کتابخانه تفاسیر

پایگاه داده های قرآنی اسلامی
کتابخانه بالقرآن

تفسير البيان فى الموافقة بين الحديث و القرآن

المجلد الأول

الفهرس

سورة البقرة - 1 -

[سورة البقرة(2): الآيات 1 الى 4] [سورة البقرة(2): الآيات 16 الى 5] [سورة البقرة(2): الآيات 22 الى 17] [سورة البقرة(2): الآيات 23 الى 25] [سورة البقرة(2): الآيات 29 الى 26] [سورة البقرة(2): الآيات 33 الى 30] [سورة البقرة(2): آية 34] [سورة البقرة(2): الآيات 37 الى 35] [سورة البقرة(2): الآيات 39 الى 38] [سورة البقرة(2): الآيات 40 الى 46] [سورة البقرة(2): الآيات 47 الى 53] [سورة البقرة(2): الآيات 54 الى 57] [سورة البقرة(2): الآيات 58 الى 61] [سورة البقرة(2): الآيات 62 الى 66] [سورة البقرة(2): الآيات 67 الى 74] [سورة البقرة(2): الآيات 75 الى 82] [سورة البقرة(2): الآيات 83 الى 84] [سورة البقرة(2): الآيات 85 الى 88] [سورة البقرة(2): الآيات 89 الى 92] [سورة البقرة(2): الآيات 93 الى 101] [سورة البقرة(2): الآيات 102 الى 105] [سورة البقرة(2): الآيات 106 الى 108] [سورة البقرة(2): الآيات 109 الى 114] [سورة البقرة(2): آية 115] [سورة البقرة(2): الآيات 116 الى 123] [سورة البقرة(2): آية 124] [سورة البقرة(2): آية 125] [سورة البقرة(2): آية 126] [سورة البقرة(2): آية 127] [سورة البقرة(2): الآيات 128 الى 129] [سورة البقرة(2): الآيات 130 الى 132] [سورة البقرة(2): الآيات 133 الى 134] [سورة البقرة(2): آية 135] [سورة البقرة(2): الآيات 136 الى 137] [سورة البقرة(2): الآيات 138 الى 141] [سورة البقرة(2): آية 142] [سورة البقرة(2): آية 143] [سورة البقرة(2): الآيات 144 الى 145] [سورة البقرة(2): الآيات 146 الى 147] [سورة البقرة(2): الآيات 148 الى 151] [سورة البقرة(2): آية 152] [سورة البقرة(2): الآيات 153 الى 154] [سورة البقرة(2): الآيات 155 الى 157] [سورة البقرة(2): آية 158] [سورة البقرة(2): الآيات 159 الى 162] [سورة البقرة(2): الآيات 163 الى 164] [سورة البقرة(2): الآيات 165 الى 172] [سورة البقرة(2): آية 173] [سورة البقرة(2): الآيات 174 الى 176] [سورة البقرة(2): آية 177] [سورة البقرة(2): الآيات 178 الى 179] [سورة البقرة(2): الآيات 180 الى 182] [سورة البقرة(2): الآيات 183 الى 184] [سورة البقرة(2): آية 185] [سورة البقرة(2): الآيات 186 الى 187] [سورة البقرة(2): الآيات 188 الى 189] [سورة البقرة(2): الآيات 190 الى 194] [سورة البقرة(2): الآيات 195 الى 196] [سورة البقرة(2): الآيات 197 الى 199]
فهرس مصادر التحقيق

المجلد الثانى

الفهرس

تتمة سورة البقرة - 2 -

[سورة البقرة(2): الآيات 200 الى 203] [سورة البقرة(2): الآيات 204 الى 207] [سورة البقرة(2): الآيات 208 الى 209] [سورة البقرة(2): الآيات 210 الى 212] [سورة البقرة(2): الآيات 213 الى 214] [سورة البقرة(2): الآيات 215 الى 217] [سورة البقرة(2): الآيات 218 الى 220] [سورة البقرة(2): الآيات 221 الى 222] [سورة البقرة(2): الآيات 223 الى 225] [سورة البقرة(2): الآيات 226 الى 228] [سورة البقرة(2): الآيات 229 الى 232] [سورة البقرة(2): آية 233] [سورة البقرة(2): الآيات 234 الى 237] [سورة البقرة(2): الآيات 238 الى 242] [سورة البقرة(2): الآيات 243 الى 244] [سورة البقرة(2): آية 245] [سورة البقرة(2): الآيات 246 الى 250] [سورة البقرة(2): الآيات 251 الى 252] [سورة البقرة(2): الآيات 253 الى 254] [سورة البقرة(2): الآيات 255 الى 256] [سورة البقرة(2): آية 257] [سورة البقرة(2): الآيات 258 الى 259] [سورة البقرة(2): آية 260] [سورة البقرة(2): الآيات 261 الى 266] [سورة البقرة(2): الآيات 267 الى 272] [سورة البقرة(2): الآيات 273 الى 274] [سورة البقرة(2): آية 275] [سورة البقرة(2): الآيات 276 الى 281] [سورة البقرة(2): الآيات 282 الى 284] [سورة البقرة(2): الآيات 285 الى 286]

سورة آل عمران

فهرس مصادر التحقيق

المجلد الثالث

الفهرس فهرس مصادر التحقيق

المجلد الرابع

الفهرس

سورة الأعراف

[سورة الأعراف(7): الآيات 9 الى 1] [سورة الأعراف(7): الآيات 21 الى 10] [سورة الأعراف(7): الآيات 25 الى 22] [سورة الأعراف(7): الآيات 32 الى 26] [سورة الأعراف(7): الآيات 36 الى 33] [سورة الأعراف(7): الآيات 42 الى 37] [سورة الأعراف(7): الآيات 53 الى 43] [سورة الأعراف(7): الآيات 58 الى 54] [سورة الأعراف(7): الآيات 69 الى 59] [سورة الأعراف(7): الآيات 72 الى 70] [سورة الأعراف(7): الآيات 81 الى 73] [سورة الأعراف(7): الآيات 84 الى 82] [سورة الأعراف(7): الآيات 91 الى 85] [سورة الأعراف(7): الآيات 102 الى 92] [سورة الأعراف(7): الآيات 119 الى 103] [سورة الأعراف(7): الآيات 126 الى 120] [سورة الأعراف(7): الآيات 135 الى 127] [سورة الأعراف(7): الآيات 137 الى 136] [سورة الأعراف(7): الآيات 144 الى 138] [سورة الأعراف(7): الآيات 147 الى 145] [سورة الأعراف(7): الآيات 154 الى 148] [سورة الأعراف(7): الآيات 158 الى 155] [سورة الأعراف(7): الآيات 160 الى 159] [سورة الأعراف(7): الآيات 168 الى 161] [سورة الأعراف(7): الآيات 171 الى 169] [سورة الأعراف(7): الآيات 174 الى 172] [سورة الأعراف(7): الآيات 180 الى 175] [سورة الأعراف(7): الآيات 188 الى 181] [سورة الأعراف(7): الآيات 198 الى 189] [سورة الأعراف(7): الآيات 206 الى 199]
فهرس مصادر التحقيق

المجلد الخامس

الفهرس فهرس مصادر التحقيق

المجلد السادس

الفهرس

فهارس

فهرس الآيات الإستشهادية

سورة آل عمران سورة إبراهيم سورة الأحزاب سورة الأحقاف سورة الإخلاص سورة الإسراء سورة الأعراف سورة الأعلى سورة الأنبياء سورة الإنسان سورة الإنشقاق سورة الأنعام سورة الأنفال سورة الإنفطار سورة البروج سورة البقرة سورة البينة سورة التحريم سورة التغابن سورة التكاثر سورة التكوير سورة التوبة سورة الجاثية سورة الجمعة سورة الجن سورة الحاقة سورة الحج سورة الحجر سورة الحجرات سورة الحديد سورة الحشر سورة الدخان سورة الذاريات سورة الرحمن سورة الرعد سورة الروم سورة الزخرف سورة الزلزلة سورة الزمر سورة سبأ سورة السجدة سورة الشعراء سورة الشورى سورة ص سورة الصافات سورة الصف سورة الطارق سورة الطور سورة الطور سورة طه سورة العاديات سورة عبس سورة العلق سورة العنكبوت سورة غافر سورة الفاتحة سورة فاطر سورة الفتح سورة الفجر سورة الفرقان سورة فصلت سورة ق سورة القارعة سورة القدر سورة القصص سورة القلم سورة القمر سورة القيامة سورة الكهف سورة لقمان سورة المؤمنون سورة المائدة سورة المجادلة سورة المدثر سورة المدثر سورة مريم سورة المزمل سورة المطففين سورة المعارج سورة الملك سورة الممتحنة سورة المنافقون سورة النازعات سورة الناس سورة النبأ سورة النجم سورة النحل سورة النساء سورة النمل سورة نوح سورة النور سورة الواقعة سورة هود سورة يس سورة يوسف سورة يونس
فهرس الأحاديث و روايات

تفسير البيان فى الموافقة بين الحديث و القرآن


صفحه قبل

تفسير البيان فى الموافقة بين الحديث و القرآن، ج‏1، ص: 60

وَ الصِّدِّيقِينَ وَ الشُّهَداءِ وَ الصَّالِحِينَ وَ حَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً، «1» و بذلك يعلم الوصف الجامع لهؤلاء الطوائف الأربع. و سيجي‏ء الكلام فيما يختصّ بكلّ واحد من الكرامات في محلّه إن شاء اللّه.

فقد تحصّل ممّا مرّ أنّ الصراط المستقيم صراط مهيمن على جميع الطرق إلى اللّه و سبله تعالى، و لذلك تجد أنّه سبحانه مع تنزيهه صراطه المستقيم عن كلّ ضلال و غيّ ربما يطلق اسمه على بعض السبل الذي لا يخلو عن شوب الضلال، قال سبحانه: وَ أَنِ اعْبُدُونِي هذا صِراطٌ مُسْتَقِيمٌ، «2» فسمّى العبادة صراطا مستقيما، و قال سبحانه: قُلْ إِنَّنِي هَدانِي رَبِّي إِلى‏ صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ دِيناً قِيَماً مِلَّةَ إِبْراهِيمَ، «3» فسمّى الدين صراطا مستقيما، و قال سبحانه: يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوانَهُ سُبُلَ السَّلامِ‏ إلى قوله: وَ يَهْدِيهِمْ إِلى‏ صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ، «4» فسمّى جميع سبل السلام و هي سبله صراطا مستقيما، و لا ينافي ذلك ما مرّ من قضيّة المقدّميّة، كما لا يخفى، فالصراط المستقيم هو المتعالي المهيمن على جميع السبل كالروح على جميع القوى و الأعضاء.

و يعلم من ذلك:

أوّلا: أنّ الطرق إلى اللّه سبحانه متفاوتة كمالا و نقصا و غلاء و رخصا، من جهة قربه من منبع الحقيقة و الصراط المستقيم، كالإسلام و الإيمان و الخلوص و الإطاعة و العبادة و الزهد و التقوى و الإحسان و نحوها، كما أنّ مقابلاتها من‏

(1). النساء (4): 69.

(2). يس (36): 61.

(3). الأنعام (6): 161.

(4). المائدة (5): 16.

تفسير البيان فى الموافقة بين الحديث و القرآن، ج‏1، ص: 61

الكفر و الشرك و الطغيان و غيرها كذلك. قال سبحانه: وَ لِكُلٍّ دَرَجاتٌ مِمَّا عَمِلُوا وَ لِيُوَفِّيَهُمْ أَعْمالَهُمْ وَ هُمْ لا يُظْلَمُونَ‏ «1» أي لكلّ من أهل السعادة و الشقاوة.

و ثانيا: أنّ الصراط المستقيم كما أنّه المهيمن على جميع الطرق، كذلك أصحابه الذين مكّنهم اللّه فيه أن جعل اللّه لهم الولاية يتولّون أمر التربية، كما قال سبحانه: إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ، «2» و الآية نازلة في أمير المؤمنين علي- عليه السلام- بالأخبار المتواترة، «3» و هو- عليه السلام- أوّل فاتح لهذا الباب من الامّة.

و ثالثا: أنّ الهداية إلى الصراط يتعيّن معناها بحسب تعيّن معناه.

توضيح ذلك: أنّ الهداية هي الدلالة على ما في الصحاح‏ «4» و ذكر أنّ تعديتها لمفعولين لغة أهل الحجاز، و غيرهم يعدّونه إلى المفعول الثاني ب (إلى)، و هو الظاهر.

و ما قيل: إنّ الهداية إذا تعدّت إلى المفعول الثاني بنفسها فهي بمعنى الإيصال إلى المطلوب، و إذا تعدّت ب (إلى) فبمعنى إراءة الطريق، مستدلّا بقوله تعالى:

إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَ لكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ، «5» حيث إنّ هدايته- صلّى اللّه عليه و آله- بمعنى إراءة الطريق ثابتة، فالمنفي عنه هو الإيصال إلى المطلوب.

فيه: أنّ الآية مسوقة سوق نفي الحقيقة و الاستقلال و إثبات الإذن و العرض،

(1). الأحقاف (46): 19.

(2). المائدة (5): 55.

(3). الكافي 1: 288، الحديث: 3؛ و 427، الحديث: 77؛ الاحتجاج 1: 59 و 139؛ الإرشاد 2:

5؛ كتاب الأربعين، للماحوزي: 91؛ شواهد التنزيل، للحاكم الحسكاني 1: 161- 184، الحديث: 216- 241؛ تاريخ دمشق 2: 409، الحديث: 908- 909؛ الكشّاف 1: 649، و غيرها.

(4). الصحاح 6: 2533.

(5). القصص (28): 56.

تفسير البيان فى الموافقة بين الحديث و القرآن، ج‏1، ص: 62

كقوله سبحانه: ما لَكُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَ لا شَفِيعٍ، «1» و قوله: إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ، «2» و قوله: ما مِنْ شَفِيعٍ إِلَّا مِنْ بَعْدِ إِذْنِهِ، «3» و قوله: وَ ما رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَ لكِنَّ اللَّهَ رَمى‏، «4» إي إنّ الشفاعة و الولاية ملك للّه حقيقة إلّا أن يملّكها من يشاء، و قد قال تعالى حكاية عن بعض عباده: يا قَوْمِ اتَّبِعُونِ أَهْدِكُمْ سَبِيلَ الرَّشادِ، «5» فلا يتفاوت معنى الهداية باختلاف التعدية. و من الممكن أن يكون التعدية إلى الثاني من قبيل قولهم: دخلت الدار.

و بالجملة، فالهداية هي الدلالة و إراءة الغاية بإراءة الطريق، و هي نحو إيصال إلى المطلوب، و إنّما تكون من اللّه سبحانه، و سنّته سنّة الأسباب بإيجاد سبب ينكشف به المطلوب، و يتحقّق به الوصل بين العبد و بين المطلوب، و قد بيّنه سبحانه بقوله: فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلامِ، «6» و قوله سبحانه:

ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَ قُلُوبُهُمْ إِلى‏ ذِكْرِ اللَّهِ ذلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشاءُ، «7» و تعدية تَلِينُ* ب إِلى‏ و هو يتعدّى باللام لتضمين معنى مثل الميل و الاطمئنان، فهو إيجاده سبحانه وصفا في القلب به يقبل ذكر اللّه و يميل و يطمئنّ إليه، و كما أنّ سبله سبحانه مختلفة فكذلك الهداية تختلف باختلاف الطريق الذي تضاف إليه، فلكلّ سبيل هداية قبله تختصّ به، يشير إلى ذلك قوله سبحانه:

(1). السجدة (32): 4.

(2). المائدة (5): 55.

(3). يونس (10): 3.

(4). الأنفال (8): 17.

(5). غافر (40): 38.

(6). الأنعام (6): 125.

(7). الزمر (39): 23.

تفسير البيان فى الموافقة بين الحديث و القرآن، ج‏1، ص: 63

وَ الَّذِينَ جاهَدُوا فِينا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنا وَ إِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ. «1» ففرق بين أن يجاهد العبد في اللّه تعالى و بين أن يجاهد في سبيل اللّه تعالى، فالثاني يريد سلامة السبيل و دفع العائق عنه، و الأوّل إنّما يريد وجه اللّه تعالى و لا يوقف نظره على سبيل دون سبيل، بل يريده سبحانه بذلك فيمدّه اللّه سبحانه بالهداية إلى سبيل بعد سبيل حتّى يختصّه به جلّت عظمته.

إذا تمهّد جميع ما مرّ على طوله تبيّن معنى قوله سبحانه: اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ* صِراطَ الَّذِينَ ...، و أنّه أمر وراء معنى العبادة غير أنّه بمنزلة روحه، و هو الوجه في تغيير السياق من الإخبار في قوله: إِيَّاكَ نَعْبُدُ إلى الإنشاء بقوله: اهْدِنَا، و من الوصل إلى الفصل، و تبيّن أيضا معنى الروايات الواردة فيهما.

فمنها: ما في المعاني في معنى‏ اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ‏ عن الصادق- عليه السلام-: يعني أرشدنا إلى لزوم‏ «2» الطريق المؤدّي إلى محبّتك و المبلّغ إلى جنّتك‏ «3» و المانع من أن نتّبع أهواءنا فنعطب أو أن‏ «4» نأخذ بآرائنا فنهلك. «5»

و منها: ما فيه أيضا عن عليّ- عليه السلام-: يعني أدم لنا توفيقك الذي أطعناك به‏ «6» في ماضي أيّامنا حتّى نطيعك كذلك في مستقبل أعمارنا. «7»

(1). العنكبوت (29): 69.

(2). في المصدر: «للزوم»

(3). في المصدر: «دينك»

(4). في المصدر: «أن»

(5). معاني الأخبار: 33، الحديث: 4.

(6). في المصدر:- «به»

(7). معاني الأخبار: 33، الحديث: 4.

تفسير البيان فى الموافقة بين الحديث و القرآن، ج‏1، ص: 64

أقول: معنى الروايتين واضح ممّا مرّ، و كأنّ الاولى أدقّ تفسيرا من الثانية، و الثانية تفسّر الصراط بصراط العبادة، و لذلك فسّر الهداية بإدامة التوفيق لكونها حاصلة بالفعل، و هو من الصراط المستقيم كما مرّ.

و منها: ما عنه أيضا عن عليّ- عليه السلام-: الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ‏ في الدنيا ما قصر عن الغلوّ و ارتفع عن التقصير و استقام ... و في الآخرة طريق المؤمنين إلى الجنّة. «1»

أقول: معناه ظاهر، و قوله: «و في الآخرة طريق المؤمنين إلى الجنّة» مبنيّ على ما سيجي‏ء من أنّ الآخرة مطابقة للاولى.

و منها: ما في الفقيه عن الصادق- عليه السلام- قال: الصراط المستقيم أمير المؤمنين- عليه السلام-، «2» و رواه العيّاشي أيضا. «3»

و منها: ما في المعاني عن الصادق- عليه السلام- قال: هي‏ «4» الطريق إلى معرفة اللّه، و هما صراطان: صراط في الدنيا، و صراط في الآخرة، فأمّا الصراط [الذي‏] في الدنيا فهو الإمام المفترض الطاعة، من عرفه في الدنيا و اقتدى بهداه مرّ على الصراط الذي هو جسر جهنّم في الآخرة، و من لم يعرفه في الدنيا زلّت قدمه [عن الصراط] في الآخرة فتردّى في نار جهنّم. «5»

و منها: ما فيه أيضا عن السجّاد- عليه السلام- قال: ليس بين اللّه و بين حجّته حجاب، و لا للّه دون حجّته ستر، نحن أبواب اللّه، و نحن الصراط المستقيم،

(1). معاني الأخبار: 33، الحديث: 4.

(2). معاني الأخبار: 32، الحديث: 3.

(3). تفسير العيّاشي 1: 24، الحديث: 25.

(4). في المصدر: «هو».

(5). معاني الأخبار: 32، الحديث: 1.

تفسير البيان فى الموافقة بين الحديث و القرآن، ج‏1، ص: 65

و نحن عيبة علمه، و نحن تراجمة وحيه، و نحن أركان توحيده، و نحن موضع سرّه. «1»

أقول: و أنت بعد التأمّل فيما ذيّلنا به قوله سبحانه: أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً، «2» تعرف معنى هذه الروايات الثلاث المفسّرة للصراط المستقيم بالإمام أو بخصوص عليّ- عليه السلام-، و لا تحتاج أن تحمل أمثال هذه المعارف الغالية التي حواها كلامه سبحانه على المجاز و الكناية و نحوهما من تفنّنات البيان، فقد مرّ أنّ هذه المعاني ذوات مراتب بحسب التحقّق، فللكفر مراتب و للإيمان مراتب، و أمّا نفس المعنى فصدقه على الجميع واحد، و إنّما الاختلاف بحسب خصوصيّات المصاديق كما ذكره المحقّقون فقالوا: إنّ الألفاظ في تعيّنها بإزاء المعاني غير مقيّدة بما احتفّت به المصاديق من القيود، و إنّما هي من خصوصيّات المصاديق، فالميزان- مثلا- اسم لما يوزن به الشي‏ء و الوزن يختلف باختلاف الموزون، فذات الكفّتين- مثلا- لوزن الأثقال، و الذرع لوزن الأطوال، و المكيال لوزن الحجم، و المسطرة لوزن السطر، و كذا العروض لوزن الشعر، و المنطق لوزن التصوّر و التصديق إلى غير ذلك.

و يدلّ على ذلك أنّا نرى عرف اللغة إذا وجد آلة جديدة تفي بغرض القديمة سمّاها باسمها من غير توقّف و اعتبار علاقة و نحوها.

و أمّا أنّ هناك رجلا حاول وضع اللغة العربيّة أو غيرها ثمّ زوّج المعاني الموجودة عنده و في عصره من ألفاظ اخترعها و اقترحها بوضع شخصي، ثمّ الحقيقة و المجاز و التراكيب لوضع نوعي و حكم بأنّ ما وراء ذلك غلط، فدون إثباته نقلا أو عقلا خرط القتاد، و إنّما هي تطوّرات و تحوّلات في الألفاظ

(1). معاني الأخبار: 35، الحديث: 5.

(2). الرعد (13): 17.

تفسير البيان فى الموافقة بين الحديث و القرآن، ج‏1، ص: 66

و المعاني جبّل عليها الإنسان في حياته المدنيّة على ما قرّر في محلّه.

و بالجملة، فالسير على صراط العبادة- مثلا- سير بالحقيقة في صراط بالحقيقة و إن خالف قطع الإنسان بأقدامه الصراط من أديم الأرض، و السير في صراط المعرفة كذلك، و كلّ منهما سير أيضا في إنسان ليس عنده غيره من أصحاب الصراط.

و قد عرفت أنّ المفهوم من كلامه سبحانه هو ذلك، فافهم ذلك.

و منها: ما في المعاني في معنى‏ صِراطَ الَّذِينَ، عن عليّ- عليه السلام-:

أي قولوا: اهدنا صراط الذين أنعمت عليهم بالتوفيق لدينك و طاعتك، و هم الذين قال اللّه تعالى: وَ مَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَ الرَّسُولَ فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَ الصِّدِّيقِينَ وَ الشُّهَداءِ وَ الصَّالِحِينَ وَ حَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً «1» . «2»

و منها: ما رواه الصدوق عن الصادق- عليه السلام- قال: قول اللّه في الحمد:

صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ، يعني محمّدا و ذرّيّته. «3»

أقول: و هو من الجري، و يمكن أن يكون النظر إلى كون صراطهم أكمل الصرط، فهو من التفسير.

و منها: ما في المعاني عن النبيّ- صلّى اللّه عليه و آله- قال: شيعة عليّ الذين أنعمت عليهم بولاية عليّ بن أبي طالب- عليه السلام- لم يغضب عليهم و لم يضلّوا. «4»

(1). النساء (4): 69.

(2). معاني الأخبار: 36، الحديث: 9.

(3). معاني الأخبار: 36، الحديث: 7.

صفحه بعد