به نفسه‏ وَ نَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ (16) و هو نياط القلب. قال محمد: الوريد عرق فى باطن العنق، و الحبل هو الوريد؛ فأضيف إلى نفسه لاختلاف لفظى اسمه.

قوله: إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيانِ‏ يعنى: الملكين الكاتبين. قال محمد: يعنى: يتلقيان ما يعمله و يكتبانه.

عَنِ الْيَمِينِ وَ عَنِ الشِّمالِ قَعِيدٌ (17) أى: رصيد يرصده‏

ما يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ (18) أى: حافظ حاضر يكتبان كل ما يلفظ به. قال محمد: قَعِيدٌ أراد قعيدا من كل جانب، فاكتفى بذكر واحد إذ كان دليلا على الآخرة، و قعيد بمعنى قاعد، كما يقال: قدير و قادر.

وَ جاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِ‏ بالبعث؛ أى: يموت ليبعث. قوله: ذلِكَ ما كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ (19) تهرب، قال الحسن: هو الكافر لم يكن شئ أبغض إليه من الموت‏

ذلِكَ يَوْمُ الْوَعِيدِ (20) يعنى: الموعود

وَ جاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَها سائِقٌ وَ شَهِيدٌ (21) سائق يسوقها إلى الجنة أو النار، و شاهد يشهد عليها بعملها، و تفسير بعضهم: هو ملكه الذى كتب عمله فى الدنيا هو شاهد عليه بعمله.

لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هذا فَكَشَفْنا عَنْكَ غِطاءَكَ‏ غطاء الكفر فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ‏ يعنى: يوم القيامة حَدِيدٌ (22) أى: بصير. قال محمد: حَدِيدٌ فى معنى: حاد، كما يقال: حفيظ و حافظ، و يقال: حد بصره.

50/ 24- 23

تفسير ابن ابى زمنين، ص: 343

50/ 30- 25

وَ قالَ قَرِينُهُ‏ هو الملك الذى كان يكتب عمله‏ هذا ما لَدَيَ‏ أى: عندى‏ عَتِيدٌ (23) أى: حاضر؛ يعنى: ما كتب عليه. قال محمد: (عتيد) يجوز الرفع فيه بمعنى هو عتيد.

قال اللّه: أَلْقِيا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ (24) أى: معاند للحق مجتنبه‏

مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ للزكاة (معتد) هو من قبل العدوان‏ مُرِيبٍ‏ (25) أى: فى شك من البعث. قال محمد: قوله: أَلْقِيا فِي جَهَنَّمَ‏ قيل: يحتمل- و اللّه أعلم- أن يكون عنى السائق و الشهيد؛ لقوله: مَعَها سائِقٌ وَ شَهِيدٌ فيكونا هما المأمورين، و يحتمل أن يكون واحدا، و هى لغة بنى تميم تقول: اذهبا يا رجل، و اذهبا يا قوم، و قال الشاعر:

فإن تزجرانى يا ابن مروان أزدجر

و إن تدعانى أحم عرضا ممنعا «1»

و جاء عن ابن عباس فى قوله: فَقُلْنَا اذْهَبا [الفرقان: 36] قال: يريد موسى وحده. قال ابن عباس: و قوله: أَلْقِيا فِي جَهَنَّمَ‏ هو من هذا.

* قالَ قَرِينُهُ‏ يعنى: شيطانه‏ رَبَّنا ما أَطْغَيْتُهُ‏ أى: ما أضللته بسلطان كان لى عليه‏ وَ لكِنْ كانَ فِي ضَلالٍ بَعِيدٍ (27) من الهدى‏

قالَ لا تَخْتَصِمُوا لَدَيَ‏ عندى‏ وَ قَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُمْ بِالْوَعِيدِ (28) فى الدنيا

ما يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَ‏ أى: قد قضيت ما أنا قاض‏

يَوْمَ نَقُولُ‏ «2» لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ وَ تَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ (30) تفسير مجاهد:

وعدها ليملأها، فقال: أوفيتك؟ فقالت: أو هل من مسلك؟ أى: قد امتلأت.

قال محمد: يَوْمَ‏ نصب على معنى [و اذكر] «3» يوم يقول، و قد يكون على معنى:

ما يبدل القول لدى فى ذلك اليوم. و اللّه أعلم بما أراد.

50/ 35- 31

(1) البيت قائله: سويد بن كراع كما فى «الصاحبى» لابن فارس (186)، و الدر المصون (6/ 178).

(2) قراءة نافع و أبو بكر بالياء، و قراءة الباقين بالنون، و انظر: النشر (2/ 376)، و الإيضاح (362).

صفحه بعد