کتابخانه تفاسیر

پایگاه داده های قرآنی اسلامی
کتابخانه بالقرآن

تفسير البيان فى الموافقة بين الحديث و القرآن

المجلد الأول

الفهرس

سورة البقرة - 1 -

[سورة البقرة(2): الآيات 1 الى 4] [سورة البقرة(2): الآيات 16 الى 5] [سورة البقرة(2): الآيات 22 الى 17] [سورة البقرة(2): الآيات 23 الى 25] [سورة البقرة(2): الآيات 29 الى 26] [سورة البقرة(2): الآيات 33 الى 30] [سورة البقرة(2): آية 34] [سورة البقرة(2): الآيات 37 الى 35] [سورة البقرة(2): الآيات 39 الى 38] [سورة البقرة(2): الآيات 40 الى 46] [سورة البقرة(2): الآيات 47 الى 53] [سورة البقرة(2): الآيات 54 الى 57] [سورة البقرة(2): الآيات 58 الى 61] [سورة البقرة(2): الآيات 62 الى 66] [سورة البقرة(2): الآيات 67 الى 74] [سورة البقرة(2): الآيات 75 الى 82] [سورة البقرة(2): الآيات 83 الى 84] [سورة البقرة(2): الآيات 85 الى 88] [سورة البقرة(2): الآيات 89 الى 92] [سورة البقرة(2): الآيات 93 الى 101] [سورة البقرة(2): الآيات 102 الى 105] [سورة البقرة(2): الآيات 106 الى 108] [سورة البقرة(2): الآيات 109 الى 114] [سورة البقرة(2): آية 115] [سورة البقرة(2): الآيات 116 الى 123] [سورة البقرة(2): آية 124] [سورة البقرة(2): آية 125] [سورة البقرة(2): آية 126] [سورة البقرة(2): آية 127] [سورة البقرة(2): الآيات 128 الى 129] [سورة البقرة(2): الآيات 130 الى 132] [سورة البقرة(2): الآيات 133 الى 134] [سورة البقرة(2): آية 135] [سورة البقرة(2): الآيات 136 الى 137] [سورة البقرة(2): الآيات 138 الى 141] [سورة البقرة(2): آية 142] [سورة البقرة(2): آية 143] [سورة البقرة(2): الآيات 144 الى 145] [سورة البقرة(2): الآيات 146 الى 147] [سورة البقرة(2): الآيات 148 الى 151] [سورة البقرة(2): آية 152] [سورة البقرة(2): الآيات 153 الى 154] [سورة البقرة(2): الآيات 155 الى 157] [سورة البقرة(2): آية 158] [سورة البقرة(2): الآيات 159 الى 162] [سورة البقرة(2): الآيات 163 الى 164] [سورة البقرة(2): الآيات 165 الى 172] [سورة البقرة(2): آية 173] [سورة البقرة(2): الآيات 174 الى 176] [سورة البقرة(2): آية 177] [سورة البقرة(2): الآيات 178 الى 179] [سورة البقرة(2): الآيات 180 الى 182] [سورة البقرة(2): الآيات 183 الى 184] [سورة البقرة(2): آية 185] [سورة البقرة(2): الآيات 186 الى 187] [سورة البقرة(2): الآيات 188 الى 189] [سورة البقرة(2): الآيات 190 الى 194] [سورة البقرة(2): الآيات 195 الى 196] [سورة البقرة(2): الآيات 197 الى 199]
فهرس مصادر التحقيق

المجلد الثانى

الفهرس

تتمة سورة البقرة - 2 -

[سورة البقرة(2): الآيات 200 الى 203] [سورة البقرة(2): الآيات 204 الى 207] [سورة البقرة(2): الآيات 208 الى 209] [سورة البقرة(2): الآيات 210 الى 212] [سورة البقرة(2): الآيات 213 الى 214] [سورة البقرة(2): الآيات 215 الى 217] [سورة البقرة(2): الآيات 218 الى 220] [سورة البقرة(2): الآيات 221 الى 222] [سورة البقرة(2): الآيات 223 الى 225] [سورة البقرة(2): الآيات 226 الى 228] [سورة البقرة(2): الآيات 229 الى 232] [سورة البقرة(2): آية 233] [سورة البقرة(2): الآيات 234 الى 237] [سورة البقرة(2): الآيات 238 الى 242] [سورة البقرة(2): الآيات 243 الى 244] [سورة البقرة(2): آية 245] [سورة البقرة(2): الآيات 246 الى 250] [سورة البقرة(2): الآيات 251 الى 252] [سورة البقرة(2): الآيات 253 الى 254] [سورة البقرة(2): الآيات 255 الى 256] [سورة البقرة(2): آية 257] [سورة البقرة(2): الآيات 258 الى 259] [سورة البقرة(2): آية 260] [سورة البقرة(2): الآيات 261 الى 266] [سورة البقرة(2): الآيات 267 الى 272] [سورة البقرة(2): الآيات 273 الى 274] [سورة البقرة(2): آية 275] [سورة البقرة(2): الآيات 276 الى 281] [سورة البقرة(2): الآيات 282 الى 284] [سورة البقرة(2): الآيات 285 الى 286]

سورة آل عمران

فهرس مصادر التحقيق

المجلد الثالث

الفهرس فهرس مصادر التحقيق

المجلد الرابع

الفهرس

سورة الأعراف

[سورة الأعراف(7): الآيات 9 الى 1] [سورة الأعراف(7): الآيات 21 الى 10] [سورة الأعراف(7): الآيات 25 الى 22] [سورة الأعراف(7): الآيات 32 الى 26] [سورة الأعراف(7): الآيات 36 الى 33] [سورة الأعراف(7): الآيات 42 الى 37] [سورة الأعراف(7): الآيات 53 الى 43] [سورة الأعراف(7): الآيات 58 الى 54] [سورة الأعراف(7): الآيات 69 الى 59] [سورة الأعراف(7): الآيات 72 الى 70] [سورة الأعراف(7): الآيات 81 الى 73] [سورة الأعراف(7): الآيات 84 الى 82] [سورة الأعراف(7): الآيات 91 الى 85] [سورة الأعراف(7): الآيات 102 الى 92] [سورة الأعراف(7): الآيات 119 الى 103] [سورة الأعراف(7): الآيات 126 الى 120] [سورة الأعراف(7): الآيات 135 الى 127] [سورة الأعراف(7): الآيات 137 الى 136] [سورة الأعراف(7): الآيات 144 الى 138] [سورة الأعراف(7): الآيات 147 الى 145] [سورة الأعراف(7): الآيات 154 الى 148] [سورة الأعراف(7): الآيات 158 الى 155] [سورة الأعراف(7): الآيات 160 الى 159] [سورة الأعراف(7): الآيات 168 الى 161] [سورة الأعراف(7): الآيات 171 الى 169] [سورة الأعراف(7): الآيات 174 الى 172] [سورة الأعراف(7): الآيات 180 الى 175] [سورة الأعراف(7): الآيات 188 الى 181] [سورة الأعراف(7): الآيات 198 الى 189] [سورة الأعراف(7): الآيات 206 الى 199]
فهرس مصادر التحقيق

المجلد الخامس

الفهرس فهرس مصادر التحقيق

المجلد السادس

الفهرس

فهارس

فهرس الآيات الإستشهادية

سورة آل عمران سورة إبراهيم سورة الأحزاب سورة الأحقاف سورة الإخلاص سورة الإسراء سورة الأعراف سورة الأعلى سورة الأنبياء سورة الإنسان سورة الإنشقاق سورة الأنعام سورة الأنفال سورة الإنفطار سورة البروج سورة البقرة سورة البينة سورة التحريم سورة التغابن سورة التكاثر سورة التكوير سورة التوبة سورة الجاثية سورة الجمعة سورة الجن سورة الحاقة سورة الحج سورة الحجر سورة الحجرات سورة الحديد سورة الحشر سورة الدخان سورة الذاريات سورة الرحمن سورة الرعد سورة الروم سورة الزخرف سورة الزلزلة سورة الزمر سورة سبأ سورة السجدة سورة الشعراء سورة الشورى سورة ص سورة الصافات سورة الصف سورة الطارق سورة الطور سورة الطور سورة طه سورة العاديات سورة عبس سورة العلق سورة العنكبوت سورة غافر سورة الفاتحة سورة فاطر سورة الفتح سورة الفجر سورة الفرقان سورة فصلت سورة ق سورة القارعة سورة القدر سورة القصص سورة القلم سورة القمر سورة القيامة سورة الكهف سورة لقمان سورة المؤمنون سورة المائدة سورة المجادلة سورة المدثر سورة المدثر سورة مريم سورة المزمل سورة المطففين سورة المعارج سورة الملك سورة الممتحنة سورة المنافقون سورة النازعات سورة الناس سورة النبأ سورة النجم سورة النحل سورة النساء سورة النمل سورة نوح سورة النور سورة الواقعة سورة هود سورة يس سورة يوسف سورة يونس
فهرس الأحاديث و روايات

تفسير البيان فى الموافقة بين الحديث و القرآن


صفحه قبل

تفسير البيان فى الموافقة بين الحديث و القرآن، ج‏1، ص: 229

المخلوقين و مجالسته معهم، و اسمعه كلامي و كلام ملائكتي، و اعرّفه السرّ الذي سترته عن خلقي، و البسه الحياء، حتى يستحيي منه الخلق كلّهم، و يمشي على الأرض مغفورا له، و أجعل قلبه و اعيا و بصيرا، و لا اخفي عليه شيئا «1» من جنّة و لا نار، و اعرّفه ما يمرّ على الناس في القيامة من الهول و الشدّة، و ما احاسب به الأغنياء و الفقراء و الجهّال و العلماء، و انوّره في قبره، و انزّل عليه منكرا و نكيرا حتى يسألاه، و لا يرى غمّ الموت و ظلمة القبر و اللحد و هول المطّلع، ثمّ أنصب له ميزانه و أنشر ديوانه، ثمّ أضع كتابه في يمينه، فيقرأه منشورا، ثمّ لا أجعل بيني و بينه ترجمانا، فهذه صفات المحبّين.

يا أحمد! اجعل همّك همّا واحدا، و اجعل لسانك لسانا واحدا، و اجعل بدنك حيّا لا يغفل أبدا، من يغفل‏ «2» عنّي لم ابال في أيّ‏ «3» واد هلك». «4»

و في البحار عن الكافي و المعاني و نوادر الراوندي بأسانيد مختلفة عن الصادق و الكاظم- عليهما السلام- و اللفظ المنقول هاهنا لما في الكافي- قال:

«استقبل رسول اللّه- صلى اللّه عليه و آله و سلم- حارثة بن مالك بن النعمان الأنصاري، فقال له: كيف أنت يا حارثة بن مالك النعماني‏ «5» ؟ فقال: يا رسول اللّه! مؤمن حقّا، فقال له رسول اللّه- صلّى اللّه عليه و آله و سلّم-: لكلّ شي‏ء حقيقة، فما حقيقة قولك؟ فقال: يا رسول اللّه! عزفت نفسي عن الدنيا فأسهرت ليلي، و أظمأت هواجري، و كأنّي أنظر إلى عرش ربّي و قد وضع للحساب، و كأنّي‏

(1). في المصدر: «شي‏ء»

(2). في المصدر: «غفل»

(3). في المصدر: «لا ابال بأيّ»

(4). ارشاد القلوب 1: 204- 205؛ بحار الأنوار 74: 28- 29.

(5). هذه الكلمة ليست في المصدر، بل في بحار الأنوار.

تفسير البيان فى الموافقة بين الحديث و القرآن، ج‏1، ص: 230

أنظر إلى أهل الجنّة يتزاورون في الجنّة، و كأنّي أسمع عواء أهل النار في النار، فقال رسول اللّه- صلى اللّه عليه و آله و سلم-: عبد نوّر اللّه قلبه، أبصرت فاثبت». «1»

أقول: و خصوصيّات مضامين الروايتين مؤيّدة بروايات اخرى متفرّقة سيمرّ بك بعضها إن شاء اللّه، و مستفادة من الآيات، غير أنّ كثرتها منعت عن إيرادها هاهنا، و سنتعرّض إن شاء اللّه لكلّ في محلّه.

قوله سبحانه: وَ إِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ‏

الصلاح- و هو اللياقة بوجه- ربّما نسب في كلامه تعالى إلى عمل الإنسان، و ربّما نسب إلى ذاته و نفسه؛ قال سبحانه: فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صالِحاً «2» و قال:

وَ أَنْكِحُوا الْأَيامى‏ مِنْكُمْ وَ الصَّالِحِينَ مِنْ عِبادِكُمْ وَ إِمائِكُمْ. «3»

و صلاح العمل و إن لم يرد به تفسير من نفس كلامه سبحانه، لكن نسب إليه من الأثر:

أنّه صالح لوجه اللّه، قال سبحانه: صَبَرُوا ابْتِغاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ‏ «4» و قال: وَ ما تُنْفِقُونَ إِلَّا ابْتِغاءَ وَجْهِ اللَّهِ. «5» و قال: وَ أَنْ أَعْمَلَ صالِحاً تَرْضاهُ. «6»

و أنّه صالح لأن يثاب عليه، قال سبحانه: ثَوابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِمَنْ آمَنَ وَ عَمِلَ‏

(1). الكافي 2: 54، الحديث: 3؛ بحار الأنوار 22: 126، الحديث: 98؛ 64: 287، الحديث: 9؛ 67: 174، الحديث: 29؛ المحاسن 1: 246؛ معانى الأخبار: 187، الحديث: 5، نوادر للراوندي: 20.

(2). الكهف (18): 110.

(3). النور (24): 32.

(4). الرعد (13): 22.

(5). البقرة (2): 272.

(6). النمل (27): 19.

تفسير البيان فى الموافقة بين الحديث و القرآن، ج‏1، ص: 231

صالِحاً «1» و الآيات في هذا المعنى كثيرة جدّا.

و أنّه صالح ليرفع الكلم الطيّب فيصعد إلى اللّه، قال سبحانه: إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَ الْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ‏ «2» و يمكن أن يرجع إليه قوله تعالى: فَمَنْ كانَ يَرْجُوا لِقاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صالِحاً وَ لا يُشْرِكْ بِعِبادَةِ رَبِّهِ أَحَداً. «3»

فيستفاد من هذه الآثار المنسوبة إلى العمل الصالح: أنّ الصلاح في العمل بمعنى تهيّئه و لياقته لأن يؤجر عليه و إمداده لصعود الكلم الطيّب إلى اللّه و لصلوحه إلى لقاء اللّه سبحانه، قال تعالى: وَ لكِنْ يَنالُهُ التَّقْوى‏ مِنْكُمْ‏ «4» و قال تعالى: كُلًّا نُمِدُّ هؤُلاءِ وَ هَؤُلاءِ مِنْ عَطاءِ رَبِّكَ‏ «5» فعطاؤه بمنزلة الصورة، و صلاح العمل بمنزلة المادّة، هذا.

و أمّا الصلاح الذاتي- و هو المراد بصلاح الصالحين- فلم يرد فيه ما يلوح تفسيره منه غير ما في قوله سبحانه: فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَ الصِّدِّيقِينَ وَ الشُّهَداءِ وَ الصَّالِحِينَ وَ حَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً «6» و قوله: وَ أَدْخَلْناهُمْ فِي رَحْمَتِنا إِنَّهُمْ مِنَ الصَّالِحِينَ‏ «7» و قوله حكاية عن سليمان: وَ أَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبادِكَ الصَّالِحِينَ‏ «8» و قوله: وَ لُوطاً آتَيْناهُ حُكْماً وَ عِلْماً «9» إلى قوله: وَ أَدْخَلْناهُ‏

(1). القصص (28): 80.

(2). فاطر (35): 10.

(3). الكهف (18): 110.

(4). الحج (22): 37.

(5). الاسراء (17): 20.

(6). النساء (4): 69.

(7). الانبياء (21): 84.

(8). النمل (27): 19.

(9). الانبياء (21): 84.

تفسير البيان فى الموافقة بين الحديث و القرآن، ج‏1، ص: 232

فِي رَحْمَتِنا إِنَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ. «1»

و ليس المراد به الصلاح لمطلق الرحمة الإلهيّة العامّة لكلّ شي‏ء، و لا المختصّة بالمؤمنين فحسب على ما يفيده قوله: وَ رَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْ‏ءٍ فَسَأَكْتُبُها لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ‏ «2» إذ الصالحون طائفة خاصّة من المؤمنين، و من الرحمة ما يختصّ بالبعض دون البعض، قال تعالى: وَ اللَّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشاءُ. «3»

و ليس أيضا مطلق كرامة الولاية، و هي تولّيه سبحانه امر عبده، فإنّ الصالحين و إن شرّفوا بذلك على ما بيّنا في ذيل قوله: اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ‏ «4» من سورة الفاتحة، فإنّ هذه صفة مشتركة بينهم و بين النبيّين و الصدّيقين و الشهداء كما مرّ بيانه، فلا يستقيم إذا عدّهم طائفة في قبالهم.

و ليس الصلاح أيضا إيتاء الحكم و العلم و الاصطفاء، على ما هو ظاهر من الآيات المشتملة عليه.

نعم، يبقى له من الأثر الخاصّ: الإدخال في الرحمة و هو الأمن التامّ من العذاب، كما ورد المعنيان معا في الجنّة: قال سبحانه: فَيُدْخِلُهُمْ رَبُّهُمْ فِي رَحْمَتِهِ‏ «5» أي في الجنّة، و قال: [ يَدْعُونَ فِيها بِكُلِّ فاكِهَةٍ آمِنِينَ‏ ] «6» أيّ في الجنّة.

و أنت إذا تدبّرت معنى الصلاح و هو اللياقة، و قوله: وَ أَدْخَلْناهُ فِي رَحْمَتِنا،

(1). الانبياء (21): 75.

(2). الأعراف (7): 156.

(3). البقرة (2): 105.

(4). الفاتحة (1): 6.

(5). الجاثية (45): 30.

(6). الدخان (44): 55.

تفسير البيان فى الموافقة بين الحديث و القرآن، ج‏1، ص: 233

و لم يقل: و دخل، و قوله: وَ كُلًّا جَعَلْنا صالِحِينَ‏ «1» و أنّه سبحانه قصر في كلامه الأجر و الشكر على العمل و السعي، قضيت بأنّ الصلاح الذاتي كرامة ليست بحذاء العمل و الإرادة، و يتبيّن حينئذ معنى قوله تعالى: لَهُمْ ما يَشاؤُنَ عِنْدَ رَبِّهِمْ* «2» و هو ما بالعمل، وَ لَدَيْنا مَزِيدٌ «3» و هو أمر غير ما بالعمل، و ليس من شأنه أن يتعلّق به المشيئة، فهو أمر غير محدود، إذ كلّ خير محدود يتعلّق به المشيئة، فافهم.

و في تفسير القمّي في قوله تعالى: وَ لَدَيْنا مَزِيدٌ «4» قال- عليه السلام-:

«النظر إلى رحمة اللّه». «5»

و في المجمع عن النبيّ- صلى اللّه عليه و آله و سلّم- يقول اللّه: أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت، و لا اذن سمعت و لا خطر على قلب بشر ...» «6» الحديث.

ثمّ إنّك إذا تأمّلت حال إبراهيم- عليه السلام- و أنّه نبيّ مرسل، و أحد اولي العزم و أشرفهم و سيّدهم و أشرف الأنبياء جميعا بعد محمد- صلى اللّه عليه و آله و سلم-، على ما يعطيه القرآن، و أنّه مقتدى من بعده من الأنبياء و المرسلين، و أنّه من الصالحين بنصّ قوله: وَ كُلًّا جَعَلْنا صالِحِينَ‏ «7» الظاهر في الصلاح‏

(1). الانبياء (21): 72.

(2). الشورى (42): 22؛ الزمر (39): 34.

(3). ق (50): 35.

(4). ق (50): 35.

(5). تفسير القمي 2: 327.

(6). بحار الانوار 8: 92؛ مجمع البيان 8: 108.

(7). الانبياء (21): 72.

تفسير البيان فى الموافقة بين الحديث و القرآن، ج‏1، ص: 234

المعجّل، على أنّ من هو دونه في الفضل، مكرم بالصلاح المعجّل، و هو- عليه السلام- مع ذلك يسأل الصلاح بمثل قوله: وَ أَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ* «1» الظاهر في أنّ هناك قوما من الصالحين سبقوه، و هو يسأل اللحوق بهم فيما سبقوه إليه، و اجيب بذلك في الآخرة، كما يحكيه تعالى في ثلاثة مواضع من كلامه:

قال تعالى: وَ لَقَدِ اصْطَفَيْناهُ فِي الدُّنْيا وَ إِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ‏

و قال: وَ آتَيْناهُ فِي الدُّنْيا حَسَنَةً وَ إِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ. «2» و قال:

وَ آتَيْناهُ فِي الدُّنْيا حَسَنَةً وَ إِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ. «3»

فإذا تأمّلت ذلك كلّه حقّ التأمّل، قضيت بأنّ الصلاح ذو مراتب و لم تستبعد- لو قرع سمعك-، أنه سأل اللحوق بمحمد و الطاهرين من آله فاجيب بذلك في الآخرة لا في الدنيا، و محمّد- صلّى اللّه عليه و آله و سلّم- يدّعيه لنفسه بقوله سبحانه: إِنَّ وَلِيِّيَ اللَّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتابَ وَ هُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ‏ «4» «5» و الأخبار في ذلك كثيرة.

(1). يوسف (12): 101؛ الشعراء (26): 83.

(2). النحل (16): 122.

(3). النحل (16): 122.

(4). الأعراف (7): 196.

(5). و إنّما مورد الاستشهاد قوله: «الَّذِي نَزَّلَ الْكِتابَ» [منه- رحمه اللّه-].

تفسير البيان فى الموافقة بين الحديث و القرآن، ج‏1، ص: 235

[سورة البقرة (2): الآيات 133 الى 134]

أَمْ كُنْتُمْ شُهَداءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قالَ لِبَنِيهِ ما تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي قالُوا نَعْبُدُ إِلهَكَ وَ إِلهَ آبائِكَ إِبْراهِيمَ وَ إِسْماعِيلَ وَ إِسْحاقَ إِلهاً واحِداً وَ نَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (133) تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَها ما كَسَبَتْ وَ لَكُمْ ما كَسَبْتُمْ وَ لا تُسْئَلُونَ عَمَّا كانُوا يَعْمَلُونَ (134)

قوله سبحانه: قالُوا نَعْبُدُ إِلهَكَ ...

روى العيّاشي عن الباقر- عليه السلام- «أنّها جرت في القائم- عليه السلام-». «1»

أقول: قال في الصافي: لعلّ مراده أنّها [جارية] في قائم آل محمد- صلى اللّه عليه و آله و سلم-، فكلّ قائم منهم يقول ذلك حين موته‏ «2» لبنيه، و يجيبونه بما أجابوا به. «3»

قوله سبحانه: وَ إِلهَ آبائِكَ‏

في إطلاق لفظ الآباء على الجدّ و العمّ و الوالد- من غير مصحّح للتغليب- حجّة فيما سيجي‏ء من خطاب إبراهيم لآزر بالأب.

(1). تفسير العيّاشي 1: 61 الحديث: 102.

(2). في المصدر: «الموت ذلك»

صفحه بعد