کتابخانه روایات شیعه
و قال قيس بن سعد بن عبادة الأنصاريّ:
و أنشدها بين يدي أمير المؤمنين عليه السلام يوم صفّين:
قلت لمّا بغى العدوّ علينا
حسبنا ربّنا و نعم الوكيل
و عليّ إمامنا و إمام
لسوانا أتى به التنزيل
يوم قال النبيّ من كنت مولاه
فهذا مولاه خطب 2369 جليل
و إنّ ما قاله النبيّ على الامّة
حتم ما فيه قال و قيل 2370
و قال الكميت:
نفى عن عينك الأرق الهجوعا
و همّا 2371 تمتري عنه الدموعا
لدى الرحمن يشفع 2372 بالمثاني
و كان لنا أبو حسن شفيعا 2373
و يوم الدوح دوح غدير خمّ
أبان له الولاية لو اطيعا
و لكنّ الرجال تدافعوها
فلم أر مثلها خطرا منيعا 2374
[ و لم أر مثل هذا اليوم يوما
و لم أر مثله حقّا اضيعا ]
فلم أقصد بهم لعنا و لكن
أساء بذاك أوّلهم صنيعا
فصار لذاك أقربهم لعدل
إلى جور و أحفظهم مضيعا
أضاعوا أمر قائدهم فضلّوا
و أقربهم لدى الحدثان ريعا
تناسوا حقّه فبغوا عليه
بلا ترة و كان لهم قريعا
و لهذه الأبيات قصّة عجيبة 2375 ! حكاها لي بعض إخواننا، قال: أنشدت ليلة هذه الأبيات و بتّ متفكّرا فيها، فنمت فرأيت أمير المؤمنين عليه السلام في منامي، فقال لي: 2376
أنشدني أبيات الكميت، فأنشدته إيّاها، فلمّا أنهيتها قال عليه السلام:
فلم أر مثل ذاك اليوم يوما
و لم أر مثله حقّا اضيعا
قال: فانتبهت مذعورا.
و قال السيّد الحميري:
يا بايع الدين 2377 بدنياه
ليس بهذا أمر اللّه
من أين أبغضت عليّ الرضا
و أحمد قد كان يرضاه
من الّذي أحمد من بينهم
يوم «غدير الخم» ناداه؟
أقامه من بين أصحابه
و هم حواليه فسمّاه
هذا عليّ بن أبي طالب
مولى لمن قد كنت مولاه
فوال من والاه يا ذا العلا
و عاد من قد كان عاداه 2378
استدراك (419) استهوت واقعة الغدير الكثير من الشعراء على مرّ العصور، من يوم حدوثها إلى وقتنا الحاضر، فنظموا فيها من الأشعار غررا، و من القصائد دررا ما خلّد هذه الحادثة التأريخية بما يتناسب و رفيع مكانها من الإجلال و التعظيم.
و لو أتينا على ذكر جميع هؤلاء الشعراء لطال بنا المقام؛ و لكن سنقتصر بالإشارة إلى بعضهم، علما بأننا أفردنا فهرسا خاصّا في آخر الكتاب لأعلام شعراء الغدير حسب ترتيبهم الزمني:
أ- في طليعتهم سيّد الفصاحة، و أمير البلاغة، الإمام عليّ بن أبي طالب عليه السلام
نذكر له أبياتا من قصيدة له في كتاب أرسله إلى معاوية بن أبي سفيان:
و أوجب لي ولايته عليكم
رسول اللّه يوم غدير خمّ
فويل ثمّ ويل ثمّ ويل
لمن يلقى الإله غدا بظلمي 2379
ب- عمرو بن العاص بن وائل 2380 :
هذه أبيات من قصيدته المسمّاة «الجلجليّة» كتبها إلى معاوية بن أبي سفيان:
و كم قد سمعنا من المصطفى
وصايا مخصّصة في عليّ
و في يوم خمّ رقى منبرا
يبلّغ و الركب لم يرحل
و في كفّه كفّه معلنا
ينادي بأمر العزيز العليّ
أ لست بكم منكم في النفوس
بأولى؟ فقالوا: بلى فافعل
فأنحله إمرة المؤمنين
من اللّه مستخلف المنحل
و قال: فمن كنت مولى له
فهذا له اليوم نعم الولي
فوال مواليه يا ذا الجلا
ل و عاد معاد أخ المرسل
فبخبخ شيخك لمّا رأى
عرى عقد حيدر لم تحلل
ت- العبدي الكوفي 2381 :
قال في قصيدة طويلة، نذكر منها:
و كان لها عنهم في «خم» مزدجر
لمّا رقى أحمد الهادي على قتب
و قال و الناس من دان إليه و من
ثاو لديه و من مصغ و مرتقب
قم يا عليّ فإنّي قد امرت بأن
ابلغ الناس و التبليغ أجدر بي
إنّي نصبت عليّا هاديا علما
بعدي و إنّ عليّا خير منتصب
فبايعوك و كلّ باسط يده
إليك من فوق قلب عنك منقلب
و كنت قطب رحى الإسلام دونهم
و لا تدور رحى إلّا على قطب
ث- أبو تمام 2382 :
نذكر له أبياتا من قصيدة طويلة، قال فيها:
و يوم الغدير استوضح الحقّ أهله
بضحياء لا فيها حجاب و لا ستر
أقام رسول اللّه يدعوهم بها
ليقربهم عرف و ينآهم نكر
يمدّ بضبعيه و يعلم أنّه
وليّ و مولاكم فهل لكم خبر؟
يروح و يغدو بالبيان لمعشر
يروح بهم غمر و يغدو بهم غمر
فكان لهم جهر بإثبات حقّه
و كان لهم في بزّهم حقّه جهر
ج- دعبل بن عليّ الخزاعي 2383 :
فقال ألا من كنت مولاه منكم
فهذا له مولى بعيد وفاتي
أخي و وصيّي و ابن عمّي و وارثي
و قاضي ديوني من جميع عداتي
و له أيضا:
أخو خاتم الرسل المصفّى من القذى
و مفترس الأبطال في الغمرات
فإن جحدوا كان الغدير شهيدهم
و بدر و احد شامخ الهضبات
و آي من القرآن تتلى بفضله
و إيثاره بالقوت في اللزبات
ح- بقراط الوامق النصراني 2384 :
أ ليس بخمّ قد أقام محمّد
عليّا باحضار الملا في المواسم
فقال لهم: من كنت مولاه منكم
فمولاكم بعدي عليّ بن فاطم
فقال: إلهي كن وليّ وليّه
و عاد أعاديه على رغم راغم
خ- ابن الرومي 2385 :
و أراه كالتبر المصفّى جوهرا
و أرى سواه لناقديه مبهرجا
و محلّه من كلّ فضل بيّن
عال محلّ الشمس أو بدر الدجى
قال النبيّ له مقالا لم يكن
يوم الغدير لسامعيه ممجمجا
من كنت مولاه فذا مولى له
مثلي و أصبح بالفخار متوّجا
د- أبو فراس الحمداني 2386 : و هذه أبيات من قصيدته المعروفة بالشافية:
قام النبيّ بها يوم الغدير لهم
و اللّه يشهد و الأملاك و الامم
حتى إذا أصبحت في غير صاحبها
باتت تنازعها الذؤبان و الرخم
و صيّروا أمرهم شورى كأنّهم
لا يعرفون ولاة الحقّ أيّهم
تاللّه ما جهل الأقوام موضعها
لكنّهم ستروا وجه الذي علموا
ذ- البشنوي الكردي 2387 :
و قد شهدوا عيد الغدير و أسمعوا
مقال رسول اللّه من غير كتمان
أ لست بكم أولى من الناس كلّهم
فقالوا بلى يا أفضل الإنس و الجان
فقام خطيبا بين أعواد منبر
و نادى بأعلى الصوت جهرا بإعلان
بحيدرة و القوم خرس أذلّة
قلوبهم ما بين خلف و عينان
فلبّى مجيبا ثمّ أسرع مقبلا
بوجه كمثل البدر في غصن البان
فلاقاه بالترحيب ثمّ ارتقى به
إليه و صار الطهر للمصطفى ثان
و شال بعضديه و قال و قد صغى
إلى القول أقصى القوم تاللّه والدان
عليّ أخي لا فرق بيني و بينه
كهارون من موسى الكليم ابن عمران
و وارث علمي و الخليفة في غد
على أمّتي بعدي إذا زرت جثماني
فيا ربّ من و الى عليّا فواله
و عاد الذي عاداه و اغضب على الشاني
ر- الصاحب بن عبّاد 2388 : قال في قصيدة طويلة منها:
قالت:
فمن تلوه يوم الكساء أجب؟