کتابخانه تفاسیر
اعراب القرآن-نحاس
الجزء الأول
[2] شرح إعراب سورة البقرة
[3] شرح إعراب سورة آل عمران
[4] شرح إعراب سورة النساء
[5] شرح إعراب سورة المائدة
الجزء الثاني
6 شرح إعراب سورة الأنعام
7 شرح إعراب سورة الأعراف
8 شرح إعراب سورة الأنفال
9 شرح إعراب سورة براءة
10 شرح إعراب سورة يونس ع
11 شرح إعراب سورة هود ع
12 شرح إعراب سورة يوسف ع
13 شرح إعراب سورة الرعد
14 شرح إعراب سورة إبراهيم ع
15 شرح إعراب سورة الحجر
16 شرح إعراب سورة النحل
17 شرح إعراب سورة الإسراء
18 شرح إعراب سورة الكهف
الجزء الثالث
19 شرح إعراب سورة مريم
20 شرح إعراب سورة طه
21 شرح إعراب سورة الأنبياء
22 شرح إعراب سورة الحج
23 شرح إعراب سورة المؤمنين
24 شرح إعراب سورة النور
25 شرح إعراب سورة الفرقان
26 شرح إعراب سورة الشعراء
27 شرح إعراب سورة النمل
28 شرح إعراب سورة القصص
29 شرح إعراب سورة العنكبوت
30 شرح إعراب سورة الروم
31 شرح إعراب سورة لقمان
32 شرح إعراب سورة السجدة
33 شرح إعراب سورة الأحزاب
34 شرح إعراب سورة سبأ
35 شرح إعراب سورة فاطر
36 شرح إعراب سورة يس
37 شرح إعراب سورة الصافات
38 شرح إعراب سورة ص
الجزء الرابع
39 شرح إعراب سورة الزمر
40 شرح إعراب سورة الطول(غافر)
41 شرح إعراب سورة السجدة(فصلت)
42 شرح إعراب سورة حم عسق(الشورى)
43 شرح إعراب سورة الزخرف
44 شرح إعراب سورة حم(الدخان)
45 شرح إعراب سورة الجاثية
46 شرح إعراب سورة الأحقاف
47 شرح إعراب سورة محمد صلى الله عليه و سلم
48 شرح إعراب سورة الفتح
49 شرح إعراب سورة الحجرات
50 شرح إعراب سورة ق
51 شرح إعراب سورة الذاريات
52 شرح إعراب سورة الطور
53 شرح إعراب سورة النجم
54 شرح إعراب سورة القمر
55 شرح إعراب سورة الرحمن
56 شرح إعراب سورة الواقعة
57 شرح إعراب سورة الحديد
58 شرح إعراب سورة المجادلة
59 شرح إعراب سورة الحشر
60 شرح إعراب سورة الممتحنة
63 شرح إعراب سورة المنافقين
64 شرح إعراب سورة التغابن
65 شرح إعراب سورة الطلاق
66 شرح إعراب سورة التحريم
67 شرح إعراب سورة الملك
الجزء الخامس
68 شرح إعراب سورة ن(القلم)
69 شرح إعراب سورة الحاقة
70 شرح إعراب سورة سأل سائل(المعارج)
71 شرح إعراب سورة نوح عليه السلام
72 شرح إعراب سورة الجن
73 شرح إعراب سورة المزمل
74 شرح إعراب سورة المدثر
75 شرح إعراب سورة القيامة
76 شرح إعراب سورة هل أتى[الإنسان]
77 شرح إعراب سورة المرسلات
78 شرح إعراب سورة عم يتساءلون(النبأ)
79 شرح إعراب سورة النازعات
80 شرح إعراب سورة عبس
81 شرح إعراب سورة إذا الشمس كورت(التكوير)
82 شرح إعراب سورة انفطرت(الانفطار)
83 شرح إعراب سورة المطففين
84 شرح إعراب سورة انشقت(الانشقاق)
85 شرح إعراب سورة البروج
86 شرح إعراب سورة الطارق
87 شرح إعراب سورة سبح(الأعلى)
88 شرح إعراب سورة الغاشية
89 شرح إعراب سورة الفجر
90 شرح إعراب سورة البلد
91 شرح إعراب سورة الشمس
92 شرح إعراب سورة الليل
96 شرح إعراب سورة القلم(العلق)
اعراب القرآن، ج3، ص: 41
بمبرد أو غيره، و أحرقه يحرقه بالنار و حرقه يحرّقه يكون منهما جميعا على التكثير.
[سورة طه (20): آية 98]
إِنَّما إِلهُكُمُ اللَّهُ الَّذِي لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ وَسِعَ كُلَّ شَيْءٍ عِلْماً (98)
و يروى عن قتادة أنه قرأ وَسِعَ كُلَّ شَيْءٍ عِلْماً «1» أي ملأه.
[سورة طه (20): آية 99]
كَذلِكَ نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْباءِ ما قَدْ سَبَقَ وَ قَدْ آتَيْناكَ مِنْ لَدُنَّا ذِكْراً (99)
كَذلِكَ نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْباءِ ما قَدْ سَبَقَ الكاف في موضع نصب و المعنى: نقصّ عليك كما قصصنا عليك قصة موسى عليه السلام و فرعون و السامريّ. آتَيْناكَ مِنْ لَدُنَّا ذِكْراً كَذلِكَ نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْباءِ ما قَدْ سَبَقَ الكاف في موضع نصب و المعنى: نقصّ عليك كما قصصنا عليك قصة موسى عليه السلام و فرعون و السامريّ. آتَيْناكَ مِنْ لَدُنَّا ذِكْراً و هو القرآن.
[سورة طه (20): آية 100]
مَنْ أَعْرَضَ عَنْهُ فَإِنَّهُ يَحْمِلُ يَوْمَ الْقِيامَةِ وِزْراً (100)
مَنْ أَعْرَضَ عَنْهُ أي فلم يتدبّره و لم يؤمن به.
[سورة طه (20): الآيات 101 الى 103]
حِمْلًا على البيان و زُرْقاً على الحال، و كذا قاعاً صَفْصَفاً و عَشْراً منصوب بلبثتم، و الكوفيون يقولون في المعنى: ما لبثتم إلّا عشرا.
[سورة طه (20): آية 109]
يَوْمَئِذٍ لا تَنْفَعُ الشَّفاعَةُ إِلاَّ مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمنُ وَ رَضِيَ لَهُ قَوْلاً (109)
إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمنُ (من) في موضع نصب على الاستثناء الخارج من الأول.
[سورة طه (20): آية 110]
يَعْلَمُ ما بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَ ما خَلْفَهُمْ وَ لا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْماً (110)
قال أبو إسحاق: يَعْلَمُ ما بَيْنَ أَيْدِيهِمْ من أمر الآخرة و جميع ما يكون وَ ما خَلْفَهُمْ ما قد وقع من أعمالهم، و قال غيره: معنى وَ لا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْماً و لا يحيطون بما ذكرنا، و اللّه أعلم.
[سورة طه (20): آية 111]
وَ عَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ وَ قَدْ خابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْماً (111)
وَ عَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ في معناه قولان: أحدهما أنّ هذا في الآخرة، و روى عكرمة عن ابن عباس وَ عَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ قال: الركوع و السجود. و معنى عنت في اللغة خضعت و أطاعت، و منه فتحت البلاد عنوة أي غلبة.
[سورة طه (20): آية 117]
فَلا يُخْرِجَنَّكُما مجاز أي لا تقبلا منه فيكون سببا لخروجكما فَتَشْقى و لم يقل:
(1) انظر مختصر ابن خالويه 89، و البحر المحيط 6/ 257، و هذه قراءة مجاهد أيضا.
اعراب القرآن، ج3، ص: 42
فتشقيا؛ لأن المعنى معروف، و آدم صلّى اللّه عليه و سلّم هو المخاطب و المقصود. قال الحسن: في قوله: فَلا يُخْرِجَنَّكُما مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقى قال: يعني شقاء الدنيا لا ترى ابن آدم إلّا ناصبا.
قال الفراء: هو أن يأكل من كدّ يديه.
[سورة طه (20): الآيات 118 الى 119]
قراءة أبي عمرو و أبي جعفر و الأعمش و حمزة و الكسائي، و قرأ عاصم و نافع و إنك «1» بكسر الهمزة. فالفتح على أن تكون «أنّ» اسما في موضع نصب عطفا على «أن» و المعنى: و إنّ لك أنّك لا تظمأ فيها، و يجوز أن يكون في موضع رفع عطفا على الموضع، و المعنى: ذلك أنّك لا تظمأ فيها، و الكسر على الاستئناف و على العطف على «إن لك».
[سورة طه (20): آية 121]
قال الفراء «2» : وَ طَفِقا .
في العربية أقبلا: و قيل: جعلا يلصقان عليهما الورق ورق التين.
وَ عَصى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوى قلبت الياء ألفا لتحرّكها و تحرّك ما قبلها، و لهذا كتبه الكوفيون بالياء ليدلّوا على أصله.
[سورة طه (20): آية 122]
ثُمَّ اجْتَباهُ رَبُّهُ فَتابَ عَلَيْهِ وَ هَدى (122)
ثُمَّ اجْتَباهُ رَبُّهُ أي اختاره فَتابَ عَلَيْهِ وَ هَدى أي و هداه للتوبة و روى حمّاد بن سلمة عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن النبيّ صلّى اللّه عليه و سلّم في قول اللّه جلّ و عزّ فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً قال: عذاب القبر.
[سورة طه (20): آية 128]
أَ فَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ أي يبيّن لهم، و هذه قراءة أبي عبد الرحمن و قتادة بالياء. و قد تكلّم النحويون فيه لأنه مشكل من أجل الفاعل ليهد. فقال بعضهم: «كم» الفاعل، و هذا خطأ لأن كم استفهام فلا يعمل فيها ما قبلها، و قال أبو إسحاق: المعنى: أ فلم يهد لهم الأمر بإهلاكنا من أهلكنا. قال: و حقيقة «أ فلم يهد لهم» أ فلم يبيّن لهم بيانا يهتدون به لأنهم كانوا يمرّون على منازل عاد و ثمود فلذلك قال جلّ و عزّ: يَمْشُونَ فِي مَساكِنِهِمْ
(1) انظر كتاب السبعة لابن مجاهد 424، و البحر المحيط 6/ 263.
(2) انظر معاني الفراء 2/ 194.
اعراب القرآن، ج3، ص: 43
و في مسكنهم على أنه مصدر. و قال محمد بن يزيد، فيما حكاه لنا عنه علي بن سليمان: و هذا معنى كلامه. قال: يهدي يدلّ على الهدى، فالفاعل هو الهدى. قال أبو إسحاق: «كم» في موضع نصب بأهلكنا. روى علي بن أبي طلحة عن ابن عباس إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِأُولِي النُّهى قال: لأولي التّقى.
[سورة طه (20): الآيات 129 الى 130]
قال: لَكانَ لِزاماً أي موتا وَ أَجَلٌ مُسَمًّى معطوف على «كلمة»، و واحد الإناء إني. لا يعرف البصريون غيره، و حكى الفراء في واحد الإناء إنّى- مقصورة واحد الآنية- إنا ممدود، و للفراء في هذا الباب في كتاب «المقصور و الممدود» أشياء- قد جاء بها على أنها فيها مقصور و ممدود، مثل الإناء و الإنى، و الوراء و الورى- قد أنكرت عليه، و رواها الأصمعي و ابن السكيت و المتقنون من أهل اللغة على خلاف ما روي، و الذي يقال في هذا أنه مأمون على ما رواه غير أنّ سماع الكوفيين أكثره عن غير الفصحاء.
[سورة طه (20): آية 131]
وَ لا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلى ما مَتَّعْنا بِهِ أَزْواجاً مِنْهُمْ و هم الأغنياء، أي لا تنظر إلى ما أعطي الكفار في الدنيا. و قرأ عيسى بن عمر و عاصم الجحدري زَهْرَةَ «1» بفتح الهاء. قال أبو إسحاق «زهرة» منصوبة بمعنى متّعنا، لأن معناه جعلنا لهم الحياة الدّنيا زهرة لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ أي لنختبرهم، و نشدّد التعبّد عليهم؛ لأن الأغنياء يشتد عليهم التواضع، و المحنة عليهم أشدّ. وَ رِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَ أَبْقى قال الفراء «2» : أي ثواب ربك. و حكى الكسائي أَ وَ لَمْ تَأْتِهِمْ بَيِّنَةُ ما فِي الصُّحُفِ الْأُولى قال: و يجوز على هذا بَيِّنَةُ ما فِي الصُّحُفِ الْأُولى قال أبو جعفر: إذا نوّنت بيّنة و رفعت جعلت «ما» بدلا منها، و إذا نصبتها على الحال. و المعنى: أو لم يأتهم ما في الصحف الأولى مبيّنا.
[سورة طه (20): آية 134]
وَ لَوْ أَنَّا أَهْلَكْناهُمْ بِعَذابٍ مِنْ قَبْلِهِ قيل: من قبل التنزيل، و قال الفراء: من قبل الرسول. فَنَتَّبِعَ آياتِكَ جواب لو لا.
(1) انظر البحر المحيط 6/ 269، و مختصر ابن خالويه 90.
(2) انظر معاني الفراء 2/ 196.
اعراب القرآن، ج3، ص: 44
[سورة طه (20): آية 135]
قال أبو إسحاق: فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ أَصْحابُ «من» في موضع رفع، و قال الفراء «1» :
يجوز أن يكون في موضع نصب، مثل وَ اللَّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ [البقرة:
220]. قال أبو إسحاق: و هذا خطأ لأن الاستفهام لا يعمل فيه ما قبله و من هاهنا استفهام؛ لأن المعنى: فستعلمون أ أصحاب الصراط نحن أم أنتم، و قرأ يحيى بن يعمر و عاصم الجحدري فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ أَصْحابُ الصِّراطِ السَّوِيِ «2» على فعلى بغير همز، و تأنيث الصراط شاذ قليل. قال اللّه جلّ و عزّ اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ [الفاتحة: 6] فجاء مذكّرا في هذا و في غيره. و قد ردّ هذا أبو حاتم فقال: إن كان من السّوء وجب أن يكون السوءى، و إن كان من السواء وجب أن يقول: السيّى بكسر السين، و الأصل السويا، قال أبو جعفر: جواز قراءة يحيى بن يعمر و الجحدري أن يكون الأصل السوءى، و الساكن ليس بحاجز حصين فكأنه قلب الهمزة ضمة فأبدل منها، و الساكن ليس بحاجز ألفا إذا انفتح ما قبلها. وَ مَنِ اهْتَدى معطوف على «من» الأولى.
و الفراء «3» يذهب إلى أنّ معنى من أصحاب الصراط السّويّ: من لم يضلّ، و إلى أن معنى «و من اهتدى» من ضلّ ثم اهتدى.
(1) انظر معاني الفراء 2/ 197.
(2) انظر البحر المحيط 6/ 271.
(3) انظر معاني الفراء 2/ 197.
اعراب القرآن، ج3، ص: 45
21 شرح إعراب سورة الأنبياء
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
[سورة الأنبياء (21): آية 1]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسابُهُمْ وَ هُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ (1)
اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسابُهُمْ و لا يجوز في الكلام اقترب حسابهم للنّاس لئلا يتقدّم مضمر على المظهر لا يجوز أن ينوى به التأخير وَ هُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ ابتداء و خبر، و يجوز النصب في غير القرآن على الحال. و المعنى: و هم في غفلة معرضون عن التأهب للحساب.
[سورة الأنبياء (21): آية 2]
ما يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ إِلاَّ اسْتَمَعُوهُ وَ هُمْ يَلْعَبُونَ (2)
ما يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ نعت لذكر، و أجاز الكسائي و الفراء: محدثا بمعنى ما يأتيهم محدثا، و أجاز الفراء «1» رفع محدث على تأويل ذكر لأنك لو حذفت «من» رفعت ذكرا. إِلَّا اسْتَمَعُوهُ .
[سورة الأنبياء (21): آية 3]
لاهِيَةً قُلُوبُهُمْ قال الكسائي: أي إلّا استمعوه لاهية قلوبهم، و أجاز الفراء «2» أن يكون مخرّجا من المضمر الذي في يلعبون، و أجاز هو و الكسائي لاهِيَةً قُلُوبُهُمْ «3» بالرفع بمعنى قلوبهم لاهية، و أجاز غيرهم الرفع على أن يكون خبرا بعد خبر أو على إضمار مبتدأ. وَ أَسَرُّوا النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُوا و لم يقل: و أسرّ النجوى، و الفعل متقدّم لأن الفعل إذا تقدّم الأسماء وحد، و إذا تأخّر ثنّي و جمع للضمير الذي فيه، فكيف جاء هذا
(1) انظر معاني الفراء 2/ 197 و البحر المحيط 6/ 275، و هي قراءة ابن أبي عبلة.
(2) انظر معاني الفراء 2/ 197.
(3) انظر معاني الفراء 2/ 197، و البحر المحيط 6/ 275، و هي قراءة ابن أبي عبلة و عيسى.
اعراب القرآن، ج3، ص: 46
متقدما مجموعا؟ ففيه ستة أقوال: يكون بدلا من الواو، و على إضمار مبتدأ، و نصبا بمعنى أعني، و أجاز الفراء أن يكون خفضا بمعنى اقترب للناس الذين ظلموا حسابهم، و أجاز الأخفش أن يكون على لغة من قال: «أكلوني البراغيث»، و الجواب السادس أحسنها و هو أن يكون التقدير: يقول الذين ظلموا، و حذف القول مثل وَ الْمَلائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بابٍ سَلامٌ عَلَيْكُمْ [الرعد: 23] فالدليل على صحّة هذا الجواب أنّ بعده هَلْ هذا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ فهذا الذي قالوه و المعنى: هل هذا إلّا بشر مثلكم. و قد بين اللّه جلّ و عزّ أنه لا يجوز أن يرسل إليهم بشرا ليفهموا عنه و يعلّمهم، ثمّ قال أَ فَتَأْتُونَ السِّحْرَ و السحر في اللغة كلّ مموّه لا حقيقة له و لا صحة وَ أَنْتُمْ تُبْصِرُونَ قيل: معناه و أنتم تبصرون أنه إنسان مثلكم، و قيل: و أنتم تعقلون لأن العقل هو البصر بالأشياء.
[سورة الأنبياء (21): آية 4]
قالَ رَبِّي يَعْلَمُ الْقَوْلَ فِي السَّماءِ وَ الْأَرْضِ وَ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (4)
قل ربي و في مصاحف أهل الكوفة قالَ رَبِّي «1» فقيل: إنّ القراءة الأولى أظهر و أولى؛ لأنهم أسرّوا هذا القول فأظهر اللّه عليه نبيّه و أمره أن يقول لهم هذا. قال أبو جعفر: و القراءتان صحيحتان. و هما بمنزلة الآيتين، و فيهما من الفائدة أنه صلّى اللّه عليه و سلّم أمر و أنه قال كما أمر.
[سورة الأنبياء (21): آية 5]
بَلْ قالُوا أَضْغاثُ أَحْلامٍ قال أبو إسحاق: أي بل قالوا الذي يأتي به أضغاث أحلام، و قال غيره: هو أحلام اختلاط. و المعنى كالأحلام المختلطة فلما رأوا أن الأمر ليس كما قالوا انتقلوا عن ذلك فقالوا: بَلِ افْتَراهُ ثم انتقلوا عن ذلك فقالوا: بَلْ هُوَ شاعِرٌ فَلْيَأْتِنا بِآيَةٍ كَما أُرْسِلَ الْأَوَّلُونَ أي كما أرسل موسى صلّى اللّه عليه و سلّم بالعصا و غيرها من الآيات، و كان هذا منهم تعنّتا إذ كان اللّه جلّ و عزّ قد أعطاه من الآيات ما فيه كفاية، و يبيّن اللّه جلّ و عزّ أنّهم لو كانوا يؤمنون لأعطاهم ما سألوا كقوله: وَ لَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْراً لَأَسْمَعَهُمْ وَ لَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوْا وَ هُمْ مُعْرِضُونَ [الأنفال: 23].
[سورة الأنبياء (21): آية 6]
ما آمَنَتْ قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْناها أَ فَهُمْ يُؤْمِنُونَ (6)
ما آمَنَتْ قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْيَةٍ أي من أهل قرية و «من» زائدة للتوكيد.
(1) انظر تيسير الداني 125، و البحر المحيط 6/ 276.
اعراب القرآن، ج3، ص: 47
[سورة الأنبياء (21): آية 9]
ثُمَّ صَدَقْناهُمُ الْوَعْدَ فَأَنْجَيْناهُمْ وَ مَنْ نَشاءُ وَ أَهْلَكْنَا الْمُسْرِفِينَ (9)
ثُمَّ صَدَقْناهُمُ الْوَعْدَ أي بإنجائهم و نصرهم، و إهلاك مكذّبيهم.
[سورة الأنبياء (21): آية 10]
لَقَدْ أَنْزَلْنا إِلَيْكُمْ كِتاباً فِيهِ ذِكْرُكُمْ أَ فَلا تَعْقِلُونَ (10)
فِيهِ ذِكْرُكُمْ رفع بالابتداء و الجملة في موضع نصب لأنها نعت لكتاب ثم نبّههم بالاستفهام الذي معناه التوقيف فقال جلّ و عزّ: أَ فَلا تَعْقِلُونَ .
[سورة الأنبياء (21): آية 11]
وَ كَمْ قَصَمْنا مِنْ قَرْيَةٍ كانَتْ ظالِمَةً وَ أَنْشَأْنا بَعْدَها قَوْماً آخَرِينَ (11)
وَ كَمْ قَصَمْنا «كم» في موضع نصب بقصمنا مِنْ قَرْيَةٍ لو حذفت «من» لجاز الخفض لأن «كم» هاهنا للخبر، و العرب تقول: «كم قرية قد دخلتها». فتخفض. و فيه تقديران: أحدهما أن تكون «كم» بمنزلة ثلاثة من العدد، و الفراء «1» يقول بإضمار «من» فإذا فرقت جاز الخفض و النصب، و أنشد النحويون: [السريع] 300-
كم بجود مقرفا نال العلى
و كريما بخله قد وضعه «2»
و أجود اللّغات فيه إذا فرقت أن تأتي بمن، و بها جاء القرآن في هذا الموضع و غيره.
[سورة الأنبياء (21): آية 14]
قالُوا يا وَيْلَنا إِنَّا كُنَّا ظالِمِينَ (14)
قالُوا يا وَيْلَنا نداء مضاف.
[سورة الأنبياء (21): آية 15]
فَما زالَتْ تِلْكَ دَعْواهُمْ حَتَّى جَعَلْناهُمْ حَصِيداً خامِدِينَ (15)
فَما زالَتْ تِلْكَ دَعْواهُمْ «تلك» في موضع رفع إن جعلت دعواهم خبرا، و في موضع نصب إن جعلت دعواهم الاسم.
[سورة الأنبياء (21): آية 16]
وَ ما خَلَقْنَا السَّماءَ وَ الْأَرْضَ وَ ما بَيْنَهُما لاعِبِينَ (16)
أي: ما خلقنا السماء و الأرض ليظلم الناس بعضا و يكفر بعضهم و يخالف بعضهم ما أمر به ثم يموتوا فلا يجازوا بأفعالهم، و لا يؤمروا في الدنيا بحسن، و لا ينهوا عن قبيح. و هذا اللعب المنفي عن الحكيم و ضدّ الحكمة.
[سورة الأنبياء (21): آية 17]
لَوْ أَرَدْنا أَنْ نَتَّخِذَ لَهْواً لاتَّخَذْناهُ مِنْ لَدُنَّا إِنْ كُنَّا فاعِلِينَ (17)
لَوْ أَرَدْنا أَنْ نَتَّخِذَ لَهْواً لَاتَّخَذْناهُ مِنْ لَدُنَّا لأنهم نسبوا إلى اللّه جلّ و عزّ الولد، و الصاحبة. فالمعنى: لو أردنا أن نتّخذ ولدا أو صاحبة لما اتّخذناه من البشر الذين
(1) انظر معاني الفراء 1/ 125.