کتابخانه تفاسیر

پایگاه داده های قرآنی اسلامی
کتابخانه بالقرآن

تفسير القمي

الجزء الأول

مقدمة المصنف 1 سورة الفاتحة مكية و هي سبع آيات 7 2 سورة البقرة و هي مائتان و ست و ثمانون آية 286 3 سورة آل عمران مدنية و هي مائتا آية 200 4 سورة النساء مدنية و هي مائة و ست و سبعون آية 176 5 سورة المائدة مدنية و هي مائة و عشرون آية 120 6 سورة الأنعام مكية و هي مائة و خمس و ستون آية 165 7 سورة الأعراف مكية و هي مائتان و ست آية 206 (8) سورة الأنفال مدنية خمس و سبعون آية(75) 9 سورة التوبة مدنية مائة و تسع و عشرون آية 129 (10) سورة يونس مكية مائة و عشر آية(110) 11 سورة هود مكية مائة و اثنتان و عشرون آية 122 12 سورة يوسف مكية آياتها مائة و إحدى عشرة 111 (13) سورة الرعد مكية آياتها ثلاث و أربعون(43) 14 سورة إبراهيم مكية و هي اثنتان و خمسون آية 52 15 سورة الحجر مكية آياتها تسع و تسعون 99 16 سورة النحل مكية آياتها مائة و ثمانية و عشرون 128 فهرس مواضيع الكتاب

الجزء الثاني

الرموز 17(سورة بني إسرائيل مكية) و آياتها مائة و إحدى عشرة 111 (18) سورة الكهف مكية و آياتها مائة و عشر(120) 19 سورة مريم مكية و آياتها ثمان و تسعون 98 20 سورة طه مكية و آياتها مائة و خمس و ثلاثون 35 21 سورة الأنبياء مكية و آياتها مائة و اثنتا عشرة 112 22 سورة الحج مدنية و آياتها ثمان و سبعون 78 (23) سورة المؤمنون مكية آياتها مائة و ثمان عشرة(118) 24 سورة النور مدنية آياتها أربع و ستون 64 25 سورة الفرقان مكية آياتها سبع و سبعون 77 26 سورة الشعراء مكية آياتها مائتان و سبع و عشرون 227 27 سورة النمل مكية آياتها ثلاث و تسعون 93 28 سورة القصص مكية آياتها ثمان و ثمانون 88 29 سورة العنكبوت مكية و آياتها تسع و ستون 69 (30) سورة الروم مكية و هي ستون آية(60) 31 سورة لقمان مكية آياتها أربع و ثلاثون 34 32 سورة السجدة مكية ثلاثون آية 30 33 سورة الأحزاب مدنية ثلاث و سبعون آية 73 34 سورة سبإ مكية آياتها أربع و خمسون 54 35 سورة فاطر مكية آياتها خمس و أربعون 45 36 سورة يس مكية آياتها ثلاث و ثمانون 83 37 سورة الصافات مكية و هي مائة و اثنتان و ثمانون آية 182 38 سورة ص مكية آياتها ثمان و ثمانون 88 39 سورة الزمر مكية آياتها خمس و سبعون 75 40 سورة المؤمن مكية آياتها خمس و ثمانون 85 41 سورة حم السجدة مكية آياتها أربع و خمسون 54 42 سورة الشورى مكية آياتها ثلاث و خمسون 53 43 سورة الزخرف مكية آياتها تسع و ثمانون 89 44 سورة الدخان مكية آياتها تسع و خمسون 59 45 سورة الجاثية مكية آياتها سبع و ثلاثون 37 (46) سورة الأحقاف مكية آياتها خمس و ثلاثون(35) 47 سورة محمد ص مدنية آياتها ثمان و ثلاثون 38 48 سورة الفتح مدنية آياتها تسع و عشرون 29 49 سورة الحجرات مدنية آياتها ثمان عشرة 18 50 سورة ق مكية آياتها خمس و أربعون 45 51 سورة الذاريات مكية آياتها ستون 60 52 سورة الطور مكية آياتها تسع و أربعون 49 53 سورة النجم مكية آياتها اثنتان و ستون 62 54 سورة القمر مكية آياتها خمس و خمسون 55 55 سورة الرحمن مدنية ثمان و سبعون آية 78 56 سورة الواقعة مكية آياتها ست و تسعون 96 57 سورة الحديد مدنية آياتها تسع و عشرون 29 58 سورة المجادلة مدنية آياتها اثنتان و عشرون 22 59 سورة الحشر مدنية آياتها أربع و عشرون 24 60 سورة الممتحنة مدنية آياتها ثلاث عشرة 13 61 سورة الصف مدنية آياتها أربع عشرة 14 62 سورة الجمعة مدنية آياتها إحدى عشرة 11 63 سورة المنافقون مدنية إحدى عشرة آية 11 64 سورة التغابن مدنية آياتها ثماني عشرة 18 65 سورة الطلاق مدنية آياتها اثنتا عشرة 12 66 سورة التحريم مدنية آياتها اثنتا عشرة 12 67 سورة الملك مكية آياتها ثلاثون 30 68 سورة القلم مكية آياتها اثنتان و خمسون 52 69 سورة الحاقة مكية آياتها اثنتان و خمسون 52 70 سورة المعارج مكية آياتها أربع و أربعون 44 71 سورة نوح مكية آياتها ثمان و عشرون 28 72 سورة الجن مكية آياتها ثمان و عشرون 28 73 سورة المزمل مكية آياتها عشرون 20 74 سورة المدثر مكية آياتها ست و خمسون 56 75 سورة القيامة مكية آياتها أربعون 40 76 سورة الدهر مدنية آياتها إحدى و ثلاثون 31 77 سورة المرسلات مكية آياتها خمسون 50 78 سورة النبإ مكية آياتها إحدى و أربعون 41 79 سورة النازعات مكية آياتها ست و أربعون 46 80 سورة عبس مكية 42 81 سورة التكوير مكية آياتها تسع و عشرون 29 82 سورة الإنفطار مكية و آياتها تسع عشرة 19 83 سورة المطففين مكية آياتها ست و ثلاثون 36 84 سورة الإنشقاق مكية آياتها خمس و عشرون 25 85 سورة البروج مكية آياتها اثنتان و عشرون 22 86 سورة الطارق مكية آياتها سبع عشرة 17 87 سورة الأعلى مكية آياتها تسع عشرة 19 88 سورة الغاشية مكية آياتها ست و عشرون 26 89 سورة الفجر مكية آياتها ثلاثون 30 90 سورة البلد مكية آياتها عشرون 20 91 سورة الشمس مكية آياتها خمس عشرة 15 92 سورة الليل مكية آياتها إحدى و عشرون 21 93 سورة الضحى مكية آياتها إحدى عشرة 11 94 سورة الإنشراح مكية و هي ثمان آيات 8 95 سورة التين مكية و هي ثمان آيات 8 96 سورة العلق مكية آياتها تسع عشرة 19 97 سورة القدر مكية آياتها خمس 5 98 سورة البينة مدنية آياتها ثمان 8 99 سورة الزلزال مدنية آياتها ثمان 8 100 سورة العاديات مكية 11 101 سورة القارعة مكية آياتها إحدى عشرة 11 102 سورة التكاثر مكية آياتها ثمان 8 (103) سورة العصر مكية آياتها ثلاث(3) (104) سورة الهمزة مكية آياتها تسع(9) (105) سورة الفيل مكية آياتها خمس(5) (106) سورة قريش مكية آياتها أربع(4) (107) سورة الماعون مكية آياتها سبع(7) (108) سورة الكوثر مكية آياتها ثلاث(3) (109) سورة الكافرون مكية آياتها ست(6) (110) سورة النصر مكية[مدنية] آياتها ثلاث(3) (111) سورة اللهب مكية آياتها خمس(5) (112) سورة الإخلاص مكية آياتها خمس 5 113 سورة الفلق مكية آياتها خمس 5 (114) سورة الناس مكية[مدنية] آياتها ست(6) فهرس الجزء الثاني من تفسير القمي

تفسير القمي


صفحه قبل

تفسير القمي، ج‏2، ص: 277

وَ حَثَا بِيَدِهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ.

، قَالَ: فَحَدَّثَنِي أَبِي عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ رِئَابٍ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ‏ «وَ ما أَصابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ ...» إلخ» قَالَ أَ رَأَيْتَ مَا أَصَابَ عَلِيّاً وَ أَهْلَ بَيْتِهِ هُوَ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَ هُمْ أَهْلُ الطَّهَارَةِ مَعْصُومُونَ قَالَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ ص كَانَ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ وَ يَسْتَغْفِرُهُ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَ لَيْلَةٍ مِائَةَ مَرَّةٍ مِنْ غَيْرِ ذَنْبٍ إِنَّ اللَّهَ يَخُصُّ أَوْلِيَاءَهُ بِالْمَصَائِبِ لِيَأْجُرَهُمْ عَلَيْهَا مِنْ غَيْرِ ذَنْبٍ.

، قَالَ الصَّادِقُ ع: لَمَّا أُدْخِلَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ ع عَلَى يَزِيدَ نَظَرَ إِلَيْهِ ثُمَّ قَالَ: يَا عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ‏ «وَ ما أَصابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِما كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ» ! فَقَالَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ ع كَلَّا! مَا فِينَا هَذِهِ نَزَلَتْ وَ إِنَّمَا نَزَلَتْ فِينَا «ما أَصابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَ لا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَها إِنَّ ذلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلى‏ ما فاتَكُمْ وَ لا تَفْرَحُوا بِما آتاكُمْ» فَنَحْنُ الَّذِينَ لَا نَأْسَوْ عَلَى مَا فَاتَنَا مِنْ أَمْرِ الدُّنْيَا وَ لَا نَفْرَحُ بِمَا أُوتِينَا.

و قوله: «وَ إِذا ما غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ»

قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ ع: مَنْ كَظَمَ غَيْظاً وَ هُوَ يَقْدِرُ عَلَى إِمْضَائِهِ حَشَا اللَّهُ قَلْبَهُ أَمْناً وَ إِيمَاناً يَوْمَ الْقِيَامَةِ قَالَ: وَ مَنْ مَلَكَ نَفْسَهُ إِذَا رَغِبَ وَ إِذَا رَهِبَ وَ إِذَا غَضِبَ حَرَّمَ اللَّهُ جَسَدَهُ عَلَى النَّارِ.

و قوله: «وَ الَّذِينَ اسْتَجابُوا لِرَبِّهِمْ» قال: في إقامة الإمام‏ «وَ أَقامُوا الصَّلاةَ وَ أَمْرُهُمْ شُورى‏ بَيْنَهُمْ» أي يقبلون ما أمروا به و يشاورون الإمام فيما يحتاجون إليه من أمر دينهم كما قال الله‏ «وَ لَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَ إِلى‏ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ» .

و أما قوله: «وَ الَّذِينَ إِذا أَصابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنْتَصِرُونَ» يعني إذا بغي عليهم ينتصرون و هي الرخصة التي صاحبها فيها بالخيار إن شاء فعل و إن شاء ترك ثم جزى ذلك فقال‏ «وَ جَزاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُها» أي لا تعتدى و لا تجازى بأكثر مما فعل بك ثم قال‏ «فَمَنْ عَفا وَ أَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ» ثم قال‏ «وَ تَرَى الظَّالِمِينَ» آل محمد حقهم‏ «لَمَّا رَأَوُا الْعَذابَ يَقُولُونَ هَلْ إِلى‏ مَرَدٍّ مِنْ سَبِيلٍ» أي إلى الدنيا

تفسير القمي، ج‏2، ص: 278

حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَيْلِ عَنْ أَبِي حَمْزَةَ الثُّمَالِيِّ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع قَالَ سَمِعْتُهُ يَقُولُ: «وَ لَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ» يَعْنِي الْقَائِمَ ع وَ أَصْحَابَهُ‏ «فَأُولئِكَ ما عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ» وَ الْقَائِمُ إِذَا قَامَ انْتَصَرَ «1» مِنْ بَنِي أُمَيَّةَ وَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ وَ النُّصَّابِ هُوَ وَ أَصْحَابُهُ وَ هُوَ قَوْلُ اللَّهِ‏ «إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَ يَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ» .

و قوله‏ «تَرَى الظَّالِمِينَ» آل محمد حقهم‏ «لَمَّا رَأَوُا الْعَذابَ» و علي ع هو العذاب في هذا الوجه‏ «2» «يَقُولُونَ هَلْ إِلى‏ مَرَدٍّ مِنْ سَبِيلٍ» فنوالي عليا ع‏ «وَ تَراهُمْ يُعْرَضُونَ عَلَيْها خاشِعِينَ مِنَ الذُّلِّ» لعلي‏ «يَنْظُرُونَ» إلى علي‏ «مِنْ طَرْفٍ خَفِيٍّ وَ قالَ الَّذِينَ آمَنُوا» يعني آل محمد و شيعتهم‏ «إِنَّ الْخاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَ أَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ أَلا إِنَّ الظَّالِمِينَ» آل محمد حقهم‏ «فِي عَذابٍ مُقِيمٍ» قال: و الله يعني النصاب الذين نصبوا العداوة لعلي و ذريته ع و المكذبين‏ «وَ ما كانَ لَهُمْ مِنْ أَوْلِياءَ يَنْصُرُونَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَ مَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَما لَهُ مِنْ سَبِيلٍ»

وَ فِي رِوَايَةِ أَبِي الْجَارُودِ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع: فِي قَوْلِهِ‏ «يَهَبُ لِمَنْ يَشاءُ إِناثاً» أَيْ لَيْسَ مَعَهُنَّ ذَكَرٌ «وَ يَهَبُ لِمَنْ يَشاءُ الذُّكُورَ» يَعْنِي لَيْسَ مَعَهُمْ أُنْثَى‏ «أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْراناً وَ إِناثاً» جَمِيعاً يَجْمَعُ لَهُ الْبَنِينَ وَ الْبَنَاتِ أَيْ يَهَبُهُمْ جَمِيعاً لِوَاحِدٍ.

و قال علي بن إبراهيم في قوله‏ «لِلَّهِ مُلْكُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ يَخْلُقُ ما يَشاءُ» إلى قوله‏ «وَ يَجْعَلُ مَنْ يَشاءُ عَقِيماً»

قَالَ: فَحَدَّثَنِي أَبِي عَنِ الْمَحْمُودِيِّ وَ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى بْنِ عُبَيْدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الرَّازِيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ: أَنَّ يَحْيَى بْنَ أَكْثَمَ‏

(1). أَيِ انْتَقَمَ مِنْهُمْ.

(2). أي هو وجه العذاب. ج. ز.

تفسير القمي، ج‏2، ص: 279

سَأَلَ مُوسَى بْنَ مُحَمَّدٍ عَنْ مَسَائِلَ وَ فِيهَا أَخْبِرْنَا عَنْ قَوْلِ اللَّهِ‏ «أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْراناً وَ إِناثاً» فَهَلْ يُزَوِّجُ اللَّهُ عِبَادَهُ الذُّكْرَانَ وَ قَدْ عَاقَبَ قَوْماً فَعَلُوا ذَلِكَ فَسَأَلَ مُوسَى أَخَاهُ أَبَا الْحَسَنِ الْعَسْكَرِيَّ ع وَ كَانَ مِنْ جَوَابِ أَبِي الْحَسَنِ أَمَّا قَوْلُهُ‏ «أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْراناً وَ إِناثاً» فَإِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى يُزَوِّجُ ذُكْرَانَ الْمُطِيعِينَ إِنَاثاً مِنَ الْحُورِ الْعِينِ وَ إِنَاثَ الْمُطِيعَاتِ مِنَ الْإِنْسِ مِنْ ذُكْرَانِ الْمُطِيعِينَ‏ «1» وَ مَعَاذَ اللَّهِ أَنْ يَكُونَ الْجَلِيلُ عَنَى مَا لَبَّسْتَ عَلَى نَفْسِكَ تَطَلُّباً لِلرُّخْصَةِ لِارْتِكَابِ الْمَأْثَمِ قَالَ‏ «وَ مَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ يَلْقَ أَثاماً يُضاعَفْ لَهُ الْعَذابُ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَ يَخْلُدْ فِيهِ مُهاناً» إِنْ لَمْ يَتُبْ.

و قوله‏ «وَ ما كانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْياً أَوْ مِنْ وَراءِ حِجابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ ما يَشاءُ» قال وحي مشافهة و وحي إلهام و هو الذي يقع في القلب أو من وراء حجاب كما كلم الله نبيه ص و كما كلم الله موسى ع من النار أو يرسل رسولا فيوحي بإذنه ما يشاء قال وحي مشافهة يعني إلى الناس ثم قال لنبيه ص‏ «وَ كَذلِكَ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنا ما كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتابُ وَ لَا الْإِيمانُ» روح القدس هي التي‏

قَالَ الصَّادِقُ ع: فِي قَوْلِهِ‏ «وَ يَسْئَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي» قَالَ: هُوَ مَلَكٌ أَعْظَمُ مِنْ جَبْرَئِيلَ وَ مِيكَائِيلَ كَانَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ص وَ هُوَ مَعَ الْأَئِمَّةِ.

ثم كنى عن أمير المؤمنين ع فقال:

«وَ لكِنْ جَعَلْناهُ نُوراً نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشاءُ مِنْ عِبادِنا» و الدليل على أن النور أمير المؤمنين ع قوله عز و جل‏ «وَ اتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ» الآية

حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ‏

(1). كَأَنَّهُ جَوَابٌ تَنْزِيلِيٌّ يَعْنِي إِذَا فَرَضْنَا كَمَا فَرَضَ السَّائِلُ مِنْ أَنَّ صِيغَةَ «يُزَوِّجُهُمْ» بِمَعْنَى الْإِنْكَاحِ، يُمْكِنُ أَخْذُ الْمُرَادِ بِطَرِيقٍ جَائِزٍ كَمَا بَيَّنَهُ الْإِمَامُ ع وَ إِلَّا ظَاهِرُ الْآيَةِ أَنَّ التَّزْوِيجَ فِيهَا التَّثَنِّي بِقَرِينَةِ مَا سَبَقَ. ج ز.

تفسير القمي، ج‏2، ص: 280

عَلِيٍّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَيْلِ عَنْ أَبِي حَمْزَةَ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع: فِي قَوْلِ اللَّهِ لِنَبِيِّهِ ص‏ «ما كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتابُ وَ لَا الْإِيمانُ وَ لكِنْ جَعَلْناهُ نُوراً» يَعْنِي عَلِيّاً وَ عَلِيٌّ هُوَ النُّورُ.

فقال‏ «نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشاءُ مِنْ عِبادِنا» يعني عليا ع به هدى من هدى من خلقه قال و قال الله لنبيه‏ «وَ إِنَّكَ لَتَهْدِي إِلى‏ صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ» يعني إنك لتأمر بولاية علي و تدعو إليها و علي هو الصراط المستقيم‏ «صِراطِ اللَّهِ الَّذِي لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَ ما فِي الْأَرْضِ» يعني عليا أنه جعله خازنه على ما في السماوات و ما في الأرض من شي‏ء و ائتمنه عليه‏ «أَلا إِلَى اللَّهِ تَصِيرُ الْأُمُورُ» .

و قال علي بن إبراهيم في قوله: «وَ إِنَّكَ لَتَهْدِي إِلى‏ صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ» أي تدعو إلى الإمامة المستوية ثم قال: «صِراطِ اللَّهِ» أي حجة الله‏ «الَّذِي لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَ ما فِي الْأَرْضِ «أَلا إِلَى اللَّهِ تَصِيرُ الْأُمُورُ»

حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ هَمَّامٍ قَالَ: حَدَّثَنِي سَعْدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ عَبَّادِ بْنِ يَعْقُوبَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْهَيْثَمِ عَنْ صَلْتِ بْنِ الْحُرَّةِ قَالَ: كُنْتُ جَالِساً مَعَ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ ع فَقَرَأَ «وَ إِنَّكَ لَتَهْدِي إِلى‏ صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ» قَالَ: هَدْيُ النَّاسِ وَ رَبِّ الْكَعْبَةِ إِلَى عَلِيٍّ ع ضَلَّ عَنْهُ مَنْ ضَلَّ وَ اهْتَدَى مَنِ اهْتَدَى.

43 سورة الزخرف مكية آياتها تسع و ثمانون 89

«بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ حم وَ الْكِتابِ الْمُبِينِ» «حم» حرف من الاسم الأعظم‏ «وَ الْكِتابِ الْمُبِينِ» يعني القرآن الواضح‏

و قوله: «وَ إِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتابِ لَدَيْنا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ» يعني أمير المؤمنين ع مكتوب في الحمد في قوله: «اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ»

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع: هُوَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع.

و قوله: «أَ فَنَضْرِبُ عَنْكُمُ الذِّكْرَ صَفْحاً» استفهام أي ندعكم مهملين لا نحتج عليكم برسول الله ص أو

تفسير القمي، ج‏2، ص: 281

بإمام أو بحجج و قوله‏ «وَ كَمْ أَرْسَلْنا مِنْ نَبِيٍّ فِي الْأَوَّلِينَ وَ ما يَأْتِيهِمْ مِنْ نَبِيٍّ» إلى قوله‏ «أَشَدَّ مِنْهُمْ» يعني من قريش‏ «بَطْشاً وَ مَضى‏ مَثَلُ الْأَوَّلِينَ» و قوله‏ «الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ مَهْداً» أي مستقرا «وَ جَعَلَ لَكُمْ فِيها سُبُلًا» أي طرقا «لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ» يعني كي تهتدوا ثم احتج على الدهرية فقال: «وَ الَّذِي نَزَّلَ مِنَ السَّماءِ ماءً بِقَدَرٍ فَأَنْشَرْنا بِهِ بَلْدَةً مَيْتاً كَذلِكَ تُخْرَجُونَ» و قوله: «وَ جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْفُلْكِ وَ الْأَنْعامِ ما تَرْكَبُونَ» هو معطوف على قوله‏ «وَ الْأَنْعامَ خَلَقَها لَكُمْ فِيها دِفْ‏ءٌ وَ مَنافِعُ وَ مِنْها تَأْكُلُونَ» و قوله: «لِتَسْتَوُوا عَلى‏ ظُهُورِهِ ثُمَّ تَذْكُرُوا نِعْمَةَ رَبِّكُمْ إِذَا اسْتَوَيْتُمْ عَلَيْهِ وَ تَقُولُوا سُبْحانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنا هذا وَ ما كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ»

قَالَ: فَإِنَّهُ حَدَّثَنِي أَبِي عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ صَالِحٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ ظَرِيفٍ [سَعْدِ بْنِ طَرِيفٍ‏] عَنِ الْأَصْبَغِ بْنِ نُبَاتَةَ قَالَ: أَمْسَكْتُ لِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع بِالرِّكَابِ وَ هُوَ يُرِيدُ أَنْ يَرْكَبَ فَرَفَعَ رَأْسَهُ ثُمَّ تَبَسَّمَ فَقُلْتُ لَهُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ رَأَيْتُكَ رَفَعْتَ رَأْسَكَ ثُمَّ تَبَسَّمْتَ قَالَ: نَعَمْ يَا أَصْبَغُ أَمْسَكْتُ لِرَسُولِ اللَّهِ ص كَمَا أَمْسَكْتَ لِي فَرَفَعَ رَأْسَهُ ثُمَّ تَبَسَّمَ فَسَأَلْتُهُ عَنْ تَبَسُّمِهِ كَمَا سَأَلْتَنِي وَ سَأُخْبِرُكَ كَمَا أَخْبَرَنِي أَمْسَكْتُ لِرَسُولِ اللَّهِ ص بَغْلَتَهُ الشَّهْبَاءَ فَرَفَعَ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ وَ تَبَسَّمَ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ص رَفَعْتَ رَأْسَكَ إِلَى السَّمَاءِ وَ تَبَسَّمْتَ لِمَا ذَا فَقَالَ: يَا عَلِيُّ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَحَدٍ يَرْكَبُ فَيَقْرَأُ آيَةَ الْكُرْسِيِّ ثُمَّ يَقُولُ: «أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ الَّذِي‏ «لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ» وَ أَتُوبُ إِلَيْهِ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي ذُنُوبِي فَإِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ» إِلَّا قَالَ السَّيِّدُ الْكَرِيمُ «يَا مَلَائِكَتِي عَبْدِي يَعْلَمُ أَنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ غَيْرِي اشْهَدُوا أَنِّي قَدْ غَفَرْتُ لَهُ ذُنُوبَهُ.

» و قوله: «وَ جَعَلُوا لَهُ مِنْ عِبادِهِ جُزْءاً» قال قالت قريش: إن الملائكة هم بنات الله ثم قال على حد الاستفهام‏ «أَمِ اتَّخَذَ مِمَّا يَخْلُقُ بَناتٍ وَ أَصْفاكُمْ بِالْبَنِينَ وَ إِذا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِما ضَرَبَ لِلرَّحْمنِ مَثَلًا» يعني إذا ولدت لهم البنات‏ «ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَ هُوَ كَظِيمٌ» و هو معطوف على قوله‏ «وَ يَجْعَلُونَ لِلَّهِ الْبَناتِ سُبْحانَهُ وَ لَهُمْ ما يَشْتَهُونَ»

تفسير القمي، ج‏2، ص: 282

و قال أيضا في قوله‏ «سُبْحانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنا هذا وَ ما كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ»

قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَسْبَاطٍ قَالَ: حَمَلْتُ مَتَاعاً إِلَى مَكَّةَ فَكَسَدَ عَلَيَّ فَجِئْتُ إِلَى الْمَدِينَةِ فَدَخَلْتُ إِلَى أَبِي الْحَسَنِ الرِّضَا ع فَقُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ إِنِّي قَدْ حَمَلْتُ مَتَاعاً إِلَى مَكَّةَ فَكَسَدَ عَلَيَّ وَ قَدْ أَرَدْتُ مِصْرَ فَأَرْكَبُ بَحْراً أَوْ بَرّاً فَقَالَ:

بِمِصْرَ الْحُتُوفُ وَ تُفِيضُ إِلَيْهَا أَقْصَرُ النَّاسِ أَعْمَاراً قَالَ النَّبِيُّ ص: لَا تَغْسِلُوا رُءُوسَكُمْ بِطِينِهَا وَ لَا تَشْرَبُوا فِي فَخَّارِهَا فَإِنَّهُ يُورِثُ الذِّلَّةَ وَ يَذْهَبُ بِالْغَيْرَةِ ثُمَّ قَالَ لَا، عَلَيْكَ أَنْ تَأْتِيَ مَسْجِدَ رَسُولِ اللَّهِ ص فَتُصَلِّيَ فِيهِ رَكْعَتَيْنِ وَ تَسْتَخِيرَ اللَّهَ مِائَةَ مَرَّةٍ وَ مَرَّةً فَإِذَا عَزَمْتَ عَلَى شَيْ‏ءٍ وَ رَكِبْتَ الْبَحْرَ أَوْ إِذَا اسْتَوَيْتَ عَلَى رَاحِلَتِكَ فَقُلْ: «سُبْحانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنا هذا وَ ما كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ وَ إِنَّا إِلى‏ رَبِّنا لَمُنْقَلِبُونَ» فَإِنَّهُ مَا رَكِبَ أَحَدٌ ظَهْراً فَقَالَ هَذَا وَ سَقَطَ إِلَّا لَمْ يُصِبْهُ كَسْرٌ وَ لَا وَثْيٌ‏ «1» وَ لَا وَهْنٌ وَ إِنْ رَكِبْتَ بَحْراً فَقُلْ حِينَ تَرْكَبُ: «بِسْمِ اللَّهِ مَجْراها وَ مُرْساها» ، فَإِذَا ضَرَبَتْ بِكَ الْأَمْوَاجُ فَاتَّكِئْ عَلَى يَسَارِكَ وَ أَشِرْ إِلَى الْمَوْجِ بِيَدِكَ وَ قُلْ: اسْكُنْ بِسَكِينَةِ اللَّهِ وَ قِرَّ بِقَرَارِ اللَّهِ وَ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ، قَالَ عَلِيُّ بْنُ أَسْبَاطٍ: قَدْ رَكِبْتُ الْبَحْرَ فَكَانَ إِذَا هَاجَ الْمَوْجُ قُلْتُ كَمَا أَمَرَنِي أَبُو الْحَسَنِ ع فَيَتَنَفَّسُ‏ «2» الْمَوْجُ وَ لَا يُصِيبُنَا مِنْهُ شَيْ‏ءٌ، فَقُلْتُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ وَ مَا السَّكِينَةُ قَالَ: رِيحٌ مِنَ الْجَنَّةِ لَهَا وَجْهٌ كَوَجْهِ الْإِنْسَانِ طَيِّبَةٌ وَ كَانَتْ مَعَ الْأَنْبِيَاءِ وَ تَكُونُ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ.

قوله‏

«أَ وَ مَنْ يُنَشَّؤُا فِي الْحِلْيَةِ» أي ينشأ في الذهب‏ «وَ هُوَ فِي الْخِصامِ غَيْرُ مُبِينٍ» قال إن موسى ع أعطاه الله من القوة أن أرى فرعون صورته على فرس من ذهب رطب عليه ثياب من ذهب رطب، فقال فرعون‏ «أَ وَ مَنْ يُنَشَّؤُا فِي الْحِلْيَةِ»

(1). وُثَى: كَعُلَى الْأَوْجَاعُ.

(2). تَنَفُّسُ الْمَوْجِ: نَضْحُ الْمَاءِ ج. ز.

تفسير القمي، ج‏2، ص: 283

أي ينشأ بالذهب‏ «وَ هُوَ فِي الْخِصامِ غَيْرُ مُبِينٍ» قال: لا يبين الكلام و لا يتبين من الناس و لو كان نبيا لكان بخلاف الناس‏

صفحه بعد