کتابخانه تفاسیر

پایگاه داده های قرآنی اسلامی
کتابخانه بالقرآن

تفسير القرآن الكريم-صدرا

الجزء الأول

تقديم حول الكتاب و المؤلف

7 تفسير القرآن الكريم

كيفية العمل في هذا الطبع المحشي المقدمة

سورة الفاتحة

قوله جل اسمه:[سورة الفاتحة(1): آية 3]

سورة البقرة

فتوح استفاضية[تشابه النفس الانساني و النفس الرحماني‏] فصل في نبذ من أسرار الحروف بحث و تنبيه‏[الالف و أسرارها] كشف غطاء[الروح البخاري مثال العماء] فصل في الإشارة إلى سر هذه الصفوة من المفاتيح الحرفية الواقعة في فواتيح السور تنبيه‏[رد على القائلين بعدم إمكان فهم تفسير الحروف المقطعة] حكمة قرآنية[تفسير الحروف المقطعة حسبما قاله ابن سينا] فصل آخر في الدلالة على كيفية دلالة الحروف على هذه المراتب الوجودية فصل آخر في الغرض فصل في أحوال أواخرها من حيث الاعراب تنبيهات: قوله جل اسمه:[سورة البقرة(2): آية 13]

الجزء الثاني

بقية سورة البقرة

قوله جل اسمه:[سورة البقرة(2): الآيات 21 الى 22]

نكتة هاهنا لأهل الإشارة: تبصرة: تذكرة فصل قد اختلفوا في أن السماء أفضل، أم الأرض؟ أبحاث لفظية: فصل فصل في مذاهب الذين جعلوا لله أندادا تنبيه تتمة
تعليقات الحكيم الإلهي المولى على النوري(قده)

الجزء الثالث

بقية سورة البقرة

قوله جل اسمه:[سورة البقرة(2): آية 34]

قوله جل اسمه:[سورة البقرة(2): آية 47] قوله جل اسمه:[سورة البقرة(2): آية 54] قوله تعالى:[سورة البقرة(2): آية 57] تعليقات الحكيم الإلهي المولى على النوري(قده)

الجزء الرابع

المقدمة مقدمة المؤلف

[سورة البقرة(2): الآيات 255 الى 257]

المقالة الخامسة عشرة في قوله سبحانه«و الله سميع عليم»

المقالة التاسعة عشرة في قوله سبحانه«أولئك أصحاب النار»

تفسير آية النور[سورة النور(24): آية 35]

مقدمة

الجزء الخامس

مقدمة الناشر مقدمة المصحح

تفسير القران الكريم سورة يس

[سورة يس(36): آية 1] [سورة يس(36): آية 2] [سورة يس(36): آية 3] [سورة يس(36): آية 4] [سورة يس(36): آية 5] [سورة يس(36): آية 6] [سورة يس(36): آية 7] [سورة يس(36): آية 8] [سورة يس(36): آية 9] [سورة يس(36): آية 10] [سورة يس(36): آية 11] [سورة يس(36): آية 13] [سورة يس(36): آية 14] [سورة يس(36): آية 15] [سورة يس(36): آية 16] و قوله سبحانه:[سورة يس(36): آية 17] [سورة يس(36): آية 18] [سورة يس(36): آية 19] قوله سبحانه:[سورة يس(36): آية 20] [سورة يس(36): آية 21] [سورة يس(36): آية 22] [سورة يس(36): الآيات 23 الى 24] [سورة يس(36): آية 25] [سورة يس(36): الآيات 26 الى 27] [سورة يس(36): آية 28] [سورة يس(36): آية 29] [سورة يس(36): آية 30] [سورة يس(36): آية 31] [سورة يس(36): آية 32] [سورة يس(36): آية 33] [سورة يس(36): آية 34] [سورة يس(36): آية 35] [سورة يس(36): آية 36] قوله سبحانه:[سورة يس(36): آية 37] [سورة يس(36): آية 38] [سورة يس(36): آية 39] [سورة يس(36): آية 41] قوله سبحانه:[سورة يس(36): آية 50] قوله سبحانه:[سورة يس(36): آية 53] قوله سبحانه:[سورة يس(36): آية 57] قوله سبحانه:[سورة يس(36): آية 63] قوله سبحانه:[سورة يس(36): آية 64] قوله سبحانه:[سورة يس(36): آية 73] قوله سبحانه:[سورة يس(36): آية 76] خاتمة في موضع نزول هذه السورة و عدد آيها و بيان فضلها. تعليقات الحكيم الإلهي المولى على النوري قدس سره الشريف على تفسير سورة يس

الجزء السادس

مقدمة المصحح مقدمة المؤلف - أشرف العلوم الحكمة تمهيد فيه تشييد

سورة السجدة

قوله عز و جل:[سورة السجده(32): آية 2] قوله سبحانه:[سورة السجده(32): الآيات 6 الى 7] قوله سبحانه:[سورة السجده(32): آية 13] [سورة السجده(32): آية 14] قوله سبحانه:[سورة السجده(32): آية 15] [سورة السجده(32): آية 16] قوله سبحانه:[سورة السجده(32): الآيات 19 الى 20]

سورة الحديد مدنية و آياتها تسع و عشرون

قوله عز و جل:[سورة الحديد(57): آية 6] قوله عز و جل:[سورة الحديد(57): آية 20] خاتمة

الجزء السابع

مقدمه المصحح

(56) سورة الواقعة مكية و آياتها ست و تسعون

مقدمه المؤلف قوله عز اسمه:[سورة الواقعة(56): الآيات 1 الى 2] قوله عز اسمه:[سورة الواقعة(56): آية 3] قوله عز اسمه:[سورة الواقعة(56): الآيات 4 الى 6] قوله عز اسمه:[سورة الواقعة(56): آية 7] قوله عز اسمه:[سورة الواقعة(56): الآيات 8 الى 10] قوله عز اسمه:[سورة الواقعة(56): آية 11] قوله عز اسمه:[سورة الواقعة(56): آية 12] قوله عز اسمه:[سورة الواقعة(56): الآيات 13 الى 14] قوله عز اسمه:[سورة الواقعة(56): آية 15] قوله عز اسمه:[سورة الواقعة(56): آية 16] قوله عز اسمه:[سورة الواقعة(56): آية 17] قوله عز اسمه:[سورة الواقعة(56): آية 18] قوله عز اسمه:[سورة الواقعة(56): آية 19] قوله عز اسمه:[سورة الواقعة(56): الآيات 20 الى 21] قوله عز اسمه:[سورة الواقعة(56): الآيات 22 الى 23] قوله عز اسمه:[سورة الواقعة(56): آية 24] قوله عز اسمه:[سورة الواقعة(56): آية 25] قوله عز اسمه:[سورة الواقعة(56): آية 26] قوله عز اسمه:[سورة الواقعة(56): آية 27] قوله عز اسمه:[سورة الواقعة(56): الآيات 28 الى 31] قوله عز اسمه:[سورة الواقعة(56): الآيات 32 الى 33] قوله عز اسمه:[سورة الواقعة(56): الآيات 34 الى 37] قوله عز اسمه:[سورة الواقعة(56): آية 38] قوله عز اسمه:[سورة الواقعة(56): الآيات 39 الى 40] قوله عز اسمه:[سورة الواقعة(56): آية 41] فقال - عز اسمه -:[سورة الواقعة(56): الآيات 42 الى 44] قوله عز اسمه:[سورة الواقعة(56): الآيات 45 الى 48] [سورة الواقعة(56): الآيات 49 الى 50] قوله عز اسمه:[سورة الواقعة(56): الآيات 51 الى 53] قوله عز اسمه:[سورة الواقعة(56): الآيات 54 الى 55] قوله عز اسمه:[سورة الواقعة(56): آية 56] قوله عز اسمه:[سورة الواقعة(56): آية 57] قوله عز اسمه:[سورة الواقعة(56): الآيات 58 الى 59] قوله عز اسمه:[سورة الواقعة(56): الآيات 60 الى 61] قوله عز اسمه:[سورة الواقعة(56): آية 62] قوله عز اسمه:[سورة الواقعة(56): الآيات 63 الى 67] قوله عز اسمه:[سورة الواقعة(56): الآيات 68 الى 70] قوله عز اسمه:[سورة الواقعة(56): الآيات 71 الى 72] قوله عز اسمه:[سورة الواقعة(56): آية 73] قوله عز اسمه:[سورة الواقعة(56): آية 74] قوله عز اسمه:[سورة الواقعة(56): الآيات 75 الى 76] قوله عز اسمه:[سورة الواقعة(56): الآيات 77 الى 78] قوله عز اسمه:[سورة الواقعة(56): آية 79] قوله عز اسمه:[سورة الواقعة(56): آية 80] قوله عز اسمه:[سورة الواقعة(56): الآيات 81 الى 82] قوله عز اسمه:[سورة الواقعة(56): الآيات 83 الى 87] قوله عز اسمه:[سورة الواقعة(56): الآيات 88 الى 89] قوله عز اسمه:[سورة الواقعة(56): الآيات 90 الى 91] قوله عز اسمه:[سورة الواقعة(56): الآيات 92 الى 94] [سورة الواقعة(56): آية 95] قوله عز اسمه:[سورة الواقعة(56): آية 96]

سورة الجمعة مدنية و آياتها احدى عشرة

خاتمة

تفسير القرآن الكريم صدرا


صفحه قبل

تفسير القرآن الكريم، ج‏4، ص: 321

لرضاهم بما هم فيه، فإن استعدادهم يطلب ذلك، كالاتوني الذي يفتخر بما هو فيه، و عظم عذابه بالنّسبة إلى من يعرف أن وراء مرتبتهم مرتبة، و أن ما هم فيه عذاب بالنسبة إليها.

و أنواع العذاب غير مخلّد على أهله من حيث أنّه عذاب، لانقطاعه بشفاعة الشافعين‏

«و آخر من يشفع هو أرحم الراحمين» كما جاء في الحديث الصحيح‏

، لذلك ينبت الجرجير في قعر جهنم لانطفاء النار و انقطاع العذاب، و بمقتضى‏

«سبقت رحمتي غضبي»

فظاهر الآيات التي جاء في حقّهم بالتعذيب كلها حقّ، و كلام الشيخ- رضي اللّه عنه- لا ينافي ذلك، لأن كون الشي‏ء من وجه عذابا، لا ينافي كونه من وجه آخر عذبا «1» .

(1) و ليعلم ان المصنف- قدس سره- في كتابه «الحكمة العرشية»- الذي قيل انه آخر مصنفاته- صرح بدوام الخلود و تسرمد العذاب حيث قال:

«و أما أنا و الذي لاح لي بما أنا مشتغل به من الرياضات العلمية و العملية ان الجحيم ليست بدار نعيم، و انما هي موضع الألم و المحن، و فيها العذاب الدائم، و لكن آلامها متفننة متجددة على الاستمرار بلا انقطاع، و الجلود فيها متبدلة و ليست هناك موضع راحة و اطمئنان».

و كما أشار في أواسط المنظر الرابع بقوله: «فيجب على طالب الايمان على سبيل التقليد أن لا يشك فيه حتى ينكشف له حقيقة الامر و يظهر له السر المصون ...» (خواجوى)

تفسير القرآن الكريم، ج‏4، ص: 322

المنظر الخامس في ذكر جملة من خواص أولياء اللّه و علاماتهم و خواص أولياء الطاغوت و علاماتهم. ليعرف الإنسان أحوال المؤمن الحقيقي من أحوال المنافق، لينكشف لمّية كون أحدهما من أهل اللّه و أهل النور، و كون الثاني من أهل الطاغوت و أهل النار

أما أحوال أولياء اللّه- و هم المؤمنون حقا- فمنها ما ذكره اللّه تعالى بقوله: إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَ إِذا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آياتُهُ زادَتْهُمْ إِيماناً وَ عَلى‏ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ‏ [8/ 2] معناه أن المؤمن الحقيقي و العارف اليقيني الذي كتب اللّه بقلم العناية في قلبه الايمان، و أيّده بروح منه فهو على نور من ربّه، فإذا ذكر اللّه و جل قلبه فإن وجل القلب عند سماع ذكر اللّه من خصوصية المعرفة و الحكمة باللّه و صفاته و أفعاله، إذ الحكمة هي النور المنبسط الايمانى الذي قذف اللّه في قلوبهم، و من شأن نور الايمان أن يرقّ القلب و يصفيه عن كدورات صفات النفس و ظلمتها، و يلين قسوته فتلين إلى ذكر اللّه و يحنّ شوقا إلى اللّه.

و هذا حال أهل البدايات، أمّا حال أهل النهايات فهي الطمأنينة و السكون بالذكر، لقوله تعالى: الَّذِينَ آمَنُوا وَ تَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ‏ [13/ 28].

و

قال صلّى اللّه عليه و آله- فيما روي عنه-: «ان أحب القلوب إلى اللّه أصلبها في دين اللّه و أصفاها عن الذنوب، و أرّقها على الإخوان، و إذا تليت عليهم آياته زادتهم ايمانا»

فجعل من شروط الايمان الحاصل في القلوب ازدياده عن سماع القرآن‏

تفسير القرآن الكريم، ج‏4، ص: 323

و تلاوته، لاشتماله على ذكر اللّه و المعارف الإلهيّة.

و ذلك لأن الايمان الحقيقي هو النور الواقع في القلوب بقدر انفتاح روزنة القلوب من أنوار تجلّي شموس صفاته و حقائق أفعاله للقلوب المشتاقة فيكون وجوه قلوبهم الخالية (الناظرة- ن) من دنس حب الدنيا بسبب ذلك النور إلى ربّها و حبيبها ناظرة؛ فإن «الايمان يجرّ بعضه إلى بعض» و «بالمعرفة يكتسب المعرفة» فكلّما تليت على أصحابها الآيات أو تلوها أو ذكر اللّه أو ذكروه، زاد انفتاح (انفساخ- ن) روزنتها بقدر صدقها و شوقها و مناسبتها، فيزيد فيها نور الايمان فيزدادوا ايمانا مع ايمانهم.

و على ربّهم يتوكّلون: يعني فحينئذ على ربّهم يتوكّلون، لا على الدنيا و أهلها، فإن من شاهد جمال الحقّ و جلاله بنور الايمان فقد استغرق في بحر سطوات جلاله، فيكون توكّلهم عليه لا على غيره. و منها- ما وصفهم اللّه بقوله‏ وَ ما أَنَا بِطارِدِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّهُمْ مُلاقُوا رَبِّهِمْ‏ [11/ 29] يعني: إن المؤمن من يكون درجته درجة الملائكة المقرّبين الذين يلاقون ربّهم من فوقهم، لا واسطة بينهم و بين ربّهم، و ذلك لارتقائهم عن عالم الطبيعة بجناحي العلم و العمل إلى جوار اللّه.

و من العلامات المختصّة بهم ما ذكره تعالى مخاطبا لإبليس اللعين:

إِنَّ عِبادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطانٌ‏ [15/ 42] و حكى أيضا قول إبليس محاربا للّه جلّت عظمته: إِلَّا عِبادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ‏ [15/ 40].

و منها ما وصفهم بقوله تعالى‏ وَ عِبادُ الرَّحْمنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً وَ إِذا خاطَبَهُمُ الْجاهِلُونَ قالُوا سَلاماً إلى آخر السورة [25/ 63- 77] و منها ما أشار إليه بقوله: إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ‏ [26/ 89].

و هذه عمدة صفاتهم، لأن الأصل في جميع الخيرات سلامة الصدر من‏

تفسير القرآن الكريم، ج‏4، ص: 324

الغلّ و الغشّ و الدغل و الحسد و البغض و الكبر و الحرص و الطمع و المكر و الزنا و الخديعة و النفاق و ما أشبهها من الخصال المذمومة التي أكثرها ينشأ من التشبّه بأهل العلم في الزّي و المنطق من غير عرفان، و طلب الترفّع من غير استيهال، و هو بذر النفاق و العناد و مادّة السيّئات.

و منها الخوف و الخشية كما في قوله تعالى: وَ هُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ‏ [21/ 28] و قوله: إِنَّما يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماءُ [35/ 28].

فهذه و ما أشبهها خصال أولياء اللّه بحسب الملكات و الأخلاق العملية.

و أمّا الأعمال و الأفعال الواجبة أو المندوبة فجميعها يرجع إلى تصفية القلب، و هي أمر عدمي عبارة عن رفع المانع و ازالة الحجاب عن الوصول إلى الحق و الحقيقة من الطبع و الرين الحاصل في مرآة القلب بحسب غبار الهيئات المرتفعة إليه من عوالم الحواس و معدن الوسواس.

و أما علاماتهم و خصالهم العلمية التي هي غاية قصودهم و ثمرة وجودهم- لأن الايمان و العرفان باللّه و صفاته و ملائكته و أفعاله و كتبه و رسله و اليوم الآخر هي الغاية القصوى و الثمرة العليا من وجود الإنسان و بقائه- فمنها طريق تحصيلهم للمعارف و سبيل سيرهم إلى اللّه، و هو الصراط الذي وصفه اللّه بالمستقيم، و قال تعليما لعباده استدعاء ذلك من اللّه بقوله:

اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ‏ [1/ 6].

و هو الصراط الذي سلكه جميع أنبيائه و أوليائه كما أشير إليه بقوله تعالى‏ وَ هذا صِراطُ رَبِّكَ مُسْتَقِيماً [6/ 126] و قوله‏ شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ ما وَصَّى بِهِ نُوحاً وَ الَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْكَ وَ ما وَصَّيْنا بِهِ إِبْراهِيمَ وَ مُوسى‏ وَ عِيسى‏ الآية

تفسير القرآن الكريم، ج‏4، ص: 325

[42/ 13] و قوله: كَذلِكَ يُوحِي إِلَيْكَ وَ إِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ‏ [42/ 3] و قوله: وَ ما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ‏ [21/ 25] و قوله: إِنَّ هذا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولى‏* صُحُفِ إِبْراهِيمَ وَ مُوسى‏ [87/ 18- 19].

و هو الطريق الذي لا يتطرّق إليه نسخ و تغيّر، و لا فيه تخالف و تناقض، لكونه من عند اللّه و بتوفيقه و إلهامه، لا من جهة التقليد و التعصّب و اتّباع الآباء و ملازمة الأهواء، لقوله: وَ لَوْ كانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً [4/ 82].

و هو مسلك التوحيد الذي سلكه أفضل الأنبياء عليه و عليهم السلام و متابعوه و شيعتهم لقوله تعالى: قُلْ هذِهِ سَبِيلِي أَدْعُوا إِلَى اللَّهِ عَلى‏ بَصِيرَةٍ أَنَا وَ مَنِ اتَّبَعَنِي‏ [12/ 108].

و هو الطريق المستقيم الذي أمر اللّه نبيّه أن يعلّم الناس سلوكهم و يهديهم إليه و يأمرهم باتّباعه و نهاهم عن سلوك طريق غيره، و هو في قوله تعالى: أَنَّ هذا صِراطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَ لا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ‏ [6/ 153].

و ذلك لأن استقامة الطريق يفضى سالكه إلى المقصد في أقرب زمان، و لا بد للسالك أن يتحرّي أقرب الطرقات، فإنه أسهلها مسلكا و أقربها وصولا و هو الذي لا عوائق فيه و لا عوج له، فلذلك ينبغي للقاصدين إلى اللّه بعد تصفية نفوسهم عن درن الشهوات، و الراغبين في نعيم الآخرة في دار السلام الذين يريدون الصعود إلى ملكوت السموات و الدخول في زمرة الملائكة بالولادة الثانية أن يتحرّوا أقرب الطرق إليه و أسهلها مسلكا و أوثقها اعتمادا كما في قوله تعالى: فَأُولئِكَ تَحَرَّوْا رَشَداً [72/ 14].

تفسير القرآن الكريم، ج‏4، ص: 326

و نحن نريد أن نبيّن الطريق المستقيم الذي أوصانا اللّه به و أمرنا باتّباعه على ألسنة أنبيائه صلوات اللّه عليهم ما هو؟ و كيف ينبغي أن نسلكه حتى نصل إلى ما وعدنا به ربّنا؟ كما قال تعالى: أَنْ قَدْ وَجَدْنا ما وَعَدَنا رَبُّنا حَقًّا فَهَلْ وَجَدْتُمْ ما وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا قالُوا نَعَمْ‏ [7/ 44] و لكن لا يمكننا بيان ذلك إلا بكلام موزون و حكمة بالغة و برهان نيّر و دلائل واضحة:

أما البرهان النيّر فبالنظر إلى حقيقة الوجود و ما يلزمه و ما يبدء منه، كما قال سبحانه: أَ وَ لَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلى‏ كُلِّ شَيْ‏ءٍ شَهِيدٌ [41/ 53].

و أما الدلائل الواضحة فعلى مثل بيان اللّه و سنّة أنبيائه و أوليائه عليهم السّلام بالوصف البليغ بسائر (لسائر- ن) آيات اللّه في الآفاق و في أنفسنا حتّى يتبيّن أنه الحق، كما قال تعالى: إِنَّ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ اخْتِلافِ اللَّيْلِ وَ النَّهارِ ... لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ‏ [2/ 164] و قوله: وَ فِي الْأَرْضِ آياتٌ لِلْمُوقِنِينَ‏ [51/ 20] و في قوله: وَ فِي أَنْفُسِكُمْ أَ فَلا تُبْصِرُونَ‏ [51/ 21] فإذا فعلوا ذلك فتحت أبواب العلوم المخزونة و الأسرار المكنونة التي لا يمسّها الّا المطهّرون.

و مما يجب أن يعلم أن كل من أراد أن يتّبع سبيل أولياء اللّه أنه لا ينبغي أن يتكلّم في ذات الباري و لا في صفاته و لا في أفعاله- من حيث هي أفعاله- بالحزر «1» و التخمين و لا قبل تصفية النفس، فإن ذلك يؤدّى إلى الشكوك و الحيرة و الضلال كما قال اللّه تعالى: وَ مِنَ النَّاسِ مَنْ يُجادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَ لا هُدىً وَ لا كِتابٍ مُنِيرٍ [22/ 8].

و من لطائف خواصهم العلميّة أنهم في الكمالات العلميّة إمّا في‏

(1) حزر الشي‏ء: قدره بالحدس و خمنه.

تفسير القرآن الكريم، ج‏4، ص: 327

مرتبة التامّ بذاته- و هي بحسب أرواحهم التي مرتبتها مرتبة العقول الفعالة- و إما في مرتبة المكتفي بذاته- و هي بحسب نفوسهم التي في درجة نفوس الأفلاك- بخلاف غيرهم من اولي العلوم، إذ لا يمكنهم الاكتفاء في علومهم بالأسباب الداخلة (الداخليّة- ن) و المقوّمات الداخليّة، فإن علومهم ليست من إفاضة اللّه فقط بتوسط الملائكة النوريّة التي هي خزائن علم اللّه، بل يحتاجون في انحفاظ علومهم إلى أسباب خارجيّة، و أوضاع حسيّة، و أسانيد متقدمة، حتى إن فرض ارتفاع الأسانيد و الأوضاع الخارجيّة الحسيّة التي كانت جملتها من الأمور المتغيّرة المتصرّمة لبطلت علومهم و زالت كمالاتهم.

فجميع المنتسبين إلى العلوم التي هي دون علوم الأولياء و العرفاء ناقصون في كمالاتهم العلمية، إذ ليسوا في مرتبة التمام كالعقول القادسة و الملائكة العلميّة الذين كمالاتهم بالفعل من كلّ الوجوه، و لا كمال منتظر لهم؛ و ليسوا أيضا في مرتبة المكتفين بذواتهم و ذوات عللهم المقوّمة الداخليّة كالملائكة العمّالة بإذن اللّه في تحريك الأجرام العالية و استخراج الكمالات النفسيّة من القوّة إلى الفعل، بل هؤلاء يكونون أبدا محتاجين إلى المشايخ و الأسانيد، كالأعمى الذي يحتاج أبدا إلى قائد خارجيّ و إلى ما يسند إليه في سلوكه و مشيه.

و معنى الوراثة في‏

«كون العلماء ورثة الأنبياء صلوات اللّه عليهم أجمعين»

صفحه بعد