کتابخانه روایات شیعه
[كلامه ع في التزود للإخوة و أخذ الأهبة للقاء الله تعالى و الوصية للناس بالعمل الصالح]
(فصل) و من كلامه ع في التزود للإخوة و أخذ الأهبة للقاء الله تعالى و الوصية للناس بالعمل الصالح
مَا رَوَاهُ الْعُلَمَاءُ بِالْأَخْبَارِ وَ نَقَلَةُ السِّيرَةِ وَ الْآثَارِ أَنَّهُ كَانَ ع يُنَادِي فِي كُلِّ لَيْلَةٍ حِينَ يَأْخُذُ النَّاسُ مَضَاجِعَهُمْ لِلْمَنَامِ بِصَوْتٍ يَسْمَعُهُ كَافَّةُ أَهْلِ الْمَسْجِدِ وَ مَنْ جَاوَرَهُ مِنَ النَّاسِ تَزَوَّدُوا رَحِمَكُمُ اللَّهُ فَقَدْ نُودِيَ فِيكُمْ بِالرَّحِيلِ وَ أَقِلُّوا الْعُرْجَةَ عَلَى الدُّنْيَا وَ انْقَلِبُوا بِصَالِحِ مَا يَحْضَرُكُمْ مِنَ الزَّادِ فَإِنَّ أَمَامَكُمْ عَقَبَةً كَئُوداً وَ مَنَازِلَ مَهُولَةً لَا بُدَّ مِنَ الْمَمَرِّ بِهَا وَ الْوُقُوفِ عَلَيْهَا فَإِمَّا بِرَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ نَجَوْتُمْ مِنْ فَظَاعَتِهَا وَ إِمَّا هَلَكَةٌ لَيْسَ بَعْدَهَا انْجِبَارٌ يَا لَهَا حَسْرَةً عَلَى ذِي غَفْلَةٍ أَنْ يَكُونَ عُمُرُهُ عَلَيْهِ حُجَّةً وَ تُؤَدِّيهِ أَيَّامُهُ إِلَى شِقْوَةٍ جَعَلَنَا اللَّهُ وَ إِيَّاكُمْ مِمَّنْ لَا تُبْطِرُهُ نِعْمَةٌ وَ لَا تَحُلُّ بِهِ بَعْدَ الْمَوْتِ نَقِمَةٌ فَإِنَّمَا نَحْنُ بِهِ وَ لَهُ وَ بِيَدِهِ الْخَيْرُ وَ هُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ 620 .
[كلامه ع في التزهيد في الدنيا و الترغيب في أعمال الآخرة]
(فصل) و من كلامه ع في التزهيد في الدنيا و الترغيب في أعمال الآخرة
يَا ابْنَ آدَمَ لَا يَكُنْ أَكْبَرُ هَمِّكَ يَوْمَكَ الَّذِي إِنْ فَاتَكَ لَمْ يَكُنْ
مِنْ أَجَلِكَ فَإِنَّ كُلَّ يَوْمٍ تَحْضُرُهُ يَأْتِي اللَّهُ فِيهِ بِرِزْقِكَ وَ اعْلَمْ أَنَّكَ لَنْ تَكْتَسِبَ شَيْئاً فَوْقَ قُوتِكَ إِلَّا كُنْتَ فِيهِ خَازِناً لِغَيْرِكَ يَكْثُرُ فِي الدُّنْيَا بِهِ نَصَبُكَ وَ يَحْظَى بِهِ وَارِثُكَ وَ يَطُولُ مَعَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حِسَابُكَ فَاسْعَدْ بِمَالِكَ فِي حَيَاتِكَ وَ قَدِّمْ لِيَوْمِ مَعَادِكَ زَاداً يَكُونُ أَمَامَكَ فَإِنَّ السَّفَرَ بَعِيدٌ وَ الْمَوْعِدَ الْقِيَامَةُ وَ الْمَوْرِدَ الْجَنَّةُ أَوِ النَّارُ 621 .
[كلامه ع في ما اشتهر بين العلماء و حفظه ذوو الفهم و الحكماء]
(فصل) و من كلامه ع في مثل ذلك ما اشتهر بين العلماء و حفظه ذوو الفهم و الحكماء
أَمَّا بَعْدُ أَيُّهَا النَّاسُ فَإِنَّ الدُّنْيَا قَدْ أَدْبَرَتْ وَ آذَنَتْ بِوَدَاعٍ وَ إِنَّ الْآخِرَةَ قَدْ أَظَلَّتْ وَ أَشْرَفَتْ بِاطِّلَاعٍ أَلَا وَ إِنَّ الْمِضْمَارَ الْيَوْمَ وَ غَداً السِّبَاقَ وَ السَّبَقَةَ الْجَنَّةُ وَ الْغَايَةَ النَّارُ أَلَا وَ إِنَّكُمْ فِي أَيَّامِ مَهَلٍ مِنْ وَرَائِهِ أَجَلٌ يَحُثُّهُ عَجَلٌ فَمَنْ أَخْلَصَ لِلَّهِ عَمَلَهُ لَمْ يَضُرَّهُ أَمَلُهُ وَ مَنْ بَطَّأَ 622 بِهِ عَمَلُهُ فِي أَيَّامِ مَهَلِهِ قَبْلَ حُضُورِ أَجَلِهِ فَقَدْ خَسِرَ عَمَلُهُ وَ ضَرَّهُ أَمَلُهُ أَلَا فَاعْمَلُوا فِي الرَّغْبَةِ وَ الرَّهْبَةِ فَإِنْ نَزَلَتْ بِكُمْ رَغْبَةٌ فَاشْكُرُوا اللَّهَ وَ اجْمَعُوا مَعَهَا رَهْبَةً وَ إِنْ نَزَلَتْ بِكُمْ رَهْبَةٌ فَاذْكُرُوا اللَّهَ وَ اجْمَعُوا مَعَهَا
رَغْبَةً فَإِنَّ اللَّهَ قَدْ تَأَذَّنَ لِلْمُحْسِنِينَ بِالْحُسْنَى وَ لِمَنْ شَكَرَهُ بِالزِّيَادَةِ وَ لَا كَسْبَ خَيْرٌ مِنْ كَسْبٍ لِيَوْمٍ تَدَّخِرُ فِيهِ الذَّخَائِرُ وَ تُجْمَعُ فِيهِ الْكَبَائِرُ وَ تُبْلَى فِيهَا السَّرَائِرُ وَ إِنِّي لَمْ أَرَ مِثْلَ الْجَنَّةِ نَامَ طَالِبُهَا وَ لَا مِثْلَ النَّارِ نَامَ هَارِبُهَا أَلَا وَ إِنَّهُ مَنْ لَا يَنْفَعُهُ الْيَقِينُ يَضُرُّهُ الشَّكُّ وَ مَنْ لَا يَنْفَعُهُ حَاضِرُ لُبِّهِ وَ رَأْيِهِ فَغَائِبُهُ عَنْهُ أَعْجَزُ أَلَا وَ إِنَّكُمْ قَدْ أُمِرْتُمْ بِالظَّعْنِ وَ دُلِلْتُمْ عَلَى الزَّادِ وَ إِنَّ أَخْوَفَ مَا أَتَخَوَّفُ عَلَيْكُمُ اثْنَانِ اتِّبَاعُ الْهَوَى وَ طُولُ الْأَمَلِ لِأَنَّ اتِّبَاعَ الْهَوَى يَصُدُّ عَنِ الْحَقِّ وَ طُولَ الْأَمَلِ يُنْسِي الْآخِرَةَ أَلَا وَ إِنَّ الدُّنْيَا قَدْ تَرَحَّلَتْ مُدْبِرَةً وَ إِنَّ الْآخِرَةَ قَدْ تَرَحَّلَتْ 623 مُقْبِلَةً وَ لِكُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا بَنُونَ فَكُونُوا إِنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ أَبْنَاءِ الْآخِرَةِ وَ لَا تَكُونُوا مِنْ أَبْنَاءِ الدُّنْيَا فَإِنَّ الْيَوْمَ عَمَلٌ وَ لَا حِسَابَ وَ غَداً حِسَابٌ وَ لَا عَمَلَ 624 .
[كلامه ع في ذكر خيار الصحابة و زهادهم]
(فصل) و من كلامه ع في ذكر خيار الصحابة و زهادهم
مَا رَوَاهُ صَعْصَعَةُ بْنُ صُوحَانَ الْعَبْدِيُّ قَالَ: صَلَّى بِنَا أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ
ع ذَاتَ يَوْمٍ صَلَاةَ الصُّبْحِ فَلَمَّا سَلَّمَ أَقْبَلَ عَلَى الْقِبْلَةِ بِوَجْهِهِ يَذْكُرُ اللَّهَ تَعَالَى لَا يَلْتَفِتُ يَمِيناً وَ لَا شِمَالًا حَتَّى صَارَتِ الشَّمْسُ عَلَى حَائِطِ مَسْجِدِكُمْ هَذَا يَعْنِي جَامِعَ الْكُوفَةِ قِيسَ رُمْحٍ ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْنَا بِوَجْهِهِ ع فَقَالَ لَقَدْ عَهِدْتُ أَقْوَاماً عَلَى عَهْدِ خَلِيلِي رَسُولِ اللَّهِ ص وَ إِنَّهُمْ لَيُرَابِحُونَ فِي هَذَا اللَّيْلِ بَيْنَ جِبَاهِهِمْ وَ رُكَبِهِمْ فَإِذَا أَصْبَحُوا أَصْبَحُوا شُعْثاً غُبْراً بَيْنَ أَعْيُنِهِمْ شِبْهُ رُكَبِ الْمِعْزَى فَإِذَا ذَكَرُوا 625 مَادُوا كَمَا تَمِيدُ الشَّجَرُ فِي الرِّيحِ ثُمَّ انْهَمَلَتْ عُيُونُهُمْ حَتَّى تَبُلَّ ثِيَابَهُمْ ثُمَّ نَهَضَ ع وَ هُوَ يَقُولُ كَأَنَّمَا الْقَوْمُ بَاتُوا غَافِلِينَ 626 .
[كلامه ع في صفة شيعته المخلصين]
(فصل) و من كلامه ع في صفة شيعته المخلصين
مَا رَوَاهُ نَقَلَةُ الْآثَارِ أَنَّهُ خَرَجَ ذَاتَ لَيْلَةٍ مِنَ الْمَسْجِدِ وَ كَانَتْ لَيْلَةً قَمْرَاءَ فَأَمَّ الْجَبَّانَةَ وَ لَحِقَهُ جَمَاعَةٌ يَقْفُونَ أَثَرَهُ فَوَقَفَ ثُمَّ قَالَ مَنْ أَنْتُمْ قَالُوا نَحْنُ شِيعَتُكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فَتَفَرَّسَ فِي وُجُوهِهِمْ ثُمَّ قَالَ فَمَا لِي لَا أَرَى عَلَيْكُمْ سِيمَاءَ الشِّيعَةِ قَالُوا وَ مَا سِيمَاءُ الشِّيعَةِ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فَقَالَ صُفْرُ الْوُجُوهِ مِنَ السَّهَرِ عُمْشُ الْعُيُونِ مِنَ الْبُكَاءِ حُدْبُ الظُّهُورِ مِنَ الْقِيَامِ خُمْصُ الْبُطُونِ مِنَ
الصِّيَامِ ذُبُلُ الشِّفَاهِ مِنَ الدُّعَاءِ عَلَيْهِمْ غَبَرَةُ الْخَاشِعِينَ 627 .
[كلامه ع و مواعظه و ذكره الموت]
(فصل) و من كلامه ع و مواعظه و ذكره الموت
مَا اسْتَفَاضَ عَنْهُ مِنْ قَوْلِهِ الْمَوْتُ طَالِبٌ وَ مَطْلُوبٌ حَثِيثٌ لَا يُعْجِزُهُ الْمُقِيمُ وَ لَا يَفُوتُهُ الْهَارِبُ فَأَقْدِمُوا وَ لَا تَنْكُلُوا فَإِنَّهُ لَيْسَ عَنِ الْمَوْتِ مَحِيصٌ إِنَّكُمْ إِنْ لَا تُقْتَلُوا تَمُوتُوا وَ الَّذِي نَفْسُ عَلِيٍّ بِيَدِهِ لَأَلْفُ ضَرْبَةٍ بِالسَّيْفِ عَلَى الرَّأْسِ أَيْسَرُ مِنْ مَوْتٍ عَلَى فِرَاشٍ 628 .
وَ مِنْ ذَلِكَ قَوْلُهُ ع أَيُّهَا النَّاسُ أَصْبَحْتُمْ أَغْرَاضاً تَنْتَضِلُ فِيكُمُ الْمَنَايَا وَ أَمْوَالُكُمْ نَهْبٌ لِلْمَصَائِبِ مَا طَعِمْتُمْ فِي الدُّنْيَا مِنْ طَعَامٍ فَلَكُمْ فِيهِ غَصَصٌ وَ مَا شَرِبْتُمْ مِنْ شَرَابٍ فَلَكُمْ فِيهِ شَرَقٌ وَ أَشْهَدُ بِاللَّهِ مَا تَنَالُونَ مِنَ الدُّنْيَا نِعْمَةً تَفْرَحُونَ بِهَا إِلَّا بِفِرَاقِ أُخْرَى تَكْرَهُونَهَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خُلِقْنَا وَ إِيَّاكُمْ لِلْبَقَاءِ لَا لِلْفَنَاءِ لَكِنَّكُمْ مِنْ دَارٍ إِلَى دَارٍ تُنْقَلُونَ فَتَزَوَّدُوا لِمَا أَنْتُمْ صَائِرُونَ إِلَيْهِ وَ خَالِدُونَ فِيهِ وَ السَّلَامُ 629 .
[كلامه ع في الدعاء إلى نفسه و التعريض بظالمه]
(فصل) و من كلامه ع في الدعاء إلى نفسه و الدلالة على فضله و الإبانة عن حقه و التعريض بظالمه و الإشارة إلى ذلك و التنبيه عليه
مَا رَوَاهُ الْخَاصَّةُ وَ الْعَامَّةُ عَنْهُ وَ ذَكَرَ ذَلِكَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى وَ غَيْرُهُ مِمَّنْ لَا يَتَّهِمُهُ خُصُومُ الشِّيعَةِ فِي رِوَايَتِهِ أَنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ع قَالَ فِي أَوَّلِ خُطْبَةٍ خَطَبَهَا بَعْدَ بَيْعَةِ النَّاسِ لَهُ عَلَى الْأَمْرِ وَ ذَلِكَ بَعْدَ قَتْلِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ أَمَّا بَعْدُ فَلَا يُرْعِيَنَّ مُرْعٍ 630 إِلَّا عَلَى نَفْسِهِ شُغِلَ عَنِ الْجَنَّةِ مَنِ النَّارُ أَمَامَهُ سَاعٍ مُجْتَهِدٌ وَ طَالِبٌ يَرْجُو وَ مُقَصِّرٌ فِي النَّارِ ثَلَاثَةٌ وَ اثْنَانِ مَلَكٌ طَارَ بِجَنَاحَيْهِ وَ نَبِيٌّ أَخَذَ اللَّهُ بِضَبْعَيْهِ 631 لَا سَادِسَ هَلَكَ مَنِ ادَّعَى وَ رَدِيَ 632 مَنِ اقْتَحَمَ الْيَمِينُ وَ الشِّمَالُ مَضَلَّةٌ وَ الْوُسْطَى الْجَادَّةُ مَنْهَجٌ عَلَيْهِ بَاقِي 633 الْكِتَابِ وَ السُّنَّةِ وَ آثَارِ النُّبُوَّةِ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى دَاوَى هَذِهِ الْأُمَّةَ بِدَوَاءَيْنِ السَّوْطِ وَ السَّيْفِ لَا هَوَادَةَ عِنْدَ الْإِمَامِ فَاسْتَتِرُوا بِبُيُوتِكُمْ وَ أَصْلِحُوا فِيمَا بَيْنَكُمْ وَ التَّوْبَةُ