کتابخانه تفاسیر

پایگاه داده های قرآنی اسلامی
کتابخانه بالقرآن

تفسير كنز الدقائق و بحر الغرائب

تفسير كنز الدقائق و بحر الغرائب


صفحه قبل

تفسير كنز الدقائق و بحر الغرائب، ج‏1، ص: 69

عليه السلام- في أم الكتاب في قوله- عز و جل- اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ‏ .

و بإسناده‏ «1» ، الى المفضل بن عمر، قال: سألت أبا عبد اللّه- عليه السلام- عن «الصراط».

فقال: هو الطريق الى المعرفة اللّه- عز و جل. و هما صراطان، صراط في الدنيا، و صراط في الاخرة.

فأما الصراط [الذي‏] «2» في الدنيا، فهو الامام المفترض الطاعة. من عرفه في الدنيا و اقتدى بهداه، مر على الصراط الذي هو جسر جهنم في الاخرة، و من لم يعرفه في الدنيا زلت قدمه عن الصراط في الاخرة. فتردى في نار جهنم.

و في تفسير علي بن ابراهيم‏ «3» :- أيضا- بإسناده الى حفص بن غياث، قال‏ :

وصف أبو عبد اللّه- عليه السلام- «الصراط»، فقال: ألف سنة، صعود، و ألف سنة، هبوط، و ألف سنة، حذاك‏ «4» .

و الى سعدان بن مسلم‏ «5» ، عن أبي عبد اللّه- عليه السلام- قال‏ : سألته عن «الصراط».

قال: هو أدق من الشعر و أحد من السيف. فمنهم من يمر عليه، مثل البرق.

و منهم من يمر عليه، مثل عدو الفرس. و منهم من يمر عليه، ماشيا. و منهم من يمر عليه، حبوا. و منهم من يمر عليه متعلقا، فتأخذ النار منه شيئا و تترك منه شيئا.

(1) نفس المصدر/ 28، ح 1.

(2) يوجد في المصدر.

(3) تفسير القمي 1/ 29.

(4) المصدر: حدال.

(5) تفسير القمي 1/ 29.

تفسير كنز الدقائق و بحر الغرائب، ج‏1، ص: 70

و في كتاب معاني الأخبار «1» - أيضا- بإسناده الى أبي عبد اللّه- عليه السلام- قال: الصراط المستقيم، أمير المؤمنين.

حدثنا «2» محمد بن القسم‏ «3» الأسترآبادي المفسر. قال: حدثني يوسف بن محمد بن زياد و علي بن محمد بن سيار «4» ، عن أبويهما، عن الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب- عليهم السلام‏- في قوله: اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ‏ ، قال: أدم لنا توفيقك الذي به أطعناك في ما مضى من‏ «5» أيامنا، حتى نطيعك كذلك في مستقبل أعمارنا.

و الصراط المستقيم، هو الصراطان: صراط في الدنيا، و صراط في الاخرة.

فأما الطريق المستقيم‏ «6» ، في الدنيا، فهو ما قصر عن الغلو، و ارتفع عن التقصير، و استقام، فلم يعدل الى شي‏ء من الباطل.

و «7» الطريق الاخر، [فهو] «8» طريق المؤمنين، الى الجنة، الذي هو مستقيم.

لا يعدلون عن الجنة الى النار، و لا الى غير النار، سوى الجنة.

قال: و قال جعفر بن محمد الصادق- عليه السلام‏ - في قوله- عز و جل:

اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ‏ ، قال: يقول: أرشدنا الصراط المستقيم. أرشدنا للزوم‏

(1) معاني الاخبار/ 28، ح 2.

(2) نفس المصدر/ 29، ح 4.

(3) المصدر: القاسم.

(4) المصدر: يسار.

(5) ليس في المصدر.

(6) المصدر: و أما الصراط المستقيم.

(7) المصدر: و أما.

(8) يوجد في المصدر.

تفسير كنز الدقائق و بحر الغرائب، ج‏1، ص: 71

الطريق المؤدي الى محبتك، و المبلغ دينك، و المانع من أن نتبع هوانا «1» ، فنعطب، أو نأخذ بآرائنا، فنهلك.

و بإسناده‏ «2» الى محمد بن سنان، عن المفضل بن عمر، قال: حدثني ثابت الثمالي، عن سيد العابدين، علي بن الحسين- عليهما السلام- قال‏ : نحن أبواب اللّه. و نحن الصراط المستقيم.

و بإسناده‏ «3» الى سعد بن طريف، عن أبى جعفر- عليه السلام- قال: قال رسول اللّه- صلى اللّه عليه و آله‏ : يا علي! إذا كان يوم القيامة، أقعد أنا و أنت و جبرئيل، على الصراط. فلم يجز أحد الا من كان معه كتاب، فيه براءة بولايتك.

و في أصول الكافي‏ «4» : بإسناده الى أبي جعفر- عليه السلام- قال‏ : أوحى اللّه تعالى الى نبيه- صلى اللّه عليه و آله- فاستمسك بالذي أوحى اليك. انك على صراط مستقيم‏ «5» .

قال: انك على ولاية علي- عليه السلام- و علي- عليه السلام- هو «الصراط المستقيم».

علي بن محمد «6» عن بعض أصحابنا، عن ابن محبوب، عن محمد بن الفضيل عن أبي الحسن الماضي- عليه السلام- قال‏ : قلت:

(1) المصدر: أهواءنا.

(2) نفس المصدر/ 31، ح 5.

(3) نفس المصدر/ 31، ح 6.

(4) الكافي 1/ 416، ح 24.

(5) الزخرف/ 43.

(6) الكافي 1/ 433.

تفسير كنز الدقائق و بحر الغرائب، ج‏1، ص: 72

أَ فَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلى‏ وَجْهِهِ أَهْدى‏، أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيًّا عَلى‏ صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ‏ «1» .

قال: ان اللّه ضرب مثل من حاد عن ولاية علي، كمثل‏ «2» من يمشي على وجهه لا يهتدي لأمره. و جعل من تبعه سويا على صراط مستقيم. و الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ‏ أمير المؤمنين- عليه السلام-.

و في شرح الآيات الباهرة «3» : قال الامام- عليه السلام-: قال جعفر بن محمد الصادق- عليهما السلام‏ - فقوله عز و جل: اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ» :

يقول: أرشدنا الصراط المستقيم، للزوم الطريق المؤدي الى محبتك و المبلغ [الى‏] «4» جنتك، و المانع من أن نتبع أهواءنا، فنعطب، او نأخذ بآرائنا، فنهلك.

و قال أمير المؤمنين- عليه السلام-: قال رسول اللّه- صلى اللّه عليه و آله- عن جبرئيل، عن اللّه- عز و جل- «انه قال» «5» : يا عبادي! كلكم ضال، الا من هديته. فسلوني الهدى أهدكم.

و منه: يا عبادي! اعملوا أفضل الطاعات و أعظمها لأسامحكم‏ «6» ، و ان قصرتم فيما سواها. و اتركوا أعظم المعاصي و أقبحها لئلا «7» أناقشكم في ركوب ما عداها.

ان أعظم الطاعات، توحيدي و تصديق نبيي و التسليم لمن نصبه بعده، و هو علي ابن أبي طالب و الائمة الطاهرون- عليهم السلام- من نسله. و ان أعظم المعاصي‏

(1) الملك/ 22.

(2) المصدر: كمن‏

(3) تأويل الآيات الباهرة/ 5.

(4) يوجد في المصدر.

(5) المصدر: قل.

(6) المصدر: لأني مسامحكم.

(7) المصدر: لأني لا.

تفسير كنز الدقائق و بحر الغرائب، ج‏1، ص: 73

عندي، الكفر بي و بنبيي و منابذة وصي محمد من بعده، علي بن أبي طالب و أوليائه بعده. فان أردتم أن تكونوا عندي، في المنظر الأعلى، و الشرف الأشرف، فلا يكونن أحد من عبادي آثر عنده من محمد، و بعده من أخيه علي، و بعدهما من أبنائهما، القائمين بأمور عبادي، بعدهما. فان من كانت تلك عقيدته، جعلته من أشراف ملوك جناتي.

و اعلموا ان أبغض الخلق الي، من تمثل بي و ادعى ربوبيتي. و أبغضهم الي بعده، من تمثل بمحمد و نازعه نبوته، و ادعاها. و أبغضهم الي بعده، من تمثل بوصي محمد- صلى اللّه عليه و آله- و نازعه محله و شرفه، و ادعاهما. و أبغض الخلق الي من بعد هؤلاء، المدعين لما به‏ «1» لسخطي، يتعرضون من كان لهم على ذلك من المعاونين. و أبغض الخلق الي بعد هؤلاء، من كان بفعلهم من الراضين و ان لم يكن لهم من المعاونين.

و كذلك أحب الخلق الي، القوامون بحقي. و أفضلهم لدي و أكرمهم عليّ، محمد، سيد الورى، و أكرمهم و أفضلهم بعده، علي، أخو المصطفى، المرتضى ثم بعدهما، القوامون بالقسط، من‏ «2» أئمة الحق. و أفضل الناس بعدهم، من أعانهم على (حقهم. و أحب الخلق الي) «3» بعدهم، من أحبهم و أبغض أعداءهم و ان لم يمكنه معونتهم.

صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ‏ : بدل من الاول، بدل الكل، لفائدتين:

إحداهما: التأكيد بذكر «الصراط»، مرتين، لفظا. و تكرير العامل، تقديرا.

و يلزمهما تكرير النسبة.

(1) المصدر: فيه.

(2) ليس في المصدر.

(3) ليس في المصدر.

تفسير كنز الدقائق و بحر الغرائب، ج‏1، ص: 74

و ثانيتهما: الإيضاح بتفسير المبهم. و فيه- أيضا- نوع تأكيد. فان ذكر الشي‏ء مبهما و تفسيره، يفيد تقريره و تأكيده.

و قرئ «من أنعمت عليهم». و «عليهم» في محل النصب، على المفعولية.

و «الانعام»، إيصال النعمة. و هي في الأصل، الحالة التي يستلذها الإنسان.

فأطلقت على ما يستلذه، من النعمة، و هي التنعم. و نعم اللّه و ان كانت لا تحصى كما قال: وَ إِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوها «1» ، تنحصر في جنسين: دنيوي و أخروي.

و الأول قسمان: موهبي و كسبي.

و الموهبي قسمان: روحاني، كالروح و ما يتبعه من القوى، كالفهم و الفكر و النطق. و جسماني، كالبدن و القوى الحالة فيه و الهيئات العارضة له من الصحة و كمال الأعضاء.

و الكسبي: تزكية النفس عن الرذائل، و تحليتها بالأخلاق و الملكات الفاضلة، و تزيين البدن بالهيئات المطبوعة، و الحلي المستحسنة، و حصول الجاه و المال.

و الثاني: أن يغفر ما فرط منه، و يرضى عنه، و يبوّؤه في أعلى عليين، مع الملائكة المقربين، أبد الآبدين.

و المراد، هو القسم الأخير و ما يكون وصلة الى نيله من القسم الآخر. و ما عدا ذلك، يشترك فيه المؤمن و الكافر. فالمراد بالمنعم عليهم، هم المؤمنون- مطلقا.

و أطلق الانعام و لم يقيد بنعمة خاصة، ليشمل كل انعام. و وجه صحة الشمول هو ادعاء أن من أنعم اللّه عليه، بنعمة الإسلام، لم يبق نعمة الا اصابته. و قيل: الأنبياء- عليهم السلام- و قيل: أصحاب موسى) «2» و عيسى- عليهما السلام- قبل التحريف‏

(1) ابراهيم/ 43.

(2) ما بين القوسين ليس في أ.

تفسير كنز الدقائق و بحر الغرائب، ج‏1، ص: 75

و النسخ.

و في كتاب معاني الأخبار «1» : بإسناده الى جعفر بن محمد- عليهما السلام- قال‏ : قول اللّه- عز و جل- في «الحمد»: صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ‏ ، يعني: محمدا و ذريته- صلوات اللّه عليهم.

حدثنا «2» محمد بن القاسم الأسترآبادي [، المفسر] «3» : حدثني يوسف بن «المتوكل، عن» «4» محمد بن زياد و علي بن محمد بن سيار، عن أبويهما، عن الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين ابن علي بن أبي طالب- عليهم السلام‏- في قول اللّه تعالى: صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ‏ ، أي: قولوا: اهدنا صراط الذين أنعمت عليهم، بالتوفيق لدينك و طاعتك.

و هم الذين قال اللّه- عز و جل‏ «5» : وَ مَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَ الرَّسُولَ، فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَ الصِّدِّيقِينَ وَ الشُّهَداءِ وَ الصَّالِحِينَ وَ حَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً .

و حكى هذا بعينه عن أمير المؤمنين- عليه السلام- قال: ثم قال: ليس هؤلاء المنعم عليهم بالمال و صحة البدن. و ان كان كل هذا، نعمة من اللّه، ظاهرة. ألا ترون أن هؤلاء، قد يكونون كفارا أو فساقا. فما ندبتم الى أن تدعوا، بان ترشدوا الى صراطهم. و انما أمرتم بالدعاء الى أن‏ «6» ترشدوا، الى صراط الذين أنعم عليهم، بالايمان باللّه و تصديق رسوله و بالولاية لمحمد و آله الطيبين و أصحابه‏

(1) معاني الاخبار/ 31، ح 7.

(2) نفس المصدر/ 32، ح 9.

(3) يوجد في ر.

(4) ليس في المصدر.

(5) النساء/ 69.

صفحه بعد